• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مجموع أقوال العلماء في مسألة عصمة الأنبياء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مجموع أقوال العلماء في مسألة عصمة الأنبياء

    ه
    هل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجتهد فيخطئ فيصوبه الوحي ؟يجيبك العلماء:
    1*)العلامة ربيع المدخلي
    قال حفظه الله: في قضية الأسرى بعد ما نصر الله رسوله وأظهره على أعدائهقتلوا من قريش سبعين وأسروا سبعين وأخذوا الأسرى وهم متجهون إلى المدينة فقالالرسول صلى الله عليه وسلم : ما رأيكم في هؤلاء الأسرى ؟ وقال : ( والله لو كانالمطعم بن عدى حياً وسألني هؤلاء النتنى لأعطيتهم إياه )[1] ، ما رأيك يا أبا بكر؟ ما رأيك يا عمر ؟ قال أبو بكر وبعض الناس : يا رسول الله هم قومنا وعشيرتنا نأخذمنهم المال نتقوى به ونستعين به لعل الله أن يهديهم في يوم من الأيام إلى الإسلام، وقال عمر : يا رسول الله هؤلاء صناديد قريش وما أرى ما رأى أبو بكر – رضي اللهعنه – أرى أن تمكننا من قتلهم ومن استئصال شأفتهم فإن هؤلاء صناديد قريش إذاقتلناهم لا تقوم للكفر قائمة ، فهوي رسول الله رأي أبي بكر ومال إلى رأيه وأخذالفداء ، جاء في اليوم الثاني عمر وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكريبكيان فقال عمر : ما يبكيكما ؟ إن رأيت بكاء بكيت وإلا تباكيت ، فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم : (أبكي للذي عرض على قومك والله لقد عُرض عليَّ عذابهم دونهذه الشجرة ) ( الحديث في صحيح مسلم ) [2]وأنزل الله تبارك وتعالى:( مَا كَانَلِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَعَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌحَكِيمٌ)(الأنفال:67) (لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَاأَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (لأنفال:68) ، هذا نقدوتوجيه وتربية لرسول الله وأصحابه ، لأن رسول الله صلى الله عليهوسلم وأبو بكر رضي الله عنه رأوا الفداء وعمر رأى غير ذلك وجاء الصواب لمن ؟ لعمررضي الله عنه .
    وآيات كثيرة في هذاالنقد ، نقدالكفار نقد اليهود نقد النصارى نقد المشركين نقد الصحابة نقد المنافقين ، آياتكثيرة كلها في البيان والنقد والتوضيح ، وفي السنة شئ كثير كذلك .
    فمثلاً من القرآن : قوله تعالى :(عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَصَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ) (التوبة:43) اجتهادمن النبي عليه الصلاة والسلام ، جاء المنافقون يعتذرون ، فيقولون :يا رسولالله أنا عندي كذا وأنا عندي كذا وهذا يقول : أنا مريض والرسول يعذرهم ، والأعذارهذه كلها أكاذيب فأنزل الله هذه الآية : (عفا الله عنك) الآية ، يعني هذا درسلرسول الله وللأمة إلى الأبد . ثم أنزل الله في المنافقين : (اسْتَغْفِرْ لَهُمْأَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْيَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ )(التوبة: من الآية80) .
    لما مات عبد الله بن أُبي جاء ابنهعبد الله قال : يا رسول الله أبي توفي وأريد أن تكفنه بثوبك فوافق النبي صلى اللهعليه وسلم ، فأخرجوه وأخذ ثوبه وكفنه به وأجلسه على ركبتيه وكفنوه وحنطوه وأنزلهفي القبر ودفنه ، ولما قام يصلي عليه قال عمر : يا رسول الله أتصلي عليه – ومسكثوبه - وقد قال يوم كذا كذا وكذا وفعل يوم كذا كذا وكذا ؟ قال : إن الله خيرنيفقال : (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْسَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ)(التوبة: من الآية80) ،والله لو علمت أني أستغفر لهم أكثر من سبعين مرة ويغفر الله لهم لاستغفرت لهم )[3]، فالرسول عليه الصلاة والسلام فهم التخيير فأنزل الله : (وَلا تُصَلِّ عَلَىأَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ)(التوبة: من الآية84) ،وقال سبحانه : (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوالِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى)(التوبة: من الآية113) كل هذا فيه توجيه ولو للرسول صلى الله عليه وسلم ، يعني تصرفاتالرسول ما يقرها إذا ما وافقت ما عند الله ، كاجتهاد حصل فيه خطأ يأتي – والله – التوجيه والعتاب والتصحيح ، ما يقال :فيه إيذاء لشخص محمد عليه الصلاة والسلام ، أو قال : أنا رسول الله لا يُعترض علي، لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتم شيئاً لكتم هذه الأشياء ، كما قالتعائشة رضي الله عنها : لو كان محمداً كاتماً شيئاً لكتم هذه الآية : (وَإِذْتَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْعَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِوَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ)(الأحزاب: من الآية37) فيقضية زينب[4] ، انظر هذا النقد لرسول اللهالكريم عليه الصلاة والسلام .
    النقد منهج شرعي
    للشيخ : ربيع بن هادي المدخلي
    [1] الحديث أخرجه : البخاري في فرض الخمس (3139) ، وفي المغازي (4024) ،وأحمد في أول مسند االمدنين من حديث جبير بن مطعم (27546 ) .

    [2] الحديث أخرجه : مسلم في الجهاد والسير (1763) باب : الإمداد بالملائكةفي غزوة بدر ، والترمذي في االتفسير (3081 ) ، وأبو داود في الجهاد (2690) ، وأحمدفي مسند العشرة (208،221) .
    [3] الحديث أخرجه : البخاري في التفسير (4670) ، ومسلم في فضائل الصحابة(2400)، وفي صفات المنافقين (2774) ، والترمذي في التفسير
    (3098) والنسائي في الجنائز (1900) ، والنسائي في الجنائز (1523) ، وابنماجه في الجنائز (1523) ، وأحمد في مسند المكثرين من الصحابة
    (4666) .
    [4] الحديث أخرجه : البخاري في بدء الخلق (3234) ، ومسلم في الإيمان (177)، والترمذي في التفسير (3068) ، وأحمد في باقي مسند الأنصار(23707،25510،25763) .

    2*)قال العلامة الوالد ربيع بن هادي المدخلي في (براءة الأمناء مما يبهتهم به أهل المهانة والخيانة الجهلاء):
    ... (وأعترف لك أن هذا يخالفالكتاب والسنة ومنهج السلف ـ رضوان الله عليهم ـ في التعامل مع أقوال السلف، ذلكالتعامل الواعي القائم على أنه لا عصمة إلا للأنبياء فيما يبلغونه ، بل يعتقدون أنه قد يحصل الخطأ من الأنبياء،وميزتهم أن الله ينبههم إلى ذلك ، ولا يقرهم على الخطأ...)
    بواسطة المجموع الواضح في رد منهج وأصول فالح، ص 237/238
    3*) قال الشيخ العلامة عبد الرحمن بن حسن آلالشيخ -رحمه الله-: ((وأما قولهم في عصمة الأنبياء ، فالذي عليه المحققون: أنه قد تقع منهم الصغائر، لكن لا يقرون عليها، وأماالكبائر فلا تقع منهم)). "الدرر السنية" (11/509) و (رسائل وفتاوى الشيخعبد الرحمن بن حسن-ص:45)

    4*) وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله– عن المراد بعصمة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فأجاب: ((عصمة رسول الله صلىالله عليه وسلم من كلّ ما ينافي الرسالة فهو معصوم من الكذب , معصوم من سوءالأخلاق , معصوم من الخيانة , معصوم من الشرك وغيره ممّا ينافي الرسالة.
    أمّا ما يقعمنه من الذنوب فإنَّه معصوم من الإقرار عليها بخلاف غيره قد يفعل الذنب و يستمرّفيه)). اللقاء (112) من (لقاء الباب المفتوح) يوم: الخميس 22رجب 1416.

    5*) وسئل شيخ الإسلام -رحمه الله- عن رجلقال إن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام معصومون من الكبائر دون الصغائر فكفره رجلبهذه فهل قائل ذلك مخطىء أو مصيب ؟ وهل قال أحد منهم بعصمة الأنبياء مطلقا ؟ وماالصواب في ذلك ؟؟!
    فأجاب: ((الحمد لله رب العالمين؛ليس هو كافرا باتفاق أهل الدين ، ولا هذا من مسائل السب المتنازع في استتابة قائلهبلا نزاع ، كما صرح بذلك القاضي عياض وأمثاله -مع مبالغتهم في القول بالعصمة وفيعقوبة الساب- ومع هذا فهم متفقون على أن القول بمثل ذلك ليس هو من مسائل السبوالعقوبة ، فضلا أن يكون قائل ذلك كافرا أو فاسقا.
    فإن القولبأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر: هو قول أكثر علماء الإسلام وجميعالطوائف ،حتى إنه قول أكثر أهل الكلام!! كما ذكر أبو الحسنالآمدي: أن هذا قول أكثر الأشعرية ، وهو أيضا قول أكثر أهل التفسير والحديثوالفقهاء ، بل هو لم ينقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا مايوافق هذا القول ولم ينقل عنهم ما يوافق القول[. . .][3] وإنما نقل ذلكالقول في العصر المتقدم: عن الرافضة ثم عن بعض المعتزلة ، ثم وافقهم عليه طائفة منالمتأخرين؛ وعامة ما ينقل عن جمهور العلماء: أنهم غير معصومين عن الإقرار علىالصغائر ولا يقَرون عليها ولا يقولون إنها لا تقع بحال.
    وأول من نقل عنهم من طوائف الأمة القول بالعصمة مطلقا وأعظمهم قولا لذلك:الرافضة ، فإنهم يقولون بالعصمة حتى ما يقع على سبيل النسيان ، والسهو والتأويل ،وينقلون ذلك إلى من يعتقدون إمامته ، وقالوا بعصمة علي والإثنى عشر.
    ثم الإسماعيلية الذين -كانوا ملوك القاهرة- وكانوا يزعمون أنهم خلفاءعلويون فاطميون ، وهم عند أهل العلم من ذرية عبيد الله القداح ، كانوا هم وأتباعهميقولون بمثل هذه العصمة لأئمتهم ونحوهم ، مع كونهم -كما قال فيهم أبو حامد الغزاليفي كتابه الذي صنفه في الرد عليهم- قال: ظاهر مذهبهم الرفض وباطنه الكفر المحض.
    وقد صنف القاضي أبو يعلى وصف مذاهبهمفي كتبه ، وكذلك غير هؤلاء من علماء المسلمين ، فهؤلاء وأمثالهم من الغلاةالقائلين بالعصمة وقد يكفرون من ينكر القول بها ، وهؤلاء الغالية هم كفار باتفاقالمسلمين.
    فمن كفرالقائلين بتجويز الصغائر عليهم: كان مضاهيا لهؤلاء الإسماعيلية والنصيرية والرافضةوالإثنى عشرية؛ ليس هو قول أحد من أصحاب أبي حنيفة ، ولا مالك ولا الشافعي ، ولاالمتكلمين المنتسبين إلى السنة المشهورين ، كأصحاب أبي محمد عبد الله بن سعيد بنكلاب ، وأبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري ، وأبي عبد الله محمد بن كرام وغيرهؤلاء ، ولا أئمة التفسير ولا الحديث ولا التصوف ، ليس التكفير بهذه المسألة قولهؤلاء.
    فالمكفر بمثل ذلك يستتاب ، فإن تابوإلا عوقب على ذلك عقوبة تردعه وأمثاله عن مثل هذا ، إلا أن يظهر منه ما يقتضىكفره وزندقته ، فيكون حكمه حكم أمثاله.
    وكذلك المفسق بمثل هذا القول: يجب أن يعزر بعد إقامةالحجة عليه ، فإن هذا تفسيق لجمهور أئمة الإسلام.
    وأماالتصويب والتخطئة في ذلك: فهو من كلام العلماء الحافظين ، من علماء المسلمينالمنتسبين إلى السنة والجماعة ، وتفصيل القول في ذلك يحتاج إلى بسططويل لا تحتمله هذا الفتوى والله أعلم)). "مجموع الفتاوى" (4/319-321)

    6*) قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: ((طوائفمن أهل البدع والكلام ، والشيعة وكثير من المعتزلة ، وبعض الأشعرية ، وغيرهم ممنيوجب عصمة الأنبياء من الصغائر ، وهؤلاء فروا من شيء ووقعوا فيما هو أعظم منه ، فيتحريف كلام الله عن مواضعه ؛ وأما السلف قاطبة من القرون الثلاثة الذين هم خيرقرون الأمة ؛ وأهل الحديث والتفسير ؛ وأهل كتب قصص الأنبياء والمبتدأ وجمهورالفقهاء والصوفية ؛ وكثير من أهل الكلام كجمهور الأشعرية وغيرهم وعموم المؤمنين:فعلى ما دل عليه الكتاب والسنة ، مثل قوله تعالى: ﴿وعصى آدم ربه فغوى﴾ وقوله: ﴿ربناظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين﴾ بعد أن قال لهما: ﴿ألمأنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين﴾ وقوله تعالى: ﴿فتلقىآدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم﴾ مع أنه عوقب بإخراجه من الجنة ؛وهذه نصوص لا تردّ إلا بنوع من تحريف الكلام عن مواضعه..)) "مجموعالفتاوى" (20/88-89).

    7*) وقال العلامة الشنقيطي -رحمه الله-:((وقوله تعالى في هذه الآية ﴿وعصى آدم﴾ يدل على أن معنى غوى: ضل عن طريق الصواب-كما ذكرنا- وقد قدمنا أن هذه الآية الكريمة وأمثالها في القرآن هي حجة من قال بأن الأنبياء غير معصومين من الصغائر؛وعصمة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم مبحث أصولي لعلماء الأصول ، فيه كلام كثيرواختلاف معروف ، وسنذكر هنا طرفاً من كلام أهل الأصول في ذلك؛ قال ابن الحاجب في"مختصر الأصول": مسألة: الأكثر على أنه لايمتنع عقلا على الأنبياء معصية ، وخالف الروافض وخالف المعتزلة إلا فيالصغائر ، ومعتمدهم التقبيح العقلي ، والإجماع على عصمتهم بعد الرسالة من تعمدالكذب في الأحكام لدلالة المعجزة على الصدق؛ وجوزهالقاضي غلطاً وقال: دلت على الصدق اعتقاداً ، وأما غيره من المعاصيفالإجماع على عصمتهم من الكبائر والصغائر الخسيسة ، والأكثر على جواز غيرهما.أهـمنه بلفظه.
    وحاصل كلامه: عصمتهم من الكبائر ومن صغائر الخسة دونغيرها من الصغائر)). "أضواء البيان" (4/583-584)

    وقال-رحمه الله-: ((هو ونحوه من الآيات: مستند منقال من أهل الأصول بعدم عصمة الأنبياء من الصغائر التي لا تتعلق بالتبليغ؛ لأنهميتدراكونها بالتوبة والإنابة إلى الله حتى تصير كأنها لم تكن.
    واعلم أن جميع العلماء أجمعوا علىعصمة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم في كل ما يتعلق بالتبليغ. واختلفوا فيعصمتهم من الصغائر التي لا تعلق لها بالتبليغ اختلافاً مشهوراً معروفاً في الأصول؛ولا شك أنهم صلوات الله عليهم وسلامه إن وقع منهم بعض الشيء: فإنهم يتداركونه بصدقالإنابة إلى الله ، حتى يبلغوا بذلك درجة أعلا من درجة من لم يقع منه ذلك))."أضواء البيان" (4/105-106).

    8*) قال ابن بطال -رحمه الله-: ((وذِكرالأنبياء -صلى الله عليهم وسلم- فى حديث الشفاعة لخطاياهم، فإن الناس اختلفوا هل يجوز وقوع الذنوب منهم؟ فأجمعت الأمة على أنهم معصومون فىالرسالة ، وأنه لا تقع منهم الكبائر ، واختلفوا فى جواز الصغائر عليهم فأطبقتالمعتزلة والخوارج على أنه لا يجوز وقوعها منهم !! وزعموا أن الرسل لا يجوز أن تقعمنهم ما ينفر الناس عنهم وأنهم معصومون من ذلك!!! وهذا باطل لقيام الدليل معالتنزيل وحديث الرسول أنه ليس كل ذنب كفرًا.
    وقولهم: إن البارى تجب عليه عصمةالأنبياء -عليهم السلام- من الذنوب فلا ينفر الناس عنهم بمواقعتهم لها: هو فاسدبخلاف القرآن له، وذلك أن الله تعالى قد أنزل كتابه وفيه متشابه مع سابق علمه أنهسيكون ذلك سببًا لكفر قوم ، فقال تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ فى قُلُوبِهِمْزَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ﴾ [آل عمران: 7] وقال تعالى: ﴿وَإِذَابَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواإِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ﴾ [النحل: 101] فكان التبديل الذى هو النسخ سببًا لكفرهم ،كما كان إنزاله متشابهًا سببًا لكفرهم ، وقال أهلالسنة: جائز وقوع الصغائر من الأنبياء ، واحتجوا بقوله تعالى مخاطبًالرسوله: ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾[الفتح: 2] فأضاف إليه الذنب ، وقد ذكر الله فى كتابه ذنوب الأنبياء فقال تعالى: ﴿وَعَصَىآدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾ [طه: 121] وقال نوح لربه: ﴿إِنَّ ابنِى مِنْ أَهْلِى﴾[هود: 45] فسأله أن ينجيه ، وقد كان تقدم إليه تعالى فقال: ﴿وَلاَ تُخَاطِبْنِىفِى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ﴾ [هود: 37] وقال إبراهيم:﴿وَالَّذِى أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِى خَطِيئَتِى يَوْمَ الدِّينِ﴾ [الشعراء: 82] وفى كتاب الله تعالى من ذكر خطايا الأنبياء ما لا خفاء به ، وقدتقدم الاحتجاج فى هذه المسألة فى كتاب الدعاء)). "شرح ابنبطال على صحيح البخاري" (20/87)
    9*) قال الإمام الشوكاني -رحمه الله-:((وأما الصغائر التي لا تزري بالمنصب ، ولا كانت من الدناءات فاختلفوا هل تجوزعليهم ، وإذا جازت هل وقعت منهم أم لا؟ فنقل إمام الحرمين وإِلكيَا عن الأكثرينالجواز عقلا ، وكذا نقل ذلك عن الأكثرين ابن الحاجب ، ونقل إمام الحرمين وابنالقشيري عن الأكثرين أيضا عدم الوقوع ، قال إمام الحرمين: الذي ذهب إليه المحصلونأنه ليس في الشرع قاطع في ذلك نفيا أو إثباتا والظواهر مشعرة بالوقوع.
    ونقل القاضي عياض تجويز الصغائر ووقوعها عنجماعة من السلف منهم أبو جعفر الطبري ، وجماعة من الفقهاء والمحدثين:قالوا ولا بد من تنبيههم عليه إما في الحال على رأي جمهور المتكلمين أو قبل وفاتهمعلى رأي بعضهم)). "إرشاد الفحول" (1/70)

    10*) جاء في "مجلّة البحوثالإسلامية" الصادرة عن الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلميّة والافتاء ،بإشراف الإمام العلامة عبد العزيز ابن باز -رحمه الله-: ((وقد كان بابالاجتهاد مفتوحا زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- واتفق العلماء على وقوع الاجتهادمنه -صلى الله عليه وسلم- في الأقضية وفصل الخصومات ، وفي أمور الحرب وفي شئونالدنيا؛ واختلفوا في وقوع الاجتهاد منه فيما عدا ذلك؛ والراجح أنه وقع الاجتهادمنه مطلقا حتى في العبادات[10] وهو ما عليه جمهور العلماء ومنهم الأئمة الأربعة.
    مثال اجتهاد الرسول -صلى الله عليهوسلم- في الأقضية وفصل الخصومات: أنه قضى لهند بنت عتبة زوجة أبي سفيان بالنفقةلها ولأولادها وأنه يجوز لها أن تأخذ من ماله ما يكفيها وولدها بالمعروف[11].
    وقد كان النبي -صلى الله عليهوسلم- يؤكد للمتخاصمين أنه بشر وأنه يحكم بالظاهر بناء على اجتهاده ، فعن أم سلمةأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي ولعلبعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي على نحو ما أسمع فمن قضيت له بحق أخيه شيئافلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار))[12].
    ومثال اجتهاده -صلى الله عليهوسلم- في أمور الحرب: اجتهاده في أسرى بدر ، فقد شاور الصحابة فيما يصنع بهم فأشارعليه أبو بكر بأخذ الفدية منهم وأشار عليه عمر بضرب رقابهم ، ومال الرسول -صلىالله عليه وسلم- في اجتهاده إلى اجتهاد أبي بكر فنزلقول الله سبحانه معاتبا الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ﴿مَا كَانَلِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَعَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾[13].
    ومثال اجتهاده -صلى الله عليهوسلم- في شئون الدنيا: قوله للصحابة لما رآهم يؤبرون النخل ((لعلكم لو لم تفعلواكان خيرا)) فلما ذكروا له فيما بعد أن ثمر النخل قد سقط قال لهم: ((أنتم أعلم بأمردنياكم))[14].
    ومثال اجتهاده -صلى الله عليهوسلم- في العبادات: أنه ساق الهدي في حجه ونوى القران بدليل أنه قال للصحابة: ((لوأني استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي))[15] ولو كان سوق الهدي بالوحي لماقال: ((لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت)).
    ومثال اجتهاده -صلى الله عليهوسلم- في العبادات أيضا: استغفاره لبعض المنافقين وصلاته على بعضهم ، كما ثبت أنهصلى على عبد الله بن أبيّ ، واستغفر لعمه أبي طالب ، فنزل قول الله سبحانه في شأناستغفاره للمنافقين: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْتَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾ ونزل قولهتعالى في شأن صلاته -عليه الصلاة والسلام- على عبد الله بن أبي : ﴿وَلاَ تُصَلِّعَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ﴾[16].
    ونزل قوله تعالى في شأن استغفاره-صلى الله عليه وسلم- لعمه أبي طالب : ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواأَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِمَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾[17].
    وإذا أخطأ النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يقر علىذلك، ونزل عليه الوحي لبيان الصواب ، كما حصل منه -عليه الصلاة والسلام- في أخذالفداء من أسرى بدر ، وفي استغفاره لعمه أبي طالب[18] ولبعض المنافقين وصلاته علىبعضهم)). "مجلة البحوث الإسلامية" (27/149-151).

    11*) قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي -رحمهالله-: ((وفي الآية قرينتان على أن حكمهما[أي: سليمان وداود عليهماالصلاة والسلام.] كان باجتهاد لا بوحي ، وأن سليمان أصاب فاستحق الثناء باجتهادهوإصابته ، وأن داود لم يصب فاستحقالثناء باجتهاده ولم يستوجب لومًا ولا ذمًّا بعدم إصابته ، كما أثنى على سليمانبالإصابة في قوله: ﴿ففهمناها سليمان﴾ وأثنى عليهما في قوله: ﴿وكلا آتينا حكماوعلما﴾ فدل قوله: ﴿إذ يحكمان﴾ على أنهما حكما فيها معا ، كل منهما بحكم مخالف لحكمالآخر ، ولو كان وحيا لما ساغ الخلاف ، ثم قال: ﴿ففهمناها سليمان﴾ فدل ذلك على أنهلم يفهمها داود ، ولو كان حكمه فيها بوحي لكان مفهما إياها كما ترى.
    فقوله: ﴿إذ يحكمان﴾ مع قوله:﴿ففهمناها سليمان﴾ قرينة على أن الحكم لم يكن بوحي بل باجتهاد ، وأصاب فيه سليماندون داود بتفهيم الله إياه ذلك.
    والقرينة الثانية: هي أن قولهتعالى: ﴿ففهمناها . . . الآية ﴾ يدل على أنه فهمه إياها من نصوص ما كان عندهم منالشرع ، لا أنه أنزل عليه فيها وحيا جديدا ناسخا ، لأن قوله تعالى: ﴿ففهمناها﴾أليق بالأول من الثاني كما ترى.)) "أضواء البيان" (4/596 – 597).

    12*)قالابن النجّار -رحمه الله-: ((ويجوز اجتهاده[أي: رسول الله صلى الله عليهوسلم ، وقوله: ((وعزاه الواحدي إلى سائر الأنبياء)) أي: أن سائر الأنبياء عليهمالصلاة والسلام يجوز لهم الاجتهاد في أمر الشرع.
    ] أيضا في أمر الشرع عقلا وشرعا عند أصحابنا والأكثر ، وعزاه الواحدي إلى سائرالأنبياء.
    قال: ولا حجة للمانع في قولهتعالى: ﴿إن أتبع إلا ما يوحى إلي﴾ فإن القياس على المنصوص بالوحي اتباع للوحي.
    ومنعه الأكثر من الأشعرية والمعتزلة ، وقال القاضي: إنه ظاهر كلام أحمد فيرواية ابنه عبد الله.
    ووقع[23] على الصحيح عند أكثرأصحابنا . . . . إلى أن قال -رحمه الله-: و على القولبجواز اجتهاده -صلى الله عليه وسلم- ووقوعه منه: لا يقر على خطأ إجماعا ، وهذايدل على جواز[24] الخطأ ، إلا أنه لا يقر عليه ، واختار هذا ابن الحاجبوالآمدي ، ونقله عن أكثر أصحاب الشافعي والحنابلة ، وأصحاب الحديث.))"شرح الكوكب المنير" (4/476-481).

    13*) قال العلامة الآلوسي -رحمه الله-:((واستُدِل بالآية على أن الأنبياء عليهم السلام قد يجتهدون وأنه قد يكون الوحيعلى خلافه ولا يقرون على الخطأ ،وتُعُقِّبَ بأنها إنما تدل على ذلك لو لم يقدر في ﴿مَا كَانَ لِنَبِىٍّ﴾ لأصحابنبي[26] !! ولا يخفى أن ذلك خلاف الظاهر ، مع أن الإذن لهم فيما اجتهدوا فيهاجتهاد منه -عليه الصلاة والسلام- إذ لا يمكن أن يكون تقليداً لأنه لا يجوز لهالتقليد[27]، وأما أنها إنما تدل على اجتهاد منه -عليه الصلاة والسلام- إذ لا يمكنأن يكون تقليداً لأنه لا يجوز له التقليد ، وأما إنها إنما تدل على اجتهاد النبي-صلى الله عليه وسلم- لا اجتهاد غيره من الأنبياء عليهم السلام!! فغير وارد ، لأنهإذا جاز له -عليه الصلاة والسلام- جاز لغيره بالطريق الأولى ، وتمام البحث في كتبالأصول.))

    14*)جاء في فتوى (6290) للجنة الدائمة برئاسةالشيخ ابن باز -رحمه الله-:((نعم الأنبياء والرسل يخطئون ، ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم ،بل يبين لهم خطأهم رحمة بهم وبأممهم ويعفو عن زلتهمويقبل توبتهم فضلا منه ورحمة والله غفور رحيم ، كما يظهر ذلك من تتبع الآياتالقرآنية التي جاءت فيما ذكر من الموضوعات في هذا السؤال ، ولم ينكر الله تعالىعلى نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- إخباره أمته بحديث الذباب ، وما في جناحيه منالداء والدواء ، بل أقره فكان صحيحا وأما أبناء آدم فمع أنهما ليسا من الأنبياءلما قتل أحدهما الآخر ظلما وعدوانا ، بين الله سوء صنيعه بأخيه ، وبين نبينا محمد-صلى الله عليه وسلم- أن ما من نفس تقتل ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل مندمها لأنه أول من سن القتل .
    وبالله التوفيق ، وصلى الله علىنبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم.
    اللجنة الدائمة للبحوث العلميةوالإفتاء
    الرئيس:عبد العزيز بن عبد الله بن باز؛ نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي؛ عضو: عبدالله بن غديان؛ عضو: عبد الله بن قعود)) "مجلة البحوث الإسلامية"الصادرة عن الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء (42/116).

    15*) وقالت اللّجنة الدائمة برئاسة الشيخ ابنباز -رحمه الله-: ((والراجح وقوع الخطأمن النبي -صلى الله عليه وسلم- لكنه لا يقر عليه)). "مجلةالبحوث الإسلامية" (27/151) هامش

    16*) قال العلاّمة الإمام محمّد ناصر الدينالألباني: ((هنا يأتي سؤال ، هل للنبي -صلى الله عليه وسلّم- تصرفات فيالشرع -في الأحكام الشرعية- يمكن أن يصيب فيها و أن يخطأ لأنه اجتهد ولم يوح إليهفي شيء من الاجتهادات ، هل هذا وقع أو كلّ ما جاء من كلام الرسول -صلى الله عليهوسلّم- فيما يتعلّق بالأحكام الشرعيّة: كلّ ذلك وحي ؟؟! أقول في الجواب عن هذاالسؤال ، وإنّما أطرحه للانتباه إلى نكتة الجواب -أوّلا- ولأنّ كثيرا من النّاساليوم ممن ينتمون إلى حزب من الأحزاب الإسلامية . . . .[31] يوجد هناك حزب إسلاميفي هذه البلاد وفي غيرها ، يقول: إنّه لا يجوز للرسول -عليه السلام- أن يجتهد !!الرسول لا يجتهد !! هكذا زعموا !! لكن: هذا الزعم مرفوض بكثير من النّصوص ، الذينادّعوا هذا الادعاء نيّتهم -الله أعلم- أنها حسنة ، لكنّها من حيث الثمرة: هيسيّئة! لأنّها تشبه نيّة كثير من الفرق القديمة ، التي أنكرت نصوصا في الكتابوالسنّة صريحة ، لتوهّمهم أنّ التمسك بهذه النصوص على ظاهرها -كما يزعمون- تؤدّيإلى تعطيل الشّريعة أو الطّعن في جانب من جوانبها ، فالذين يقولون: إن الرسول عليهالسلام لا يجتهد !! سيقولون -إذن- نحن ما يدرينا إذا أخذنا برأي من آراء الرسول[صلى الله عليه وعلى آله وسلّم] التي اجتهد فيها أن يكون قد أخطأ ؟!!
    هنا يأتي الجواب: إن النبي -صلىالله عليه وعلى آله وسلّم- إذا كان يقول: ((إذا اجتهد الحاكم فاجتهد فأصاب فلهأجران ، فإن أخطأ فله أجر واحد))[32] فرسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أولىبالاجتهاد ، وأقرب إلى إصابة الصواب[*] ، وأن يأجرذلك الأجر المضاعف ، فلماذا نقول إن الرسول [صلى الله عليه وعلى آله وسلّم] لايجتهد !! وقد اجتهد فعلاً.
    لكنّنانقول: إن اجتهد فأخطأ: فسرعان ما يصوّبه الوحيُ ، هذا الذي قلته آنفا ﴿يوحى إليّ﴾أي: يوحى إليّ بحكم شرعيٍّ ، أو بتصويب لاجتهادٍ نبويًّ ، فحينئذٍ نحن نكون فيمأمن من أن نكون متّبعين للرّسول [صلى الله عليه وعلى آله وسلّم] في شيء اجتهد فأخطأ-حاشاه من ذلك- لذلك: هذا يؤدي بنا إلى أن نتّخذ هذا الجواب قاعدة ، للردّ على بعضالدكاترة -وهنا بصورة خاصة- في الجامعة الأردنيّة . . .[34] إذن: إذا جاء مثل قولهتعالى: ﴿عبس وتولّى﴾ إذن: هذا مثال واقعي ، كيف نقول أن الرسول -صلى الله عليهوسلّم- لا يجتهد ؟؟! ها هو قد اجتهد لكنّه لم يقرّ ﴿وما يدريك لعلّه يزّكى * أويذّكر فتنفعه الذّكرى﴾ وكثير من الأحكام التي صدرت عن الرسول عليه السلام توحيإلينا -من كلامه عليه السّلام- لا من كلام ربّ العالمين ، أنّها اجتهاد منه . ..[35] فهو إذا اجتهد فأخطأ لا يقرُّ ،ينبّه بماذا؟ بطريقة الوحي . . .[36] أمّا الرسول عليه السلام فهو معصوم من أنيقرّ على خطأ))

    16*) قال شيخ الإسلام -رحمه الله-:((وتنازع الناس: هل في سنته ما يقولُه باجتهاد ؟ وإذا اجتهد هل يجوز عليه الخطألكن لا يُقرُّ عليه ؟
    وأكثرالفقهاء يقولون بالأمرين[38] ، ولم يقل أحد إن هؤلاء سابون له ، وإلا فيكون أكثرأصحاب مالك والشافعي وأحمد يسبون الرسول صلى الله عليه وسلم!!!))


    17*)قال الشيخ الفوزان حفظهالله في كتابه الماتع "الإرشاد إلى صحيح الإعتقاد" تحت فصل الإيمانبالرسل ( الصفحة 97-101) :
    عصمة الأنبياء
    العصمة‏:‏ المنعة، والعاصم‏:‏ المانع الحامي، والاعتصام‏:‏ الامتساكبالشيء‏.‏
    والمراد بالعصمة هنا حفظ الله لأنبيائه من الذنوب والمعاصي‏.‏
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية حاكيا للخلاف ومبينا الراجح في هذه المسألة‏:‏‏"‏الأنبياء صلوات الله عليهم معصومون فيما يخبرون عن الله سبحانه وفي تبليغرسالاته باتفاق الأمة، ولهذا وجب الإيمان بكل ما أوتوه‏:‏
    كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَاوَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَوَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْرَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ فَإِنْآمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْافَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُالْعَلِيمُ‏}‏ ‏.‏ وقال‏:‏ ‏{‏وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِوَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ‏}‏ ‏.‏
    وقال‏:‏ ‏{‏آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِوَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِلَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَاغُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ‏}‏ ‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏وهذهالعصمة الثابتة للأنبياء هي التي يحصل بها مقصود النبوة والرسالة؛ فإن النبي هوالمنبئ عن الله، والرسول هو الذي أرسله الله تعالى، وكل رسول نبي، وليس كل نبيرسولا، والعصمة فيما يبلغونه عن الله ثابتة؛ فلا يستقر في ذلك خطأ باتفاقالمسلمين‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏ إلى أن قال‏:‏ ‏"‏وأما العصمة في غير ما يتعلقبتبليغ الرسالة؛ فللناس فيه نزاع‏:‏ هل هو ثابت بالعقل أو بالسمع‏؟‏ ومتنازعون فيالعصمة من الكبائر والصغائر أو من بعضها‏؟‏ أم هل العصمة إنما هي في الإقرار عليهالا في فعلها‏؟‏ أم لا يجب القول بالعصمة إلا في التبليغ فقط‏؟‏ وهل تجب العصمة منالكفر والذنوب قبل المبعث أو لا‏؟‏ والقول الذي عليهجمهور الناس -وهو الموافق للآثار المنقولة من السلف- إثبات العصمة من الإقرار علىالذنوب مطلقا، والرد على من يقول‏:‏ إنه يجوز إقرارهم عليها‏.‏ وحججالقائلين بالعصمة إذا حررت إنما تدل على هذا القول، وحجج النفاة لا تدل على وقوعذنب أقر عليه الأنبياء‏.‏ فإن القائلين بالعصمة احتجوا بأن التأسي بهم إنما هومشروع فيما أقروا عليه دون ما نهوا عنه ورجعوا عنه؛ كما أن الأمر والنهي إنما تجبطاعتهم فيما لم ينسخ منه، فأما ما نسخ من الأمر والنهي؛ فلا يجوز جعله مأمورا بهولا منهيا عنه فضلا عن وجوب اتباعه والطاعة فيه‏.‏ وكذلك ما احتجوا به من أنالذنوب تنافي الكمال، أو أنها ممن عظمت عليه النعمة أقبح، أو أنها توجب التغيير،أو نحو ذلك من الحجج العقلية‏.‏‏.‏‏.‏ فهذا إنما يكون مع البقاء على ذلك وعدمالرجوع، وإلا؛ فالتوبة النصوح التي يقبلها الله يرفع بها صاحبها إلى أعظم مما كانعليه؛ كما قال بعض السلف‏:‏ كان داود عليه السلام بعد التوبة خيرا منه قبلالخطيئة‏.‏ وقال آخر‏:‏ لو لم تكن التوبة أحب الأشياء إليه؛ لما ابتلى بالذنب أكرمالخلق عليه، وقد ثبت في الصحاح حديث التوبة‏:‏ ‏(‏لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزلمنزلا‏)‏ الحديث‏.‏ إلى أن قال‏:‏ ‏"‏وفي الكتاب والسنة الصحيحة والكتب التيأنزلت قبل القرآن مما يوافق هذا القول ما يتعذر إحصاؤه، والرادون لذلك تأولوا ذلكبمثل تأويلات الجهمية والقدرية والدهرية لنصوص الأسماء والصفات ونصوص القدر ونصوصالمعاد، وهي من جنس تأويلات القرامطة الباطنية التي يعلم بالاضطرار أنها باطلةوأنها من باب تحريف الكلم عن مواضعه، وهؤلاء يقصدأحدهم تعظيم الأنبياء فيقع في تكذيبهم، ويريد الإيمان بهم فيقع فيالكفر بهم‏.‏ ثم إن العصمة المعلومة بدليل الشرع والعقل والإجماع- وهي العصمة فيالتبليغ- لم ينتفعوا بها إذ كانوا لا يقرون بموجب ما بلغته الأنبياء، وإنما يقرونبلفظ حرموا معناه، أو كانوا فيه كالأميين الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني‏.‏
    والعصمة التي كانوا ادعوها؛ لو كانت ثابتة؛ لم ينتفعوا بها، ولا حاجة بهمإليها عندهم؛ فإنها متعلقة بغيرهم، لا بما أمروا بالإيمان به، فيتكلم أحدهم فيهاعلى الأنبياء بغير سلطان من الله، ويدع ما يجب عليه من تصديق الأنبياء وطاعتهم،وهو الذي تحصل به السعادة وبضده تحصل الشقاوة، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِنَّمَاعَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ‏}‏ ‏.‏‏.‏‏.‏ الآية‏.‏‏.‏والله تعالى لم يذكر في القرآن شيئا من ذلك عن نبي من الأنبياء؛ إلا مقرونابالتوبة والاستغفار‏:‏
    كقول آدم وزوجته‏:‏ ‏{‏قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْتَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ‏}‏ ‏.‏
    وقول نوح‏:‏ ‏{‏قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَالَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِر لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَالْخَاسِرِيْنَ‏}‏ ‏.‏
    وقول الخليل عليه السلام‏:‏ ‏{‏رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّوَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ‏}‏ ، وقوله‏:‏ ‏{‏وَالَّذِي أَطْمَعُأَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ‏}‏ ‏.‏
    وقول موسى‏:‏ ‏{‏أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَخَيْرُ الْغَافِرِينَ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِيالْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ‏}‏ ، وقوله‏:‏ ‏{‏قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُنَفْسِي فَاغْفِرْ لِي‏}‏ وقوله‏:‏ ‏{‏فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُإِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ‏}‏ ‏.‏
    وقوله تعالى عن داود‏:‏ ‏{‏فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًاوَأَنَابَ فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَمَآبٍ‏}‏ ‏.‏
    وقوله تعالى عن سليمان‏:‏ ‏{‏قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًالَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ‏}‏ ‏.‏
    وأما يوسف الصديق؛ فلم يذكر الله عنه ذنبا؛ فلهذا لم يذكر الله عنه مايناسب الذنب من الاستغفار، بل قال‏:‏ ‏{‏كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَوَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ‏}‏ ؛ فأخبر أنه صرف عنهالسوء والفحشاء، وهذا يدل على أنه لم يصدر منه سوء ولا فحشاء، وأما قوله‏:‏‏{‏وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ‏}‏؛ فالهمّ‏:‏ اسم جنس تحته نوعان؛ كما قال الإمام أحمد‏:‏ الهمّ نوعان‏:‏ همُّخطرات، وهمُّ إصرار، وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أنالعبد إذا همَّ بسيئة؛ لم تكتب عليه، وإذا تركها؛ كتبت له حسنة، وإن عملها؛ كتبتله سيئة واحدة‏)‏ ، وإن تركها من غير أن يتركها لله؛ لم تكتب له حسنة ولا تكتبعليه سيئة، ويوسف صلى الله عليه وسلم همَّ همًّا تركه لله، ولذلك صرف الله عنهالسوء والفحشاء لإخلاصه، وذلك إنما يكون إذا قام المقتضي للذنب- وهو الهم- وعارضهالإخلاص الموجب لانصراف القلب عن الذنب لله؛ فيوسف عليه السلام لم يصدر منه إلاحسنة يثاب عليها؛ قال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْطَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ‏}‏‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏ إلى أن قال‏:‏ ‏"‏وبهذا يظهر جواب شبهة من يقول‏:‏ إنالله لا يبعث نبيا إلا من كان معصوما قبل النبوة‏!‏ كما يقول ذلك طائفة من الرافضةوغيرهم، وكذلك من قال‏:‏ إنه لا يبعث نبيا إلا من كان مؤمنا قبل النبوة‏!‏ فإنهؤلاء توهموا أن الذنوب تكون خفضا وإن تاب التائب منها، وهذا منشأ غلطهم؛ فمن ظنأن صاحب الذنوب مع التوبة النصوح يكون ناقصا؛ فهو غالط غلطا عظيما؛ فإن الذموالعقاب الذي يلحق أهل الذنوب لا يلحق التائب منها شيء أصلا، لكن؛ إن قدم التوبة؛لم يلحقه شيء، وإن أخر التوبة؛ فقد يلحقه ما بين الذنوب والتوبة من الذم والعقابما يناسب حاله‏.‏ والأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه كانوا لا يؤخرون التوبة، بليسارعون إليها ويسابقون إليها، لا يؤخرون ولا يصرونعلى الذنب، بل هم معصومون من ذلك، ومن أخر ذلك زمنا قليلا؛ كفر اللهذلك بما يبتليه به؛ كما فعل بذي النون صلى الله عليه وسلم، هذا على المشهور أنإلقاءه كان بعد النبوة، وأما من قال‏:‏ إن إلقاءه كان قبل النبوة؛ فلا يحتاج إلىهذا‏.‏ والتائب من الكفر والذنوب قد يكون أفضل ممن لم يقع في الكفر والذنوب، وإذاكان قد يكون أفضل؛ فالأفضل أحق بالنبوة ممن ليس قبله في الفضيلة‏.‏
    وقد أخبر الله عن إخوة يوسف بما أخبر من ذنوبهم، وهم الأسباط الذين نبأهمالله تعالى‏.‏
    وقد قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىرَبِّي‏}‏ ؛ فآمن لوط لإبراهيم عليه السلام، ثم أرسله الله تعالى إلى قوم لوط‏.‏وقد قال الله تعالى في قصة شعيب‏:‏ ‏{‏قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوامِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْقَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَقَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَإِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّاأَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَىاللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّوَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ‏}‏ ‏.‏
    وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْلَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا‏}‏ الآية‏.‏وإذا عرف أن الاعتبار بكمال النهاية لا بنقص البداية، وهذا الكمال إنما يحصلبالتوبة والاستغفار، ولا بد لكل عبد من التوبة، وهي واجبة على الأولين والآخرين؛كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِوَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَوَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا‏}‏ ‏.‏ وقد أخبرنا الله سبحانهبتوبة آدم ونوح ومَن بعدهما إلى خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏
    وآخر ما نزل عليه- أو‏:‏ من آخر ما نزل عليه- قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِذَا جَاءَنَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِأَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَتَوَّابًا‏}‏ ‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏ ثم ذكر نصوصا كثيرة في استغفار النبي صلى اللهعليه وسلم، ثم قال‏:‏ ‏"‏ونصوص الكتاب والسنة في هذا الباب كثيرة متظاهرة،والآثار في ذلك عن الصحابة والتابعين وعلماء المسلمين كثيرة‏.‏
    ولكن المنازعون يتأولون هذه النصوص من جنس تأويلات الجهمية والباطنية؛ كمافعل ذلك من فعله في هذا الباب، وتأويلاتهم تبين لمن تدبرها أنها فاسدة، من بابتحريف الكلم عن مواضعه؛ كتأويلهم قول‏:‏ ‏{‏لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَمِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ‏}‏ ؛ المتقدم ذنب آدم، والمتأخر ذنب أمته، وهذامعلوم البطلان‏"‏‏.‏ وقال أيضا‏:‏ ‏"‏والجمهورالذين يقولون بجواز الصغائر عليهم؛ يقولون‏:‏ إنهم معصومون من الإقرار عليها،وحينئذ؛ فما وصفوهم إلا بما فيه كمالهم؛ فإن الأعمال بالخواتيم، وقول المخالف يلزمعليه كون النبي لا يتوب إلى الله‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏انتهى المقصود‏.‏ويمكن تلخيص هذا الموضوع فيما يلي‏:‏
    عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام منها ما هو مجمع عليه بداية ونهاية،ومنها ما هو مختلف فيه بداية لا نهاية‏.‏‏.‏‏.‏ وبيان ذلك‏:‏ 1‏.‏ أجمعوا علىعصمتهم فيما يخبرون عن الله تعالى وفي تبليغ رسالاته؛ لأن هذه العصمة هي التي يحصلبها مقصود الرسالة والنبوة‏.‏
    2‏.‏ واختلفوا في عصمتهم من المعاصي‏:‏
    فقال بعضهم بعصمتهم منها مطلقا كبائرها وصغائرها؛ لأن منصب النبوة يجل عنمواقعتها ومخالفة الله تعالى عمدا، ولأننا أمرنا بالتأسي بهم، وذلك لا يجوز معوقوع المعصية في أفعالهم؛ لأن الأمر بالاقتداء بهم يلزم منه أن تكون أفعالهم كلهاطاعة، وتأولوا الآيات والأحاديث الواردة بإثبات شيء من ذلك‏.‏ وقال الجمهور بجواز وقوع الصغائر منهم بدليل ما ورد في القرآنوالأخبار، لكنهم لا يصرون عليها، فيتوبون منها ويرجعون عنها؛ كما مر تفصيله،فيكونون معصومين من الإصرار عليها، ويكون الاقتداء بهم في التوبة منها‏.‏

    وقد أخرج البخاري ومسلم عن أبي موسىعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء:[ رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري كله وماأنت أعلم به مني . اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وهزلي وكل ذلك عندي] .
    وفي رواية صحيح مسلم « اللهم اغفر لي خطئي و عمدي و هزلي».
    وقد وضح الرسول صلى الله عليه وسلم هذه القضية وجلاّها ، فقد روت أمُّ سلمةزوج النبي صلى الله عليه وسلم : أنّ النبي صلى الله عليه وسلم سمع خصومة ببابحجرته ، فخرج إليهم ، فقال : «إنّما أنا بشر ، وإنّه يأتيني الخصم ، فلعل بعضكم أنيكون أبلغ من بعض ، فأحسب أنه صدق ، فأقضى له بذلك ، فمن قضيت له بحق مسلم ، فإنماهي قطعة من النار ، فليأخذها أو ليتركها».
    وانظر ما ذكره ابن بطال عند شرح حديث أبي موسى المتقدم من صحيح البخاري.

    18*)قال الذهبي في الرد علىالرافضة:فأما ما تقوله الرافضة من أن النبي قبل النبوَّة وبعدها لا يقع منه خطأ ولا ذنب صغير ، وكذلك الاثنا عشرية ،فهذا مماانفردوا به عن الأمة كلها ، وقد كان عليه السلام بعد التوبة خيراً منه قبل الخطيئة .اهـ المنتقى من منهاج الإعتدال - (1 / 83).
    وقد بين شيخ الإسلام أن تأويل مثل هذه الأدلة مخالف للصحابة والتابعين ويصلإلى التحريف الذي ذم الله أهل الكتاب بسببه بقوله: {مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْيُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَاوَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِيالدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَالَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْفَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً} [النساء: ٤٦].
    فقال رحمه الله: ونصوص الكتاب والسنة في هذا الباب كثيرة متظاهرة، والآثارفي ذلك عن الصحابة والتابعين وعلماء المسلمين كثيرة .
    ولكن المنازعون يتأولون هذه النصوص من جنس تأويلات الجهمية والباطنية؛ كمافعل ذلك من فعله في هذا الباب، وتأويلاتهم تبين لمن تدبرها أنها فاسدة، من بابتحريف الكلم عن مواضعه؛ كتأويلهم قول : ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَمِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾؛ المتقدم ذنب آدم، والمتأخر ذنب أمته، وهذا معلومالبطلان.اهـ

    19*)وقدقال الشيخ الراجحي: وكذلك معصومون ، عن الخطأ، فيما يُبَلغون، عن الله،لكن قد يقع منهم خلاف الأَوْلَى، وقد تكون صغائر في حقهم قال -تعالى-: ﴿عَبَسَوَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى... الآية﴾. هذا وقع من النبي -صلى الله عليهوسلم.اهـ شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري (1 / 42)

    20*) قال العلامة العثيمين:الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام يتكلمون بوحي الله سبحانه وتعالى وهممعصومون من كل خطأ يخل بصدقهم وأمانتهم وهذا هو محل الثقة فيهم وأما ما نتج عناجتهادٍ منهم فإنهم قد يخطئون فيه فإننوحاً عليه الصلاة والسلام سأل ربه أن ينجي ابنه فقال الله له إنه ليس من أهلك إنهعملٌ غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين ورسولالله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حرم ما أحل الله له اجتهاداً منه فقال الله له﴿يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفورٌ رحيم* قد فرضالله لكم تحلة أيمانكم﴾، وعفا عن قومٍ استأذنوه في الجهاد فقال الله له: ﴿عفا اللهعنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين﴾ لكنهم معصومون من الإقرار على الخطأ يعني لو حصل منهم خطأ فياجتهادٍ اجتهدوه فإن الله تعالى لا بد أن يعصمهم من الاستمرار فيه بخلاف غيرهمفإنهم لا يعصمون من ذلك. فتاوى نور على الدرب - (3 / 389).

    21*)وقال الشحوذ: وإذا اجتهد النبي صلىالله عليه وسلم في حكم فإن كان صواباً أقر عليه ، وإنكان خطأ لم يقر عليه ونزل الوحي مبيناً ذلك ، والأمثلة على ذلك كثيرةمنها اجتهاده صلى الله عليه وسلم في أسارى بدر وأخذه الفداء منهم ، فنزل قولهتعالى: ﴿ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض﴾ [الأنفال: 67]. ونحواجتهاده صلى الله عليه وسلم في إذنه للمنافقين في التخلف عن عزوة تبوك ، فنزل قولهتعالى: ﴿عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين﴾ .المفصل في الرد على شبهات أعداء الإسلام - (10 / 437)

    22*) قال العلامة أحمد بن حجر آل بوطامي رحمه الله: في كتابه ( العقائد السلفية بأدلتها النقلية والعقلية)فما ظهر منه - أي النبي- في بعض الأوقات النادرة خلافه عاتبه عليه وعرفه أن ذلك غير لائقفيكون ذلك من باب ترك الأولى.اهـ

    23*)قال العلامة العثيمين:أما الرسل عليهم الصلاةوالسلام فهم معصومون من الخطأ في الحكم الذي يبلغونه عن الله، لقول الله تعالى:﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر:9]. وغيرمعصومين عن بعض الذنوب إلا أنهم يتوبون منها، فتقع مغفورة لهم ولا يلحقهم مثلبةبها، هذا أصح ما قيل في حق الرسل عليهم الصلاة والسلام.اهـ جلسات وفتاوى - (7 /41)

    24*)قال الإمام الذهبي رحمه الله في كتابه القيم"تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام" (7 / 463) في ترجمة الإماممحمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي العلوي أبي جعفر الباقر رحمهالله:
    (وهو أحد الإثني عشر الذين تعتقد الرافضة عصمتهم، ولا عصمة إلا لنبي، لأن النبي إذا أخطأ لا يقر على الزلة، بل يعاتب بالوحي على هفوةٍ أن ندر وقوعها منه، ويتوب إلى اللهتعالى، كما جاء في سجدة "ص" أنها توبة نبي).اهـ

    25*)وهذا سؤال موجه إلى اللجنة الدائمة حول الموضوع :
    سؤال : بعض الناس يقولون ومنهم الملحدون : إن الأنبياء والرسل يكونفي حقهمالخطأ يعنييخطئون كباقي الناس ، قالوا : إن أول خطأ ارتكبه ابن آدم قابيلهو قتل هابيل ... داودعندما جاء إليه الملكان سمع كلام الأول ولم يسمعقضية الثاني .... يونس وقصته لما إلتقمه الحوت ،وقصة الرسول مع زيد بنحارثة قالوا بأنه أخفى في نفسه شيئا يجب عليه أن يقوله ويظهره ، قصتهمعالصحابة : أنتمأدرى بأمور دنياكم ، قالوا بأنه أخطأ في هذا الجانب . قصتهمع الأعمى وهي { عبسوتولى أن جاءه الأعمى } فهل الأنبياء والرسل حقايخطئون وبماذا نرد على هؤلاء الآثمين ؟
    جواب : نعم الأنبياء والرسل يخطئون ولكن اللهتعالى لا يقرهم على خطئهم بليبين لهم خطأهم رحمة بهموبأممهم ويعفو عن زلتهم ويقبل توبتهم فضلا منهورحمة والله غفور رحيمكما يظهر ذلك من تتبع الآيات القرآنية التي جاءتفيما ذكر من الموضوعات في هذا السؤال ... وأماأبناء آدم فمع أنهما ليسا منالأنبياء .... بين الله سوء صنيعه بأخيه ....انتهى
    عبد العزيز بن باز - عبد الرزاق عفيفي - عبد الله بن غديان - عبد اللهبنقعود . "فتاوى اللجنة الدائمة " برقم 6290( 3 / 194 ) .
    26*) وهذا سؤال وجه للعلامة عبد المحسن العباد ـ حفظه الله ـ:
    السؤال: هل يخطئ النبي صلى الله عليه وسلم في غير ما يرويه عنالله ؟
    نص الإجابة:
    الرسول صلى الله عليه وسلم قد يجتهد،ولكنه يعني لا يقر على الشيء الذي يحصل منه وهو خلافالأولى، كما في قضية أسارى بدر، وكما حصل يعني في غير ذلك مما ورد، فانه لايقر يعني على ذلك يحصل الاجتهاد لكنه ينزل الوحي ببيانالصواب في ما حصل منه من اجتهاد على خلاف ذلك . [ شرح سنن أبي داود- شريط214 ] اهـ

    تنبيه:هذا المجموع مأخوذ من مشاركات العديد من الإخوة في شبكة العلوم.

  • #2
    جزى الله خيراً أبا الربيع على هذا الجهد
    هيا أيها البرمكي العجيب وحزبه ردوا على هؤلاء العلماء كما رددتم وبدعتم الشيخ يحي بن علي الحجوري
    ولكم متسع من الوقت للرد
    ونحن في الإنتظار

    تعليق


    • #3
      ابن باز ينقل قول جمهور العلماء

      سمعت من عالم إسلامي يقول: إن الرسول صلى الله عليه وسلم يخطئ هل هذا صحيح؟


      بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فقد أجمع المسلمون قاطبة على أن الأنبياء-عليهم الصلاة والسلام-ولاسيما خاتمهم محمد - صلى الله عليه وسلم - معصومون من الخطأ لما يبلغونه عن الله-عز وجل-من الأحكام, كما قال-عز وجل-: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى, فنبينا محمد-عليه الصلاة والسلام-معصوم في كل ما يبلغه عن الله من الشرائع قولاً وفعلاً هذا لا نزاع فيه بين أهل العلم,وقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أنه معصوم من المعاصي الكبائر دون الصغائر, وقد تقع الصغيرة لكنه لا يقر عليها بل ينبه عليها فيتركها, أما في أمور الدنيا فقد يقع الخطأ ثم ينبه على ذلك, كما وقع له - صلى الله عليه وسلم - لما مر على جماعة يلقحون قال: (ما أظنه يضره لو تركتموه) فلما تركوه صار شيصاً فأخبروه فقال-عليه الصلاة والسلام-: (إنما قلت ظناً وأنتم أعلم بأمر دنياكم أما ما أخبركم به عن الله فإني لن أكذب على الله), فبين-عليه الصلاة والسلام-أن الناس أعلم بأمور دنياهم كيف يلقحون, كيف يغرسون, كيف يبذرون, كيف يحصدون إلى غير ذلك من أمور دنياهم, كيف يعمرون مساكنهم إلى غير ذلك, وهذا الحديث رواه مسلم في الصحيح، أما ما يبلغه عن الله من أمور الدين من العبادات والأحكام هذا حلال وهذا حرام، إن الله أمر بكذا أو نهى عن كذا, أو أن هذا فيه كذا من النفع وهذا من فيه الضرر كذا هذا كله حق, ولا ينطق عن الهوى-عليه الصلاة والسلام-بل هو معصوم في ذلك-عليه الصلاة والسلام-, فقول من قال إنه يخطئ بهذا الإطلاق هذا غلط لا يجوز هذا الإطلاق ولا ينبغي أن يقال هذا الإطلاق، أما لو قال أنه قد يقع منه الخطأ في أمور الدنيا وينبه على ذلك, أو في بعض المسائل المعاصي الصغيرة هذا قاله جمهور أهل العلم, ولكنه لا يقر على الخطأ بل ينبه على ذلك فيبين للناس ما قد وقع من الخطأ, كما قد وقع في مسألة اللقاح تلقيح النخل, فبين لهم-عليه الصلاة والسلام-أنه قاله عن ظنه لا عن وحي من الله, فبين لهم أنه إذا كان ينفعهم فليعملوا به, فعلم بذلك أن أمور الدنيا إلى الناس, وأما ما يخبر به عن الله, أو يجزم به ويقول فيه كذا وكذا مثل ما أخبر عن أشياء كثيرة-عليه الصلاة والسلام-, أخبر عن الحبة السوداء أنها شفاء من كل داء, وأخبر- عليه الصلاة والسلام- عن العسل وأنه فيه شفاء كما أخبر الله به في كتابه العظيم فهذا كله حق, وهكذا ما أمر به من الأحكام من صلاة, وصوم, وزكاة, وصدقات كله حق, وهكذا ما نهى عنه من المعاصي والمخالفات كله حق بإجماع المسلمين ليس فيه خطأ بل كله حق, وكله نطق به عن حق-عليه الصلاة والسلام-
      من هنا الرابط http://www.binbaz.org.sa/mat/20142

      تعليق


      • #4
        أجزل الله لك الأجر والثّواب مجموع طيّب أمّا البرامكة الذين يظلمون أهل السنّة فليس عندهم إلّا العناد

        تعليق


        • #5
          جزاك الله كل خير أخانا المفضال على هذا الجمع الذي كان في الحسبان
          ونحب أن يكون لهذا الجمع أمثاله
          مما ينفع الله به ويكبت أهل الأهواء

          تعليق


          • #6
            جزاك الله خيرا أيها الأخ الفاضل، ولقد عدت من السفر، وسترى ما يسرك بإذن الله بخصوص هذا الموضوع

            تعليق

            يعمل...
            X