الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم
أما بعد فهذه درة يمنية خبير بأهل الشغب والفتنة عالم بصير بأساليب مكرهم ألا وهو العلامة اليماني صالح المقبلي([1] ) الذي لقي ما لقي من مقلدة زمانه من زيدي مغفل([2] ) أو متمذهب مقلد([3] ) أو طويلب يظل طالبه حتى إذا ما ظنّ بأنه حاز شيئاً من العلم أظهر ما عنده من اللؤم([4] ) فقال مجملاً لحالهم ومظهراً لسوء قالهم ومحذراً من عظيم شرهم :
فإن قلت : كيف وقع إيثار الآباء على العقل ممن لا يحصى كثرة ؟!
قلت : هو من إيثار الهوى على العقل كسائر المعاصي التي عم نوعها فلا يستغرب أحدهم دون الآخر .
فإن قلت : العاصي يعترف أنه عاصي ومتبعوا الآباء لا يعترفون
قلت : لا يعترفون بألسنتهم وقلوبهم تدرك ذلك كما قال تعالى فيهم : {بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ} [الأنعام/28]
وقد ربما يزين لهم القبيح ويخذلون كما قال الله {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ }[الأنعام/110]
ولقد شهدت عدة من الأذكياء يدركون الحقائق ثم يدعونها على علم بها حتى إن أحدهم يقول : إي والله ويسود وجهه ويضطرب لأنه أدرك الحقيقة وصارت منه بمشهد ثم ينكص على عقبيه منشداً لسان حاله :
وما أنا إلا من غزية إن غوت **** غويت وإن ترشد غزية أرشد اهـ المراد [الأبحاث المسددة ص61_62]
قال أبو عيسى _ وفقه الله _ :
إذا كان هذا حال أذكياء زمان العلامة المقبلي فما بالك بأغبياء هذا الزمن وقد زادوا إلى غبائهم جهلاً مركباً وزعارة في الخلق فالله المستعان
[1] نسبة إلى قرية المقبل وهي قرية من عزلة الجمراوي في ناحية الرجم من أعمال المحويت "مجموع بلدان اليمن وقبائلها " للحجري (4/216) و (معجم البلدان ) للمقحفي (650) مستفاد من محقق العلم الشامخ
[2] وقد يكون رافضياً وقد آذوه أيما إيذاء فكان ومن أقبح ما قالوا فيه والقائل هو الحسن بن جابر الهبل
المقبلي ناصبي *** أعمى الشقاء بصره
فرق ما بين النبي *** وأخيه حيدرة
لا تعجبوا من بغضه *** للعترة المطهرة
فأمه معرفة *** لكن أبوه نكرة
[3] قال فيه بعضهم زنديق فقال : ناصبي في صنعاء ولا زنديق في مكة فرجع إلى بلاده
[4] وقد ذكر قصة ذلك الطالب المغربي الذي عقه بعد أن تتلمذ عليه وأخذ من علومه في مواضع كثيرة من كتبه لا سيما الأبحاث والعلم الشامخ
أما بعد فهذه درة يمنية خبير بأهل الشغب والفتنة عالم بصير بأساليب مكرهم ألا وهو العلامة اليماني صالح المقبلي([1] ) الذي لقي ما لقي من مقلدة زمانه من زيدي مغفل([2] ) أو متمذهب مقلد([3] ) أو طويلب يظل طالبه حتى إذا ما ظنّ بأنه حاز شيئاً من العلم أظهر ما عنده من اللؤم([4] ) فقال مجملاً لحالهم ومظهراً لسوء قالهم ومحذراً من عظيم شرهم :
فإن قلت : كيف وقع إيثار الآباء على العقل ممن لا يحصى كثرة ؟!
قلت : هو من إيثار الهوى على العقل كسائر المعاصي التي عم نوعها فلا يستغرب أحدهم دون الآخر .
فإن قلت : العاصي يعترف أنه عاصي ومتبعوا الآباء لا يعترفون
قلت : لا يعترفون بألسنتهم وقلوبهم تدرك ذلك كما قال تعالى فيهم : {بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ} [الأنعام/28]
وقد ربما يزين لهم القبيح ويخذلون كما قال الله {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ }[الأنعام/110]
ولقد شهدت عدة من الأذكياء يدركون الحقائق ثم يدعونها على علم بها حتى إن أحدهم يقول : إي والله ويسود وجهه ويضطرب لأنه أدرك الحقيقة وصارت منه بمشهد ثم ينكص على عقبيه منشداً لسان حاله :
وما أنا إلا من غزية إن غوت **** غويت وإن ترشد غزية أرشد اهـ المراد [الأبحاث المسددة ص61_62]
قال أبو عيسى _ وفقه الله _ :
إذا كان هذا حال أذكياء زمان العلامة المقبلي فما بالك بأغبياء هذا الزمن وقد زادوا إلى غبائهم جهلاً مركباً وزعارة في الخلق فالله المستعان
[1] نسبة إلى قرية المقبل وهي قرية من عزلة الجمراوي في ناحية الرجم من أعمال المحويت "مجموع بلدان اليمن وقبائلها " للحجري (4/216) و (معجم البلدان ) للمقحفي (650) مستفاد من محقق العلم الشامخ
[2] وقد يكون رافضياً وقد آذوه أيما إيذاء فكان ومن أقبح ما قالوا فيه والقائل هو الحسن بن جابر الهبل
المقبلي ناصبي *** أعمى الشقاء بصره
فرق ما بين النبي *** وأخيه حيدرة
لا تعجبوا من بغضه *** للعترة المطهرة
فأمه معرفة *** لكن أبوه نكرة
[3] قال فيه بعضهم زنديق فقال : ناصبي في صنعاء ولا زنديق في مكة فرجع إلى بلاده
[4] وقد ذكر قصة ذلك الطالب المغربي الذي عقه بعد أن تتلمذ عليه وأخذ من علومه في مواضع كثيرة من كتبه لا سيما الأبحاث والعلم الشامخ
تعليق