(فلم) الرهان الخاسر في ميزان الإسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده الذي أكرمنا وأعزنا بالإسلام وجعلنا هداة مهتدين من بين الأنام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم . أما بعد .فقد كُثر الحديث في هذه الأيام حول فلم يسمى (الرهان الخاسر) وأصبح حديث الناس لكثرة الدعاية له عبر الإعلام المرئي والمقروء بل حتى الأرصفة لم تنج من أوراق معلقة عليها صور لبعض الأشخاص مكتوب عليها (الرهان الخاسر) وهالني منظر صورهم بلحى طويلة عليهم لباس إخواننا في الخليج ، ولكثرة كلام الناس على هذا الفلم اضطررت للقراءة عنه في الصحف وفي مواقع (الأنترنت) ومشاهدة بعض المقاطع له ، وأحب أن أدلو بدلوي في إنكار هذا المنكر المشاع المنتشر ولا سيما أنه قد تم عرضه على القنوات الفضائية بل إن الفلم تم عرضه في الولايات المتحدة الأمريكية وفي بعض جامعات بلادنا وبعض المحافل فشدني ذلك للحديث في ذلك .
بعض الملاحظات على (فلم) الرهان الخاسر :
للأسف أن الفلم لو أردنا نقيم مدى خدمته للإسلام لوجدنا النسبة ضئيلة جدا وإليك - أخي القارئ - بعض الملاحظات على هذا الفلم :
1 / أظهر الفلم أصحاب اللحى والثياب بأنهم كلهم أرهابيون وأظهر في المقابل أن من حلق لحيته أنه ليس أرهابيا بل هو الإنسان المعتدل وأنهم عندما أطلقوا لحاهم أصبحوا أرهابيين ، فماذا تريدون من المجتمع كله ؟! ! أن يسارع إلى حلق اللحى كي يرتفع الإرهاب المزعوم عن المجتمع ،
ولماذا الحرب على هذا الأمر النبوي الشريف في تكريم اللحية وإطلاقها حيث تواترت الأحاديث عن رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم في وجوب إطلاقها وإعفائها وعدم الأخذ منها فمن ذلك: روى البخاري ومسلم في صحيحيهما وغيرهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم- : (( خالفوا المشركين وفروا اللحى واحفوا الشوارب )) ولهما عنه أيضاً : ((( احفوا الشوارب واعفوا اللحى )) وفي رواية : (( أنهكوا الشوارب واعفوا اللحى )) .
والفقهاء الأربعة (أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد) على وجوبها وتحريم حلقها ولم ينقل عن أحد منها بأن إعفائها سنة بل أوجبو ذلك حتى حكى أبو محمد ابن حزم الإجماع على أن قص الشارب وإعفاء اللحية فرض واستدل بحديث ابن عمر ، فلماذا يصور الإسلام على أنه أرهاب باللحى ، وهب أن بعضا ممن أعمى الله بصيرته أطلق لحيته وعبث بالإسلام فهل هو حجة على الإسلام وأهله ؟ ، وهل هذا يدعو للسخرية من أصحاب اللحى وتصويرهم أنهم أرهابيون ليس في قلوبهم رحمة وشفقة فاتقوا الله يا أولى الألباب لعلكم تفلحون.
والجميع يعلم أن من يقوم بالعمليات الانتحارية - كما هو مشاهد ومعلوم – هم شباب ورجال ليس معهم لحى فلماذا تعكس الصورة للمشاهد؟!! .
أتمنى من الجميع عند تغيير المنكر أن لا نغيره بما هو أعظم منه فنقع في خطأ أصحاب التفجيرات الذين أعمى الله قلوبهم وبصيرتهم.
2/ هل نفتخر !! بنساء اليمن المسلمات العفيفات بظهورهن على شاشات التلفزة والقنوات الفضائية يمثلن أمام العالم أم نقول (إنا لله وإنا إليه راجعون) وآجرنا الله في مصيبتنا ، فما هذا البلاء الذي يحصل لنساء اليمن ، فهل ظهور المرأة اليمنية أمام العالم بشعرها وجسدها - بحجة مكافحة الإرهاب - يعتبر من التطور والانفتاحية (المزعومة) ؟ .أم أنه بشارة شر على اليمن وأهله فها هو العالم يشاهد نساء اليمن بسفورهن وتبرجهن بعد أن كانت المرأة اليمنية مستورة في بيتها مهتمة بتربية أولادها راعية لشؤون زوجها ها هي اليوم تخرج عبر القنوات الفضائية لتقول للناس أن المرأة اليمنية قد تغيرت وتأثرت لتكشف حجابها وتبدي جسدها :
بعض الملاحظات على (فلم) الرهان الخاسر :
للأسف أن الفلم لو أردنا نقيم مدى خدمته للإسلام لوجدنا النسبة ضئيلة جدا وإليك - أخي القارئ - بعض الملاحظات على هذا الفلم :
1 / أظهر الفلم أصحاب اللحى والثياب بأنهم كلهم أرهابيون وأظهر في المقابل أن من حلق لحيته أنه ليس أرهابيا بل هو الإنسان المعتدل وأنهم عندما أطلقوا لحاهم أصبحوا أرهابيين ، فماذا تريدون من المجتمع كله ؟! ! أن يسارع إلى حلق اللحى كي يرتفع الإرهاب المزعوم عن المجتمع ،
ولماذا الحرب على هذا الأمر النبوي الشريف في تكريم اللحية وإطلاقها حيث تواترت الأحاديث عن رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم في وجوب إطلاقها وإعفائها وعدم الأخذ منها فمن ذلك: روى البخاري ومسلم في صحيحيهما وغيرهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم- : (( خالفوا المشركين وفروا اللحى واحفوا الشوارب )) ولهما عنه أيضاً : ((( احفوا الشوارب واعفوا اللحى )) وفي رواية : (( أنهكوا الشوارب واعفوا اللحى )) .
والفقهاء الأربعة (أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد) على وجوبها وتحريم حلقها ولم ينقل عن أحد منها بأن إعفائها سنة بل أوجبو ذلك حتى حكى أبو محمد ابن حزم الإجماع على أن قص الشارب وإعفاء اللحية فرض واستدل بحديث ابن عمر ، فلماذا يصور الإسلام على أنه أرهاب باللحى ، وهب أن بعضا ممن أعمى الله بصيرته أطلق لحيته وعبث بالإسلام فهل هو حجة على الإسلام وأهله ؟ ، وهل هذا يدعو للسخرية من أصحاب اللحى وتصويرهم أنهم أرهابيون ليس في قلوبهم رحمة وشفقة فاتقوا الله يا أولى الألباب لعلكم تفلحون.
والجميع يعلم أن من يقوم بالعمليات الانتحارية - كما هو مشاهد ومعلوم – هم شباب ورجال ليس معهم لحى فلماذا تعكس الصورة للمشاهد؟!! .
أتمنى من الجميع عند تغيير المنكر أن لا نغيره بما هو أعظم منه فنقع في خطأ أصحاب التفجيرات الذين أعمى الله قلوبهم وبصيرتهم.
2/ هل نفتخر !! بنساء اليمن المسلمات العفيفات بظهورهن على شاشات التلفزة والقنوات الفضائية يمثلن أمام العالم أم نقول (إنا لله وإنا إليه راجعون) وآجرنا الله في مصيبتنا ، فما هذا البلاء الذي يحصل لنساء اليمن ، فهل ظهور المرأة اليمنية أمام العالم بشعرها وجسدها - بحجة مكافحة الإرهاب - يعتبر من التطور والانفتاحية (المزعومة) ؟ .أم أنه بشارة شر على اليمن وأهله فها هو العالم يشاهد نساء اليمن بسفورهن وتبرجهن بعد أن كانت المرأة اليمنية مستورة في بيتها مهتمة بتربية أولادها راعية لشؤون زوجها ها هي اليوم تخرج عبر القنوات الفضائية لتقول للناس أن المرأة اليمنية قد تغيرت وتأثرت لتكشف حجابها وتبدي جسدها :
ما كانت العذراء تبدي سترها ### لوكان في هذه الجموع رجال
فرفقا بنسائنا وأخواتنا يا دعاة التخريب واتركوا المرأة في رعايتها لزوجها وبيتها وتربية أولادها واتقوا الله في أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
3 / في الفلم موقف يبين أن هؤلاء الإرهابيين يحرمون الصور ويقطعونها ولا يدخلون في مكان فيه صور ، وهل تعرف أخي المسلم من هو الذي حرم الصور وأمر بكسرها ومسحها ؟ إنه رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم في أكثر من حديث فإليك بعضا من ذلك لترى كيف بلغ الجهل بأصحابه حتى يحاربوا سنة رسولنا - صلى الله عليه وآله وسلم -، وهاكم يا أصحاب الفلم هذه الأحاديث لتكون حجة عليكم يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم : حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون)). متفق عليه. وحديث أبي جحيفة -رضي الله عنه- قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عن ثمن الكلب، وثمن الدم... ولعن المصور. أخرجه البخاري. وحديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله)). متفق عليه. وحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: قال الله تعالى ((ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي...)). متفق عليه. وعن عائشة رضي الله عنها أن أم حبيبة وأم سلمه ذكرتا كنيسة رأتاها في الحبشة,فيها تصاوير, فذكرتا للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ((إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات, بنوا على قبره مسجدا,وصوروا فيه تلك الصور, فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة)) متفق عليه . وعن ابن عباس رضي الله عنهما : " أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما رأى الصور في البيت لم يدخل حتى أمر بها فمحيت . ورأى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بأيديهما الأزلام فقال : ((قاتلهم الله إن استقسما بالأزلام قط )). رواه البخاري . والأحاديث في ذلك كثيرة ولكن هكذا حال من يقدم على عمل لا يعلم حكم الشرع فيه ولكن :
3 / في الفلم موقف يبين أن هؤلاء الإرهابيين يحرمون الصور ويقطعونها ولا يدخلون في مكان فيه صور ، وهل تعرف أخي المسلم من هو الذي حرم الصور وأمر بكسرها ومسحها ؟ إنه رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم في أكثر من حديث فإليك بعضا من ذلك لترى كيف بلغ الجهل بأصحابه حتى يحاربوا سنة رسولنا - صلى الله عليه وآله وسلم -، وهاكم يا أصحاب الفلم هذه الأحاديث لتكون حجة عليكم يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم : حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون)). متفق عليه. وحديث أبي جحيفة -رضي الله عنه- قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عن ثمن الكلب، وثمن الدم... ولعن المصور. أخرجه البخاري. وحديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله)). متفق عليه. وحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: قال الله تعالى ((ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي...)). متفق عليه. وعن عائشة رضي الله عنها أن أم حبيبة وأم سلمه ذكرتا كنيسة رأتاها في الحبشة,فيها تصاوير, فذكرتا للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ((إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات, بنوا على قبره مسجدا,وصوروا فيه تلك الصور, فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة)) متفق عليه . وعن ابن عباس رضي الله عنهما : " أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما رأى الصور في البيت لم يدخل حتى أمر بها فمحيت . ورأى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بأيديهما الأزلام فقال : ((قاتلهم الله إن استقسما بالأزلام قط )). رواه البخاري . والأحاديث في ذلك كثيرة ولكن هكذا حال من يقدم على عمل لا يعلم حكم الشرع فيه ولكن :
ما يبلغ الأعداء من جاهل ### ما يبلغ الجاهل من نفسه
4/ في الفلم ظهرت اللغة العربية في مظهر الإرهاب حيث صور الفلم أن من صفات الإرهابيين أنهم يتكلمون باللغة العربية وفي المقابل من صفات المعتدلين أنهم يتكلمون باللهجة العامية (اليمنية) فهل تعلم – أيها الممثل!! - أن اللغة العربية الفصحى هي اللغة التي نزل بها القرآن وهي اللغة التي تكلم بها نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم – قال تعالى : ((وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ)) [النحل/103] وقال تعالى : ((وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ () نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ () عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ () بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ )) [الشعراء/192-195]
فيا أصحاب العقول المريضة تحاربون لغة القرآن !!! وفي المقابل تم تصوير اللغة الانجليزية أن من تكلم بها أو عمل مترجما فهو المعتدل !!!
5 / في الفلم تم تصوير الإسلام أنه إرهاب (بقصد أو بغير قصد) وفي المقابل تم تصوير أعداء الإسلام أنهم طيبون وبثوا في روح المشاهد أن السياح من أطيب الناس وأنهم أصحاب الأخلاق الرفيعة مع أن الله وصف اليهود والنصارى بأوصاف الشر في أكثر من آية في القرآن فقال تعالى : وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة/120] وقال تعالى : لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ [المائدة/78] وقال تعالى : لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ [التوبة/10] وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ [البقرة/61] والآيات كثيرة ...
فأي خير في أمة اليهود والنصارى ولماذا يتم إرضاءهم بمثل هذه الأفلام . ولماذا لا يكون إظهار خطر أعداء الإسلام الذين لن يرضوا عنا ،
ووفق الله رئيسنا وولي أمرنا حيث كان دائما يكرر أن رأس الإرهاب عند الصلف الصهيوني في فلسطين أي ما يقع من اليهود والنصارى .ٍ
وهذا يدعونا أن نعرف كيف نتعامل مع الأجانب الكفار فكتب أهل السنة وأشرطتهم طافحة في كيفية التعامل مع اليهود والنصارى بالضوابط الشرعية ولو تم نشرها لكان في ذلك كفاية وغنية عن مثل هذه الأفلام السيئة والتي تزيد الفساد فسادا .
وأتمنى من الدولة وفقها الله ممثلة بوزارة الإعلام أن تمنع من نشر مثل هذه الأفلام السيئة وأن تحاسب – ممثلة بقضائها – أولئك الممثلين والممثلات وأن يقدموا للقضاء حيث أشاع الفلم التبرج والسفور بنساء اليمن واستهزأ بالإسلام وأهله حيث لم يخصص الفلم في روايته فئة معينة بل جعله عاما فوقع الاستهزاء لمن تشبه بالرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – في إطلاق الحية وتحريم الصور وتحريم الغناء . ومعلوم لدى المسلم سبب نزول قوله تعالى : ((وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66))) [التوبة]حيث قال رجل من المنافقين في أصحاب رسول الله : ما أرى قُرّاءنا هؤلاء إلا أرغبنا بطونا، وأكذبنا ألسنة، وأجبننا عند اللقاء. فرُفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء إلى رسول الله وقد ارتحل وركب ناقته، فقال: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب. فقال: ((أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ)) إلى قوله: ((مُجْرِمِينَ)) وإن رجليه لتنسفان الحجارة وما يلتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متعلق بنسعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فاللهم لا تؤاخذنا بما فعله السفاء منا . فما الفرق بين استهزاء اليهود والنصارى برسول الله في رسوم الكاريكتير واستهزاء هؤلاء بأتباع رسول الله بالفلم السينمائي، بل أن جرم هؤلاء أعظم .
إن الإعلام الغربي اليهودي والنصراني على ما فيه من فساد عريض إلا أنك لا تسمع أنهم يسخرون بالمتشددين منهم ولا تسمع عنهم إلا الدفاع عن علمائهم ولو كانوا على الخطأ ، ولست مدافعا عن أخطاء جماعة الجهاد لكن تأمل !! كيف تعامل العدو مع أصحابهم المتشددين ومع بني قومنا – هداهم الله – مع أن الدولة – وفقها الله قد بذلت جهدا طيبا وهي لا تحتاج لهذا الفلم الساخر .
نصائح :
أولا للناس جميعا : أن يتقوا الله عز وجل ولا يجعلوا مصدر التلقى عندهم الأفلام والمسلسلات فهي لا ولن تنجب أجيالا صالحة ، وأن لا يصدقوا أفلاما كاذبة يقوم بها أجهل الناس بالدين .
ثانيا : للممثلين أصحاب الأفلام : أن يتقوا الله في أمة محمد ويعلموا أن الله ما خلقهم للتمثيل وإنما خلقهم لعبادته ، وحقيقة قد كانت الدولة ممثلة في بعض الهيئات الدينية قامت بالتوعية الصحيحة لكن هذا الفلم هدم كل تلك الجهود . لقد هدم الدكتور المخرج المخذول العلفي وشلته الجاهلة جهود الدولة الطيبة بهذا الفلم الساخر فجعل سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مواطن الريبة والتهمة وخدم أعداء الإسلام .فعلى الممثلين والممثلات ومنتج الفلم ومخرجه أن يتوبوا إلى الله من التمثيل ، فما حكم التمثيل ؟:
حكم الإسلام في التمثيل :
أصل التمثيل عملٌ مبتدع ، وأصل حدوثه عند غير المسلمين ، وبالأخص لدى اليونان، ثم انتشر في المعابد الكنيسية ، وفي العقود الأخيرة من القرن الرابع عشر الهجري تسربت التمثيليات الدينية، والهزلية إلى المدارس النظامية، والدينية منها إلى بعض الجماعات الإسلامية ، فتألفت منها فرقة التمثيل الديني ، ثم إلى طبقة الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ثم إلى أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام ، ثم إلى العوالم الغيبية كملائكة الرحمن ثم إلى ذات الرحمن تعالى الله عما يعملون ويصفون .
وكان أول حدوثه في ديار الإسلام – بوصفه الحاضر – على يد نصراني هو: مارون النقاش اللبناني ، إذ عمل أول تمثيلية عام 1840م أي قبل 150عاماً كما في تاريخ الأدبص/427 للزيات ثم في بلاد الشام فمصر.
فـإذا علمت أن التمثيل منقطع الصلة بتاريخ المسلمين في خير القرون ، وأن وفادته كانت طارئة في القرن الرابع الهجري واستقبلته دور اللهو وردهات المسارح ، ثم تسلل من معابد النصارى إلى فريق التمثيل الديني في المدارس ، وبعض الجماعات الإسلامية – إذا علمت ذلك - فاعلم أن قواعد الشريعة وأصولها ، وترقيها بأهلها إلى مدارج الشرف والكمال ، تقضي برفضه ، ورده من حيث أتى ، ويكون رده إلى التحريم الشرعي لاحتوائه على مخالفات شرعية .
وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – عن التمثيل فقال :-
قد أفتيت غير مرّة أني لا أرى هذا ، وأن التمثيل لا أراه صالحاً ، وأنه من الكذب، كون أنه يمثل بأنه فلان..أو فلان .. أو فلان ..- سواءً كان طيّباً أو خبثياً – هذا من الكذب ، وفي إمكانه أن يقول ما قال العلماء سابقاً ، يقول : قال الله كذا ، قال الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم - كذا ، وينهى عن كذا، أو يأمر بكذا ، بغير حاجة إلى التمثيل .
ويقول العلاّمة محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - :-
لا بد أن يقع في هذه التمثيليات أمور مكذوبة ، لا حقيقة لها في التأريخ الإسلامي ، أو في السيرة الأولى ، وحينئذٍ هذا سبب آخر يمنع من أن نقلد الأوروبيين فيما هم عليه من التمثيليات ، لأنهم يعيشون على قاعدة معروفة ، ومع الأسف بعض المسلمين ينطلقون وراءها أيضاً ، قاعدتهم هي الغاية تبرر الوسيلة : الغاية وهي مثلاً أن يكسبوا المال ، أما الطريق فغير مهمّ هو حلال أو حرام ، هذا خلاف الإسلام الذي أوضح لنا طريق الحلال والحرام ، وقال خذوا ما حل ، ودعوا ما حرّم ، فأولئك في تمثيلياتهم يُدخلون ما لا حقيقة له إطلاقاً ، فجرينا نحن على خطاهم ، مصداقاً لقوله – صلى الله عليه وآله وسلم – ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر( .)) فهل القصد من التمثيل التربية للناس وتوجيههم وتأديبهم ؟!! فـما فائدة تأديب الناس بالخيال والكذب، ويوجد عندنا حقائق من الشرع تؤدب الناس مما يؤدب الخيال ، هذا هو سبيل المشركين ..هم ما عندهم ما عندنا من المعالجات الروحية الواقعية التي لا تمت إلى الخيال بصلة ، فلماذا إذاً فرض قضايا خيالية ؟ وعندنا قصص قرآنية وأحاديث نبوية، وبؤساً لنا إن كنا نوجه ونربي هذه الأمة بالكذب واللعب بعقولها .
وإن السؤال ليرد على من يعتني بها ، وعلى من يستخرجها ، ويتلذذ بتمثيل غيره معيناً، هل يرضى أن يُمثَل في مشاهدته ، وهو يتحدث مع زوجته ، أو قائم في صلاته ، أو في حال تلبسه بخطيئته ، أو في أي دور من أدوار حياته. ويحتوى التمثيل على مخافلات أخرى مثل الغيبة في الأحياء والأموات وانتقاصهم . واليمين الغموس عندما يحلف الممثل . وتغيير خلق الله بتركيب لحية صناعية، أو شعر صناعي . والانتساب إلى غير الأب الحقيقي ، والتبني. والاستهزاء بالدين وأهله من الصالحين . وتضييع أوقاتهم وأوقات المسلمين .
ولا يمكن لأحد أن يقول : إن التمثيل مصنوع بأمر النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - ، وأنه قد أمر بإدخاله في وسائل الدعوة إلى الله تعالى. ومن كابر وزعم أنه مصنوع بأمر النبي– صلى الله عليه وآله وسلم - وأن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - قد أمر بإدخاله في وسائل الدعوة إلى الله تعالى فعليه إبراز الأمر النبوي الذي ينص على ذلك،ولن يجد إليه سبيلا . إن نشر الفضائل ، وإظهار عظمة الإسلام ، تلتقي فيها الوسائل مع الغايات ، بوقفها على منهاج النبوة ، وهذا منابذ لها أجنبي عنها .
وأما التمثيل في العادات فهذا تشبه بأعداء الله الكافرين ، وقد نهينا عن التشبه بهم ، إذ لم يُعرف إلاّ عن طريقهم ، والنهي عن التشبه بهم أمر بمخالفتهم بل طريقة الكفار تليق بهم ، ولا تليق بالمسلمين ، وذلك لأن الكفار يشعرون بأنهم بحاجة إلى حوافز ودوافع إلى الخير ، لا يجدون عندهم شريعة فيها ما عندنا – والحمد لله – من الخير ، كما سمعتم قوله – صلى الله عليه وآله وسلم - : (ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله) آية واحدة – فضلاً عن سورة – تغني عن تمثيليات عديدة وكثيرة كثيرة جداً ، إذا عُمّمت على المسلمين وفسرت لهم ، فالمسلمون ليسوا بحاجة إلى مثل هذه الوسائل الحديثة ، لا سيما وقد نبعت من بلاد الكفر الذين قال الله – عز وجل – في حقهم ((قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)) التوبة الآية 29 . فأمة لا تحرم ولا تحلل كيف نأخذ عنها مناهجها ، وثقافتها ، وطرقها !؟ ثم نأتي ونطبقها على أنفسنا .
وقد سئلت اللجنة الدائمة وعلى رأسها العلامة بن باز – رحمه الله - عن المسرحيات والتمثيليات فأجابت : (( إذا كانت تلك المسرحيات التي تمثل مؤتمراً ، أو محفلاً ماسونياً صهيونياً يخطط أصحابه لهدم الإسلام ، مشتملة على ذكر من تكلم بعض من يمثلهم بكلمة الكفر ، أو نحوها من المنكر من أجل تصوير واقع ذلك المؤتمر ، أو المحفل كأنه مُشَاهَدٌ يُرى رأي العين حتى تتضح حقيقته للحاضرين، فالمسرحية أو التمثيل على هذا الوجه لا يجوز ، بل هو منكر ، ولو قُصد به تحقيق الهدف المنشود من ذلك التمثيل ، فإن بيان الحق ، وكشف حقيقة مؤتمرات المؤتمرين ، وإيضاح هدفهم ، ومَنَازِع كيدهم للإسلام والمسلمين لا يتوقف على ذلك التمثيل وتلك المسرحيات ، بل من السهل تمامه بدون هذه الوسائل المنكرة ، فلا ضرورة إليها مع كثرة وسائل البيان ، وإقامة الحجة ، ودحض الباطل ، وكشف ما يُبَيِّته أعداء الإسلام للمسلمين ، والعمل على إحباطه ، وعلى هذا لا يكون ذلك الهدف الطيب مبررا للتشبه بأولئك الكافرين بالتمثيل ، وإقامة تلك المسرحيات ، ولا للتكلم بالمنكر من القول ككلمة الكفر ، ولو هازلاً ، أو حسن القصد، لإمكان الوصول إلى المقصود عن غير هذه الوسيلة ، والله الموفق ، وصلى الله على نبينا محمد ، وآله ، وصحبه وسلم)) . فتوى رقم4336 تاريخ 21/1/1402هـ
وقال محدّث العصر العلاّمة محمد ناصر الألباني - رحمه الله - :
((فتلك الوسائل تصلح لهم ، ولا تصلح لنا ، لأنه عندنا خير من ذلك كما في حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما – قال : رأى النبي – صلى الله عليه وآله وسلم -يوماً صحيفة في يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له ما هذه قال : هذه صحيفة من التوراة كتبها لي رجل من اليهود . فقال ((أَمُتَهَوِّكُونَ أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى ، والذي نفس محمد بيده لو كان موسى حيّاً لما وسعه إلاّ اتباعي)) لو كان موسى - وهو كليم الله - حيّاً لما وسعه إلاّ اتباع الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم -، فما بالكم اليوم نحن نكون أتباعاً ، بل نكون أذناباً لكل شيء يأتينا من زخرف أولئك الناس الذين لا يحرمون ما حرّم الله ورسوله، هذا سبب أنني لا أرى جواز التمثيليات)). ا.هـ شريط الأسئلة الإماراتية.وقال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي محدّث الديار اليمنية – رحمه الله - ((إن التمثيليات تقرب من الكذب، إن لم تكن كذباً ، ونحن نعتقد تحريمها ، وليست من أسلوب الدعوة عند علمائنا المتقدمين – رحمهم الله ، وقد روى الإمام أحمد في مسنده من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ((أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ قَتَلَهُ نَبِيٌّ أَوْ قَتَلَ نَبِيًّا وَإِمَامُ ضَلَالَةٍ وَمُمَثِّلٌ مِنَ الْمُمَثِّلِينَ)) والممثل : يطلق على المصدر ، وعلى الذي يحكي فعل غيره ، كما في كتب اللغة ، ومنه حديث : ((من رآني في المنام فقد رآني في اليقظة ، فإن الشيطان لا يتمثل بنبي)) أو بهذا اللفظ )) . المخرج من الفتنة للوادعي – رحمه الله – صــ106-107ــ .
وقال الشيخ / صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - :
((التمثيل لا أراه جائزاً ... وذكر أسبابا لذلك ثم قال : من المحاذير ، أن هذه الطريقة في الدعوة ليست من هدي الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم - ، ولا هدي سلفنا الصالح ، ولا من هدي المسلمين .
هذه التمثيليات ما عُرفت إلاّ من الخارج - من الكفار - ، وتسربت إلينا باسم الإسلام، واعتبارها من وسائل الدعوة غير صحيح ، وسائل الدعوة – ولله الحمد – توقيفية ، غنية عن هذه الطريقة .
وكانت الدعوة ناجحة في مختلف العصور بدون تمثيليات ، ولما جاءت هذه الطريقة ما زادت الناس شيئاً ، ولا أثرت شيئاً ، مما يدل على أنها سلبية، وأنها ليس بها فائدة ، وإنما فيها مضرّة ((.وأخيراً يقول الشيخ بكر أبو زيد – حفظه الله - :
التمثيل بنوعيه : الديني والترفيهي ، ردة فعل لدى المنهزمين من المسلمين لمحاكاة ما لدى الأمم الكافرة من أساطير وإلياذاتوهمية ، منسوجة يهرع إليها الناس .
ولديهم التراجيديا اليونانيةالتي اختلقها أيسكولوس ، ولدى الرومان أساطيرهم ونسجهم .
ثم يأتي المنهزمون من المسلمين فيلتقطوا من موائد هؤلاء ومن غيرهم ، فيهيمون في التمثيل الترفيهي إلى حد بلغ القضاء المبرم على سمة المسلم ، ووقته ، وقواه ، وتفكيره . وعندئذٍ يأتي اختلاق ألف ليلة وليلةوسيرة عنترهوالبطالوالسيد البطل…
وعجيب – والله – أن يتهافت الناس على مشاهدة الكذب وسماعه .
وصدق رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - ((لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ، ويكثر الكذب..)) الحديث رواه أحمد في المسند ، من رواية أبى هريرة رضي الله عنه)) . وللمزيد راجع رسالتي خطر الندية البدعية فقد فصلت أكثر في التمثيليات .
ثالثا : نصيحة لأصحاب التفجيرات : أن يتقوا الله عز وجل وجل ويعلموا أن هذه التفجيرات لم تنتج ولم تأت بخير للإسلام وأهله بل جاءت بالضرر الواضح . فقد فجروا برجين في أمريكا واحتلت مكانه أمريكا دولتين (أفغانستان والعراق) فماذا استفاد المسلمون من التفجيرات ؟؟! سوى الغم والهم .
قال محدث اليمن العلامة مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله - في كتابه الماتع تحفة المجيب : ((وأما مسألة التفجيرات فلسنا ندعو إلى هذا، وكذلك أيضًا مسألة إطلاق الرصاص، لكن كما قلت لكم إن أصحاب المعاصي أذلاء كما قال الله عز وجل: ((إنّ الّذين يحادّون الله ورسوله أولئك في الأذلّين)) ا.هـ
وقال العلامة المحدث يحيى بن علي الحجوري في شرح لامية ابن الوردي :((فنشهد الله على أننا نبغض الخروج على الحكام من قلوبنا، نبغض الخروج، وننكر المنكر، نبغض الانقلابات، ونبغض التفجيرات؛ التي تضر المسلمين، وبلدان المسلمين، وبأسواق المسلمين، وبدور المسلمين. التفجيرات: فيها القتل الساحق، فيها الأضرار المهيلة، وظلم الأبرياء، ونبغض المظاهرات الهمجية، وكل ما يضر المسلمين في دينهم ودنياهم، يجب على المسلمين أن يبغضوه. يقول الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ))[النساء:59]. أولو الأمر : يشمل أمراء المسلمين، وعلماء المسلمين، والواجب: تضافر الجهود بينهم، أولي الأمر من علماء وأمراء؛ فالعالم يبين الحكم الشرعي، والوالي ينفذه، والحاكم بحاجة إلى العالم؛ من حيث بيان الأحكام الشرعية، والعالم بحاجة إلى الحاكم من حيث تنفيذ الأحكام الشرعية)) .
وقال - حفظه الله - في خطبة جمعة بعنوان النكير على دعاة التفجير :
((ألا وإن من أعظم التعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم لتلك الفتوى التي يصدرها بعض الناس فراجت وماجت على مستوى الخاصة والعامة ، أنه يجوز للإنسان أن يُفجر نفسه بحجة أنه يقتل بعض الكافرين ، وهذا أفتأتٌ على كتاب الله وسنة رسوله ، وهذا ابتعاد عن الأدلة الشرعية الأدلة الشرعية من كتاب الله ومن سنة رسوله فربنا سبحانه وتعالى يقول : ((وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)) [النساء/29] ، ويقول سبحانه وتعالى : ((لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [التوبة/128] إن الله أرحم بعباده من عباده ، ففي الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بسيٍ وفي السبي امرأة جعلت تجري إذ رأت ولدها مع السبي فألصقته وجعلت ترضعه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أترون هذه طارحة ولدها في النار )) قالوا لا يا رسول الله فقال : ((لله أرحم بهذه على ولدها ))أرحم بعبده فليس له أن يتصرف في نفسه بل هو ملكٌ لله سبحانه وتعالى : ((قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ () لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)) [الأنعام/162، 163].ومن تلك المفاسد قَتل النساء والصبيان ، ولو كان في حمئت القتال ، فإن هذا منهي عنه ، وتلكم التفجيرات تؤدي إلى قتل النساء والصبيان إلى قتل الأبرياء ، ففي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى امرأةً مقتولة بين الجيشين فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان ، هذا ولو كانت في القتال ، قال الإمام النووي رحمه الله : أجمعوا على تحريم قتل النساء والصبيان ما لم يقاتلوا ولو كانوا من الكفار ،... نعم شاهدنا من هذا على أن هذا الفعل فيه مفاسد تعود على ضرر الإسلام والمسلمين لا يجوز السكوت عنها فضلاً من أن تبرر ومن أن يعتبر ذلك القاتل شجاعاً باطلاً نحريراً نعم والله ، لقد انقلبت المفاهيم ...ثم ساق الشيخ الأدلة الكثيرة فراجعها ثم قال : كل هذه الأدلة يَجعلونها على جانب ويعمدون إلى العقول والآراء والاستحسانات وعدم الانقياد لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويطيع أولئك العقلانيين كثيرٌ من الجهال)). انتهى بتصرف واختصار .
هذا ليعلم أن موقف أهل السنة واضح لتلك الأعمال السيئة لكن ذلك لا يدعو (فلم) الرهان الخاسر أن يعبث بالإسلام وأهله ويقال لمنتجي الفلم وللممثلين : ((ما هكذا يا سعد تورد الإبل)) لا يتم تغيير المنكر على حساب تشويه الإسلام وأهله فهل السبب في ذلك هي اللحى وتحريم الصور وتحريم الغناء وآلات الطرب
وهل من يقوم بإنكار مثل هذه المنكرات يكون إرهابيا !!! مالكم كيف تحكمون.
أخيرا يقول الشيخ الفاضل الزاهد محمد بن عبد الله الإمام في خطبة جمعة بعنوان أفيقوا يا حكام المسلمين :
((أيها الناس ليعلم الناس أننا لهم ناصحون ولا نريد منهم جزاءً ولا شكوراً ونحن نخاف على أنفسا وإياهم من عذاب الله ، وإذا جاء عذاب الله فقد قال الله في كتابه الكريم : ((وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ)) [هود/113] يم مخاطباً سيد الأولين والآخرين محمد عليه الصلاة والسلام : ((ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ)) [الجاثية/18، 19] نحبُ والله لكل مسلم كان رئيساً كان مرؤوساً كان حاكماً كان محكوماً كان كبيراً كان صغيراً نحب له النجاة ونحب له أن يسعد بهذا الدين وأن لا يُعرض نفسه لبطش رب العالمين فما أحد يدفع عن أحد ولا أحد ينفع أحداً أبداً إذا جاءنا أمر الله وقضاءه الذي لا يُرد فننصح للمسلمين حاكمهم ومحكومهم أن يتعقلوا الأمور وأن يعودوا إلى الله وأن يعودوا إلى الحق وأن لا يغتروا بأنواعٍ من التلبيسات ومن التزويرات الموجودة التي لعبت بعقول كثيرٍ من الناس ، وننصح لكل مسلم تُمنيه نفسه أن يخالف الحق في أي مجال من مجالات الحياة ومن مجالات شؤون الحياة فاتقوا الله أيها الناس .ألا فلنتقِ الله جميعاً ألا فلنخاف الله جميعاً أيضحى بالجنة أيضحى بالملك الذي لا ينفذ من أجل ماذا ؟ إنها بطنٌ يا رجال شرٌ في شبر يكفيها جرعةٌ من الماء ويكفيها قطعةٌ من العيش وكسرة من العيش ولكن الأطماع مهلكة والحرارات من أجل الدولارات مهلكة لأصحابها عياذاً بالله فلهذا ندعو المسلمين أولاً إلى أن يرفضوا أي حكمٍ يخالف الشريعة ولا تفرح بحكمٍ خالف شرع الله باعتبار في نظرك أنه يحقق لك مصلحةً وتقول هذا يتفق مع فكرتي مع مطلبي مع إرادتي يا مسلم ليكن همك أن تنصر الإسلام لا لتنصر باطلك ولا لتثبت شرك وخطأك على أخيك ، المطلوب أن نكون مع الحق وأن ندافع عن الحق لهذا أيها الناس علينا جميعاً أن نحرص على إصلاح الأحوال .علينا أن نرجع إلى أمور ديننا ولا نغتر بما يوجد في الساحة من أنواع الفتن وأنواع الانحرافات ، لهذا أيها الناس المطلوب من المسلمين أن يتناصحوا فيما بينهم تكلموا بالحق يا رجال قولوا الحق ، قولوا الحق تَسعدوا قولوا الحق تُرشدوا قولوا الحق تكونوا من أهله ومن حماته ورعاته ، فلماذا السكوت ولماذا الرضوخ ولماذا ولماذا ؟ يوم أن نبرر الباطل على أنفسنا وعلى مجتمعاتنا إننا نوقع على جميع أنواع الشر اليوم قَبلت كذا من الشر في الغد سيأتي لك بأكثر وبأطم وأعم )) . ا.هـ بتصرف واختصار
فيا أصحاب العقول المريضة تحاربون لغة القرآن !!! وفي المقابل تم تصوير اللغة الانجليزية أن من تكلم بها أو عمل مترجما فهو المعتدل !!!
5 / في الفلم تم تصوير الإسلام أنه إرهاب (بقصد أو بغير قصد) وفي المقابل تم تصوير أعداء الإسلام أنهم طيبون وبثوا في روح المشاهد أن السياح من أطيب الناس وأنهم أصحاب الأخلاق الرفيعة مع أن الله وصف اليهود والنصارى بأوصاف الشر في أكثر من آية في القرآن فقال تعالى : وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة/120] وقال تعالى : لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ [المائدة/78] وقال تعالى : لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ [التوبة/10] وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ [البقرة/61] والآيات كثيرة ...
فأي خير في أمة اليهود والنصارى ولماذا يتم إرضاءهم بمثل هذه الأفلام . ولماذا لا يكون إظهار خطر أعداء الإسلام الذين لن يرضوا عنا ،
ووفق الله رئيسنا وولي أمرنا حيث كان دائما يكرر أن رأس الإرهاب عند الصلف الصهيوني في فلسطين أي ما يقع من اليهود والنصارى .ٍ
وهذا يدعونا أن نعرف كيف نتعامل مع الأجانب الكفار فكتب أهل السنة وأشرطتهم طافحة في كيفية التعامل مع اليهود والنصارى بالضوابط الشرعية ولو تم نشرها لكان في ذلك كفاية وغنية عن مثل هذه الأفلام السيئة والتي تزيد الفساد فسادا .
وأتمنى من الدولة وفقها الله ممثلة بوزارة الإعلام أن تمنع من نشر مثل هذه الأفلام السيئة وأن تحاسب – ممثلة بقضائها – أولئك الممثلين والممثلات وأن يقدموا للقضاء حيث أشاع الفلم التبرج والسفور بنساء اليمن واستهزأ بالإسلام وأهله حيث لم يخصص الفلم في روايته فئة معينة بل جعله عاما فوقع الاستهزاء لمن تشبه بالرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – في إطلاق الحية وتحريم الصور وتحريم الغناء . ومعلوم لدى المسلم سبب نزول قوله تعالى : ((وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66))) [التوبة]حيث قال رجل من المنافقين في أصحاب رسول الله : ما أرى قُرّاءنا هؤلاء إلا أرغبنا بطونا، وأكذبنا ألسنة، وأجبننا عند اللقاء. فرُفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء إلى رسول الله وقد ارتحل وركب ناقته، فقال: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب. فقال: ((أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ)) إلى قوله: ((مُجْرِمِينَ)) وإن رجليه لتنسفان الحجارة وما يلتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متعلق بنسعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فاللهم لا تؤاخذنا بما فعله السفاء منا . فما الفرق بين استهزاء اليهود والنصارى برسول الله في رسوم الكاريكتير واستهزاء هؤلاء بأتباع رسول الله بالفلم السينمائي، بل أن جرم هؤلاء أعظم .
إن الإعلام الغربي اليهودي والنصراني على ما فيه من فساد عريض إلا أنك لا تسمع أنهم يسخرون بالمتشددين منهم ولا تسمع عنهم إلا الدفاع عن علمائهم ولو كانوا على الخطأ ، ولست مدافعا عن أخطاء جماعة الجهاد لكن تأمل !! كيف تعامل العدو مع أصحابهم المتشددين ومع بني قومنا – هداهم الله – مع أن الدولة – وفقها الله قد بذلت جهدا طيبا وهي لا تحتاج لهذا الفلم الساخر .
نصائح :
أولا للناس جميعا : أن يتقوا الله عز وجل ولا يجعلوا مصدر التلقى عندهم الأفلام والمسلسلات فهي لا ولن تنجب أجيالا صالحة ، وأن لا يصدقوا أفلاما كاذبة يقوم بها أجهل الناس بالدين .
ثانيا : للممثلين أصحاب الأفلام : أن يتقوا الله في أمة محمد ويعلموا أن الله ما خلقهم للتمثيل وإنما خلقهم لعبادته ، وحقيقة قد كانت الدولة ممثلة في بعض الهيئات الدينية قامت بالتوعية الصحيحة لكن هذا الفلم هدم كل تلك الجهود . لقد هدم الدكتور المخرج المخذول العلفي وشلته الجاهلة جهود الدولة الطيبة بهذا الفلم الساخر فجعل سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مواطن الريبة والتهمة وخدم أعداء الإسلام .فعلى الممثلين والممثلات ومنتج الفلم ومخرجه أن يتوبوا إلى الله من التمثيل ، فما حكم التمثيل ؟:
حكم الإسلام في التمثيل :
أصل التمثيل عملٌ مبتدع ، وأصل حدوثه عند غير المسلمين ، وبالأخص لدى اليونان، ثم انتشر في المعابد الكنيسية ، وفي العقود الأخيرة من القرن الرابع عشر الهجري تسربت التمثيليات الدينية، والهزلية إلى المدارس النظامية، والدينية منها إلى بعض الجماعات الإسلامية ، فتألفت منها فرقة التمثيل الديني ، ثم إلى طبقة الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ثم إلى أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام ، ثم إلى العوالم الغيبية كملائكة الرحمن ثم إلى ذات الرحمن تعالى الله عما يعملون ويصفون .
وكان أول حدوثه في ديار الإسلام – بوصفه الحاضر – على يد نصراني هو: مارون النقاش اللبناني ، إذ عمل أول تمثيلية عام 1840م أي قبل 150عاماً كما في تاريخ الأدبص/427 للزيات ثم في بلاد الشام فمصر.
فـإذا علمت أن التمثيل منقطع الصلة بتاريخ المسلمين في خير القرون ، وأن وفادته كانت طارئة في القرن الرابع الهجري واستقبلته دور اللهو وردهات المسارح ، ثم تسلل من معابد النصارى إلى فريق التمثيل الديني في المدارس ، وبعض الجماعات الإسلامية – إذا علمت ذلك - فاعلم أن قواعد الشريعة وأصولها ، وترقيها بأهلها إلى مدارج الشرف والكمال ، تقضي برفضه ، ورده من حيث أتى ، ويكون رده إلى التحريم الشرعي لاحتوائه على مخالفات شرعية .
وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – عن التمثيل فقال :-
قد أفتيت غير مرّة أني لا أرى هذا ، وأن التمثيل لا أراه صالحاً ، وأنه من الكذب، كون أنه يمثل بأنه فلان..أو فلان .. أو فلان ..- سواءً كان طيّباً أو خبثياً – هذا من الكذب ، وفي إمكانه أن يقول ما قال العلماء سابقاً ، يقول : قال الله كذا ، قال الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم - كذا ، وينهى عن كذا، أو يأمر بكذا ، بغير حاجة إلى التمثيل .
ويقول العلاّمة محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - :-
لا بد أن يقع في هذه التمثيليات أمور مكذوبة ، لا حقيقة لها في التأريخ الإسلامي ، أو في السيرة الأولى ، وحينئذٍ هذا سبب آخر يمنع من أن نقلد الأوروبيين فيما هم عليه من التمثيليات ، لأنهم يعيشون على قاعدة معروفة ، ومع الأسف بعض المسلمين ينطلقون وراءها أيضاً ، قاعدتهم هي الغاية تبرر الوسيلة : الغاية وهي مثلاً أن يكسبوا المال ، أما الطريق فغير مهمّ هو حلال أو حرام ، هذا خلاف الإسلام الذي أوضح لنا طريق الحلال والحرام ، وقال خذوا ما حل ، ودعوا ما حرّم ، فأولئك في تمثيلياتهم يُدخلون ما لا حقيقة له إطلاقاً ، فجرينا نحن على خطاهم ، مصداقاً لقوله – صلى الله عليه وآله وسلم – ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر( .)) فهل القصد من التمثيل التربية للناس وتوجيههم وتأديبهم ؟!! فـما فائدة تأديب الناس بالخيال والكذب، ويوجد عندنا حقائق من الشرع تؤدب الناس مما يؤدب الخيال ، هذا هو سبيل المشركين ..هم ما عندهم ما عندنا من المعالجات الروحية الواقعية التي لا تمت إلى الخيال بصلة ، فلماذا إذاً فرض قضايا خيالية ؟ وعندنا قصص قرآنية وأحاديث نبوية، وبؤساً لنا إن كنا نوجه ونربي هذه الأمة بالكذب واللعب بعقولها .
وإن السؤال ليرد على من يعتني بها ، وعلى من يستخرجها ، ويتلذذ بتمثيل غيره معيناً، هل يرضى أن يُمثَل في مشاهدته ، وهو يتحدث مع زوجته ، أو قائم في صلاته ، أو في حال تلبسه بخطيئته ، أو في أي دور من أدوار حياته. ويحتوى التمثيل على مخافلات أخرى مثل الغيبة في الأحياء والأموات وانتقاصهم . واليمين الغموس عندما يحلف الممثل . وتغيير خلق الله بتركيب لحية صناعية، أو شعر صناعي . والانتساب إلى غير الأب الحقيقي ، والتبني. والاستهزاء بالدين وأهله من الصالحين . وتضييع أوقاتهم وأوقات المسلمين .
ولا يمكن لأحد أن يقول : إن التمثيل مصنوع بأمر النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - ، وأنه قد أمر بإدخاله في وسائل الدعوة إلى الله تعالى. ومن كابر وزعم أنه مصنوع بأمر النبي– صلى الله عليه وآله وسلم - وأن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - قد أمر بإدخاله في وسائل الدعوة إلى الله تعالى فعليه إبراز الأمر النبوي الذي ينص على ذلك،ولن يجد إليه سبيلا . إن نشر الفضائل ، وإظهار عظمة الإسلام ، تلتقي فيها الوسائل مع الغايات ، بوقفها على منهاج النبوة ، وهذا منابذ لها أجنبي عنها .
وأما التمثيل في العادات فهذا تشبه بأعداء الله الكافرين ، وقد نهينا عن التشبه بهم ، إذ لم يُعرف إلاّ عن طريقهم ، والنهي عن التشبه بهم أمر بمخالفتهم بل طريقة الكفار تليق بهم ، ولا تليق بالمسلمين ، وذلك لأن الكفار يشعرون بأنهم بحاجة إلى حوافز ودوافع إلى الخير ، لا يجدون عندهم شريعة فيها ما عندنا – والحمد لله – من الخير ، كما سمعتم قوله – صلى الله عليه وآله وسلم - : (ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله) آية واحدة – فضلاً عن سورة – تغني عن تمثيليات عديدة وكثيرة كثيرة جداً ، إذا عُمّمت على المسلمين وفسرت لهم ، فالمسلمون ليسوا بحاجة إلى مثل هذه الوسائل الحديثة ، لا سيما وقد نبعت من بلاد الكفر الذين قال الله – عز وجل – في حقهم ((قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)) التوبة الآية 29 . فأمة لا تحرم ولا تحلل كيف نأخذ عنها مناهجها ، وثقافتها ، وطرقها !؟ ثم نأتي ونطبقها على أنفسنا .
وقد سئلت اللجنة الدائمة وعلى رأسها العلامة بن باز – رحمه الله - عن المسرحيات والتمثيليات فأجابت : (( إذا كانت تلك المسرحيات التي تمثل مؤتمراً ، أو محفلاً ماسونياً صهيونياً يخطط أصحابه لهدم الإسلام ، مشتملة على ذكر من تكلم بعض من يمثلهم بكلمة الكفر ، أو نحوها من المنكر من أجل تصوير واقع ذلك المؤتمر ، أو المحفل كأنه مُشَاهَدٌ يُرى رأي العين حتى تتضح حقيقته للحاضرين، فالمسرحية أو التمثيل على هذا الوجه لا يجوز ، بل هو منكر ، ولو قُصد به تحقيق الهدف المنشود من ذلك التمثيل ، فإن بيان الحق ، وكشف حقيقة مؤتمرات المؤتمرين ، وإيضاح هدفهم ، ومَنَازِع كيدهم للإسلام والمسلمين لا يتوقف على ذلك التمثيل وتلك المسرحيات ، بل من السهل تمامه بدون هذه الوسائل المنكرة ، فلا ضرورة إليها مع كثرة وسائل البيان ، وإقامة الحجة ، ودحض الباطل ، وكشف ما يُبَيِّته أعداء الإسلام للمسلمين ، والعمل على إحباطه ، وعلى هذا لا يكون ذلك الهدف الطيب مبررا للتشبه بأولئك الكافرين بالتمثيل ، وإقامة تلك المسرحيات ، ولا للتكلم بالمنكر من القول ككلمة الكفر ، ولو هازلاً ، أو حسن القصد، لإمكان الوصول إلى المقصود عن غير هذه الوسيلة ، والله الموفق ، وصلى الله على نبينا محمد ، وآله ، وصحبه وسلم)) . فتوى رقم4336 تاريخ 21/1/1402هـ
وقال محدّث العصر العلاّمة محمد ناصر الألباني - رحمه الله - :
((فتلك الوسائل تصلح لهم ، ولا تصلح لنا ، لأنه عندنا خير من ذلك كما في حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما – قال : رأى النبي – صلى الله عليه وآله وسلم -يوماً صحيفة في يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له ما هذه قال : هذه صحيفة من التوراة كتبها لي رجل من اليهود . فقال ((أَمُتَهَوِّكُونَ أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى ، والذي نفس محمد بيده لو كان موسى حيّاً لما وسعه إلاّ اتباعي)) لو كان موسى - وهو كليم الله - حيّاً لما وسعه إلاّ اتباع الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم -، فما بالكم اليوم نحن نكون أتباعاً ، بل نكون أذناباً لكل شيء يأتينا من زخرف أولئك الناس الذين لا يحرمون ما حرّم الله ورسوله، هذا سبب أنني لا أرى جواز التمثيليات)). ا.هـ شريط الأسئلة الإماراتية.وقال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي محدّث الديار اليمنية – رحمه الله - ((إن التمثيليات تقرب من الكذب، إن لم تكن كذباً ، ونحن نعتقد تحريمها ، وليست من أسلوب الدعوة عند علمائنا المتقدمين – رحمهم الله ، وقد روى الإمام أحمد في مسنده من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ((أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ قَتَلَهُ نَبِيٌّ أَوْ قَتَلَ نَبِيًّا وَإِمَامُ ضَلَالَةٍ وَمُمَثِّلٌ مِنَ الْمُمَثِّلِينَ)) والممثل : يطلق على المصدر ، وعلى الذي يحكي فعل غيره ، كما في كتب اللغة ، ومنه حديث : ((من رآني في المنام فقد رآني في اليقظة ، فإن الشيطان لا يتمثل بنبي)) أو بهذا اللفظ )) . المخرج من الفتنة للوادعي – رحمه الله – صــ106-107ــ .
وقال الشيخ / صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - :
((التمثيل لا أراه جائزاً ... وذكر أسبابا لذلك ثم قال : من المحاذير ، أن هذه الطريقة في الدعوة ليست من هدي الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم - ، ولا هدي سلفنا الصالح ، ولا من هدي المسلمين .
هذه التمثيليات ما عُرفت إلاّ من الخارج - من الكفار - ، وتسربت إلينا باسم الإسلام، واعتبارها من وسائل الدعوة غير صحيح ، وسائل الدعوة – ولله الحمد – توقيفية ، غنية عن هذه الطريقة .
وكانت الدعوة ناجحة في مختلف العصور بدون تمثيليات ، ولما جاءت هذه الطريقة ما زادت الناس شيئاً ، ولا أثرت شيئاً ، مما يدل على أنها سلبية، وأنها ليس بها فائدة ، وإنما فيها مضرّة ((.وأخيراً يقول الشيخ بكر أبو زيد – حفظه الله - :
التمثيل بنوعيه : الديني والترفيهي ، ردة فعل لدى المنهزمين من المسلمين لمحاكاة ما لدى الأمم الكافرة من أساطير وإلياذاتوهمية ، منسوجة يهرع إليها الناس .
ولديهم التراجيديا اليونانيةالتي اختلقها أيسكولوس ، ولدى الرومان أساطيرهم ونسجهم .
ثم يأتي المنهزمون من المسلمين فيلتقطوا من موائد هؤلاء ومن غيرهم ، فيهيمون في التمثيل الترفيهي إلى حد بلغ القضاء المبرم على سمة المسلم ، ووقته ، وقواه ، وتفكيره . وعندئذٍ يأتي اختلاق ألف ليلة وليلةوسيرة عنترهوالبطالوالسيد البطل…
وعجيب – والله – أن يتهافت الناس على مشاهدة الكذب وسماعه .
وصدق رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - ((لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ، ويكثر الكذب..)) الحديث رواه أحمد في المسند ، من رواية أبى هريرة رضي الله عنه)) . وللمزيد راجع رسالتي خطر الندية البدعية فقد فصلت أكثر في التمثيليات .
ثالثا : نصيحة لأصحاب التفجيرات : أن يتقوا الله عز وجل وجل ويعلموا أن هذه التفجيرات لم تنتج ولم تأت بخير للإسلام وأهله بل جاءت بالضرر الواضح . فقد فجروا برجين في أمريكا واحتلت مكانه أمريكا دولتين (أفغانستان والعراق) فماذا استفاد المسلمون من التفجيرات ؟؟! سوى الغم والهم .
قال محدث اليمن العلامة مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله - في كتابه الماتع تحفة المجيب : ((وأما مسألة التفجيرات فلسنا ندعو إلى هذا، وكذلك أيضًا مسألة إطلاق الرصاص، لكن كما قلت لكم إن أصحاب المعاصي أذلاء كما قال الله عز وجل: ((إنّ الّذين يحادّون الله ورسوله أولئك في الأذلّين)) ا.هـ
وقال العلامة المحدث يحيى بن علي الحجوري في شرح لامية ابن الوردي :((فنشهد الله على أننا نبغض الخروج على الحكام من قلوبنا، نبغض الخروج، وننكر المنكر، نبغض الانقلابات، ونبغض التفجيرات؛ التي تضر المسلمين، وبلدان المسلمين، وبأسواق المسلمين، وبدور المسلمين. التفجيرات: فيها القتل الساحق، فيها الأضرار المهيلة، وظلم الأبرياء، ونبغض المظاهرات الهمجية، وكل ما يضر المسلمين في دينهم ودنياهم، يجب على المسلمين أن يبغضوه. يقول الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ))[النساء:59]. أولو الأمر : يشمل أمراء المسلمين، وعلماء المسلمين، والواجب: تضافر الجهود بينهم، أولي الأمر من علماء وأمراء؛ فالعالم يبين الحكم الشرعي، والوالي ينفذه، والحاكم بحاجة إلى العالم؛ من حيث بيان الأحكام الشرعية، والعالم بحاجة إلى الحاكم من حيث تنفيذ الأحكام الشرعية)) .
وقال - حفظه الله - في خطبة جمعة بعنوان النكير على دعاة التفجير :
((ألا وإن من أعظم التعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم لتلك الفتوى التي يصدرها بعض الناس فراجت وماجت على مستوى الخاصة والعامة ، أنه يجوز للإنسان أن يُفجر نفسه بحجة أنه يقتل بعض الكافرين ، وهذا أفتأتٌ على كتاب الله وسنة رسوله ، وهذا ابتعاد عن الأدلة الشرعية الأدلة الشرعية من كتاب الله ومن سنة رسوله فربنا سبحانه وتعالى يقول : ((وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)) [النساء/29] ، ويقول سبحانه وتعالى : ((لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [التوبة/128] إن الله أرحم بعباده من عباده ، ففي الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بسيٍ وفي السبي امرأة جعلت تجري إذ رأت ولدها مع السبي فألصقته وجعلت ترضعه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أترون هذه طارحة ولدها في النار )) قالوا لا يا رسول الله فقال : ((لله أرحم بهذه على ولدها ))أرحم بعبده فليس له أن يتصرف في نفسه بل هو ملكٌ لله سبحانه وتعالى : ((قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ () لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)) [الأنعام/162، 163].ومن تلك المفاسد قَتل النساء والصبيان ، ولو كان في حمئت القتال ، فإن هذا منهي عنه ، وتلكم التفجيرات تؤدي إلى قتل النساء والصبيان إلى قتل الأبرياء ، ففي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى امرأةً مقتولة بين الجيشين فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان ، هذا ولو كانت في القتال ، قال الإمام النووي رحمه الله : أجمعوا على تحريم قتل النساء والصبيان ما لم يقاتلوا ولو كانوا من الكفار ،... نعم شاهدنا من هذا على أن هذا الفعل فيه مفاسد تعود على ضرر الإسلام والمسلمين لا يجوز السكوت عنها فضلاً من أن تبرر ومن أن يعتبر ذلك القاتل شجاعاً باطلاً نحريراً نعم والله ، لقد انقلبت المفاهيم ...ثم ساق الشيخ الأدلة الكثيرة فراجعها ثم قال : كل هذه الأدلة يَجعلونها على جانب ويعمدون إلى العقول والآراء والاستحسانات وعدم الانقياد لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويطيع أولئك العقلانيين كثيرٌ من الجهال)). انتهى بتصرف واختصار .
هذا ليعلم أن موقف أهل السنة واضح لتلك الأعمال السيئة لكن ذلك لا يدعو (فلم) الرهان الخاسر أن يعبث بالإسلام وأهله ويقال لمنتجي الفلم وللممثلين : ((ما هكذا يا سعد تورد الإبل)) لا يتم تغيير المنكر على حساب تشويه الإسلام وأهله فهل السبب في ذلك هي اللحى وتحريم الصور وتحريم الغناء وآلات الطرب
وهل من يقوم بإنكار مثل هذه المنكرات يكون إرهابيا !!! مالكم كيف تحكمون.
أخيرا يقول الشيخ الفاضل الزاهد محمد بن عبد الله الإمام في خطبة جمعة بعنوان أفيقوا يا حكام المسلمين :
((أيها الناس ليعلم الناس أننا لهم ناصحون ولا نريد منهم جزاءً ولا شكوراً ونحن نخاف على أنفسا وإياهم من عذاب الله ، وإذا جاء عذاب الله فقد قال الله في كتابه الكريم : ((وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ)) [هود/113] يم مخاطباً سيد الأولين والآخرين محمد عليه الصلاة والسلام : ((ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ)) [الجاثية/18، 19] نحبُ والله لكل مسلم كان رئيساً كان مرؤوساً كان حاكماً كان محكوماً كان كبيراً كان صغيراً نحب له النجاة ونحب له أن يسعد بهذا الدين وأن لا يُعرض نفسه لبطش رب العالمين فما أحد يدفع عن أحد ولا أحد ينفع أحداً أبداً إذا جاءنا أمر الله وقضاءه الذي لا يُرد فننصح للمسلمين حاكمهم ومحكومهم أن يتعقلوا الأمور وأن يعودوا إلى الله وأن يعودوا إلى الحق وأن لا يغتروا بأنواعٍ من التلبيسات ومن التزويرات الموجودة التي لعبت بعقول كثيرٍ من الناس ، وننصح لكل مسلم تُمنيه نفسه أن يخالف الحق في أي مجال من مجالات الحياة ومن مجالات شؤون الحياة فاتقوا الله أيها الناس .ألا فلنتقِ الله جميعاً ألا فلنخاف الله جميعاً أيضحى بالجنة أيضحى بالملك الذي لا ينفذ من أجل ماذا ؟ إنها بطنٌ يا رجال شرٌ في شبر يكفيها جرعةٌ من الماء ويكفيها قطعةٌ من العيش وكسرة من العيش ولكن الأطماع مهلكة والحرارات من أجل الدولارات مهلكة لأصحابها عياذاً بالله فلهذا ندعو المسلمين أولاً إلى أن يرفضوا أي حكمٍ يخالف الشريعة ولا تفرح بحكمٍ خالف شرع الله باعتبار في نظرك أنه يحقق لك مصلحةً وتقول هذا يتفق مع فكرتي مع مطلبي مع إرادتي يا مسلم ليكن همك أن تنصر الإسلام لا لتنصر باطلك ولا لتثبت شرك وخطأك على أخيك ، المطلوب أن نكون مع الحق وأن ندافع عن الحق لهذا أيها الناس علينا جميعاً أن نحرص على إصلاح الأحوال .علينا أن نرجع إلى أمور ديننا ولا نغتر بما يوجد في الساحة من أنواع الفتن وأنواع الانحرافات ، لهذا أيها الناس المطلوب من المسلمين أن يتناصحوا فيما بينهم تكلموا بالحق يا رجال قولوا الحق ، قولوا الحق تَسعدوا قولوا الحق تُرشدوا قولوا الحق تكونوا من أهله ومن حماته ورعاته ، فلماذا السكوت ولماذا الرضوخ ولماذا ولماذا ؟ يوم أن نبرر الباطل على أنفسنا وعلى مجتمعاتنا إننا نوقع على جميع أنواع الشر اليوم قَبلت كذا من الشر في الغد سيأتي لك بأكثر وبأطم وأعم )) . ا.هـ بتصرف واختصار
تعليق