بسم الله الرحمن الرحيم
هذا هو كلام الجاهل العتيبي في موضوع الوضاع أسامة العتيبي "الحجاورة والشيخ العلامة عبيد بن عبدالله الجابري حفظه الله -وعرض وطلب-" قال:سابعاً: قال الحجاورة: رددتم على كتاب منهج الخلف الطالح للحلبي المبتدع، فلماذا لا تردون على كتاب الإبانة للشيخ محمد الإمام؟ الجواب من جهات: الجهة الأولى: أن من أصول المنهج السلفي الرد على المخالف بالطرق الشرعية، ولا نحابي فلاناً ولا فلاناً في رد خطئه، ومخالفته، سواء كان المخالف للحق من السلفيين أو من غيرهم. فبيان الحق لابد منه. والتعامل مع المخطئ يكون وفق الضوابط الشرعية، ولا يستوي السلفي المخطئ الذي لا يلزم من خطئه تبديعه وإخراجه من السنة، بالمبتدع صاحب الهوى، فالتعامل يكون بالنظر إلى نوع الخطأ، وكثرته، وبأثره على صاحبه، وكذلك يفرق بين السلفي المخطئ خطأ لا يخرجه عن السنة، وبين المبتدع صاحب الهوى، ولا يسوي بينهما إلا حدادي بغيض متشبه بالخوارج والمعتزلة. الجهة الثانية: إن التسوية بين كتاب الحلبي وكتاب الإبانة يدل على الجهل بحال كتاب الحلبي، وبيان ذلك يطول، لكن أذكر بعض الأوجه التي تمنع التسوية بين الكتابين: الوجه الأول: أن الحلبي بنى كتابه على نصيحة الشيخ ربيع للحربي، وحرف فيها، وغيَّر وبدّل، وهذا ليس موجوداً في كتاب الإبانة. الوجه الثاني: أن الحلبي قعد فيه قواعد باطلة، ورد أصولاً سلفية ظاهرة كالمسائل المتعلقة بالجرح المفسر، والامتحان بأهل السنة والبدعة، والتفريق بين العقيدة والمنهج بأسلوب ماكر لمقصد فاجر، والعبث بما يتعلق بمنهج الموازنات، وزعمه أن الإنكار على من يخالف غيره في باب الجرح إنكار باطل، وكقاعدة لا نجعل خلافنا في غيرنا سبباً للخلاف بيننا، وقاعدة نصحح ولا نهدم، وقاعدة لا يلزمني، وطعنه في الصحابة باعتباره كلمة غثائية ليست سباً، وأن حصول فتنة من الجهر بتديع المبتدع يجعله يقول بسلفيته(أي تشريع للمداهنة)، مع ما في كتابه من البتر والكذب والتحريف . وهذه القواعد لا وجود لها في كتاب الإبانة حسب علمي .. ولقد حاول الحجاورة تمحل إيجاد بعض هذه القواعد في كتاب الإبانة، وتخبطوا، ولجؤوا للبتر والتحريف، حتى يصفوا لهم ذلك، وساعدهم عليه وجود عبارات فيها نظر، وكلمات فيها إجمال، فلبَّسوا على الشباب السلفي ما لبَّسوا.. الوجه الثالث: أن الحلبي ألف كتابه للرد على الشيخ ربيع كما صرح بذلك، وهذا بخلاف الشيخ محمد الإمام الذي ما ألف كتابه إلا لنقض غلو الحجوري وحجارته الصماء .. وهذا المقصد في الكتاب ظاهر، ولما رأى الحجوري وحزبه هذا ثارت ثائرتهم، ونزل الحجوري نفسه منزلة الشيخ ربيع، فأداه إلى تنزيل الشيخ محمد الإمام منزلة الحلبي، وأدخلوا على الشباب السلفي بذلك ما أدخلوه من تلبيس وتمويه.. الوجه الرابع: أن مراد الحلبي في كتابه نشر منهج التمييع، والثناء على أهل البدع ممن يزعمون السلفية أو تلصق بهم السلفية رغماً عنهم!! وأما الشيخ محمد الإمام فمقصوده الدفاع عن السلفيين، والرد على أهل الغلو، مع البراءة من البدعة وأهلها، ومحاربته لمنهج التمييع أيضاً. الوجه الخامس: أن الحلبي أثنى على جمعية إحياء التراث، وأصَّل لذلك، وأما الشيخ محمد الإمام فيحذر من جمعية إحياء التراث، ونحوها من الجمعيات، ويحزبها. الوجه السادس: الحلبي يدعو إلى رسالة عمان التي اشتملت على الدعوة لتقارب الأديان والمذاهب، والدعوة للإنسانية التي هي من شعارات الماسونية، وهذا على عكس كلام الشيخ محمد الإمام ومنهجه، والذي له من المؤلفات ما شهد له به القاصي والداني أنه على عكس ما عليه الحلبي في هذا الأمر وغيره من حزبيات الحلبي . الوجه السابع: أن الحلبي يبيح الانتخابات ، والشيخ محمد الإمام ضدها، وله في ذلك كتابات ومحاضرات .. الوجه الثامن: أن كتاب الحلبي لم يقرظه عالم سلفي، بل قرظه المبتدعة . وأما كتاب الإبانة فقرظه جماعة من علماء السنة في اليمن، وأثنى عليه غيرهم . الوجه التاسع: أن الحلبي سلك منهج الغمز واللمز بعلماء السنة المعاصرين، وهذا ما لا يوجد في كتاب الشيخ محمد الإمام . الوجه العاشر: أن الحلبي زعم في كتابه أنه يعالج المشاكل الواقعة من بعض السلفيين، ويدلهم على الوسطية، والواقع العملي له خلاف ذلك، بل كتابه وموقعه وحاله كله يصب في اتجاه واحد وهو الفرقة والاختلاف، والحرب الشعواء على السلفيين. وأما كتاب الشيخ محمد الإمام فهو يدعو إلى الائتلاف والاجتماع على الحق، ويؤالف بين السلفيين، ويدعو إلى منهج الوسطية، ولم نره منه إلا الأدب والاحترام لمشايخ السنة، وبخاصة المعاصرين، عكس ما عليه الحلبي قولاً وعملاً.. الجهة الثالثة: أن كتاب الإبانة أثنى عليه جماعة من علماء السنة، وعلموا أن صاحبه صاحب سنة يريد الإصلاح، لذلك عاملوه بحسن الظن، والتنبيه على الخطأ بما يكون فيه منفعة له ولغيره، وأما كتاب الحلبي فما قرظه علماء السنة، ولا رفعوا به رأساً، بل حذروا منه، وعرفوا خبث طوية صاحبه، لذلك كان التفريق بينهما ظاهراً عند السلفيين. الجهة الرابعة: أن كتاب الإبانة اشتمل على جملة من الأخطاء، وبعض العبارات المجملة التي يستغلها أهل الأهواء والبدع، وسأحاول النظر في هذه الأمور، وبيان ذلك للشيخ محمد الإمام وللقراء ليكون بذلك إعانة على بيان الحق وتوضيحه، مع حفظ كرامة الشيخ السلفي محمد الإمام وفقه الله وسدده . الجهة الخامسة: أن معرفتي بغلو الحجوري وحجارته الصماء لا يجعلني أتخذ موقفاً عكسياً بحيث يكون الرد عليهم بما يكون فيه مخالفة للحق، بل العدل واجب، والمقصود هو نصرة دين الله. فكلامي في كتاب الإبانة، وعدم تسويته بكتاب الحلبي إنما ظهر لي بعد تصفح له، واطلاع على عدة ردود عليه من قبل الحجوري وأنصاره. والله عز وجل في علاه يعلم أن كتاب الإبانة لو كان ككتاب الحلبي، أو لو ظهر لي ذلك فلن أتوان في الرد عليه، لأن الأمر دين، ولا أحابي فلاناً ولا فلاناً، فرحم الله سلفياً أهدى إلي عيوبي، وأنا مع الحق حيث كان أكون معه، ومن عنده دليل صحيح أو حجة وبرهان بدون بتر ولا تحريف، ولا تحميل للكلام ما لا يحتمل فليتفضل بالبيان، ولن يجد مني ولا من غيري من السلفيين إلا الإذعان للحق.
# # # # #
وفي الختام: لا شك أن كتاب الإبانة جهد بشري، والخطأ واقع، وهناك مواضع تحتاج إلى تصحيح وتعديل، لكن لا يصل الأمر إلى ربطه بكتاب الحلبي، وجعله في مصافِّه. والكتاب يعالج قضايا زعم الحلبي أنه يريد علاجها، ولكن سلك الشيخ محمد الإمام المسلك السلفي، وسلك الحلبي المسلك الخلفي فافترقا في المقصد، وفي الطريقة، وفي النتيجة.. ولقد حاول الحلبي التلبيس على بعض السلفيين بزعمه أن كتاب الإبانة ككتابه، وأنه متفق معه، وأثنى عليه وزكاه، وراج هذا التلبيس على الحجاورة، وصدقوا الحلبي، وتحقق للحلبي مرامه بين الحجوري والحجاورة .. أما السلفيون فيعلمون أن الحلبي كذاب دجال، وأن ربط كتابه بكتاب الإبانة هدفه رفع خسيسة كتابه، وإسقاط كتاب الإبانة، فيضرب عصفورين بحجر واحدٍ كما يقال .. لذلك لم تنطل هذه الحيلة الحلبية على السلفيين، ولكنها انطلت على الحجاورة، وفرحوا بها، وطاروا كل مطار .. وأما ثناء الشيخ العباد فهو عالم سلفي، ولا يعد ثناؤه على كتاب قادحاً في الكتاب ما لم يدل الدليل على أن الكتاب مشتمل على الباطل ..قال الشيخ ربيع في رده على الحلبي في مقال بعنون الحلبي من أشد الناس شهادة بالزور ومن أكثرهم وأشدهم وقوعاً في التناقضات المخزية ((أقول: لقد أخطأ الشيخ الإمام في موافقته لأصول الحلبي. فاستشهادك بالخطأ يدل على أنك غارق في الهوى، ثم مَنْ مِنْ علماء السلف مَنْ شهد لك ولكتابك القائم على محاربة المنهج السلفي؟ أليس فقدانك لشهادات العلماء من أوضح الأدلة على بطلان ما حواه هذا الكتاب وعلى مضادته لمنهج السلف؟ ثالثاً- قال الحلبي في (ص1): " لكن بدل أن يقابِل الشَّيخ ربيع المدخلي هذا الكتابَ بِما قابل به كتاب «منهج السَّلف الصالح» مِن الردِّ والتَّبكيت والتَّشغيبِ والتَّأليب؛ قابله بنقيضِ هذا!!!! فقد قرأ الكتابَ وراجعه ووضع عليه بعضَ الحواشي، وكتب الشَّيخُ الإمام على طرَّة كتابِه قائلًا: «راجعه وقرأه فضيلةُ الشَّيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي». والسَّبب في هذا راجع إلى أن الشَّيخ المدخلي أدرك -هنا- أن كتاب «الإبانة» إنما وُضع للرَّد على (الشَّيخ الحجوري) الذي كان في طَور صبر الشَّيخ ربيع ومناصحتِه له. فالشَّيخ المدخلي يُقر القولَ ونقيضَه، ويمدح القولَ ويذمُّه لا بالنَّظر لذاته وإنَّما بالنَّظر لِمَن قاله، وهذا ما أوقع الشَّيخ ربيعًا المدخلي في التَّناقض والاضطراب". أقول: ربيع لم يقرظ كتاب " الإبانة" للإمام، ولقد تصفحه في أول الأمر تصفحاً سريعاً، ومع ذلك استنكر بعض الأمور فيه، وعلّق على هذا الكتاب بتنبيهات لمحمد الإمام ليرجع عن أخطائه، ثم قرأه مرة ثانية وأبدى ملاحظات على بعض الأخطاء في هذا الكتاب، وطلب من الإمام أن يرجع عنها، وأن يعيد النظر في كتابه، فإذا وجد في كتابه مخالفة لمنهج السلف فعليه أن يرجع عنها، ولا أزال على هذا الموقف البعيد عن المحاباة، أخذاً بقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ. فأين هو التناقض؟، لا سيما مع اعترافك بأني وضعتُ عليه بعض الحواشي. وأنا أردُّ الباطل لأنه باطل، ولا أقرُّ باطلاً كما تفتري عليَّ، وشهادات العلماء ولا سيما الألباني لكتاباتي بأنها حق، وترد الباطل، وأنها لا تخالف منهج السلف، تكفي هذه الشهادات لإدانتك بالجهل والظلم، فلظلمك وجهلك وحقدك تجعل الحق باطلاً، والباطل حقاً. http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=137476
أقول والخلاصة إن قول العتيبي إن التسوية بين كتاب الحلبي وكتاب الإبانة يدل على الجهل بحال كتاب الحلبي، وبيان ذلك يطول، لكن أذكر بعض الأوجه التي تمنع التسوية بين الكتابين...
وقول الشيخ ربيع لقد أخطأ الشيخ الإمام في موافقته لأصول الحلبي. يدل على جهل العتيبي وأنه كالذي قال سمعت الناس يقولون شيئا فقلته وكلام العتيبي هذا أيضا فيه طعن في الشيخ ربيع ووصفه بالجهل بحال كتاب الحلبي.
تعليق