• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

((( الوصابي وهدمه لشعيرة الجهاد ! ))) كتبه: الشيخ الفاضل أبو عبد الله محمد باجمال حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ((( الوصابي وهدمه لشعيرة الجهاد ! ))) كتبه: الشيخ الفاضل أبو عبد الله محمد باجمال حفظه الله

    الوصابي وهدمه لشعيرة الجهاد !

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فقد اطلعت على مقال نُشر في شبكة سحاب لمحمد بن عبدالوهاب الوصابي بعنوان: (كَلِمَةٌ تَوْجِيهِيَّةٌ إِلَى السَّلَفِيِّينَ فِي لِيبْيَا بَعْدَ كذا- المُصَادَمَةِ مَعَ مَنْ يُسَمُّونَ أَنْفُسَهُمْ أَنْصَارُ الشَّرِيعَةِ) بتاريخ 26/جمادى الآخرة/1434هـ.

    فرأيت فيها كلامًا منكرًا، وقولًا باطلًا، ترده نصوص الكتاب والسنة، ويرفضه منهج السلف الصالح، مما دعاني لكتابة هذه الأسطر، لتوضيح ما في قوله من الزور والشرر.

    وكلامه المنكر، وقوله الباطل هو:
    تقريره بأن دعوة أهل السنة والجماعة دعوةٌ لا جهاد فيها ولا قتال –هكذا بهذا الإطلاق-، معرضًا أو متغافلًا عن مئات نصوص الوحيين المبينة لفضائل الجهاد وأهميته، وأنه شعيرة من شعائر الإسلام العظام، ضاربًا بجهله أو تجهاله جهاد السلف للكافرين والمنافقين.

    فقلت: ما الذي دفع الرجل إلى هذا المزلق الخطر، والمنعطف المهلك، وهو الموسوم بـ: كبير علماء اليمن؟!

    فما وجدت جوابًا يوضح ذلك إلا أنه أُتي من ثلاث جهات:


    أحدهما: هزله العلمي.
    ثانيهما: انحرافه عن منهج السلف الصالح.
    ثالثها: حسده وحقده، والله المستعان.

    ولا يحتج محتج بأنه أراد التحذير ممن يسمون أنفسهم (أنصار الشريعة)؛ لأنه أخرج فريضة الجهاد من دعوة أهل السنة والجماعة على الإطلاق.

    وإليك نص كلامه ثم التعليق عليه:
    (
    الدّعوَةُ السّلفيّة اسمُهَا كما عرفتم دعوة، فيُؤخذ من اسمها أنّها دعوَة، وليست قتال ولا جهاد ولا مُقاوَمة وإنّما هِيَ دعوة، إذَن بقولنا دعوة خرج أن تكون جهادًا أو قتالاً أو مُقاومَة فهيَ تحمل هذا الاسم اسم الدّعوَة.
    وكون الإنسَان إذا اعتُدِيَ عليهِ يُدافِع عن نفسه في حُدود الشّرع، وفي حُدود العُدوَان، فهذا قد أنزلَ اللهُ بهِ قُرآنًا كما في قوله سُبحانه وتعالى: ﴿فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ﴾، ﴿وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ﴾، لكن المفهوم العامّ والأصل هُوَ ما سمعتم أنّها دعوَة لا مُقاومة ولا قتال ولا جهاد، وسلفيّة لا بدعة ولا تصوّف ولا تشيّع ولا تحزّب كما هي معروفة طريقة الحزبيِّين ﴿وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾
    ).
    التعليق:
    هذا التقرير الذي حرره محمد بن عبدالوهاب الوصابي بإخراج الجهاد من الدعوة السلفية باطل مردود بدلائل الكتاب الكريم، والسنة النبوية القولية والعملية، ومنهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان.

    تجني الوصابي على أدلة القرآن المرغبة والآمرة في الجهاد


    أما الأدلة من كتاب الله فهي كثيرة جدًّا، نذكر جملة منها:
    1- قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾.
    2- وقال: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّه﴾.
    3- وقال: ﴿قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ﴾.
    4- وقال: ﴿انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾.
    5- وقال: ﴿فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
    6- وقال: ﴿لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون﴾.
    7- وقال: ﴿يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال﴾.
    8- وقال: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِين﴾.
    9- وقال: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَاب﴾.
    10- وقال: ﴿ وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آَمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ﴾.
    والآيات في هذا المعنى كثيرة جدًّا، لا تخفى إلا على جاهل بالقرآن، أو متغافل عنه.

    تجني الوصابي على أدلة السنة النبوية في باب الجهاد


    أما من السنة النبوية القولية والعملية فشيء لا يكاد يحصر، ولا يمكن أن ينكر، لدلائله العامة والخاصة.
    أما العامة –وهو الدليل العملي-: فجهاد النبي ﷺ وغزواته المزبورة في الصحاح، والسنن، والمسانيد، والمعاجم، وكتب المغازي والجهاد المفردة.
    قال العلامة ابن القيم –رحمه الله- في زاد المعاد (3/5):
    فصل: في هَدْيه ﷺ في الجهَاد والمغَازي والسَّرايَا وَالبُعُوث
    لما كان الجِهَاد ذِروةَ سَنَامِ الإسلام وقُبَّتَه، ومنازِلُ أهله أعلى المنازل في الجنة، كما لهم الرَّفعةُ في الدنيا، فهم الأَعْلَوْنَ في الدنُّيَا والآخِرةِ، كان رسولَ الله ﷺ في الذَّروةِ العُليا منه، واسْتولى على أنواعه كُلِّها، فجاهد في اللهِ حقَّ جهاده: بالقلب، والجَنانِ، والدَّعوة، والبيان، والسيفِ، والسِّنَانِ، وكانت ساعاته موقوفةً على الجهاد، بقلبه، ولسانه، ويده.
    ولهذا كان أرفعَ العَالَمِينَ ذِكراً، وأعظمَهم عند الله قدراً.
    وأمره الله تعالى بالجِهاد مِن حينَ بعثه، وقال: ﴿وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِى كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيراً فَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً﴾، فهذه سورة مكية. اهـ

    أما الخاصة –وهو الدليل القولي- فأدلته كثيرة جدًّا، نذكر طرفًا منها:
    1- عن ابن أبي أوفى -رضي الله عنه- عن النبي ﷺ قال: «واعلموا أنّ الجنّة تحت ظلال السّيوف»، متفق عليه.
    2- وعن ابن مسعود وأبي هريرة وأبي ذرّ -رضي الله عنهم- أن النبي ﷺ سئل عن أفضل الأعمال؟ فقال: «الجهاد في سبيل الله»، متفق عليه. والوصابي يقول: لا جهاد!!!
    3- وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ سئل أي الناس خير؟ فقال: «مؤمن يجاهد في سبيل الله بماله ونفسه».
    4- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: «تكفّل الله لمن خرج في سبيله، لا يخرجه إلّا جهاد في سبيلي، وإيمان بي، وتصديق برسلي، فهو عليّ ضامن أن أدخله الجنّة، أو أرجعه إلى منزله الّذي خرج منه بما نال من أجر، أو غنيمة»، متفق عليه.
    5- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قيل للنبي ﷺ: ما يَعْدِل الجهاد في سبيل الله عز وجل؟ قال: «لا تستطيعونه» قال: فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثًا كل ذلك يقول: «لا تستطيعونه»، وقال في الثالثة: «مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صيام وصلاة حتى يرجع المجاهد في سبيل الله تعالى»، متفق عليه.
    6- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة، وينقلون التّراب على متونهم ويقولون:
    نحن الّذين بايعوا محمّدا ... على الجهاد ما بقينا أبدا
    والنّبيّ ﷺ يجيبهم ويقول:
    «اللهمّ إنّه لا خير إلّا خير الآخره ... فبارك في الأنصار والمهاجرة»، متفق عليه.
    7- عن أم المؤمنين عائشة وابن عبّاس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله ﷺ: «لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونيّة، وإذا استنفرتم فانفروا»، متفق عليه.
    8- عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله ﷺ قال: «من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة» الحديث، متفق عليه.
    9- عن أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه-: أن رسول الله ﷺ قال: «يا أبا سعيد! من رضي بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًّا، وجبت له الجنة»، فعجب لها أبو سعيد فقال: أعدها عليَّ يا رسول الله ففعل، ثم قال: «وأخرى يرفع بها العبد مائة درجة في الجنة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض»، قال: وما هي يا رسول الله؟ قال: «الجهاد في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله»، أخرجه مسلم.
    10- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ «من مات ولم يَغْزُ، ولم يحدث به نفسه، مات على شعبة من نفاق»، أخرجه مسلم.
    11- عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: «رأس الأمر الإسلام، وعموده الصّلاة، وذروة سنامه الجهاد»، أخرجه أحمد وابن ماجه وهو حسن بشواهده.
    12- عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "لَنْ يَبْرَحَ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا يُقَاتِلُ عَلَيْهِ عِصَابَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ".
    13- عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"، وأخرجه مسلم.

    والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جدًّا، لا تخفى إلا على جاهل بالسنة، أو متغافل عنها.

    تجني الوصابي على فعل السلف الصالح في الجهاد


    أما فعل السلف الصالح من الصحابة ومن بعدهم:
    1- قتال أبي بكر الصديق –رضي الله عنه- للمرتدين، ومانعي الزكاة.
    2- فتوحات عمر الفارق –رضي الله عنه-.
    3- قتال علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- للخوارج.
    4- كان ابن المبارك يحج عامًا ويغزو عامًا.
    5- قتال شيخ الإسلام ابن تيمية مع المسلمين للتتر، وانظر: المجلد الثامن والعشرين من مجموع الفتاوى.
    وقال رحمه الله في متن الواسطية:
    ويَرَوْنَ إقامةَ الحجِّ، والجهادِ، والجُمَعِ، والأعيادِ مع الأمراءِ، أبراراً كانوا أو فجاراً. اهـ
    6- قتال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب النجدي للمشركين، حتى وصل جنده إلى حضرموت.
    7- قتال الشيخ جميل الرحمن -رحمه الله-.
    8- قتال أهل السنة والجماعة بدماج وكتاف للحوثيين المعتدين.

    قال العلامة ابن القيم في زاد المعاد (3/5): فجهادُ المنافقين أصعبُ مِن جهاد الكفار، وهو جهادُ خواصِّ الأمة، وورثةِ الرُّسل، والقائمون به أفرادٌ في العالَم، والمشارِكُون فيه، والمعاونون عليه، وإن كانوا هُم الأقلين عدداً، فهم الأعظمون عند الله قدراً. اهـ
    ولجهاد السلف وتابعيهم بإحسان عشرات الأمثال، وإنما اكتفيت على ما هو معلوم مشهور -اختصارًا-.

    فما بال الوصابي يسقط ذروة سنام الإسلام، وركيزة من ركائزه العظام؟!
    أين هو من أدلة القرآن؟! أين هو من أدلة السنة؟! أين هو من منهج السلف الصالح والتابعين لهم بإحسان؟! نعوذ بالله من الجهل والتيه، ومن هذا الهزل العلمي الجلل.

    ثم أتدري يا أخي من الذي لا جهاد عليه؟! روى البخاري عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: استأذنت النبي ﷺ في الجهاد. فقال: «جهادكن الحج».
    وهكذا أولي الضرر كما قال تعالى: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا * دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾.

    الوصابي بكلامه وثرثرته يهدم مراتب الجهاد


    لقد تجنى الوصابي بكلامه هذا الأعوج على مراتب الجهاد الثابتة في الكتاب والسنة، والتي بينها وأوضحها أهل العلم.
    روى مسلم في صحيحه عن ابن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي ﷺ قال: «ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب، يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل».
    قال ابن القيم في زاد المعاد (3/9-11):
    الجهادُ أربع مراتب: جهادُ النفس، وجهادُ الشيطان، وجهادُ الكفار، وجهادُ المنافقين.
    فجهاد النفس أربعُ مراتب أيضاً:
    إحداها: أَنْ يُجاهِدَها على تعلُّم الهُدى، ودين الحق الذي لا فلاح لها، ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به، ومتى فاتها عِلمُه، شقيت في الدَّارين.
    الثانية: أن يُجاهدها على العمل به بعد علمه، وإلا فمجرَّدُ العلم بلا عمل إن لم يَضُرَّها لم ينفعْها.
    الثالثة: أن يُجاهدها على الدعوة إليه، وتعليمِهِ مَنْ لا يعلمهُ، وإلا كان مِن الذين يكتُمون ما أنزل الله مِن الهُدى والبينات، ولا ينفعُهُ علمُهُ، ولا يُنجِيه مِن عذاب الله.
    الرابعة: أن يُجاهِدَها على الصبر على مشاقِّ الدعوة إلى الله، وأذى الخلق، ويتحمَّل ذلك كله لله.
    فإذا استكمل هذه المراتب الأربع، صار من الربَّانِيينَ، فإن السلفَ مُجمِعُونَ على أن العَالِمَ لا يَستحِقُّ أن يُسمى ربَّانياً حتى يعرِفَ الحقَّ، ويعملَ به، ويُعَلِّمَه، فمَن علم وَعَمِلَ وعَلَّمَ فذاكَ يُدعى عظيماً في ملكوتِ السموات.

    فصل

    وأما جهادُ الشيطان، فمرتبتان:
    إحداهما: جهادُه على دفع ما يُلقي إلى العبد مِن الشبهات والشُّكوكِ القادحة في الإيمان.
    الثانية: جهادهُ على دفع ما يُلقي إليه من الإرادات الفاسدة والشهواتِ.
    فالجهادُ الأول يكون بعده اليقين، والثاني يكون بعدَه الصبر. قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ، وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾، فأخبر أن إمامة الدين، إنما تُنال بالصبر واليقين، فالصبر يدفع الشهواتِ والإرادات الفاسدة، واليقينُ يدفع الشكوك والشبهات.

    فصل


    وأما جهادُ الكفار والمنافقين، فأربع مراتب: بالقلب، واللِّسان، والمالِ، والنفسِ.
    وجهادُ الكفار أخصُّ باليد، وجهادُ المنافقين أخصُّ باللسان.

    فصل


    وأما جهادُ أرباب الظلم، والبِدعِ، والمنكرات، فثلاث مراتبَ:
    الأولى: باليدِ إذا قَدَرَ، فإن عَجَزَ انتقل إلى اللِّسان، فإن عَجَزَ جاهد بقلبه.
    فهذِهِ ثلاثة عشرَ مرتبةً من الجهاد، و«مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ، وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِالغَزْوِ، مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنَ النَّفَاقِ».
    إلى أن قال: وفرضَ عليه جهادَ نفسه في ذات الله، وجِهادَ شيطانه، فهذا كُلُّهُ فرضُ عينٍ لا ينوبُ فيه أحدٌ عن أحد.
    وأما جِهَادُ الكُفار والمنافقين، فقد يُكتفى فيه ببعضِ الأمَّةِ إذا حَصَلَ منهم مقصود الجهاد.

    فصل

    وأكملُ الخَلْقِ عند الله، من كَمَّلَ مراتِبَ الجهاد كُلَّهَا، والخلق متفاوِتونَ في منازلهم عند الله، تفاوتهم في مراتب الجهاد، ولهذا كان أكملَ الخلقِ وأكرمهم على الله: خاتِمُ أنبيائِه ورُسُلِهِ، فإنه كمَّل مراتبَ الجهاد، وجاهد في الله حقَّ جهاده، وشرع في الجهاد من حِينَ بُعِثَ إلى أن توفَّاهُ الله عزَّ وجلَّ. اهـ
    فهذه الكلمات النافعات تبين سقوط الوصابي وهزله العلمي، وانحراف منهجه، وبطلان كلامه في إخراج الجهاد بالإطلاق من غير تقييد عن دعوة أهل السنة والجماعة.
    ووالله إن إخراجه الجهاد عن دعوة أهل السنة والجماعة، الدعوة السلفية ليُعد مخالفة ومجانبة لنصوص الوحيين، ومنهج السلف الصالح والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
    فيجب على الوصابي البراءة من تقريره الباطل، وتحريره العاطل، والتوبة إلى الله عز وجل. ولا يصلح إبقاء كلامه هذا المتضمن لهدم ركيزة عظيمة من ركائز الإسلام والسنة.

    الوصابي والتقليد بلا حجة


    قال الوصابي بعد كلامه السابق:
    (
    وسمعتُم نصيحَة الشّيخ ربيع –جزاهُ اللهُ خيرًا- للحَجُوري لمّا قال لَهُ: يا يَحْيَى أنتَ لستَ بعالِم أنتَ طالِب، النّصيحَة الأخيرَة التي كانَت في يوم الأربعاء 1/جمادى الأولى؛ يا يَحْيَى أنتَ لستَ بعالِم أنتَ طالِب، كلامٌ طيِّبٌ).

    التعليق:
    ومن أقوال الشيخ ربيع –حفظه الله- في الشيخ يحيى –حفظه الله-:
    1- قوله في نصيحته التي كانت أول الفتنة في ربيع الثاني عام 1429هـ: (
    الشيخ يحيى من أفاضل الناس وعلى ثغر عظيم).
    2- وقوله فيها أيضًا: (
    إخوانكم الشيخ يحيى من أفاضل العلماء، ولهم ميزات والله لا توجد الآن في الدنيا).
    3- قوله قبل بضعة أشهر: (
    الشيخ يحيى من أقوياء السلفيين في العالم).

    فعجبًا للوصابي يأخذ ما يحلو له، ويترك ما يخالف هواه.

    وأين أنت من تزكيات الإمام الوادعي –رحمه الله- للشيخ يحيى –حفظه الله- المثبتة له بأنه عالم ناصح أمين ...، ويكفيه تزكية أن أوصى له بأعظم ما يخلفه في هذه الدنيا وهو مركزه العلمي الشامخ.
    أترى شيخنا الإمام الوادعي –رحمه الله- يوصي بمركزه لطالب علم لا غير؟!!

    ما هذا الجحود التي لا تتورعون عنه، وقد كنت تشهد بأنه عالم لا يطعن فيه إلا جاهل أو صاحب هوى؟!!!
    نعوذ بالله من اتباع الهوى، وتقليب الحقائق، والتقليد بلا حجة.

    الوصابي وتقليبه للحقائق


    قال الوصابي:
    (
    إذا عرَفَ الإنسانُ قدرَ نفسهِ فهذَا من صالحِهِ، لكن إذا نفخَ فيه الشّيطان قد يضُرّ بنفسه ويضُرّ بالدّعوَة كما حصَل الضّرر للدّعوَة من أبي الحسَن ثُمّ من الحَجُوري؛ فلَوْ عرفُوا قدرَ أنفُسهم لم يضُرّوا بِمُسلِم فضلاً عن دعوة! فضلاً عن دعوَة! فضلاً عن مُسلِمين لا يُحصيهم إلاّ الله! واللهُ المُستعَانُ).

    التعليق:
    الذي أضر بالدعوة من أحدث فيها المحدثات، وقعد القواعد المخترعات، وأصل الأصول المبتدعات، ككتاب الإبانة.
    الذي أضر بالدعوة هو الذي كان يأتي أناسًا بوجه، وأناسًا بوجه.
    الذي أضر بالدعوة هو الذي جعل مهنته التحريش بين أهل العلم.
    الذي أضر بالدعوة هو الذي يستخدم المكر والخديعة.
    الذي أضر بالدعوة هو الذي سعى بالتحريش بين الطلاب وأهل دماج وسلم الله.
    الذي أضر بالدعوة هو المصر على أخطائه العقدية من طعن في الصحابة، ونسبة توحيد الحاكمية لأهل السنة والجماعة.
    الذي أضر بالدعوة هو الذي فتح الباب للمجاهيل من البرامكة بالردود الباطلة لمقاصدهم الدنية.
    الذي أضر بالدعوة هو الذي بذر بذرة الفرقة وسقاها ونماها.
    الذي أضر بالدعوة هو تنكر عما اعترف به، واعترف بما تنكر عنه.
    الذي أضر بالدعوة هو الطاعن في الإمام الوادعي –رحمه الله- والمتهم له بفكر الخوارج.
    الذي أضر بالدعوة هو الفتاوى المخالفة للدليل، الماضية على طريقة القرضاوي العليل.


    فلا تغالط يا وصابي، وراقب الله في كلامك، واعلم أنك ستسأل عن أقوالك وأفعالك.
    قال تعالى: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ﴾، وقال: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾، وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون﴾، وقال: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾.

    كتبه: أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن باجمال
    ليلة الأربعاءالثامن والعشرين من شهر جمادى الآخرة عام 1434هـ

    رابط تحميل الموضوع بصيغة بي دي أف
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو إبراهيم علي مثنى; الساعة 09-05-2013, 01:43 PM.

  • #2
    (إضافة) إلى أدلة السنة النبوية:
    12- عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "لَنْ يَبْرَحَ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا يُقَاتِلُ عَلَيْهِ عِصَابَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ".
    13- عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"، وأخرجه مسلم.

    تعليق

    يعمل...
    X