• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مامعنى التمسك بالكتاب والسنة وسنة الخلفاء الراشدين يجيبك الشيخ ربيع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مامعنى التمسك بالكتاب والسنة وسنة الخلفاء الراشدين يجيبك الشيخ ربيع

    الحديث العاشر: التمسك بالكتاب والسنة وسنة الخلفاء الراشدين

    الحديث العاشر

    التمسك بالكتاب والسنة وسنة الخلفاء الراشدين

    عن أبي نجيح العرباض بن سارية – رضي الله عنه – قال : وعظنا رسول اللهr موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا : يا رسول الله!! كأنها موعظة مودع ، فأوصنا. قال : « أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضو عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة ».

    (رواه أبو داود([1]) والترمذي([2]) وقال : حديث حسن صحيح ورواه أحمد([3]) وابن ماجه([4]) والدارمي([5])).



    صحابي الحديث :

    العرباض بن سارية السلمي أبو نجيح نزل حمص ومات بعد السبعين.



    المفــردات :

    الموعظة : هي التذكير بالله والتخويف من غضبه وعذابه.

    بليغـة : أي مؤثرة تصل إلى قلوب السامعين بأحسن الألفاظ وأفصحها وأعذبها.

    وجلت القلوب : خافت.

    ذرفت العيـون : سالت منها الدموع.

    فـأوصـنـا : الوصية الأمر المؤكد المقرر.

    الـتـقـوى : أن تجعل بينك وبين ما تخافه شيئاً يمنعك ويقيك.

    الـسـنــة : الطريق والمنهج فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه رسول اللهr وخلفاؤه الراشدون من الاعتقادات والأقوال والأعمال.

    الـبـدعــة : إحداث أمر في الدين لم يكن على عهد رسول الله ولا على عهد أصحابه.

    الـراشـدون : من الرشد وهو ضد الغي.

    المـهـديـون : الموفقون لإدراك الحق واتباعه.

    الضـــلال : هو الذهاب والبعد عن الحق وهو ضد الهدى.

    المعنى الإجمالي :

    هذا الحديث أصل عظيم وفيه توجيهات عظيمة جامعة ، فقد أسدى فيه رسول اللهr هذه النصيحة العظيمة والوصية البليغة إلى الأمة الإسلامية حيث أرشدهم إلى أمور عظيمة ، لا قوام لدينهم ودنياهم إلا بالتزامها واتباعها ، ولا حل لمشاكلهم إلا بتنفيذها بدقة.

    1- فلا دين إلا بتقوى الله، وهي طاعة الله وامتثال أوامره واجتناب نواهيه.

    2- ولا قيام لدينهم ولا دنياهم إلا بإمام صالح عادل يقودهم بكتاب الله وسنة رسول اللهr وينفذ فيهم شريعة الله وينظم صفوفهم ويوحد كلمتهم ويرفع لهم راية الجهاد لإعلاء كلمة الله وعلى الأمة أن تسلم له زمام الطاعة فيما تحب وتكره ما دام مستقيماً على أمر الله ومنفذاً لأحكامه.

    ولمصلحة الإسلام والمسلمين وحفاظاً على وحدتهم وحقنا لدمائهم يفرض الإسلام الطاعة بالمعروف على الأمة لولي الأمر وإن كان عاصياً ما لم يخرج به العصيان إلى الكفر.

    3- وتناولت وصية رسول اللهr موقف الأمة من الخلافات والمخالفين للحق ، فأرشدنا إلى الاعتصام بالحق والرجوع إلى النهج السوي منهج رسول اللهr والخلفاء الراشدين – رضي الله عنهم – وما سنتهم ومنهجهم إلا كتاب الله الذي ] لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه [. وسنة رسول اللهr المطهرة ، ففيهما النجاة والسعادة وفيهما الحلول الصحيحة الحاسمة للخلافات الواقعة بين الفرق الإسلامية وانهائها على الوجه الذي يرضي الله ويجمع كلمة المسلمين على الحق وكل الحلول التي تقدم على غير هذا الوجه فخاطئة وعاقبتها الفشل.

    4- وتناولت نصيحة رسول اللهr التحذير من البدع ومحدثات الأمور فكم حذر رسول اللهr أمته من أخطار البدع ومفاسدها مع البيان النير أنها ضلالة وأنها في النار فما الذي يدعو كثيراً من المسلمين إلى الوقوع فيها والتشبث بها وقد أكرمهم الله بكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه دين كامل غاية الكمال لا نقص فيه. ] اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نمتي ورضيت لكم الإسلام دينا [ (المائدة 3).

    إنه من المؤسف حقاً أن ترى كثيراً من الأمة الإسلامية لا تعتمد على القرآن ولا على السنة في عقائدها وقد طغت البدع على السنن في عبادتها وتقاليدها وصدق فيها قول الرسولr : « لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ».

    ما يستفاد من الحديث :

    1- مشروعية النصيحة والوعظ للمسلمين ويكون ذلك تخولاً كما في حديث ابن مسعود.

    2- الأمر بتقوى الله في الموعظة.

    3- في الحديث علم من أعلام النبوة حيث وقع الخلاف في الأمة كما أخبر.

    4- وفيه الزجر عن الاختلاف في أصول الدين وفروعه.

    5- وفيه الرجوع إلى منهج الرسولr وخلفائه الراشدين.

    6- وفيه الزجر على البدع والتحذير منها.

    7- وفيه أن كل بدعة ضلالة وليس فيها حسنة.

    ([1]) كتاب السنة : حديث رقم (4607) ، (5/13).

    ([2]) كتاب العلم : باب (16). حديث رقم (2676) ، (5/44).

    ([3]) (4/126،127).

    ([4]) المقدمة 6 : باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين ، حديث رقم (42،43).

    ([5]) مقدمة : حديث رقم (96) ، (1/43).
    http://www.rabee.net/show_book.aspx?id=287&pid=1&bid=14
    http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=41580
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله هشام بن حسين البير; الساعة 08-05-2013, 06:37 PM.

  • #2
    شرح حديث العرباض بن سارية رضي الله عنهللشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله جلّ وعزّ
    قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي -سلمه الله-:
    عن أبي نَجيح العًرباضِ بنِ سارية رضي الله عنه قَالَ: وَعَظَنَا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَوعظةً بَليغَةً وَجِلَتْ مِنْهَا القُلُوبُ، وَذَرَفَتْ مِنْهَا العُيُونُ، فَقُلْنَا: يَا رسولَ اللهِ، كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأوْصِنَا، قَالَ:«أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ -هذا البَنْدُ الأوَّل- وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ»يعني: السمع والطاعة لولاة الأمور ولو كان عبدًا حبشيًّا كأنَّ رأسه زبيبة كما جاء في حديث آخر([1])؛ لأهمية هذا الأمر وخطورته، فالبَنْدُ الأوَّل في كلِّ تصرفاتنا، ومواقفنا, وعلاقتنا بالله هو تقوى الله عَزَّوَجَلَّفعلينا أن نتقي الله، وأن نراقب الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وعلاقتنا بالأسرة، وعلاقتنا بالمجتمع، وعلاقتنا بالمسلمين، وعلاقتنا بغير المسلمين؛ على مستوى الأفراد والجماعات والدول،على المسلم أن يراقب الله في كلِّ هذه الحالات، ويهتدي بهدي الله في كلِّ موقفٍ وفي كلِّ تصرُّف؛ في هذه المجالات التي أشرت إليها، والسَّمع والطاعة لولاة الأمور فيما يأمرون من طاعة الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى، ولا طاعة لمخلوق في معصية الله كائنًا من كان، الطاعة إنَّما هي في أمر الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى به, فإذا أمرك قريبٌ أو بعيدٌ أو وليُّ الأمر بأمر فيه طاعة الله بأمر فيه طاعة الله عَزَّ وَجَلَّ فعليك السَّمع والطاعة؛ مهما كان مصدر هذا الأمر بطاعة الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى .«وَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اختِلافًا كَثيرًا» ما المخرج؟ هذا جهمي، وهذا معتزلي، وهذا نقشبندي، وهذا سهروردي، وهذا تيجاني، وهذا مِيرْغني، طرقٌ بلغت مئات الطرق, وعلى كلِّ طريق منها شيطان؛ كما أخبر([2]) رسول الله عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فما هو المخرج؟ «عَليْكُمْ بسُنَّتِي وسُنَّةِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِيِّنَ»، هذا اشتراكي وهذا شيوعي وهذا ديمقراطي وهذا علماني، ما المخرج من هذه الفتن؟ هذا في مجال السياسة «فَعَليْكُمْ بسُنَّتِي وسُنَّةِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بالنَّواجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ»([3])، هذا هو المخرج الذي فيه النجاة، فإنك لَّما ترى طوفانًا من الفتن وطوفانًا من البدع وطوفانًا من الطرق وما تدري أين الحق كيف المخرج؟ ما هو قاربُ النَّجاة أو سفينة النَّجاة؟ هي سفينة رسول الله عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، سفينة النَّجاة هي سفينة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والعشرة المُبَشَّرين بالجنَّة والصحابة الكرام رضوان الله عليهم، ما هي سُنَّتُهم؟ هل لكلِّ واحد سُنَّة تتضارب مع نصوص الكتاب والسُنَّة، ويختلف رأي أبي بكر مع عمر، ومنهج عمر مع علي وعثمان أو كان منهجهم واحدًا وطريقتهم واحدة في ظلِّ الكتاب والسُنَّة؟ إذًا المراد بسُنَّة رسول الله والخلفاء الراشدين المنهجُ السَّديد الصحيح الذي رسمه الله في كتابه وفي سُنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلم، هنا المخرج، نبحث في قضية من القضايا وكلُّ واحد له رأي وكلُّ جماعة لها موقف، وأنت لا تدري؛ اختلاف كثيرٌ! في خضمِّ هذه الآراء لا تدري من المُحِقُّ ومن المبطل، ومن هو السُنِّي ومن هو البدعي؛ ما هو الفيصل في هذا؟ «فَعَليْكُمْ بسُنَّتِي وسُنَّةِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِيِّنَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بالنَّواجِذِ» فهل يفعل المسلمون هذا، هل فعلوا هذا؟ هل هناك دعوة من هذه الدَّعوات تُوَجِّه النَّاس إلى هذا المنهج أو لا يوجد؟ لا شكَّ أنَّك إذا بحثت تجدُ جماعة قائمين بالدعوة إلى الله، يوجهون النَّاس إلى الاحتكام إلى الله وإلى رسول الله عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ امتثالًا لقوله تعالى:﴿ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء: 59]، هذه الآية نزلت في قضية فرعية، في فرع من الفروع لا في أصل من أصول الدِّين؛ اختلف الزبير بن العوام ورجلٌ من الأنصار في شِرَاجٍ من شِرَاجِ الحَرَّة، يعني سِرْبٌ للماء صغير اختلفوا فيه، ورفعوا القضية إلى رسول الله عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، واستسلم الزبير لحكم رسول الله، وغضب الأنصاري من حكم رسول الله عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فأنزل الله: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء: 65]([4]) أنا أنشد الله الشباب، وأنشد الدعاة، هل وقفوا فيما بينهم وبين الله يحاسبون أنفسهم: هل هم في هذه القضية وهذه القضية على الحق؟ وهل راودتهم أنفسهم ودفعتهم أنفسهم إلى الاحتكام إلى الله في قضية من القضايا أو قضايا كثيرة يختلف فيها النَّاس وتتصارع فيها أفكارُهم؟ أنا أعتقد أنَّ كثيرًا من النَّاس توجد أمامه عقبات كثيرة، وظلمات، وشبهات، وأهواء جامحة، تحول بينه وبين هذا التفكير وبين أن يُنَفَّذَ أمرُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى الاحتكام إليه، شُبهٌ ومغالطات كثيرةٌ جدًّا تحول بينه وبين أن يقف الموقف الصحيح؛ الذي يتطلَّبُه الإيمان ويتطلَّبُه الإسلام، فلا يستطيع أن يقف هذا الموقف ويرفض كلَّ تلك الشبهات، ويضرب بها عرض الحائط، ويسلِّم لله تسليمًا، يحتكم إلى رسول الله راضيًا مُسَلِّمًا لأمر الله ولأمر رسول الله عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.
    مغالطات كثيرة، وتهاويل، وشبهات، وظلمات كثيفة تحول بين كثير المسلمين وبين أن يرتقوا إلى هذا المستوى الرفيع؛ الذي يجب أن يتَّصِف به وأن يتحلَّى به كلُّ مؤمنٍ صَدَق الله في إيمانه، الرِّضا بحكم الله والرِّضا بالاحتكام إلى الله تفقده كثيرٌ من الدَّعوات المنتمية للإسلام، لا تُرَبِّي الشباب على هذا الأصل الأصيل وعلى هذا المبدأ العظيم.لعل كلًا منَّا يذكر قاعدة: (نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضُنا بعضًا فيما اختلفنا فيه) هذه القاعدة تهدم هذا الأصل، هدمت أصلًا عظيمًا، هذه وضعها محمد رشيد رضا -غفر الله له-، وسَمَّوْها القاعدة الذهبية! ثم رأى أنَّ هذه قاعدة فاسدة، فركلها بقدميه، وتبرَّأ إلى الله منها، والتفَّ على الشيعة الذين وضع هذه القاعدة من أجلهم، فشرع يضربهم بسياط الحق، ويردُّ عليهم في كتاب معروف منشور([5])، ردَّ عليهم أباطيلهم، ورَكَل تلك القاعدة الفاسدة الظالمة؛ التي أضلَّت كثيرًا من شباب الأُمَّة الإسلامية، وحالت بينهم وبين الاحتكام إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم.وفي نفس الوقت هم يطالبون بحاكمية الله وفي نفس الوقت هم يطالبون بحاكمية الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فأوَّل من يرفض حاكمية الله من يلتزم هذه القاعدة الفاسدة التي تتنافى مع هذا الأصل العظيم، ومع أصولٍ كثيرةٍ، ومع نصوص كثيرةٍ في كتاب الله وفي سُنَّة رسول الله عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فأنا أرجو من شبابنا المسلم الذي يريد وجه الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى والذي لا يعبد الأحبار والرهبان؛ وهذه فتنة أخرى في تربية الشباب على عبادة الأحبار والرهبان، وتقديم أقوالهم على نصوص القرآن والسُنَّة؛ وهذا أمرٌ خطيرٌ جدًّا! لا يدركه كثيرٌ من شبابنا.المنهج الإسلامي الصحيح أنَّه: كلٌّ يُؤخذ من قوله ويُرَد إلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، كلٌّ يٌؤخذ من قوله ويُرد إلا رسول الله؛ ومن هذا المنطلق قال ابنُ عباس رضي الله عنه لمن راجعه في مشروعية العمرة أو فسخ الحج إلى العمرة، لمَّا قيل له: أبو بكر وعمر يقولان كذا؛ قال: «يوشك أن تنزل عليكم حجارةٌ من السَّماء؛ أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقولون: قال أبو بكر وعمر! » ([6])، هذا الحَبْرُ العظيم ابنُ عَمِّ رسول الله عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يستنكر من يعترض على سُنَّةَ رسول الله بقول أبي بكر وعمر، والآن يعترضون على أقوال الرسول بأقوال أناسٍ لا يَرْقَوْنَ إلى مستوى طُلاَّب العلم، فيتخذون منه مصدر تشريع؛ أقوالُه لا تُرَدُّ، ويُتَّخَذ منها القواعد، ويُتَّخَذ من شخصه فَلَكًا يُدَار عليه! وهذه هي عبادة الأحبار والرهبان التي حذَّر الله منها، وحذَّر منها رسول الله عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وكثيرٌ منكم يذكر حديث عَدِيِّ بنِ حاتم رضي الله عنه حينما دخل على رسول الله عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وهو يقرأ قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَـٰهًا وَاحِدًا لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة: 31]
    قال: والله يا رسول الله، ما نعبدهم -يعني: ما نسجد، ما نركع لهم- قال: «أَلَيْسَ يُحَرِّمُونَ الحَلَالَ فَتُحَرِّمُونَهُ، وَيُحِلُّونَ الحَرَامَ فَتُحِلُّونَهُ؟ قال: بلى! قال: فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ» وقال الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّـهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 79 - 80].فيا شباب الإسلام، سفينة النَّجاة هي الاحتكام إلى الله، سفينة النَّجاة هي الفَزَعُ إلى طاعة الله وإلى طاعة رسول الله؛ ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ [الذاريات: 50] اللُّجوء إلى الله وإلى حكمه في قضايا الخلاف؛ لنتبيَّنَ مَن على الحق، فنأخذ قوله، لا لأنَّه فلان، ولكن لأنَّ معه الحجَّة، ولأنَّ معه الحق، ولأنَّ معه قول الله وقول رسول الله عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، ونترك من يخالفه كائنًا من كان، مهما رسخت قدمه في العلم وفي العبادة وفي الدِّين وفي الورع([7])، وهناك كلام يقوله العلماء يمكن أن نسميه قاعدة وهو: «الرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحقُّ بالرجال»، «الرجال يُعرفون بالحق» يعني: ما نقول أنَّهم على حق إلا إذا وجدنا الحقَّ يؤيدهم ونصوص القرآن والسُنَّة تؤيدهم، «ولا يعرف الحقُّ بالرجال» يعني: تجعل مِن الرجل هو قناتك الوحيدة، وتجعله ميزانًا ومقياسًا للحقِّ، فما يقوله هو الحقُّ، وما لا يقوله هو الباطل، وما يرفضه هو الباطل وقد يكون حقًّا، وما يقبله هو الحقُّ وقد يكون على خلاف الأمر باطلًا، إذًا نحن لا نعرف الحقَّ بالرجال، إنَّما نعرف الرجال بالحق، فالرسول عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وضع المخرج حينما تحتدم الخلافات بين المسلمين، وتكثر بينهم النِّزاعات، ويَظلُّ كثيرٌ من النَّاس في حيرة.. أين الحق؟ لا أدري أين الحق؟يرشدنا رسول الله عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ إلى أن نبحث عن هديه وعن هدي خلفائه الراشدين المهديين، ونتمسَّك به، ونعضُّ عليه بالنواجذ؛ فإن العرب تقول في الشيء إذا كنت حريصًا عليه أمسكه بيدك، فإن عجزت فعُضَّ عليه بالنواجذ، الشيء الثمين هذا عادة الإنسان أن يُمسِك عليه بيده، فإذا خاف عليه ساعد كفيه بالعضِّ على ذلك الشيء الثمين بنواجذه؛ حتى لا يفلت منه، فسُنَّة رسول الله عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يجب أن تكون غاليةً ثمينةً عندنا، وهديه عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ خيرٌ من الدنيا وما عليها، وأغلى شيءٍ في الوجود هو هديه عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، ومنهجه، وطريقه البيضاء، ومحجته البيضاء التي تركنا عليها ليلُها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك([8] لا يزيغ عنها إلا هالك في أيِّ مجالٍ من المجالات، في العقيدة تزيغ عن هدي رسول الله تهلك، وفي العبادة تزيغ عن هديه تهلك، وفي السياسة تزيغ عن هديه تهلك، لا يزيغ عنها إلا هالك، فديننا كاملٌ شاملٌ لا يترك شيئًا في الحياة إلا ولدين الله فيه حكم وله منه موقف، ومن يزِغْ عن شيءٍ منه بعد أن يتبيَّن له الحقُّ؛ فإنَّ مصيره إلى الهلاك، وإذا أعرض عن الحقِّ أيضًا وبإمكانه أن يُميِّز بين الحقِّ والباطل وإن رفض الانصياع للحقِّ أو البحث عن الحقِّ؛ فإنَّه واللهِ في طريقه إلى الهلاك، كثيرٌ من النَّاس يتعامى ويتجاهل وقد يكون الحقُّ في متناول يديه، ولكن تمنعه عَقَبات: منها الهوى، ومنها الكبر، ومنها التقليد، ومنها أشياءٌ كثيرةٌ وعوامل عديدة، يكون الحقُّ في متناول يديه وأمام عينيه، فيُكَتِّف يديه، ويُغْمِض عينيه، ويُعرض عن الحق، فهذا أيضًا زائغٌ عن الحق مصيره إلى الهلاك؛ والعياذ بالله، ما من فِرْقَةٍ من الفِرَق إلا وتدَّعي أنَّها على الحق، وقد تدرك بعمق أنَّها على الباطل، لكنَّها تغالط النَّاس وتقول: نحن على الحق، وتخترع شبهات تقدِّمها في ثوب الحجج القوية المقنعة دفاعًا عن الباطل وهي تعلم أنَّها على باطل!، وكثيرٌ منها قد لا تدرك الحق، كما هو شأن اليهود والنصارى؛ اليهود يحاربون الحقَّ عن علم، ويُصِرُّون على الباطل عن علم، والنصارى في كثيرٍ من قضاياهم ضالُّون، الضَّلال: هو عدم العلم، والغيُّ: هو محاربة الحق بعد معرفته، فاليهود عندهم غيٌّ وعندهم بغيٌ؛ لأنَّهم يحاربون الحقَّ عن عمد، والنصارى عن جهل وضلال؛ لهذا قال الله : ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 6 - 7]، وفي الحديث أنَّ المغضوب عليه اليهود والضَّالون هم النصارى([9])، وقد قال العلماء: (من ضَلَّ من علمائنا ففيه شَبَهٌ من اليهود، ومن ضّلَّ من عُبَّادِنا ففيه شَبَهٌ من النصارى)([10])، كثيرٌ من العبَّاد يعبد الله على جهل وضلال، كثير من العُبَّاد يتعبَّد الله بالبدع والضَّلالات عن جهل، ولعلَّه لو تبيَّن له الحقُّ لرجع عن ضلاله، وكثيرٌ من العلماء يكون على باطل، ويدفعه البغي والظلم والعدوان على رفض الحقِّ؛ ففيه شَبَهٌ من اليهود، فهذه من القواعد والكلام الصحيح الذي قاله سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، الحق أن سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهجه موجودان، إذا شئت أن تعرف الحق من الباطل في قضية من القضايا عندك القرآن وعندك السُنَّة، مثلًا بعض الفِرَق تقول: «إنَّ الله في كلِّ مكان» أو «إنَّ الله لا فوق، ولا تحت، ولا يمين، ولا يسار»، لكن تأتي بغاية السهولة تمسك المصحف تقرأ: ﴿الرَّحْمَـٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ﴾[طه:5]، ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [النحل: 50]، ﴿ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ﴾ [المعارج: 4]، ﴿ أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ ﴾ [الملك: 16] الأمر واضح العامي يدرك من هذا أنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى في السَّماء، جلَّ علاه فوق هذا الكون، وقبل ذلك العاميُّ يدرك هذا بفطرته، ومعظم العوام كذلك، حتى عوام اليهود والنصارى والهنادك والمجوس في قرارة أنفسهم شيء مغروسٌ غَرَسَه الله أنَّ الله في السَّماء، وأنا واللهِ سألت بوذيين وهندوك: أين الله؟ قالوا: في السَّماء. من خلق السَّماء؟ الله، من خلق الأرض؟ الله، إلى آخره! واللهِ سألت؛ وعندي شهود في هذا العام في مدينة من مدن الهند وعندي مجموعة من الأساتذة، قلت لهم: أنا يا إخوان قد سألت بوذيًّا عند معبد بوذا من خلقك؟ قال: الله. من خلق السَّماء؟ قال: الله. من خلق الأرض؟ قال: الله. من خلق الجبال؟ قال: الله. البحار، الشجر، الحجر..؟ قال: الله. من خلق بوذا؟ الله. أين الله؟ قال: في السَّماء. لماذا لا تعبده الآن؟! هو مقرٌّ بتوحيد الربوبية كالمشركين الذي يقول الله فيه: ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّـهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [لقمان: 25]، ﴿أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّـهُ﴾ [يونس: 31]، فهم في توحيد الربوبية موحِّدون كما قال الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى فيهم:﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴾([11]) [يوسف: 106]، لكن تعال وقل لهذا المشرك: قل لا إله إلا الله! ماذا يقول؟ ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللَّـهُ يَسْتَكْبِرُونَ﴾ [الصافات: 35]، ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴾ [ص: 5]، لكن من خلق السَّماء؟ الله! ومن خلق الأرض؟ الله! أنا سألت بوذيًّا هذا السؤال، فأجاب بالله في هذه الأشياء كلِّها، لما دعوته إلى توحيد العبادة وقع فيما وقعت فيه قريش: ﴿ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّـهِ زُلْفَىٰ ﴾ [الزمر: 3]، يعني حرب على الأنبياء وعلى المصلحين في توحيد العبادة، كما هو حال كثيرٍ من المنتسبين إلى الإسلام! يؤمنون بالربوبية ويكتبون مجلدات في توحيد الربوبية، ولكنَّهم في توحيد العبادة ضالُّون؛ يطوفون بالقبور، ويستغيثون بأهلها، ويذبحون لها، ويشدُّون لها الرِّحال، ويصرفون لها الألوف المؤلَّفة من الأموال، ويستغيثون بهم، ويعتقدون أنَّهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون إلى آخره، وإذا جئت إلى توحيد الربوبية تجد عندهم مؤلَّفات حتى للنصارى! النصارى ردُّوا على الشيوعيين في مؤلفات يثبتون فيه توحيد الربوبية، لكنَّهم في توحيد العبادة ضالُّون، فالشاهد أنَّ الاحتكام إلى الله عَزَّوَجَلَّ قاعدةٌ أصيلة ذهبيَّة في الإسلام، ينجي الله من يريد له النَّجاة تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فيخضع لحكم الله ويحتكم إلى الله في مواطن الخلاف؛ فهذه قضية.
    وقضية أخرى: تقول لكثير من النَّاس المعتزلة والجهمية والأشعرية والماتوردية تقول لهم: أين الله؟ يقول لك: (لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار ولا داخل العالم ولا خارجه ولا.. إلى آخره)، ويقول: هذا أصل التوحيد، وهذا هو دين الله، وهذا هو تنزيه الله، إلى آخره, نقول له: تعال نحتكم إلى كتاب الله عَزَّوَجَلَّ، واللهِ كثيرٌ منهم أراد الله لهم الخير، فندموا واحتكموا إلى الله، وخرجوا من هذا المأزق - إن شاء الله - إلى سفينة النَّجاة([12])، وكثيرٌ منهم ماتوا على هذا الباطل، ما الذي منعهم من الاحتكام إلى الله وإلى رسوله وهم يقرؤون القرآن صباح مساء، ويقرؤون البخاري، والله أعلم الكثيرُ منهم كلَّ سنة في رجب أو في غيره يمرُّ على أحاديث وآيات الصفات وإثبات علوِّ الله، يمرُّ على كلام السَّلف ولكنهم لا يرضون بحاكمية الله في هذا الباب! والله يقول: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء: 65] هذا مثالٌ واحد –من الأمور المتنازع فيها - من الأمثلة التي حلُّها موجودٌ في كتاب الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى وإدراك الحق من كتاب الله وسُنَّة الرسول يتسنَّى لكلِّ من يطلب ذلك وهو أمرٌ واضح، فمثلًا هذه القضية - قضية العلوِّ - فيها ألفُ دليلٍ من كتاب الله ومن سُنَّة الرسول عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، لو جئت إلى صفة رحمة الله عَزَّوَجَلَّ تجد أناسًا يقولون: الرحمة بمعنى إرادة الإحسان. الرحمن الرحيم: معناه المريد للإحسان. كيف والإنسان يريد الإحسان!! ففررتم من التشبيه ووقعتم في بؤرة التشبيه مع الأسف الشديد، إضافةً إلى أنَّكم عطَّلتم خمسمائة نص في كتاب اللهتَبَارَكَ وَتَعَالَى كلها تَنُصُّ على أنَّ الله موصوفٌ بالرحمة([13])، تقرأ في صدر كلِّ سورة: بسم الله الرحمن الرحيم مُكرَّر مُؤكَّد، فالذي يريد لنفسه المخرج من هذه القضية؛ فعليه بكتاب الله، وسُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهدي الخلفاء الراشدين؛ فإنَّه ما كانت عقيدتهم في الله وبأسمائه وصفاته مُستمَدَّةً إلا من كتاب الله ومن سُنَّة رسول الله، وتلك سُنَّتُهم وذلك منهجهم، فأنت وجدت ناسًا يسموهم وهابية أو يسمونهم خوارج أو يسمونهم حشوية وإلا يطلقون عليهم أيَّ اسمٍ ظالم، هذه الطائفة تقول: واللهِ نحن نقول: إنَّ الله في السماء، واستوى على العرش، وآخرون يقولون: لا، في كلِّ مكان، أو ليس في مكان؛ لا داخل، ولا خارج...، طيِّب، تقول: واللهِ ما أدري مَن على الحق! ارجع إلى القرآن، إذا رجعت إلى القرآن فستجد فعلًا هدي الخلفاء الراشدين وهدي رسول الله متمثِّلًا في القرآن وفي سُنَّة رسول الله، إذا رجعت إلى البخاري وإلى مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه؛ ستجد أنَّ الحق الواضح تمامًا إلى جانب من يُنبَزُون بأنَّهم حشوية وأنَّهم وهابية وأنَّهم كذا وكذا، وستجد الآخرين يتخبَّطون في ظلمات الباطل، وفي ظلمات التعطيل، وقد حَرَمُوا أنفسَهم من الاستضاءة بنور أسماء الله الحسنى وصفاته العليا؛ هذا مثال - يا إخوتاه- من أمثلة كثيرة حصلت فيها الخلافات في مسائل الأصول وفي مسائل الفروع؛ التي يجب فيها المَفْزَع إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّ الله سبحانه قال: ﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء: 59]، ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ﴾ [الشورى: 10]، والرسول عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يقول بعد أن بيَّن لنا أنَّ هذه الأُمَّة ستختلف اختلافًا كبيرًا -ما المخرج؟-: «فَعَليْكُمْ بسُنَّتِي وسُنَّةِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِيِّنَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بالنَّواجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ؛ فإنَّ كلَّ مُحْدَثَةٍ بدْعة، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضلالة» وفي حديث آخر: «وَكُلَّ ضَلَالَةٍ في النَّار»([14])، أنصح شبابنا -وقد وضعت لهم مثالًا من مئات الأمثلة- أن يأخذوا بهذا المنهج، يعني: لا تقلِّد أحدًا، خصوصًا في قضايا العقيدة، والمنهج ابحث عن الحق، والحمد لله في هذا البلد الحقُّ واضح، والمناهج السلفية مُقرَّرَة في المدارس ولله الحمد، ويستطيع الصغير كما يستطيع الكبير ويستطيع المرء في بيته وفي مسجده أن يقف على كثير من حقائق الإسلام الناصعة، لا يجد التباسًا، ولا يجد غموضًا، ولكن في كثيرٍ من البلدان قد يعيش الإنسان في جوٍّ وفي بيئة يلتبس فيها الحقُّ بالباطل، فعليه أن يجعل مثل هذا الحديث نَصْبَ عينيه ويشرع في طريق الإنقاذ؛ في سبيل إنقاذ نفسه، فيبحث عن هدي رسول الله، وعن هدي الخلفاء الراشدين، وعن منهجهم، وعن سُنَّتِهم، لينجو بنفسه من الهلاك ومن الضَّلال.
    «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ»: هذا تحذير! والمحدثة هي كل ما لم يُعرَف في عهد الرسول عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ في عقيدة أو في عبادة، أو سنة فهو ليس من دين الله وهو بدعة، خذها قاعدة: (كلُّ ما لم يكن معلومًا معروفًا على عهد رسول الله، وعلى عهد أصحابه، ولم يكن في كتاب الله، وفي سُنَّة رسول الله، تتعلَّق بعقيدة، أو تتعلَّق بعبادة؛ فإنَّه بدعةٌ ضلالة)، وإذا درستم هذه البدع لا تجدون لها أصلًا، لا في كتاب الله، ولا في سُنَّة رسول الله، ولا في عُرْفِ الصحابة والتابعين والتابعين لهم بإحسان من القرون الخيِّرَة المُفَضَّلة؛ التي أثنى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم. أكتفي بهذا القدر من حديث العرباض بن سارية، لأُعَرِّجَ لكم على حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه؛ الذي رواه الإمام مسلم في "صحيحه" ([15])، لنستفيد منه زيادة على ما في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه وإن كان فيه تأكيدٌ لما في حديث العرباض بن سارية إذا نحن أَمْعَنَّا النظر فيه وتفقهنا فيه حقَّ التفقه.
    المصدر:كتاب المجموع الرائق من الوصايا والزهديات والرقائق للعلامة ربيع بن هادي المدخلي طبعة دار الميراث النبوي.


    ([1]) أخرجه البخاري برقم (7142) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، ولفظه: «اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ».

    ([2]) في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الذي أخرجه أحمد في "مسنده" (1/435، 465)، وابن ماجه برقم (11)، وسعيد بن منصور في "سننه" (5/112)، والطيالسي برقم (244)، والدارمي برقم (202)، والبزار برقم (1677 و1694 و1718 و1865)، وابن أبي عاصم في "السنة - ظلال الجنة" (1/8) برقم (17)، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة" - غراس (140 – 142) برقم (4، 5)، وابن حبان في "صحيحه" - الإحسان" (1/ 180 – 181) برقم (6، 7)، والحاكم في "المستدرك على الصحيحين" في (2/ 261) برقم (2938) وأخرجه في (2/348) برقم (3241) وقال: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي.

    ([3]) أخرجه أحمد في "المسند" (4/126)، وأبو داود في "السنن" برقم (4607)، والترمذي في "السنن" برقم (2676)، وابن ماجه في "السنن" برقم (44)، وابن حبان في "الصحيح" (1/178/5)، والحاكم في "المستدرك" (1/174 - 178)، وأخرجه أبو نعيم في "المسند المستخرج على صحيح مسلم" (1/35/1).
    قال الترمذي: (هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ)، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

    ([4]) القصة في "صحيح البخاري" برقم (2359) وبرقم (4585) وغيرها من المواضع، و"صحيح مسلم" برقم (2357).

    ([5]) عنوانه: "السنة والشيعة".

    ([6]) هذا الأثر ذكره بهذا اللفظ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في "المجموع" (20/215، 251) و(26/50، 281)، وابن القيم رحمه الله في "إعلام الموقعين" (2/238) وفي "الطرق الحكمية" (ص 25) وفي غيرها من كتبه.
    وقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/337)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (2/378) برقم (1248)، والخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" برقم (373)، وابن حزم في "حجة الوداع" (ص 268)، والضياء المقدسي في "المختارة" برقم (357) بلفظ: «أُرَاهُمْ سَيَهْلِكُونَ؛ أَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَيَقُولُون: نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ».
    ورواه إسحاق بن راهوية كما في "المطالب العالية" (1/360)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" برقم (374)، وابن حزم في "حجة الوداع" (ص 269) بلفظ: «هذا الذي أهلككم، والله ما أرى إلا سيعذبكم، إني أحدثكم عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وتجيئوني بأبي بكر وعمر. ولفظ إسحاق: «من ههنا تردون، نجيئكم برسول الله صلى الله عليه وسلم، وتجيئون بأبي بكر وعمر». قال الحافظ ابن حجر: سنده صحيح.
    وفي لفظ عند عبد الرزاق (2/378-) "جامع بيان العلم" لابن عبد البر، ومن طريقه ابن حزم في "حجة الوداع" (ص 269): «والله ما أراكم منتهين حتى يعذبكم الله؛ أحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحدثوننا عن أبي بكر وعمر».

    ([7]) من فتن هذا العصر أن أناسًا ممن لا خلاق لهم ولا وزن في الإسلام قد وضعوا قواعد لرد الحق مثل: لا يلزمني، ونصحح ولا نجرح، ولا يقنعني، وفلان مجتهد –أي: في رد الحق، وهو من أهل الأهواء ودعاة الفتن- إلى قواعد أخرى وضعها أهل الباطل لرد الحق فكم وكم أضلوا بهذه القواعد من الشباب وغيرهم فليت الناس يستيقظون لما يراد بهم من الفتن ومخالفة المنهج السلفي.

    ([8]) ورد هذا اللفظ في بعض روايات حديث العرباض رضي الله عنه عند أحمد (4/126)، وابن ماجه برقم (43) وغيرهما.

    ([9]) إشارة إلى ما رواه أحمد (5/32) وأبو يعلى (13/ 131 - 132)، والبيهقي في "الكبرى" (6/336) عن عبدالله بن شقيق أنه أخبره من سمع النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو بوادي القرى وهو على فرسه، فسأله رجل من بلقين فقال: يا رسول الله، من هؤلاء؟ قال: «هَؤُلاَءِ ﴿الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾» وَأَشَارَ إِلَى الْيَهُودِ، قَالَ: فَمَنْ هَؤُلاَءِ؟ قَالَ: «هَؤُلاَءِ ﴿الضَّالِّينَ﴾» يعني: النصارى... الحديث، واللفظ لأحمد. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/20): رواه كله أحمد، ورجال الجميع رجال الصحيح. وقال في (1/207/143): رواه أبو يعلى، وإسناده صحيح.

    ([10]) انظر: "اقتضاء الصراط المستقيم" (1/67-العقل)، و"الاستقامة" (1/100- محمد رشاد)، و"قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة" (ص 163) لابن تيمية، و"إغاثة اللهفان" لابن القيم (1/24- الفقي).

    ([11]) قال مجاهد رحمه الله في تفسير الآية: إيمانُهم قولهم: الله خالقنا ويرزقنا ويميتنا، فهذا إيمان مع شرك عبادتهم غيرَه. رواه الطبري في "تفسيره" (16/287)، وروى عنه نحوه من عدة طرق، وروى في معناه عن عكرمة والشعبي وعطاء وقتادة وابن زيد والضحاك. وانظر: "الدر المنثور" للسيوطي (4/593).

    ([12]) منهم أبو محمد الجويني المتوفى سنة (438ه) رحمه الله والد إمام الحرمين؛ فإنه ألف رسالة في ذلك بعث بها إلى شيوخه نصيحة لهم؛ نقل طرفًا منها الشيخ الألباني في "مختصر العلوِّ" (ص 24).
    ومنهم الفخر الرازي فيما نقله عنه شيخ الإسلام وغيره، نقل شيخ الإسلام رحمه الله عنه في "درء تعارض العقل والنقل" (1/89): لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلًا ولا تروي غليلًا، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن؛ أقرأ في الإثبات: ﴿ الرَّحْمَـٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰالرَّحْمَـٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ﴾ [طه: 5] و﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾ [فاطر: 10]، ، وأقرأ في النفي: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى: 11]، ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا﴾ [طه: 110] و﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ [مريم: 65]، ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي! وقبله أبو الحسن الأشعري وابن عقيل الحنبلي وغيرهم. انظر: "النبوات" (ص 158)، و"المجموع" (4/72 - 74) وغيرها لشيخ الإسلام ابن تيمية.

    ([13]) انظر: "إيثار الحق على الخلق" للعلامة ابن الوزير اليماني (ص: 125 - 126).

    ([14]) في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في تشهّد الجمعة، رواه النسائي برقم (1487)، وابن خزيمة في "صحيحه" (1785)، والفريابي في "القدر" (ص251) برقم (448)، وعنه الآجري في "الشريعة" (1/398 - 399) برقم (84)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (ص82) برقم (137) و"الاعتقاد" (ص300)، وابن بطة في "الإبانة الكبرى" (2/85) برقم (1491)، وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 189).
    وأصل الحديث عند مسلم برقم (867).

    ([15]) برقم (1844).
    ------------------المصدر: موقع ميراث الأنبياء

    تعليق


    • #3
      كلمة أُلقيت إلى الإخوة بمسجد السنة في مدينة فيلادلفيا الأمريكية
      وكانت يوم السبت 9 من صفر 1434هـ/22-12-2012

      للتحميل ( من هنا )

      __________________
      التفريغ

      بسم الله الرحمن الرحيم
      الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
      أما بعد:
      فأسأل الله أن يُبارك في هذا اللقاء، وأن يجعلنا وإيّاكم من الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه، وإنّي أوصي نفسي، وإخواني، وأحبّائي بتقوى الله ـ تبارك وتعالى ـ في السرّ والعلن، وفي كل الأحوال مراقبة الله ـ تبارك وتعالى ـ (...)
      وأوصي نفسي وإيّاهم بالاعتصام بحبل الله ـ عز وجل ـ كما وصّانا بذلك ربّنا ـ تبارك وتعالى ـ
      ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّ‌قُوا ۚ (آل عمران)، فيجب على الأمّة كلها أن تعتصم بحبل الله ـ كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في عقائدها وعباداتها وفي سياستها وأخلاقها، وفي كل شئون حياتها، هذا أمر واجب على المسلمين جميعا، حُكّاما ومحكومين، علماء وطلاب علم وجُهّال، على الجميع أن يعتصم بكتاب الله ـ تبارك وتعالى ـ كما قلنا في عقائدهم إلى آخره.

      وأن يجتنبوا أسباب الفرقة، كما قال هنا : ﴿وَلَا تَفَرَّ‌قُوا ۚ فالفرقة شر و(...)، وتؤدّي بأهلها إلى الضلال، وإلى العداوة والبغضاء، وإلى سفك الدماء ـ (وعياذا بالله) ـ كما هي واقع الآن.
      عدم الاعتصام بحبل الله يؤدّي إلى الفرقة، والفرقة تؤدّي إلى مشاكل لا نهاية لها ولا أول لها ولا آخر، لذا ـ الله سبحانه وتعالى ـ أمر بالاعتصام بحبله وهديه، ونهانا نهيا جازما عن التفرق، ولكن مع الأسف هذا أمر حصل!، حصل انصراف من كثير من الناس عن الاعتصام بحبل الله في عقائدهم وعباداتهم وسياساتهم، فوقعوا في الفرقة المشينة، والمهلكة ـ والعياذ بالله ـ ؛ فلن تخرج هذه الأمة من دوامة الفتن والتفرق إلا بالعودة إلى كتاب الله وسنّة رسوله والاعتصام بهما والعض عليهما بالنواجذ، كما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضّوا عليها بالنواجذ، وإيّاكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)).
      وسنّة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وسنة الخلفاء الراشدين، التمسك بحبل الله ـ تبارك وتعالى ـ من القرآن والسنّة، هذه سنّتهم وهذا هديهم، فعلينا أن نسلك هذا السبيل ـ الاعتصام بحبل الله ـ واهتداءً به في كل شئون عباداتنا وأخلاقنا وسياساتنا وعقائدنا، وأن نجتنب الفرقة، وأسبابها ـ خاصة ـ السلفيين، عليهم أن يتآخوا وأن يتعاونوا على البر والتقوى ـ بارك الله فيك ـ وأن يجتنبوا أسباب الفرقة، لأنها شرّ.
      ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أنكر على عثمان الصلاة أربعا في السفر بمنىً ـ ثم صلى معه ـ ، قالوا : كيف تنكر عليه ثم تصلي معه؟! قال : الخلاف شرّ.
      هذا الذي عنده وعي وإدراك لمخاطر الفرقة يبتعد عنها وعن أسبابها.
      فعلى السلفيين أن يتآخوا، وأن يطلبوا العلم من مصادره الأساسية، ويفهموا كتاب الله وسنّة رسوله ومنهج السلف الصالح، ومن ذلك التمسك بحبل الله والاعتصام به والابتعاد عن الفرقة وأسبابها ـ والعياذ بالله ـ فإنها ـ والله ـ شرّ .
      وكثير ممن يدّعي السلفية في هذا (الأصل ) يبحثون عن (...) الخلافات والصراعات والنزاعات، وهؤلاء غير صادقين في سلفيتهم، ولو كانوا صادقين فيها لابتعدوا عن هذه الأسباب السيئة، الممزقة، والمفرقة، والمشتتة.
      فعلينا ـ أيها الشباب ـ أن نعتصم بحبل الله، وأن نبتعد عن التفرق، وأن نتآخى فيما بيننا وأن نجتنب البدع، (...) رسول الله، نتمسك بما كان عليه السلف الصالح، (...) سنة رسول الله وصحابته الكرام ومن اتبعهم بإحسان في كل شأن من شئوننا، والله يقول : ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ ﴿١٢٣﴾ وَمَنْ أَعْرَ‌ضَ عَن ذِكْرِ‌ي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُ‌هُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ﴿١٢٤﴾ قَالَ رَ‌بِّ لِمَ حَشَرْ‌تَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرً‌ا ﴿١٢٥﴾ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ ﴿١٢٦﴾(سورة طه)

      ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ(سورة طه)، الذي يحرص على مرضاة الله ـ عز وجل ـ ويتمسك بهديه ويتبع نصوص القرآن والسنة، هذا ضمان له من الوقوع في الضلال ( ...) في عقيدته وفي عبادته وفي سياسته، وفي كل مناحي حياته؛ ومعصوم من الشقاء، يحميه الله ـ تبارك وتعالى ـ بهذا الاعتصام، وبهذا التمسك، وبهذا الاتباع لهدي الله ـ عز وجل ـ يجنبه الله ـ تبارك وتعالى ـ الشقاء، ويدخله جنة عرضها السماوات والأرض أُعدّت للمتقين.
      ﴿وَمَنْ أَعْرَ‌ضَ عَن ذِكْرِ‌ي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُ‌هُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ﴿١٢٤﴾(سورة طه)
      هذا جزاء من أعرض عن كتاب الله، لا يهتدي به لا في عقيدته ولا في عبادته ولا في سياسته ولا في سائر شئون حياته، هذا الإعراض المهلك (...) معيشة ضنكا وعذابا خطيرا شديدا في الأخرى.
      ﴿وَنَحْشُرُ‌هُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ﴿١٢٤﴾(سورة طه)، يعني الكافر الذي أعرض عن هدي الله ـ تبارك وتعالى ـ وللمبتدع نصيبه من هذا، وللفساق المعرضين عن هدي الله لهم نصيب من هذا، الوعيد الشديد والوعد الأكيد.

      ﴿قَالَ رَ‌بِّ لِمَ حَشَرْ‌تَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرً‌ا ﴿١٢٥﴾ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ﴾(سورة طه)
      تركتها وتعاميت عنها فنحشرك اليوم أعمى .
      فعلينا أيها الشباب أن نعتصم بكتاب الله، لا نعرض عن هدي الله (...) وإنما هو اتباع واعتصام وتمسك بهدي الله وعضٌّ على ذلك بالنواجذ؛ وابتعاد عن البدع وكل أنواع الضلال.
      أسأل الله ـ تبارك وتعالى ـ أن يثبتنا وإياكم على الحق والهدى إن ربي سميع الدعاء
      وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

      فرّغه / خميس بن إبراهيم المالكي

      تعليق


      • #4
        كلمة توجيهية من الشيخ ربيع عبر الهاتف (تسجيل جيد)

        بسم الله الرحمن الرحيم
        الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد أكرم الأنبياء والمرسلين وعلى أهله وصحبه أجمعين. أما بعد:
        فإني أشكرُ الله تبارك وتعالى ثم أشكرُ الشيخَين الشيخ صالح بن سعد السحيمي والشيخ محمد بن رمزان الهاجري -جزاهما الله خيرًا- على ما بذلا ويبذلان في سبيل الدعوة إلى الله تبارك وتعالى. وفي قيامهم في هذه الفترة بالرحلة إليكم، والتفاهم معكم ، وتوجيهكم، وإلقاء الدروس فيكم. أسألُ الله أن ينفعكم بما تسمعون منهم، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يجزل لهما الأجر والثواب وأن يكون ذلك في ميزان حسناتهما. وأشكرُ الشباب السلفي على إهتمامهم بالدعوة السلفيّة، وعلى علاقتهم بالمشايخ السلفيين ، أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلها علاقة دائمة، وأن ينفع الله المشايخ بما يبذلون وينفع الطلاب بما يسمعون.
        وإنني سأتكلم -لعلي بإيجاز- بهذه المناسبة لأن الكلام يشق عليَّ.
        أولاً: أوصي نفسي والجميع الحاضرين عندكم والغائبين من المسلمين بتقوى الله، والإخلاص له بالأقوال والأعمال والحركات والسكنات، والصدق في المقال، والثبات على السنة، والاعتصام بحبل الله تبارك وتعالى والاستمساك به، والعضّ على ذلك بالنواجذ. والأدلة والآيات في هذا الموضوع كثيرة جدًا، من ذلك قول الله تبارك وتعالى : (( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ... )) وقول الله تبارك وتعالى :(( اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ.. )). والآيات في الحث على الاعتصام بكتاب الله وعلى إتباع سنة رسوله كثيرة جدًا، والأحاديث في ذلك كثيرة ، ومنها حديث العرباض بن سارية -رضي الله عنه- قال: "وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون. فقلنا: يا رسول الله، كأنَّها موعظة مودع. فقال : أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرة فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ".
        فهذه وصية جامعة نافعة ، فيها الوصية بتقوى الله تبارك وتعالى ، وفيها الوصية بالطاعة لمن ولاه الله أمر المسلمين في طاعة الله تبارك وتعالى.
        السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين في طاعة الله تبارك وتعالى، وفيما يأمرهم به من الحق والخير. "ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق". ثم أخبرَ الرسول صلى الله عليه وسلم بما ستعيشُه الأمة وما سينزل بها من الاختلافات والفِرقة فبيّن لنا ماذا نصنع وكيف يكون موقف المسلم تجاه هذه الصراعات والاختلافات.
        " إنه من يعِشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا ..." .
        ما هو الحل ؟
        قال :" فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين .." .
        الفِرق قد كَثُرت ويُضَلِّل بعضها بعضًا وكل فرقة تدّعي أنها هي صاحبة الحق ، ولكن الحقَّ ما يُثبت بالدعاوى ، إنما يثبت بالأدلة والبراهين. فالذي عنده منهج الرسول عليه الصلاة والسلام ، ومنهج خلفاء الراشدين ، ومنهجهم إنما هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين التي أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالعضّ عليها بالنواجذ من سنته ومنهجه ومنهج الخلفاء الراشدين الاعتصام بحبلِ الله والتمسك به في السراء والضراء وفي الشدة والرخاء، وتجاه الاختلافات والصراعات العقائدية والمنهجية نهرعُ إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإنهما السُنة التي كان عليها الرسول صلى الله عليه وسلم. لأنَّ المنهج المراد بالمنهج الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم. ورسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يتبع كتاب الله وما أوحاه الله إليه من السُّنَّة في كل المجالات العقائدية والمنهجية والأخلاقية والسياسيّة.


        وقد اختلف الناس في هذه القضايا كلها، والحل هو المبادرة إلى الأخذ بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم. ثم لم يكتفِ الرسول بهذا قال عضّوا عليها بالنواجذ فإن هذا أمر تميم وبه النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة ، فهذا أغلى ما يكون خذ به واتبعه وعض عليه بالنواجذ في السراء والضراء وفي الشدّة والرخاء وفي كل الأحوال.
        ثم إن الواجب علينا أن نبين للناس الحق، وأن ندلَّهم على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى فقه الصحابة الكرام والسلف العظام؛ فِقههم من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإن في الأمة الخير الكثير والكثير من المخدوعين بالأهواء قد يستجيبون ولله الحمد وللداعي إلى الخير والساعي في إنقاذ هؤلاء مما هم فيه من ضلال بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم له أجر كل من يستجيب له . "من دعا إلى هدىً كان له من الأجر مثل أجور من تبعه إلى يوم القيامة، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا ". فكم يكسب المؤمن باعتصامه بكتاب الله وما كان الرسول صلى الله عليه وسلم خلفاؤه الراشدون والصحابة المهديُّون . كم يُثاب وكم يؤجر ، وإذا دعا الناس إلى ذلك فإن له مثل أجر كل من يستجيب لهذه الدعوة إلى يوم القيامة. فكونوا أسباب خير، وكونوا مفاتيح خير.
        وكثيرٌ من الشباب خاصة يتطلعون للحق وللخير، فأرووا ظمأهم الذي يتعطشون فيه إلى كتاب الله و إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الله بالحجة والبرهان وبالحكمة وبالموعظة الحسنة.
        بقي شيء آخر بعد هذا ، أوصيكم بالتآخي والتلاحم فيما بينكم . وإياكم والخلافات فإنها شر ؛ الخلاف شر. كما قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. وكما هو الواقع. فإن هذا يؤثر على النفوس، ويؤثر على سير الدعوة إلى الله تبارك وتعالى. وبالتآخي على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلو دعوتكم وتظهر ويحترمها الناس ويحبها الناس فتآخوا. بذلك تكسبون الأجر الكثير وتسْلَم دعوتكم من التشويه، فإن الخلاف يشوه الدعوة وينفر الناس منها. فبتآخيكم تبرز صورة دعوتكم جميلة رائعة محبّبة إلى الناس. فحَبِّبوا الدعوة هذه إلى الناس بالتآخي فيما بينكم وابذلوا كل الأسباب التي تؤدي إلى الأخوة في الله والتحابّ فيه من إفشاء السلام ..، الرسول عليه الصلاة والسلام قال: " ..والذي نفسي بيده ، لا تؤمنوا حتى تحابوا"، "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، ألا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم ؛ أفشوا السلام بينكم."، فإفشاء السلام بصدق وإخلاص وإرادة ذلك وجه الله تبارك وتعالى، والتحبُّب إلى إخوانك وتأليفهم ، هذا من أسباب دخول الجنة ومن أسباب قوة الدعوة - بارك الله فيكم. وإياكم والخلافات، إياكم والخلافات؛ احذروا منها. واقطعوا دابر الأسباب التي تؤدي إلى الفرقة والخلاف. واعلموا أن التحاب في الله من أسباب من أن يظلك الله يوم القيامة في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله. يقول الله تبارك وتعالى يوم القيامة :" أين المتحابون بجلالي أظلهم اليوم في ظلي يوم لا ظل إلا ظله، وسبعة يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله..."
        • إمامٌ عادل: إمام عادل؛ لما يعدل الإمام يسود الأمن والأمان وينتشر الحق والخير. إذا عدل إمام ؛ والعدل لا يكون إلا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فنسألُ الله أن يوفق ولاة المسلمين بالاعتصام بكتاب الله تبارك وتعالى، والقيام بالعدل في رعيتهم لينالوا هذه المنزلة العظيمة التي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
        • والثاني : شابٌ نشأ في عبادة الله.
          فاحرصوا أيها الشباب أن تكونوا من هذا الشباب الناشئ في عبادة الله حتى يستحق هذه المنزلة العظيمة أن يظلكم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.
        • ورجلٌ قلبُه معلق بالمساجد: وأيضًا حاولوا أن تكونوا من هذا الصنف. إحرصوا على الصلوات جماعة في المساجد؛ فإن هذا من أسباب أن يظلكم الله في عرشه يوم لا ظل إلا ظله.
        • ورجلان: -هذا الشاهد في هذا السياق- ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وافترقا عليه. فكونوا إن شاء الله من أهل الجنّة ، وممن يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.

        وأسألُ الله أن يؤلف بين القلوب. ومعذرة لا أستطيع أن أواصل الكلام لأن الكلام يؤذيني. أسألُ الله تبارك وتعالى أن ينفعنا وإياكم بما قلنا، وبما سمعتموه، وأن يحقق على أيدي المشايخ وعلى أيديكم جميع الخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

        وبلغوا سلامي لكل الأحبة والإخوان في المغرب.
        http://ar.miraath.net/audio/1771

        تعليق


        • #5
          جزاك الله خيرا أخانا هشام وذب عن وجهك النار يوم القيامة لذبك عن المنهج السلفي وأهله، وسامحنا إن بخسناك حقك فيما مضى.
          قال الشيخ ربيع: هذا الحَبْرُ العظيم ابنُ عَمِّ رسول الله عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يستنكر من يعترض على سُنَّةَ رسول الله بقول أبي بكر وعمر،
          يعني يا شيخ ربيع سنة رسول الله مقدمة على قول أبي بكر وعمر.؟
          يعني يا شيخ أن النجاة في التمسك بسنته صلى الله عليه وسلم؟
          يعني أن تمسكنا بما كان عليه الأذان في عهده هو السنة التي لا يجب تركها لفعل أو قول أحد؟.
          يعني أن الخلفاء ليس لهم سنة مستقلة عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
          يعني أن مخالفة الصحابي لقول أو فعل خليفة راشد أو خليفتين لا يعد طعنا فيه؟
          يعني أن من ذكر ذلك لا يعد مبتدعا ولا طعانا في صحابة رسول الله بل في خيرة أصحابه؟


          ونحن نقول للشيخ ربيع إذا كان قول ابن عمر رضي الله عنهما من أن الأذان الأول بدعة فيه طعن في عثمان رضي الله عنه وانه ترتيبا على ذلك أثر ضعيف، فهل رد ابن عباس رضي الله عنه لكلام الخليفتين الراشدين أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فيه طعن فيهما أم لا؟ وهل ذاك الأثر الذي احتج به الشيخ ربيع يجب أن يضعف أم لا.
          فإن قالوا الأثر صحيح والرد عليهما صحيح، ألزمناهم بمنهجهم بأن هذا طعن في الخليفتين الراشدين يجب أن يتوبوا منه وألا يذكروا هذا الأثر لأن الروافض يطعنون في الشيخين ونحن لا يجب إعانتهم عليهم.
          وإن قالوا لا هذا ليس منهجنا ولا تلزمونا به، قلنا إذن لم ألزمتم غيركم به؟ أليس هذا تحكما؟
          تناقضات عجيبة غريبة وبالجملة فتراهم يقررون الشيء ونقيضه.

          تعليق


          • #6
            يرفع لتذكير

            تعليق


            • #7
              [quote=أبو محمد بن محمد عادل الزهراوي;85576]جزاك الله خيرا أخانا هشام وذب عن وجهك النار يوم القيامة لذبك عن المنهج السلفي وأهله، وسامحنا إن بخسناك حقك فيما مضى.
              قال الشيخ ربيع: هذا الحَبْرُ العظيم ابنُ عَمِّ رسول الله عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يستنكر من يعترض على سُنَّةَ رسول الله بقول أبي بكر وعمر،
              يعني يا شيخ ربيع سنة رسول الله مقدمة على قول أبي بكر وعمر.؟
              يعني يا شيخ أن النجاة في التمسك بسنته صلى الله عليه وسلم؟
              يعني أن تمسكنا بما كان عليه الأذان في عهده هو السنة التي لا يجب تركها لفعل أو قول أحد؟.
              يعني أن الخلفاء ليس لهم سنة مستقلة عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
              يعني أن مخالفة الصحابي لقول أو فعل خليفة راشد أو خليفتين لا يعد طعنا فيه؟
              يعني أن من ذكر ذلك لا يعد مبتدعا ولا طعانا في صحابة رسول الله بل في خيرة أصحابه؟

              ونحن نقول للشيخ ربيع إذا كان قول ابن عمر رضي الله عنهما من أن الأذان الأول بدعة فيه طعن في عثمان رضي الله عنه وانه ترتيبا على ذلك أثر ضعيف، فهل رد ابن عباس رضي الله عنه لكلام الخليفتين الراشدين أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فيه طعن فيهما أم لا؟ وهل ذاك الأثر الذي احتج به الشيخ ربيع يجب أن يضعف أم لا.
              فإن قالوا الأثر صحيح والرد عليهما صحيح، ألزمناهم بمنهجهم بأن هذا طعن في الخليفتين الراشدين يجب أن يتوبوا منه وألا يذكروا هذا الأثر لأن الروافض يطعنون في الشيخين ونحن لا يجب إعانتهم عليهم.
              وإن قالوا لا هذا ليس منهجنا ولا تلزمونا به، قلنا إذن لم ألزمتم غيركم به؟ أليس هذا تحكما؟
              تناقضات عجيبة غريبة وبالجملة فتراهم يقررون الشيء ونقيضه.
              هو هذا نحن نلزمكم بهذا كما ألزمتمونا ظلماً وعدواناً.
              يرفع يرفع لتحقيق هذه المسألة وأنّه ليس للخلفاء سنّة مستقلة عن سنة رسول الله.
              فالسنّة وحي من الله فهل تقولون إنّ الخلفاء الرّاشدين يوحى إليهم ؟!

              جزى الله أخانا هشاما خيراً
              التعديل الأخير تم بواسطة أبو حاتم سعيد بن عبد الرحمن المحمودي; الساعة 23-05-2013, 07:26 PM.

              تعليق

              يعمل...
              X