بسم الله الرحمن الرحيم
الشبهة الأولى هي : قولهم :إن الشيخ يحيى الحجوري هو السبب في حرب الرافضة مع أهل السنة لأنه كان شديدا عليهم ! لم يسالمهم كما سالمهم الشيخ مقبل رحمه الله حيث وأنه لم يحصل حرب في عهده بين أهل السنة والرافضة وأن الشيخ يحيى الحجوري حفظه الله سيأثم بسبب كل قتيل ِ في هذه المعركة !!! الجواب على الشبهة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه :. أما بعد : ففي الوقت الذي كنا نتوقع ثناءً عطراً على شيخنا المجاهد العلامة المحدث يحيى الحجوري حفظه الله على ما ثبته الله أمام العدوان الرافضي إذ رفع الله به راية الجهاد صافية نقية لا غبار عليها وأظهربسببه شعيرة عظيمة من شعائر الله وهي الجهاد في سبيل الله الذي قل أن يوجد في عصرنا الحاضر بضوابطه الشرعية فرفع الله به روؤس أهل السنة في العالم ونكس بسببه روؤس الرافضة ونصر الله به الإسلام وذب عن القرآن والسنة وانتقم للصحابة وعرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفشلَ المخططات الرافضية وغيرها فباءوا بالفشل ورجعوا بالخيبة والهزيمة واليأس مما كانوا يطمعونه بسبب ما رأوا من جنود السنة وعسكر التوحيد في دماج وكتاف وائلة بفضله سبحانه ثم بسبب هذا العالم الرباني والقائد المغوار والمجاهد الصابر والشجاع الحكيم ...إذ بنا نفاجأ بالسب واللمز والطعن والتبديع والرمي بالتشدد والشذوذ له ممن ينتسبون إلى السنة من أتباع حزب العدني والمتعصبين له , بما لم يصدر من الحزبيين الواضحين , بل إن أهل البدع أثنوا على هذه المواقف المشرفة ونحن في غنى عن ثنائهم ومدحهم , لكن كما يقال : "والحق ماشهدت به الأعداء "ولتعرف ما عند هؤلاء من الحقد الدفين والمرض البين ومجانبة الحق تعصبا لفلان أو تقليدا لعلان من الناس حتى صدر منهم هذا الكلام وأمثاله من الشبهات التي هي أوهى من خيط العنكبوت وما مثلهم إلا كمثل ذبابة غطت بجناحيها على قرص الشمس لتحجب ضوءها عن الناس في الأرض , بل وأشد من هذا منهم من أظهر الشماتة وفرح بالعدوان الرافضي على طلبة العلم في دماج ولا حول ولا قوة إلا بالله . وقد يسرالله الرد على هذه الشبهة من إحدى عشر وجها : فأقول مستعينا بالله : قولهم :إن الشيخ يحيى هو السبب في حرب الرافضة مع أهل السنة في صعدة: أولاً :هذا قول من لا يعرف السنة ولا يعرف الرافضة حق المعرفة وما تكنه الرافضة لأهل السنة من العداوة والحقد قديما وحديثاً , ولا يعرف ماذا حصل من الرافضة نحو أهل السنة من أذى وبغي وعدوان قديما وحديثا !! فالسؤال هنا :هل الشيخ يحيى الحجوري حفظه الله هو السبب في تسليط ابن العلقمي الرافضي والتتار على أهل السنة في العراق ؟!وهل هو السبب في مجازر أهل السنة من قبل الرافضة من قبل؟!وهل هوالسبب في تسليط إيران على أهل السنة واستضعافهم هناك؟!وهل هو السبب في تسلط الشيعة الاثني عشرية على أهل السنة في العراق حاليا وفي غيرها من البلدان؟! أم أنها حرب عقائدية بين أهل الإسلام والكفر وأن الرافضة يستبيحون دماء المسلمين عموما حتى يتبعوا ملتهم؟! أترك الإجابة لأصحاب هذه الشبهة التي طمست بصائرهم بسبب تقليدهم الأعمى وتعصبهم الذي جعلهم يكتمون الحق وهم يعلمون إرضاءً لفلان من الناس!! قال بعض السلف :"إن الفتنة كل الفتنة أن ينكر الرجل ماكان يعرف ويعرف ماكان ينكر ". "فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا" [النساء : 78] قال شيخ الإسلام رحمه الله :"مااختصم خصمان في الله إلا كانت الرافضة ضد الإسلام " أوكما قال رحمه الله وصدق فإنه ما اقتتل المسلمون مع الكفار من يهود ونصارى وصليب وتُرك أو غيرهم إلا كانت الرافضة معهم ضد المسلمين . ثانيا ماذا ستقولون في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما اعترض قافلة المشركين ووقعت بسبب ذلك معركة بدر وأحد؟!ما رأيكم هل كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هوالسبب للمعارك بين المسلمين والمشركين ؟!وهل سيسأل عن كل نفس قتلت بسبب ذلك؟!نعوذ بالله من الجهل . ثالثا:قولهم : إن الشيخ يحيى الحجوري كان شديدا على الرافضة لم يسالمهم أو يسايسهم . أقول: أما علمتم أن الشدة على أهل البدع والزندقة مطلوبة شرعا؟! وكون الشيخ يحيى شديدا عليهم هذا من مناقبه حفظه الله وأسأل الله أن يزيده من فضله وأن يثبتنا وإياه ,وقد أمر الله نبيه بالغلظة والشدة على الكافرين والمنافقين فقال { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [التوبة : 73] وذم النبي صلى الله عليه وآله وسلم الخوارج أشد الذم وهم مسلمون فكيف بالرافضة وقد جمعوا بين الخروج والرفض وغير ذلك فقال عليه الصلاة والسلام في الخوارج :"لئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ ».متفق عليه من حديث أبي سعيد رضي الله عنه .وقال فيهم :" شر قتلى قتلوا تحت أديم السماء وخير قتيل من قتلوا كلاب أهل النار" حسنه الألباني من حديث أبي أمامة رضي الله عنه . فماذا تنقمون على الشيخ يحيى ؟تريدون أن يداري الرافضة ويجاملهم وقد عرفتمعقائدهم؟السكوت عن مثل هؤلاء تمييع للدعوة !ولو فرضنا على حسب زعمكم أن الشيخ يحيى سكت عن الر افضة .هل سترضى الرافضة عن أهل السنة؟ الجواب : لا حتى تتبعوا ملتهم وتعتقدوا عقيدتهم والعياذ بالله . رابعا :إن الشيخ يحيى الحجوري وطلابه حفظهم الله قد صبروا على أذى الرافضة سنوات فقدكانوا يؤذون الطلاب ويقطعون الطريق عليهم ويفتشون سياراتهم بل وملابسهم ويحجزون باصاتهم ويأخذون من بعض كتبهم ويحرقونها بل قد قتلوا من الطلاب من قتلوا وهذا كله قبل حصار دماج وكانوا يؤذونهم في حربهم مع الدولة ثم لما ضعفت الدولة بسسب فتنة الخوارج حاصروا دماج ولم يكتفوا بهذا حتى رشقوهم بالهاونات والدبابات والرشاشات والمدفعية الثقيلة من كل جانب , بعدها أعلن الشيخ يحيى الجهاد وأيده على ذلك كبار علماء الإسلام في اليمن والمملكة وغيرها فهل بعد هذا تريدون مسالمة لهم ؟! نعوذ بالله من الخذلان . فما مثل مسالمة هؤلاء إلا كمسالمة جدي صغيرلذئب كبير في زريبة واحدة . خامسا :هل نسيتم أن للشيخ الإمام كلاما شديدا على الرافضة أثناء الحروب الست مع الدولة وقبل ذلك إلى أن بدأ الحصار؟! فما ندري ما الذي جعله يغير موقفه وإلا فاقرأوا كتبه واسمعوا أشرطته ككتاب رافضة اليمن وكتاب بوائق الرافضة وغيرها . سادسا : قولهم إن الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله كان يسالم الرافضة ولم تقم حرب بين أهل السنة والرافضة ... نقول : كان مذهب الزيدية في زمنه هو الغالب في صعدة , والزيدية مسلمون بخلاف الرافضة. ومع هذا فقد حصل صراع شديد بينه وبينهم فآذوه ومنعوه من المساجد بل ضربوه فيما أخبرنا لولا أن الله حماه بقبيلته وادعة جزاهم الله خيرا.فالقول: إنه لم يكن شديدا عليهم غير صحيح . سابعا: قد حذر منهم الإمام الوادعي أشد من تحذير الشيخ يحيى وكان يسميهم الشباب المجرم وكتبه طافحة بالتحذبر منهم والكلام فيهم ككتاب :"رسالتي إلى شيخي المذبذب "وغيرها من الكتب , هذا في زمن العافية فكيف لو كان حيا الآن وقد حصل ماحصل على دعوته ومركزه وطلابه ؟! فما هذا التلبيس على العوام . ثامنا :العقيدة الاثنا عشرية لم تظهرفي صعدة في زمن الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله كما ظهرت في زمن الشيخ يحيى الحجوري حفظه الله وذلك أن حسين بدر الدين وأباه سافرا إلى إيران وتعلما العقيدة الرافضية ثم رجعا يبثان سمومها في أوساط صعدة وكان ذلك في عهد الشيخ يحيى الحجوري وكان أول اصطدام لهم مع الدولة عام 1426هـ ثم حصل البغي والعدوان على أهل السنة شيئا فشيئا حتى تمزقت الدولة حاصروا إخواننا هناك وحصل ماحصل . وأيضا لم يزدد أذاهم لأهل السنة في زمن الشيخ مقبل رحمه الله كما حصل في زمن الشيخ يحيى الحجوري حفظه الله . تاسعا: الرافضة كانوا مشغولين مع الدولة في آخر أيام الإمام الوادعي وأول أيام الشيخ يحيى الحجوري حتى جاءت فتنة الخوارج قطع الله دابرهم فتضعضت الدولة وصارت مشغولة بالمظاهرين والانقلابيين فاستغل الرافضة الفرصة للقضاء على أهل السنة وإخراجهم من صعدة في الوقت الذي كانوا يتحينون الفرص لإخراجهم فرد الله كيدهم في نحورهم ,ولو خرج أهل السنة من دماج كما هو رأي بعض المخذولين لكانت نكسة أهل السنة في العالم ولكن الله ثبتهم وأخزى الشامتين والله سبحانه وتعالى ينصر دينه بمن شاء من خلقه ,فنسأله المزيد من فضله . عاشرا : قولهم:إن الشيخ يحيى سيأثم بسبب القتلى الذين قتلوا في المعركة :
الجواب بل نرجو أن يؤجر على ذلك لأن الله رزقهم الشهادة بسببه ولأنهم قتلوا في سبيل الله في حرب بين الإسلام والكفر ــ كما صرح بذلك العلماء المعتبرون ــ إعلاء ًلكلمة الله ودفاعا عن دين الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحماية لعرضه الشريف من النائلين فيه وانتقاما لأولياء الله من الصحابة وغيرهم ,فلولا الله ثم هؤلاء الشرفاء لتسلط الرافضة على أهل السنة إلى بيوتهم ومراكزهم بما فيهم المخذلين كما فعل التتار في العراق ."فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان "؟!
وقدكنت كتبت هذا المقال قديما وظهرت في هذه الأيام هذه الكرامة العظيمة التي تدل على أنهم شهداء فيما نحسبهم والله حسيبهم وأن قتالهم للرافضة يعتبر جهادا شرعيا ,وذلك أن قبورهم نبشت فوجدوا جثثهم سليمة وقد مر عليها عام ونصف!! فقل لي بربك ماذا سيقول هولاء؟
حادي عشر: ثم إن هؤلاء الذين قتلوا قدكتب الله عليهم الموت وجاءت آجالهم قال تعالى :" وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ [الأعراف : 34]وقال تعالى :" قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا [الأحزاب : 16] وقال تعالى :" قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ [آل عمران : 154] فموت بعز وشرف خير من موت بمهانة. وأخيرا مانرى هذا التخبط والتذبذب إلا بسبب ذنوبكم أو بسبب دعاء الصالحين والمظلومين عليكم ونخشى عليكم ما هو أردأ من هذا إن تماديتم في باطلكم وتعصبتم له وصادمتم الحق أو سكتم عنه قال تعالى :" قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا " [مريم : 75] وفي الختام ندعوا لهؤلاء بالهداية والشفاء العاجل والله المستعان وعليه التكلان والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . كان الرد على هذه الشبهة في 13 / صفر 1434هـ مسجد التوحيد ـ رداع ـ البيضاء
قرأها وأشار بنشرها الشيخ الفاضل أبو بكرعبد الرزاق بن صالح النهمي حفظه الله .
إضافة إلى أنهم اعتدوا على طلبة العلم وحفاظ القرآن وأهل التوحيد وحملة السنة في دماج وغيرها !!
هل بعد هذا كله نعتقد عصمة دمائهم ؟! { رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ } [آل عمران : 8]
وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين .
كتبه أبو عبدالرحمن موفق بن أحمد بن علي الفاضلي العودي