بيان من أخينا عبد الرحمن الديلمي حول ما نشر عنه من الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الله وعلى آله وأصحابه وبعد:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الله وعلى آله وأصحابه وبعد:
فيقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} [النساء: 135].
ويقول الله تبارك وتعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]
ثم أما بعد:
فقد حصل أني خطبتُ الجمعة في مسجد الشرف الكائن في ظلمة حبيش، وكانت الخطبة حول اتباع الحق.
فذكرت حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَقَاضَاهُ دَيْنًا كَانَ عَلَيْهِ، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، حَتَّى قَالَ لَهُ: أُحَرِّجُ عَلَيْكَ إِلَّا قَضَيْتَنِي، فَانْتَهَرَهُ أَصْحَابُهُ، وَقَالُوا: وَيْحَكَ تَدْرِي مَنْ تُكَلِّمُ؟ قَالَ: إِنِّي أَطْلُبُ حَقِّي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلَّا مَعَ صَاحِبِ الْحَقِّ كُنْتُمْ؟». رواه ابن ماجة
فأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أصحابه أن يكونوا مع الحق، ولو كان ضد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم!!
وحصل هذا الخطأ في تلك الخطبة مرتين ، وأنا أتوب إلى الله سبحانه وتعالى واستغفره من ذلك ، فإنه عند الكلام يحصل الزلل والخطأ والنسيان، وما أحد معصوم من الخطأ إلا من عصمه الله
وقد حصل التراجع في ذلك اليوم، فقد نبهني إمام ذلك المسجد وهو الأخ الفاضل أبو العباس سمير الزوم حفظه الله، على ذلك الخطأ بعد الخطبة، فقلت يا ليتني لم أقلها وتراجعت وتبت منها.
وقد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة وأبي أيوب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ».
فباب التوبة مفتوح والرجوع إلى الحق فضيلة كما قال عبيد الله بن معاذ:( أرجع إلى الحق صاغرًا لأن أكون ذنبًا في أحب إلي من أن أكون رأسًا في الباطل) لكن المصيبة الإصرار على الخطأ والدفاع عنه وتبرير المخالفة لشرع الله، وعدم التوبة والرجوع إلى الحق، كما هو دأب حزب العدني ومن تعصب له.
ونحن نبرأ إلى الله ممن يطعن في دار الحديث بدماج ويصف طلابها بأنهم يطعنون في رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فإن الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم كفر ونفاق، فقولهم ذلك يظهر منه رائحة التكفير والعياذ بالله، وكما هو معلوم من منهج سلفنا الصالح رحمهم الله أن من أخطأ علانية يتراجع علانية، فقام الأخ سمير الزوم إمام ذلك المسجد بعد تلك الخطبة بيومين وتكلم في وقت درسه الذي يقيمه بين مغرب وعشاء في مسجده؛ فأخبر من كان حاضرًا بأني متراجع وأنها زلة لسان حصلت مني، ثم اتصلت به بعد ذلك، وقلت له: لا يكفي ذلك بل لا بد أن تذكر هذا التراجع في خطبة الجمعة القادمة ليكون كل من سمع ذلك الخطأ حاضرًا فيعرف ذلك، وهذا من النصيحة لدين الله وللمسلمين.هل بقي إلا رسولنا الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم نتكلم فيه فإنه لا يقول ذلك إلا مجنون أو منافق أو كافر والعياذ بالله سبحانه.
لكن هؤلاء -حزب العدني والمتعصبون له- يحمّلون الكلام مالا يحتمل، ويفرحون بالخطأ يحصل ويزيدون فيه ويشيعونه، ويظنون أنهم قد حصلوا على بغيتهم ، وبحمد الله أن ذلك لا يضرنا ما دمنا على الحق ولا نبالي بمن خالفه كما قال سبحانه وتعالى { لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى} [آل عمران: 111].
وأهل السنة بفضل الله ومنه ليس عندهم محاباة ولا مجاملة ولا مداهنة، ومن أخطأ منهم يتوب ويتراجع ولا يصر على خطئه لأن الله تواب رحيم، وقد كان أحد الإخوة وهو الأخ علي الدميني ، سجل تلك الخطبة رغبة في الانتفاع وسماع الخير ، فجاء بعض المتعصبين للعدني وفتنته إلى الأخ علي الدميني يريد منه أن ينقل الخطبة إلى جهازه وحصل هذا ثاني يوم الخطبة، فقال لي الأخ علي فنقلتها له بحسن نية، وظننت أن الرجل يريد أن ينتفع ويسمع لعل الله أن ينفعه بها، وخاصة أن الخطبة كانت حول اتباع الحق وإيثاره، مع أني أعرف أن هذا المتعصب غير مهتم بتسجيل محاضراتي أو الخطب التي ألقيها حتى من قبل هذه الفتنة لكن لما علم أن فيها خطأ سارع بأخذها فقال له الأخ سمير: إن الرجل حصلت منه زلة وأخطأ وقد تراجع عن ذلك، فما كان منهم إلا أن نشروها ووزعوها فرحًا بذلك الخطأ بعد حصول التراجع والتوبة
فقام هذا المتعصب بالإنكار وأنه لم يوزعها ولم يعطها لأحد ، مع أني لا أعلم أحدًا سيوزعها غيره، فقد أخبرني الأخ علي الدميني أنه لم يعطها لأحد إلا لهذا الشخص، وأَقسم بالله على ذلك، والأخ علي الدميني على خير وثبات ، وقد مسح هذه الخطبة من جواله.
فلماذا الكذب ولماذا هذا المكر لو كانوا صادقين أنهم يغارون على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
وهل من أفعال المؤمنين أن من تاب وتراجع من خطأ وزلل يشاع ويبث ذلك الخطأ بعد التوبة ، وهل هذه الأفعال من أخلاق نبينا الكريم صلوات الله وسلامة عليه ، فإن أفعالهم هذه مخالفة للكتاب والسنة، فمن أين سينصرون وهو مصرون على محاربة الحق والدفاع عن الباطل؟!
ولولا أن من إخواني في الله من أصر عليّ وألح عليّ في أن أردّ وأبين ما قد نشر، وما حصل من استغلال هذا الأمر للطعن في دار الحديث بدماج و في شيخها وطلابها ، لما شغلت نفسي بذلك ، فإن التراجع بحمد الله قد حصل في مكان حصول الخطأ وعرف الناس ذلك
والله المستعان وعليه التكلان والحمد لله رب العالمين
كتبه أبو عبد الله عبد الرحمن بن أحمد الديلمي الحبيشي
ليلة الاثنين12جماد ثاني 1434هجرية
دار الحديث بدماج
كتبه أبو عبد الله عبد الرحمن بن أحمد الديلمي الحبيشي
ليلة الاثنين12جماد ثاني 1434هجرية
دار الحديث بدماج
تعليق