الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
لقد ذكرنا في فتاوى سابقة لعبيد الجابري، تجويزه الإقامة في بلاد الكفر لغير ضرورة، بل هو يرى العمل هناك ولو في أماكن تتواجد بها نساء سافرات كافرات، ولقد تبين بطلان فتواه، كما مر معنا، من خلال الكتاب والسنة وفهم علماء الأمة السلفيين قديما وحديثا، كما بين ذلك الشيخ يحيى حفظه الله.
واليوم نقف مع طور جديد لبيان حال الفقيه الأصولي !!!!عبيد الجابري، من خلال فتوى خطيرة، خبط فيهل خبط عشواء، وتبين أن القوم يسيرون فعلا على قاعدة البنا نتعاون فيما اتفقنا عليه، وهو إسقاط دماج، ويعذر بعضنا بعضا في الانتخابات والتلفاز ومشاهدة الرسوم المتحركة، والعمل في بلاد الكفر مع الكافرات، والطعن في شعبة، والوهم والكذب والافتراء على الشيخ يحيى، والسب والشتم والطعن بل والتكفير الصريح دون روية، ومشاهدة كرة القدم للرجال والنساء، والتصوير، وإصلاح الكاميرا، والعمل تحت مظلة جمعية بدعية إخوانية أو تبليغية أو خارجية، وأخذ العلم على السروريين والأشاعرة وحتى الخوارج، والطعن في شعبة بن الحجاج، وفي نبي الله يوسف، وفي الصحابي الجليل كعب بن مالك، والتعاون مع الأحزاب، وتخفيف اللحية، وفك السحر بالسحر، والسفر للبلاد الكافرة للسياحة، وغيرها من الرزايا التي نصدر للناس باسم السلفية، وهي في الحقيقة قرضاوية جديدة.
فهل حقا أن هؤلاء الناس حول العلماء؟ أم أنها شنشنة نعرفها من أخزم؟
نسوق فتوى سماحة الوالد، ونردفها بفتاوى العلماء حول السياحة عموما والسياحة لبلاد الكفر خصوصا:
فتوى عبيد الجابري:
أحسن الله إليكم السؤال الخامس عشر من ليبيا يقول السائل:هل السفر إلى بلاد أجنبيه للسياحةِ خطأ ؟
الجواب:هذه البلاد إما أن تكون بلاد كافرة فهذه البلاد الكافرة لا تُسافر إليها من أجل السياحة إلا إذا كان في وقتٍ لا يزاول الكفر والتفسخ في تلك الأماكن السياحية ، وإن استغنيت فهو أفضل وأسلم لدينك وعرضك لأن هذا ليس من الضرورة .
الثاني :أن تكون هذه البلاد مسلمة لكن فيها من التفسخ والتهتك والفجور ما يُعمل عند هذه الأماكن السياحية فلا تَقربها وقت ممارسة هذه الأمور الخليعة الماجنة الخبيثة لا تقربها وتجول في الأماكن السياحية الأخرى الخالية، نعم .
شيخنا هناك بلاد كافرة يذهب إليها المسلمون للصيد والبراري هذا لا بأس إن كان للصيد يذهبون للبراري ، أرجو أنه لا بأس بذلك ، نعم.اه
فعبيد الجابري في هذه الفتوى فصل تفصيلا عجيبا:
دولة كافرة: تجوز فيها السياحة في الوقت التي لا يمارس فيه الكفر والتفسخ في هذه الأماكن.
فإذا أردت زيارة كنيسة أو بيعة أو معبد هندي مثلا، فما عليك إلا أن تتحرى الوقت الذي لا يمارس الكفر فيه!!! وقس على ذلك.
دولة مسلمة فيها التفسخ والتهتك والفجور: زر الأماكن الأخرى، وأماكن التفسخ والتهتك والفجور عندما لا يمارس فيها ذلك.
لقد ذكرنا في فتاوى سابقة لعبيد الجابري، تجويزه الإقامة في بلاد الكفر لغير ضرورة، بل هو يرى العمل هناك ولو في أماكن تتواجد بها نساء سافرات كافرات، ولقد تبين بطلان فتواه، كما مر معنا، من خلال الكتاب والسنة وفهم علماء الأمة السلفيين قديما وحديثا، كما بين ذلك الشيخ يحيى حفظه الله.
واليوم نقف مع طور جديد لبيان حال الفقيه الأصولي !!!!عبيد الجابري، من خلال فتوى خطيرة، خبط فيهل خبط عشواء، وتبين أن القوم يسيرون فعلا على قاعدة البنا نتعاون فيما اتفقنا عليه، وهو إسقاط دماج، ويعذر بعضنا بعضا في الانتخابات والتلفاز ومشاهدة الرسوم المتحركة، والعمل في بلاد الكفر مع الكافرات، والطعن في شعبة، والوهم والكذب والافتراء على الشيخ يحيى، والسب والشتم والطعن بل والتكفير الصريح دون روية، ومشاهدة كرة القدم للرجال والنساء، والتصوير، وإصلاح الكاميرا، والعمل تحت مظلة جمعية بدعية إخوانية أو تبليغية أو خارجية، وأخذ العلم على السروريين والأشاعرة وحتى الخوارج، والطعن في شعبة بن الحجاج، وفي نبي الله يوسف، وفي الصحابي الجليل كعب بن مالك، والتعاون مع الأحزاب، وتخفيف اللحية، وفك السحر بالسحر، والسفر للبلاد الكافرة للسياحة، وغيرها من الرزايا التي نصدر للناس باسم السلفية، وهي في الحقيقة قرضاوية جديدة.
فهل حقا أن هؤلاء الناس حول العلماء؟ أم أنها شنشنة نعرفها من أخزم؟
نسوق فتوى سماحة الوالد، ونردفها بفتاوى العلماء حول السياحة عموما والسياحة لبلاد الكفر خصوصا:
فتوى عبيد الجابري:
أحسن الله إليكم السؤال الخامس عشر من ليبيا يقول السائل:هل السفر إلى بلاد أجنبيه للسياحةِ خطأ ؟
الجواب:هذه البلاد إما أن تكون بلاد كافرة فهذه البلاد الكافرة لا تُسافر إليها من أجل السياحة إلا إذا كان في وقتٍ لا يزاول الكفر والتفسخ في تلك الأماكن السياحية ، وإن استغنيت فهو أفضل وأسلم لدينك وعرضك لأن هذا ليس من الضرورة .
الثاني :أن تكون هذه البلاد مسلمة لكن فيها من التفسخ والتهتك والفجور ما يُعمل عند هذه الأماكن السياحية فلا تَقربها وقت ممارسة هذه الأمور الخليعة الماجنة الخبيثة لا تقربها وتجول في الأماكن السياحية الأخرى الخالية، نعم .
شيخنا هناك بلاد كافرة يذهب إليها المسلمون للصيد والبراري هذا لا بأس إن كان للصيد يذهبون للبراري ، أرجو أنه لا بأس بذلك ، نعم.اه
فعبيد الجابري في هذه الفتوى فصل تفصيلا عجيبا:
دولة كافرة: تجوز فيها السياحة في الوقت التي لا يمارس فيه الكفر والتفسخ في هذه الأماكن.
فإذا أردت زيارة كنيسة أو بيعة أو معبد هندي مثلا، فما عليك إلا أن تتحرى الوقت الذي لا يمارس الكفر فيه!!! وقس على ذلك.
دولة مسلمة فيها التفسخ والتهتك والفجور: زر الأماكن الأخرى، وأماكن التفسخ والتهتك والفجور عندما لا يمارس فيها ذلك.
وسيأتي كلام العلماء في أن السياحة للبلاد الكافرة لا تجوز بل هي محرمة لم اشتملت عليه من مفاسد، بل هناك من العلماء من يرى أن السياحة ولو للبلاد الإسلامية غير جائز لأن فيه ضياع للمال وتفريط في مسائل أخرى كزيارة الرحم أو غيرها، كما سيأتي.
سئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
عن حكم السفر إلى البلاد التي لا تدين بالإسلام سواء كانت نصرانية أو لا دينية ؟ وهل هناك فرق بين السفر للسياحة والسفر للعلاج والدراسة ونحو ذلك ؟
فأجاب : السفر إلى بلاد الكفر لا يجوز ؛ لأن فيه مخاطر على العقيدة والأخلاق ومخالطة للكفار وإقامة بين أظهرهم ، لكن إذا دعت حاجة ضرورية وغرض صحيح للسفر لبلادهم كالسفر لعلاج مرض لا يتوفر إلا ببلادهم ، أو السفر لدراسة لا يمكن الحصول عليها في بلاد المسلمين ، أو السفر لتجارة ، فهذه أغراض صحيحة يجوز السفر من أجلها لبلاد الكفار بشرط المحافظة على شعائر الإسلام ، والتمكن من إقامة الدين في بلادهم ، وأن يكون ذلك بقدر الحاجة فقط ثم يعود إلى بلاد المسلمين .
أما السفر للسياحة فإنه لا يجوز ؛ لأن المسلم ليس بحاجة إلى ذلك ، ولا يعود عليه منه مصلحة تعادل أو ترجح على ما فيه من مضرة وخطر على الدين والعقيدة . انتهى.
وسئل حفظه الله :ما هي نصيحتكم للآباء الذين يرسلون أبناءهم للخارج في الصيف بحجة دراسة اللغة الإنجليزية أو السياحة ؟ وما هي نصيحتكم لمن يسافرون للخارج ؟
فأجاب :
نصيحتي لهؤلاء الآباء أن يتقوا الله في أبنائهم ، فإنهم أمانة في أعناقهم يُسألون عنها يوم القيامة ، فلا يجوز لهم المغامرة بهؤلاء الأبناء بإرسالهم إلى بلاد الكفر والفساد خشية عليهم من الانحراف ، وتعلم اللغة الإنجليزية - إن كانوا بحاجة إليها - أمكنهم تعليمهم إياها في بلادهم بدون سفر إلى بلاد الكفار ، وأعظم من هذا خطراً : إرسالهم للسياحة ، والسفر لهذا الغرض محرم كما سبق في الجواب الأول .
ونصيحتي لمن يسافرون للخارج ممن يجوز لهم السفر شرعًا أن يتقوا الله ويحافظوا على دينهم ويظهروه ويعتزوا به ويدعوا إليه ويبلغوه للناس ، وأن يكونوا قدوة صالحة يمثلون المسلمين تمثيلاً صحيحاً ، وأن لا يبقوا في بلاد الكفار أكثر من الحاجة الضرورية ، والله أعلم ." المنتقى " ( 2 / 253 – 255) .
وسئل أيضا :- ما الحكم فيمن أخر الحج وذلك للسفر إلى الخارج من أجل النزهة؟
الجواب :
- [ السفر إلى بلاد الكفار من أجل النزهة حرام في حق من حج ومن لم يحج، لما فيه من الخطر على الدين والعقيدة والأخلاق، ومن لم يكن أدى فريضة الحج وهو قادر على ذلك وجب عليه الحج على الفور، ولا يجوز له تأخيره لا من أجل سفر إلى الخارج ولا لغيره، ولكن إذا أجَّله من أجل السفر إلى الخارج لمجرد النزهة فهو آثم زيادة على إثم تأخير الحج عن الفورية خصوصًا إذا كان هذا السفر إلى بلاد الكفار لمجرد النزهة، فإنه يكون قدَّم سفرًا محرمًا على سفر واجب وقدم معصية على طاعة. ]
وسُئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : عن سفر العوائل إلى خارج البلاد يعني إلى البلاد الإسلامية مع العلم بأن هناك جوازات للسفر ، وينظرون إلى صورة المرأة ، وقد يطلب الرجل من المرأة كشف وجهها حتى يتثبت من شخصيتها ، فهل هذا يجوز من غير ضرورة ؟
فأجاب :
أولاً : لا نرى أن الإنسان يسافر إلى بلاد خارج بلاده إلا لحاجة أو مصلحة راجحة ؛ وذلك لأن السفر إلى البلاد الخارجية يتكلف نفقات كبيرة لا داعي لها فتكون من إضاعة المال وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال .
ثانياً : إن هذا السفر ربما يشغلهم عن أشياء ربما يفعلونها في بلدهم من صلة الرحم وطلب العلم إذا كانوا يطلبون العلم وغير ذلك ، ولا شك أن الاشتغال عن الشيء النافع يعتبر خسارة من عمر الإنسان.
ثالثاً : أن البلاد التي يسافرون إليها قد تكون بلاداً أثر فيها الاستعمار من جهة الأخلاق والأفكار فيحصل بذلك ضرر على الإنسان في أخلاقه وأفكاره ، وهذا هو أشد الأمور التي يخشى منها في السفر إلى الخارج. ولهذا أقول لهذا السائل ولغيره : عندنا - ولله الحمد - من المصايف في بلادنا ما يغني عن الخارج مع قلة النفقة ونفع المواطنين . " لقاء الباب المفتوح ( السؤال رقم 810)
اللجنة الدائمة :لا يجوز السفر إلى أماكن الفساد من أجل السياحة ؛ لما في ذلك من الخطر على الدين والأخلاق ؛ لأن الشريعة جاءت بسد الوسائل التي تفضي إلى الشر ." فتاوى اللجنة الدائمة " ( 26 / 332 ) .
السؤال:سماحة الوالد الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أولا: نشهد الله عز وجل أنا نحبك في الله، وسؤالي: ما رأيكم فيمن يسافر إلى بلاد الكفر لأي غرض كان ووقع في الحرام من الزنا أو اللواط، وكان يحمل بعض الأمراض من فعل الفاحشة ولم يعرف ذلك إلا بعد أن أجري له فحوصات طبية فهل يقام عليه الحد، وإذا كان قد ضر غيره كالزوجة فهل لزوجته حق في الشكوى والمطالبة بحق الضرر الذي أصابها منه؟الجواب:أقول: عليك السلام ورحمة الله وبركاته وأحبك الله الذي أحببتنا فيه، وأخبرك بأنه لا حاجة للسلام عند إلقاء السؤال لأن الصحابة كانوا يلقون الأسئلة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بدون أن يسلموا عليه.أما ما ذكرت من السفر إلى بلاد الكفر فإني أقول: السفر إلى بلاد الكفر محرم إلا إذا كان هناك حاجة أو ضرورة: فالحاجة مثل التجارة، ذهب يشتري منهم سلعا يتجر بها، والضرورة كالمرض أو كصناعات لا توجد في بلاد المسلمين أو ما أشبه ذلك، لكن بشرط أن يكون عند الإنسان علم يدفع به الشبهات، وأن يكون عنده دين يمنعه عن المحرمات، أما إذا كان الإنسان يعلم من نفسه أنه ليس عنده علم يدفع به الشبهات وإذا ذهب إلى بلاد الكفر سوف يلبسون عليه دينه ويوقعونه في حيرة، فهذا لا يجوز له أن يذهب مهما كان حتى لو كان في أقصى الضرورة، وكذلك من لم يكن عنده دين يحميه بحيث يعرف من نفسه أنه رجل ضعيف الدين ولو ذهب إلى هناك لاغتر بما هم عليه من زهرة الدنيا فنقول: أيضا لا يحل لك أن تذهب، لأن حفظ الدين واجب، فإذا اجتمعت الشروط الثلاثة: العلم والدين والحاجة أو الضرورة فلا بأس.أما ما يحمله من أمراض فالواجب إذا كانت هذه الأمراض تنتشر بالعدوى الواجب على ولي الأمر أن يحبسه في مكان حتى لا تنتشر عدواه، ولهذا قال أهل العلم رحمهم الله: إن الواجب أن يحبس الجذمى -أي: الذين أصابهم الجذام- والجذام مرض معروف معد، فالواجب أن يجعلوا في مكان واحد ويمنعوا من الاختلاط بالناس، وإذا كان هذا الذي أتى بالمرض المعدي يمنع من الاتصال بالناس فاتصاله بزوجته من باب أولى، بمعنى: أن للزوجة أن تطالب بالفراق ولها الحق في هذا، وأما ما أصابها من المرض، فإن كانت قد علمت بأن زوجها مصاب به فليس لها حق لأنها هي التي خاطرت بنفسها، وإن لم تعلم فهو محل نظر ويرجع فيه إلى المحكمة.من لقاء الباب المفتوح. العلامة ابن عثيمين.
ووجه هذا السؤال للشيخ بن باز كما في موقعه:كثير من الناس ابتلي بالأسفار خارج الدول الإسلامية التي لا تبالي بارتكاب المعصية فيها ولا سيما أولئك الذين يسافرون من أجل ما يسمونه شهر العسل . أرجو من سماحة الشيخ أن يتفضل بنصيحة إلى أبنائه وإخوانه المسلمين وإلى ولاة الأمر كيما يتنبهوا لهذا الموضوع .
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه ، أما بعد : فلا ريب أن السفر إلى بلاد الكفر فيه خطر عظيم لا في وقت الزواج وما يسمى بشهر العسل ولا في غيره من الأوقات ، فالواجب على المؤمن أن يتقي الله ويحذر أسباب الخطر فالسفر إلى بلاد المشركين وإلى البلاد التي فيها الحرية وعدم إنكار المنكر فيه خطر عظيم على دينه وأخلاقه وعلى دين زوجته أيضا إذا كانت معه ، فالواجب على جميع شبابنا وعلى جميع إخواننا ترك هذا السفر وصرف النظر عنه والبقاء في بلادهم وقت الزواج وفي غيره لعل الله جل وعلا يكفيهم شر نزغات الشيطان . أما السفر إلى تلك البلاد التي فيها الكفر والضلال والحرية وانتشار الفساد من الزنى وشرب الخمر وأنواع الكفر والضلال - ففيه خطر عظيم على الرجل والمرأة ، وكم من صالح سافر ورجع فاسدا ، وكم من مسلم رجع كافرا ، فخطر هذا السفر عظيم ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم- : ((أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين)) وقال عليه الصلاة والسلام : ((لا يقبل الله من مشرك عملا بعد ما أسلم أو يفارق المشركين)) والمعنى : حتى يفارق المشركين . فالواجب الحذر من السفر إلى بلادهم لا في شهر العسل ولا في غيره ، وقد صرح أهل العلم بالنهي عن ذلك والتحذير منه ، اللهم إلا رجل عنده علم وبصيرة فيذهب إلى هناك للدعوة إلى الله وإخراج الناس من الظلمات إلى النور وشرح محاسن الإسلام لهم وتعليم المسلمين هناك أحكام دينهم مع تبصيرهم وتوجيههم إلى أنواع الخير ، فهذا وأمثاله يرجى له الأجر الكبير والخير العظيم ، وهو في الغالب لا خطر عليه لما عنده من العلم والتقوى والبصيرة ، فإن خاف على دينه الفتنة فليس له السفر إلى بلاد المشركين حفاظا على دينه وطلبا للسلامة من أسباب الفتنة والردة وأما الذهاب من أجل الشهوات وقضاء الأوطار الدنيوية في بلاد الكفر في أوروبا أو غيرها فهذا لا يجوز ، لما فيه من الخطر الدنيوية والعواقب الوخيمة والمخالفة للأحاديث الصحيحة التي أسلفنا بعضها نسأل الله السلامة والعافية . وهكذا السفر إلى بلاد الشرك من أجل السياحة أو التجارة أو زيارة بعض الناس أو ما أشبه ذلك فكله لا يجوز لما فيه من الخطر العظيم والمخالفة لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم الناهية عن ذلك ، فنصيحتي لكل مسلم هو الحذر من السفر إلى بلاد الكفر وإلى كل بلاد فيها الحرية الظاهرة والفساد الظاهر وعدم إنكار المنكر ، وأن يبقى في بلاده التي فيها السلامة ، وفيها قلة المنكرات فإنه خير له وأسلم وأحفظ لدينه . والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.اه
سماحة الوالد العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله :- السؤال : ما حـكم السفـر لبلاد المشـركين ومـرافقة الزوجـة لزوجها ؟
الجواب :
نصيحتي لكل مسلم ومسلمة عدم السفر إلى بلاد المشركين لا للدراسة ولا للسياحة لما في ذلك من الخطر العظيم على دينهم وأخلاقهم . وعلى كل واحد من الطلبة والطالبات الاكتفاء بالدراسة ببلده أو في بلد إسلامي يأمن فيه على دينه وأخلاقه ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين وقد أخبر الله سبحانه عمن لم يهاجر من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام بأنه قد ظلم نفسه ، وتوعده بعذاب جهنم في قوله سبحانه : - ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا ).فأخبر سبحانه في هذه الآية أن الملائكة تقول لمن توفي من المسلمين في بلاد الشرك ولم يهاجروا : ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها؟ بعدما أخبر سبحانه أنهم قد ظلموا أنفسهم بإقامتهم بين الكفار وهم قادرون على الهجرة ، فدل ذلك على تحريم السفر إلى بلاد المشركين ، وعلى تحريم الإقامة بين ظهرانيهم لمن استطاع الهجرة. ويستثنى من ذلك عند أهل العلم من سافر للدعوة إلى الله من أهل العلم والبصيرة ، وهو قادر على إظهار دينه ، آمن من الوقوع فيما هم عليه من الشرك والمعاصي . فهذا لا حرج عليه في السفر إلى بلاد المشركين للدعوة والتوجيه وإبلاغ رسالة الله إلى عباده بالشروط المذكورة ، والله ولي التوفيق . إجابة عن سؤال وجهه إلى سماحته مندوب من صحيفة المسلمون في 10/11/1416هـ
ومن خلال الفتاوى السابقة، يتضح أن السياحة لا تجوز فهي محرمة، ويشتد التحريم أكثر لبلاد الكفر، لما يوجد بها من كفر وفسوق وتحلل وزنا وخمر وغيرها من الموبقات، بل حتى البلاد الإسلامية التي توجد بها المعاصي الظاهرة لا يجوز السفر لها سياحة، والسفر للبلاد الكافرة مخالفة للأدلة الشرعية التي تنهى عن الإقامة في بلاد الكفر ومباينة الكفار ومفارقتهم، كما أن السياحة بصفة عامة فيها ضياع المال والوقت، وفيها تفريط في أمور أخرى مهمة.
وختاما أقول: اللهم إنا نبرأ إليك مما فعل عبيد في الدعوة السلفية، حتى يتوب إلى الله ويبين ويصلح ما أفسد.
والحمد لله رب العالمين.
عن حكم السفر إلى البلاد التي لا تدين بالإسلام سواء كانت نصرانية أو لا دينية ؟ وهل هناك فرق بين السفر للسياحة والسفر للعلاج والدراسة ونحو ذلك ؟
فأجاب : السفر إلى بلاد الكفر لا يجوز ؛ لأن فيه مخاطر على العقيدة والأخلاق ومخالطة للكفار وإقامة بين أظهرهم ، لكن إذا دعت حاجة ضرورية وغرض صحيح للسفر لبلادهم كالسفر لعلاج مرض لا يتوفر إلا ببلادهم ، أو السفر لدراسة لا يمكن الحصول عليها في بلاد المسلمين ، أو السفر لتجارة ، فهذه أغراض صحيحة يجوز السفر من أجلها لبلاد الكفار بشرط المحافظة على شعائر الإسلام ، والتمكن من إقامة الدين في بلادهم ، وأن يكون ذلك بقدر الحاجة فقط ثم يعود إلى بلاد المسلمين .
أما السفر للسياحة فإنه لا يجوز ؛ لأن المسلم ليس بحاجة إلى ذلك ، ولا يعود عليه منه مصلحة تعادل أو ترجح على ما فيه من مضرة وخطر على الدين والعقيدة . انتهى.
وسئل حفظه الله :ما هي نصيحتكم للآباء الذين يرسلون أبناءهم للخارج في الصيف بحجة دراسة اللغة الإنجليزية أو السياحة ؟ وما هي نصيحتكم لمن يسافرون للخارج ؟
فأجاب :
نصيحتي لهؤلاء الآباء أن يتقوا الله في أبنائهم ، فإنهم أمانة في أعناقهم يُسألون عنها يوم القيامة ، فلا يجوز لهم المغامرة بهؤلاء الأبناء بإرسالهم إلى بلاد الكفر والفساد خشية عليهم من الانحراف ، وتعلم اللغة الإنجليزية - إن كانوا بحاجة إليها - أمكنهم تعليمهم إياها في بلادهم بدون سفر إلى بلاد الكفار ، وأعظم من هذا خطراً : إرسالهم للسياحة ، والسفر لهذا الغرض محرم كما سبق في الجواب الأول .
ونصيحتي لمن يسافرون للخارج ممن يجوز لهم السفر شرعًا أن يتقوا الله ويحافظوا على دينهم ويظهروه ويعتزوا به ويدعوا إليه ويبلغوه للناس ، وأن يكونوا قدوة صالحة يمثلون المسلمين تمثيلاً صحيحاً ، وأن لا يبقوا في بلاد الكفار أكثر من الحاجة الضرورية ، والله أعلم ." المنتقى " ( 2 / 253 – 255) .
وسئل أيضا :- ما الحكم فيمن أخر الحج وذلك للسفر إلى الخارج من أجل النزهة؟
الجواب :
- [ السفر إلى بلاد الكفار من أجل النزهة حرام في حق من حج ومن لم يحج، لما فيه من الخطر على الدين والعقيدة والأخلاق، ومن لم يكن أدى فريضة الحج وهو قادر على ذلك وجب عليه الحج على الفور، ولا يجوز له تأخيره لا من أجل سفر إلى الخارج ولا لغيره، ولكن إذا أجَّله من أجل السفر إلى الخارج لمجرد النزهة فهو آثم زيادة على إثم تأخير الحج عن الفورية خصوصًا إذا كان هذا السفر إلى بلاد الكفار لمجرد النزهة، فإنه يكون قدَّم سفرًا محرمًا على سفر واجب وقدم معصية على طاعة. ]
وسُئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : عن سفر العوائل إلى خارج البلاد يعني إلى البلاد الإسلامية مع العلم بأن هناك جوازات للسفر ، وينظرون إلى صورة المرأة ، وقد يطلب الرجل من المرأة كشف وجهها حتى يتثبت من شخصيتها ، فهل هذا يجوز من غير ضرورة ؟
فأجاب :
أولاً : لا نرى أن الإنسان يسافر إلى بلاد خارج بلاده إلا لحاجة أو مصلحة راجحة ؛ وذلك لأن السفر إلى البلاد الخارجية يتكلف نفقات كبيرة لا داعي لها فتكون من إضاعة المال وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال .
ثانياً : إن هذا السفر ربما يشغلهم عن أشياء ربما يفعلونها في بلدهم من صلة الرحم وطلب العلم إذا كانوا يطلبون العلم وغير ذلك ، ولا شك أن الاشتغال عن الشيء النافع يعتبر خسارة من عمر الإنسان.
ثالثاً : أن البلاد التي يسافرون إليها قد تكون بلاداً أثر فيها الاستعمار من جهة الأخلاق والأفكار فيحصل بذلك ضرر على الإنسان في أخلاقه وأفكاره ، وهذا هو أشد الأمور التي يخشى منها في السفر إلى الخارج. ولهذا أقول لهذا السائل ولغيره : عندنا - ولله الحمد - من المصايف في بلادنا ما يغني عن الخارج مع قلة النفقة ونفع المواطنين . " لقاء الباب المفتوح ( السؤال رقم 810)
اللجنة الدائمة :لا يجوز السفر إلى أماكن الفساد من أجل السياحة ؛ لما في ذلك من الخطر على الدين والأخلاق ؛ لأن الشريعة جاءت بسد الوسائل التي تفضي إلى الشر ." فتاوى اللجنة الدائمة " ( 26 / 332 ) .
السؤال:سماحة الوالد الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أولا: نشهد الله عز وجل أنا نحبك في الله، وسؤالي: ما رأيكم فيمن يسافر إلى بلاد الكفر لأي غرض كان ووقع في الحرام من الزنا أو اللواط، وكان يحمل بعض الأمراض من فعل الفاحشة ولم يعرف ذلك إلا بعد أن أجري له فحوصات طبية فهل يقام عليه الحد، وإذا كان قد ضر غيره كالزوجة فهل لزوجته حق في الشكوى والمطالبة بحق الضرر الذي أصابها منه؟الجواب:أقول: عليك السلام ورحمة الله وبركاته وأحبك الله الذي أحببتنا فيه، وأخبرك بأنه لا حاجة للسلام عند إلقاء السؤال لأن الصحابة كانوا يلقون الأسئلة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بدون أن يسلموا عليه.أما ما ذكرت من السفر إلى بلاد الكفر فإني أقول: السفر إلى بلاد الكفر محرم إلا إذا كان هناك حاجة أو ضرورة: فالحاجة مثل التجارة، ذهب يشتري منهم سلعا يتجر بها، والضرورة كالمرض أو كصناعات لا توجد في بلاد المسلمين أو ما أشبه ذلك، لكن بشرط أن يكون عند الإنسان علم يدفع به الشبهات، وأن يكون عنده دين يمنعه عن المحرمات، أما إذا كان الإنسان يعلم من نفسه أنه ليس عنده علم يدفع به الشبهات وإذا ذهب إلى بلاد الكفر سوف يلبسون عليه دينه ويوقعونه في حيرة، فهذا لا يجوز له أن يذهب مهما كان حتى لو كان في أقصى الضرورة، وكذلك من لم يكن عنده دين يحميه بحيث يعرف من نفسه أنه رجل ضعيف الدين ولو ذهب إلى هناك لاغتر بما هم عليه من زهرة الدنيا فنقول: أيضا لا يحل لك أن تذهب، لأن حفظ الدين واجب، فإذا اجتمعت الشروط الثلاثة: العلم والدين والحاجة أو الضرورة فلا بأس.أما ما يحمله من أمراض فالواجب إذا كانت هذه الأمراض تنتشر بالعدوى الواجب على ولي الأمر أن يحبسه في مكان حتى لا تنتشر عدواه، ولهذا قال أهل العلم رحمهم الله: إن الواجب أن يحبس الجذمى -أي: الذين أصابهم الجذام- والجذام مرض معروف معد، فالواجب أن يجعلوا في مكان واحد ويمنعوا من الاختلاط بالناس، وإذا كان هذا الذي أتى بالمرض المعدي يمنع من الاتصال بالناس فاتصاله بزوجته من باب أولى، بمعنى: أن للزوجة أن تطالب بالفراق ولها الحق في هذا، وأما ما أصابها من المرض، فإن كانت قد علمت بأن زوجها مصاب به فليس لها حق لأنها هي التي خاطرت بنفسها، وإن لم تعلم فهو محل نظر ويرجع فيه إلى المحكمة.من لقاء الباب المفتوح. العلامة ابن عثيمين.
ووجه هذا السؤال للشيخ بن باز كما في موقعه:كثير من الناس ابتلي بالأسفار خارج الدول الإسلامية التي لا تبالي بارتكاب المعصية فيها ولا سيما أولئك الذين يسافرون من أجل ما يسمونه شهر العسل . أرجو من سماحة الشيخ أن يتفضل بنصيحة إلى أبنائه وإخوانه المسلمين وإلى ولاة الأمر كيما يتنبهوا لهذا الموضوع .
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه ، أما بعد : فلا ريب أن السفر إلى بلاد الكفر فيه خطر عظيم لا في وقت الزواج وما يسمى بشهر العسل ولا في غيره من الأوقات ، فالواجب على المؤمن أن يتقي الله ويحذر أسباب الخطر فالسفر إلى بلاد المشركين وإلى البلاد التي فيها الحرية وعدم إنكار المنكر فيه خطر عظيم على دينه وأخلاقه وعلى دين زوجته أيضا إذا كانت معه ، فالواجب على جميع شبابنا وعلى جميع إخواننا ترك هذا السفر وصرف النظر عنه والبقاء في بلادهم وقت الزواج وفي غيره لعل الله جل وعلا يكفيهم شر نزغات الشيطان . أما السفر إلى تلك البلاد التي فيها الكفر والضلال والحرية وانتشار الفساد من الزنى وشرب الخمر وأنواع الكفر والضلال - ففيه خطر عظيم على الرجل والمرأة ، وكم من صالح سافر ورجع فاسدا ، وكم من مسلم رجع كافرا ، فخطر هذا السفر عظيم ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم- : ((أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين)) وقال عليه الصلاة والسلام : ((لا يقبل الله من مشرك عملا بعد ما أسلم أو يفارق المشركين)) والمعنى : حتى يفارق المشركين . فالواجب الحذر من السفر إلى بلادهم لا في شهر العسل ولا في غيره ، وقد صرح أهل العلم بالنهي عن ذلك والتحذير منه ، اللهم إلا رجل عنده علم وبصيرة فيذهب إلى هناك للدعوة إلى الله وإخراج الناس من الظلمات إلى النور وشرح محاسن الإسلام لهم وتعليم المسلمين هناك أحكام دينهم مع تبصيرهم وتوجيههم إلى أنواع الخير ، فهذا وأمثاله يرجى له الأجر الكبير والخير العظيم ، وهو في الغالب لا خطر عليه لما عنده من العلم والتقوى والبصيرة ، فإن خاف على دينه الفتنة فليس له السفر إلى بلاد المشركين حفاظا على دينه وطلبا للسلامة من أسباب الفتنة والردة وأما الذهاب من أجل الشهوات وقضاء الأوطار الدنيوية في بلاد الكفر في أوروبا أو غيرها فهذا لا يجوز ، لما فيه من الخطر الدنيوية والعواقب الوخيمة والمخالفة للأحاديث الصحيحة التي أسلفنا بعضها نسأل الله السلامة والعافية . وهكذا السفر إلى بلاد الشرك من أجل السياحة أو التجارة أو زيارة بعض الناس أو ما أشبه ذلك فكله لا يجوز لما فيه من الخطر العظيم والمخالفة لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم الناهية عن ذلك ، فنصيحتي لكل مسلم هو الحذر من السفر إلى بلاد الكفر وإلى كل بلاد فيها الحرية الظاهرة والفساد الظاهر وعدم إنكار المنكر ، وأن يبقى في بلاده التي فيها السلامة ، وفيها قلة المنكرات فإنه خير له وأسلم وأحفظ لدينه . والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.اه
سماحة الوالد العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله :- السؤال : ما حـكم السفـر لبلاد المشـركين ومـرافقة الزوجـة لزوجها ؟
الجواب :
نصيحتي لكل مسلم ومسلمة عدم السفر إلى بلاد المشركين لا للدراسة ولا للسياحة لما في ذلك من الخطر العظيم على دينهم وأخلاقهم . وعلى كل واحد من الطلبة والطالبات الاكتفاء بالدراسة ببلده أو في بلد إسلامي يأمن فيه على دينه وأخلاقه ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين وقد أخبر الله سبحانه عمن لم يهاجر من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام بأنه قد ظلم نفسه ، وتوعده بعذاب جهنم في قوله سبحانه : - ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا ).فأخبر سبحانه في هذه الآية أن الملائكة تقول لمن توفي من المسلمين في بلاد الشرك ولم يهاجروا : ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها؟ بعدما أخبر سبحانه أنهم قد ظلموا أنفسهم بإقامتهم بين الكفار وهم قادرون على الهجرة ، فدل ذلك على تحريم السفر إلى بلاد المشركين ، وعلى تحريم الإقامة بين ظهرانيهم لمن استطاع الهجرة. ويستثنى من ذلك عند أهل العلم من سافر للدعوة إلى الله من أهل العلم والبصيرة ، وهو قادر على إظهار دينه ، آمن من الوقوع فيما هم عليه من الشرك والمعاصي . فهذا لا حرج عليه في السفر إلى بلاد المشركين للدعوة والتوجيه وإبلاغ رسالة الله إلى عباده بالشروط المذكورة ، والله ولي التوفيق . إجابة عن سؤال وجهه إلى سماحته مندوب من صحيفة المسلمون في 10/11/1416هـ
ومن خلال الفتاوى السابقة، يتضح أن السياحة لا تجوز فهي محرمة، ويشتد التحريم أكثر لبلاد الكفر، لما يوجد بها من كفر وفسوق وتحلل وزنا وخمر وغيرها من الموبقات، بل حتى البلاد الإسلامية التي توجد بها المعاصي الظاهرة لا يجوز السفر لها سياحة، والسفر للبلاد الكافرة مخالفة للأدلة الشرعية التي تنهى عن الإقامة في بلاد الكفر ومباينة الكفار ومفارقتهم، كما أن السياحة بصفة عامة فيها ضياع المال والوقت، وفيها تفريط في أمور أخرى مهمة.
وختاما أقول: اللهم إنا نبرأ إليك مما فعل عبيد في الدعوة السلفية، حتى يتوب إلى الله ويبين ويصلح ما أفسد.
والحمد لله رب العالمين.
تعليق