تويت
ترجمة مختصرة لصاحب ملزمة (النصيحة لوجه الله لمريد لقاء الله)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فلقد قرأت ملزمة الشحري أصلحه الله، وقد لفت انتباهي التذكير بأحوال يوم القيامة والآخرة والإكثار من ذلك حتى يظن القارئ لهذه الملزمة أن كاتبها قد بلغ في الزهد والورع مبلغ الصالحين الزهاد كعمر بن عبدالعزيز والحسن البصري وغيرهما، فلذا عزمت على كتابة مختصرة ترجمة لمن يدعي الزهد والورع (الشحري) من باب قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الدين النصيحة»، وأن المتلبس بما لم يعطَ كلابس ثوبي زور.
وإليك هذه الفقرات من كلامه ثم ندخل في صميم الموضوع والله من وراء القصد وعليه التكلان.
عنوان الملزمة: (النصيحة لوجه الله لمريد لقاء الله).
ص(3): القصد منها السلامة عند الله تعالى أكتبها أسترضي بها ربي عسى أن تكون نجاة لي عنده.
ص(4): نصيحة أفرح بها غدًا إذا لقيت ربي، وهو المطلع على نيتي وقصدي فحسبي الله ونعم الوكيل.
ص(5): وها أنا أعرض عليك مريد الآخرة ... أتقرب به إلى الله، وأجعله نجاة لي عند لقاه.
ص(6): مستعينا بالله وحده، مستمدًا منه الهداية والتسديد ضارعًا إليه أن يهديني سواء السبيل، اللهم لا حول ولا قوة إلا بك.
ص(9): فتدبر يا من يعامل الخالق لا المخلوق.
ص(15): يلقى الله تعالى بها المعتقد لها، ويسلم عند الله تعالى غدًا إذا أوقف بين يدي الله تعالى.
ص(31): فالذي ألقى الله تعالى به.
ص(34): فكيف بنا غدًا عند الله.
ص(42): هذا ومع اعتقادي أسأل الله حسن الخاتمة.
ص(43): أن هذه الدار سويعة قليلة، والآخرة هي الباقية ...
ص(43): فيا خسارة من آثر عشية أو ضحاها على باق لا ينفذ!..
ص(43): وأقول لنفسي: اتق الله فإن عذاب الدنيا، وخزيها أهون والله من عذاب الآخرة.
ص(44): فأستغفر الله عز وجل، أستغفر الله عز وجل، أستغفر الله عز وجل.
ص(44): والله لا يخيب رجاء من أحسن به ظنًا.
ص(44) فلا أدري فلعل منيتي تحين قبل أدركهم فأستسمحهم...
فأقول مستعينًا بالله:
أولاً: قد قام غير واحد من أهل العلم بغربلة الملزمة ورد شبهاتها، ومن أجمل الردود عليها رد الشيخ الفاضل أبي عبدالله كمال العدني حفظه الله ورعاه.
ثانيًا: هذا التأسف والاعتذار وتكرار التذلل من قبل صاحب الملزمة (الشحري) لهذا الحزب الجديد يوهم القارئ أن للشحري الفضل في بيان فتنة الحزب الجديد، من ردود وأشعار وبيان في المحاضرات والدروس، ولكن الواقع خلاف ذلك، فهو خامل خامد ساكن في هذه الفتنة، لا يتكلم فيها إلا بعد التعب والنكد، فلماذا هذا التهويل وتضخيم الأمور، ما هو السبب في ذلك؟ السؤال يحتاج إلى جواب؟!!!
ثالثًا: الأقوال المذكورة سابقًا أقوال حق ونصح وخير، ولكن السؤال: هل قائلها والمذكر بها من العاملين بها، وهل هي شعاره ودثاره؟! ولهذا عزمت على كتابة ترجمة مختصرة للشحري، وهي مكونة من خصلتين تناقض صاحب الزهد والورع ودعواه، وهي (الكذب، وقلة العبادة والفتور فيها).
الخصلة الأولى: الكذب
فمن جالس الشحري وعاشره يجد هذه الصفة جلية فيه، نسأل الله السلامة والعافية، ولهذا تجد من كان متصفًا بها لا يفلح، لأن الكذب طريق الفجور عياذًا بالله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار» متفق عليه عن ابن مسعود رضي الله عنه.
وإليك بعض المواقف من الشحري هداه الله وهو يتحلى بهذه الصفة المذمومة عافانا الله منها:
(1) قال أبوالعباس الشحري في ملزمته: طلب مني هذه الأيام من منتصف جمادي الأولى، ثم ذكر أنه مكث أسبوعًا كاملاً يقلب ويجرد الملازم والردود في ذلك، ثم ختم رسالته بتاريخ (17 جمادي الأولى 1434هـ)، فلماذ صار الأسبوع عند أبي العباس الشحري يومين، لتعلم أن الأمر قد بُيت بليل والله المستعان من الكذب.
(2) حتى أصحابه الذي أظهر ودّه ورجوعه لهم بعد أن أبطن ذلك من زمن يذكرون هذه الصفة المذمومة (وهي الكذب) عنه والله المستعان، وللمزيد انظر رد أصحاب دار عبدالله مرعي على أبي العباس الشحري في رسالة أسموها: «دحض الصحيفة الموسومة بمحض النصيحة» كتبه إخوانه في الفتنة من قبل ومن بعد من دار الحديث بالشحر، وإليك بعض النماذج منها:
قولهم ص(3): وأنت قد اعترفت بذلك حيث كتبت في آخر الرسالة (الأصل): (ملاحظة: كتبت هذه الرسالة قبل اطلاعي على «المعيار» وآثرت بقائها كما هي لأنها من باب النصح فأرجوا المسامحة والعذر) قالوا: ولكنك حذفت هذه الملاحظة من أعين الناس. واعلم يا أبا العباس أننا لسنا في هذا المقام بصدد التعليق ... لكن الواقع على خلاف ذلك حيث قمت أصلحك الله بالتبديل والتغيير من حذف وإضافة من دون تنبيه على ذلك، وما كنا نظن أنها تصدر من أمثالك ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وفي ص(5) قالوا: في الأصل: (وسد بعض ديونها، فجزاك الله خيرًا على جهودك التي نعلم قطعًا لا ربح فيها وأنك تدفع من مالك دون أخذ مقابل محتسبًا ذلك عند الله لا كما يظنه من لا يعرفك! لكن يا أبا عبدالرحمن ..)، قالوا: لماذا الحذف يا أبا العباس ؟! ولولا أنك برأت نفسك من التزلف لقلنا هذا والله عين التزلف!!!
وقالوا: فلماذا تلكم الزيادة، وقالوا: لماذا حذفت الطموحات، وقالوا: فما السر في إخفاء هذا المقطع وحذفه الآن، هل تخشى من العتب!! فالله أحق أن تخشاه. ومن أراد المزيد من هذا البلاء فليرجع إلى ملزمة إخوانه في الفتنة من قبل ومن بعد من دار الحديث في الشحر.
أقول: ماذا يسمى هذا البتر والحذف في النقل الأمانة العليمة، أليس يسمى كذب وخيانة يا أبا العباس، والله المستعان.
(3) طلب منه أخونا الفاضل سليم الرداعي أن يكتب موقفه من فتنة ابني مرعي، ثم يقوم أخونا الفاضل سليم الرداعي بنشره على الشبكة، وحين سئل أبوالعباس الشحري عن هذا الطلب، وكان ذلك في مجلس ناصحه فيه الشيخ الفاضل أبوعمار ياسر العدني وأخوة أفاضل معه، فإذا بأبي العباس الشحري ينكر ذلك الخبر بشدة ويقول: أن لا أذكر ذلك، وقد سمع الإنكار منه كل من كان في المجلس، وبعدها بيوم أو يومين التقيت بأحد أتباعه الملازمين له في الشحر وهو (أبوعكاشة) وذلك قبل أن يظهر ما أبطنه من قبل في الفتنة، فقال لي: لقد اتصل بي أبوالعباس وأخبرني أن سليمًا الرداعي طلب منه أن يكتب موقفه من فتنة ابني مرعي، فلم أجبه لذلك. فهذا ماذا يسمى نسأل الله السلامة.
(4) اعتذاره الدائم بمرض أبيه، حتى منعه من الجهاد في سبيل الله زعم، ومنعه من حضور محاضرات أهل السنة الثابتين ولو كانت في مسجده الذي يقيم فيه، فالله المستعان.
ألقى أبوالعباس الشحري كلمة حماسية في مسجد الخزان بالشحر، وحث فيها على الجهاد، وتأثر بها بعض الأخوة، وسألوا عنه بعد الكلمة الحماسية المؤثرة هل ذهب إلى الجهاد؟ الجواب: لا، قالوا: أين هو: الجواب مقيم في الشحر؟ فسألوا: ما عذره بعد هذه الكلمة الحماسية؟ الجواب: أبوه مريض ولا يقوم عليه إلا هو والله المستعان!.
ثم لقي أبوالعباس الشحري الأخ لطفي الغيلي فقال أبوالعباس الشحري له: عطف بطانيتك وقل لوالدتك: أنا ذاهب للجهاد من باب الإخبار لا من باب الاستئذان. فقال له الأخ لطفي حفظه الله: وأنت كيف؟ فقال أبوالعباس الشحري: أنا والدي مريض. فقال الأخ لطفي وفقه الله: لديك أخوة؟ فقال أبوالعباس الشحري: نعم ولكن لا يوجد أحد يقوم به مثلي!!
وفي ذات مرة كان أبوالعباس الشحري في صنعاء، واتصل على أحد الأخوة في المكلا، فقال له ذلك الأخ: أنت ذاهب إلى كتاف وايلة، فقال أبوالعباس الشحري: أنا أبي مريض في المستشفي وسأنزل من صنعاء للقيام به وما أستطيع أن أذهب لأنني أقوم عليه وما أشبه هذا الكلام. فقال الأخ وهو مختار باوزير حفظه الله: بعدها بنصف ساعة ذهبت إلى المسجد فوجدت أباه هناك وهو في حالة جيدة وصلى معنا العشاء والحمد لله.
فنعوذ بالله من الكذب والتلبيس، هذا ومع العلم أن أبا العباس الشحري إذا ذهب إلى المكلا كما يقول للقيام بوالده ففي الغالب لا يلتقي به إلا في المسجد. فلماذا هذا التهويل أمن أجل الصد عن الجهاد وحضور محاضرات الأثبات، الله المستعان!.
(5) وفي ذات مرة أخذ أبوالعباس الشحري قرضًا من رجل وقال: أرد لك المال خلال عشرة أيام، ثم لم يسدد إلى بعد الأربعة الأشهر بعد المطالبة الحثيثة، حتى قال بعض من يعمل مع هذا الرجل: هل المطاوعة يكذبون، فهذا ماذا يسمى يا أولي الأبصار، نسأل الله السلامة.
(6) وأذكر هذه القصة بقلم صاحبها وأختم بها لهذه الصفة المشهورة عنه لمن جالسه وعرفه، وإلا فالوقائع أكثر من ذلك بكثير.
قال الأخ الفاضل أبوهمام سعيد باسلامة: كنت أسمع بعض الأخوة يقول في أبي العباس الشحري: الرجل واقع في الكذب وهو يحس نفسه يدلس، وكنت أستبشع هذه العبارة، فلما جاءت حرب الروافض وأصيب الأخ أبوالعباس الغيلي حفظه الله في يده، جاء أبوالعباس الشحري يزوره، واتصل بي وهو في غيل باوزير، وأنا في قريتي بينها وبين غيل باوزير عشر دقائق تقريبًا بالدراجة النارية، فقال: نحن نطمئن عليك، فقلت له: تعال زيارة، قال: لا، فقلت: سآتيك إذا كنت ما تستطيع، فكان أبوالعباس الشحري يتعذر بالدراجة وأنها فيها كذا وكذا ويصفها بالعطل (أي لا يمكن أن توصله إلى قرية سعيد باسلامة). ثم اتصل بي الأخ أبوالعباس الغيلي وقال: تعال عندي أخوة، فطلعت فالتقيت بالشحري وهو خارج فسلمت عليه، وأخذ يقول لي معتذرًا: السيكل فيه وفيه (أي أعطال في الدراجة النارية لا توصله إلى قرية سعيد با سلامة)، فقال الأخ الذي كان معه وهو صاحب الدراجة متعجبًا من كلام الشحري: ما له السيكل! ما له السيكل! فسكت الشحري وسقط من عيني لأني عرفت أنه يكذب، كيف والدراجة سترجع إلى الشحر مرة أخرى قرابة ساعة بدون عطل، وإذا كان يريد الخروج إلينا يصفها بالعطل. والله المستعان.
الخصلة الثانية: قلة العبادة والفتور فيها
قال الشيخ يحيى حفظه الله في درسه الماتع في قلعة الحديث بدماج: ولعل هذا ناتج عن قصور في العبادة فإنه كان يرى مذهب القصر
ووالله لقد صدق الشيخ يحيى حفظه الله في بيان السبب الذي من أجله تخبط أبوالعباس الشحري في هذه الفتنة فصار يعرف من كان ينكر، وينكر ما كان يعرف، وهذه هي الضلالة حق الضلالة كما قاله حذيفة بإسناد صحيح.
فأبوالعباس الشحري كان قليل العبادة صاحب فتور وكسل فيها، يعرفه من جالسه وصاحبه، فأولاً حاله مع صلاة الفجر فإلى الله المشتكى، وكم قد نوصح فيها ما الله به عليم، وهذا دأبه وعادته مع صلاة الفجر من قديم، فالإخوان يعرفون أبا العباس الشحري وحاله مع صلاة الفجر وقد كانوا يتعبون في إيقاظه حتى يصل الحد أن يأخذوا بيديه كي يقوم، وفي بعض الحالات يعجزون عن إيقاظه ويخشون ذهاب الجماعة عليهم فيتركونه، فلا يصلي الفجر إلا بعد انتهاء الجماعة والله المستعان هذا حاله من قديم.
أما في دماج فنسأل الله السلامة والعافية فقد كان يستمر أيامًا يصلي صلاة الفجر وقت الإفطار، وقد نوصح في ذلك من قبل الناصحين نعوذ بالله من الخذلان، قد كان يأتي إليه بعض الإخوان إلى الغرفة فيقرع الباب وذلك بعد الشروق بزمن، فيقوم تلك الساعة فيتوضأ ويصلي الفجر وربما أسرع في الصلاة من أجل أن يفتح باب الغرفة لذلك الأخ، نعوذ بالله من الكسل في العبادة.
وأما أن يقال عنه: أنه يرى مذهب القصر؟ فالجواب: أنه قد أعلن تراجعه عن ذلك المذهب لما فيه من المفاسد ويعرف ذلك من جالسه وعرفه.
وللأسف الشديد المحزن أن أبا العباس الشحري لا يواظب على صلاة الفجر في جماعة غالبًا إلا في حالتين:
(1) إذا كان في دعوة، لأنه يعرف أن اللوم من الناس سيشتد عليه.
(2) إذا كثر الكلام عليه في مسألة التخلف عن صلاة الجماعة.
وثانيًا مع صلاة التراويح في رمضان في جماعة في دماج فحدث عنه ولا حرج والله المستعان، يقول عنه الأخ الفاضل الملازم له أبوهمام سعيد با سلامة: أذكر أني صاحبته سنة فلم أره صلى ليلة واحدة، وإن لم يوفق من صاحب أبا العباس الشحري إلى الاجتهاد في العبادة وإلا علمه أبوالعباس الشحري الكسل، والله المستعان.
كلمة أخيرة
قد يقول قائل: لماذا لم تتكلموا عن أبي العباس الشحري من قبل؟ الجواب معروف ومعلوم: وهو أن ما من أحد وإلا عنده من العيوب ما الله به عليه، ولكن السنة ستر والثبات عليها أيضًا، فإذا خلع الإنسان ما يستره بدت عورته واضحة للناس وظهرت عيوبه والله المستعان.
كتبه أبوالحارث صادق بن أحمد البيتي وفقه الله وسدده
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فلقد قرأت ملزمة الشحري أصلحه الله، وقد لفت انتباهي التذكير بأحوال يوم القيامة والآخرة والإكثار من ذلك حتى يظن القارئ لهذه الملزمة أن كاتبها قد بلغ في الزهد والورع مبلغ الصالحين الزهاد كعمر بن عبدالعزيز والحسن البصري وغيرهما، فلذا عزمت على كتابة مختصرة ترجمة لمن يدعي الزهد والورع (الشحري) من باب قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الدين النصيحة»، وأن المتلبس بما لم يعطَ كلابس ثوبي زور.
وإليك هذه الفقرات من كلامه ثم ندخل في صميم الموضوع والله من وراء القصد وعليه التكلان.
عنوان الملزمة: (النصيحة لوجه الله لمريد لقاء الله).
ص(3): القصد منها السلامة عند الله تعالى أكتبها أسترضي بها ربي عسى أن تكون نجاة لي عنده.
ص(4): نصيحة أفرح بها غدًا إذا لقيت ربي، وهو المطلع على نيتي وقصدي فحسبي الله ونعم الوكيل.
ص(5): وها أنا أعرض عليك مريد الآخرة ... أتقرب به إلى الله، وأجعله نجاة لي عند لقاه.
ص(6): مستعينا بالله وحده، مستمدًا منه الهداية والتسديد ضارعًا إليه أن يهديني سواء السبيل، اللهم لا حول ولا قوة إلا بك.
ص(9): فتدبر يا من يعامل الخالق لا المخلوق.
ص(15): يلقى الله تعالى بها المعتقد لها، ويسلم عند الله تعالى غدًا إذا أوقف بين يدي الله تعالى.
ص(31): فالذي ألقى الله تعالى به.
ص(34): فكيف بنا غدًا عند الله.
ص(42): هذا ومع اعتقادي أسأل الله حسن الخاتمة.
ص(43): أن هذه الدار سويعة قليلة، والآخرة هي الباقية ...
ص(43): فيا خسارة من آثر عشية أو ضحاها على باق لا ينفذ!..
ص(43): وأقول لنفسي: اتق الله فإن عذاب الدنيا، وخزيها أهون والله من عذاب الآخرة.
ص(44): فأستغفر الله عز وجل، أستغفر الله عز وجل، أستغفر الله عز وجل.
ص(44): والله لا يخيب رجاء من أحسن به ظنًا.
ص(44) فلا أدري فلعل منيتي تحين قبل أدركهم فأستسمحهم...
فأقول مستعينًا بالله:
أولاً: قد قام غير واحد من أهل العلم بغربلة الملزمة ورد شبهاتها، ومن أجمل الردود عليها رد الشيخ الفاضل أبي عبدالله كمال العدني حفظه الله ورعاه.
ثانيًا: هذا التأسف والاعتذار وتكرار التذلل من قبل صاحب الملزمة (الشحري) لهذا الحزب الجديد يوهم القارئ أن للشحري الفضل في بيان فتنة الحزب الجديد، من ردود وأشعار وبيان في المحاضرات والدروس، ولكن الواقع خلاف ذلك، فهو خامل خامد ساكن في هذه الفتنة، لا يتكلم فيها إلا بعد التعب والنكد، فلماذا هذا التهويل وتضخيم الأمور، ما هو السبب في ذلك؟ السؤال يحتاج إلى جواب؟!!!
ثالثًا: الأقوال المذكورة سابقًا أقوال حق ونصح وخير، ولكن السؤال: هل قائلها والمذكر بها من العاملين بها، وهل هي شعاره ودثاره؟! ولهذا عزمت على كتابة ترجمة مختصرة للشحري، وهي مكونة من خصلتين تناقض صاحب الزهد والورع ودعواه، وهي (الكذب، وقلة العبادة والفتور فيها).
الخصلة الأولى: الكذب
فمن جالس الشحري وعاشره يجد هذه الصفة جلية فيه، نسأل الله السلامة والعافية، ولهذا تجد من كان متصفًا بها لا يفلح، لأن الكذب طريق الفجور عياذًا بالله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار» متفق عليه عن ابن مسعود رضي الله عنه.
وإليك بعض المواقف من الشحري هداه الله وهو يتحلى بهذه الصفة المذمومة عافانا الله منها:
(1) قال أبوالعباس الشحري في ملزمته: طلب مني هذه الأيام من منتصف جمادي الأولى، ثم ذكر أنه مكث أسبوعًا كاملاً يقلب ويجرد الملازم والردود في ذلك، ثم ختم رسالته بتاريخ (17 جمادي الأولى 1434هـ)، فلماذ صار الأسبوع عند أبي العباس الشحري يومين، لتعلم أن الأمر قد بُيت بليل والله المستعان من الكذب.
(2) حتى أصحابه الذي أظهر ودّه ورجوعه لهم بعد أن أبطن ذلك من زمن يذكرون هذه الصفة المذمومة (وهي الكذب) عنه والله المستعان، وللمزيد انظر رد أصحاب دار عبدالله مرعي على أبي العباس الشحري في رسالة أسموها: «دحض الصحيفة الموسومة بمحض النصيحة» كتبه إخوانه في الفتنة من قبل ومن بعد من دار الحديث بالشحر، وإليك بعض النماذج منها:
قولهم ص(3): وأنت قد اعترفت بذلك حيث كتبت في آخر الرسالة (الأصل): (ملاحظة: كتبت هذه الرسالة قبل اطلاعي على «المعيار» وآثرت بقائها كما هي لأنها من باب النصح فأرجوا المسامحة والعذر) قالوا: ولكنك حذفت هذه الملاحظة من أعين الناس. واعلم يا أبا العباس أننا لسنا في هذا المقام بصدد التعليق ... لكن الواقع على خلاف ذلك حيث قمت أصلحك الله بالتبديل والتغيير من حذف وإضافة من دون تنبيه على ذلك، وما كنا نظن أنها تصدر من أمثالك ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وفي ص(5) قالوا: في الأصل: (وسد بعض ديونها، فجزاك الله خيرًا على جهودك التي نعلم قطعًا لا ربح فيها وأنك تدفع من مالك دون أخذ مقابل محتسبًا ذلك عند الله لا كما يظنه من لا يعرفك! لكن يا أبا عبدالرحمن ..)، قالوا: لماذا الحذف يا أبا العباس ؟! ولولا أنك برأت نفسك من التزلف لقلنا هذا والله عين التزلف!!!
وقالوا: فلماذا تلكم الزيادة، وقالوا: لماذا حذفت الطموحات، وقالوا: فما السر في إخفاء هذا المقطع وحذفه الآن، هل تخشى من العتب!! فالله أحق أن تخشاه. ومن أراد المزيد من هذا البلاء فليرجع إلى ملزمة إخوانه في الفتنة من قبل ومن بعد من دار الحديث في الشحر.
أقول: ماذا يسمى هذا البتر والحذف في النقل الأمانة العليمة، أليس يسمى كذب وخيانة يا أبا العباس، والله المستعان.
(3) طلب منه أخونا الفاضل سليم الرداعي أن يكتب موقفه من فتنة ابني مرعي، ثم يقوم أخونا الفاضل سليم الرداعي بنشره على الشبكة، وحين سئل أبوالعباس الشحري عن هذا الطلب، وكان ذلك في مجلس ناصحه فيه الشيخ الفاضل أبوعمار ياسر العدني وأخوة أفاضل معه، فإذا بأبي العباس الشحري ينكر ذلك الخبر بشدة ويقول: أن لا أذكر ذلك، وقد سمع الإنكار منه كل من كان في المجلس، وبعدها بيوم أو يومين التقيت بأحد أتباعه الملازمين له في الشحر وهو (أبوعكاشة) وذلك قبل أن يظهر ما أبطنه من قبل في الفتنة، فقال لي: لقد اتصل بي أبوالعباس وأخبرني أن سليمًا الرداعي طلب منه أن يكتب موقفه من فتنة ابني مرعي، فلم أجبه لذلك. فهذا ماذا يسمى نسأل الله السلامة.
(4) اعتذاره الدائم بمرض أبيه، حتى منعه من الجهاد في سبيل الله زعم، ومنعه من حضور محاضرات أهل السنة الثابتين ولو كانت في مسجده الذي يقيم فيه، فالله المستعان.
ألقى أبوالعباس الشحري كلمة حماسية في مسجد الخزان بالشحر، وحث فيها على الجهاد، وتأثر بها بعض الأخوة، وسألوا عنه بعد الكلمة الحماسية المؤثرة هل ذهب إلى الجهاد؟ الجواب: لا، قالوا: أين هو: الجواب مقيم في الشحر؟ فسألوا: ما عذره بعد هذه الكلمة الحماسية؟ الجواب: أبوه مريض ولا يقوم عليه إلا هو والله المستعان!.
ثم لقي أبوالعباس الشحري الأخ لطفي الغيلي فقال أبوالعباس الشحري له: عطف بطانيتك وقل لوالدتك: أنا ذاهب للجهاد من باب الإخبار لا من باب الاستئذان. فقال له الأخ لطفي حفظه الله: وأنت كيف؟ فقال أبوالعباس الشحري: أنا والدي مريض. فقال الأخ لطفي وفقه الله: لديك أخوة؟ فقال أبوالعباس الشحري: نعم ولكن لا يوجد أحد يقوم به مثلي!!
وفي ذات مرة كان أبوالعباس الشحري في صنعاء، واتصل على أحد الأخوة في المكلا، فقال له ذلك الأخ: أنت ذاهب إلى كتاف وايلة، فقال أبوالعباس الشحري: أنا أبي مريض في المستشفي وسأنزل من صنعاء للقيام به وما أستطيع أن أذهب لأنني أقوم عليه وما أشبه هذا الكلام. فقال الأخ وهو مختار باوزير حفظه الله: بعدها بنصف ساعة ذهبت إلى المسجد فوجدت أباه هناك وهو في حالة جيدة وصلى معنا العشاء والحمد لله.
فنعوذ بالله من الكذب والتلبيس، هذا ومع العلم أن أبا العباس الشحري إذا ذهب إلى المكلا كما يقول للقيام بوالده ففي الغالب لا يلتقي به إلا في المسجد. فلماذا هذا التهويل أمن أجل الصد عن الجهاد وحضور محاضرات الأثبات، الله المستعان!.
(5) وفي ذات مرة أخذ أبوالعباس الشحري قرضًا من رجل وقال: أرد لك المال خلال عشرة أيام، ثم لم يسدد إلى بعد الأربعة الأشهر بعد المطالبة الحثيثة، حتى قال بعض من يعمل مع هذا الرجل: هل المطاوعة يكذبون، فهذا ماذا يسمى يا أولي الأبصار، نسأل الله السلامة.
(6) وأذكر هذه القصة بقلم صاحبها وأختم بها لهذه الصفة المشهورة عنه لمن جالسه وعرفه، وإلا فالوقائع أكثر من ذلك بكثير.
قال الأخ الفاضل أبوهمام سعيد باسلامة: كنت أسمع بعض الأخوة يقول في أبي العباس الشحري: الرجل واقع في الكذب وهو يحس نفسه يدلس، وكنت أستبشع هذه العبارة، فلما جاءت حرب الروافض وأصيب الأخ أبوالعباس الغيلي حفظه الله في يده، جاء أبوالعباس الشحري يزوره، واتصل بي وهو في غيل باوزير، وأنا في قريتي بينها وبين غيل باوزير عشر دقائق تقريبًا بالدراجة النارية، فقال: نحن نطمئن عليك، فقلت له: تعال زيارة، قال: لا، فقلت: سآتيك إذا كنت ما تستطيع، فكان أبوالعباس الشحري يتعذر بالدراجة وأنها فيها كذا وكذا ويصفها بالعطل (أي لا يمكن أن توصله إلى قرية سعيد باسلامة). ثم اتصل بي الأخ أبوالعباس الغيلي وقال: تعال عندي أخوة، فطلعت فالتقيت بالشحري وهو خارج فسلمت عليه، وأخذ يقول لي معتذرًا: السيكل فيه وفيه (أي أعطال في الدراجة النارية لا توصله إلى قرية سعيد با سلامة)، فقال الأخ الذي كان معه وهو صاحب الدراجة متعجبًا من كلام الشحري: ما له السيكل! ما له السيكل! فسكت الشحري وسقط من عيني لأني عرفت أنه يكذب، كيف والدراجة سترجع إلى الشحر مرة أخرى قرابة ساعة بدون عطل، وإذا كان يريد الخروج إلينا يصفها بالعطل. والله المستعان.
الخصلة الثانية: قلة العبادة والفتور فيها
قال الشيخ يحيى حفظه الله في درسه الماتع في قلعة الحديث بدماج: ولعل هذا ناتج عن قصور في العبادة فإنه كان يرى مذهب القصر
ووالله لقد صدق الشيخ يحيى حفظه الله في بيان السبب الذي من أجله تخبط أبوالعباس الشحري في هذه الفتنة فصار يعرف من كان ينكر، وينكر ما كان يعرف، وهذه هي الضلالة حق الضلالة كما قاله حذيفة بإسناد صحيح.
فأبوالعباس الشحري كان قليل العبادة صاحب فتور وكسل فيها، يعرفه من جالسه وصاحبه، فأولاً حاله مع صلاة الفجر فإلى الله المشتكى، وكم قد نوصح فيها ما الله به عليم، وهذا دأبه وعادته مع صلاة الفجر من قديم، فالإخوان يعرفون أبا العباس الشحري وحاله مع صلاة الفجر وقد كانوا يتعبون في إيقاظه حتى يصل الحد أن يأخذوا بيديه كي يقوم، وفي بعض الحالات يعجزون عن إيقاظه ويخشون ذهاب الجماعة عليهم فيتركونه، فلا يصلي الفجر إلا بعد انتهاء الجماعة والله المستعان هذا حاله من قديم.
أما في دماج فنسأل الله السلامة والعافية فقد كان يستمر أيامًا يصلي صلاة الفجر وقت الإفطار، وقد نوصح في ذلك من قبل الناصحين نعوذ بالله من الخذلان، قد كان يأتي إليه بعض الإخوان إلى الغرفة فيقرع الباب وذلك بعد الشروق بزمن، فيقوم تلك الساعة فيتوضأ ويصلي الفجر وربما أسرع في الصلاة من أجل أن يفتح باب الغرفة لذلك الأخ، نعوذ بالله من الكسل في العبادة.
وأما أن يقال عنه: أنه يرى مذهب القصر؟ فالجواب: أنه قد أعلن تراجعه عن ذلك المذهب لما فيه من المفاسد ويعرف ذلك من جالسه وعرفه.
وللأسف الشديد المحزن أن أبا العباس الشحري لا يواظب على صلاة الفجر في جماعة غالبًا إلا في حالتين:
(1) إذا كان في دعوة، لأنه يعرف أن اللوم من الناس سيشتد عليه.
(2) إذا كثر الكلام عليه في مسألة التخلف عن صلاة الجماعة.
وثانيًا مع صلاة التراويح في رمضان في جماعة في دماج فحدث عنه ولا حرج والله المستعان، يقول عنه الأخ الفاضل الملازم له أبوهمام سعيد با سلامة: أذكر أني صاحبته سنة فلم أره صلى ليلة واحدة، وإن لم يوفق من صاحب أبا العباس الشحري إلى الاجتهاد في العبادة وإلا علمه أبوالعباس الشحري الكسل، والله المستعان.
كلمة أخيرة
قد يقول قائل: لماذا لم تتكلموا عن أبي العباس الشحري من قبل؟ الجواب معروف ومعلوم: وهو أن ما من أحد وإلا عنده من العيوب ما الله به عليه، ولكن السنة ستر والثبات عليها أيضًا، فإذا خلع الإنسان ما يستره بدت عورته واضحة للناس وظهرت عيوبه والله المستعان.
كتبه أبوالحارث صادق بن أحمد البيتي وفقه الله وسدده
تعليق