بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين
ولا عدوان الإ على الظالمين
والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين
أما بعد
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين
ولا عدوان الإ على الظالمين
والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين
أما بعد
فإن التعصب للرجال داء عظيم ووباء خطير أردى بهلاك كثير من أهل البدع قديماً وحديثاً وأصل ذلك بسبب حبهم المفرط لفلان أو بغضهم المفرط لعلان حتى وقع من وقع في الحزبية ومخالفة الجماعة لذلك حذر السلف الصالح رحمهم الله من الإفراط في الحب و البغض :
ففي الأدب المفرد للبخاري بسند صحيح عن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: [ لَا يَكُنْ حُبُّكَ كَلَفًا وَلَا بُغْضُكَ تلفا ] .
فقال زيد بن اسلم كَيْفَ ذَاكَ ؟
قَالَ : [ إِذَا أَحْبَبْتَ كَلِفْتَ كَلَفَ الصبي وإذا أبغضت أحببت لصاحبك التلف ].
وثبت عن عن علي رضي الله عنه قال: [ أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا، وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا عسى أن يكون حبيبك يوما ما ] .
وقد جاء بمثل هذا اللفظ مرفوعاً من حديث ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا، وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا، مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَا ] كما في المعجم الأوسط للطبراني
وأخرجه الترمذي مرفوعاً أيضاً من حديث أبي هريرة ثم قال : وَالصَّحِيحُ عَنْ عَلِيٍّ مَوْقُوفٌ قَوْلُهُ .
وقال البيهقي : وَالْمَحْفُوظُ مَوْقُوفٌ . أي أن الراجح فيه هو الوقف والمرفوع معلول والله أعلم .
وقال الحسن البصري –رحمه الله- [أَحَبُّوا هَوْنًا وَأَبْغَضُوا هَوْنًا، فَقَدْ أَفْرَطَ أَقْوَامٌ فِي حُبِّ أَقْوَامٍ فَهَلَكُوا، وَأَفْرَطَ أَقْوَامٌ فِي بُغْضِ أَقْوَامٍ فَهَلَكُوا، فَلَا تُفْرِطْ فِي حُبِّكَ، وَلَا تُفْرِطْ فِي بُغْضِكَ ] رواه البيهقي في الشعب
وأنشد بعض السلف قائلاً : [ فَكُنْ مَعْدِنًا لِلْحِلْمِ وَاصْفَحْ عَنِ الْأَذَى ... فَإِنَّكَ رَائِي مَا عَلِمْتَ وَسَامِعُ
فَأَحْبِبْ إِذَا أَحْبَبْتَ حُبًّا مُقَارِبًا ... فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَتَى أَنْتَ فَارِغُ
وَأَبْغَضْ إِذَا أَبْغَضْتَ بُغْضًا مُبَاعِدًا ... فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَتَى الْوُدُّ رَاجِعُ ]
والبعض قد يرى أن شيخه مظلوم ويظن فيه مع هذا الصلاح والعلم فتراه –إن لم تحجزه خشيته لله- يتعصب ويفجر رداً على ذلك الخصم والذي يظنه ظالماً ، وتعصبه هذا –لشيخه- من جنس تعصب المشركين لباطلهم ، والمصيبة أنه يرى في تعصبه هذا أنه ينصر الدين ويحمي ويدفع عن أعراض العلماء وقد قال ربنا في حال أمثال وأشباه هؤلاء {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا } ولاشك أن مثل هذا الصنف له نصيب من هذا الوعيد بقدر مخالفته للحق .
وعلى كل فلا يجوز لأحد التعصب مهما كانت دواعيه فالتعصبُ صفةٌ ذميمة لا ينبغي للمسلم أن يتصف بها فإن " التعصب لأمر من الأمور بلا هدى من الله من عمل الجاهلية، ومن أضل ممن اتبع بغير هدى من الله " (1)
والواجب على من رأى شيخه أو حبيبه قد ظلم أن يدفع عنه وأن ينصره بالحق لا بالباطل وبالصدق لا بالفجور .
كما أن الواجب على الجميع -حال التنازع- التحاكم إلى الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح، وأن يدعوا التعصب الذميم والتقليد المقيت وبَطَر الحق، وغمط أهله فإن ذلك من الكبر عياذاً بالله
وإن " من المعلوم لدى كل مسلم عنده فرقان بين الحق والباطل أن الإسلام دين واحد { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخر من الخاسرين }.
فالإسلام دين لا أديان وجماعة واحدة لا جماعات، ومنهج واحد لا مناهج، وطريق واحد لا طرق: وهو اتباع المنهج القويم الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعون لهم بإحسان، وهو الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
وقد كان سلفنا الصالح متمسكين بهذا المنهج القويم عقيدة وعبادة وعملاً وأخلاقاً وآداباً وأحكاماً وحدوداً ومنهج حياة، يرجعون في كل ما تنازعوا فيه إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بعيداً عن التعصب للآراء والأهواء والطوائف والأشخاص، ثم خلف من بعد ذلك خلف استبدلوا الخبيث بالطيب والباطل بالحق، والبدعة بالسنة، واتبعوا غير سبيل المؤمنين " (2) فتعصبوا للرجال وردوا الحق الواضح ووقعوا في الضلال الفاضح وممن وقع بشيء من هذا :
رجل متعصب (خائن) وليس (أميناً) على شيء أذله تعصبه حتى صار ذيلاً -لفلان !- فكان من نتائج هذا التعصب تقعيده لقواعد حلبية و إحياؤه لأصول مآربية مع سيل من الكذب في سبيل الوصول إلى غايته وهي نصرة الحبيب بكل طريقة وبأي ثمن نسأل الله العافية .
وقد كتبت هذه التنبيهات على كلامه الساقط نصحاً لإخواني الفضلاء الذين هم لازالوا حوله يحسنون به الظن ويظنون أن الأمر هين أو أن الخلاف كله في مسائل شخصية بيني وبين شيخه وشروعاً في المقصود أسوق كلمات هذا المذكور ثم أتبعها بالتعليق لكشف ما فيها من بواطيل :
قال المتعصب الجهول كما في رسائل له قام بنشرها : ( فالتبديع والتفسيق والتكفير لابد في من الرجوع لأهل العلم الراسيخين
والتأني والصبر على المخالف ومناصحته وهذا هو هدي العلماء الراسخين
وأما التسرع في إطلاق الأحكام فهذه طريقة فالح الحربي ويحيى الحجوري ومن تأثر بهم فالقصد من الردود هداية الخلق لا إخراجهم من السنة إلا من نوصح وكابر وعاند فهذا قد أهلك نفسه
وقال : إلا من نوصح وكابر وعاند يبين أمره ويفضح أما التبديع فهو للعلماء
ولما سأله أحد الإخوة الفضلاء من طلبة العلم : قولك فالصبر مطلوب ماذا يفيد بارك الله فيك وهل هو طلب شرطي أو استحبابي وهل الإستحباب عام أم في صور دون صور بين لي مرادك حفظك الله ؟ [ مع بعض الأسئلة ]
وقال : طريقتك في الأسئلة فلسفية ليس من ورائهلا طائل سوى تخطئة المسؤول مثل طريقة بعض من تأثرت بهم فنصيحتي لك دع عنك من التنطع ...ودعك من كثرت النتقير والبحث بهذه الطريقة
وقال : وعدم تفرقة الصف السلفي بالظنون والأوهام وتحميل الكلام مالا يحتمل والتشقيق والتنقير والبحث عن الزلات وقلة الأدب مع العلماء والمشائخ
وقال بعد أن وجهت إليه بعض الأسئلة بخصوص كلامه السابق :أنا إنسان عامي ولست عالما مثلك ...
ولا أستطيع الرد على كل أسئلتك الفلسفية ولقد اعجزتني عن الإجابة ..
وقال : إحمل كلام إخوانك على أفضل المحامل فنحن إخوانك ولسنا أعداؤك وأسئلتك تنم عن سوء ظن بإخوانك )
والرد على هذا الكلام من وجوه :
الوجه الأول : قوله ( أما التبديع فهو للعلماء ) غير صحيح وأكتفي بنقل كلام الإمام الربيع بن هادي في إبطال هذا الكلام
سئل الإمام الربيع بن هادي كما في "فتاوى في العقيدة والمنهج" ( الحلقة الأولى ) (ص22( هل لطالب العلم أن يتكلم : هذا مبتدع وهذا ضالّ أم يترك هذا للعلماء ؟
فقال حفظه الله : الاعتدال والوسط في كلّ شيء ؛ إذا دعت الحاجة للتحذير من رافضي ، من صوفي قبوري ، من حزبي هالك ، من الأشياء هذه ورأى أنّ من النصيحة للمسلمين أن يبين لهم حال هذا الإنسان فيبينه حسب ما يعرفه ، فإنّ بعض الأشياء واضحة ؛الضلال فيها واضح ، فيعرفها طالب العلم ويعرفها العالم فإذا استنصح له فلينصحه.
وإذا رأى إنسانا مخدوعا فليبين له ، وهذا ليس من الغيبة المذمومة بل من الأمور المشروعة ، فإذا خاف عليه من رافضي يضلّه أو صوفي قبوري أوحزبي أو ما شاكل ذلك من أهل الأهواء فإنه عليه أن ينصح له بالحكمة ويقول له : هذا عنده كذا وكذا بارك الله فيكم .
هناك أمور خفية لا يتكلم فيها إلا أهل العلم بالأدلّة ، فالعالم نفسه لا يتكلم إلا بالحقّ وبالبرهان وبالعدل ولا يقول على الله بغير علم ، وطالب العلم كذلك ؛ أمور لا يعرفها لا يتكلم فيها ، أما أمور يعرفها وهي واضحة جلية وفيها مصلحة للمسلمين فيتكلم فيها بالحجة والبرهان حسب طاقته ومعرفته .
وأما تكميم الأفواه ،لا تقول فلان ضال ولا شيء وإنما سكوت فقط !
فهذا ما يريده أهل الضلال !
يريدون أن لا تتكلم في أهل البدع أبدا !
أسكت فقط والناس كلهم مسلمون والروافض إخواننا والقبوريون إخواننا وما شاكل ذلك ؛هذه الأشياء غلط
ويتكلم طالب العلم والعالم بالحجة والبرهان والحكمة والموعظة الحسنة وليس بالسفه والطيش , بعضهم يتسفه ويطيش ويضر أكثر مما ينفع فهذا السفه والطيش يُترك بارك الله فيكم . اهـ.
وسئل أيضاً حفظه الله كما في "مجموع الفتاوى " (1/262) : الجرح والتعديل في الأشخاص هل هو خاص بالعلماء فقط أو حتى بالشباب الذين عندهم معرفة ؟
فأجاب حفظه الله : الجرح والتعديل ، لابد فيه من صحة العقيدة كما أشار إلى ذلك الخطيب البغدادي ، ولابد فيه من العلم بأسباب الجرح ، لابد أن يعلم ولابد فيه من التقوى والورع .
فإذا كان هذا الذي ينتقد عنده علم بالجرح والتعديل وعنده ورع وتقوى فله أن يجرح ، وإذا كان أمر المجروح واضحا يعرفه الخاص والعام ، يعرف أن هذا يسرق هذا يزني يعرف تماما يعرف أن هذا خائن ، يعرف أن هذا رافضي ، يعرف أن هذا صوفي يطوف بالقبور أمامه ويقيم الموالد .
فهذه الأمور الواضحة التي يشترك في معرفتها العالم وغير العالم لا يشترط فيها أن يذهب من يعرف ضلالهم إلى عالم ليقوم بجرحهم ؛ فإن أمرهم ظاهر للعالم وغيره ، وعلى كل مسلم أن يبين حالهم ويحذر منهم وينكر عليهم ضلالهم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ...." الحديث .
على كل مسلم أن ينصح للمسلمين :" بايعت رسول الله على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم " .
" الدين النصيحة " قلنا : لمن ؟ قال :" لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم " .
الآن أرى رافضيا يخالط عاميا ، ويدعوه إلى الرفض أذهب أجيء بالعالم كي يجرحه ! صوفي قبوري يخالط واحدا من أهل الفطرة ويوجهه إلى بدعته وأنا أعرفه أنه قبوري ، لا يلزمني ولا يلزم غيري أن يذهب إلى عالم ليبين حاله ويحذر منه .
وقال أيضاً حفظه الله في [عون الباري 1/423-424] : على كل حال هؤلاء غلوا في إسكات طالب العلم، غلو جداً، وكلام فيه إرهاب وإلقام الشباب أحجاراً في أفواههم ليمنعوهم قول الحق في أهل البدع.
بالغوا في هذه الأشياء، الآن في مسائل خفية، أنت طالب العلم لا تتكلم فيها بغير علم، وهناك أمور واضحة جلية، وجوب الصلاة وجوب الصيام وجوب الزكاة وجوب الحج تحريم الاستغاثة تحريم التوسل هذه الأمور واضحة يتكلم فيها العالم وطالب العلم وهناك أمور خفية تحتاج إلى اجتهاد، هذه توكل إلى العلماء، أما كل شيء !
طيب ابن باز وابن عثيمين والألباني وغيرهم من العلماء المعتبرين لا يذهبون إلى أوربا وأمريكا، يكفيهم هناك طلاب العلم ، يتكلمون في حدود ما يعلمون، أما النوازل فلا بد أن يسألوا عنها العلماء عن طريق الوسائل المتاحة اليوم، فكل واحد يبلّغ الذي عنده، إذا سألوك في أمور تخفى عليك فقل:والله هذه خفية وتحتاج إلى علماء أكبر مني، أنا أسأل .
أما الأمور الواضحة فبينها بشرط أن تكون عالماً بها وبأدلتها، لا تتكلم بجهل، إذا كان-حتى والأمور واضحة- ما عندك أدلة لا تتكلم بها، إذا كانت الأمور واضحة وعند فيها أدلة تتكلم وتبين، هناك أمور معلومة من الدين بالضرورة يتكلم فيها طلاب العلم ، يعني مثل الاستغاثة بغير الله من الأمور الواضحة﴿مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ﴾﴿وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ﴾
إلى آخره ، عنده أدلة يبين؛ رأى شيعياً رأى صوفياً يطوف بقبر، يستغيث، يذبح، ينذر، هل يقول: أنا أتوقف عن بيان هذا الباطل والتحذير منه، وأنتظر حتى يأتي أحد كبار العلماء ليقوم بهذا الواجب ؟!!
أقول:إن هؤلاء يريدون أن يسكتوا الشباب السلفي خاصة، لأن أكثر الناس إنكاراً للمنكر ووقوفاً في وجه الباطل هم الشباب السلفي.رأيتم؟!
هؤلاء السياسيون يتعاطفون مع الراوفض، مع الخوارج، مع أهل البدع كلهم، لا يريدون أن تجرح مشاعرهم، فيأتون بمثل هذا الكلام يقولون:
-ما يتكلم به إلا العلماء!.
-حتى الأطفال يتكلمون؟!
-حتى الذي ما يحسن الفاتحة يتكلم!.
ويبالغون في تشويه الشباب السلفي! كل هذا محاماة [عن] أهل البدع، وصد عن سبيل الله، وإرهاب للشباب السلفي الذي يتصدى للدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ونحن نقول للشباب السلفي: أنتم يا إخوتاه لا تتكلموا بغير علم، القضايا الواضحة عندكم التي عندكم فيها أدلة تكلموا فيها، والأشياء الخفية لا يجوز لكم أن تخوضوا فيها، نقول لهم هذا، ثم نقول:ادعوا إلى الله، كل واحد يدعو بقدر ما عنده من العلم، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:((بلغوا عني ولو آية )).
ويستخلص من هذا الكلام فوائد منها :
1- أن لطلبة العلم أن يتكلموا في الأمور الواضحة الجلية –دون الخفية- كتبديع من كان أمره ظاهراً كالرافضي والصوفي مثلاً .
2- أن هذا التفصيل هو مقتضى الاعتدال والتوسط المحمود الذي يأمر به الشارع .
3- أن أكثر الناس وقوفاً في وجه أهل الباطل هم الشباب السلفي .
4- أن هؤلاء المغلقين لهذا الباب بالكلية –والزاعمين أن هذا الأمر مرجعه إلى العلماء دون تفصيل وبإطلاق- غلوا غلواً شديداً في إسكات طلاب العلم ليسكتوا الشباب عن أهل الباطل .
الوجه الثاني : قوله (وأما التسرع في إطلاق الأحكام فهذه طريقة فالح الحربي ويحيى الحجوري ) يجاب عن هذا بأن أُذكر هذا الفاجر أنه كان هو الذي ينقل كلام العلامة المجاهد يحيى في التحذير من سالم الطويل بإذن من حبيبه (!) الذي أورده المهالك (!)
فلما قال شيخنا العلامة كلمة الحق في مسألة الانتخابات ورد غلط محبوبه وغلط من يجعل المشاركة في الانتخابات الطاغوتية من نصرة ولاة الأمور (!) صار يقرن بفالح الحربي عنده ؟!! نعوذ بالله من الهوى
والعجيب أنه يقول ( أنا إنسان عامي ) فلماذا لم يكتفي بالنقل عن أهل العلم بدل المبادرة بمثل هذه التقريرات البدعية والتي سوف يأتي بيانها بإذن الله .
وليعلم أن في الردود فوائد عديدة لا يدرك حقيقتها هذا الرجل " فمن فوائد الردود على المخطيئن من أهل البدعة أو من غيرهم " بالإضافة إلى نصرة الحق الذي يحبه الله ورسوله وقمع الباطل الذي يبغضه الله ورسوله (ففيه التحذير) للناس الذين قل نصيبهم من العلوم الشرعية بحيث لا يميزون بين الغث والسمين أو الذين ديدنهم التعصب للأشخاص أو التقليد الأعمى والتبعية الحزبية لمن ذاع صيتهم واشتهر نشاطهم في دعوة الخلق " (3)
الوجه الثالث : قوله ( القصد من الردود هداية الخلق لا إخراجهم من السنة إلا من نوصح وكابر وعاند )
وقوله ( إلا من نوصح وكابر وعاند يبين أمره ) أقول لهذا الجاهل لا يشترط النصح قبل الرد
سُئِـل الشيخ الألباني رحمه الله تعالى السؤال الآتي [شريط الموازنة في النقد/ الوجه الأول من سلسلة الهدى والنور رقم 638]: قول بعضهم أو اشتراط بعضهم بمعنى أصح؛ أنه في حالة الردود لا بد قبل أن يُطبع الرد إيصال نسخة إلى المردود عليه حتى ينظر فيها؛ ويقول إنَّ هذا من منهج السلف؟
فكان جوابه: هذا ليس شرطاً؛ لكن إن تيسَّر وكان يُرجى من هذا الأسلوب التقارب بدون تشهير القضية بين الناس فهذا لا شك أنه أمر جيد، أما أولاً أن نجعله شرطاً، وثانياً أن نجعله شرطـاً عامـاً فهذا ليس من الحكمة في شيء إطلاقاً!، والناس كما تعلمون جميعـاً معادن كمعادن الذهب والفضَّة، فمن عرفتَ منه أنه معنا على الخط وعلى المنهج وأنه يتقبَّل النصيحة فكتبتَ إليه دون أن تُشهِّر بخطئه على الأقل في وجهة نظرك أنت فهذا جيد، لكن هذا ليس شرطاً، وحتى ولو كان شرطاً ليس أمراً مستطاعاً، من أين تحصل على عنوانه؟! وعلى مراسلته؟!، ثم هل يأتيك الجواب منه أو لا يأتيك؟! ، هذه كلها أمور ظنية تماماً .
وسُئل الشيخ ربيع حفظه الله [شريط "لقاء مع الشيخ ربيع 1422ه" السؤال (5)]: شيخنا من الأمور التي صارت تروج وصارت عطفاً على السلفيين؛ هي أقوام يدعون وجوب النصيحة قبل التحذير، فهل من قول منكم شيخنا في هذا الباب؟
فكان جوابه : أجبتُ على هذا السؤال سلفاً بارك الله فيك، وهذه الأصناف ابتلينا بها، فتجد يشيع الأباطيل والأكاذيب والافتراءات على الآخرين بالأعيان وبالعموم، وإذا وجِّهت له نصيحة أو نقد أو شيء قال: لماذا ما حذروني؟ ولماذا ما نصحوني؟ ولماذا ما بينوا لي؟ علل فاسدة.
نحن نطلب من هؤلاء أن يتوبوا إلى الله، وأن يرجعوا إلى الحق بكل أدب وتواضع، وأن يتركوا مثل هذه التعاليل.
هب أنَّ هذا أخطأ وما تكلَّم، وما نصحك، ارجع إلى الحق وبعدها عاتبه، أما تشيع في الناس وتتمادى في باطلك وفي أخطائك وتقول: لم يفعلوا، وفعلوا، هذا كلام فارغ، على المؤمن أن يرجع إلى الله تبارك وتعالى، ويقبل النصيحة الخفية والواضحة. أنت تنشر أخطاءك في الكتب وفي الأشرطة و... و... إلى آخره، لو كنتَ تخفي أخطاءك وتعملها في الظلام بينك وبين الله، واكتشف هذا الإنسان ينصحك بينك وبينه، وأما وأنت تنشر أقوالك وأفعالك في العالم، ثم يأتي مسلم وينشر يعني يرد عليك، هذا ليس فيه شيء، اتركوا هذه التعليلات من كثير من أهل الباطل الذين مردوا على الباطل و العناد .
وليعلم أن هذا المستحب –أي النصح- راجع إلى المصلحة الشرعية –لا الذوقية!- فإن اقتضت المصلحة الرد دون نصح سابق فينبغي المبادرة إلى هذا وهذه هي السنة وعليها كان السلف رحمهم الله .
أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ، أَنَّ رَجُلاً خَطَبَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، فَقَدْ رَشَدَ ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا ، فَقَدْ غَوَى ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [ بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ ، قُلْ : وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ] .
فهنا أنكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الخطأ ولم ينصح الرجل قبل ذلك
وفي الصحيحن من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ امْرَأَتَيْنِ رَمَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى بِحَجَرٍ فَطَرَحَتْ جَنِينَهَا فَقَضَى فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغُرَّةٍ عَبْدٍ أَوْ وَلِيدَةٍ وَعَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى فِي الْجَنِينِ يُقْتَلُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ بِغُرَّةٍ عَبْدٍ أَوْ وَلِيدَةٍ فَقَالَ الَّذِي قُضِيَ عَلَيْهِ كَيْفَ أَغْرَمُ مَا لَا أَكَلَ وَلَا شَرِبَ وَلَا نَطَقَ وَلَا اسْتَهَلَّ وَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَلُّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ إِنَّمَا هَذَا مِنْ إِخْوَانِ الْكُهَّانِ ]
ودلالاة هذا الحديث ظاهرة لمن رزقه الله الفهم وحسن القصد
وفي المسند من حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ سُبَيْعَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ وَضَعَتْ حَمْلَهَا بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِخَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، فَدَخَلَ عَلَيْهَا أَبُو السَّنَابِلِ، فَقَالَ: كَأَنَّكِ تُحَدِّثِينَ نَفْسَكِ بِالْبَاءَةِ ؟ مَا لَكِ ذَلِكَ حَتَّى يَنْقَضِيَ أَبْعَدُ الْأَجَلَيْنِ ، فَانْطَلَقَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَتْهُ بِمَا قَالَ أَبُو السَّنَابِلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ كَذَبَ أَبُو السَّنَابِلِ ...]
وأين النصح هنا قبل الإنكار ؟؟
وفي الصحيح سعيد بن جبير قال : قلت لابن عباس إن نوفا البكالي يزعم أن موسى ليس بموسى بني إسرائيل إنما هو موسى آخر ؟ فقال [ كذب عدو الله ]
وانظروا إلى صنيع الإمام أحمد لما جاءه المروذي بكتاب من الثغر في أمر رجل تكلم بكلام وفيه لما خلق الله الحروف سجدت إلا الألف
قال المروذي : فغضب أبو عبد الله غضبا شديدا حتى قال [ هذا كلام الزنادقة ويله هذا جهمي ]
وتتبع هذا يطول ومريد الحق يكفيه دليل والمتعصب للرجال لا يكفيه ألف دليل .
وقد سئل شيخ الإسلام هذا العصر الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى السؤال الآتي [مجلة الإصلاح/ العدد (241-17) بتاريخ 23/6/1993]: متى حفظكم الله تكون النصيحة سراً ومتى تكون علنـاً؟
فكان جوابه: يعمل الناصح بما هو الأصلح، إذا رأى أنها سراً أنفع نَصَحَ سـراً، إذا رأى أنها في العلن أنفع فعل؛ لكن إذا كان الذنب سـراً لا تكون النصيحة إلا سراً؛ إذا كان يعلم من أخيه ذنبـاً سـراً ينصحه سـراً لا يفضحه، ينصحه بينه وبينه، أما إذا كان الذنب معلنـاً يراه الناس مثلاً في المجلس قام واحد بشرب الخمر ينكر عليه أو قام واحد يدعو إلى شرب الخمر وهو حاضر أو إلى الربا يقول: يا أخي لا يجوز هذا، أما ذنب تعلمه من أخيك تعلم أنَّ أخاك يشرب الخمر أو تعلم أنه يتعاطى الربا تنصحه بينك وبينه سـراً تقول: يا أخي بلغني كذا .. تنصحه، أما إذا فعل المنكر علانية في المجلس وأنت تشاهد المنكر أو شاهده الناس تنكر عليه، إذا سَكتَّ معناه أنك أقرَّيت الباطل، فإذا كُنَّا في مجلس ظهر فيه شرب الخمر تنكره إن استطعت، وكذلك ظهر فيه منكر آخر من الغيبة تقول: يا إخواني ترى ما تجوز الغيبة أو ما أشبهه من المعاصي الظاهرة ، إذا كان عندك علم تنكرها لأنَّ هذا منكر ظاهر لا تسكت عليه من باب إظهار الحق والدعوة إليه .
ولايشترط النصح أيضاً قبل التبديع لمن وقع في بدعة من البدع الواضحة في مخالفة الأدلة كخلق القرآن كما قرر ذلك العلماء الذين يزعم الرجوع إليهم .
قال الإمام الربيع في مجموعه: من هو من أهل السنة ووقع في بدعة واضحة كالقول بخلق القرآن أو القدر أو رأي الخوارج وغيرها فهذا يبدع وعليه عمل السلف. ا. هـ
وقال أيضاً حفظه الله في شرح السنة (1 - 499: هناك أمور واضحة جلية فإذا وقع فيها العبد فهو مبتدع وهناك أمور تخفى .... لكن أن يعطل صفات الله ويقول القرآن مخلوق ويدعوا غير الله ويذبح لغير الله ويمذر لغير الله فهذا هين عليه أننا ما نكفره يعني إذا قلنا مبتدع رحمة به ... ا. هـ
الوجه الرابع : قوله (وعدم تفرقة الصف السلفي بالظنون .. والبحث عن الزلات ) هذا الكلام –على إطلاقه - يشبه كلام المآربي والحلبي - ومع العلم أنه قد طلب منه تبيين مراده فلم يفعل - وهو مخالف لطريقة السلف في الرد على المخالف وان كان سنياً إظهاراً للحق ، وهو مخالف أيضاً لما قرره شيخه أحمد بازمول حيث يقول : فيظن بعض الناس خطأ أو تدليساً ! أن الكلام في الدعاة المتصدرين لدعوة الناس لا يجوز؛ لأنه يدخل في الغيبة، وفي تتبع عورات المسلمين والزلات، وفي الفتنة وفي سوء الظن.
ولا شك أن هذا الظن خطأ لما يلي :
الأول : أن هذا يخالف منهج السلف الصالح؛ فقد كان السلف من أحرص الناس على الرد على كل منحرف ومخالف، وكشف كل زائغ وضال، وفضح كل كذاب لعاب مهما كانت منزلته عند الناس تقرباً إلى الله ... ا.هــ المراد
الوجه الخامس : قوله ( فالقصد من الردود هداية الخلق لا إخراجهم من السنة إلا من نوصح وكابر وعاند فهذا قد أهلك نفسه ) وهذا الكلام فيه ما فيه من البواطيل وتلبيس الحقائق العلمية أكتفي بالإشارة فيه :
فأقول أولاً سبق بيان عدم اشتراط النصح في الرد
ثانياً لا يشترط وجود الكبر والعناد حتى يخرج المرء من السنة لا كما يزعم هذا المخبول الجهول :
فهذا ابن مسعود ري الله عنه ماذا قال له أصحاب الحلق لما أنكر عليهم بدعتهم تلك وشدد عليهم حتى قال فيهم: [ والذي نفسي بيده انكم لعلي ملة هي أهدي من ملة محمد أو مفتتحوا باب ضلالة ] .
ماذا قالوا له؟! قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا الا الخير.
فقال: [ وكم من مريد للخير لن يصيبه ] . أخرجه الدارمي في مسند وقد قواه الألباني في الصحيحة
فتأمل قولهم (ما أردنا الا الخير) مع قوله (وكم من مريد للخير لن يصيبه)
ويقول الإمام البربهاري في شرح السنة : اعلم أن الخروج عن الطريق على وجهين :
أما أحدهما فرجل قد زل عن الطريق [وهو لا يريد إلا الخير] فلا يقتدى بزلله فإنه هالك .
فتأمل قوله ( لا يريد الا الخير) .
و " قال الحافظ ابن حجر في نزهة النظر :" أو فسقِهِ: أي: بالفعل أو القول، مما لم يَبْلُغ الكفر. وبينه وبين الأوَّلِ عموم، وإنما أُفْرِدَ الأوَّلُ لكون القدْحِ به أشدَّ في هذا الفن، وأما الفسق بالمعتقد فسيأتي بيانه.
6- أو وَهْمِهِ: بأن يَرْوِي على سبيل التوهمِ.
7- أو مخالفتِهِ، أي للثقات.
8- أو جهالتِهِ: بأن لا يُعْرَفَ فيه تعديلٌ ولا تَجْرِيحٌ مُعَيَّنٌ.
9- أو بدعتِهِ: وهي اعتقاد ما أُحْدِثَ على خِلاف المعروف عن النبي صلى الله عليه وسلم، لا بمعاندةٍ، بل بنوعِ شُبْهَةٍ"
فاشترط الحافظ في المبتدع بدعة مفسقة ألا يكون ( معانداً ) لأن المعاند للشرع (كافر ) " (4)
والمقصود أن من " وقع في بدعة واضحة كالقول بخلق القرآن أو القدر أو رأي الخوارج وغيرها فهذا يبدع وعليه عمل السلف " كما قال الإمام الربيع
الوجه السادس : قوله (والتأني والصبر على المخالف ) هذه أيضاً من الشعارات الكاذبة التي يرفعها الحزبيون في سبيل الدفاع عن شيوخهم والا فهم في الحقيقة لا يعملون بها فهذا المدعوا على سبيل المثال :
لما أنكرت فتوى شيخه الانتخابية والتي تطاول فيها على الإمام الوادعي هرع هذا المتعصب لنشر الكذب والتحذير مني ولم يتأنى معي (!) ولم يصبر علي (!) ولم يناصحني (!)
وذهب صاحباه السفيه (الماهر) في الكذب و الآخر الذي يظن نفسه (عارفاً) وهو جاهل إلى النخاعة يحذران مني ، فلا أدري هل هم من العلماء الكبار ؟ (!) لأن شيخهم يقول الإجتهاد في المعين للعلماء الكبار (!!) فكيف يجتهدون في التحذير من معين ؟ (!) وأسأل الله أن يعاملكم بعدله يا فجرة .
الوجه السابع : قوله عن الأخ لما سأله ( دع عنك من التنطع .. أسئلتك الفلسفية ... وأسئلتك تنم عن سوء ظن بإخوانك ) فهذا من سوء خلقه وكل هذا لأنه سئل سؤلاً وبأدب ، لكن لما يقوم أهل السنة بتبيين أخطاء المخطئيين والمربوكيين قام أمثال هذا المتعصب وقال أين الخلق ؟ أين الأدب ؟ أين الصبر ؟
أين ترك حظوظ النفس ؟ إلى آخر شعارتهم الكاذبة التي يريدون بها المحاماة عن شيوخهم عافانا الله من جرب التعصب المقيت .
الوجه الثامن : قوله ( إحمل كلام إخوانك على أفضل المحامل ) هذا تقرير للقاعدة الخلبية المآربية –وتأملوا كيف يزعم الرجوع إلى أهل العلم- ثم تراه يقرر مثل هذه التقريرات .
يقول المآربي ( مجمل السني الكلمة التي تحتمل خيراً وشراً تحمل على الخير )
ويقول الحلبي ( مَن كانت أصولُه سُنِّيَّة، وذَكَر كلمةً فيها إجمالٌ أو إبهامٌ؛ يُحسَّن الظَّن به، ويَقضي مُفصَّلُه عَلى مُجمَلُه )
ويقول الخائن المتعصب ( إحمل كلام إخوانك على أفضل المحامل ) { تشابهت قلوبهم } !!
وبالأمس كان هذا المذكور يرد على الحلبيين هذه القواعد لكن في سبيل الانتصار للمشايخ (!) فكل شيء يهون عند هذا الصنف .
وأكتفي بإبطال شبهته بنقل كلام الربيع حيث يقول في : عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَضَى في امْرَأَتَيْنِ من هُذَيْلٍ اقْتَتَلَتَا فَرَمَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى بِحَجَرٍ فَأَصَابَ بَطْنَهَا وَهِيَ حَامِلٌ فَقَتَلَتْ وَلَدَهَا الذي في بَطْنِهَا فَاخْتَصَمُوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فَقَضَى : أَنَّ دِيَةَ ما في بَطْنِهَا غُرَّةٌ عَبْدٌ أو أَمَةٌ
فقال وَلِيُّ الْمَرْأَةِ التي غَرِمَتْ كَيْفَ أَغْرَمُ يا رَسُولَ اللَّهِ من لَا شَرِبَ ولا أَكَلَ ولا نَطَقَ ولا اسْتَهَلَّ فَمِثْلُ ذلك يطل
فقال النبي صلى الله عليه وسلم[ إنما هذا من إِخْوَانِ الْكُهَّانِ ] متفق عليه
قال الإمام الربيع : وصف النبي –صلى الله عليه وسلم- هذا الرجل الذي تكلم بهذا الكلام بأنه من إخوان الكهان، مع حسن حاله وسيرته وصحبته.
فأين حمل المجمل على المفصل؟
وإذن فمقتضى دين الله أن يحكم على الكلام الباطل بأنه باطل، مهما بلغ قائله من الفضل والمكانة، سواء كان الكلام مجملاً أو مفصلاً، وهذا دين الله، وهذا هو المنهج الحق الذي يعارضه دعاة حمل المجمل على المفصل، والمفصل عندهم في الغالب حسب حال المتكلم .
وعَنْ عَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍ أَنَّ رَجُلاً خَطَبَ عِنْدَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشِدَ وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم[ بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ قُلْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ] أخرجه مسلم في صحيحه
قال الإمام الربيع : هذا صحابي جليل رضي الله عنه لم يحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم مجمله على مفصله وإن كان صحابياً لا يريد إلا خيراً .
هذا النص وحده في نظر المؤمنين يدك قواعد أبي الحسن كلها حمل المجمل على المفصل ومنهج الموازنات ونصحح ولا نهدم الأشخاص فهل هناك أشد من قول الرسول صلى الله عليه وسلم بئس خطيب القوم أنت .
الوجه التاسع : وصفه للأسئلة والتي منها هل النصح شرط ؟ ( بأنها فلسفية ) وهذا سوء أدب مع العلماء بل هي مسائل شرعية بحثها العلماء وتكلموا فيها وسبق نشر شيء من كلامهم فيها فوصفها بالفلسفية تنقص لمن تكلم فيها وبحثها –لزاماً- وتأملوا كل هذ التخبطات والجهلات ثم تراه يرفع راية الرجوع إلى العلماء ، وأسأل الله أن يقيني شر { مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً }
وفي الختام أنا أنصح إخواني الذين حاول أن يلبس عليهم هذا الجاهل بتأصيلاته الفاسدة أن يتثبتوا ويتريثوا فأنا والله مشفق عليهم وأحب الخير لهم ومن أراد معرفة الحقيقة فمرحباً به ضيفاً مكرماً عندي حتي أذكر له المزيد من الحقائق التي لا أريد ذكرها الآن وهنا في هذا الرجل وفيمن يؤزه أزاً .
وقديماً قيل [ من ثمارهم تعرفونهم ] فقد أريتكم ثمار القوم فهل عرفتم حقيقتهم ؟! .
_____________
(1) جامع الرسائل لشيخ الإسلام (1-101)
(2) انظر جماعة واحدة لا جماعات للإمام الربيع .
(3) انظر النصر العزيز للإمام الربيع ص22
(4) مستفاد من مقال لأحد الإخوة الفضلاء
تعليق