كشف الأستار
عن مغالطات الريمي في وريقاته المسماة بــ (الاختصار)
عن مغالطات الريمي في وريقاته المسماة بــ (الاختصار)
قال الريمي:
(الاختصار لبيان ما في طريق الحجوري من أضرار)
قلت:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فهذه تعليقات مختصرة على وريقات محمد بن عبدالله الريمي الملقب بالإمام والتي تضمنت قلبًا للحقائق، وتخليطًا في النقل، وكتمًا لبعض الوقائع، وبعدًا عن الإنصاف، وجعل المظلوم ظالمًا، والمُبْغى عليه باغيًا، واعتبار الدافع للتهم موسعًا للفتنة، وغير ذلك مما تضمنته هذه الملزمة مع صغرها، وإعداد صاحبها لها، والتزام عدم الخروج عنها عند قراءتها، والاكتفاء بنصوصها العارية عن الآية والحديث والأثر!!!.
يا ريمي يا داعي الإصلاح!: طريق شيخنا العلامة الناصح الأمين يحيى الحجوري فيه أضرار نعم، لكن أتدري على مَنْ؟!!!
إنه ضرر-وكذا كلُّ سلفي نقي- (على الكافرين والمشركين) و(على الرافضة الحوثيين)، و(على الصوفية المبتدعين)، و(على الثوريين والانتخابيين)، و(على الجمعيين المتميعين)، و(على دعاة التسامح مع اليهود والنصارى والمشركين)، و(على قطاع الطريق عن طلب العلم، واتباع السنة، والسير على منهج السلف الصالحين)، و(على المخترعين للقواعد والأصول المجانبة لنهج السلف الصالح ككتابك: الإبانة)، و(على أهل الخنا والفجور، والمعاصي وطرق الشرور)، و(على طلاب الدنيا وجُبَاتِها، اللاهثين وراءها).
قال الله عز وجل: ﴿وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُون﴾ [الفرقان/20]، فمن كان هذا طريقه فهو نفع لا ضرر، وخير لا شرر، فاعتبروا يا أهل السمع والبصر!!!
وسيكون التعليق على بعض فقراتها في الحاشية، إبقاء للأصل على ما هو عليه، وأسميتها: (كشف الأستار عن مغالطات الريمي في وريقاته المسماة بالاختصار).
قال الريمي:
(الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:
فقد قيض الله في هذا العصر شيخنا المحدث العلامة أبا عبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي –يرحمه الله-، فقام بالدعوة إلى الله، والتعليم على علم وبصيرة)
قلت:
ومما قام به واشتهر عنه: رفع راية الجرح والتعديل، ودعوة الناس للقيام بها، وقد أبان في كثير من كتبه وأشرطته أنه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن به تتميز الدعوة السلفية عن سائر الدعوات البدعية والحزبية، وبه يُعرف المحق من المبطل، والسني من البدعي، قال رحمه الله في الجامع الصحيح (1/148): (باب الجرح والتعديل عند أن أهمله المعاصرون اختلط الحابل بالنابل، والسني بالبدعي، والصادق بالكاذب، وعلماء السوء بالعلماء العاملين؛ فلم يستطع العامة أن يميزوا بين العلماء الصادقين المخلصين الناصحين من غيرهم، فأصبحوا ضحية الاختلاف، ولا سيما مع بروز هذه الجماعات الجاهلة إلى الساحة الإسلامية. وأقبح من هذا علماء السوء الذين يسيرون مع كل ناعق، بل ربما تشبه الشيوعي بالعلماء وقام خطيبًا في المجامع بل وفي المساجد، ولبس على الناس، فإني أنصح إخواني في الله أن يستعينوا بالله في كشف أحوال هؤلاء المارقين، وأولئك المنافقين، وأولئك الجاهلين، في مؤلفات نافعة لزمننا هذا وللأجيال القادمة). اهـ
بل قال-رحمه الله-: (إن غالب كتبي ردود).
قال الريمي:
(فأقبل عليه طلبة العلم من كل حدب وصوب، من الداخل والخارج، بل لم يُرحل إلى عالم في اليمن بعد الإمام عبدالرزاق بن همام الصنعاني –رحمه الله- مثلما رُحل إلى شيخنا الوادعي).
قلت:
ولا يزال ولله الحمد والمنة الرحلة إليه بالأضعاف وهذا من توفيق الله لشيخنا الإمام الوادعي -رحمه الله- في حسن الاختيار كما أقررتم بذلك، وقلت في شرح وصيت -رحمه الله- ما معناه: (إن لم يوصِ الشيخ مقبل بالشيخ يحيى الحجوري، فلن يرى العلماء رجلًا مناسبًا وأهلًا لذلك إلا الشيخ يحيى لما عليه من العلم إلخ).
ولهذا لما رأى المحذرون من دار الحديث بدماج وشيخها الفاضل المبارك الحجوري: عدم مبالاة الناس بتحذيرهم، وأنهم لا يزالوان مقبلين عليها زرافات ووحدانا بما لا نظير له من سابق، لم يسعهم الوادي والسهل فبنوا في قمم الجبال -من فضل الله وكرمه- ثاروا من هنا وهناك، (الوصابي والجابري والعدني والبرعي والريمي وغيرهم) وما أدركوا أو تجاهلوا: أن الحق أقوى من الرجال، وأن الناس سأموا من المغالطات، وتقليب الحقائق ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾ [الأنبياء/18]، وقال سبحانه: ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ﴾ [الرعد/17].
قال الريمي:
(فبقي شيخنا في اليمن مقبلًا على العلم والتعليم والدعوة إلى الله فترة تزيد على ربع قرن من الزمان، إلى أن وافاه الأجل المحتوم؛ فرحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وقد أوصى قبل موته بوصية عظيمة انتشرت في الآفاق، وعلم بها من علم، ومما ذُكر في الوصية، ما لفظه: (وأوصي إخواني في الله أهل السنة بالإقبال على العلم النافع والصدق مع الله والإخلاص، وإذا نزلت بهم نازلة اجتمع لها أولو الحل والعقد: كالشيخ محمد بن عبدالوهاب، والشيخ أبي الحسن المأربي، والشيخ محمد الإمام، والشيخ عبدالعزيز البرعي، والشيخ عبدالله بن عثمان، والشيخ يحيى الحجوري، والشيخ عبدالرحمن العدني، وأنصحهم أن يستشيروا في قضاياهم الشيخ الفاضل الواعظ الحكيم الشيخ محمد الصوملي، فإني كنت أستشيره ويشير علي بالرشد).
قلت:
وفيها أيضًا: (ولا ترضوا بنزوله عن الكرسي فإنه ناصح أمين)، وهذا مثله لا يهمل ولا يغفل عنه، خصوصًا أن القضية واقعة فيما أوصى الإمام الوادعي الشيخ يحيى بالقيام عليه، والعناية به.
قال الريمي:
(وقد انفصل أبو الحسن المأربي عن إخوانه المشايخ بعد موت شيخنا -رحمه الله- بمدة، وحصل ما هو معلوم لديكم).
قلت:
وكان شيخنا يحيى الحجوري-حفظه الله- من أوائل من رد على أبي الحسن، حتى لقي بسبب ذلك من البلاء والمحنة الشيء الكثير –وما هذه الفتنة وفتنة فالح والبكري والوتر إلا سلسلة متتابعة متهافتة-، وأما أنت ومن معك فتأخرتم عن نصرة الحق ولم تطبقوا الوصية من حسم الأمور، والحزم في القضايا، ونصَّبتم أنفسكم محامين عنه وعن أخطائه بكل استماتة، حتى انحرف بسبب مواقفكم المضطربة كثير من طلاب العلم والعامة المحبين للسنة، وذهبت مئات المساجد، وكان من أكثر من أثرت فيهم فتنة أبي الحسن وادي حضرموت، وعانينا وعانى سائر الدعاة وطلاب العلم والمحبون للسنة من تلك المحاماة والتجلد عن الدفاع عنه، والطعن فيمن تكلم فيه، بإنزال البيانات، والأشرطة، والملازم، وعلى وجه الخصوص ملزمة البرعي: (النصيحة والبيان) والتي سَنُذَكِّر البرعي ببعض ما فيها؛ لأنه يزعم أنه لم يتكلم بما تكلم فيها عن هوى.
وقد حدثني الشيخ عبدالله بن عثمان الذماري ببعض مواقفهم في فتنة أبي الحسن وما حصل لهم من ارتباك، سيأتي ذكره -إن شاء الله- بما حاصله هنا، أنهم عجزوا عن إثبات ما يُخرج أبا الحسن من دائرة السنة.
قال الريمي:
(وقد جعل المشايخ المذكورون هذه الوصية نصب أعينهم، فكلما حصلت فتنة بين أهل السنة في اليمن بذلوا جهودهم في حلها).
ومنذ سبع سنين تقريبًا ظهر الخلاف بين الشيخ يحيى الحجوري والشيخ عبدالرحمن العدني)
قلت:
الواقع أن العدني ومن إليه قاموا بقلقلة وفتنة والوا عليها وعادوا من أجلها لفكر يسيرون عليه، فنصحهم شيخنا العلامة يحيى الحجوري فلم ينتصحوا، فطلب منكم نصحه وزجره لا غير كما سيأتي.
قال الريمي:
(فبادر المشايخ وهم: الشيخ محمد بن عبدالوهاب والشيخ البرعي والشيخ الصوملي والشيخ الذماري والشيخ الإمام إلى الإصلاح، فحصل الاجتماع في دار الحديث بدماج -حرسها الله-)
قلت:
في شعبان سنة 1427هـ.
قال الريمي:
(وجمعنا بين الشيخين الحجوري والعدني وسمعنا من الطرفين).
قلت:
هذا يُسلم لكم به لو جئتم من ذات أنفسكم -خصوصًا- وقد كان يبلغكم هذا التسجيل الذي أحدثه العدني، وأن الشيخ يحيى كان يدفع ذلك بالنصح والتلميح وبالأسهل، فلم تجهدوا في السعي بالإصلاح –تطبيقًا لما في الوصية- قبل أن تتفاقم الأمور، فلما رأى الشيخ يحيى تمادي العدني في غيه هو ومن معه، وثورتهم عليه وعلى المركز طلب منكم أن تأتوا فتنصحوه لا غير، فضبط الكلام أمر حسن، والمغالطات مكشوفة مفضوحة.
قال الريمي:
(وكان الصلح على أن الشيخ عبدالرحمن العدني يُوقف التسجيل في الفيوش لأمور رآها المشايخ، وطلبوا من الشيخ يحيى أن يسحب ما أنزله من كلام في الشيخ عبدالرحمن وطعن فيه وتحزيب له).
قلت:
هذه دعوى يردها الواقع، فإن شيخنا يحيى لم يحزب العدني في ذلك الوقت، وإنما حزبه ربما بعد سنة أو نحوها، ولم يُنزل الشيخ يحيى آنذاك على العدني شيئًا منشورًا غير نصح عام ليست فيه تسمية، بعنوان: (النصح الجميل لأصحاب التسجيل)، ثم نصحه بعينه برسالة عنوانها: (الدليل على إنكار التسجيل) فيه مناقشة علمية أولها: من يحيى بن علي الحجوري إلى أخينا المكرم الشيخ الفاضل عبدالرحمن العدني وسائر الإخوة مندوبي التسجيل حفظكم الله … السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد. اهـ المراد.
فهل ما تضمنته الرسالتان يُصَدِّق قولك بأنه قد حزبه من ذلك الوقت أو يكذبك؟! أرجو أن تراجع نفسك في ذلك وتسائلها.
قال الريمي:
(فحصل أن الشيخ عبدالرحمن وقَّف التسجيل).
قلت:
هذا في الظاهر، وإلا ففي الباطن والخفا لا يزال التسجيل مستمرًا، وشراء الأراضي، وقد سئلت أنت وسئل البرعي فنصحتما بعدم الشراء وإنكار هذا الفعل، وهذا مما يدل على استمراره ووجوده.
قال الريمي:
(ولم يحصل من الشيخ يحيى سحب ما أنزله من الكلام عليه).
قلت:
قد تقدم أن الشيخ يحيى لم ينزل في عبدالرحمن العدني المفتون المستأجر شيئًا في ذلك الوقت -لا مسموعًا ولا مقروءًا-، غير ما تكلم به في الدرس قبل اجتماعكم عام 1427هـ بدماج.
قال الريمي:
(كما طلب المشايخ من الشيخ عبدالرحمن أن يعتذر للشيخ يحيى، فلم يحصل الاعتذار في ذلك الوقت).
قلت:
فعلى ما تقدم مَنْ يكون السبب في إشعال الفتنة، ومن الذي لم يتقيد بشروط إطفائها، ومن هو الناقض لما تسمونه صلحًا لو كنتم منصفين.
قال الريمي:
(ثم بعد مدة حصل).
قلت:
في رمضان سنة 1427هـ.
قال الريمي:
(أن خرج الشيخ عبدالرحمن من دار الحديث بدماج، وذهب إلى عدن، فقال الشيخ يحيى: لا يرجع عبدالرحمن إلى دماج، فتواصلنا مع الشيخ يحيى وقلنا له: يكفي كلامكم إلى هنا على الشيخ عبدالرحمن العدني).
قلت:
ومن تمام كلامك: وبلغنا أنكم أخرجتم عفشه إلى الشارع، فبيَّن لك الشيخ يحيى بأنه لم يحصل شيء من ذلك، وأن هذا من المزايدات التي تصلكم للتحريش بيننا.
قال الريمي:
(ولكن الشيخ يحيى استمر يتكلم على الشيخ عبدالرحمن حاكمًا عليه بأنه حزبي).
قلت:
قد تقدم إيضاح هذا وأنها مجرد دعوى عارية عن الدليل، ونزيد هنا: أن الشيخ يحيى تكلم بعد خروج عبدالرحمن العدني في شوال عام 1427هـ وكانت بعنوان: (نصيحة الإخوان لعبدالرحمن)، فراجعها وانظر هل تجد فيها تحزيبًا.
وأنبه على أمر وهو: أن العدني نقض الصلح المزعوم بعدم الاعتذار وهو في دماج، فتكلم الشيخ يحيى؛ لأن العدني لم يعتذر واستمر لاجًّا في الفتنة، ولأن المشايخ لم يحركوا ساكنًا.
ومن هنا تعلم: تفريط المشايخ-هداهم الله- فيما أوصاهم به شيخنا الإمام الوادعي، وبقوا من بعيد إلى بعيد حتى جاء شهر ربيع الثاني عام 1428هـ.
وهنا أمر لا بد أن تحفظه وتضبطه لأنه سيأتي له أمثال وهو: أن العدني هو الباغي، وأن الشيخ يحيى هو المدافع الناصح لهم بلين في أول الأمر حتى تفاقمت الأمور.
وبهذا يتبين لك من الذي وسع دائرة الفتنة وتسبب في تزايدها.
فلا هم الذين حزموا الأمور وقطعوا طرق التوسيع، ولا هم الذين تركوها ليظهر كلٌّ ما عنده.
قال الريمي:
(وصاحب فتنة، إلى آخر ما يذكره في كلامه عليه).
قلت:
وهذا أمر أنت تثبته، وقد قلت لي في ربيع الأول عام 1429هـ: هم الذين بدءوا بالفتنة.
قال الريمي:
(وبعد مدة من متابعة المشايخ لقضية الخلاف المذكور وإصرار الشيخ يحيى على تحزيب الشيخ عبدالرحمن، رأوا أن يستدعوا الشيخ عبدالرحمن العدني للجلوس معه والنظر فيما ينسب إليه من الحزبية).
قلت:
الذي أصر عليه الشيخ يحيى هو: اعتذار عبدالرحمن العدني مما حصل منه من قلقلة في دماج، وهذا سمعناه وهو منشور مشهور-صوتيًّا ومكتوبًا-، وإن زعمت خلاف ذلك فأثبته، وأنى لك.
والصواب: أنهم جلسوا معه للنظر فيما ينسب إليه من القلقلة والفتنة التي كان مؤداها بعدُ إلى تحزيبه.
قال الريمي:
(وكان الاجتماع في دار الحديث بمعبر وبموافقة الشيخ يحيى).
قلت:
في ربيع الثاني عام 1428هـ.
قال الريمي:
(فحصل الاجتماع بالشيخ عبدالرحمن العدني والمناقشة له، وبعد ذلك رأى المشايخ إنزال بيان لإنهاء الخلاف فصاغوا البيان وقرءوه على الشيخ يحيى عبر الهاتف ووافق على إنزال البيان، وبعد أن نزل البيان اتصل الشيخ يحيى وقال: إنه غير موافق على البيان حتى يأتي الشيخ عبدالرحمن العدني ويعتذر عنده في دماج).
قلت:
هذا الطلب من الشيخ يحيى حين كان عبدالرحمن في دماج، أما بعد خروجه فلم يشترط أن يتراجع في دماج وقد ذكرت سابقًا أنه قال له: (لا ترجع).
وأما ما يتعلق بالاتصال حول البيان، فقد قال شيخنا يحيى في شريط (مطالبة عبدالرحمن مرعي بالعذر عما حصل بسببه من التعصب والهجر): (وبما أن تلك الورقة الكلام فيها ما فيه اعتذار فقد اتصلت لهم وأخبرتهم بذلك: أن الكلام الذي ذُكر فيها يحتاج إلى أن يذكر الأخ عبدالرحمن اعتذاراً ينفع الله به عند الذين تعصبوا؛ لأن الأمر حصل فيه تعصب، وهذا ليس بخافٍ، ومن حلول القضايا: العذر لما حصل منه، يحتاج أن يعتذر فيه. فقال الشيخ محمد: نحن الآن انتقلنا إلى قضية عبدالله مرعي. قلنا: هذا أيضًا يحتاج إلى تكميل موضوع، الأخ عبدالرحمن يحتاج إلى أن يكمل، فأنتم قد اجتمعتم جزاكم الله خيرًا للصلح, فكملوا خطوة خطوة، قال: سأتكلم مع المشائخ, ولا دريت بعد العشاء إلا والورقة قد نشرت وبغير اعتذار, فاتصلت بالشيخ الصوملي وكان أيضًا الاتصال عندهم جميعًا, قلنا: في الحقيقة أنا ما كنت موافقاً على نشر تلك الورقة بغير اعتذار، أنا لي أنا وإخواني أكثر من سنة ونحن نناصح لهم وبعضهم قد عمل خلاف الصواب، عمل قلقلة, فالمأمول أن تكملوا هذا الموضوع، قالوا: هذه خطوة أولى، وبعدها خطوات. اهـ
قال الريمي:
(فقال المشايخ: البيان قد نزل، ومجيء الشيخ عبدالرحمن سيكون في المستقبل بإذن الله، فأبى الشيخ يحيى إلا نقض الاتفاق والرد على البيان مما جعل الخلاف يشتد أكثر، فَتَحمَّلَ المشايخ ما حصل من الشيخ يحيى).
قلت:
الذي جعل الشيخ يحيى يرد هذا البيان هو: أن محمد بن عبدالوهاب الوصابي قال له في الهاتف: (أنا والمشايخ ضدك).
ويؤكد هذا: ما قام به قبل بيان معبر وبعده هنا وهناك، من الإشادة برد سعد النزيلي (الحسني المنهج) على كتاب الصبح الشارق، وهذا كان في عام 1427هـ في رمضان بعد اجتماع دماج الأول.
وقال في جلسة خاصة جدًّا بوادي حضرموت وفي تريم على وجه الخصوص عام 1428هـ بعد بيان معبر: الشيخ الحجوري ما سينفعكم، اليوم في دماج وغدًا في حجور!!! إلى غير ذلك من الكلمات التي كان يبثها للتنفير من الشيخ يحيى، ثم بعدها جاء دماج وفعل فعلته المعروفة في التهجم على الشيخ يحيى بين طلابه وعلى كرسيه الموصى له به، ولم تقدموا ولم تؤخروا في الظاهر.
وحرَّض أهل البلاد على الثورة والانقلاب على الشيخ يحيى في تلك الزيارة كما بينه في بعض أشرطته الأخيرة.
وهكذا تقاربه مع صالح البكري حتى حاضر عنده على أنه قد تراجع، ولم نسمع نكيرًا ولا تحذيرًا.
وجاءت هذه الملزمة ونحوها مما تؤكد صدق مقالته من ذلك الوقت: أنا والمشايخ ضدك، فتأمل –ألهمني الله وإياك السداد والرشاد-.
قال الريمي:
(وبعد مدة ذهبنا للحج).
قلت:
في نفس العام 1428هـ.
قال الريمي:
(الشيخ يحيى، والشيخ محمد بن عبدالوهاب، والشيخ الذماري، والبرعي والإمام، ولم يحج الشيخ عبدالرحمن العدني ذلك العام).
قلت:
أما ذكر محمد بن عبدالوهاب بالحضور فوهم يدل على سوء الحفظ والضبط، فإنه لم يحضر كما هو واضح في بيانهم الذي سيشير إليه، وأيضًا رده الذي أخرجه في أول ربيع أول عام 1429هـ؛ لأن الأمور لم تكن صافية بينه وبين الشيخ ربيع بسبب رميه له بالجوسسة!!!.
قال الريمي:
(فتواعدنا على أن نلتقي جميعًا عند والدنا الشيخ ربيع –حفظه الله- فالتقينا عنده، فقال الشيخ ربيع للشيخ يحيى: يا شيخ يحيى الشيخ عبدالرحمن ما عنده حزبية، نحن نعرف الرجل، وقد زكَّاه شيخه الوادعي واختاره أن يكون من المشايخ الذين يُرجع إليهم عند الفتن، ثم وجَّهَ الشيخ ربيع كلامًا إلى المشايخ الحاضرين، وقال: هل ترون أن عبدالرحمن حزبي؟ فالمشايخ قالوا: ما نرى عنده حزبية، فقام الشيخ ربيع مع موافقة المشايخ له، وطلب من الشيخ يحيى أن يتراجع عن كلامه في الحكم عليه بالحزبية، وطلب منا أننا إذا رجعنا إلى اليمن نستدعي عبدالرحمن ونطلب منه أن يُنْزل بيانًا على أنه يبرأ إلى الله ممن يطعن في دماج، وأنه لا يرضى بالطعن في الشيخ يحيى، وبهذا ينتهي الخلاف، وتسير الدعوة على ما ينبغي أن تسير عليه من الهدوء والتعاون، وسد أبواب الفتن، فقبل الشيخ يحيى هذا الكلام في ذلك الوقت).
قلت:
قال الشيخ يحيى: أنا لم أوافق وإنما سكتُّ، ولا يعني السكوتُ موافقةً.
قال الريمي:
(فرجع المشايخ إلى اليمن، وهم حريصون على تحقيق ما تم الاتفاق عليه عند الشيخ ربيع، فاستدعوا الشيخ عبدالرحمن العدني وكان الاجتماع به في الحديدة، عند الوالد الشيخ محمد بن عبدالوهاب، فاجتمعنا به، وذكرنا له ما جرى عند الشيخ ربيع وما قاله الشيخ ربيع وارتضينا به).
قلت:
وكان في شهر محرم عام 1429هـ.
قال الريمي:
(فوافق الشيخ عبدالرحمن على إنزال البيان حسب ما طلب منه الشيخ ربيع والمشايخ، وأنزل البيان، فما كان من الشيخ يحيى إلا نقضه بشريطين تكلم فيهما على المشايخ الذين نفذوا ما طلبه الشيخ ربيع، وذكرهم بما ذكرهم به من الطعن).
قلت:
المعروف أن الشيخ أخرج مذكرة بعنوان: (التنبيهات المفيدة على بيان المشايخ -حفظهم الله- الصادر من الحديدة)، أما أنه أخرج شريطين في ذلك الحين فلا، وإن كان كذلك فما اسم الشريطين؟.
ولعله التبس عليه بالشريطين الذين أخرجهما في ربيع الأول من نفس السنة ردًّا على شريط محمد بن عبدالوهاب الوصابي (1 ، 2) والذي كان فيه: (خذوا بيد ابنكم يحيى).
فنقول للريمي: ثبت عرشك ثم انقش.
قال الريمي:
(فصبر المشايخ ولم يردوا على الشيخ يحيى، وفي هذا الوقت كان الخلاف قد وقع بين الشيخ محمد بن عبدالوهاب والشيخ يحيى).
قلت:
بسبب ما قام به محمد بن عبدالوهاب الوصابي من التحريش وإيغار الصدور في كثير من محافظات اليمن على الشيخ يحيى، وقوله: أنا والمشايخ ضدك.
وأيضًا بسبب شريطه الذي أخرجه في ربيع الأول عام 1429هـ والذي فيه أن الحجوري كذب ثلاث كذبات بلغت الآفاق، وفيه تحريش أهل دماج على الشيخ يحيى، وأنهم يأخذون بيد ولدهم يحيى.
ولما خرج شريط الوصابي تحرك المشايخ إلى الوصابي وتهدئته، ثم توجهوا إلى دماج فبلغهم رد الشيخ يحيى، قال لي الشيخ الصوملي: (فلما سمعناه ونحن في الطريق قلنا: وُفِّقَ الشيخ يحيى في الرد).
ونزل إلى دماج البرعي والذماري والصوملي، ورجعوا على أنهم لا يلزمون الشيخ يحيى برأيهم، ولا يلزمهم برأيه في العدني، وأنه لا داعي أن نختلف من أجله، وأن الوصابي يكف عن هذه الأفعال.
ومن هنا تعلم أن محمد بن عبدالوهاب الوصابي هو الباغي، والشيخ يحيى إنما هو مدافع عن الحق الذي أوضحه وبينه.
وهذا أضفه إلى ما تقدم وهو: أن عبدالرحمن العدني هو الباغي، وأن الشيخ يحيى دفع بغيه.
وهذا يُظهر لك أن شيخنا يحيى واقف موقف الدفاع لا يبغي على أحد، ولا يعتدي على أحد.
قال الريمي:
(وبين الشيخ عبيد الجابري والشيخ يحيى).
قلت:
وهذا بسبب تعدِّي عبيد الجابري على الشيخ يحيى ورميه له (بالتلبيس) و(التدليس) و(التعمية)، و(الشدة في المسائل الاجتهادية)، و(التعامل بلا حلم)، فرد عليه شيخنا يحيى بأدب وهدوء وترفق، فلما لم يستطع عبيد أن يُصدر جوابًا علميًّا على ما قرره شيخنا يحيى، استخدم أسلوب الطعن والتشويه ووقاحة المنطق في شريط آخر: بأن الشيخ يحيى (سليط اللسان)، (فاحش القول)، (لا يعرف حرمة لأحد)، (عنده إفراط في الجرح) ...إلخ، فكان هو الباغي، وشيخنا يحيى هو المدافع، وهذا أضفه إلى ما تقدم، من أن الشيخ يحيى في مقام الدفع، بعد اعتداء العدني، ثم الوصابي، ثم الجابري.
وفي هذا الوقت أنزل عبدالرحمن العدني ردَّين لما ذكره الشيخ يحيى ضمن من يطعن في الجامعة الإسلامية، وأتى عبدالرحمن العدني بذلك اليمين المغلظ وهو قوله: (فإني أسجل شهادة تديُّنًا!! أعلم أن الله سبحانه سيسألني عنها يوم القيامة ﴿سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُون﴾ فأقول فيها: أقسم بالله العظيم أنني لا أعرف منذ طلبت العلم إلى الآن أحدًا ممن يُنسب إلى العلم والصلاح أشدّ فجورًا في الخصومة وحقدًا، وأعظم كذبًا ومراوغة ومكرًا من يحيى بن علي الحجوري!!!). اهـ.
قال الريمي:
(وبقية المشايخ في اليمن سعوا في الصلح بين الشيخ يحيى وبين هؤلاء أيضًا، ولم يصلوا إلى حل الخلاف؛ لأن أصله كلام الشيخ يحيى في الشيخ عبدالرحمن العدني).
قلت:
ومن هنا يظهر لك جليًّا أنهم هم الذين وسعوا دائرة الخلاف، كل هذا الوصابي ثم الجابري ثم ... من أجل عبدالرحمن العدني، فهم الذين غلوا في القضية وتعاملوا معها تعامل تضخيم لها، فوق حجمها.
قال لي الشيخ محمد الصوملي وأنا في بيته عام 1430هـ: (قلت للمشايخ: يا مشايخ اعقلوا، الشيخ يحيى يرى أن عبدالرحمن حزبي، ونحن ما تبين لنا أنه حزبي، لا داعي أن تدافعوا عنه، إن كان عبدالرحمن يتكتم على شيء فبدفاعكم عنه سيتكتم أكثر، وإذا تكتم طالت الفتنة أكثر). اهـ
وقال لي أيضًا: (الفتنة أخذت أكبر من حجمها). اهـ
وقال لي: (مَنْ هو عبدالرحمن؟ كثير من طلبة العلم ما يعرفونه). اهـ
قال الريمي:
(ثم حصل أن الشيخ عبيد (هكذا!) الجابري أنزل فتوى أنه لا يطلب العلم بدماج عند الشيخ يحيى الحجوري).
قلت:
وكان معها تحريش شديد، وتحريض لولي الأمر، والحراس، وأهل البلاد على إخراج الشيخ يحيى، إلى آخر تلك المساعي الحاقدة -التي لا يقرها شرع ولا عرف-، وفي المقابل يُجوِّز الدراسة في الأزهر!!!
أنسيت يا شيخ محمد الريمي لما كنت تثني على عايض مسمار فلما حرش عليك، وأراد الانقلاب على مركزك نكلت به، وحذرت منه، وطردته، مع كبر سنه، وصحبته للإمام الوادعي -رحمه الله-؟!!.
قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المائدة/8]، وقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ [الصف/2- 3].
قال الريمي:
(فرأى المشايخ وهم: الصوملي والذماري والبرعي والإمام، أن ينزلوا بيانًا في حقيقة هذا الخلاف الذي أصرَّ فيه الشيخ يحيى على الاستمرار على ما هو عليه).
قلت:
سبحان الله هم البغاة، والشيخ يحيى هو السبب! هم المحرشون، والشيخ يحيى هو المصر! نعوذ بالله من تقليب الحقائق.
قال الريمي:
(فأنزلوا بيانًا ينص على أن هذا الخلاف (لم تنصر به سنة، ولم تقمع به بدعة، وإنما هو للمغالبة).
قلت:
العجيب أن البيان كان سبب خروجه هو التحذير من فتوى عبيد في التحذير من طلب العلم في دماج بذلك الأسلوب الذي يثير الفتن، ومع هذا تجد أن الريمي أهمله وأغفله وكأنه لا ذكر له فيه، فانظر إلى نص كلامهم وتأمله، جاء في البيان المشار إليه أعلاه: (ومن ذلك: ما نشر عبر الانترنت عن الشيخ عبيد بن عبدالله الجابري -حفظه الله ووفقنا الله وإياه لما يحب ويرضى- من ندائه إلى ترك طلب العلم في دار الحديث بدماج على يد الشيخ ييى بن علي الحجوري -حفظه الله- خليفة الشيخ مقبل -رحمه الله-، (وهذا النداء مما يفرح أعداء السنة) (ويشمت بهم خصومهم)، (ويلحق الضرر بالأبرياء من طلبة العلم وغيرهم)، (ويغرر بمن لا يدرك أبعاد الفتن). (وهذا النداء يخرج القضية من الخلاف القولي إلى الصراع الفعلي). اهـ
لماذا يا شيخ محمد أغفلت هذه العبارات؟ ثم هل كفَّ عبيد الجابري بعد بيانكم هذا أم استمر وأصر؟! الجواب: بل استمر وطعن فيكم بأنكم لا بأس بكم، إلا أنه عندكم بعض الشيء.
قال الريمي:
(كما نص البيان على أن الخلاف الحاصل لا يصل إلى التحذير من طلب العلم في دماج.
وبعد نزول هذا البيان دعا الشيخ يحيى ومن معه إلى المفاصلة).
قلت:
الواقع أن الشيخ يحيى لما خرج هذا البيان شكركم على توجيهكم النصح لعبيد الجابري بأن كلامه وتحريشه وتحذيره من دماج ينقل الخلاف من الصراع القولي إلى الصراع الفعلي، وإنما كانت المفاصلة للوصابي والجابري بسبب كلامهم الذي تجنوا به على مركز أبيكم وشيخكم، وعلى آلاف الطلاب من الرجال والنساء في اليمن وخارج اليمن، لا بسبب بيانكم كما يفهم من سياق كلامك -وفقك الله-.
قال الريمي:
(فبدأت المفاصلة واشتدت في المحافظات الجنوبية، والمشايخ يوصون بالصبر وبالمحافظة على الدعوة والأخوة، ولا يرون المفاصلة أبدًا، وصاحَبَ هذه المفاصلة: تحذير الشيخ يحيى من حضور محاضرات المشايخ المذكورين آنفًا والتحذير من استدعائهم، وكانت هذه المفاصلة في عام 1429هـ).
قلت:
إن كنت تقصد بالمذكورين: (العدني والوصابي والجابري) فنعم، وإن قصدت: (نفسك وبقية المشايخ مع أولئك) فليس بصحيح، وذلك أن البرعي والذماري نزلوا إلينا في وادي حضرموت في منتصف عام 1430هـ، وحصلت آنذاك زيارات منا إليك، وإلى الصوملي، وإلى الذماري، وبعدها جاء الشيخ سليم الهلالي ونزل إلى معبر وذمار وإب بعد نزوله إلى دماج، وكان برفقته إلى دماج الصوملي، وهكذا نزل الذماري إلى دماج وحاضر هناك في أول صفر عام 1432هـ.
وفي رجب عام 1431هـ قصدنا الزيارة إلى دماج ومررنا بمسجد الخير، وطلب مني الشيخ الصوملي محاضرة فحاضرت عنده. فكلامك فيه لبس يحتاج إلى إفصاح.
أما ترك محاضراتكم وعزوف الناس عنها فمن أنفسهم لا غير، نفروا عنكم بسبب مواقفكم الهزيلة، خصوصًا بعد حصار دماج وجبهة كتاف.
وأذكر قصة وهي: لما نزل الذماري في صفر عام 1432هـ عند المتعصبين، سمع بعض العامة ممن لا أعرفه أنه سيحاضر في تريم، فاتصلوا عليَّ وقالوا: سمعنا أن الشيخ الذماري سيحاضر في تريم؟ فقلت لهم: نعم، فقالوا: عند مَنْ؟ فقلت: عند القوم، فقالوا: ما لنا علاقة إذًا!!!.
هذا لتعرفوا أن الناس نفروا عنهم بسبب نفورهم عن مركز أبيهم، ومعقل السلفية في اليمن، وتخاذلهم عن نصرته عند الفتن المحدقة بها.
والذي دعا للمفاصلة إنما هو: الوصابي الذي جعل يطوف البلاد هنا وهناك في الأشهر الماضية، تارة يفسق، تارة يضلل، تارة يبدع، تارة يلمح بكفرنا.
الذي يدعو للمفاصلة هو: كتابك (الإبانة) وما فيه من أصول وقواعد محدثة.
الذي يدعو للمفاصلة هو: عبيد الجابري، وأضرابه، لا داعي للمغالطة، والضحك على الدقون!
وهذا البرعي في مقال له بعنوان: «كلمة في الذب عن علماء السنة» يقول: (من أحب أن نسير في الدعوة إلى الله عز وجل على ما كنا عليه فحيا هلا، ومن أبى وأبى إلا الافتراق الله يفتح عليه).
هو هذا (على ما كنا عليه) من غير أصول وقواعد محدثة داعية إلى مجانبة ما كنا عليه في زمن شيخنا الإمام الوادعي -رحمه الله-، ومجانبة لما عليه السلف الصالح.
وبالمناسبة في دعواه بتحريض شيخنا يحيى على المفاصلة لما نزل البرعي والذماري عندنا إلى وادي حضرموت عام 1430هـ كان من كلام الذماري لنا: (نحن تواصلنا مع الشيخ يحيى من أجل أن نخرج للدعوة سويًّا، فوعدنا بعد الحج، لكن بسبب الرافضة ومكرهم اعتذر).
فهذا يدل على أن الشيخ يحيى لم يدعُ لمفاصلتهم، وإنما أفعالهم ومواقفهم صرفت الناس عنهم من تلقاء أنفسهم.
قال الريمي:
(وفي عام 1430هـ حجَّ الشيخ البرعي والذماري والإمام وجلسوا مع الشيخ ربيع وطلبوا منه أن يطالب أصحاب (شبكة الوحيين) بسحب الكلام الذي على الشيخ يحيى والكف عن ذلك، فكلمهم، فأغلقوها مدة على مضض؛ لأنهم قالوا: أنتم تأمرون طرفًا بالإغلاق، ولا تأمروا الطرف الآخر، ومراد المشايخ بذلك تخفيف الخلاف، ولكن دون جدوى، ثم أعادوها بعد بضعة أشهر، بحجة أن الطرف الآخر -يحيى ومن معه- لم يتوقفوا).
قلت:
وحقَّ لهم ذلك؛ لأنهم مُبْغى عليهم.
وانظر كيف يعتذر لهم، ويبرر مواقفهم وهو لا يعرفهم! مع أنهم هم البغاة، هم المحرشون، هم الوشاة، هم السعاة بين أهل العلم بالفتنة، بطرق أهل التحزب تحت الأسماء المستعارة، اللهم رحماك.
قال الريمي:
(وبعد هذا حصل الكلام من الشيخ ربيع على الحجوري، وقال فيه وفي المتعصبة معه: (يسيرون على طريقة الحدادية) وقال مرة أخرى: (هم حداديون)؛ فرد عليه الشيخ يحيى بردود تزيد في الفتنة، لما فيها من التجاوزات).
قلت:
هذه دعوى، والله عز وجل يقول: ﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين﴾ [البقرة/111].
والدعاوى ما لم يقيموا عليها بينات أصحابها أدعياء.
ثم هم قد اتُهموا بمنهج الحدادية، فإما أن يكونوا في نظركم كذلك فماذا تنتظرون منهم وهم مبتدعة؟!! وإما أنهم ليسوا كذلك فممن إذًا حصل التجاوز؟!.
وهذا يضاف إلى أن الشيخ يحيى في مقام الدفاع لا غير لم يبدأ أحدًا.
قال الريمي:
(والمشايخ في اليمن يأملون أن الشيخ يحيى يصحح سيره).
قلت:
نريد أن نعرف متى كان تغير سير الشيخ يحيى؟ وبأي شيء تغير سيره؟ وبسير من يسير؟ ولعلكم تختصرون الطريق بأن المطلوب أن يصحح سيره، ويسير على ما يسير عليه المشايخ في اليمن كما هو مقرر في كتاب (الإبانة).
لا يصلح الإجمال، عليكم بالتفصيل والإيضاح، وإبراز الحجج، حتى يمضي طلاب العلم والدعاة على بصيرة كما تربينا عليه، قال الله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِين﴾ [الأنعام/55]، وقال تعالى: ﴿لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَة﴾ [الأنفال/42].
قال الإمام ابن القيم في نونيته:
فعليك بالتفصيل والتمييز فالـ ..... إطلاق والإجمال دون بيان
قد أفسدا هذا الوجود وخبطا الـ ..... ـأذهان والآراء كل زمان
قال الريمي:قد أفسدا هذا الوجود وخبطا الـ ..... ـأذهان والآراء كل زمان
(ثم أنزل المشايخ بيانًا فيه مطالبة شبكة الوحيين، التي ترد على الشيخ يحيى بالكف عن الدفاع عنهم، حينما يتكلم عليهم الشيخ يحيى، حتى لا يكون الدفاع عنهم ذريعة إلى التوسع في التكلم في دماج).
قلت:
البيان خرج باسم الشبكات عمومًا، ثم من العجيب أن من الموقعين الوصابي، وهو القائل: مزيدًا مزيدًا يا شيخ عبيد!!.
وهكذا يسمون ما في شبكة الوحيين دفاعًا، وهم بغاة أعني: هذه الشبكة، ووالله إنهم ليسوا حولكم ولا غير ذلك، إنما يسعون إلى تشويه الشيخ يحيى ومعقل السلفية باليمن، والوشاية إلى أهل العلم به لا غير، ويختلقون بدعًا ومحدثات؛ لإسقاط دار الحديث بدماج بأي وسيلة، ويسكتون عن أخطاء من هو معهم وعلى شاكلتهم ولو كانت كبيرة وخطيرة!!!.
قال الريمي:
(وتكلم الشيخ محمد بن هادي المدخلي على الشيخ يحيى بسبب تكلمه في الشيخ ربيع وغيره، فتكلم عليه الشيخ يحيى بما يزيد في الفتنة).
قلت:
وهذا مثال من جملة الأمثلة المتقدمة التي تدل على أن الشيخ يحيى في مقام الدفاع لا غير، وأن الكلام فيه يتتابع كله من أجل عبدالرحمن العدني، فكبروا القضية ووسعوها، وأعطوها فوق حجمها، حتى آلت إلى ما آلت إليه.
ومن العجيب: أنه أغفل قضية عبدالله بن عبدالرحيم البخاري الذي رمى شيخنا الإمام الوادعي بفكر الخوارج، والذي تكلم في شيخنا الناصح الأمين يحيى الحجوري وفي طلابهما، ثم رد عليه شيخنا يحيى بما ألجمه وأخرسه، فلا تسمع له صوتًا ولا حسًّا، وتبخر وانتهى.
قال الريمي:
(والمشايخ استمروا على ما يرون من الصبر والمحافظة على الدعوة والأخوة).
قلت:
لماذا يا شيخ محمد أغفلت موضوع كتابك (الإبانة) فإنه من أكبر الأسباب في الكلام فيك وتوسيع دائرة الفتنة، خصوصًا وأنك لم تستجب للشيخ ربيع في نصحه لك على ما هو معلوم، وإنما جعلت تقول: (الشيخ ربيع نسي، ثم ذكر، ثم فعل ...) لا داعي لهذا -وفقك الله-، الكتاب صار خدمة لأهل البدع، يحامي عنهم، أما أهل السنة فانظر هل طبقت أصوله وقواعده عليهم؟!
ونحن في غنى عنها ولنا في الكتاب والسنة ونهج السلف الصالح غنية وكفاية والحمد لله.
قال الريمي:
(وسعى المتعصبون للشيخ يحيى بالتشويه والطعن في المشايخ المذكورين عند مشايخ السنة بأرض الحرمين وغيرهم).
قلت:
إن عنيت في موضوع كتابك (الإبانة)، أو موضوع موقفك من الرافضة الحوثيين، فلِمَ تسميه وشاية، وسدلت على أفعال عبدالرحمن العدني وأخيه ومن إليهما وذهابهم إلى الشيخ ربيع، إلى الشيخ محمد بن هادي، إلى عبيد الجابري، إلى العلامة الفوزان، إلى فلان وفلان.
ثم عرضهم هذا الكلام على المشايخ؛ لأنك أعرضت عن قبول النصح المبذول لك سرًّا، ثم علنًا، فحرصوا على إيقافك على خطئك، وإجبارك على تغيير موقفك، إذا كان الإجبار مقبولًا عندكم –كما ذكرت أعلاه- ممن قد علمتم أنهم وأنهم في العلم والمعرفة والبصيرة، فلا داعي –وفقك الله- للمغالطة.
عجبًا يا شيخ محمد! تتألم من هذا وإخوانكم في دماج رُموا بالغلو، والحدادية، والبدعة، والتلويح بكفرهم، وأنتم لا تحركون ساكنًا، ولا تنكرون باطلًا، وإلى الله المشتكى.
قال الريمي:
(وكان المشايخ يأملون أنه سيحصل من الشيخ يحيى والمتعصبين له الحرص على إنهاء الخلاف، والتواصل مع المشايخ، ولكن لم يحصل من ذلك شيء بل حصل ما سبق ذكره).
قلت:
أما التواصل معكم فقد حصل بكل الصور حتى تعبنا، سواء بالمواجهة، أو الاتصال، أو المراسلة، ولكن بلا جدوى، فلا داعي لهذا التباكي -حفظكم الله-.
قال الريمي:
(أضف إلى ذلك: أن الشيخ ربيع (هكذا) كان في جلسة ليلة الأربعاء 1 جمادى الأولى 1434هـ؛ فتكلم على الشيخ يحيى الحجوري بكلام انتشر، وعرفه القاصي والداني).
قلت:
انظر كيف يذكر هذا، ولا يذكر ما حصل من ألفة بين الشيخين من قبل، وهذا من إخفاء الحقائق، تذكر ما لكم ولا تذكر ما هو عليكم، وهذا من شأن أهل البدع كما لا يخفاكم.
لماذا لا تذكر قول الشيخ ربيع في نصيحته التي كانت أول الفتنة في ربيع الثاني عام 1429هـ: (الشيخ يحيى من أفاضل الناس وعلى ثغر عظيم).
وقوله فيها أيضًا: (إخوانكم الشيخ يحيى من أفاضل العلماء، ولهم ميزات والله لا توجد الآن في الدنيا، يدرسون لا للشهادات، ويدرسون لا لأجل الأموال، يعني الآن في الإمارات في المملكة الأستاذ يمكن تعبان يتقاضى عشرين ألف، ودولا لا يتقاضون أي شيء).
وقوله قبل سنة تقريبًا: (انتهت المشاكل بيني وبين الشيخ يحيى إلى الأبد).
وقوله قبل بضعة أشهر: (الشيخ يحيى من أقوياء السلفيين في العالم).
لماذا لا تذكر هذا ولو بالإشارة لا غير، تريدون تصورون للناس أن الحجوري كذا وأنه كذا، نسأل الله السلامة والعافية.
قال الريمي:
(وكان مما قال في الشيخ الحجوري: (يجب إجباره على تغيير أسلوبه، إذا استمر على أسلوبه هذا؛ فسوف يسبب فتنة لا نظير لها). وقال: (ناصحته عدة مرات، أحيانًا أنصحه لساعتين ونصف، وهو لا يسمع، يعد ولا يفي بوعوده). وقال: (جلسنا معه، كلمناه، لكنه لم يسمع). وقال: (وطلبته غلاة علو لا نظير له). اهـ المراد من كلام الشيخ ربيع).
قلت:
بقيت كلمات أخرى أيضًا لا أدري لماذا أغفلتها وهي قوله -حفظه الله-: (إنه أضر النّاس بالدعوة السلفيّة، لا أحد أضر من يحيى!). وقوله: (والله لم نرَ هذا النوع من الغلو في أهل البِدع مثلمـا رأينـا عند طلبته). وقوله: (رأيتم غلو طلبته هناك، لا يوجد عندهم أدب على الإطلاق).
لعلك أغفلتها وتركتها لما فيها من العدل والإنصاف، وعدم التجاوز؟! نرجو الإيضاح أكثر.
قال الريمي:
(فبدلًا من أن يقوم الشيخ يحيى الحجوري بقبول تغيير أسلوبه هذا الذي يسير عليه، إذ به يقوم بإنزال شريط بعنوان: (النصح الرفيع للشيخ ربيع).
قلت:
نعم يجب عليه أن يغير أسلوبه وسيره إذا كان مخالفًا للكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة، وذلك بإبراز الحجج والبراهين عليه، أما بمجرد الادعاءات، ورمي الكلمات على عواهنها فلا، ونحن وأنتم تربينا على تعظيم الكتاب والسنة، وعلى وزن الناس بالكتاب والسنة، وعلى تحكيم الكتاب والسنة، وعلى تعظيم منهج السلف، وتعظيم الحق، والله عز وجل يقول: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء/59]، ويقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيم﴾ [الحجرات/1].
قال الإمام ابن القيم -رحمه الله- في نونيته:
من قال قولًا غيره قمنا على .... أقواله بالسبر والميزان
إن وافقت قول الرسول وحكمه .... فعلى الرؤوس تُشال كالتيجان
أو خالفت هذا رددناها على .... من قالها من كان من إنسان
أو أشكلت عنا توقفنا ولم .... نجزم بلا علم ولا برهان
هذا الذي أدى إليه علمنا .... وبه ندين الله كل أوان
فهو المطاع وأمره العالي على .... أمر الورى وأوامر السلطان
إن وافقت قول الرسول وحكمه .... فعلى الرؤوس تُشال كالتيجان
أو خالفت هذا رددناها على .... من قالها من كان من إنسان
أو أشكلت عنا توقفنا ولم .... نجزم بلا علم ولا برهان
هذا الذي أدى إليه علمنا .... وبه ندين الله كل أوان
فهو المطاع وأمره العالي على .... أمر الورى وأوامر السلطان
قال الريمي:
(ويرد على كلام الشيخ ربيع فقرة فقرة، وكان مما قال في أثناء رده على قول الشيخ ربيع: (يجب إجباره على تغيير أسلوبه) قال الشيخ الحجوري: (... أنا صاحب دعوة ... كيف تجبرني وبعدي ألوف الرجال!! -ولله الحمد- كلهم على سنة، إذا قلت كلمة، سيقولون أكثر منها -والله- أنا جاثم على صدورهم -الآن- عن الردود، كيف تجبرني؟!).
قلت:
قال الله تعالى: ﴿لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا﴾ [النساء/148]، وقال سبحانه: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِين﴾ [النحل/126]، وقال تعالى: ﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِين﴾ [الشورى/40].
قال العلامة السعدي -رحمه الله- في تفسير هذه الآية: (ذكر الله في هذه الآية، مراتب العقوبات، وأنها على ثلاث مراتب: عدل وفضل وظلم.
فمرتبة العدل: جزاء السيئة بسيئة مثلها، لا زيادة ولا نقص، فالنفس بالنفس، وكل جارحة بالجارحة المماثلة لها، والمال يضمن بمثله.
ومرتبة الفضل: العفو والإصلاح عن المسيء، ولهذا قال: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ يجزيه أجرًا عظيمًا، وثوابًا كثيرًا، وشرط الله في العفو: الإصلاح فيه، ليدل ذلك على أنه إذا كان الجاني لا يليق العفو عنه، وكانت المصلحة الشرعية تقتضي عقوبته، فإنه في هذه الحال لا يكون مأمورًا به). اهـ المراد
وقال النبي ﷺ: «دعوه؛ فإن لصاحب الحق مقالًا»، متفق عليه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.
أنت يا شيخ محمد تشتكي من لا شيء يُذكر، وإخوانك (حدادية) و(غلاة) وكأنه لا شيء، بأي ميزان تزن؟ وبأي شرع تحكم؟.
ومع هذا كله والشيخ يحيى جاثم على صدور طلابه من الردود، فصارت منقبة لا مذمة عند المتأمل المنصف.
قال الريمي:
(وكان مما قال الشيخ الحجوري في رده كلام الشيخ ربيع: (كلام خرج مخرج غضب وانفعال، حتى أنه أخبرني بعض الحاضرين أنه كان [أي: الشيخ ربيع] يتكلم وهو يرتعش!!).
قلت:
ظاهر الكلام وسياقه وسباقه يدل على أن الشيخ يحيى يبرر للشيخ ربيع ويعتذر له، لا يطعن فيه.
قال الريمي:
(فتأمل -أيها المنصف- سير الشيخ الحجوري هذا مع العلماء الناصحين له، الحريصين عليه).
قلت:
تأملنا في سير الشيخ الحجوري فرأينا أنه هو وطلابه، قد ظُلموا وبغي عليهم كما هو ظاهر في هذه الوريقات، فإن عبدالرحمن العدني أحدث قلقلة وفتنة في دار الحديث بدماج تعصب لها من تعصب، فنصحه الشيخ يحيى فلم ينتصح، ووجهه إلى طريق الصواب فلم يتجه، فجمع بين فتنة التسجيل والطعن والتشويه من الشيخ يحيى، والتنفير من دار الحديث بدماج بأساليب ملتوية، مما يدلك على أنه فكر مدعوم من أيدي خفية، قام عليه الولاء والبراء، وليست بزلة أو فلتة، فنجم من وراء ذلك فرقة ونزاع في أطراف اليمن، بل وخارجه، مما اضطر الشيخ يحيى وسائر مشايخ السنة إلى التحذير من فتنته.
فما ندري إلا وانبرى محمد بن عبدالوهاب الوصابي بالدفاع والحماية عنه، والسعي بجلد لإيغار صدور الطلاب، في دماج وخارج دماج، وتحريش أهل البلاد عليه، من عام 1428هـ مما دعا الشيخ يحيى إلى أن يدفع تحريشه بالحجج والبراهين، مع شيء من التخشين؛ لأنه قد وُعظ فأعرض، ونُصح فأصر.
وصاحب البلية عبدالرحمن ساكت في الظاهر، لا ردود ولا دفاع؛ لأنه إن نطق نطق هُجرًا كما في ورقته المتضمنة ليمينه الفاجرة.
ثم نفاجأ بولوج عبيد الجابري من بوابة الجامعة الإسلامية حتى وصل إلى أن تضرب عنق الشيخ يحيى –حفظه الله-، فدفع الشيح يحيى برفق ولين، واحترام وتوقير، فلما لم يعجبه الأخذ والرد للوصول إلى الحق، قام بالطعن والتشويه والتحقير، وإلصاق التهم و ... و ... إلخ، فما كان من شيخنا الناصح الأمين -وفقه الله- إلا أن فنَّد شبهه، ودحر باطله، بدلائل ساطعة، -لشُبَهِ الجابري- قاطعة.
وهو في هذا يدافع كما قدمنا عن بغي من بغى عليه وعلى طلابه والمركز الموصى إليه بالقيام عليه.
ثم نفاجأ بدفاعات منك يا ريمي ومن إليك، ومناصرة للوصابي والعدني والجابري، مما اقتضى شدة الإنكار، لما عليه سعيكم من الأضرار، خصوصًا وأنتم نصبتم أنفسكم حكامًا، فلا نكير ولا تحذير، إلا كذر الرماد على العيون كما يقال، ثم تسميه –زورًا وتلبيسًا- نصحًا وحرصًا.
كلُّ هذا وعبدالرحمن ساكت في الظاهر، وهم يتجلدون للدفاع عنه، مما يلفت انتباه الفطن إلى أن وراء الأكمة ما وراءها.
وانظر كيف حُرمت التوفيق في ردك وبيانك هذا، وجمعت فيه بين الخلط والخبط، والقلب للحقائق، والمغالطة في الوقائع، وسوء الحفظ، وكثرة الأوهام، وجعل الظالم مظلومًا، والباغي مبغىً عليه، إلخ، ولم تُعملوا وصية الإمام الوادعي في بابها، ولم تأخذوا بمشورة الصوملي بعدم الدفاع عن العدني، فإياك والتباكي على ما عملت يداك، ونطق لسانك، وسعت رجلاك، فإن الجزاء من جنس العمل، والموعد الله.
كم مرة تواصلنا معك، كم مرة التقينا بك، ماذا قدمت لنا؟ نأتيك فتبش في وجوهنا، فإذا خرجنا ألحقتنا بالطعون والغمز واللمز، مما دلائله ثابتة بحمد الله، وتأخذ بأقوال المجاهيل فينا وما أخفينا عليك شيئًا مما يتعلق في الدعوة، ثم تقولون: الحجوري فتح المجال للطلاب، لا والله، أنتم بأفعالكم فتحتم الأبواب على أنفسكم بل كسرتموها، كم رجل وداعٍ لا يحب أن يسمع من يتكلم فيكم، وينكر ذلك بشدة، حتى أَلجأَتْهُ فعالُكم المضطربة، وأقوالكم المتناقضة إلى الكلام فيكم، والنفرة عنكم، خصوصًا بعد تخاذلكم عن نصرة دماج زمن الحصار، والتثبيط من ذلك والتخذيل عنه، وفي المقابل: الدفاع عن الرافضة بأنهم ليسوا كفارًا، وأن جمهورهم مسلمون!!!.
وهكذا بتأصيل القواعد الخلفية، واتخاذها منهجًا تسيرون عليه لحماية أنفسكم وأضرابكم.
أبناؤكم اتقوا الله فيهم، قوموا عليهم بالنصح الخالص الصافي، من غير مدٍّ وجزر، وتلونٍ وغدر.
ثم بعد ذلك انفتح الهجوم على معقل السنة، ومنارة السلفية في اليمن، وتتابعت سهام المكر والخذيلة، فسلَّم الله المقصود، وبارك في الموجود، بمضاعفة الطلاب والوفود، ورجعت السهام إلى النزعة، فأصابت أصحابها، وأوقعتهم في حيرة، لا يدرون ما هو المخرج من هذه المحنة التي لحقتهم.
فأقول: لا مخرج من هذه المآزق إلا بالتمسك بالكتاب والسنة، وتعظيم الحق، والتواضع له، والسير على منهج السلف -ظاهرًا وباطنًا-، والحذر من تضخيم النفس، وافتعال الفتن، والتسلسل في الأدوار، ومقاضات الأغراض.
ولتعلموا: بأن الأمر كما قال تعالى: ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾ [فاطر/43]، وإن كثرت أعدادهم، وعظمت أشخاصهم، وظهرت فصاحتهم، ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ [الإسراء/81].
قال الريمي:
(وقد صاحب هذا الخلاف الذي قاده الحجوري أمور، ومنها:
فتحه المجال لطلابه يتكلمون في المشايخ السابق ذكرهم وفي غيرهم شعرًا ونثرًا، وإنزال الملازم والرسائل والكتب فيهم، وفيها من التجاوزات ما يدل على أن هؤلاء يخوضون معركة لإسقاط أهل العلم).
قلت:
سبحان الله يُبغى على طلاب العلم، ودعاة السنة، وعلى دارهم، وعلى شيخهم ومعلمهم، بلا حجة ولا برهان، ولا معرفة ولادراية، ولا يسمى ظلمًا، ولا بغيًا، ولا تعديًا، ولا سعيًا لإحراقها، ولا معركة لإسقاطها.
وإذا دافعنا عن أنفسنا، ودارنا، والقائم عليها، ومشايخها، وطلابها، ودفعنا بغي من بغى، واعتداء من اعتدى سُمِّي: معركة لإسقاط أهل العلم، أهذا من العدل والإنصاف، أم من الغلو والإجحاف؟!!!.
قال الريمي:
(في خلال مدة الخلاف لم يحصل أن الشيخ يحيى قَبِلَ النصح من المشايخ في أي باب من أبواب الإصلاح).
قلت:
وماذا تسمون سكوت شيخنا يحيى-وفقه الله وأعانه- من اجتماعكم الأول وحتى أوائل شوال عن إجبار عبدالرحمن على الاعتذار؟ فلما صرحتم بعدم المقدرة على إلزامه بالاعتذار كما في شريط نصائح لأصحاب تريم، وحدتم عن السبل الشرعية في إطفاء الفتنة، وإقامة الإصلاح، بجعل المظلوم ظالمًا، والمبغى عليه باغيًا، والفاتن المفتن محافظًا على الدعوة، حريصًا عليها، لم يكن للمساعي المذكورة أثر في الواقع على مدى سبع سنين بل أكثر.
زد على هذا: نقضكم الاتفاق القائم بينكم مع شيخنا الكريم يحيى الحجوري على أن مركز الفيوش لا يبنى، ثم أذنتم في بناينه من غير مراجعة لشيخنا الحجوري، فماذا تسمون هذا يا صاحب الفضيلة؟!!!.
قال الريمي:
(تكلم الحجوري على عدد كبير من طلاب العلم المستفيدين؛ لأنهم لم يوافقوه على سيره المذكور).
قلت:
ما شاء الله الحجوري فقط هو الذي تكلم -وقد علمت أنه في مقام الدفاع-، أما من تكلم على دعوة هائلة في دماج وفي اليمن وخارج اليمن، بل في العالم، وآلاف الطلاب لم يعمل شيئًا يؤاخذ عليه؟ ما هذه المفاهيم المنكوسة؟ والإطلاقات المعكوسة؟ تخريب في دعوة واسعة في العالم يعتبر: حفاظًا على الدعوة، وإصلاحًا، وخيرًا، وعقلًا، وصبرًا، وإدراكًا، نعوذ بالله من التلبيس والتدليس.
قال الريمي:
(زرع المتعصبون للحجوري الخلاف المذكور بين أهل السنة في أنحاء العالم، مما أدى إلى الضرر بأهل السنة والفرقة فيهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله).
قلت:
من الذي وسع دائرة الفتنة، وضخمها وفرقها؟ من الذي اعتدى وبغى؟! إنه العدني، ثم الوصابي، ثم الجابري، ثم ...، هؤلاء حقًّا هم الذين سعوا في الفرقة، ووسعوا دائرة الخلاف، وزرعوا الضرر في أوساطها، إنها المحاماة في قضية عبدالرحمن العدني كما نصحكم الشيخ الصوملي بتركه، فأبيتم إلا الدفاع عنه، والتجلد له، وهذا ضرب من الغلو المقيت، والتعصب الذميم الذي تزعمون تنصلكم منه وترمون به بريئًا.
قال الريمي:
(فهذا مجمل ما حصل، وقد اعتبر العلماء سير الشيخ يحيى في هذا الخلاف في مدة تزيد على سبع سنين منهجًا يسير عليه، لا زلة منه).
قلت:
قوله: (وقد اعتبر العلماء) هذا من التضخيم الإعلامي، والإرهاب الفكري الذي تستخدمونه، قال العلماء، ورأى العلماء، ونظر العلماء، وحكم العلماء، والقضية أهون من ذلك، والواقع أنه تقليد، ومقاضات أغراض، أو التباس أمور، والله المستعان.
يا شيخ محمد لقد عجزتم عن إقناع أصحاب براءة الذمة أن يتركوا أبا الحسن، ولم تبرزوا لهم حججًا ولا أدلة كما كان يبلغنا ذلك عنكم، حتى حدثني الشيخ عبدالله بن عثمان الذماري من غير أن أسأله لما نزل وادي حضرموت في عام 1430هـ فقال: (يا أخ محمد لما جاءت فتنة أبي الحسن وبدأ المشايخ بالإنكار على أبي الحسن، أتانا أصحاب براءة الذمة ونحن في معبر، والشيخ الإمام والشيخ البرعي موجودان، فكانوا يطالبونا بأصول أبي الحسن العشرين الفاسدة، فما درينا وايش نقول، ما درينا وايش نقول، فتكلم الشيخ الإمام معهم حتى طفح ومشى، ثم الشيخ البرعي كذلك، وأنا قلت لهم: من أصول أبي الحسن الفاسدة: تجميعكم في هذه الورقة المسماة ببراءة الذمة، واجتماع أبي الحسن معكم في صنعاء، وجَلَسْتُ أُعَدِّدْ لهم أمثال ذلك حتى سكتوا).
والبرعي له مواقف مشرفة مع الشيخ ربيع معروفة كما في مذكرة (النصيحة والبيان)!.
فتأمل أخي الكريم هذه المواقف فيظهر لك أنه مجرد تضخيم لا طائل تحته.
وقوله: (منهجًا يسير عليه لا زلة منه).
قلت:
التحذير من المبطلين والمقلقلين، والمختطين لهم طريقًا غير منهج السلف، هو الذي يسير عليه الشيخ يحيى وطلابه كما سار عليه شيخهم الإمام الوادعي -الذي طالما خالفتموه وعارضتموه وهو شيخكم وأنتم طلابه- ومن قبلهم من العلماء، ولهذا ضاقت صدوركم من منهج الجرح والتعديل، واخترعتم لكم منهجًا في التعامل مع الخلاف الحاصل بين أهل السنة، لا يرحم إلا أنتم، ولا يشمل إلا من كان معكم، حماية عن أخطائكم، ودفاعًا عن زلاتكم لا غير.
قال الريمي:
(ومعلوم: أن الزلة إذا كانت تَزِلُّ بالعالَم حُذِّر منها؛ فكيف بمن اتخذ منهجًا مخالفًا لما عليه أهل العلم في الماضي والحاضر، يوالي ويعادي من أجله!! ألَّا يكون التحذير منه ومن منهجه أولى وأحرى؟!).
الجواب:
نعم، ولكن أين أنتم من تطبيق هذا على أهله اللائقين به، وذويه المستحقين له، وأصحابه الداعين إليه؟!!!.
قال الريمي:
(وختامًا: أنصح لإخواني أهل السنة عمومًا، ولطلبة العلم خصوصًا: أن يُقبلوا إقبالًا كليًّا على تحصيل العلم النافع، والعمل به، والدعوة إليه، والانقياد التام لنصوص الشريعة الغراء، والرجوع إلى من أمر الله بالرجوع إليهم، وهم أهل العلم، خصوصًا عند نزول الفتن، والأخذ بنصائحهم وتوجيهاتهم، والبعد عن التعصب المقيت والتقليد الأعمى، وإلا فيخشى أن يحصل لمن تعصب وخاض في الفتن ما لا تحمد عقباه.
واللهَ أسأل أن يجمع شمل أهل السنة، وأن يوفق الجميع لما يحب ويرضى، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وكتب/ أبو نصر محمد بن عبدالله الإمام دار الحديث بمعبر 26/5/1434هـ).
قلت:
يا ليتكم سلمتم من التعصب المقيت والتقليد الأعمى، ومن تجميع الناس عليه، وإلا لما وصل بكم الحال إلى التسبب في تكدير صفو الأخوة بيننا وبينكم، وتمزيقها لدرجة التخاذل عن قتال الرافضة الحوثيين، بل وعدم تكفيرهم، والتماس العذر لهم، دون إخوتكم وأبنائكم، فلا رحمة، ولا شفقة، ولا فقه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ونهمس في أذن محمد بن عبدالله الريمي: بأن الردود لها فرسانها ورجالها، فليس هذا بعشك فادرجي.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
كتبه: أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن باجمال
ليلة الثلاثاء الثامن والعشرين من شهر جمادى الأولى عام 1434هـ
تعليق