النصيحة للدكتور أحمد بازمول أن لا يسلك المسالك الوعرة وأن يتكلم بالتي هي أحسن
الحمد لله ربِّ العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد:
فقد قال الله تعالى:{وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}البقرة: (189)الحمد لله ربِّ العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد:
وحيث إن الدكتور أحمد بازمول لم يأت البيوت من أبوابها، ولم يسلك مسلك الدعوة إلى الله المتجردة عن الأهداف والأغراض، ولم يتجرد في نصيحته لله تعالى ويسلك طريقة الانصاف والعدل بل تعالى وتكبر وهدد .
ولا شك أن الدكتور أحمد بازمول لا يرضى بأحد أن يهدده ولا يحط من شأنه ولا ينقص من قدره ؛بل يحب من ينبهه ويرد عليه وعلى خطئه بأسلوب الحكيم المتعارف عليه بين العلماء المبني على التعاون على البر والتقوى لأن الدين النصيحة فتقدم النصيحة بأدب واحترام، وبيان للحق بدليله من غير عنف ولا تعالٍ ،بل بالحكمة والموعظة الحسن حتى تؤدي النصيحة غرضها .
والذي يبدو والله اعلم أن الدكتور أحمد بازمول قال ذلكم الكلام الذي قاله لأمرين:
الأمر الأول: مبارزة لدار الحديث ومقارعة لها لذلك قال من المدح الذي فيه الغلو في عبد الرحمن العدني وحزبه.
ومما يدل على أنه قال ذلك مبارزة تلك القفزة التحذيرية التي قفز بها يحذر من الشيخ يحيى الحجوري –حفظه الله-.
الأمر الثاني:إن الدكتور يفتقد ذلكم الجو الخصب المهيأ لنشر الدعو السلفية الذي لا نظير له في الأقطار اليمنية والفضل لله ثم لهذه الدار السلفية في دماج التي قامت على يد علامة اليمن ومجددها مقبل الوادعي-رحمه الله-.
ولا سيما أن الدكتور هو واحد من الدكاترة الذين تخرجوا من تلك المعاقل التي غزاها الإخوان المسلمون وأصبح دكتورا واستاذ مساعد فيها ((جامعة أم القرى)، وهي واحدة من أكبر الجامعات التي تسلط عليها الحزبيون، وينتشر فيها العشرات من أصحاب المناهج المخالفة للمنهج السلفي ويكون واحدا من الذين لم يفارقوا أهل التحزب في مدارسهم وجامعاتهم ووظائفهم بسبب الارتزاق.
وقد سلك الدكتور مسلك أبي الحسن المصري من قبل في الغمز واللمز للشيخ العلامة مقبل الوادعي ولم يتق الله في الطعن في إمام من أئمة الحديث بسبب تكلم ذلكم الإمام في أبي حنيفة النعمان بن ثابت –رحمه الله-.
وإن الطعن في أئمة المسلمين من منهج الحداد والحدادية وهم الذين يتسلطون على علماء المسلمين وأقوالهم ويرمونهم جزافا هكذا كما فعل الدكتور مع إمام من أئمة السنة.
وما أجمل ما قاله العلامة الشيخ ربيع بن هادي-عافاه الله- لأبي الحسن المصري حينما كان يصف من ينتقده بالشدة والغلو وسيفه مصلت عليهم حيث قال في تعلقيه على إعانة أبي الحسن إلى القول بالتي أحسن:"هل تراهم يُحاربون من ينتقد أخطاءهم، ويرمون مَن يُبيِّنها بالحجج والبراهين فاعرف لمّن هذا حالُهم قدرهم، وإن نبهوك إلى أخطائك؛ فألِن لهم الخطاب، واخفض لهم جناحك، وابتعد عن هذه العبارات".
وإن اللمز والغمز في الشيخ العلامة المجدد مقبل الوادعي من منهج أبي الحسن المصري ومن عادة الإخوان المسلمين.
وكان المرجو من الدكتور أن لا يسلك هذه المسالك المشينة ويتعامل بطريقة تشبه طريقة أهل الأهواء والبدع من أمثال الرافضة عندما غلو في الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه وآل بيته رضي الله عنهم أجمعين ووالوه، وأسقطوا جميع الصحابة رضي الله عنهم إلا النفر اليسر.
والدكتور يغالي في المدح والرفع لمركز الفيوش الذي قام مضاهاة للدعوة السلفية في دار الحديث بدماج ويذم ويطعن في مركز دماج ويسقط شيخها الفاضل العلامة يحيى الحجوري –حفظه الله-، ويجحد فضل دماج ويهدد شيخها الفاضل.
فإنه لا ذكر لهؤلاء الذين رفعهم الدكتور إلى علياء السماء إلا للمكان الذي تخرجوا منه والذي ما عرفوا ولا كان لهم ذكر إلا بسبب انتسابهم إلى هذه الدار المباركة دار الحديث بدماج.
فمركز الفيوش ليس له إلا مدة يسيرة فلو كان هناك مدح أو رفع لأحد كان دار الحديث بدماج أولى بالمدح والرفع لأن هؤلاء تخرجوا منه إلا أنهم قليلُ المعروف تنكبوا عنه كما تنكب ممن كان قبلهم، ولا يشكر الله من لا يشكر الناس .
وبهذه المناسبة أنبه الأستاذ المساعد الدكتور أحمد بازمول على كلام وَعْر ومنزلق خطر وخاصة أنه نصب نفسه واحدا من القائمين بمنهج النقد السلفي ومنهج الجرح والتعديل حيث يقول الدكتور في رده على:"شريطه القول الجلي في الرد على إبراهيم الرحيلي"، وهو موجود على محرك البحث باسم الرد على شبهة الرحيلي":"صبروا وصبروا على الرحيلي سنين ما هو سنه ما هو يوم ولا يومين ما هو يوم ولا يومين ترى سنين ولمّا زاد الحال وطفح الكيل تكلمنا وإلا كان المشايخ –ساكتون- ساكتين رجاء أن يرجع مناصحين له رجاء أن يرجع ما رجع أيش نسوي له نطبل له نزمر له نسكت نداهن في دين الله......".
هذا كلام الدكتور الأستاذ المساعد في جامعة أم القرى أحمد بازمول القائم ادّعاء على المنهج السلفي والنقد السلفي.
هذا الكلام معروف من يتكلم به عوام الناس وأصحاب الاستخفاف ،هذا كلام من لا زمام لكلامه .
هذه مكانة الدكتور بازمول حينما يتكلم في الرد والنقد السلفي، وهذه هي علمية الدكتور حينما ينتقد لا علم ولا حلم .
وفي المقابل تجد الشيخ يحيى الحجوري في ردوده إذا ردَّ أو تكلّم استدّل بعشرات الأحاديث والآيات ويضم إلى ذلك شيئا من أقول السلف وربما بيّن متون ألفاظ الأحاديث واختلافها ناهيك عن بيان الصحيح من الضعيف من الأحاديث والأقوال؛بل تجد الشيخ يحيى الحجوري يتكلم ثلاث دقائق ويذكر معها ما يقرب من حديثين أو ثلاثة ولا تسأل عن الاستدلال بآيات القرآن كأنه يذكرنا بالشيخ العلامة مقبل الوادعي-رحمه الله-.
وهؤلاء يتكلمون بالكلام الخالي من الأدلة وبالألفاظ المحرمة التي لا تجوز ثم يجهلون الناس ويحتقرونهم .
هذا الشيخ الذي يريد يطبل ويزمر للرحيلي حتى يرجع طعن في إمام من أئمة الحديث وهو يريد أن يغمز ويلمز في الشيخ العلامة الوادعي-رحمه الله-.
واليوم يتهجم على الشيخ يحيى الحجوري ويتكلم بكلام ولم يثبت حرفا واحدا على دعاوية، وإنما اكتفى بمرجعية التبعية ومبدأ الكثرة، وبالأمس يزأر ويقول لن نسكت ونداهن في دين الله .
لا تسكت ولا تداهن ولكن أولاً عوّد نفسك على الانضباط في المنهج السلفي واحترام العلماء .
وثانيا:لا تطعن في العلماء ولا تلمزهم وترميهم بالحدادية فالذي تكلم في أبي حنيفة بهذا الوصف جبل من جبل أئمة أهل الحديث وهو أبو بكر عبد الله بن الزبير بن عيسى الحميدي من رهط خديجة بنت خويلد زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويجتمع معها في أسد، ويجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في قصي، وهو إمام كبير مصنّف رافق الشافعي في الطلب عن ابن عيينة وطبقته، وأخذ عنه الفقه ورحل معه إلى مصر.
وأخرج له الإمام البخاري في أول صحيحه وكأنه يتمثل قوله صلى الله عليه وسلم:((قدموا قريشا))، وهو أفقه قريش كما قال ذلك الحافظ ابن حجر في شرحه لأول حديث من صحيح البخاري رحمهم الله جميعا.
والذين نقلوا ذلك عنه في كتبهم الجرح والتعديل هم أئمة في الحديث ولا شك أنهم أعرف وأعلم بما تكلموا به .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-في منهاج السنة(1/67):"وهؤلاء أئمة النقل ونقاده من أبعد الناس عن الهوى وأخبرهم بالناس وأقولهم بالحق لا يخافون في الله لومة لائم".
ورحم الله ابن مالك حيث قال في ألفيته:
كان أصح علم من تقدما
ومع إمامة أبي حنيفة ومكانته المحمودة التي تذكر في أوساط المسلمين إلا أن الأئمة ردوا عليه وقالوا ما قالوا فيه في زمانه ونقلوها في كتبهم كتب الجرح والتعديل مما يبين أن رد كل المنكرات والأهواء والأخطاء منهج شرعي في كل الرسالات وسار عليه السلف الصالح الأجلاء أئمة الهدى ومصابيح الدجى.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في "مجموع الفتاوى"(11/43): "ومن له في الأمة لسان صدق بحيث يثنى عليه ويحمد في جماهير أجناس الأمة، فهؤلاء أئمة الهدى ومصابيح الدجى وغلطهم قليل بالنسبة على صوابهم وعامته من موارد الاجتهاد التي يعذرون فيها، وهم الذين يتبعون العلم والعدل ،فهم بعداء عن الجهل والظلم وعن اتباع الظن وما تهوى الأنفس".
فلا يجوز الطعن والقدح في أئمة أهل الحديث والطعن فيهم لأجل أنهم تكلموا في أبي حنيفة كما فعل الكوثري وطعن في علماء الإسلام سابقهم ولا حقهم من أجل طعنوا في أبي حنيفة والحال كما قال الشيخ العلامة عبد الرحمن المعلمي -رحمه الله-في التنكيل (1/101):"وكان مقتضى الحكمة اتباع ما مضى عليه أهل العلم منذ سبعمائة سنة تقريباً من سدل الستار على تلك الأحوال وتقارض الثناء واقتصار الحنفية في بعض المناسبات على التألم من الخطيب بأنه أورد حكايات لا تصح، فيقتصرون على هذا الإجمال ونحوه، ولا يطعنون في الخطيب ولا في راوٍ بعينه ويعوضون أنفسهم بالاستكثار من روايات المناقب فإن جاوز بعضهم ذلك فعلى قدر ومراعاة للجانب الآخر فليت الأستاذ اكتفى ىبما يقرب من ذلك وطوى الثوب على غرة، فإن أبت نفسه إلا بعثرة القبور فليتحر الحق، إما تديناً، وإما علماً بأن في الناس بقايا وفي الزوايا خبايا.
أما أنا فقد قدمت بيان مقصودي ولا شأن لي بما عداه ولو ألجئت إلى نقد الروايات من الجانبين لتحريت الحق إن شاء الله تعالى، وذلك بالنظر في أحوال الرواة من الفريقين، فمن وثقه أهل العلم فلابد من قبوله، ولا يعد ميله إلى أبي حنيفة ولا انحرافه عنه مسوغاً لاتهامه بالكذب، ولا يلزم من ثقته بنفسه توجه الذم ولا تحقق المدح…) الخ.
فجناية الكوثري وأشباهه على أبي حنيفة معروفة وبسبب إثارتهم هذه ألف العلامة المعلمي كتابه التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل.
ووجد في عهد الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي-رحمه الله- دكاترة يلمزون من تكلم في أبي حنيفة ويتعصبون للأمام أبي حنيفة التعصبات المقيتة ومنهم شعيب الأرناؤوط ورموا الأئمة بأسلوب لاذع بالطعن في أئمة ثقات نقلة الدين وحملته فاضطر الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي-رحمه الله- أن يقوم بأدنى الواجب في ذلك فذكر ما صح من أقول أئمة الجرح والتعديل كما ذكروها أئمة النقل في كتب الجرح والتعديل فزادت شيوعاً وانتشاراً دون قصد إلى ذلك.
واليوم جاءنا مغرضا لا دين له يردعه ولا عقل له يحكمه فعل أفعالا باسم السلفية يستحي من فعلها كبار المجرمين من الفسقة ومن لا دين لهم.
فعمل لنفسه موقعا خاصا به على الشبكة العنكبوتية باسم عرفات بن حسن المحمدي وأول ما نزّل فيها مقالا بعنوان:"صحيفة نظيفة فيما أشكل من أقوال أهل العلم في أبي حنيفة "
هكذا بهذه الصور الكريهة والظلم الأسود وأبلغ التعبير يسعى بالفتنة ويجر الحرب الضروس على الشيخ مقبل الوادعي-رحمه الله- وعلى الدعوة السلفية في دار الحديث بدماج ما استطع إلى ذلك سبيلا ،فلم يكتف بالتحريش بين العلماء الذين جلبهم على دماج.
بل اليوم يسعى إلى أن يجلب كل من يعادي المنهج السلفي وكل من ينتصب للطعن في أئمة الحديث الذين تكلموا في أبي حنيفة انتصارا وتعصبا لأبي حنيفة فيا ترى كما سيجر على الدعوة من الفتن !!
وكم سيجلب على أئمة الحديث من الطعون والغمز واللمز والتشويه والفتنة لمن لا يفهم الإسلام .
فاتقي الله يا عرفات البرمكي فو الله لا تضر إلا نفسك فقد عملت من الأعمال ما يستحي منها أهل الفجور، وتعمل هذه الأعمال باسم السلفية وتنتسب للعلم الشرعي ولا تستحي.
فأنت شخص إما معتوه مضروب في عقلك أو مفتون مدسوس تعمل لجهات خفية تخرب السلفية بأساليب ماكرة معادية للمنهج السلفي تلبس مسوحها في الظاهر وانت تكن لها العداء بالباطن.
فاللهم رحماك رحماك
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
كتبه:أبو مصعب علي بن ناصر بن محمد
العـدني
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
كتبه:أبو مصعب علي بن ناصر بن محمد
العـدني
تعليق