الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
أما بعد :
فقد جنّ جنون الحزب العدني وترقوا في فتنتهم من التبديع المنفلت إلى التكفير السحيق راكبين هواهم في تكفير خيار المسلمين ولا غرابة في ذلك فإنه كما أن البدع بريد الشرك فالتبديع بغير حق ولا برهان بريد التكفير
ومن توفيق الله لأهل السنة أنهم لا يتعدون حدود الله فيمن تعدى حدود الله فيهم بتكفير أوتفسيق أو تبديع بل يضبطون أقوالهم وأفعالهم ويزنونه بميزان العدل فإن من براهين المحق أن يكون عدلا في مدحه عدلا في ذمه لا يحمله الهوى عند وجود المراد على الإفراط في المدح ولا يحمله الهوى عند تعذر المقصود على تقويل المخالف ما لم يقله بل يرد كل خطأ بحسبها مراعياً في ذلك المصالح والمفاسد على ما دل عليه الكتاب والسنة ـ لا على آراء الرجال ـ قال سبحانه وتعالى آمراً عباده المؤمنين بالعدل في الغضب والرضا ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المائدة/8]
وقال سبحانه وتعالى ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [المائدة/2]
وقال عز وجل ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [البقرة/190]
فالعدل والرحمة من أصول أهل السنة التي يسيرون عليها قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ كما في الرد على البكري - (ج 2 / ص 490)
وأئمة السنة والجماعة و أهل العلم والإيمان فيهم العلم و العدل و الرحمة فيعلمون الحق الذي يكونون به موافقين للسنة سالمين من البدعة و يعدلون على من خرج منها ولو ظلمهم كما قال تعالى ﴿﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المائدة/8]
و يرحمون الخلق فيريدون لهم الخير و الهدى و العلم لا يقصدون الشر لهم ابتداء بل إذا عاقبوهم و بينوا خطأهم و جهلهم و ظلمهم كان قصدهم بذلك بيان الحق و رحمة الخلق و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا اهـ
فاتركوهم يبدعون ويفسقون ويكفرون والموعد الله واصبروا ولا تتجاوزا حدود الله فيهم لا بتفسيق ولا بتكفير ومن تلكم يتكلم بالدليل لا بالهوى ولا بحمض التقليد واعلموا بأن من صبر واتقى كانت العاقبة له
واعلموا إخواني _ حفظكم الله _ بأن هذه الوسوسات والتلفيقات والتهويلات من أعظم الأدلة على إفلاسهم وأنهم غلبوا _ولله الحمد _
وهذا الذعر الذي أصابهم إنما لبعدهم عن الحق وأهله وأنهم رضوا بالخساسة لأنفسهم _ فسلوا الله العافية مما ابتلاهم _
ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية إذ يقول كما في الفتاوى الكبرى - (ج 2 / ص 223)
..وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَانَ غَايَةُ كَيْدِ الشَّيْطَانِ الْوَسْوَسَةَ، فَإِنَّ شَيْطَانَ الْجِنِّ إذَا غُلِبَ وَسْوَسَ، وَشَيْطَانَ الْإِنْسِ إذَا غُلِبَ كَذَبَ اهـ
وليتأمل السلفي حال هؤلاء الفجرة ويقرنه بكلام شيخ الإسلام ليظهر له حال هؤلاء وما هم فيه من البلاء والذعر فإنا لله وإنا إليه راجعون
والحمد لله رب العالمين
أما بعد :
فقد جنّ جنون الحزب العدني وترقوا في فتنتهم من التبديع المنفلت إلى التكفير السحيق راكبين هواهم في تكفير خيار المسلمين ولا غرابة في ذلك فإنه كما أن البدع بريد الشرك فالتبديع بغير حق ولا برهان بريد التكفير
ومن توفيق الله لأهل السنة أنهم لا يتعدون حدود الله فيمن تعدى حدود الله فيهم بتكفير أوتفسيق أو تبديع بل يضبطون أقوالهم وأفعالهم ويزنونه بميزان العدل فإن من براهين المحق أن يكون عدلا في مدحه عدلا في ذمه لا يحمله الهوى عند وجود المراد على الإفراط في المدح ولا يحمله الهوى عند تعذر المقصود على تقويل المخالف ما لم يقله بل يرد كل خطأ بحسبها مراعياً في ذلك المصالح والمفاسد على ما دل عليه الكتاب والسنة ـ لا على آراء الرجال ـ قال سبحانه وتعالى آمراً عباده المؤمنين بالعدل في الغضب والرضا ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المائدة/8]
وقال سبحانه وتعالى ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [المائدة/2]
وقال عز وجل ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [البقرة/190]
فالعدل والرحمة من أصول أهل السنة التي يسيرون عليها قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ كما في الرد على البكري - (ج 2 / ص 490)
وأئمة السنة والجماعة و أهل العلم والإيمان فيهم العلم و العدل و الرحمة فيعلمون الحق الذي يكونون به موافقين للسنة سالمين من البدعة و يعدلون على من خرج منها ولو ظلمهم كما قال تعالى ﴿﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المائدة/8]
و يرحمون الخلق فيريدون لهم الخير و الهدى و العلم لا يقصدون الشر لهم ابتداء بل إذا عاقبوهم و بينوا خطأهم و جهلهم و ظلمهم كان قصدهم بذلك بيان الحق و رحمة الخلق و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا اهـ
فاتركوهم يبدعون ويفسقون ويكفرون والموعد الله واصبروا ولا تتجاوزا حدود الله فيهم لا بتفسيق ولا بتكفير ومن تلكم يتكلم بالدليل لا بالهوى ولا بحمض التقليد واعلموا بأن من صبر واتقى كانت العاقبة له
واعلموا إخواني _ حفظكم الله _ بأن هذه الوسوسات والتلفيقات والتهويلات من أعظم الأدلة على إفلاسهم وأنهم غلبوا _ولله الحمد _
وهذا الذعر الذي أصابهم إنما لبعدهم عن الحق وأهله وأنهم رضوا بالخساسة لأنفسهم _ فسلوا الله العافية مما ابتلاهم _
ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية إذ يقول كما في الفتاوى الكبرى - (ج 2 / ص 223)
..وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَانَ غَايَةُ كَيْدِ الشَّيْطَانِ الْوَسْوَسَةَ، فَإِنَّ شَيْطَانَ الْجِنِّ إذَا غُلِبَ وَسْوَسَ، وَشَيْطَانَ الْإِنْسِ إذَا غُلِبَ كَذَبَ اهـ
وليتأمل السلفي حال هؤلاء الفجرة ويقرنه بكلام شيخ الإسلام ليظهر له حال هؤلاء وما هم فيه من البلاء والذعر فإنا لله وإنا إليه راجعون
والحمد لله رب العالمين
كتبه
أبو عيسى العفري
أبو عيسى العفري
تعليق