من نماذج الغلو الخارجي
عند محمد بن عبد الوهاب الوصابي
وعبيد الجابريعند محمد بن عبد الوهاب الوصابي
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ ﴾ [الصف:5]
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية:
قوله: ﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ﴾ أي: فلما عدلوا عن اتباع الحق مع علمهم به، أزاغ الله قلوبهم عن الهدى، وأسكنها الشك والحيرة والخذلان، كما قال تعالى:﴿ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾اهـ.
ومن باب هذه الآية ما أخرجه الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم في كتاب السنة برقم (1 ) فقال: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ نُصَيْرٍ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ صَفْوَانِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ الأَزْهَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَرَازِيِّ عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْهَوْزَنِيِّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لُحَيٍّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَكُونُ أَقْوَامٌ تَتَجَارَى بِهِمْ تِلْكَ الأَهْوَاءُ كَمَا يَتَجَارَى الْكَلْبُ بِصَاحِبِهِ فَلا يَبْقَى مِنْهُ مَفْصِلٌ إِلاَّ دَخَلَهُ.
و قال رحمه الله:
أَخْبَرَنَا ابْنُ مُصَفَّى، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو عَنِ الأَزْهَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْهَوْزَنِيِّ أَنَّهُ حَجَّ مَعَ مُعَاوِيَةَ فَسَمِعَهُ يَقُولُ قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فَذَكَرَ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ قَبْلَكُمْ تَفَرَّقُوا عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فِي الأَهْوَاءِ أَلا وَإِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فِي الأَهْوَاءِ كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلاَّ وَاحِدَةً وَهِيَ الْجَمَاعَةُ أَلا وَإِنَّهُ يَخْرُجُ فِي أُمَّتِي قَوْمٌ يَهْوُونَ هَوًى يَتَجَارَى بِهِمْ ذَلِكَ الْهَوَى كَمَا يَتَجَارَى الْكَلْبُ بِصَاحِبِهِ لا يَدَعُ مِنْهُ عِرْقًا وَلا مَفْصِلا إِلاَّ دَخَلَهُ اهـ
و من تجاري الأهواء باصحابها ما أخرجه الدارمي في سننه برقم (( 210)):
من طريق عمر بن يحيى قال سمعت أبي يحدث عن أبيه قال:((كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد فجاءنا أبو موسى الأشعري فقال أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد قلنا لا فجلس معنا حتى خرج فلما خرج قمنا إليه جميعا فقال له أبو موسى يا أبا عبد الرحمن اني رأيت في المسجد أنفا أمرا أنكرته ولم أر والحمد لله الا خيرا قال فما هو فقال ان عشت فستراه قال رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل وفي أيديهم حصا فيقول كبروا مائة فيكبرون مائة فيقول هللوا مائة فيهللون مائة ويقول سبحوا مائة فيسبحون مائة قال فماذا قلت لهم قال ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك أو انتظار أمرك قال أفلا أمرتهم ان يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم ان لا يضيع من حسناتهم ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم فقال ما هذا الذي أراكم تصنعون قالوا يا أبا عبد الله حصا نعد به التكبير والتهليل والتسبيح قال فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن ان لا يضيع من حسناتكم شيء ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه و سلم متوافرون وهذه ثيابه لم تبل وأنيته لم تكسر والذي نفسي بيده انكم لعلي ملة هي أهدي من ملة محمد أو مفتتحوا باب ضلالة قالوا والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا الا الخير قال وكم من مريد للخير لن يصيبه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم حدثنا أن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ثم تولى عنهم فقال عمرو بن سلمة رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج)) اهـ
وأصل القصة أخرجها ابن أبي شيبة في المصنف (37890)، والطبراني في الكبير ( 9/127) برقم (8636).
فانظر هؤلاء المخالفين للحق و الهدى والسنة في أمرٍ أوله كما قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: ((أنكرته و لم أرَ و الحمد لله إلا خيراً)).
تجارى بهم هذا المنكر، و إن كان في صورة الخير، إلى أن صاروا يطاعنون مع أصحاب النهروان من الخوارج برماحهم، و هكذا تبدأ الأهواء بأصحابها، إمِّا بالتعصب لشخص مع مخالفة الحق، و إمَّا لشبهةٍ أو شهوة نفسٍ، حتى يلتحق بذوي الأهواء المعادين للمؤمنين و الصابين في مصب الفاتنين المفتونين، و يستحل من المسلمين ما حرمه الله عزوجل، كما قال الدارمي رحمه الله في مقدمة سننه: برقم (( 100)): أخبرنا مسلم بن إبراهيم ثنا وهيب ثنا أيوب عن أبي قلابة قال :((ما ابتدع رجل بدعة إلا استحل السيف)) اهـ.
و هذا اسناد صحيح
و أخرجه الآجري في الشريعة برقم ((138)) من طريق و هيب بن خالد به, واللائكائي في شرح اصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة برقم (( 247)) من طريق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة.
وهذا هو الملحوظ عياناً بياناً من تجاري الأهواء بأصحاب حزب عبد الرحمن بن مرعي العدني، أحد طلاب هذا الدار، و ذلك ماثل ظاهر في شدة غلو عبيد الجابري ومحمد بن عبد الوهاب الوصابي، فإنهما الآن يشقان طريقهما إلى نهج الخوارج في الغلو المهلك، و التكفير السحيق، بألفاظ مشهورة منشورة على الشبكات وغيرها، ينضح منها شدة الغلو و التكفير لخيار المسلمين الدعاة إلى توحيد الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، و نسأل الله العافية.
يحيى بن علي الحجوريقال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية:
قوله: ﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ﴾ أي: فلما عدلوا عن اتباع الحق مع علمهم به، أزاغ الله قلوبهم عن الهدى، وأسكنها الشك والحيرة والخذلان، كما قال تعالى:﴿ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾اهـ.
ومن باب هذه الآية ما أخرجه الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم في كتاب السنة برقم (1 ) فقال: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ نُصَيْرٍ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ صَفْوَانِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ الأَزْهَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَرَازِيِّ عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْهَوْزَنِيِّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لُحَيٍّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَكُونُ أَقْوَامٌ تَتَجَارَى بِهِمْ تِلْكَ الأَهْوَاءُ كَمَا يَتَجَارَى الْكَلْبُ بِصَاحِبِهِ فَلا يَبْقَى مِنْهُ مَفْصِلٌ إِلاَّ دَخَلَهُ.
و قال رحمه الله:
أَخْبَرَنَا ابْنُ مُصَفَّى، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو عَنِ الأَزْهَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْهَوْزَنِيِّ أَنَّهُ حَجَّ مَعَ مُعَاوِيَةَ فَسَمِعَهُ يَقُولُ قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فَذَكَرَ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ قَبْلَكُمْ تَفَرَّقُوا عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فِي الأَهْوَاءِ أَلا وَإِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فِي الأَهْوَاءِ كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلاَّ وَاحِدَةً وَهِيَ الْجَمَاعَةُ أَلا وَإِنَّهُ يَخْرُجُ فِي أُمَّتِي قَوْمٌ يَهْوُونَ هَوًى يَتَجَارَى بِهِمْ ذَلِكَ الْهَوَى كَمَا يَتَجَارَى الْكَلْبُ بِصَاحِبِهِ لا يَدَعُ مِنْهُ عِرْقًا وَلا مَفْصِلا إِلاَّ دَخَلَهُ اهـ
و من تجاري الأهواء باصحابها ما أخرجه الدارمي في سننه برقم (( 210)):
من طريق عمر بن يحيى قال سمعت أبي يحدث عن أبيه قال:((كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد فجاءنا أبو موسى الأشعري فقال أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد قلنا لا فجلس معنا حتى خرج فلما خرج قمنا إليه جميعا فقال له أبو موسى يا أبا عبد الرحمن اني رأيت في المسجد أنفا أمرا أنكرته ولم أر والحمد لله الا خيرا قال فما هو فقال ان عشت فستراه قال رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل وفي أيديهم حصا فيقول كبروا مائة فيكبرون مائة فيقول هللوا مائة فيهللون مائة ويقول سبحوا مائة فيسبحون مائة قال فماذا قلت لهم قال ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك أو انتظار أمرك قال أفلا أمرتهم ان يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم ان لا يضيع من حسناتهم ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم فقال ما هذا الذي أراكم تصنعون قالوا يا أبا عبد الله حصا نعد به التكبير والتهليل والتسبيح قال فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن ان لا يضيع من حسناتكم شيء ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه و سلم متوافرون وهذه ثيابه لم تبل وأنيته لم تكسر والذي نفسي بيده انكم لعلي ملة هي أهدي من ملة محمد أو مفتتحوا باب ضلالة قالوا والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا الا الخير قال وكم من مريد للخير لن يصيبه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم حدثنا أن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ثم تولى عنهم فقال عمرو بن سلمة رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج)) اهـ
وأصل القصة أخرجها ابن أبي شيبة في المصنف (37890)، والطبراني في الكبير ( 9/127) برقم (8636).
فانظر هؤلاء المخالفين للحق و الهدى والسنة في أمرٍ أوله كما قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: ((أنكرته و لم أرَ و الحمد لله إلا خيراً)).
تجارى بهم هذا المنكر، و إن كان في صورة الخير، إلى أن صاروا يطاعنون مع أصحاب النهروان من الخوارج برماحهم، و هكذا تبدأ الأهواء بأصحابها، إمِّا بالتعصب لشخص مع مخالفة الحق، و إمَّا لشبهةٍ أو شهوة نفسٍ، حتى يلتحق بذوي الأهواء المعادين للمؤمنين و الصابين في مصب الفاتنين المفتونين، و يستحل من المسلمين ما حرمه الله عزوجل، كما قال الدارمي رحمه الله في مقدمة سننه: برقم (( 100)): أخبرنا مسلم بن إبراهيم ثنا وهيب ثنا أيوب عن أبي قلابة قال :((ما ابتدع رجل بدعة إلا استحل السيف)) اهـ.
و هذا اسناد صحيح
و أخرجه الآجري في الشريعة برقم ((138)) من طريق و هيب بن خالد به, واللائكائي في شرح اصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة برقم (( 247)) من طريق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة.
وهذا هو الملحوظ عياناً بياناً من تجاري الأهواء بأصحاب حزب عبد الرحمن بن مرعي العدني، أحد طلاب هذا الدار، و ذلك ماثل ظاهر في شدة غلو عبيد الجابري ومحمد بن عبد الوهاب الوصابي، فإنهما الآن يشقان طريقهما إلى نهج الخوارج في الغلو المهلك، و التكفير السحيق، بألفاظ مشهورة منشورة على الشبكات وغيرها، ينضح منها شدة الغلو و التكفير لخيار المسلمين الدعاة إلى توحيد الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، و نسأل الله العافية.
ليلة الأحد 28 ربيع الثاني 1434هـ
رابط المقال في موقع الشيخ حفظه الله
رابط المقال في موقع الشيخ حفظه الله
تعليق