مشروعية الرد على المخالفين
وأنا أقول في ردي هذا على المخذلة، ما لا يجهلونه، ولا ما لا يعرفونه، فهم المشائخ ونحن الطلاب ولكن ما دام الرد على المخالف اصل من اصول الاسلام وتخذيلهم عن الجهاد في سبيل الله معناه هزيمة الدعوة السلفية وقولهم باسلام من لادين له مخالف لاجماع الامة الاسلامية فالرد عليهم واجب والبيان للناس لا بد منه ,حتى لا يسن المخذلة للسلفين بدعة لم تكن تعرف من قبل عند اهل السنة, ومعلوم في الاصول أَن تَأْخِير الْبَيَان عَن وَقت الحَاجة غير جَائِز,كبيان حق، وإبطال باطل، وأمر بمعروف، ونهي عن منكر. فكانت هذه الرسالة تذكيرا، ونصحا، وتبيانا، وتحذيرا من عاقبة التخذيل والدفاع عن تكفير الكافر.
يقول العلامة ابن الوزير في كتابه(إيثار الحق على الخلق ص: 105):"وَقد أَجمعت الامة على أَنه لَا يجوز تَأْخِير الْبَيَان عَن وَقت الْحَاجة ".اهـ
وقال العلامة عبد الرحمن المعلمي رحمه الله في كتابه (القائد إلى تصحيح العقائد ص: 197):"أنكر جمع كثير من أهل العلم وقوع تأخير البيان بل أنكروا جوازه، والثانية كثير جدا".اهـ
ويقول الشيخ ناصر العقل في بعض دروسه تحت عنوان(الرد على المخالف من أصول الإسلام):"ان السلف يعتقدون أن الرد على المخالف من أصول الإسلام ومن أصول الدين ومن مقاصد الشرع، ومن غايات الدين العظمى، ومن مناهج الحق التي توافرت بها النصوص في الكتاب والسنة وأجمع عليها السلف.اهـ.
بل قال الإمام المحدث يحيى بن يحيى:(الذب عن السنة أفضل من الجهاد في سبيل الله).اهـ.
فلو ان كل من جاء بشيء لا دليل عليه او قال قولا واوجب على الناس اتباعه كما حصل من المخذلة وسُكت عنه لأُدخل في الدين ما ليس منه حتى يصبح لكل جمع من المشائخ مذهبا يختصون به في اوساط اهل السنة,ولهذا قالوا بعدم جواز الردود ودليلهم عدم رد ملائكة الرحمة على ملائكة العذاب عند الاختلاف.سبحان الله!!!!!!.
يا اخواني هذا دين احب الينا من انفسنا واولادنا وادلة مشروعية الرد على المخالف كثيرة جدا فلماذا التحجر ؟ فادلة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر,وادلة وجوب النصح للمسلمين, وادلة الجهاد باللسان , والجدال بالتي هي احسن ,ووجوب دفع شبهات الملبسين بتفنيدها بالدليل الشرعي والعقل والفطرة والاجماع كلها ردود على من خالف الحق.
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي في كلمة له في شبوه:(يا طلبة العلم كونوا اقوياء في دين الله لا تجبنوا انصحوا هزوا الشخص حتى يعرف ان كلامه هذا ممجوج ما احد يقبله الا السذج...كونوا اقوياء جزاكم الله خيرا حتى يعرف هؤلاء ان امامهم رجال من طلبة العلم ما يسكتون على باطلهم)اهـ.
قلت :ما كان باطلا رددناه على من جاء به كائنا من كان وما كان حقا قبلناه ممن جاءبه, وعلى المسلم الا يتعصب الا للكتاب والسنة فلا يقلد شخصا معينا غير رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا يذل نفسه لمن يهيمن عليه ويلزمه بارائه الخاطئة او يوجب عليه تقليده بما ليس عليه دليل شرعي , فاهل السنة يقولون الحق الصافي ويعتقدونه ويعملون به ويدلون الناس عليه وينشرونه ويرفضون الباطل ويحذرون الناس منه مهما كان ولهذا قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم:"لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك".
قال ابن القيم رحمه الله: "الحمد لله الذي أقام في أزمنة الفترات من يكون ببيان سنن المرسلين كفيلاً، واختص هذه الأمة بأنه لا تزال فيها طائفة على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمره ولو اجتمع الثقلان على حربهم قبيلاً، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، ويحيون بكتابه الموتى، فهم أحسن الناس هدياً وأقومهم قيلاً.اهـ
فبيان خطأ العالم المخالف والتحذير من قوله او فعله لا يعني عداوته بل هو من باب البر به كما قال بعض السلف:"من نصحك فقد احبك ومن داهنك فقد غشك" ,فما أفسد الرد على المخالف يوما للودّ قضية،فمن احب التسلط على الناس واوجب عليهم قبول رايه وتقليده لا يريد الرد عليه.
المهم بارك الله فيكم لا بد من التخلص من الاخطاء وقبول الحق والخضوع له والتقيد بالشرع في الاقوال والافعال ومراقبة الله عز وجل والشعور بالمسؤولية وبالاخطار المحدقة والاستعداد لمواجهة الاعداء وفي مقدمتهم النفس والهوى والشيطان.
اسال الله ان يجمع قلوبنا على الحق وان لا يجعلنا من الغافلين والحمد لله رب العالمين.
ابو عبد الله
تعليق