• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفريغ:: [بعض الافتراءات التي يتناقلها الحزبيون ومن ضمنها أنه مازال يطعن في الشيخ ربيع] للعلامة يحيى بن علي الحجوري ــ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفريغ:: [بعض الافتراءات التي يتناقلها الحزبيون ومن ضمنها أنه مازال يطعن في الشيخ ربيع] للعلامة يحيى بن علي الحجوري ــ




    ــ بسم الله الرحمن الرحيم ــ


    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين ، و أشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له ، و أشهد أن محمدأً عبده و رسوله ، أما بعد :
    فهذا تفريغ لدرة من درر فضيلة الشيخ أبي عبد الرحمن يحي بن علي الحجوري-أعزَّه الله سبحانه- والتي هي عبارة عن أسئلة من محافظة "إب" مضمونها تلك الإفتراءات والبتورات التي نسبت إليه -حفظه الله- ظلماً و زوراً .
    فما كان من الشيخ حفظه الله إلا أن قام بتفنيد هذه الشبه وبيان الأكاذيب والتلفيقات التي أثيرت حوله بما فتح الله سبحانه وتعالى عليه من علم بكتاب الله و سنة رسوله –صلى الله عليه وسلم- وأقوال السلف رحمهم الله .

    فألفيناها جديرة بأن تفرغ حتى يتيسر الانتفاع بمادتها ، وقد وفَّقنا المولى –جلاَّ وعلا- أن قمناَ بهذا العمل ، وهذا -في الحقيقة – أقلُّ ما نُقَدمه خدمةً لعلمائنا و مشايخنا –حفظهم الله تعالى- مع الدعاء لهم ، وتقرباً إلى الله عزَّ وجلَّ بنشر
    العلم النافع و الذب عن أعراض علماء السنة التي يحاول أهل الأهواء -قديماً وحديثاً- تلطيخها بالبدع عن طريق التلفيقات والكذب و البتورات ، والله خير حفظاً وهو حسبنا ونعم الوكيل يقصٌّ الحقَّ وهو خيرُ الفاصلين .
    و يتلخص عملنا في:
    أولاً :تفريغ المادة الصوتية ، ومراجعتها .



    ثانياً :عزو الآيات إلى مواضعها من السور ، وهكذا الأحاديث إلى مظانها (الصحاح وغيرها) ، مع ذكر حكم الإمام الألباني رحمه الله إن احتيج لذلك لمزيد بيان .
    ثالثاً :ترقيم المراجع-ما استطعنا لذلك سبيلاً- التي اعتمد عليها الشيخ حفظه الله .
    فالله تعالى نسأله أن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم ، و أن يحفظ الشيخ و يبارك فيه و في تلك الدار القائم عليها ، إنه سميع مجيب .
    و الحمد لله ربِّ العالمين .


    تفريغ المادة الصوتية والتي بعنوان:
    "أسئلة من محافظة إب "
    نص التفريغ :

    قال فضيلة الشيخ أبي عبد الرحمن يحي بن علي الحجوري –أعزَّه الله تعالى- :
    -- يقولون :هل صحيح أنكم حين أن أراد نعمان الوتَر أن يتوب لم تقبلوا ؟ و لم تقبلوا زيارته؟.
    يا أخي هذه كلمات مكذوبة ، يعني يزورنا أناس من شتى بقاع الدنيا ما قد رددنا أحد ، حتى أشاعوا عنَّا أنَّنا من قبل الذي يأتي ــ أناس عند الدخول ــ يعني يختبرونه ، ما تقول في فلان؟ ، إن نجح و إلا ردُّوه ، والله هذا ظلمٌ ، وكذب ، والحمد لله قد فشلت هذه الأقاويل ، فلا من قبل ولا من بعد من زارنا حيَّاه الله ، إن كان من أهل السنَّة فحياه الله و طالب علم أو زائر ، وإنكان من أهل الأهواء أو كذا نصحناه ، ننصحه ما نتركه يذهب أو نلتقي معه وننصحه فإن قَبِل فبها ونعمت و إلاّ ﴿ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ [ الغشية22] ؛ وما يأتي وتكون زيارتنا معه ودِّية –صاحب الخطأ- الحمد لله ما تكون ، تكون زيارة لمناصحة ، إذا زارنا و جاء له حق المسلم على المسلم من النصح ، « الدين النصيحة » قلنا لمن قال « لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم »([1]) ، فكوننا لا رددناه ولا هو أتى و لا استأذن ولا أن يأتي و رددناه و لا شيء من هذا ما نعلم .
    والكذب علينا كثير ، والحمد لله ما حصل علينا ضرر من قبل و لا من بعد إلى الآن ، والأسئلة تفد إلينا هل كان الشيخ رحمه الله يحرِّم شراء الموز ؟ ويحرم شراء الخيار؟ والله هذا كذب عليه ، و الموز يأكل على مائدته ويأكله و هكذا الخيار وهكذا يعني ما كان من حليب البقرة .. المهم ظلم ، اتركوا الإشاعات الباطلة –بارك الله فيكم- .

    بالله عليكم هل تظنون بالدعوة السلفية هذه الخزعبلات ، هي أرفع ، حتى مسألة الأكل بالملعقة أو الأكل بالشوكة ، يعني ما كان للشيخ رحمه الله فيها أيَّ تحرِّجٍ ، على أنهم يشيعون أنه ألف كتاباً اسمه "الصواعق في تحريم الأكل بالشوك والملاعق" . أناأذكر هذا –بارك الله فيكم- لتعلموا أن الدعايات الشيطانية المكذوبة ، والإشاعات الباطلة كثيرة من هذا و من غيره ، والتلفيقات ، والبتورات ، ما أدري ما مقاصدهم و الله بما يعملون خبير ،﴿وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ [الأنفال:47] .
    --يسألون عن ابني آدم الأول الذي قتل أخاه؟
    الذي قتل أخاه تذاكرنا قبل أيَّامٍ بما يتعلق بما قال الله –عزَّ وجلَّ-:﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ [المائدة :27 ] . وعدم التقبُّل من الآخر يدل على الذي ما تقبِّل منه ليس ممن يتقبَّلُ الله منهم ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ هذا واحدة .

    قال: ﴿قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ، و هذا مذكور في كتاب الله (أن تكون من أصحاب الناَّر) ، ﴿وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ﴾ ، و أصحاب النار الذين هم أصحابها ، وأهلها الذين هم أهلها هم الكفَّار ، الذين لا يموتون فيها و لا يحيون ﴿فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ﴾ ، و كم ترى في القرآن ذكر أصحاب النَّار أنَّه في سياق المشركين و الكفَّار .
    ﴿وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ *فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [المائدة:الآية30] ، عند هذه الآيات﴿فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ ، وعند قوله :﴿فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ﴾ ، قال جماعة من أهل العلم بما قالوه أنه منهم من يقول أنه مسلم عاصٍ بعثه على ذلك الحسد ، و منهم من يقول هذا كفر الذي من أجله استوجب النَّار ، وهذا مذكور في بطون الكتب ،في تفاسير القرآن ،إضافة إلى ما ثبت في الصحيحين أن النبيَّ-صلَّى الله عليه وسلَّم- قال : ((لاَ تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا إِلاَّ كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا ، لأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ))([2]) و[قال أيضاً] ((...وَمَنْ سَنَّ فِى الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَىْءٌ ))([3]). و قال في عمرو بن لُحَي الحديث : (( رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عَامِرِ بْنِ لُحَىٍّ الْخُزَاعِيَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِى النَّارِ ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ))([4] )، فلا ينكر على من قال بالقول الأول إنه مسلم ، وحصلت منه تلك الأعمال بدافع الشيطان و الحسد ، و لا ينكر على من قال إنه كافر لما ظهر من هذه الألفاظ أنه ﴿مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ وأنه ﴿مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ؛ نعم إنه يحمل أوزار جميع المقتولين ظلماً إلى يوم القيامة ، أيَّ نفس تقتل ظلماً يحمل وزرها ، وكم قد قتل من ملايين الناس ، وابن آدم الأول يكون له كفلٌ من دمها إلى يوم القيامة ، في كتاب "الإيمان الأوسط-المطبوع ضمن مجموع الفتاوى-" (7/495) للشيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- : سياق ما تسقط به العقوبات رد على فئتين ضالتين الخوارج والمرجئة في بعض أقوالهم ؛ من قوله : ((وَقَدْ احْتَجَّتْ الْخَوَارِجُ وَالْمُعْتَزِلَةُ([5]) بِقَوْلِهِ تَعَالَى : ﴿ إنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ قَالُوا : فَصَاحِبُ الْكَبِيرَةِ لَيْسَ مِنْ الْمُتَّقِينَ )) ، معنى ذلك : أنهم يكفرون صاحب الكبيرة و يرون أنه لا يفبل منه أيَّ عملٍ ، وهذا كقولهم عند قول الله –عزَّوجلَّ- : ﴿بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ[ البقرة:81] قالوا: من أحاطت به خطيئته أي: عند ذنوب فإنه من أهل النَّار ، و لا يفسرون هذه الخطيئة بالشرك ، وعامَّة أهل العلم يفسرون هذه الخطيئة بالكبرى ، الخطيئة المكفِّرة الشرك ، لا على أنها ما دون الشرك بالله، فالخوارج يقولون : مرتكب الكبائر لا تقبل منه أعمال ، و أعماله محبوطة لأنه غير متَّقي .
    قال شيخ الإسلام:(( قَالُوا : فَصَاحِبُ الْكَبِيرَةِ لَيْسَ مِنْ الْمُتَّقِينَ فَلَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْهُ عَمَلًا فَلَا يَكُونُ لَهُ حَسَنَةٌ وَأَعْظَمُ الْحَسَنَاتِ الْإِيمَانُ فَلَا يَكُونُ مَعَهُ إيمَانٌ فَيَسْتَحِقُّ الْخُلُودَ فِي النَّارِ..)) هم يقولون يعني نقل قولهم . ثم قال : ((..وَقَدْ أَجَابَتْهُمْ الْمُرْجِئَةُ : بِأَنَّ الْمُرَادَ بِالْمُتَّقِينَ مَنْ يَتَّقِي الْكُفْرَ فَقَالُوا لَهُمْ : اسْمُ الْمُتَّقِينَ فِي الْقُرْآنِ يَتَنَاوَلُ الْمُسْتَحِقِّينَ لِلثَّوَابِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : ﴿ إنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ﴿ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ وَأَيْضًا فَابْنَا آدَمَ حِينَ قَرَّبَا قُرْبَانًا لَمْ يَكُنْ الْمُقَرِّبُ الْمَرْدُودُ قُرْبَانُهُ حِينَئِذٍ كَافِرًا وَإِنَّمَا كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ ؛ إذْ لَوْ كَانَ كَافِرًا لَمْ يَتَقَرَّبْ وَأَيْضًا فَمَا زَالَ السَّلَفُ يَخَافُونَ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ وَلَوْ أُرِيدَ بِهَا مَنْ يَتَّقِي الْكُفْرَ لَمْ يَخَافُوا وَأَيْضًا فَإِطْلَاقُ لَفْظِ الْمُتَّقِينَ وَالْمُرَادُ بِهِ مَنْ لَيْسَ بِكَافِرِ لَا أَصْلَ لَهُ فِي خِطَابِ الشَّارِعِ فَلَا يَجُوزُ حَمْلُهُ عَلَيْهِ ..الخ))اهـ . وإنَّما كفر بعد ذلك قال : ((وَأَيْضًا فَابْنَا آدَمَ حِينَ قَرَّبَا قُرْبَانًا لَمْ يَكُنْ الْمُقَرِّبُ الْمَرْدُودُ قُرْبَانُهُ حِينَئِذٍ كَافِرًا وَإِنَّمَا كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ ..)) ، ومن هذا الباب ما أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" برقم(4939) : حدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ [ثقة إمام] ، حدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ[وهو ثقة] ، حدَّثَنَا جَعْفَرٌ [بن محمد الوصَّاغ مترجم في "التقريب"( ثقة )]، عَنْ عَفَّانَ [وهو الصفَّار (إمام)]، ثنا هَمَّامٌ [بن يحي وهو العوذي (كذلك)]، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: (( أَنَّ ابْنَ آدَمَ الَّذِي قَتَلَ أَخَاهُ تَقَاسَمَ أَهْلَ النَّارِ نِصْفَ عَذَابِ جَهَنَّمَ قَسَمَةً صِحَاحًا)) . سنده صحيح ، رجاله ثقات.
    و في كتاب "المحرر الوجيز"(2/210) لابن عطيَّة :(( قِسمَةً صحيحة)) . لكن هذا في الأصل (صحاحاً) ، هناك نظير لكنه لا يثبت عند ابن جرير (10/219) -و إليه عزاه السيوطي في"الدر المنثور"(3/61)- : حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن [محمد] ابن إسحاق، عن حكيم بن حكيم، أنه حُدِّث عن عبد الله بن عمرو: أنه كان يقول: (( إن أشقى الناس رجلا لابْنُ آدم الذي قتل أخاه،ما سُفِك دم في الأرض منذ قَتَل أخاه إلى يوم القيامة، إلا لحق به منه شيء، وذلك أنه أوَّل من سنَّ القتل.)) ، وهذا لا يثبت كما رأيت ، (محمد بن حميد) كذِّب ، و(محمد بن إسحاق) مدلِّس وقد عنعن ، و (حكيم بن حكيم) متروك ، فالذين قالوا ما هو كافر قالوا : أنه قرَّب قرباناً ، والذي يقرب قرباناً ما يتقرب إلى الله إلا و هو يريد أن يتقبل قربانه ﴿فلم يتَقَبَّل منهُ ، وفي هذا السياق الذي قرأناه لشيخ الإسلام ذكر هذا في سياق كلامه (أنه لم يكن كافراً حين قرَّب ، وإنَّما كفر بعد ذلك) ساق هذا ، القرطبي في تفسير الآية ينقل أقوالا و ينقل قول من قال بكفره ، وقول من قال بعدم كفره اعتماداً على ﴿إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا، على أن الآيات التي فيها أنه كان من الخاسرين ، وابن كثير يشير إلى أن الخسارة خسارة الدنيا و الآخرة و نحو ذلك في السياق ، وابن جرير أيضاً ينقل هذا-أنها خسارة الدنيا والآخرة- ، ابن أبي زمنين يقول: (خسر الجنَّة) ، ابن عطيَّة نحو هذا الكلام ، جملة من هؤلاء منهم من يقول:(خسر دنياه وآخرته) ، ومنهم من يقول:(خسر الجنَّة) ما هنالك دليل صريح لكن منهم من أخذ بظواهر الآيات ومنهم من أخذ بتلك ، ما هنالك دليل صريح بكفره أو عدمه .
    لا شك أن القاتل يندم حتى ولو كان مسلماً ، يعني قوله: ﴿فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ و قوله:﴿فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ بعضها من بعضٍ هذه الأدلة على أنها خسارة عظيمة ، وهكذا من النادمين قد تكون الندامة على أنه خسر دنياه وآخرته ن وقد تكون الندامة على أخيه ، فالندامة على الوقوع على المعاصي ، الذي يتوب من توبته أن يندم على ما فعل ، ومن تلك الشواهد :
    ندمت ندامة القصعيِّ لمَّا * * * غدت منِّي مطلَّقة النَّوار .

    --ويسألون : يقولون : هل تقرون قول من قال : إن النبي-صلَّى الله عليه وسلم- لا يقبل كلامه
    إلا بدليلٍ وحجَّة ؟
    الجواب:
    هذا لا يقرُّه من يعظِّم ويوقِّر رسول الله –صلَّى الله عليه وسلَّم- ، قال الله –عزَّ وجلَّ- : ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب:الآية21] وقال الله –عزَّ وجلَّ-: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا [الأحزاب:الآية 36] ،وقال الله : ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:الآية07] ، وقال الله –عزَّ وجلَّ-: ﴿رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ [النساء:الآية165] . وقال الله –عزَّ وجلَّ- : ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ[النور:الآية 63] ، كل هذه الأدلة تدلُّ على وجوب قبول ما أتى به رسول الله –صلَّى الله عليه وسلم- ، وأنَّ ما أبانه ، وقاله حجَّةٌ ،﴿رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ مبلغين عن الله تعالى ،[قال تعالى]: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ [المائدة :الآية67] .

    -- يقولون : وهل السنَّة معظمها وحيٌ ؟ أو كلُّها وحيٌ ؟
    الجواب:
    السنَّة كلُّها وحيٌ ، قال الله –عزَّ وجلَّ- : ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:الآيات1ـ2ـ3ــ4] . وقال النبي –صلَّى الله عليه وسلَّم- لعبد الله بن عمرو : ((اكْتُبْ فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ إِلاَّ حَقٌّ))([6]) ، وعلى ذلك قال ابن كثير في أوَّل "تفسيره"-و غيره من المفسرين-: ( إن السنة كلها وحيٌ) ، كلام جيِّد ، ولشيخ الإسلام في "مقدمة أصول التفسير" كلام جيِّد حول السنَّة و ما كان من هذا الباب ، وعلى ذلك أهل العلم ، إلاَّ أن منها ما هو توقيفي [قال تعالى]: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي [الإسراء:الآية85] ، من نظير هذا الدليل ، لمَّا جاء ذلك الرجل فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَرَى فِى رَجُلٍ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ ، وَهْوَ مُتَضَمِّخٌ بِطِيبٍ فَسَكَتَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - سَاعَةً فَجَاءَهُ الْوَحْىُ ، فَأَشَارَ عُمَرُ - رضى الله عنه - إِلَى يَعْلَى ، فَجَاءَ يَعْلَى ، وَعَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَوْبٌ قَدْ أُظِلَّ بِهِ فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُحْمَرُّ الْوَجْهِ ، وَهُوَ يَغِطُّ ثُمَّ سُرِّىَ عَنْهُ فَقَالَ: « أَيْنَ الَّذِى سَأَلَ عَنِ الْعُمْرَةِ » فَأُتِىَ بِرَجُلٍ فَقَالَ: « اغْسِلِ الطِّيبَ الَّذِى بِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، وَانْزِعْ عَنْكَ الْجُبَّةَ ، وَاصْنَعْ فِى عُمْرَتِكَ كَمَا تَصْنَعُ فِى حَجَّتِكَ » .([7]) ، فهذا ما جابه حتى جاء التوقيف و البيان عن الله سبحانه وتعالى بهذه السنَّة التي هي وحيٌ و أخبر به ذلك الرجل المحرم فيما أحرمَ به ، ومناه توفيقية ، يقول رسول الله –صلى الله عليه وسلم – القولَ فيأتي الدليل يأيِّدُ قولهُ ، وكان القرآن من دفاع الله عن نبيه وتأييد قوله ، وهكذا في السنَّة و الأدلة كثير لو أراد الإنسان أن يبرزها في شريط أبرزها ، وإنما القصد الإلماح إليها ، هذه يسمونها توفيقية ؛ قال هذا القول فوفق فيه ، وأيَّده الدليل ، بل إن القرآن والتوفيق حصل لعمر –رضي الله عنه- قال أقوالاً فوفِّقَ فيها وأيَّده الوحي سواءً في الأسرى أو في قوله (حجِّب نساءك يا رسول الله) معروفة في مواضعا ، وجمعت في رسالة ، ولكن قد يكون أكثر ما يكون منها ما كان يالتوقيف لأن الإمام الشافعي –نقله شيخ الإسلام في "مقدمة أصول التفسير" - :( ما قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قولا إلا و له أصلٌ في القرآن) هذا على أنها السنة معظما توقيف.

    -- يقولون : عثمان رضي الله عنه أتقولون أنه صاحب بدعة؟
    و الله لا أحد قال بهذا من المسلمين ، ما أعلم ، فكيف يقول هذا مسلم أنه صاحب بدعة، مبتدع أبداً ، ولكن يقال اجتهد و المجتهد يصيب ويخطئ ، ومما اجتهد فيه قطعاً ذلك الآذان الأول في الزوراء الذي جاء فيه حديث السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ في "صحيح البخاري"برقم (912) قَالَ :((كَانَ النِّدَاءُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوَّلُهُ إِذَا جَلَسَ الإِمَامُ عَلَى الْمِنْبَرِ عَلَى عَهْدِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم – وَأَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضى الله عنهما - فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ - رضى الله عنه - وَكَثُرَ النَّاسُ زَادَ النِّدَاءَ الثَّالِثَ عَلَى الزَّوْرَاءِ) ، وهذا يفيدك على أن الآذان الأول يقيناً لم يفعله رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ولا أبوبكر و لا عمر ، ولا يقول إنه فعله رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أو أبا بكر أو عمر عالم من العلماء أو شمَّ رائحة السنَّة ، الاتفاق على أنه كان في زمن عثمان قال ابن رجب :اختلفوا فيمن أحدثه ، فقال : يعني أحدثه عثمان في زمنه ، ولم يقل احد إنه مبتدع ، نقل نقولات على هذا اللفظ . وقال ابن عمر فيما ثبت عنه عند ابن أبي شيبة في"مضنفه"(2/140) و غيره أكثر من إسناد أنه بدعة([8]) ، و قال ببدعيته جماعة من اهل العم نقلنا قولهم في كتاب"أحكام الجمعة وبدعها"(ص410-422) دون أن نقول إنه مبتدع البتَّه و لا يتجرَّأ على هذه الكلمة ، هو صحابيٌ مبشَّرٌ بالجنَّة و دائماً وأبداً نحن نقول(ليس في الصحابة مبتدع) ، هو-عثمان- مبشّر بالجنة ، وتستحي منه الملائكة ، زوَّجه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بابنتيه ، حفر بئر رومة وله بذلك الجنَّة ، وجهَّزَ جيش العُسْرَة ، و غير ذلك من المفاضل له ثم يقال أنه مبتدع؟!! ؛ أقول و الله هذا من الظلم والتلفيقات والأكاذيب التي يتزَّهُ عنها من يتقي الله عزَّ وجلَّ ، ومن يحترم العلم الشرعي والحق وأهله.


    -- يقولون : إنكم تفرحون بالمدح ، وتفرحون بمن قال فيكم (إمام الثقلين) ؟
    و الله يا أخي ما أفرح بالمدح لا من قبل و لا من بعد ، والله شاهد و مطَّلعٌ على القلوب ، يأتي بعض الشعراء ببعض القصائد أنظر فيها أحذف منها ما هو يستحق الحذف ، وبعض الشعراء أستحيي أن أقول له تعالى انظُر القصيدة ، ربَّما يكون شاعراً قديماً ن وشاعراً له منافحة إلى غير ذلك ، قد تكون الزلقة و الخطأ ﴿ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ﴾ [الأنعام:الآية164] ، وعلينا النصح ، وعلينا البعد عن الإطراء ، نحن نؤمن بقول رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بقوله: « لاَ تُطْرُونِى كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ ، فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ »([9])، فإذا كان هذا في رسول الله –صلى الله عليه وسلَّم- القائل : ((أنا سيِّدُ الناس يوم القيامة ولا فخر))([10]) ، صاحب اللواء المحمود والحوض المورود ، وقد ثبت عن النبي-صلى الله عليه
    وسلم سمع رجلاً يقول : ((يَا سَيِّدَنَا ، وَابْنَ سَيِّدِنَا ، وَيَا خَيْرَنَا وَابْنَ خَيْرِنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، قُولُوا بِقَوْلِكُمْ وَلَا يَسْتَهْوِيَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولُ اللَّهِ ))([11]). وأمثال ذلك كثير و قال : (أمثال هؤلاء فارموا ثم قال يا أيها الناس إياكم والغلو في الدين)([12]) قال الله : ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ﴾[ النساء :171] وهكذا من يعني : الغلوّ في الصالحين

    من أوسع أودية الأباطل الغلوّ في الأفاضل
    كما هو معروف من كلام المعلمي رحمه الله، هذا ديننا واعتقادنا، بغض الغلوّ، بغض الإطراء، بغض المخالفات، بغض الكلمات الشاردة عن الحقّ، وأننا ننصح أنفسنا بملازمة الحقّ قولاً وفعلاً، ونعتب على من يقول: الشعر أعذبه أكذبه، وهذا ما هو صحيح، بل أعذبه أصوبه، ويجب تحرّي الحقّ فيه والعدل فيه والإنصاف فيه، يجب تحرّي الحقّ في الشعر والنثر،
    الشعر حسنه حسن وقبيحه قبيح، والله عزّ وجلّ يقول : ﴿ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً [ الإسراء: 53]، فأنا أبغض الغلوّ فِيَّ ولستُ أهلاً لأن يُغْلَى فِيِّ، ماهوما والله أرضى بذلك، وأبغض الغلوّ في الصالحين وأبغض الغلو حيث كان ،هذا من عقيدة أهل السنة ودعوتهم، وكم لنا ولله من أشرطة في التحذير من الغلوّ وأهله ن والباطل وأهله، كل ذلك ديننا واعتقادنا ؛ تدينا والله ، فلا أقرّ المبالغة ، ولست إمام الثقلين ، وأنا أدرّس إخواني وأقوم بمجهود وأسأل الله أن يكتب الأجر والمثوبة وأن يفغر الزلل والخطل ، وتلك المقولة أنكرناها وننكرها على غيره ممّن زلّ، وإخواننا الذين يرون وأنا أرى بعض القصايد، يرون كم أحذف من بعض الكلمات حتى فيها والله ما ربما بعضها، أقول اتركها؛ مافيها غلوّ ومع ذلك أقول احذف هذه ؛ تجنب ،دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، لا يحتاج إلى هذا وما إلى ذلك،
    والشعراءـ الشاعر بعضهم له نزوة كما يقال ـ ربما تطفح عليه بعض الكلمات أوما إلى ذلك ، ثم إن الذين قالوا هذه الكلمة قد تراجعوا عنها ـ هم أهل سنة ـ وتراجعوا عنها وتركوها، وأنا ما أنا إمام الثقلين ، أنا أعني مدرس طلابي واستخلفني الشيخ رحمه الله على هذا الدار للدعوة إلى الله عز وجلّ ، نسأل الله البركة وكلٌ يشرحه عمله في الدنيا والآخرة، كلٌ سيقدم على ما قدم ﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [ الزلزلة: 7ــ 8]والحمد لله البركة حاصلة، لست بحاجة إلى الإطراء ولله الحمدـ البركة حاصلة في التعليم ، والبركة حاصلة في الدعوة والبركة حاصلة في السنة ، والبركة حاصلة في الدفاع عن الخير ودرع الشرّ عنا ، والبركة حاصلة في وجوه كثيرة، ولكن ما أدري ما مقاصدهم بهذا أننا نقر هذا في أنفسنا عياذا بالله ، وبعض الكلمات قد تٌقرأ أنا أكون مشغولا بالأوراق مشغول بالمستأذنين مشغول بأشياء؛ والله بعضهم ما ننتبه لهم ، كم من قصيدة هزها وراح، وننبه إن انتبهت لها أو نُبّهت عليها نبهت عليها.

    --يقولون هل تقرّ أوتطعنون في الأقرع بن حابس ؟!
    أبداً، انظروا يا إخوان الأقرع بن حابس رضي الله عنه ذكر البيحاني رحمه الله في كتابه " اصلاح المجتمع " كلاماً وكان والله في ذهني، لأني قرأت إصلاح المجتمع وعلقت في الدفتر ببعض الأشياء من التعاليق والتعقبات وبعضها فاتتني وفي ذهني أن أكمل ما حصل من تنبيهات في طبعات أخرى ، إلى الآن ما طبعت الطبعة الثانية وحتى ربما إذا طبعوه بغير إذني وهكذا ، إن تمكنت ويسر الله لي الوقت ،فعندئذ تلك الطبعة فيها كلام ما أعجبني أنا في الأقرع بن حابس من البيحاني رحمه الله ، فلم أتمكن ولم أنتبه للتنبيه عليه ، قالوا : يقر الكلام في الأقرع بن حابس، يا أخي يريدون أن يلصقوا بي تهمة يعني : أنني أطعن في الصحابة ، أنا سلفي يا فجرة ، صحيح مالكم؟ ما عليكم منهم ، نحن نفنّذ شبههم وإلا والحمد لله الخير سائر ، مهما حسدوا﴿ فَأَمَّا الزَّبَدُ
    فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ
    [ الرعد: 17]طيب هم يقولون لا تتكلمون في المبتدعة كالسويدان وعمرو خالد ـ ايش رأيكم يا إخوان؟! ـ هاتو كلامكم قولوا لهم واعرضوه بجانب كلامي في أهل الأهواء ،
    كم نؤذى وكم نتحمل في بيان حال أهل الأهواء ، السويدان معي فيه شريط ردّ قبل أيام ورسالة تكفي مطبوعة ستطبع يعني رسالة في السويدان ربما ستطبع ملزمة منشورة، فأين كلامكم وردكم على أباطليه تلك التي قال فيها ما قال ؟! وأنه يعترض على الله وأنه يعترض على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأنه وأنه.. أنا ـ أنا ـ ما أتكلم في السويدان؟! وهم يتكلمون، معناه هم الذين ناصحون وأنا امكتّم على السويدان على عمرو خالد! عمرو خالد معي شريط ، وين أشرطتكم أنتم فيه ، معي شريط في عمرو خالد وكلام في بيان حاله ، لله عزّ وجلّ ، أرى وجوب إنكار المنكر، ووجوب بيان حال أهل الباطل والأهواء ، وممّن يلفّق هذه الأقاويل مُفسدٌ من المُفسدين فاجرٌ كذاب يدعى عرفات البصيري لا صبّحه الله بخير ولا مسّاه ، ينشر بين الناس مثل هذه الأقاويل والبتورات وقد لبّس على بعض الناس حتى سبب فتنة في الدعوة السلفية قريبة من فتنة بن صيّاد ، وربما مثل فتنة صبيغ بن عسل بالبتورات والأكاذيب حتى يشحن بين أهل السنة؛ والله وكم ننبه ونقول يا قوم انتبهوا من هذا الرجل ،هذا الرجل ما أدري إيش يريد؟صاحب فتنة في الدعوة مفسد من المفسدين ،نسأل الله أن يصيبه بالبلاء، ومصطفى مبرم أيضا هذا الحزب واش يريد هذا الحزب؟حزبيون فتنتم الدعوة والله ،لقد علم فتنتكم القاصي والداني وكل من نصح لدين الله وتريدون أن تقلبوا الحقائق أنكم أنتم السلفيون بما جنيتموه وفعلتموه في الدعوة السلفية وما فعلتموه مع ذلك تقلبون الحقائق.


    --يقولون إنكم لا تزالون تطعنون في الشيخ ربيع ؟
    انظروا يا إخوان الكذب ! ما هو قبل أيام وقد؛ يعني تكلم عندنا بكلمة وحصل الثناء الحسن ، وجاشت قلوبهم من أجل محاولة أن لا يتفق الشيخ يحيى والشيخ ربيع والشيخ يحيى والشيخ فلان!! ابتغاء الفتنة ـ ابتغاء الفتنة ـ ولا يريدون أن يتفق عالمان أو أكثر من عالمين معي أو أكثر أو أقل على الدعوة السلفية ونصرتها والتعاون على البر والتقو والوقوف ضد الباطل والوقوف ضد الرفض والتصوف والأهواء، ولكن سُعاةٌ في الفتن ، هذا الرجل وأمثاله ، نعوذ بالله من فتنتهم ومن فتنة المسيح الدجال ، والحمد لله سِرنا وإياه على خير ولله الحمد وحصل كلام طيب وتكلم عندنا وطلب مني أن ألقي كلمة عنده في مجلسه وعند طلابه وألقي كلمة عنده ، مسأل الله أن يجزيه خيرا على ذلك وهذا من تواضعه ، ولا زالوا ساعين بالفتنة ، الحمد لله نحن مقبلون على شأننا ، وقبلون على ما يرضي الله عز وجل ـ والواقع شاهد ـ ومن قال غير ذلك وقال يعني لسنا مقبلين على العلم وإنما ، من يحقر هذا الخير سيحقره الله، فإن هذا المفتن والمفتون الذي هو عرفات وكذا أمثاله ممن لا يعظمون الخير والله ،ولا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا إلاّ ما أشرِب من أهوائهم، ويتنكرون للحق وهم يعلمون، وقد ثبت عند أبي داود برقم(3575) فقال رحمه الله : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ السَّمْتِىُّ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ أَبِى هَاشِمٍ[وهو الرّماني] عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ[وهو عبد الله] عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« الْقُضَاةُ ثَلاَثَةٌ وَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ وَاثْنَانِ فِي النَّارِ فَأَمَّا الَّذِي فِي الْجَنَّةِ فَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَقَضَى بِهِ وَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَجَارَ فِي الْحُكْمِ فَهُوَ فِي النَّارِ وَرَجُلٌ قَضَى لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلٍ فَهُوَ فِي النَّارِ » ، فالْقُضَاةُ ثَلاَثَةٌ ، قاضيان فِي النَّارِ وقاض في الجنة ، فَأَمَّا القاضي الَّذِى فِي الْجَنَّةِ (فَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فقَضَى بِهِ ) عرف الحقّ وأبان الحقّ وحكم به و عدل به وأنصف به ، سواء كان قاضيا ممّن كان سمّي قاضيا في أماكن أو كان قاضيا يقضي بالحق ويدعوا إليه ويأمر بهن هذا من أسباب دخول الجنّة ، وقاضيان في النار أحدهما (عرف الحق فجار في الحكم) ما قضى بالحقّ ، وهذا ينطبق على هؤلاء المناحيس ، أصحاب هذا الحزب الذين عرفوا الحقّ و دافعوا عنه ودعوْا إليه، وهو يعرفون والله أننا ندعوا إلى السنة من قبل ومن بعد ، تتلمذوا عندنا في هذه الحلقة وذهبوا إماّ يكتمون الحق وهم يعلمون وإمّا يزيدون وينقصون ويبترون ويكذبون ويفجرون ويفتنون في الدعوة السلفية ابتغاء الفتنة و بغيا وعدوا وحسدا، وهذا تشبه باليهود كما تعلمون ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ [ آل عمران :71] نعم، والثالث يقضي على جهلٍ بين الناس ـ بين الناس على جهل ــ (قضى بين الناس على جهل) ،يقضي بالجهل بلا علم، فاثنان للنار ،وواحد للجنة هو الذي عرف الحقّ وقضى به، ولا تظن أن من عرف الحق وحاول تهميش الحقّ والتأثيم عليه والتعمية عليه أنه ممّن يدخل في ذلك الوعد الطيّب ؛ بل يدخل تحت ذلك الوعيد الشديد، وثبت عند الإمام مسلم في "صحيحه"برقم(4825) من حديث أبي بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وعبد الله بن نمير، قَالُوا: حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : « إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِى حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا » لازم العدل في حكمه، ما يحاول يتلمّس العنت والبغي والعدوان والكذب ويجور في حكمه وقوله ــ أيًّ كان ــ فالذي يريد هذا الوعد المبارك العظيم يكون من المقسطين ﴿ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [ الحجرات:9] بلا بتورات بلا أكاذيب بلا تلفيقات على الدعوة السلفية وعلينا وعلى الحقّ ، ما يجوز هذا، وليعلم الإنسان أن الذي سيوبقه الحق إن جار عنه أو سينقذه الحقّ إن لزمه، كما ثبت عند الدارمي رحمه الله برقم (2518) من حديث الحجاج عن حماد بن سلمة وساق الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ((مَا مِنْ أَمِيرِ عَشَرَةٍ إِلاَّ يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولَةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ أَطْلَقَهُ الْحَقُّ أَوْ أَوْبَقَهُ. )) الحديث ، إما أن يقول بالحق فيصير ذلك عتقا له ، وإنقاذا له ــ معنى الحديث ــ وإما أن يقول بالباطل فيوبقه الحق، فاعلموا أن الحقّ سيوبق من خالف الحقّ، ومن خالف السنة سيجني على نفسه ﴿ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [164 ـ سورة الأنعام ]وتقليب الحقائق والتلبيس تشبه باليهود، فقد ثبت([13]) عند ذلك اليهودي حين زنيا قال الله عزّ وجل : ﴿قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ[ آل عمران:93] دعا النبي صلى الله عليه وسلم بالتوراة ، دعاهم أن يأتوا بالتوراة ، ثم فتحت التوراة ليحاجهم بما عندهم لا لأنه يريد أن يقيم عليهم الحدّ بما في كتبهم ، بل يريد أن يثبت عليهم الحجة أنهم خالفوا دين الله من قبل ومن بعد، خالفوا كتب الله، فجاء واحدٌ منهم ووضع ذلك المدراس يده ــ أي ذلك الذي منهم ــ ووضع يده على آية الرجم وجعل يقرأ قبلها وبعدها، هذا أساس البتر والتلبيس ــ نعم ـ قال له عبد الله بن سلام : ارفع يدك، فرفع يده فإذا فيها آية الرجم، رجمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رجم الرجل والمرأة، قال : «اللهم إنى أول من أحيا أمرك إذ أماتوه »([14])ولهذا أدلة كثيرة والشاهد من ذلك لولا أن الوقت قد ذهب يعني أكثر مما نحن ننتهي به في هذا الوقت لكان لهذا مزيد بيان وإيضاح مع التذكير بتقوى الله سبحانه وتعالى ، وليعلم كل من قال قولا وهو يعلم أنه باطل أنه سيعود عليه بالضرر حتى وإن كان يتعامى عن ذلك ﴿وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاء فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ [فصلت :25 ] قال الله : ﴿وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ* وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ [ الزخرف: 36ــ37 ]قال الله : ﴿ أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [ البقرة: 75 ]يعلمون أنهم حرفوا وأن كلام الله ليس هذا الذي حرفوه ، ويعتدون على كتاب الله ويحرفونه وهم يعلمون، حتى إن التنديد والشرك حصل من كثير منهم وهم يعلمون ، ماهم على جهل ، يعلمون أنّ الخالق هو الله و الرازق هو الله، قال الله سبحانه ﴿يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ [ البقرة :21ــ22 ] أنتم تعلمون أنه لا ندّ له وتعلمون أنه الحقّ الذي جاء به، وقال الله سبحانه وتعالى : ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ* اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ* وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ [ العنكبوت 61ــ62ــ63 ]إذا كانوا يعترفون بالحقائق ثم يخالفونها ويعاندون فإن هذا ضعف عقل فيهم و عدم عقل بالحق ولا يضر ذلك ، تأمّل ؛ هذا شأن الذي يعلم الحق ويجور، ورجل علم الحق وقضى وجارى في الحكم وقضى بغيره، في حديث بريدة المتقدم آنفاً، ومن هذا الباب قول الله سبحانه:﴿قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾[ المؤمنون:85]حاجهم الله عز وجل بما علموه، لماذا لا يتذكرون الحق وينصاعون له ، هذا يزيد في ضعفهم وفي الوعيد الذي أنزل﴿ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ* سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ* قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ* سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ [ المؤمنون :68ــ87ــ88ــ89 ] وأنا أظن أن بعضهم ما هو .. لغيظ نفسه وللحقد الذي فيه يعني حتى
    وعين الرضا عن كل عيب كليلة *** ولكن عين السخط تبدي المساويا
    يعني ما هو يرضى حتى المعاند ما يرضى ، ما يرضى بالحق وبالخير إلاّ إذا وافق هواه كما في حديث حذيفة رضي الله عنه أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم في حديث " تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا.. وفي آخره قال : عن الذي يعني كثرت على ذنوبه النكت ـ قال : إلا ما أشرب من هواه وآخر أسود مرباد لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه ، يريد أن يدلل الحق ويبرز عضلات عليه ويظن أن هذا الذي ينصره وهو الذي يرفعه وهكذا القلاقل وأمثال ذلك ، قلقل كثير من المفسدين ، هذا علامة أهل الفساد ليس علامة أهل الحقّ ، ماضرّوا ما ضرّوا، العبرة بالهداية بالتوفيق بالسنة بالعلم ، لا بالقلقلة والفتن و ــ ماذا ــ والإعتداءات والبغي والعدوان﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [ يونس :23] ــ نعم ــ هذا حاصله .
    وأحذّر نفسي وسائر السامعين وفق الله الجميع من سائر المسلمين ان يبتعدوا عن العناد للحقّ وليتأمّلوا في الذين عاندوا الحقّ كيف أضلهم ذلك العناد وكيف أذلهم الله عز وجل ﴿ وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ
    [ البقرة :89] تأمّل هذه الآية عدة أمور فيها مثبتة أنهم كانوا يعرفون أنه الحقّ ، ومنها ﴿ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ من قبل هم يستفتحون ويؤكدون أنه سيبعث نبي وأنه حقّ وأنه في آخر الزمان وكتبهم تبين ذلك، وما جاء به أيضا مصدق لما في كتب الله المتقدمة ـ وهذا كله ما جعلهم ينصاعون للحق وينصرون الحق ولكن خُذِلوا، خُذِلوا بالمعاندة ـ قال الله ﴿ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ ما جوزوا على ذلك العناد بالرحمة ولكن جوزوا على ذلك العناد والكبر والمضادة للحق باللعنة ـ هذه سنة الله في خلقه ، وهكذا بارك الله فيكم أيضا يشرح ذلك حديث عاصم بن عمر بن قتادة أو نحوه في سبب نزول هذه الآية أو في هذه الآية.

    أحذّر نفسي وإخواني السامعين من العناد للحقّ، وهكذا المجازفة والمبالغة والفتن على المؤمنين ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ [ البروج:10] رد للحقّ وبين الحق للناس وحذر من الباطل وتصدى للباطل وقم بما أوجب الله عليك مما ينصر دينه، إما الإيذاء والفتن والتلفيقات والأكاذيب، هذه ما فيها ضرر ـ ضررها على أصحابها أكثر، ذكر الله المعاندين ، فقال الله :﴿وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ [ الأنعام :111]فتأمل هذا الدليل العظيم لشدة العناد، هذا في حق أهل العناد الذين علم الله منهم هذا، وقال الله : ﴿ وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [ الأنفال 32] من شدة العناد ، ما قالوا : ارحمنا ، وفقنا ، اهدنا اصلحنا ، أبداّ!! ولكن تمنّوا ان يهلكوا بالحجارة ولا يكون ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم الحق ، أنا ألمِح بهذا أن العناد يضر صاحبه ، وأنه يجب على المسلمين التعاون على البر والتقوى ، ويحذرون التعاند والعدوان ، وأنه يجب أن نشغل أنفسنا بطاعة الله ويجب أن نشغل أنفسنا بما يرضيه، ونعلم على أن الجميع مُكادٌ له ، يكيد له أعداء الإسلام، يكيدون والله ، أعني الرافضة ، يكيدون للدعوة السلفية، يكيدون حتى لأصحاب الجمعيات وللإخوان المسلمين ولمن ليس رافضيا في اليمن، من لم يكن رافضيا فهو عندهم ، يعني لا بدّ أن يكون على طريقهم وإلاّ ما يريدون الساحة إلاّ لهم ، يكيدون لسائر الناس ، ما أدري ليش هذا الإنشغال من بعض الناس
    بالدعوة السلفية ، تارة يرجّم عليها ، تارة تُبتلى من قبيل أعداء الله الرافضة ، وتارة أيضا من قبيل بعض المثرثرين والمُفتنين ، ولكن لعل الله عز وجل يريد لها خير وقد حصل ولله الحمد ، ما ظلم أحد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله بها عزًا وتالله إننا لنرى هذا رأي العين، أننا كلما ظلمنا من هؤلاء البغاة بشتى أنواعهم سواء من الرافضة أو من بعض طلابنا الذين كانوا هنا وانحرفوا وفتنوا وتحزبوا أو من بعض الحساد أو من بعض يعني نعلمه أو لا نعلمه ، أن ذلم ما زادنا ضُرًا ولا شراً ، بل جعل الله به البركة في الدعوة والقبول عليها وجعل فيه الخير الكثير مما نعلمه وما لا نعلمه ﴿ وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ [ النحل 53] والحمد لله رب العالمين ، وعفوا على التأخر.

    تفريغ الأخوين: حسين الجيجلي ـــــ عبد الحكيم الجيجلي
    عفا الله عنهما





    [1] ــ [رواه مسلم برقم(205) من حديث تميم الداري-رضي اله عنه- ]

    [2] - [صحيح البخاري برقم (3335) وصحيح مسلم برقم (1677) من حديث ابن مسعود]

    -[3] [مسلم برقم2398 من حديث جرير بن عبد الله]

    -[4] [رواه البخاري برقم(3521) ومسلم برقم(7372) من حديث أبي هريرة ]

    4- قال الشيخ يحي : و المرجئة أيضاً .

    [6] ــ [ أخرجه أبو داود برقم (3646) ، و الدارمي برقم (484) ، و الحاكم (1/105-106) ، وأحمد(2/162و192) من حديث عبد الله بن عمرو-رضي الله عنهما-]

    [7] ـ [متفق عليه –و اللفظ للبخاري- من حديث يعلى بن امية –رضي الله عنه-]

    [8] ـ [و هو مخرج في كتابه الفذ "احكام الجمعة"(ص/410)]

    [9] ـ [رواه البخاري برقم(3445)]

    [10] ـ[أخرجه الحاكم (1/83) من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه و وافقه الذهبي]

    [11] ـ [أخرجه أحمد (3 / 153 و 241 و 249) من حديث أنس رضي الله عنه ] قال الإمام الألباني في"الصحيحة" (3/171) : ((إسناده صحيح على شرط مسلم ))

    [12] ـ [رواه النسائي ( 2 / 49 ) و ابن ماجه ( 2 / 242 ) و ابن خزيمة ( 1 / 282) ، والحاكم(1/466) وغيرهم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما- . قال الحاكم : (صحيح على شرط الشيخين) . و وافقه الذهبي ، فتعقبه الإمام الألباني في "الصحيحة" (3/375) بقوله : ((و ليس كذلك ، فإن زياد بن حصين لم يخرج له البخاري في صحيحه فهو على شرط مسلم فقط ، و كذلك صححه النووي في " المجموع " ( 8 / 171 ) و ابن تيمية في " الاقتضاء " ( ص 51 ) .))اهـ

    [13] ـ [ في الصحيحين منحديث ابن عمر رضي الله عنهما]

    [14] ـ[ عند مسلم برقم(4536) من حديث البراء بن عازب]


    التعديل الأخير تم بواسطة علي بن رشيد العفري; الساعة 15-02-2013, 10:50 PM.

  • #2
    جزاكما الله خيرا وكتب أجركما

    تعليق


    • #3
      ما شاء الله تبارك الله
      جزى الله الأخوين الفاضلين أبا عبد الله وأبا عبدالرحمن الجيجلين على التفريغ
      وبارك في العلم الشيخ العلامة اليمن أبي عبد الرحمن يحيى بن على الحجوي

      تعليق


      • #4
        جزاكما الله خيراً وبارك فيكما

        تعليق

        يعمل...
        X