و بفضل الله تم ترجمته الى اللغه الأنجليزيه و سيرفع إن شاء الله على الشبكه
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
(مختصر البيان الموضح لحزبية العدني عبد الرحمن ...) لمجموعة من طلبة العلم-بإشراف الشيخ يحيى حفظه الله
تقليص
X
-
أولاً: ( تبييت الفتنة )
لا شك أن ما من مبطل يخشى أن لا يقبل منه باطله إلا وبيّت فتنته إلى وقتٍ يراه مناسبًا لبثِّ ما يريد كما أبان ذلك ربنا سبحانه وتعالى في قوله: ﴿وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا﴾ [النساء/108] ، وقوله: ﴿قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ﴾ [النمل/49]، وقوله تعالى: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ [الأنفال/30].
قال الإمام البربهاري –رحمه الله-كما في "طبقات الحنابلة" (1/190): (مثل أصحاب البدع مثل العقارب يدفنون رؤوسهم وأبدانهم في التراب ويخرجون أذنابهم فإذا تمكنوا لدغوا وكذلك أهل البدع هم مختفون بين الناس فإذا تمكنوا بلغوا ما يريدون) اهـ.
وقال المفضل بن مهلهل السعدي –رحمه الله-: (لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثك ببدعته حذِرْتَه وفررت منه، ولكنه يحدثك بأحاديث السنة في بدوِّ مجلسه ثم يدخل عليك بدعته فلعلها تلزم قلبك فمتى تخرج من قلبك).
وقال الإمام الوادعي –رحمه الله- في "غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة" (2/9): (فمن قال له الأخ ربيع إنه حزبي فسينكشف لك بعد أيام أنه حزبي؛ لأن الشخص يكون في أول أمره متسترًا ولا يحب أن ينكشف لكن إذا قوي وصار له أتباع ولا يضره الكلام فيه أظهر ما عنده). اهـ
وقال أيضًا في "غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة" (2/14): (وكما تقدم أن قلنا إن الشخص يتستر ولا يظهر الحزبية إلا بعد أن تقوى عضلاته ويرى أن الكلام لا يؤثر فيه). اهـ
ونحيطكم علمًا ومن يقف على هذا أن عبد الرحمن بن مرعي العدني وخواص أصحابه كانوا مبيتين لهذه الفتنة، وعلى ذلك براهين متعددة منها:
1- قال أبو عبدالله محمد بن مهدي القباص الشبوي: (رجعنا يومًا من محاضرة في صعدة مع عبدالرحمن العدني وذلك بعد عودة الشيخ يحيى حفظه الله من رحلته الأخيرة إلى عدن فقال الأخ صادق العبديني (وكان أحد زملاء عبدالرحمن العدني ومقربيه) لعبدالرحمن حضر للشيخ يحيى في عدن جمع كبير نرى دولتنا ستقام هناك –أي في عدن- فقال عبدالرحمن العدني: وما يدريك يا أخانا صادق أن يتحول المركز أو قال الدعوة هناك لأن هذا المركز –أي مركز دماج مهدد من قبل الرافضة). اهـ وذلك قبل فتنة عبد الرحمن وقبل فتنة الحوثيين.
2- قال أبو يوسف الأمريكي قال لي عبدالله بن مرعي العدني: (هناك خلاف بين المشايخ، أنا والشيخ عبيد وأخي عبدالرحمن في شق والمشايخ في شق). اهـ وهذا الكلام كان قبل الفتنة بزمن.
3- قال محمد بن سعيد بن مفلح وأخوه أحمد وهما من أهل الديس الشرقية بساحل حضرموت،إن سالمًا با محرز قال لهم في منتصف عام 1423هـ: (نحن قد انتهينا من أبي الحسن، والدور جاي على الحجوري). اهـ
4- وقال أبو بلال خالد بن عبود با عامر الحضرمي: إن عبدالله بن مرعي قال يُخشى على الدعوة من الشيخ يحيى. اهـ وذلك سنة 1422هـ قبل الفتنة بأربع سنوات.
5- قال عبدالحكيم بن محمد العقيلي الريمي: (جاء أخ أندونيسي يستشير عبدالرحمن العدني في شراء أرض في دماج بأربعة مليون يمني، فقال له عبدالرحمن: أنصحك ألا تشتري، ثم ذهب الرجل فقال لي عبدالرحمن: انصح الرجل، هذا مال كثير، والله أعلم هل تبقى دماج أو لا وربما يضيع مال الرجل أو كما قال. وهذا كان قبل الفتنة, والله على ما أقول شهيد.
قال أبو الخطاب طارق الليبـي وهو من رؤوس أصحاب هذه الفتنة للأخ أيمن الليبـي قبل الفتنة قال: عبدالرحمن بن مرعي العدني سيفتح مركز في عدن كبير ، إمكانياته قوية ودعمه قوي وسيسمى مدينة العلم وإن شاء الله سيكون فيه حلٌّ للغرباء.
ثم قال أبو الخطاب: وما سيبقى في دماج أحدٌ من الطلاب.
6- قال وضاح العدني للأخ يوسف الجزائري قبل ظهور الفتنة: أرأيت هؤلاء المدرسين الأقوياء زعموا –يريد ياسين العدني وناصرًا العدني وأبا الخطاب الليبـي وغيرهم- كلهم سيخرجون من دماج ويذهبون إلى المركز الجديد بعدن وما سيبقى منهم أحد هنا.
8- قال الأخ عبدالله الجحدري -المسئول على ترتيب الدروس في دماج- وكان من المقربين لعبدالرحمن العدني ومجالسيه، قال: إنه أراد أن يشتري بيتًا في دماج فنصحه عبدالرحمن ألا يشتري، وقال له: ما ندري كيف تكون الأمور وماذا سيكون غدًا، وكان هذا في آخر فتنة أبي الحسن.
9- وبنحو هذه النصيحة نصح بها عبدالرحمن بن مرعي العدني أخًا آخر بحضرة الأخ عبدالله الجحدري بعد سنتين من نصيحته للأخ عبدالله الجحدري –تقريبًا-.
10- وقال عبدالرحمن بن أحمد النخعي: ركبت مع عبدالرحمن العدني في سيارته من مودية إلى لودر ومعي عبدالباري اللودري، فسأله عبدالباري اللودري، فقال: يا شيخ عبدالرحمن إيش أخبار المركز؟ قال عبدالرحمن العدني: نحن نسعى في ذلك. فقال عبدالباري اللودري: هذا سعي طيب من أجل أن ينتهوا السماسرة في دماج ثم ضحك عبدالباري اللودري فسكت عبدالرحمن العدني.
11- قال عبدالله بن علي الرازحي:
سافرت من دماج إلى صنعاء في شهر رجب عام 1427هـ أناوسعيد الخولاني وآخرون من طلبة العلم وحصل نقاش حول المركز الذي يسعون في بنائه في أحد ضواحي صعدة فقلت لهم:
أولاً: بعض الناس كان يوهمنا كثيرًا من زمان أنه سُيبنى مسجد داخل مدينة صعدة لأهل السنة.
ثانيًا: لماذا سيكون بعيدًا عن المدينة فتولى الإجابة سعيد الخولاني فقال من أجل أنه مركز وستبنى بيوت للطلاب فقلت: ومن القائم عليه فقال أنا وأنت وفلان وفلان (من أهل صعدة) فقلت: وإذا اختلفنا قال ما سنختلف. فقلت: لماذا لا يكون الأمر كسائر مساجد أهل السنة القريبة من مراكزهم؟ فقال: تريد أن يقول الشيخ يحيى: أنت لا تخطب أنت لا تدرِّس؟
قلت: إذًا ما ستستفيدون من تزكية الشيخ يحيى ولا الشيخ عبدالعزيز البرعي اللتين فيهما ربطه بدار الحديث وجعله تحت نظر الشيخ يحيى وفي ثنايا المناقشة قال بعض الناس عندنا اتصال بأن نمشي إلى الشيخ محمد بن عبدالوهاب، فقلت له: لماذا؟ فقال: من أجل التزكية لمسجد صعدة (المركز) فقلت: قد قيل لنا إنه يكفيه ولو تزكية واحدة من أجل القَطَرِيّ -صاحب المال-, فقال سعيد الخولاني: يا أخانا تزكية الشيخ يحيى فيها تحكم فارتفعت الأصوات ثم انصرفنا إلى فرشنا.
كان هذا في مجلس الضيوف بمسجد الخير بصنعاء...اهـ
وقد ذكر عبدالرحمن العدني نفسه في أول اجتماع للمشايخ في دماج بسمع منهم ما يدل على أن ما قام به هو في الواقع قيام بدور من سبق من الثائرين على دار الحديث بدماج وعالمها، إذ قال:لا أخفيكم أنه بعد انتهاء فتنة البكري جاءني أناس وقالوا: [قد سقط البكري، فقم أنت الآن]. كما نقل هذا شيخنا يحيى رعاه الله.
12- وقال حسين بن فضل الصلاحي اليافعي: قال عبدالله بن سالم الردفاني -وهو من المتعصبين لعبدالرحمن بن مرعي العدني- إن في نفسي على الشيخ يحيى شيئًا من أيام فتنة أبي الحسن..
تعليق
-
[ نتائج هذا التبييت ]
1-ظهور التغيرات في عبد الرحمن بن مرعي العدني:
فإن من آثار ذلك التبييت أن ظهر في واقع عبدالرحمن في حقبة من الزمن قبل الفتنة جملة من التغيرات.
والله عز وجل يقول: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال/53] وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [البقرة/211] وقال تعالى: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ * سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ﴾ [الأعراف/175-177], وقال تعلى: ﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ [الصف/5].
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك»، من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- في مسلم.
وجاء من حديث عبدالله بن سرجس رضي الله عنه في "مسلم" أنه صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الحور بعد الكور.
قال الإمام النووي –رحمه الله- في "رياض الصالحين" عند هذا الحديث: ( قال العلماء ومعناه الرجوع من الإستقامة أو الزيادة إلى النقص)اهـ.
وقال أبو بكر رضي الله عنه: (لست تاركًا شيئًا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به فإني أخشى إن تركت شيئًا من أمره أن أزيغ) متفق عليه.
وبيان ما ظهر من تغير في عبدالرحمن ما يلي منها:
أ)كان عبدالرحمن العدني يثني على الشيخ يحيى ويشكر له جهوده ويعترف له بالفضل والنفع والقيام بالواجب والتوفيق ويحيل إليه ويستأذنه إذا سافر ويأتي يسلم على الشيخ إذا رجع من سفره, وقبل الفتنة بزمن ذهب ذلك وتغير الحال إلى عكس ذلك، فحصلت منه الطعون ضد الشيخ يحيى بأن عنده حماقات، سمع هذا الأخ كمال العدني ومحمد السوري وطارق البعداني وغيرهم.
ب)ولما بلغه أن فالحًا الحربي يطعن في الشيخ قال: دعوه يخفف من حدته، قاله للأخ عبدالسلام الشعبي اليافعي، وأن الدروس العامة ما فيها كبير فائدة. سمعه الجحدري، والمقصود: الدروس العامة الخاصة بالشيخ يحيى.
ج)كثرة التحركات في الآونة الأخيرة بصورة ملفتة لم تكن معهودة من قبل، فكان يخرج إلى المسافات البعيدة في الآونة الأخيرة بتجلد مع وجود المرض عنده ، وكان من قبل يعتذر بالمرض لعدم خروجه حتى إنه لم يساعد الشيخ يحيى في تحمل أعباء المركز مما أغضب الشيخ مقبل رحمة الله عليه:
قال الشيخ يحيى الحاشدي: قال الشيخ مقبل رحمه الله تعالى عندما كان في مستشفى الثورة في صنعاء لعبد الرحمن بن مرعي العدني نريدك أن تساعد الشيخ يحيى في المركز فإنه مبتدأ في حمل أعباء الدعوة, فقال عبد الرحمن العدني: لا أستطيع. فقال الشيخ مقبل يا أخانا عبد الرحمن نريدك أن تساعد الشيخ يحيى, فقال عبد الرحمن لا أستطيع, وأخذ يتعذر بأشياء, فخرج عبد الرحمن والشيخ مقبل مغضب عليه ووجهه أحمر اهـ, وكان من عادة الشيخ رحمه الله إذا غضب احمر وجهه.
وهذا شيء ملموس ومشاهد من حال عبد الرحمن.
د)إقامة الدروس بشكل لم يكن معهودًا –أيضًا- من قبل إذ كان يتعذر بالمرض.
هـ)تقريبه لأناس كانوا خصومًا له، وكان خصمًا لهم كعلي الحذيفي وياسين العدني وغيرهم من غير حصول ما يقتضي ذلك من صلح أو توبة، إذ كان يقول عبدالرحمن العدني في ياسين: بلا أدب وما أظنه موفقًا، وكان ياسين العدني يقول في عبدالرحمن: ليس بصاف مثل اللبن ولا شيء، بل عليه أمور, ولم يكن علي الحذيفي يرى عبدالرحمن العدني عالمًا ويستنكر فتاويه ويقول: ماذا سيقول علماء السعودية إذا علموا أننا نقول عبدالرحمن العدني عالم وهو صغير السن، وكان عبدالرحمن يقول وقد سئل عن الحذيفي فقال: الحذيفي عنده أكبر من هذا.
2- (ثورة عبدالرحمن العدني والفرقة في دماج):
لقد أحدث عبدالرحمن العدني شيئًا جديدًا في الدعوة لم يكن قبل معهودًا في دعوة أهل السنة ، وهو (التسجيل) الذي أجمع مشايخ أهل السنة باليمن على تخطئته والإلزام بتوقيفه وأنه من استطاع أن يسحب ماله فليفعل بعد تفاقم الأمر وبدء الخلاف ، في اجتماع لهم في دار الحديث بدماج وطلبوا منه أن يبين ذلك أمام الطلاب فلم يفعل ولا زال يطالبه شيخنا يحيى بعد ذهاب المشايخ بما وعد به المشايخ فلم يستجب لذلك واستمر في التسجيل وقابل الشيخ بالإساءة مما يتبين في الأمور الآتية.
وكان هذا التسجيل كالتالي:
تسجيل الأسماء عبر المندوبين له من دماج وسائر اليمن لشراء أرض لإقامة مركز فيها مع بيوت لطلاب العلم في هذا المركز بدعايات مكثفة سابقة ولاحقة برخص الأسعار والمكاسب التي تحصل من وراء هذا مع تضييق وقت التسجيل بأربعة أيام وتحديد العمران بعام واحد.
وجرى هذا كله بدون مشاورة للشيخ يحيى ولا استئذان.
وهذا مما أدى إلى اندفاع كثير من طلاب العلم بسبب الإغراءات إلى التسجيل مما أدى إلى خروج الكثير من طلاب العلم من دار الحديث وبيع بيوتهم وممتلكاتهم وتحمل كثير منهم ديونًا وخرج بعضهم للعمل ليوفر مالاً لقيمة الأرض وبنائها فتركوا بذلك طلب العلم وبعضهم كان مؤلفًا فضاعوا وربما تعرض بعضهم لما يمس دينه وأمثلة ذلك يطول ذكرها وهي أمور لا تخفى.
ومن ذلك:
ما قاله أبو الخطاب طارق الليبـي وهو من رؤوس الفتنة للأخ أيمن الليبـي قبل الفتنة: قال عبدالرحمن العدني: سيفتح مركز في عدن كبير إمكانياته قوية ودعمه قوي وسيسمى مدينة العلم وإن شاء الله سيكون فيه حل للغرباء.
ثم قال أبو الخطاب: وما سيبقى في دماج أحدٌ من الطلاب.
وكذا ما ذكره الأخ أبو هريرة الباكستاني وغيره أن أصحاب عبدالرحمن ربما جاءوا إلى بعض الغرباء وأغروهم ووعدوهم بأنها ستعطى لهم الإقامات والتسهيلات.
وهذا الذي جرى دعا شيخنا يحيى الحجوري حفظه الله إلى النصح والبيان وتحذير طلبة العلم من الآثار الوخيمة بسبب هذه الأفعال.
وكانت النصيحة بداية سرًا لعبد الرحمن العدني في جلسة خاصة، ثم لما لم يقبل عبد الرحمن العدني النصح هو ومن معه وتمادوا في هذا الفعل بذل الشيخ النصح علنًا لطلبة العلم خوفًا عليهم من الضياع وهذا نص الرسالة:
الدليل على إنكار التسجيل
بسم الله الرحمن الرحيم
من يحيى بن علي الحجوري إلى أخينا المكرم الشيخ الفاضل عبدالرحمن العدني وسائر الإخوة مندوبي التسجيل حفظكم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فقد أخبرني كثير من الإخوان الأفاضل أنكم حفظكم الله تألمتم مما قلته عن التسجيل المعروف لديكم، وأحب أن أبرز لكم في هذه الرسالة موجب إنكاري للتسجيل المذكور الذي كنت ألمحت إن لم أكن قد صرحت لأخينا الشيخ عبد الرحمن بالبعد عنه في تلك الجلسة التي حضرها الإخوة الأفاضل: كمال العدني، وأبو الدحداح الحجوري وحسن الخولاني.
وإليكم إخواني الكرام بعض ما ظهر لي من مفاسد هذا التسجيل الذي قد تعود أضراره عليكم خاصة وعلى الدعوة عامة، أسأل الله العظيم أن يشرح صدوركم للبعد عنه وينفع بكم المسلمين، وأهم ذلك ما يلي:
أولاً: فتح باب اللفيف، وعدم التمييز في الدعوة، فإن الشخص الذي يشتري له أرضية هناك ولو ظهر منه الخير لكم الآن لا تؤمن عليه الفتنة من إظهار حزبية أو غيرها من المخالفات التي توجب طرده وإبعاده عن الدعوة حماية لجنابها الكريم، وقد لا تقدرون أنتم ولا غيركم على طرد وإبعاد مرتكب تلك المخالفة المشوهة لكم وللدعوة، بما لا يحتاج إلى تفصيل وذلك: لتمكن صاحبها في بيته وأسرته ومناصريه، لا سيما في مدينة عدن الحرة فهو مستعد أن لا يخرج من بيته ولو وصل معكم إلى المحكمة العليا.
ثانيًا: هذا التسجيل اللفيف مع أنه أسس من أول يوم على الأطماع الدنيوية لشراء الأراضي الرخيصة في منطقة تجارية، وقد صرح بعضهم بلسانه أنه إنما يريد أرضية لقصد إيجارها أو التجارة فيها، فهو أيضًا يعتبر فتح باب الدنيا على أناس قد تعبت الدعوة في تأهيلهم لأن يكونوا بإذن الله عز وجل علماء ومؤلفين ومحققين، ودعاة بارزين، وأنت خبير أيها الأخ لكريم أن ذلك الجو الحار يحتاج إلى مزيد من التكاليف المالية للكهرباء، ومتطلبات ذلك من مكيفات مستمرة ليل نهار، وغير ذلك توقيًا لشدة الحر الذي لا يتهيأ معه النشاط لطلب العلم، بالإضافة إلى المصروف اليومي، وهذا يحتاج إلى مال باهض والمركز في أول نشئه؛ فإما أن تلجأ إلى الخضوع لبعض الجهات التي تستهدف ذلك الجمع، وهذه قاصمة -لا قدر الله-، وإما أن يندفع الإخوان الذين كنا نأمل فيهم النفع المذكور إلى فتح باب التجارة وغيرها من الأعمال، والانشغال بذلك عن العلم، ولو حضر لكم أحدهم خطبة أو محاضرة اعتبر نفسه بها طالبًا، وهذه حالة شبه العوام، وأنت خبير أن بعض الإخوان هنا على هذا الجو العلمي المهيأ لا نزال نماسكهم عن ما ذكرته من الانشغال عن العلم بالدنيا، وبعضهم فلت من بين أيدينا، والله المستعان.
ثالثًا: لقد سمعنا من يقول هذا التسجيل فيه حزبية، ويستدل على ذلك بأن بعض المندوبين للتسجيل يأتيه من يريد أرضية فيعتذر له، ويأتيه الآخر مثله في نفس الزمن فيعطيه، وقد يقال: إنه يختار الأنسب لذلك، وهذا لا يبرر عدم التهمة المذكورة؛ إذ أن الجميع ظاهرهم السنة، ولم يحكم أحد من العلماء على واحد منهم بغير ذلك.
رابعًا: إنكم قد عرفتم بركة هذا السير الذي أنشأت عليه جميع المراكز في اليمن، بعيدًا عن هذا الهيلمان، وما فيه من السكينة والسلامة والنفع، ورأيتم بوادر أضرار ومفاسد مخالفته من التعصب، والانحياز الصادر من بعض الناس داخل دعوة واحدة، والترويض على التمرد والعقوق لي، وأنا أعتبر نفسي بمنزلة الوالد لهم هنا وهم كذلك، حتى حصل هذا التسجيل فرأيت وسمعت منهم ما لم أره ولم أسمعه منهم قبله، ولا أظنكم ترضون بذلك، فإن رضيتم به فالجزاء من جنس العمل.
خامسًا: لما كان هذا التسجيل قد نصب عليه الشيطان رايته، رأيتم ما حصل فيه من لفت الأنظار مما أدى إلى التربص من أعدائنا المغرضين بنا.
سادسًا: أن مشاكل ما قد يتوقع من المهاترات على الأراضي كما حصل للبكري وأصحابه تعود أثقالها على كواهل من تعلمون من علماء السنة، الذين لم تعبأوا بنصحهم الآن، ودرأ المفاسد مقدم عند أهل الفقه على جلب المصالح، هذا إن علم أن هناك مصالح محققة، فكيف إذا كانت ظنية أو متلاشية.
أكتفي في هذه العجالة بهذه الإشارات، مع نصحي المتكرر لكم أيها الشيخ الكريم ولسائر إخواننا المتقادعين على تلك الأراضي؛ بالاعتذار عن هذا التسجيل ورد أموال الناس لهم، والتخلص من ربقة هذا المأزق الكائد لكم وللدعوة، وبناء مركز مبارك كغيره من مراكز أهل السنة، مع الحرص على التآخي والتحاب بينكم وبين إخوانكم مشايخ السنة وطلابها وهذا أنفع رصيد لدعوتكم من تلك التجميعات الملفلفة التي لا تعطي لتوجيهات العلماء كبير اهتمام، فقد لا تعطي لكم ذلك بعد مقاضات الغرض من باب أولى ونحن لكم في ذلك سند بعون الله عز وجل وبالله التوفيق.
كتبه أخوكم محب الخير لكم -كما يعلم الله-: يحيى بن علي الحجوري). اهـ
وما ذكره الشيخ يحيى حفظه الله في هذه الرسالة من المحاذير قد وقع.
فنتج عن ذلك أن ظهرت ثورة القوم وظهر الطعن والتزهيد في الشيخ ودار الحديث علنًا, وهلم جرا مما يأتي ذكره من آثار ذلك.
تعليق
-
المخالفات الناتجة عن ثورة التسجيل
وإليكم ما جره هذا التسجيل المذكور آنفًا من المخالفات العظيمة والنتائج الوخيمة:
الأول: (التكتيل والتعصيب الذي هو منشأ التحزب وبذرته)
عن أبى هريرة –رضي الله عنه- عن النبى -صلى الله عليه وسلم- أنه قال « من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاش من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه »أخرجه مسلم (2584).
قال الشيخ ربيع – حفظه الله- في "التعصب الذميم وآثاره" (10): (فإن حديثنا عن موضوع خطير ألا وهو التعصب الذميم، وما يؤدي إليه من آثار وإنه لداء عضال فتك بعقول الأمم، وحطم المبادئ وفتك بالأرواح، وإنه لأول داء ابتلي به الخلق، فإبليس اللعين أوّل عاص كان سبب معصيته هو التعصب ﴿خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ﴾[الأعراف/12] تعصب واعتزاز بعنصره، وقوم نوح وغيرهم من الأمم الضالة التي كذبت الرسل. الأحزاب..الفرق..أهل الأديان من اليهود والنصارى والمجوس والهنادك، وسائر الكفرة والوثنيين، ما فتك بهم إلا هذا الداء العضال والعياذ بالله).اهـ
لما حصل ما سلف ذكره في بيان حادثة التسجيل آل الأمر بكثير من أصحاب التسجيل ومن غرر به من المسجلين إلى التعصب والتكتل، وهذا أمر تشهد له أمور متعددة تتلخص فيما يلي لا على سبيل الاستقصاء:
1-الجلسات السرية في البيوت والمزارع والجبال والوديان والمكتبة العامة في أوقات مختلفة من ليل ونهار, وفي أوقات دروس الشيخ يحيى العامة لجميع الطلاب إلا من له عذر.
قال عز وجل: ﴿ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ﴾ [النساء/108].
وقد قال الإمام عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى:(إذا رأيت القوم يتناجون في دينهم دون العامة فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة).أخرجه الدارمي برقم : (310) وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (1699) وإسناده صحيح إلى الأوزاعي عنه.
وأخرج ابن أبي شيبة في "مصنفه" (14/567-568) وعنه ابن أبي عاصم في "المذكر والتذكير والذكر" (ص91) بإسناد صحيح : (أنه حين بويع أبوبكر بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال: يا بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما من أحد أحب إلينا من أبيك, وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك, وأيم الله ما ذاك بما خفي أن اجتمع هؤلاء النفر عندك، إن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت قال: فلما خرج عمر جاؤوها فقالت: تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت, وأيم الله ليمضين لما حلف عليه, فانصرفوا راشدين, فروا ولا ترجعوا إليّ, فانصرفوا فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا لأبي بكر). اهـ
وقد سُئل العلامة المحدث أحمد بن يحيى النجمي –رحمه الله- :هل الذهاب بالشباب إلى الخلوات من منهج الإخوان المسلمين؟ أم أن الأمر بخلاف ذلك؟
فأجاب: نعم! هذه طريقتهم، فهم يقولون: نذهب ونقرأ القرآن وما أشبه ذلك من الأمور فيسيرون في الليل إلى أماكن بعيدة! ويجلسون هناك وعندهم أناشيد وما شابهها من البدع... لأن هؤلاء القوم إن كانوا صادقين فيما يدعون وبأنهم يريدون العبادة؛ فكان ينبغي لهم أن يجلسوا في المساجد... فالمهم أن عملهم هذا فيه خطر، ومثل هؤلاء إنما يعملون هذا العمل لأمور يريدون أن يتستروا عليها وأن يتخفُّوا بها! بمعنى أنهم سيصرحون بأقوال للموجودين معهم ولا يستطيعون أن يصرحوا بها إذا كانوا في مجمع كبير وإنما يصرحون بها عند من يثقون به ..)"الفتاوى الجلية"( ص64).
وقال رحمه الله:( فما هو الداعي إلى السرية؟! إلا أن عندهم في دعوتهم أموراً غير تعليم الأحكام الشرعية يريدون التكتّم عليها حتى يصلوا إلى مآربهم )"المورد العذب ص246".
قال الأخ الفاضل أبو أمامة عبد الله الجحدري رعاه الله: إنه ذهب ذات يوم إلى بيت علي بن سالم العدني فطرق الباب عليه فخرج وقال له إن ياسين العدني عندي ولا يريد أحدا أن يراه ثم قال علي بن سالم للأخ الجحدري انتظر سأدخل ياسين الحمام ثم بعد ذلك تدخل أنت الغرفة ويخرج ياسين ففعل علي بن سالم هذا الأمر الحسن ، فأدخل ياسين الحمام ثم دخل الجحدري الغرفة وبعدها خرج ياسين من الحمام الى خارج البيت ثم سأل الجحدري صاحب البيت لم ياسين لا يريد أحدا يراه فقال لا أدري!!!.
وقد ثبت ذلك عن الثائرين في هذه الفتنة في عدة وقائع:
أ) قال الأخ أبو بكر أنور بن علي الوادعي أحد طلبة العلم والحراس في دار الحديث حفظه الله ورعاه...فمن خلال متابعتنا للمتخلفين عن الدروس العامة لغير عذر خلال الفتنة وجدنا أمورًا عن هؤلاء المتحزبين فقد خرجنا ذات مرة بين مغرب وعشاء إلى بيت ناصر العدني -صاحب البقالة-، كما أخبرنا شخص أنهم يجتمعون في بيته في الدرس, وطرقت الباب ففتحوا لي ظنًّا أني واحد منهم، ومن حسن الحظ أن الغرفة كانت مقابل الباب فوجدتهم مع بعض الأندونيسين مثل أبي توبة المطرود وغيره ممن هم معروفون.
ووجدهم الأخ صالح بن هادي الوادعي أبو حمود من الإخوة الحراس حفظهم الله ذات مرة مجتمعين بين المزارع ولا يستحيون من وجود النساء هناك منهم ياسين العدني وأحمد مشبح وأبو الخطاب ومحمد جعفر وغيرهم ممن تعرفون.
ووجدهم الأخ فارس بن علي الوادعي وهو من الإخوة الحراس حفظهم الله ذات مرة في المكتبة وقت درس العصر مغلقين على أنفسهم يضحكون ويمزحون ويسخرون من كلام الشيخ الناصح الأمين حفظه الله منهم أحمد مشبح ومحمد جعفر وياسين وغيرهم ممن لا نعرفهم وذهبوا ووجدناهم مرة في درس الظهر بغرفة بجانب مصلى النساء مجتمعين وقت درس الظهر ولا يستحيون من الله منهم أبو الخطاب الليبـي وياسين وأحمد مشبح ومحمد بن جعفر وممن والاهم, وكثير من ذلك مما يدل على أنها حزبية مقيتة، حيث إنهم كانوا كلما علموا بنا نراقبهم انتقلوا من مكان إلى مكان متخفين وكأنهم سَرَق. اهـ
ب) وهذا الأخ فارس الوادعي أخبر: أن الأخ قايد بن علي الوادعي أخبره أن هناك مجموعة من الفرنسيين كثيرًا ما يمر عليهم وهم مجتمعون في الظلام وقت الدرس.
ج) وقال الأخ عامر السقطري حفظه الله إنه في آخر ليلة لياسين في دماج قبل أن يسافر اجتمع مع بعض الطلاب إلى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل). اهـ
د) قال الأخ شهيب التعزي حفظه الله: (بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد: دخلت يوماً أنا والأخ ياسين العدني في بيت عبد الرحمن شثان وكان أهلي وأهله في بيته، فأصر علينا الأخ عبدالرحمن شثان بالعشاء ، فكان عبدالرحمن يقول للأخ ياسين تفضل يا شيخ اجلس يا شيخ تعظيمًا له, يا شيخ، يا شيخ، - وكان متعصبًا له جلدًا آنذاك- ، فقال ياسين العدني: الشيخ يحيى يقول نحن مع العلماء فأين هو من العلماء؟ بعد حوار دار بينه وبين زميله آنذاك عبدالرحمن, ويقول ياسين: ذاك فلان سفيه –يعني به الأخ مازناً العدني- بعد قليل دخل منصور العديني ويحيى العمراني وهما يلهثان فكان أول ما قال منصور عندما دخل: أغلقوا النوافذ لا أحد يسمعنا، فكان من ضمن كلامهم أنهم يأتون للأخ محمد الصنعاني ويذهبون به إلى الحراس، قال منصور: نأتي له قبل أن يجتمع معه أصحابه، والحرب خدعة، وقال أيضًا هو أو يحيى العمراني: يا إخوان نحب لا يخرج هذا الكلام لأحد).
هـ) وقال شهيب أيضًا: (وكنت مرة في الجبل حارسًا أنا وعارف السامعي وعبدالإله الشرعبي ومعاذ الدبعي فطلع ياسين ومشبح ومحمد جعفر وسند وعددهم حوالي (20) تقريبًا وقت الدرس وهم في الجبل، وجلسوا حلقة ويتكلمون...إلى قبل المغرب، ويقول أيضًا: (هذه الشلة كانت متخلفة ومتمردة عن الدرس، فكنا نخرج من الدرس وهم يخرجون من البيت واحد يمر من الجبل والثاني يمر من بين المزارع لكي لا يراهم الطلاب).
و) وقال عثمان الجزائري، وهو من المتعصبين لعبد الرحمن العدني بحضور جمع من طلاب العلم الجزائريين: كانوا -أي أصحاب عبدالرحمن العدني- كانوا يتخذون لهم خواصًا يقربونهم إليهم، وكنت أنا من خواصهم حتى جعلوني وسيطًا بينهم وبين الجزائريين فيسألونني عنهم، فمن زكيته لهم اطمأنوا إليه ومن جرحته لهم حذِروه وكنت إذا ذهبت إليهم مع بعض الجزائريين يشيرون إليَّ مستفهمين عن حاله, وقال: ولذلك لما استدعى الشيخ يحيى: ياسين وناصرًا العدنيين وأبا الخطاب الليبـي قالوا له: ليس عندك علينا دليل لأنهم لم يكونوا ليكلموا غير الخواص.
ز) وهذا الأخ أبو عبدالله البيضاني يقول بأنه كان يومًا يبحث عن فهد العدني فدُلَّ على بيت ناصر الزيدي العدني فطرق الباب ففتحوا له، فإذا البيت مكتض بالطلاب العدنيين والأندونيسيين وغيرهم.
ح- قال الأخ أبو الدحداح محمد بن حسين الحجوري ذهبت إلى عبدالرحمن العدني إلى بيته لأخذ ما طلبه منه شيخنا من الجواب على رسالة بعث بها إليه في أول الفتنة في وقت العصر فقال لي: ارجع بعد المغرب فرجعت فقال: ارجع بعد العشاء، فرجعت فقال: ارجع بعد ساعتين فرجعت، فقال: ارجع بعد ساعة، فرجعت فقال: ارجع بعد نصف ساعة، فرجعت، فقال: ارجع بعد ربع ساعة، فرجعت، وفي أثناء انتظاري رأيت عبدالرحمن الخارفي أحد المتعصبين لعبدالرحمن داخلاً خارجًا في بيت عبدالرحمن ، فقال أبو الدحداح شعرت بأن في المجلس أناسًا آخرين، ولم يَدْعُنِي عبدالرحمن للدخول إلى البيت، مع ظلمة الليل وخلو الناس.
ط) قال الأخ أبو عبدالله عيدروس بن ناصر الردفاني -حفظه الله- في منشور له بعنوان "بداية الانحراف"...اجتمع العلماء في دماج -حرسها الله- في 13جمادى الآخرة 1427هـ وقالوا بتوقيف التسجيل في مركز الفيوش فهل أخذ مندوب ردفان عبدالله بن سالم بفتوى العلماء أم لا؟ وهل ردّ المال إلى أهله في ردفان أم لا؟
مندوبنا عبدالله وكّل أخاه معاذًا بالتسجيل وكان تسجيلنا في جمادى فبقي المال عند معاذٍ وفي آخر شعبان أراد معاذ إيصال المال إلى الحدِّي مسئول الأراضي فنصحت معاذًا بأن هذا مخالفًا لفتوى العلماء فلم يبالِ لأنه منفذ فقط فقلت: هل معكم فتوى للعلماء؟ فقال: لا. قلت: ماذا قال عبدالرحمن العدني فقال: اتصلت بالشيخ عبدالرحمن العدني، فقال: الخبر عند عبدالله بن سالم، فقال عبدالله: الخبر عند محمد بن عبدالقوي، ياللعجب ما قضية هذه التحويلات من فلان إلى فلان لا تستعجل وستعلم قريبًا، ثم اتصلت بعبدالرؤوف الردفاني وبعد كلام معه، قال أخبار العلماء عند محمد بن عبدالقوي وأنا لا أعرف محمدًا هذا, لكن عندما رأيت الإحالة إليه وعنده أخبار العلماء أخذت رقمه فاتصلت به فلم أجده ثم اتصلت على الشيخ الإمام فقلت: يا شيخ سجّلنا قبل شهرين وبقي المال إلى الآن مع عبدالله وأراضينا قد حُدِّدَتْ لنا فهل نسلم المال، قال الشيخ: قد اجتمعنا في دماج وأخبرنا عبدالرحمن أن التسجيل يتوقف وأن المال الذي لا يزال في يد الإخوة يرجع إليهم فلا تسلموا المال وأرجعوه للإخوة، ثم أخبرت وكيل مندوبنا وعبد الرؤوف بهذا فاستمروا ولم يبالوا ثم اتصلت إلى معبر بمحمد بن عبدالقوي القيرحي وقد سبق أن عنده أخبار العلماء فقال: خذوا المال للحدِّي واجتمعوا سرًّا ونحن قد اجتمعنا في معبر سرًّا واتصلنا بالإخوة في يافع فقلنا لهم اجتمعوا سرًّا وأنتم اجتمعوا سرًّا ، وتكلم على الشيخ يحيى وقال الحجوري ضد المركز، والمركز سيقام سيقام...وبعد ذلك اتصل بي عبدالرؤوف وأخبرني أنه اتصل بنفسه بالشيخين الإمام والبرعي فقالا: لا تشتروا وأَرْجِعُوا المال للإخوة فلم يبالوا واستمروا على المخالفة؛ لأن عبدالرؤوف مفتون ومعاذاً منفذ وعبدالله هو الآمر وهو رأس الفتنة في ردفان فهذه هي القصة، فإذا كانت البداية مبنية على مخالفة العلماء والسرية المخالفة للحق والخديعة فكيف النهاية...إلى آخر كلامه.
ومن دلائل شدة التكتيل والتعصيب:
ط) أن الأخ شهيبًا التعزي أحد طلاب العلم في دماج ذهب يناصح ناصرًا الزيدي العدني أحد المتعصبين لعبدالرحمن ممن ترك طلب العلم في دماج من تلقاء نفسه، ذهب يناصحه بترك التعصب والفتنة، فقال ناصر الزيدي العدني: هذه عقيدة لا يمكن أن أتركها. اهـ
ي) وهكذا قال عثمان الجزائري قبل خروجه من دماج مطرودًا بسبب تعصبه وقد جلس مجموعة من الجزائريين لمناصحته فاعترف بما اقتحمه من الفتنة ووعد ببيان حال أصحابها، ثم قال بعد ذلك: هذه عقيدة في قلبي لا أستطيع الرجوع عنها. اهـ
ك) وهكذا رياض العنَّابي الجزائري بعد خروجه من دماج من تلقاء نفسه نصحه الأخ حسان القسنطيني الجزائري بالتوبة والرجوع لطلب العلم في دماج، فأجابه: كيف أتوب وهي عقيدة في قلبي. اهـ
ل) وقال أبو عبدالرحمن عبدالله الأمريكي: الشيخ يحيى عنده غلو، هذا شيء أعتقده في قلبي ولا أستطيع أتخلص منه اهـ. وسبب ذلك:
يتبع إن شاء الله
تعليق
-
2- تحريض طلاب العلم واستثارتهم على شيخنا يحيى واستقطابهم وفصلهم، ومن شواهد ذلك على سبيل المثال:
أ)قال الأخ أحمد الشعيبـي: لما تكلم شيخنا يحيى على مسألة التسجيل:
فذهبت إلى عبدالرحمن العدني وطلبت منه أن أجلس معه، فاعتذر لي بأنه مشغول فألححت عليه فأبى فطرحت الموضوع بأني كنت عند الشيخ وذكرت ما كان بيني وبين الشيخ يحيى.
قال فتغير وجهه وتمعر، وقال: أنتم يا أحمد مع من جلس على الكرسي، قد بلغنا أنك كنت معنا والآن تغيرت الأحوال.
ثم ذكر أن المكر يبور وذكر آيات المكر وأن فالحًا والبكري بسبب ظلمهم وكلامهم في أهل العلم سقطوا، وعلمت أنه ينزل آيات المكر على الشيخ يحيى.
ثم قال لي مهدداً: يا شعيبي المشايخ سيأتون غداً، فما أريدك داخل خارج!!!!
هذا والله الذي حصل, بل أظن أني قد تركت بعض الأمور لكثرة ما قاله عبدالرحمن وهجومه عليَّ واستمر بالكلام معي حوالي نصف ساعة في الطعن والغمز وأنا في دهشة وتحير أن هذا الكلام يخرج منه، والله ما كان قصدي إلاّ النصح له والجمع للكلمة.
هذا والله على ما أقول وكيل، هو حسبنا.
ب) قال الأخ كمال العدني: قال لي عبدالرحمن العدني لما ذهبت إليه أريد الإصلاح بينه وبين الشيخ يحيى قال: يا كمال أنت منذ سنة حصل منك تغير كثير على ما قربت من الشيخ وأنت متغير، فقلت: يا شيخ كيف تغيرت والله ما أنا إلا من المكتبة إلى البيت إلى المسجد أليست هذه نصيحتك لي؟ قال: لكن يا كمال ظهر منك تغير واضح والإنسان يتأثر بجليسه، قلت: يا شيخ كيف تغيرت؟ قال: يا أخانا كمال الشيخ يحيى لا يعبأ بالعدنيين ولا يبالي بهم...الشيخ يتكلم على نساء عدن، إيش من داعية يقول هذا الكلام؟.
ج) قال الأخ عبدالله الجحدري: دعا عبدالرحمن العدني علي بن سالم العدني وذلك بعد بيان الشيخ يحيى ونصحه في مسألة التسجيل وطلب منه أن يبين حقيقة التسجيل ويردوا، فقال: أنا لا أريد أن أخوض في عرض الشيخ يحيى، فقال: ما أحد طلب منك أن تخوض في عرض الشيخ يحيى ولكن واجب عليك أن تبين، وقال علي بن سالم: إن ياسين وأحمد مشبحاً خرجا من عند الشيخ عبدالرحمن العدني على أنهما سيبينان
د) لما ذهب بعض طلاب العلم وهم الأخ طارق البعداني والأخ محمد السوري والأخ أبو محمد الأردني لإبلاغ عبد الرحمن نصيحة الشيخ يحيى احمرَّ وجهه وغضب وقال: إيش هذه الحماقات لعله أقنعكم لعله أثر فيكم، ثم قال بعد كلام له: أنا اعتبر نفسي أضعف واحد في هذا المركز، والله عز وجل سينصرني. اهـ
هـ) قال زكريا اليافعي: يا شيخ عبدالرحمن جريدة البلاغ تكلمت أن هناك شقاقًا بينكم أنت والشيخ يحيى فلو أنك بينت أنه ليس بينكم شقاق؟ فنظر إلينا نظرة غضب وقال: اذهبوا انصحوا الشيخ يحيى؟ قلت: على أي شيء ننصحه قال: كل ما في رأسه من كلام تكلم به من على الكرسي، قلت: يا شيخ الآن جريدة البلاغ تقول إن بينكم خلافًا فلا بد من بيان لأنها ذكرتك بالاسم. فقال: هذه جرائد كذابة لا يهتم بها، وهذا ما قاله في درسه العمدة الكبرى أو في آيات الأحكام وهو مسجل فلم يعقب على ما قالته الجريدة ولم يقل ليس بيننا خلاف ونحن إخوان!!
و) قال الأخ إسماعيل العدني رعاه الله إن عبدالرحمن العدني قال له: خلِّيك مع إخوانك، قال إسماعيل: فقلت: خيرًا إن شاء الله، فقال عبدالرحمن: لا تهز لي رأسك أنا أريد فعلاً.
فهذه نماذج على سبيل المثال لا على سبيل الاستقصاء برهان واضح على سعي عبدالرحمن العدني في تحريض الطلاب وتكتيلهم وتعصيبهم وفصلهم وإلا فما الداعي لذلك وبماذا يُفسر؟!!.
فائدة: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه كما في "مجموع الفتاوى" (20/164): (وليس لأحد أن ينصب للأمَّة شخصاً يدعو إلى طريقته، ويُوالي ويُعادي عليها غير النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولا ينصب لهم كلاماً يوالي عليه ويُعادي غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمَّة، بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصاً أو كلاماً يفرِّقون به بين الأمة، يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويُعادون".
وقال رحمه الله تعالى (28/15 وما بعدها) (فإذا كان المعلم أو الأستاذ قد أمر بهجر شخص أو بإهداره وإسقاطه وإبعاده ونحو ذلك نُظر فيه: فإن كان قد فعل ذنباً شرعيًّا عوقب بقدر ذنبه بلا زيادة، وإن لم يكن أذنب ذنباً شرعيًّا لم يجز أن يُعاقب بشيء لأجل غرض المعلم أو غيره.وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا ما يلقي بينهم العداوة والبغضاء، بل يكونون مثل الإخوة المتعاونين على البرِّ والتقوى، كما قال الله تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾...وإذا وقع بين معلم ومعلم أو تلميذ وتلميذ أو معلم وتلميذ خصومة ومشاجرة لم يجز لأحد أن يعين أحدهما حتى يعلم الحق فلا يعاونه بجهل ولا بهوى بل ينظر في الأمر فإذا تبين له الحق أعان المحق منهما على المبطل سواء كان المحق من أصحابه أو أصحاب غيره ؛ وسواء كان المبطل من أصحابه أو أصحاب غيره فيكون المقصود عبادة الله وحده وطاعة رسوله ؛ واتباع الحق والقيام بالقسط قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴾ يقال : لوى يلوي لسانه : فيخبر بالكذب . والإعراض : أن يكتم الحق ؛ فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس . ومن مال مع صاحبه - سواء كان الحق له أو عليه - فقد حكم بحكم الجاهلية وخرج عن حكم الله ورسوله والواجب على جميعهم أن يكونوا يدا واحدة مع المحق على المبطل فيكون المعظم عندهم من عظمه الله ورسوله والمقدم عندهم من قدمه الله ورسوله والمحبوب عندهم من أحبه الله ورسوله والمهان عندهم من أهانه الله ورسوله بحسب ما يرضي الله ورسوله لا بحسب الأهواء ؛ فإنه من يطع الله ورسوله فقد رشد ؛ ومن يعص الله ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه . فهذا هو الأصل الذي عليهم اعتماده . وحينئذ فلا حاجة إلى تفرقهم وتشيعهم ؛ فإن الله تعالى يقول: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ﴾ وقال تعالى : ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ وإذا كان الرجل قد علمه أستاذ عرف قدر إحسانه إليه وشكره .... وحينئذ فلا ينتقل أحد عن أحد إلى أحد ؛ ولا ينتمي أحد : لا لقيطا ولا ثقيلا ولا غير ذلك من أسماء الجاهلية ؛ فإن هذه الأمور إنما ولدها كون الأستاذ يريد أن يوافقه تلميذه على ما يريد فيوالي من يواليه ويعادي من يعاديه مطلقا . وهذا حرام ؛ ليس لأحد أن يأمر به أحدا ؛ ولا يجيب عليه أحدا ؛ بل تجمعهم السنة وتفرقهم البدعة ؛ يجمعهم فعل ما أمر الله به ورسوله وتفرق بينهم معصية الله ورسوله حتى يصير الناس أهل طاعة الله أو أهل معصية الله فلا تكون العبادة إلا لله عز وجل ولا الطاعة المطلقة إلا له سبحانه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ... وعليهم أن يأتمروا بالمعروف ويتناهوا عن المنكر ولا يدعوا بينهم من يظهر ظلما أو فاحشة ولا يدعوا صبيا أمرد يتبرج أو يظهر ما يفتن به الناس ولا أن يعاشر من يتهم بعشرته ولا يكرم لغرض فاسد . ومن حالف شخصا على أن يوالي من والاه ويعادي من عاداه كان من جنس التتر المجاهدين في سبيل الشيطان ومثل هذا ليس من المجاهدين في سبيل الله تعالى ولا من جند المسلمين ولا يجوز أن يكون مثل هؤلاء من عسكر المسلمين ؛ بل هؤلاء من عسكر الشيطان ولكن يحسن أن يقول لتلميذه : عليك عهد الله وميثاقه أن توالي من والى الله ورسوله وتعادي من عادى الله ورسوله وتعاون على البر والتقوى ولا تعاون على الإثم والعدوان وإذا كان الحق معي نصرت الحق وإن كنت على الباطل لم تنصر الباطل . فمن التزم هذا كان من المجاهدين في سبيل الله تعالى الذين يريدون أن يكون الدين كله لله وتكون كلمة الله هي العليا...إلى آخر كلامه رحمه الله تعالى.
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة أبو أحمد علي بن أحمد السيد مشاهدة المشاركةجزاك الله خيرا أخي مهدي
آمين وإياك ياأبا أحمد
3- (إثارة الفرقة في أوساط طلاب العلم وسائر أهل السنة)
والله عز وجل يقول: ﴿مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ [الروم/31، 32]، ويقول تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ [الأنعام/159].
وقال الإمام الشاطبي –رحمه الله- في "الموافقات" (6/53): (فإن عامة المشتغلين بالعلوم التي لا تتعلق بها ثمرة تكليفية تدخل عليهم فيها الفتنة والخروج عن الصراط المستقيم ويثور بينهم الخلاف والنزاع المؤدي إلى التقاطع والتدابر والتعصب حتى تفرقوا شيعًا وإذا فعلوا ذلك خرجوا عن السنة). اهـ
وقال أيضًا في الاعتصام: (2/231): (ولهم –أي أهل الضلال- خواص وعلامات يُعرفون بها وهي علامات إجمالية وتفصيلية، فأما الإجمالية فثلاث: أحدها الفرقة التي نبه عليه قوله تعالى -وذكر الأدلة ثم قال- وهذا التفريق إنما هو الذي يصير الفرقة الواحدة فرقًا والشيعة الواحدة شيعًا). اهـ
ومما نتج عن ثورة التسجيل المشروحة آنفًا إثارة الفرقة والاختلاف والتنافر بين طلاب العلم وسائر أهل السنة بسعي عبدالرحمن العدني وأصحابه في ذلك, وذلك يتلخص فيما يلي:
1-(الهَجْرُ) وعلى ذلك شواهد منها:
أ) قال أمين مشبح في رسالة أرسل بها إلى بعض أصحابه وكان قد قرأها الأخ سعيد بن دعاس: لا تُسَلِّم على الشيخ يحيى فإنك تأثم.
ب) ما قاله أبو بلال الحضرمي قال: قال لي عباس الجونة: جاءني حسن باجبع وهو من المتعصبين لعبد الرحمن فقال لي: تأخذ أرضًا في الفيوش فقلت له أنا ما أريد أنا في دماج فألح عليّ وقال: نساعدك ونتعاون معك، فقلت له: يا أخي طريقتكم ما تعجبني فإذا بعبد الرحمن العدني في اليوم الثاني مرَّ عَلَيَّ متغيرًا ولم يكلمني. اهـ
ج) وقال حمود الوايلي: سلمت على عبدالرحمن العدني في رمضان قبل أن يُطرد من دماج فسمعت لصدره أزيزًا ورمى بيدي. اهـ
د) قال الأخ عبدالرحمن بن دعاس اليافعي أحد طلاب العلم بدماج: دخلت المكتبة العامة وفهد العدني يقول لياسين العدني: أحرقتَ الرجل يا وُلِيد –يعني الشيخ جميلًا الصلوي في الدرس العام الذي ناب فيه شيخنا يحيى حفظه الله وذلك أن الشيخ الصلوي تكلم عن الأخوَّة بإسهاب وعن السلام وكان ياسين العدني وهو أحد كبار المتعصبين لعبدالرحمن العدني قد هجر الشيخ جميلاً الصلوي قبل ذلك.
هـ) أن الأخ خليلاً التعزي نزل ضيفًا عند أهل عدن، وحاضر في مسجد الصحابة بطلب من إمام المسجد، فقام عبدالرحمن العدني وأشار إلى من في المسجد بالخروج حتى لم يبقَ من الحضور إلا القليل بشهادة إخوة حضروا.
فهذا طرف موجز من هجرهم وغيرها كثير وهذا أمر استفاض بين طلاب العلم والله حسيبهم، وقد رفعوا عقيرة الهجر لمن لم يوافقهم على تعصبهم ولم ينضم إلى صفهم من أول الفتنة وفي الوقت الذي لم يعاملهم الإخوان بذلك ويحث فيه شيخنا على الألفة وينصح بعدم التهاجر حتى مع من كان متحيزًا إلى عبدالرحمن ومتعصبًا له.
2- إثارة الفوضى في دار الحديث بدماج وزرع الاختلاف والشقاق وعلى ذلك شواهد وأدلة منها:
أ) أنه لما فتح باب التسجيل ظهرت ظاهرة سيئة تنافي السكينة, من التجمعات والخوض في شأن الأراضي في الطرقات والمجالس الخاصة وعقب الصلوات وأثناء الدروس وعقبها والتجمعات مع عبدالرحمن العدني أثناء الدروس العامة لشيخنا يحيى والانشغال بذلك عما جاءوا من أجله من طلب العلم.
ب) قال الأخ أمين الخارفي حفظه الله عند أن تراجع مبينًا حاله وتعصبه لحزبية عبدالرحمن بن مرعي العدني: (وأنا أعتذر يا شيخ يحيى وأطلب منك المسامحة، فالحق أنني كنت أشدّهم وكانوا فرحين بي قالوا: والله أمين صاحب صميل الله المستعان فالخطة: أنهم يتركون الشيخ يحيى حتى يتكلم في عبدالرحمن وأنا أول من يقوم في الحلقة فأقول: اتق الله في الشيخ عبدالرحمن العدني، وفلان يقوم من هناك وشكَّلنا فوضى إيش معنى هذا؟ هذه والله هي الحزبية هذه هي الحزبية إيش الحزبية؟ تعصبات لشخص.
ج) لما قال شيخنا حفظه الله في عبدالرحمن بن مرعي العدني إنه رئيس عصابة –بعد أن حصل منه ما حصل- قام عبدالرحمن بعد صلاة أول جمعة وحوله عدد كبير من أصحابه من العدنيين وغيرهم والتفُّوا حوله التفافًا ملفتًا للنظر وكان عددهم كثيرًا جدًا وركبوا السيارات بشكل جماعي وكأنه مسئول كبير.
د) لما طرد شيخنا يحيى حفظه الله عبدَالرحمن بن مرعي العدني وبادر ياسين العدني -أحد رؤوس المتعصبين له- بتبشيره قال عبدالرحمن: سأرجع لأسمع الطرد بنفسي كما نقل هذا عنه الأخ محمد العمودي أحد طلاب العلم بدماج وحاول عبدالرحمن الرجوع إلى دماج من غير نظر لما يترتب على ذلك من العواقب الوخيمة حتى قال عبدالله بن شاهر-وهو ذراع عبدالرحمن العدني الأيمن في دماج الذي هم على اتصال به- قال: سأذهب إلى من إذا قال للشيخ يحيى أنزل من على الكرسي ينزل. سمع هذا الأخ عبدالله الجحدري حفظه الله.
فهذا موجز من البراهين على ما قصدنا إثباته من الفوضى وزرع الاختلاف والشقاق الذي أثاره عبدالرحمن ومن معه، ناهيك عما جرى خلال ذلك من المهاترات والمضاربات من قبل أصحاب عبدالرحمن العدني في دار الحديث وغيرها.
تعليق
-
3- (التحريش بين أهل السنة):
قال شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري -حفظه الله تعالى- في (الوسائل الخفيّة لضرب الدعوة السلفية)، ضمن رسالته النفيسة: "أضرار الحزبية على الأمّة الإسلامية"(ص28_ 29): (ومن تلك الوسائل الخفية...التحريش الذي يقوم به أضداد الدعوة السلفية بين حملة الدعوة السلفية علماء ودعاة، فينشرون في أوساطهم التحريش! وليس هذا بجديد، وإنما هو قديم من زمن الإمام البخاري وشيخه محمد بن يحيى الذهلي، ومن زمن الإمام مالك وابن إسحاق، ومن زمن عباس بن عبد العظيم وعبد الرّزاق وأئمة متقدمين، وهذا جهد الشيطان، روى الإمام مسلم في"صحيحه" من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الشيطان أَيِسَ أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن بالتحريش »، أي هو سائر في التحريش، عامل في التحريش، جاهدٌ في التحريش، لايفتأ من التحريش، حتى يحرش بين الأخ وأخيه، والأب وابنه، ينصب عرشه على البحر ويبُث جنوده للتحريش بين الناس...فلا يحبّذ ما صنع حتى يأتي من يقول: لا أزال بفلان وفلان حتى فارق امرأته، فيقول: نِعْمَ أنت! ويُتوّجه. ومن سعى في ذلك يُعتبر من جنود الشيطان في هذا، سواء حرّش بين الأخ وأخيه، أو بين المرأة وزوجها، أو بين الجار وجاره، من المسلمين، كلُّ ذلك عمل الشيطان ، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «من خبّب امرأة على زوجها أو مملوكا على سيّده فليس منّا ».....فهذا أمر ملحوظ عند العقلاء؛ أنه لا يمكن أن يهدأ أعداء الدعوة السلفية عن هذا الجانب..). اهـ
ودلائل هذا الأمر وهو التحريش عديدة نذكر منها:
أ) تظلم عبدالرحمن بن مرعي العدني عند المشايخ وتظاهره بقبول نصحهم، مما أدى ذلك إلى إخراج المشايخ بيانات استغلها هو ومن معه لتقوية فتنتهم والمضاربة بين كلامهم وكلام شيخنا يحيى، وإثارة الفرقة والخلاف والمشادة بين أهل السنة، ولم يوفِ هو والمتعصبون له بما ينصح به المشايخ من ترك التعصب والتكتل والاختلاف والحفاظ على الأخوة وغير ذلك، وبيان ذلك:
1- أن المشايخ اجتمعوا في دار الحديث بدماج في بداية الفتنة في تاريخ 14/7/1428هـ قبل طرد عبدالرحمن العدني،
وخلصوا في اجتماعهم بإيقاف التسجيل وإلزام عبدالرحمن العدني بالاعتذار عما حصل من جراء التسجيل من الشغب والفوضى والفرقة وغير ذلك فلم يفِ عبدالرحمن بما ألزمه به المشايخ واستمر في التسجيل بعد الاجتماع حتى الآن.
قال الأخ أبو عبيدة خالد بن محمد الشرعبي رعاه الله: حدثني صهري عبدالحفيظ الدبعي أنه اتصل على عبدالرحمن العدني وذلك قبل نحو سنة، فقال له ينتقدون عليك أنك فتحت التسجيل في دماج فأجابه: لا أستطيع أن أوقف التسجيل. اهـ
قال الأخ أبو عبدالله عيدروس بن ناصر الردفاني -حفظه الله- في منشور له بعنوان "بداية الانحراف"...اجتمع العلماء في دماج حرسها الله في 13جمادى الآخرة 1427هـ وقالوا بتوقيف التسجيل في مركز الفيوش فهل أخذ مندوب ردفان عبدالله بن سالم بفتوى العلماء أم لا؟ وهل ردّ المال إلى أهله في ردفان أم لا؟
مندوبنا عبدالله وكّل أخاه معاذًا بالتسجيل وكان تسجيلنا في جمادى فبقي المال عند معاذ وفي آخر شعبان أراد معاذ إيصال المال إلى الحدِّي مسئول الأراضي فنصحت معاذًا بأن هذا مخالفًا لفتوى العلماء فلم يبالِ لأنه منفذ فقط فقلت: هل معكم فتوى للعلماء؟ فقال: لا. قلت: ماذا قال عبدالرحمن العدني فقال: اتصلت بالشيخ عبدالرحمن العدني، فقال: الخبر عند عبدالله بن سالم، فقال عبدالله: الخبر عند محمد بن عبدالقوي، ياللعجب ما قضية هذه التحويلات من فلان إلى فلان لا تستعجل وستعلم قريبًا، ثم اتصلت بعبد الرؤوف الردفاني وبعد كلام معه، قال أخبار العلماء عند محمد بن عبدالقوي وأنا لا أعرف محمدً ا هذا ، لكن عندما رأيت الإحالة إليه وعنده أخبار العلماء أخذت رقمه فاتصلت به فلم أجده ثم اتصلت على الشيخ الإمام فقلت: يا شيخ سجّلنا قبل شهرين وبقي المال إلى الآن مع عبدالله وأراضينا قد حدِّدَتْ لنا فهل نُسَلِّم المال، قال الشيخ: قد اجتمعنا في دماج وأخبرنا عبدالرحمن أن التسجيل يتوقف وأن المال الذي لا يزال في يد الإخوة يرجع إليهم فلا تسلموا المال وأرجعوه للإخوة، ثم أخبرت وكيل مندوبنا وعبد الرؤوف بهذا واستمروا ولم يبالوا ثم اتصلت إلى معبر بمحمد بن عبدالقوي القيرحي وقد سبق أن عنده أخبار العلماء فقال: خذوا المال للحدّي واجتمعوا سرًّا ونحن قد اجتمعنا في معبر سرًّا واتصلنا بالإخوة في يافع وقلنا لهم اجتمعوا سرًّا وأنتم اجتمعوا سرًّا ، وتكلم على الشيخ يحيى وقال الحجوري ضد المركز، والمركز سيقام سيقام...وبعد ذلك اتصل بي عبدالرؤوف وأخبرني أنه اتصل بنفسه بالشيخين الإمام والبرعي فقالا: لا تشتروا، وأَرْجِعُوا المال للإخوة فلم يبالوا واستمروا على المخالفة لأن عبدالرؤوف مفتون ومعاذ منفذ وعبدالله هو الآمر وهو رأس الفتنة في ردفان فهذه هي القصة، فإذا كانت البداية مبنية على مخالفة العلماء والسرية المخالفة للحق والخديعة فكيف النهاية...إلى آخر كلامه.
وكذلك لم يفِ عبدالرحمن بما ألزمه به المشايخ من الاعتذار عما حصل، وطالبه شيخنا بعد ذهاب المشايخ مرارًا فلم يفعل، بلا مبالاة بما نصح به المشايخ، ولم ينظر إلى العواقب المترتبة على ذلك، كما سيأتي في عدم مبالاته بالمشايخ.
وقال ناصر الزيدي العدني أحد المتعصبين المقربين لعبدالرحمن العدني للأخ عبدالرحمن دعاس اليافعي: إن توقيف التسجيل من المشايخ ما هو إلا صد عن الخير. اهـ
وتفاقمت الأمور وزاد التعصب والطعون والتجلد في التكتيل والشر، وهذا الذي حمل شيخنا يحيى على الاستمرار في الكلام فيما أثاره عبدالرحمن بن مرعي العدني , واستمر عبدالرحمن العدني بالتظلم عند المشايخ والتظاهر بقبول النصح، وكان من نصائح شيخنا يحيى نصيحته الموسومة بنصيحة الإخوان لعبدالرحمن مع النصح بترك الهجر والحث على التآخي والتآلف.
2- فأدى ذلك إلى اجتماعٍ آخر للمشايخ في مركز معبر في تاريخ 12/4/1428هـ
ومما خرجوا به في بيان اجتماعهم هذا بعبدالرحمن العدني [أفاد بأنه مع إخوانه مشايخ أهل السنة, ودعوته دعوتهم وأي شيء يراه أهل السنة فقوله من قولهم وليس الذي جرى من الكلام من الشيخ يحيى داعيًا إلى إحداث فرقة في وسط الدعوة السلفية]...وأن عبدالرحمن العدني مشكور على مطاوعته لمشايخ أهل السنة وحرصه على الدعوة...وشكروا الشيخ يحيى على ما يقوم به من خدمته ودفاعه عن الدعوة السلفية إذ أنه لا يتكلم بدافع الحسد ولا بدافع الحقد ولا بدافع الرغبة في إسقاط أحد من أهل السنة وإنما بدافع الغيرة على السنة وأهلها. اهـ
وكان عبدالرحمن العدني ممن وقَّع على ذلك في البيان وكتب بعد ذلك ورقة بتاريخ 12/4/1428هـ قال فيها: وإني أبرأ إلى الله من كل تعصب جاهلي ومن كل ما يكون سببًا في تمزيق الصف وتشتيت الشمل سواء كان هذا التعصب لي أو لغيري. اهـ
وللأسف أن كل ما وقَّع عليه عبدالرحمن العدني في بيان المشايخ وزبره في ورقته مجرد حبر على ورق وواقعه يخالف ذلك، فإنه ما إن رجع من الاجتماع إلا وعاد إلى مجالسة وموادة الطعانين في شيخنا يحيى ودار الحديث الساعيين بالفرقة والتعصب وتشتيت الشمل وتمزيق الصف من أجله من غير نصح لهم وترك فتنتهم والثناء عليهم وإطرائهم والحث عليهم والاتصال بهم والإحالة إليهم ممن سيأتي ذكرهم والإشارة إلى طرف من أفعالهم وأقوالهم كأبي الخطاب الليبـي وغيره، بل استغل المتعصبون لعبدالرحمن العدني هذا البيان وكروا به على إخوانهم بالتوبيخ والهجر والتنفير والطعن في شيخنا يحيى والفرقة والولاء والبراء الضيق وغير ذلك من غير أن يُسمع من عبدالرحمن همسة إنكار ببنت شفةٍ عليهم، بل هم جلساؤه ورفقاؤه سفرًا وحضرًا مع الثناء والإحالة عليهم والإشادة بهم، وفي الوقت نفسه لا زال شيخنا يحيى موصيًا بترك التهاجر والحث على التآلف والتآخي مع استمراره في البيان لهذه الفتنة وثمارها الوخيمة.
3- ثم قام المشايخ حفظهم الله باجتماعٍ ثالث في الحديدة بتاريخ 5/1/1429هـ بعبدالرحمن العدني
ذكروا فيه خلاصة مجلسهم مع الشيخ ربيع حفظه الله في حج عام 1428هـ ومما ذكروا فيه: أن الشيخ عبدالرحمن يتبرأ ممن يتكلم في الشيخ يحيى ومركز دماج ومن تكلم فإنما يمثل نفسه ولا يمثل عبدالرحمن, وقد صدر في ذلك بيان مرفق لهذا البيان في تاريخه من الشيخ عبدالرحمن منفذًا ما طلب منه، وبناءً على ما تقدم فعلى من يثير القلاقل ضد دماج وضد الشيخ يحيى مدعيًا الدفاع عن الشيخ عبدالرحمن، أن يعلم أنه يسيء إلى الشيخ عبدالرحمن إذ إنه متبرئ من فعله وغير راضٍ بذلك وأصبح دفاع المدافع ضررًا على نفسه. اهـ
وقد أرفق عبدالرحمن العدني بعد توقيعه على هذا البيان ورقة, ومما قال فيها: (فإني أبرأ إلى الله تعالى من كل إثارة وطعن ضد مركز دماج وضد الشيخ يحيى الحجوري ومن فعل شيئًا من ذلك فإنما يمثل نفسه ولا يمثلني. اهـ
كذا طاوع عبدالرحمن العدني المشايخ ووقع على مطالبهم في بياناتهم وهو مخالف لذلك في الحال والمآل، فإن ممن رافقه في هذا الاجتماع عبد الرؤوف بن عباد وعلي الحذيفي وعبدالغفور اللحجي وعبد الرحمن بادح وهاشم السيد وهم من رؤوس الفتنة والْتقى هناك بياسين العدني أحد كبار الفتنة وغيرهم، ولما رجع عاد إلى مجالسة من زعم أنه تبرأ منهم في البيان، والثناء عليهم ومشاركتهم في المحاضرات كمشاركته لناصر الزيدي العدني وعلي الحذيفي العدني وعبدالغفور اللحجي وهم من المتعصبين له الساعين بالفتنة ولعامتهم أراضٍ عنده في مركزه وليس لما التزمه في البيان أثر في الواقع،وإنما هو مجرد حبر على ورق ومراوغة ومخادعة, ولهذا فإن هذا البيان لم يفد المتعصبين لعبدالرحمن إلا شدة في الفرقة والتعصب والطعن في شيخنا يحيى وداره،وتوغلاً في هجر مخالفيهم بلا نكير من عبدالرحمن لذلك ولا اتخاذ موقف من أهله كما وعد به على عادته، إذا العادة أملك.
فعلم من هذا كله أن ما أبداه عبدالرحمن العدني من مطاوعةٍ وتبرئ كان المقصود منه توسعة دائرة الفتنة واستعطاف المشايخ إلى صفه، والاحتماء بهم لدفع ما أثبته شيخنا يحيى من البراهين على فتنته والتقوي بهم للاستمرار في الفرقة والاختلاف والتمزق، لما بينا من مخالفة عبدالرحمن العدني لما وقّع عليه في بيان المشايخ ووعد به، إذ من المعلوم أن البراءة قول وفعل لا يكفي فيها مجرد الدعوى، وما أشبه الليلة بالبارحة؛ فإن ذلك يذكرنا بصنيع أبي الحسن المصري مع مشايخ المدينة حيث إنه تقوى بهم واحتمى بهم ثم خرج من عندهم والْتقى مع أصحاب البدع, كما قاله العلامة الشيخ النجمي رحمه الله في الفتاوى الجلية (2/221).
قال الأخ خالد الشرعبي: وبعد البيان الذي تبرأ منه عبدالرحمن بزعمه ممن يطعن في الشيخ والدار جاءني صهري عبدالحفيظ الدبعي إلى دماج زائرًا وقال: ها هو قد تبرأ فما بقي، فحصل بيني وبينه حوار حتى كان مما قال إنه اتصل بعبدالرحمن فقال له: أنا فعلت ذلك تهدئةً . اهـ
تعليق
-
ب) (سعي عبدالرحمن وعبدالله ابني مرعي للتحريش بين الشيخ يحيى وبقية المشايخ)
1- لما لم يظفر عبدالرحمن بن مرعي العدني وأخوه ورؤوس الفتنة من أصحابه من هذه اللقاءات والاجتماعات بمشايخ اليمن الظفر الكافي، إذ لم يستفيدوا من هذه اللقاءات والاجتماعات بمشايخ اليمن انضمام المشايخ إلى صفهم إلا ما حصل من الشيخ محمد بن عبدالوهاب الوصابي وفقه الله حيث جعل من نفسه مدافعًا عن عبدالرحمن العدني ومحاميًا عنه مما سبب شدة الفرقة والاختلاف بين الشيخ يحي والشيخ الوصابي وفقه الله وتوسع دائرة الفرقة والتدرع به بقوة، ولكن هذا لم يفِ لعبدالرحمن بالمقصود, فانتقل عبدالرحمن العدني وأخوه إلى مشايخ السعودية وما أشبه الليلة بالبارحة فهكذا صنع أبو الحسن، فلما رأى القوم أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب وفقه الله ما أفادهم بشيء ضد شيخنا يحيى حفظه الله ورأوا أنه كلما تكلم في الشيخ يحيى حفظه الله تورط وعاد اللوم عليه غيروا الاتجاه وذهبوا إلى أرض الحجاز ونجد فوجدوا أن هاني بن بريك ومن معه قد هيئوا لهم الجو المناسب فقد قاموا بإيغار قلوب بعض الناس في المدينة على الشيخ يحيى حفظه الله ومن أولئك الناس الشيخ عبيد الجابري هداه الله الذي ما إن جاءوا إليه إلا واستجاب لهم والذي يدل على أن الشيخ عبيدًا وفقه الله قد أوغروا صدره وأنه كان يتكلم في الشيخ يحيى وإذا جاء طلاب زائرون من دماج لا يستقبلهم ولا يجدون معاملة حسنة منه, فلما ذهب عبدالرحمن وأخوه إلى هناك بحجة العلاج ذهبوا إليه وأكملوا ما بقي من التحريش والفرقة, فما شعر الشيخ يحيى حفظه الله إلا والهجوم عليه من قبل الشيخ عبيد وفقه الله بحجة الكلام في الجامعة الإسلامية التي قد عرف حالها القاصي والداني من أهل السنة.
2- ومن الشواهد والدلائل المؤكدة لما ذكرنا من أن عبدالرحمن العدني وأصحابه رؤوس الفتنة اتخذوا قضية الجامعة الإسلامية سلمًا لمحاولة الضرب في الدعوة السلفية في عقر دارها وتهييج بعض المشايخ في السعودية وإثارتهم للمصادمة مع شيخنا يحيى لاستخراج بعض الكلمات منهم فيه كما حصل ذلك مع بعض مشايخ السنة في اليمن، مع أن عبدالرحمن العدني نفسه كان يرى في الجامعة الإسلامية عين ما يراه شيخنا وأشد، حيث كان لا ينصح بالالتحاق بها في شريط مسجل بصوته ونشر على الإنترنت، وهل قضية الجامعة الإسلامية التي لا يخفى لدى القاصي والداني ما فيها تبلغ أن تكون سببًا للطعن في الدعوة السلفية الصافية في عقر دارها وسببًا لحصول الفرقة والخلاف والصدام والشقاق بين أهل السنة فعلام يدل هذا وفقكم الله؟ ألا يدل على أن إثارة القوم قضية الجامعة الإسلامية لغرض التحريش والمصادمة؟.
كما تنبه لهذا ونبه عليه بعض العقلاء وأهل الفطنة كالشيخ الفاضل محمد بن رمزان كما نقله عنه الشيخ حسن بن قاسم الريمي في منشورٍ له، حيث قال: (لقد وفق الشيخ يحيى الحجوري في حواره مع الشيخ عبيد الجابري وفقهم الله أجمعين فالجميع لا يزكيها على الإطلاق ولا يقدح فيها على الإطلاق إنما الكلام على وجه التفصيل وإلا فهي تستقبل الغث والسمين وفيها الجيد والرديء ولا يخفى هذا على الجميع وآمل أن لا تكون هذه المسألة قضية وبداية فتنة يتمكن من خلالها من يريد أن يشعل النار بين أهل العلم).
ومما يؤكده أن شيخنا وجه تهمة التحريش إلى عبدالرحمن العدني وأصحابه في رده على الشيخ عبيد قائلاً: (وأنبه فضيلته وفقه الله أن لا يثق بما قد ينقله إليه بعض المفتونين، الذين صاروا حاقدين علينا؛ بسبب ما بيناه من فتنتهم على الدعوة السلفية في اليمن كعبد الرحمن العدني وأخيه عبد الله بن مرعي وهاني بريك وعرفات وأضرابهم, فقد عرفنا منهم شدة الحرص على السعي بالفتنة بيني وبين إخواني أهل السنة، نسأل الله أن يسلمنا وإياكم من معرّة جلساء السوء). اهـ
فما كان من الشيخ عبيد وفقه الله إلا أن قابل ذلك بتوثيقهم ووصفهم بأنهم خواصه، ولم ينفِ عنهم ما نسبه إليهم شيخنا يحيى من التحريش بل ولم ينفِ عبدالرحمن العدني عن نفسه وعن أصحابه ذلك.
3- ويؤكد هذا أيضًا إثارة قضايا أخرى سابقة أثيرت من قبل الثائرين على الدعوة السلفية في عقر دارها من أصحاب أبي الحسن وصالح البكري كمسألة: (أهل السنة أقرب الطوائف إلى الحق) وقد بين شيخنا حفظه الله هذه المسائل في ذلك الوقت.
4- ومما يؤكد ذلك أن عبدالرحمن العدني بعد تلك الاجتماعات بالمشايخ التي وقع فيها على بياناتهم المتضمنة لما تقدم ذكره أخرج ورقته المشهورة التي أظهر فيها ما كان يخفيه منذ طلبه للعلم مما يدل على أن تلك المطاوعات للمشايخ السابقة الذكر بما تضمنته لم تكن تهدف إلى الإصلاح وإنما كانت لغرض ضم المشايخ في صفه وهذا نص كلامه ضمن الورقة التي أخرجها قال: (وأحب أن ألفت انتباه الجميع إلى أن من خلق يحيى الحجوري الذي قد عُرف به أنه جريء في نفي وإنكار ما يصدر منه ولو شهد بذلك عليه مجموعة من طلاب العلم الفضلاء، بل ولو كانوا مشايخ أجلاء، طالما لا يوجد شريط مسجل بصوته أو شيء مكتوب بخطه ولم ينسَ الجميع نفيه لما نقله المشايخ حفظهم الله في اجتماع الحديدة من موافقته على ما اتفق عليه في مكة عند الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى، وهو في نفيه أحد رجلين: إما كاذب وإما مراوغ، فإن كان قد صرح بالموافقة عندهم فهو كاذب حينما نفى، وإن كان لم يصرح بالموافقة فهو مراوغ؛ لأنه أوهم الحضور بالموافقة وهو ليس كذلك، وما أكثر الكذبات وأنواع المكر والمراوغات التي ثبتت على الحجوري مع تظاهره بالصلاح والتقوى وتحري الصدق والأمانة ومن هنا فإني أسجل شهادة تدينًا أعلم أن الله سبحانه سيسألني عنها يوم القيامة ﴿سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ﴾ فأقول فيها: أقسم بالله العظيم أنني لا أعرف منذ طلبت العلم إلى الآن أحدًا ممن ينسب إلى العلم والصلاح أشد فجورًا في الخصومة وحقدًا، وأعظم كذبًا ومراوغة ومكرًا من يحيى بن علي الحجوري، وهو مع أوصافه تلك شديد الحذر من أن تظهر عليه هذه الأمور، ولكن يأبى الله سبحانه وتعالى إلا فضيحة المبطلين، وصدق الله إذ يقول: ﴿وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ﴾ وما أحسن قول من قال:ومهما تكن عند امرئ من خليقة...وإن خالها تخفى على الناس تعلم. اهـ
فلم نجد لهم كلامًا يبرءون به أنفسهم من هذه التهمة، بل أكَّده الشيخ عبيد الجابري بتوثيقهم والثناء عليهم ولم ينفِ ذلك عنهم. كما تقدم.
5- ومن السعي في التحريش الاتصالات المتكررة لبعض المشايخ وإثارة بعض الأسئلة المشعلة للفتنة كاتصالهم بالشيخ عبيد وفقه الله مما أدى إلى بعض الطعونات التي استغلها المتعصبون.
6- ومن ذلك: استدعاء بعض المشايخ لإثارة الفتنة كاستدعائهم للشيخ عبيد وفقه الله.
7- ومنها ما قاله الأخ الفاضل عبدالحكيم الريمي قال حفظه الله: ( فأقول أوّلا: اتّصل بي الأخ الفاضل عادل بن منصور المقيم بالسعوديّة-وهو ممّن يُثني عليه الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله، وغيره من مشايخ اليمن والسعودية، حفظ الله الجميع-فأخبرني عن الشيخ ربيع بن هادي المدخلي أنه أخبره أن أبا الخطّاب اتّصل به، فلمّا علم الشيخ ربيع أن الاتّصال فيه الطّعن بالشيخ يحيى الحجوري حفظه الله؛ زجره الشيخ ربيع وشدّد عليه، وقال الشيخ ربيع: قولوا للشيخ يحيى يطرد هذا الرّجل، فقيل له: لعلّ الشيخ يحيى يخشى عليه أن يُؤذى في بلده، فقال الشيخ ربيع: يتأذى في بلده ولا يُؤذي الدعوة السلفية في اليمن، ويُثير الفتن والقلاقل في الدعوة السلفية في اليمن!!
وقال الأخ عادل بن منصور حفظه الله: من أحبّ أن يتأكّد من هذا الكلام بنفسه فليتّصل بالشيخ ربيع المدخلي حفظه الله اهـ.
8- ومنها ما قاله أمين الخارفي في ما ذكره من الحقائق بعد رجوعه عن التعصب لعبدالرحمن بن مرعي العدني قال: (وأيضا كانوا يثبتوننا على الزعزعة والقلقلة على مركز "دماج"، ثم لما وصلنا قالوا: نذهب إلى الشيخ الإمام أنا والأخ أنيس وإخوة آخرون أغلبهم قد رجع...بناء على أننا نذهب عند الشيخ محمد الإمام، ثم نذهب عند الشيخ فلان ونتظلّم عند المشائخ :أن الشيخ يحيى جافي!! وأنه قاسي!!.
9- ومن ذلك ما صنعه أيضا أبو الخطاب طارق الزنتاني الليبـي - وهو من رؤوس ومنظّري هذه الفتنة بدمّاج - حيث اتَّصل هاتفيًّا ببعض المشايخ في أرض الحجاز، عساه أن يُخرج منهم شيئا يؤيّد به فتنته العمياء، لكنه باء بالخسارة وانقلب الكيد على رأسه .
قال شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله تعالى في أحد دروسه: (اتصل بعض الدعاة من السعودية، وأخبر أن أبا الخطاب -هداه الله-يسلك مسلك الحزبيين الأُول أصحاب أبي الحسن في الاتصال للمشايخ والتحريش والسعي بالفتنة!! واتصل لي بعض المشايخ، وبعضهم نصحه، وعلى هذا: فأبو الخطاب مطرود، لا جزاه الله خيرًا، ولا لقّاه خيرًا مُفسد قصده الفتنة، ومن ظهر شرّه بعده هكذا على هذا الحال، الذي يُظهر الشَّرّ يتوكل على الله، هذه حزبية على طريقة أصحاب أبي الحسن، حذو القذّة بالقذّة، والله ما يشكُّ فيها من تبصّر بالحقّ ).
10- ومنها ما قاله عبدالحكيم الريمي: أخبرني عادل بن منصور بأن أبا الخطاب الليبـي اتصل بالشيخ عبدالله البخاري يسأله عن بعض الأسئلة التي فيها طعن في الشيخ يحيى، ثم بعد أن أجاب الشيخ البخاري على أسئلته، قال الشيخ البخاري هل سألت أحدًا غيري؟ قال نعم، سألت الشيخ ربيعًا،فقال ماذا قال لك، قال نصحني بطلب العلم، فقال إذًا أنا متراجع عن كلامي، وأنا أقول بقول الشيخ ربيع،نقله الأخ عادل بن منصور عن الشيخ البخاري مباشرة.
11-ومنها: أن ياسين العدني قال لعبدالرحمن بن دعاس اليافعي -رعاه الله- وذلك حين أشيع أن الشيخ يحيى طلب أصحاب يافع حول موضوع شراء الأراضي وأن من لم يترك سوف يطرد فقال: اثبتوا يا أهل يافع أنتم رجال معروفون بالتكاتف.
12- ومن هذه الأساليب التكثر بالمشايخ والعلماء والدعاة إلى الله بإعلان المحاضرات الجماعية لهم عبر الهاتف
كما اتصلوا في العام السابق (1428هـ) بالشيخ النجمي -رحمه الله- والشيخ ربيع المدخلي -حفظه الله- وفي هذا العام 1429هـ بالشيخ الغديان والشيخ زيد بن هادي المدخلي والشيخ سليمان أبا الخيل والشيخ عبدالله البخاري.
وزعموا أنهم اتصلوا بالشيخ الفوزان والشيخ ربيع والشيخ محمد بن هادي المدخلي والشيخ محمد بن عبدالله الإمام والشيخ البرعي -حفظ الله الجميع- واعتذروا عن المشاركة. كما نقل ذلك في منتديات دار الحديث بالشحر.
وقد أخبرنا الأخ محمد السوري رعاه الله أنهم –أي أصحاب عبدالرحمن العدني- أعلنوا عن محاضرة للشيخ ربيع حفظه الله في اليوم الثالث من شوال عام 1429هـ في مسجد السنة بصنعاء حيث إنهم أرسلوا باصًا إلى مسجد الخير بصنعاء، وقام بعض الشباب ينشر ويردد قائلاً: (محاضرة للشيخ ربيع...)، قال الأخ جبري المليكي: فخرجت أنا ومجموعة إلى الخارج فإذا بباصٍ قد جهزوه لنقل من يريد الذهاب، فذهبنا إلى المسجد فلما دخلنا وجدنا في المسجد نحو (15) شخصًا فجلسنا نستمع، فإذا بالمجاضر ليس بالشيخ ربيع فخرجنا. اهـ
وبهذا الأسلوب استطاع الثائرون إخراج الكثير من الفتاوى الهادفة إلى الوقيعة في عقر دار السلفية والعلم دار الحديث بدماج على المنوال التالي:
-كثفوا تحذيرهم وطعنهم في الشيخ يحيى حفظه الله ومركزه محتجين بما مضى، وبفتوى الشيخ الجابري بأن الشيخ يحيى ليس بسلفي, وأنه انحرف عن الجادة, كما في أسئلة السودانيين.
-منع محاضرات من لم يوافقهم من أهل السنة في بعض المساجد التابعة لهم تحت ستار هذه الفتاوى.
- منع سفر بعض الباصات التي تنقل طلبة العلم بدار الحديث محتجين أيضًا بفتوى للشيخ عبيد في هذا أفتى بها صابرًا النجدي صاحب باص لنقل الطلاب إلى دماج.
- تحريم إرسال الحوالات المالية التي ترسل إلى طلبة العلم بدار الحديث بدماج تحت ستار عدم التعاون على المنكر، محتجين أيضًا بفتوى للشيخ عبيد لصاحب مستودع العرب بعدن الذي كان يرسل الحوالات إلى دماج.
- قطع الطريق على طلبة العلم ممن يريد السفر إلى قلعة العلم، محتجين أيضًا بتحذير الشيخ عبيد.
هذا بعد أن كانوا لا يجرؤون على مثل ذلك إذ لم يجدوا لهم متمسكًا من أهل العلم ليحتموا به ولينفق باطلهم ويروج، وهذه قاعدة أهل البدع على مر العصور,كما قال الإمام الشوكاني رحمه الله: (وقد جرت قاعدة أهل البدع في سابق الدهر ولاحقه، بأنهم يفرحون بصدور الكلمة الواحدة من عالم من العلماء، ويبالغون في إشهارها وإذاعتها فيما بينهم، ويجعلونها حجة على بدعتهم، ويضربون بها وجه منْ أنكر عليهم) "أدب الطلب" ص(43) .
تعليق
-
4- (أخذ المساجد على إخواننا أهل السنة والمسابقة إليها):
من المعلوم أن السعي في أخذ مساجد أهل السنة إنما هي طريقة أهل التحزب السابقين من الإخوان المسلمين وأصحاب جمعية الحكمة، وجمعية الإحسان وأصحاب أبي الحسن وغيرهم والأمثلة على ذلك يطول ذكرها وهذا أمر يعرفه القاصي والداني.
قال الإمام المجدد مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله:(...فهم أسود على أهل السنة الذين لا يريدون المشاكل، يقولون: أخرجوهم من المساجد فبقاؤهم خطر فسيتكلمون وقت الانتخابات، فهناك مسجد في بير عبيد بصنعاء بني لله عز وجل ثم تأتي الأوامر من حمود هاشم لا بارك الله فيه بأن يسلم المسجد للإخوان المسلمين وأن يُسجن القائمون عليه) "تحفة المجيب".
ولقد سلك أصحاب عبدالرحمن وأخيه عبدالله هذا المسلك فأخذوا عدة مساجد على إخواننا السلفيين وفي بعضها استعانوا بالسلطة وبعض عوام الناس وتوقيعاتهم.
قال الإمام الشاطبي رحمه الله: "الاعتصام" (1 / 285-287) ط/ مشهور (...وقد لا يخرجون هذا الخروج بل يقتصرون على الدعوة لكن على وجه أدعى إلى الإجابة لأن فيه نوعًا من الإكراه والإخافة فلا هو مجرد دعوة ولا هو شق العصا من كل وجه وذلك أن يستعين على دعوته بأولي الأمر من الولاة والسلاطين فإن الاقتداء هنا أقوى بسبب خوف الولاة في الإيقاع بالآبي سجنا أو ضربا أو قتلا كما اتفق لبشر المريسي في زمن المأمون ولأحمد بن أبي داؤد في خلافة الواثق -إلى أن قال- فالمبتدع إذا لم ينتهض لإجابة دعوته بمجرد الإعذار والإنذار الذي يعظ به حاول الانتهاض به بأولي الأمر فيكون ذلك أحرى للإجابة). اهـ
وقد نشرت (منتديات الأقصى السلفية) موضوعًا بعنوان: (وقائع لقاء مجموعة من الإخوة السلفيين من فلسطين بالشيخ ربيع المدخلي-يوم الخميس الموافق 04/ رمضان/ 1429 هـ- وبعض مما قاله -حفظه الله- حول الفتنة فيفلسطين)حيث إن بعض المتعصبين لعلي حسن الحلبي- وقد كان هو سبب الفتنة- أخذوا مركزًا على إخوة سلفيين.
فقال الشيخ ربيع للأخ أسامة عطايا: يجب أن يرجعواالمركز والمدرسة السلفية للشيخ هشام.فقال أسامة عطايا: هم لا يريدون . فانتفضالشيخ ربيع قائلاً: كيف لا يريدون، هذا شيء أساسي في الصلح. هذا العمل – أخذ المركزوالمدرسة – ما سمعنا بمثله أبداً.
ثم قال الشيخ -حفظه الله- بعد مدة: ( هؤلاء إن لم يتركوا التعصب لعلي الحلبي ولم يرجعوا المركز والمدرسة لهشام فليسواسلفيين.(اهـ
فكيف بأصحاب هذه الفتنة الذين أخذوا الكثير من المساجد على الإخوة السلفيين.
وإليك بعض الأمثلة على ذلك:
1- مسجد الإمام الألباني في بيت عياض من محافظة لحج تم أخذه في تاريخ 2/9/2007م استعانوا على ذلك بتوقيعات عوام الناس بعد تحريضهم على إمام المسجد وتنفيذه من قبل الأوقاف،ثم ظهر أن بعض الأسماء والتوقيعات مزورة، فلما علم بعض العوام ذلك بادروا في إعادة المسجد إلى إمامه من أهل السنة فأعيد.
2- مسجد البخاري في قرية المحلة في محافظة لحج, وأخذ بتسليط الأمن على إمام وخطيب المسجد وسجنه ثم إيقافه من الإمامة والخطابة عبر الأوقاف:
قال عبدالعزيز بن عبدالكريم إمام وخطيب جامع الإمام البخاري قرية المحلة محافظة لحج لقد حصل لي من أتباع عبدالرحمن بن مرعي ما يلي:
-أوغروا صدر العامة عليَّ لكوني في هذه الفتنة وقفت مع الحق في هذه الفتنة وألزمت نفسي بالسكوت بعد معرفة الحق،إلا أن أتباع عبدالرحمن لم يرضوا بذلك حيث أرسلوا شخصًا يدعى محمد الخدشي وكان من طلبة العلم بدماج وهو من أتباع عبدالرحمن مرعي واستأجروا له بيتًا بجانب المسجد حيث قام بأعمال القلقلة في المسجد والتحريش عليَّ وإعمال دروس بدون إذني والرجوع إليّ مع العلم أني قد وقَّفت الأطراف كلها في المسجد تجنبًا لحدوث أي مشاكل إلا أن القوم (أتباع عبدالرحمن) أصروا على إقامة الدروس والمحاضرات وكذا قاموا بجمع توقيعات من العوام من أجل إخراجي من إمامة المسجد علمًا أني إمام براتب معين من قبل الأوقاف والإرشاد في المحافظة وهكذا بعد جمع التوقيعات قاموا بتحذير العوام وكذلك الصغار وأهل القرية من الشيخ يحيى ومن دار الحديث بدماج وكذا عدم زيارة هذا الصرح العلمي, ثم اشتد إصرارهم على إقامة محاضرة في مسجدي لشخصين من أتباع عبدالرحمن وهما عبدالغفورالشرجبي ومحمد الخدشي دون علمي, ولما قمت لمنع المحاضرة قام بعض المتعصبين من أتباع عبدالرحمن بإخراجي من المسجد وأطفئوا السرج والأنوار واستدعى الأمن وأخذوني إلى الجهات الأمنية وسجنت دون أي سبب، وسعوا بالمال في الجهات المسؤولة لنزعي عن الإمامة ووجدوا من بعض من يكرهون الدعوة السلفية من بعض الاشتراكيين ممن استجاب لهم وساعدهم في هذا الأمر كما أنهم قاموا بإخراجي من مسكني في المسجد بطرق خبيثة ماكرة حيث أطفئوا الكهرباء على أهلي وكذا قاموا بقطع الماء في أيام الصيف، وقمت بتبليغ الجهات المسؤولة ولكن دون جدوى حيث تم إخراجي من المنزل بمساعدة الحزبيين من أصحاب الجمعيات وغيرهم.
-عندما أتى المتعصبون بالأمن حرضوهم على سحبي وأنا أحاضر, وحرضوا العوام من الناس.
ملاحظة: كما قام أتباع عبدالرحمن بتوزيع منشورات بعد الصلاة على عوام المسجد فيها الطعن في الشيخ يحيى والتحذير من الدراسة في دماج. اهـ
3- قال أبو بلال ناصر بن الذيب بن مسعد الخليفي الشبوي: قام الحزبيون بعدة مؤامرات على أرضية مسجد أهل السنة بمدينة عتق والمشرف عليها الشيخ يحيى حفظه الله تعالى فكانت هذه المؤامرة كما يلي:
أ)سعى عبدالله بن مرعي العدني عبر بعض الإخوان في شبوة لأخذ أوراق الأرضية زاعمًا أن معه فاعل خير سوف يبنيها ولكن بفضل الله كانت الأوراق بأيدينا نحن وبيّنا لهم أن الشيخ يحيى هو المشرف على الأرضية فغضب بعضهم ولكنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئًا.
ب)حصل اتفاق بين بعض أتباع عبدالرحمن العدني وعلى رأسهم المفتون ناصر بن عاطف وبين أصحاب حزب الإصلاح ممثلين بالمجلس المحلي على أن تحول هذه الأرضية إلى مدرسة للبنات ويعوض أهل السنة في مخطط (516) أي خارج المدينة ويكون التعويض لأتباع عبدالرحمن ممثلين بناصر بن عاطف وقد تمت متابعة هذا الاتفاق عبر إدارة مصلحة أراضي وعقارات الدولة فلما علمنا بذلك ذهب إليهم والدي الذيب بن مسعد حفظه الله وبين لهم أن الأرضية وقف لله ولا يجوزلأحد أن يتصرف فيها كائنًا من كان وأن أوراقها عندنا نحن, ونحن المسئولون عليها فما كان من أصحاب المصلحة جزاهم الله خيرًا إلا أن اعتذروا له وبينوا له أنهم قد خُدعوا وتم إلغاء ذلك الاتفاق بفضل الله تعالى.
ج) لما فشلت المؤامرة الثانية اتصل ناصر بن عاطف ومن معه من أتباع عبدالرحمن العدني على الشيخ محمد الإمام حفظه الله يريدونه أن يأذن لهم ببناء هذه الأرضية فأذن لهم لعدم علمه أن الأرضية تحت إشراف الشيخ يحيى ولكنهم هابوا أن ينزلوا فيها فأتوا إلى والدي حفظه الله وقالوا له: الشيخ محمد الإمام سوف يكلمك بشأن الأرضية وقد أذن لنا أن نبنيها ولكن والدي ردهم ولم يبالي وقال لهم نحن سنبنيها لأهل السنة وبإشراف الشيخ يحيى –حفظه الله- ففشلوا ورد الله كيدهم في نحرهم والحمد الله.
د) لما يئسوا من هذه الأرضية ذهبوا وأخذوا لهم أرضية أخرى وقاموا ببناء مسجد كبير بمبلغ يقدر بستين مليون ريالاً تقريبًا وزعموا أن الشيخ الإمام حفظه الله سيكون مشرفًا عليه ويريدون بذلك الفتنة والتحريش لأنهم أصلاً يريدونه تبعًا لعبدالرحمن وهم من أتباعه ومن أشد المتعصبين له، وقد علمنا أخيرًا أنهم يريدونه لأحد كبار المفتونين من أتباع عبدالرحمن وسيكون مركزًا حزبيًا جديدًا.
4- مسجد السنة في المكلا قال محمد بن علي الكثيري -حفظه الله- بالنسبة لما حدث للأخ ياسر الدبعي أبي عمار من قبل سالم با محرز هو أن سالمًا با محرز أوقف النفقة وإيجار السكن للأخ أبي عمار علمًا بأن النفقة هي من قبل بعض الإخوة من الإمارات وما سالم بامحرز إلا وسيلة فقط لتوصيلها إلى الأخ أبي عمار وقد قام بامحرز بهذا الفعل دون استئذان الإخوة أصحاب النفقة في الإمارات، الأمر الآخر أنهم قاموا بمضايقة الأخ ياسر في المسجد ومن ذلك إغلاق المكتبة عنه وذلك بتبديل مفاتيح أبوابها هذا ما علمته). اهـ , قال عبد الحكيم بن محمد العقيلي الريمي: وقد أخبرنا الشيخ يا سر الدبعي أبو عمار نفسه بمضمون ذلك.
5- قال رشيد محمد صالح إمام وخطيب مسجد إبراهيم الخليل في لحج: لقد أوذيت من هؤلاء المتعصبة لعبدالرحمن العدني حيث قام أحد المتعصبين ويدعى بشار عباد بجمع توقيعات العوام لنزعي من إمامتي واستعان بمن يكنّون لهذه الدعوة المباركة العداء من السُّوقة والعصاة والاشتراكية وغيرهم وبحمد لله لم يفلحوا بهذا المسجد.
6- قال أحمد عَبِدْ صالح عولقي وهو من قرية الخداد في لحج: أَشْهَدُ لله أني رأيت من بعض المتعصبين من أتباع عبدالرحمن العدني وهو إمام مسجدٍ يدعى أمين محسن النمر حيث قام بمنع حلقات القرآن في المسجد التي يقيمها بعض طلاب الشيخ يحيى بن علي الحجوري وكذا إغلاق الحمامات التابعة للمسجد لا يفتحها إلا لمن كان معه على رأيه.
7- وهذا الأخ سالم اللحجي كان إمام مسجد في شبوة مدة 7سنوات ثم ضيق عليه أصحاب عبدالرحمن العدني حتى خرج من المسجد، وذلك بإيقاف النفقة عليه، ثم تكفل أحد الإخوة وهو عبدالحكيم حنش جزاه الله خيرًا بالنفقة عليه مدة ستة أشهر فإذا بأصحاب عبدالرحمن العدني يسابقون بإحضار واحد منهم مكانه في المسجد.
8- وهذا صلاح الدين العدني من المفتونين بهذه الفتنة وكان له النصيب الأوفر في أذية إخوانه في عدن منطقة (كريتر) وخصوصا من نزل من دماج حرسها الله، ومن أذيته لإخوانه أنه يسعى جادا في منع دروس وخطب ومحاضرات أهل السنة، وقد استغل منصبه وعمله في النيابة في حرب طلاب العلم، فتارة يهدد إمام مسجد (الشنقيطي) وتارة يقول: أستطيع أن آتي بسيارة الشرطة عند المسجد، وقد سعى في منع الشيخ عبد الله الإرياني رعاه الله في مسجد الشنقيطي، وفعلا منع الشيخ من المحاضرة وكان صلاح الدين هو السبب في ذلك.
9- مسجد عمر بن الخطاب في منطقة الكدام في محافظة لحج. وقد أخذ عن طريق الأوقاف.
10- أخذوا مكتبة عامة وهي وقف لمسجد ابن عصيدة لأهل السنة عمومًا في (الديس الشرقية) في حضرموت وقد ذهب أهل المسجد مرة محاضرة إلى منطقة ريدة في حضرموت فاستغلوا عدم وجودهم فحمَّلُوا المكتبة بسيارة –دِينَّا- وكأنهم يُحَمِّلُوْنَ حجارة يراكمون الكتب، وقيمة المكتبة تقدر تقريبًا بثلاثة ملايين ريال يمني، فحرموا بذلك طلاب العلم من البحث.
11- قال محمد بن عمر بن سالم البار إمام مسجد الشيخ طاهر في منطقة الهجرين/ دوعن/ بحضرموت: هذا المسجد نحن فيه منذ ثلاث سنوات فلما جاءت الفتنة جاء هؤلاء وقد كانوا معنا في الدعوة جاءوا عند الناظر على المسجد عندنا في دوعن وعند التاجر لبناء المسجد، إذا بني المسجد يعين له إمام ويتكفل بحق الإمام وحق بقية المسجد، جاءوا إلى الناظر على المسجد يوشون بنا عنده، ويذكرون كذا وكذا حتى حاول في تلك الأيام إخراجنا وإخراج الأخ جمعان حيث كان عندنا في دورة، فأخذ الوثائق، فقال الناظر القضية تحتاج إلى مقابلة، هم لما طلبتهم للمقابلة رفضوا وأعطوه كلامًا ثم عرفهم أنهم ينكرون.
فما اكتفوا بهذه المحاولة.
12- أيضًا رجعوا يحاولون أخذ مسجد في منطقة أخرى، منطقة جبلية وهو المسجد الذي تحت مسجد الوالدين, الإمام فيه عبدالله بن عوض.
13- محاولة إسقاط مسجد ميفع، في محافظة حضرموت/ المكلا.
14- أخذ أرضية مسجد الأنصار في محافظة لحج.
15- مسجد في قرية العين في شبوة.
16- مسجد الحق في منطقة البساتين بمحافظة عدن: حيث أخذه صلاح كنتوش –وهو من رؤوس المتعصبين لعبدالرحمن العدني- على إمامه الأخ أبي هريرة باسل بن حسن العدني، حيث جمع توقيعات العوام واستعان بعاقل الحارة والأوقاف حتى آل بهم الأمر إلى الشرطة ثم أخذه عليه قهرًا كما أخبرنا بذلك إمام المسجد نفسه، والله المستعان.
تعليق
تعليق