تحذير السلفيين من تشدق فجرة الوحلين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، وعلى آله و صحبه، وعلى كل من تبعه. أما بعد:
فيقول رسول الله صلى الله عليه و سلم كما في سنن أبو داود والترمذي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: «إنَّ اللهَ يُبْغِضُ البَلِيغَ مِنَ الرِّجَالِ الَّذي يَتَخَلَّلُ بِلِسَانِهِ كَمَا تَتَخَلَّلُ البَقَرَةُ ».بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، وعلى آله و صحبه، وعلى كل من تبعه. أما بعد:
قال ابن الأثير: أي:يتشدق في الكلام ويفخم به لسانه ويلفه كما تلف البقرة الكلأ بلسانها لفًا. النهاية 2/ 73.
وأطلب من كل منصف عاقل ورع، أن يقرأ هذه الكلمات وينظر إلى حال لسانه كيف ينطق بحروفها، ثم يحكم بنفسه:
(الدُّعْرُور) (الزَّبَعْرَى) (الأطَّاط) (الهَيْش)) التَّكَرْبُش)
(اللَّمْش)) مِسْفَرَة) (الخَنَاسِير) (الدَّعْثَر) (الأَزْبَر)
(الخَنْسَرَى) (الدَّقْرارَة)) الخِنْتَار) (زَنَرَهُ) (اقَمطَرَّ)
(جَحَسَ) (الزِنْقِير) (السُّبْرُور) (تَقَعْوَش) (بَسْبَس)
(النُّعْبُقُ) (الطَّفَيْشَل) (الهَيْقَمانِي) (الإِنْزَهْوَةُ) (الحِشْنَةُ)
(المُحَاشنَة) (الهَبْرَمَة) (الهَثْرَمَة) (الداحِق) (الهَك)
(المُحْشَئِن) (الخِلْفَة) (المُزْقَة) (هَثَمَهُ) (الآهة)
(الماهة) (الخَفْخَفَة) (الهاضِم ) (تَهَقَّمَهُ) (المُرامِر)
(الهرز) (الهنيزة) (الشاسف) (الشنخفة) (غيهقك)
(كالمألوع المخشوم) (كالصهصلق) (الخَمَشْتَر)
وكذلك هذه الجملة:(اللَّمْش)) مِسْفَرَة) (الخَنَاسِير) (الدَّعْثَر) (الأَزْبَر)
(الخَنْسَرَى) (الدَّقْرارَة)) الخِنْتَار) (زَنَرَهُ) (اقَمطَرَّ)
(جَحَسَ) (الزِنْقِير) (السُّبْرُور) (تَقَعْوَش) (بَسْبَس)
(النُّعْبُقُ) (الطَّفَيْشَل) (الهَيْقَمانِي) (الإِنْزَهْوَةُ) (الحِشْنَةُ)
(المُحَاشنَة) (الهَبْرَمَة) (الهَثْرَمَة) (الداحِق) (الهَك)
(المُحْشَئِن) (الخِلْفَة) (المُزْقَة) (هَثَمَهُ) (الآهة)
(الماهة) (الخَفْخَفَة) (الهاضِم ) (تَهَقَّمَهُ) (المُرامِر)
(الهرز) (الهنيزة) (الشاسف) (الشنخفة) (غيهقك)
(كالمألوع المخشوم) (كالصهصلق) (الخَمَشْتَر)
(ألزِق عُضرُطَك بالصَّلّة، وخذ المِصطرَ بأباخِسِك، واجعل جَحْمَتَيك إلى أثُعبان (أبي قَتَادة)حتى لا ينبس نبسة إلا وعيتَها في لَمظة رباطك).
قال ابن الأثير في الجامع الكبير: ص/58 :
وحيث تكلمنا على الأصول الثلاثة؛ ثلاثيها ورباعيها وخماسيها وبلغ منا القول إلى هذا المقام فلنردف ذلك يذكر الأصول مع زوائدها، والغرض بها اجتناب الألفاظ التي كثرت حروفها واستعمال ما كان قليل الحروف، فإنه إذا كان التلفظ بالخماسي فيه كلفة على الناطق وكراهة، كما أريناك، فالأولى أن تزداد كلفته إذا تلفظ بكلمة فيها أكثر من خمسة أحرف، فمثال ذلك قول بعضهم، في جملة رقعة كتبها إلى صديق له، قاصداً بها التشدق في الكلام، فقال (وإذا اسلعلعت تلك تجنبلت هذه وتكهمشت) أي إذا طالت تلك قصرت هذه. فإن قوله (اسعلعت) من أقبح الألفاظ طولا، مع أنها من وحشي الكلام فقد جمعت إذن العيبين معاً.اهـ
وليعلم كل مسلم أن - المتشدقون هؤلاء من عناصر الإضلال الفكري يحسبهم الجاهل مثقفين من التشدق، وهم جهلاء لا خلاق لهم.!! -
فعلى كل مسلم - الابتعاد عن وحشي الألفاظ، ألم تر أنه صلى الله عليه وسلم كره لنا التشدق في الكلام، بل إنه قد أخبر بمثل شنيع، فقال: (إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة) هل رأيت البقرة كيف تتخلل بلسانها؟ كره لنا عليه الصلاة والسلام التكلف في الكلام، والتشدق، والإتيان بالألفاظ الغريبة الوحشية والتقعر في الكلام، كره لنا هذا وشبه من يفعل ذلك بالبقرة التي تتخلل بلسانها.-
قال الشيخ عبد المحسن العباد - حفظه الله - كما في شرح سنن أب داود:الدرس/569:
أورد أبو داود السجستاني رحمه الله تعالى: [باب ما جاء في المتشدق في الكلام] وفي بعض النسخ: [باب التشدق في الكلام] والمقصود بذلك الإنسان الذي يتفاصح ويتقعر ويتعمق في الكلام ويتكلفه، ولم يكن ذلك له سليقة، فيتكلف ويأتي بشيء عن طريق التكلف، أما إذا كان من غير تكلف بأن يعطي الله الإنسان فصاحة وبلاغة فتكلم واستخدم فصاحته وبلاغته في بيان الحق، فإن ذلك غير مذموم.
وقال أيضا: في نفس المصدر:
أورد أبو داود حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: [(قدم رجلان من المشرق فخطبا فعجب الناس يعني لبيانهما)] فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: [(إن من البيان لسحراً، أو إن بعض البيان لسحر)].
وهذا فيه بيان أن من الكلام ما يكون فيه فصاحة وبلاغة، فإن كان عن تكلف فهو الذي سبق أن مر ذمه، وأما إذا كان من غير تكلف فإنه محمود إذا صرف فيما هو خير، ومذموم إن صرف فيما هو شر.
والإمام أبو داود أورده في باب التشدق في الكلام، ومعلوم أن التشدق في الكلام مذموم، لكنه يحمل على ما إذا كان عن تكلف، وأما إذا كان عن طبيعة وجبلة وسليقة وليس فيه تكلف، فإنه يكون محموداً إذا كان الإتيان به فيما هو خير، أما إذا كانت الفصاحة والبلاغة الجبلية الطبيعية صرفت فيما هو شر فهي شر.
ومعلوم أن الباب باب ذم وليس باب مدح، ولكنه كما أشرت يحمل على أن المقصود به ما إذا كان عن تكلف، أو فصاحة طبيعية جبلية ولكنها صرفت في شر، ولكن ورود حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: [(إن من البيان لسحراً)] الذي يبدو أنه مدح؛ لأنه كلام أعجبوا به، وليس فيه شيء يدل على الذم، ولكنَّ أبا داود أورده في باب التشدق فيحمل إيراده إياه على ما إذا كان عن طريق التكلف، أو أنه استعمل في شر، لأن من الناس من يكون فصيحاً بليغاً فيستخدم بلاغته في الشر ونشر الباطل وإظهار الباطل وإغواء الناس والعياذ بالله، ومنهم من يكون فصيحاً وفصاحته تستعمل في الخير.اهـ
وإليك اخي المسلم هذه القصة التي يرويها ابن الصابئ عن نفسه والتي تظهر شدة بغض الناس للمتشدق.
قال محمد بن هلال بن المحسن بن إبراهيم الصابئ، أبو الحسن (المتوفى: 480هـ):
فأول ما أبدأ به ما خصني منه، وهو أنني كنت جالساً وإلى جانبي أبو سعد القادسي أحد المتفقهين المتشدقين، وجرى ذكر بعض ثقلاء الزمان المتعسفين فقلت مسرعاً متبرعاً: إنه يشبه ابن القادسي فيما يتعاطاه مما يتجاوز فيه الصواب ويتخطاه! ثم استيقظت من رقدة زلتي، وانتبهت لهفوتي، فالتفت إليه عجلاً وقلت له مسرعاً وكان له أخ بالحمق مشهور وبالهذيان معروف، وهو بذاك عالم، وله دائماً عليه لائم: اعلم أيها السيد أن أخاك يسمع من الألفاظ الأديبة، ذات المعاني الغريبة ما لا يفهمه، ويجب أن يستعمله، وعنده أن ذلك ورد يرده الواردون من غير تعب، ويورده الموردون من غير أدب، فيصدر عنه الكلام المستعجم، وتصير أغراضه ومعانيه لا تفهم، فنحن نضرب به الأمثال، هذا يورده بوجه وقاح غير حيي، وخاطر لفاح غير وني، فقال لي: والله العظيم إنني لألومه على فعله دائماً، وأمنعه منه دائباً، وأعلم أن الأقوال تكثر فيه، وتزري عليه، وهو على ما علمت من الجهل الذي يورده ولا يصدره، ويحسن له ما يقوله ويذكره! فحين شاهدته قد تحقق قولي ورضيه، ولم يخطر بقلبه ما يغضبه ويؤذيه، أتتني فرجة اقتحمتها، ولحقتني فرحة ما احتبستها.اهـ
وإننا والله لنعجب ممن يدعي العلم ثم يثني على هذه الشبكة، البارحة تقولون الأخذ عن المجاهيل ضرر، واليوم صار عندكم منفعة، ما هذا التلون في سبيل قلب الحقائق، أما تتقي الله، أين النصح للأمة، أين تحذيرها من الباطل، كيف ترضى أن تغش أمة محمد صلى الله عليه و سلم، أين الورع؟ أين الزهد؟ أين التقى؟ ولكن كما يقال :ما تنتج العمياء إلا المخازي.
تعس العمي الوَاحِلِيُّ فإنه....قد كان مجموع له العميان
وحال أصحاب شبكة الوحلين (وحل البدعة ووحل التقليد) كما قال ابن القيم رحمه الله في نونيته:أصحابها أهل التخـرص والتنا....قض و التهاتر قائلــوا البهتان
يكفيكانك لو حرصت فلن ترى....فئتين منهــــم قط يتفقان
إلا إذا ما قلـــد لســواهما....فتراهم جيــلا من العميان
ويقودهم اعمى يــظن كمبصر....يا محنة العـميان خلف فلان
هل يستوي هـذا ومبصر رشده....الله أكــبر كيف يستويان
والحمد لله رب العالمين
أبوحسان مروان بن بوعزة العشيري الزعري
ليلة الثلاثاء1ربيع الثاني1434
يكفيكانك لو حرصت فلن ترى....فئتين منهــــم قط يتفقان
إلا إذا ما قلـــد لســواهما....فتراهم جيــلا من العميان
ويقودهم اعمى يــظن كمبصر....يا محنة العـميان خلف فلان
هل يستوي هـذا ومبصر رشده....الله أكــبر كيف يستويان
والحمد لله رب العالمين
أبوحسان مروان بن بوعزة العشيري الزعري
ليلة الثلاثاء1ربيع الثاني1434
تعليق