المقدمة:
الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على نبِينا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فقد اطّلَعتُ على كتابةٍ لنزار بن هاشم بعنوان: " ما بين مختار بدري السوداني ويحيى الحَجُورِي اليمني واتباعهما " ملأها بالـتـلبـيـسات والتلفيقات للطعن في العلامة يحيى الحجوري حفظه الله فصدق فيها قول الشاعر:
وســاوسٌ وأقــاوِيــلٌ مُلَــــفَّـــقَـــةٌ كـأنهـا بـَعـضُ أقوالِ المجـانـيـن
ظن (ابن هاشم) من جهلٍ ومن سفـهٍ لم يبق في الناس ذو علم وتمكين()
فقـال مـا قـال مـن زورٍ ومـن كـذبٍ مـُزَخْـرَفٌ قَدْ تَـبَدَى غير موزون
ولم يكن يغني عنه الظن فانـعـكسـت ظـنـونـه في مـجـال غير مظنـون
ونزار ليس أول الطاعنين في الشيخ يحيى من السودانيين،فقد طعن فيه من قبله المختارية() وكذلك حسن بن عطا الله الذي كان لآخر لحظة يتصل بالشيخ يحيى لينفيَ ما أُثبِتَ عليه من المخالفات الشرعية والمنهجية () ولما رأى أن دعوتَه لا تتماشى و دعوة الشيخ قام ومن معه بغشيان المنتديات الحزبية لاستخراج الطعون وأعلن الحرب على الشيخ يحيى.
لا تظلِمَنَّ إذا ما كنتَ مُقْتَدِرَا فالظلمُ مرتعُهُ يفضي إلى الـنـدمِ
تنامُ عينُكَ والمظلومُ منـتـبـهٌ يـدعـو عـلـيك وعين الله لم تنم
فتارة يأتون بأشياء رجع عنها الشيخ فينسبونها إليه بدل أن يُشكر ويُشجع على قبوله النصح ورجوعه إلى الحق.
ألمْ تريا أنَّ الملامةَ نفْعُهَا قليلٌ إذا ما الشيئُ ولَّى وأدبرا
و أصبحوا يتفنون في طريقة الرد كل واحد بحسب ما تُوحِي إليه شياطينُه من الانسِ والجنِ " شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) [الأنعام] ، ومن تلك الأفانين إدعاء المشابهة() بين الشيخ الحجوري ومختار، ظلما وجورا، قال تعالى :" أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ " [ص 28] و قال تعالى : " أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ " [ الجاثية 21] و قال تعالى : " قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ " [ الزمر 9]
إنَّ ابن (بدري) برذونٌ وذا أسدٌ وهل تقاس أسودٌ بالبراذينِ
فأرادوا إسقاط الشيخ يحيى حفظه الله وإزالته من سوح الدعوة إلى الله و هيهات.
إذا شجرات العُرفِ جُذَّت أصولها ففي أي فرعٍ يُوجَد الورقُ النضرُ
وأرادوا كذلك إسقاط دمَّاج التي نشرت – بتوفيق الله - العلم والتوحيد والسنة وأخرجت طلبة العلم بل والعلماء كما قال الشيخ ربيع حفظه الله: " الشيخ مقبل ـ رحمه الله ـ يعني كان يرفض الجمعيات ، ورفض هذه الأساليب ، وأنشأ له مركزًا وعلَّم طلابًا ، بل خرج منهم علماء" .
وهي- أي دماج- كما قيل:
إنما هذه المدارس روضٌ تنبت المجد والعلا والفخارا
ونحن لا نبالي بهذه الدعاوى الكاذبة لإسقاط الشيخ يحيى أو لإسقاط الدار من هؤلاء الصغار وإنما نأخذ بأقوال العلماء الكبار .
دمّاج يا دار الحديث تلألئي بالـعـلم والإيمان دمتي غالـيـةقال الربيع بـداره متـشـرفا هي قـلعة لا كالـقـلاع الراسية فيها تربى رجالـنـا بالـعـلــم والإيــمــان و حـيـا صـافــيــاســؤَلاك ربــي أن تـــقــــي دار الحديث وشيخها المتفانيـا
وسئل فضيلة الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي عن معهد دماج الذي أسسه الشيخ المحدث مقبل الوادعي في كتاب: الفتاوى الجلية في المناهج الدعوية -ما رأي فضيلتكم فيمن يحذِّر من معهد الشيخ مقبل بن هادي الوادعي، ويرمي طلبته بأنَّهم حدادية؟ فأجاب: طلبة الشيخ مقبل على العموم نعلم أنَّهم على السنة . أمَّا من زعم أنَّهم حدادية، فزعمه هذا باطل، وقوله هذا تجني، وبغي على طلبة الشيخ مقبل -رحمه الله-. وإنَّ معهد دماج؛ الذي أسسه الشيخ مقبل -رحمه الله- في بؤرة التشيع، ووسط التشيع، فنشرت فيه السنة في تلك البقاع الَّتِي ما كان أحد يجرأ على الكلام فضلاً عن الرد عليهم، وقد نفع الله بطلاب الشيخ مقبل، فانتشرت بِهم السنة في جميع بقاع اليمن عدا نفرٌ قليلٌ منهم ()خالفوا عقيدة أهل السنة والجماعة -الَّتِي رباهم، ونشَّأهم عليها الشيخ مقبل -رحمه الله- وأخذوا بطريقة المبتدعة، وحسَّن لهم الشيطان طرق الابتداع، فهؤلاء لايعتبر بِهم، وإنَّما يعتبر بمن ثبتوا على السنة، ودانوا بِها، ودعوا إليها، ووالوا، وعادوا من أجلها، وأحبوا، وأبغضوا من أجلها هؤلاء هم الذين يعتبر بِهم، وهم الذين سلكوا مسلك أهل الحديث والأثر، واتبعوا مذهب أهل السنة والجماعة ؛ لذلك فإنَّي أقول: من يقول أنَّ هؤلاء حدادية، فهو باغٍ ظالم وعند الله الملتقى، وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه. اهـ
فـلما رأيت الدار قـلـت لـربـعـهـا سـلام عـلى دمــاج أمـا وخـالـيـا
فـحـيـيـت يا دمـاج نـور زمـانـنـا فحـيـيت أرضا بل وحييت واديـا
فمن ذا يباري اليوم يا علم الهدى بك الدين والإسلام والنهج صافيا
سلام على أرض بن هادي فإنهـا منارة إيمان ترى القـلـب صـافـيا
سلام على يحيى الأمـيـن وربـعـه ليوث نزوا أهل الردى والأفاعيـا
والشيخ يحيى حفظه الله سَارَ في دعوتِهِ كما سار سَلَفُهُ الشيخ مقبل رحمه الله() وذلك بشهادة الشيخ مقبل رحمه الله في آخر حياته وشهادة الشيخ ربيع إلى الآن . وغيرهم من العلماء فصدق في الشيخ يحيى حفظه الله قول الشاعر:
من معشر سنت لهم (أشياخهم) ولكل قوم سـنـة وإمـامـهـا
لا يطبعون ولا يبور فعالهم إذ لا تميل مع الهوى أحلامهـا
فجدَّ هؤلاء جدّهم وسودوا الورقات بعد الورقات لإلحاق التهم الجائرات بالشيخ أما يخافون الله ربَّ البريات من هذا الجور و الظلم ؟.
فيا أيها الموعدوه سـفـاهـا ولم يأت جورا ولم يعنف
ألستم تخافون أمر العذاب ومــا آمــن الله الأخـــوف
فقام هؤلاء بالطعن في الشيخ يحيى -حفظه الله- محاولة منهم لإسقاطه وذلك لأغراض دنيئة من دون تقدير منهم لجهود الشيخ في الدعوة إلى الله ولا لعلمه ولا لخلافته في اليمن وما مرت به الدعوة هناك من المراحل والفتن التي يصدق فيها قول الشاعر:
وتموج موج البحر إلا أنها لاقت أسوداً فوقهن حديد
فقام لها الشيخ يحيى -حفظه الله- خير قيام كما شهد له العلماء بذلك كما قال العلامة ربيع : " كيف أتكلم في أناس مسكوا الدعوة بيد من حديد "
فلماذا لم يقَدِّر هؤلاء هذه الجهود العظيمة ولم يأخذوا بأقوال العلماء في الإمساك عن هذه الفتنة وعدم الطعن في الناصح الأمين أو في غيره من العلماء لماذا؟ الجواب :
من لم يكن عنصرا طيبا لم يخرج الطيب من فيه
كل امرئ يشـبهـه فعـلـه وينضح الكوز بمـا فـيـه
وكما قيل: " وكل إناء بالذي فيه ينضح " .
ولكننا نبشرهم بأن كلامهم وإيحاءاتهم ذاهبةٌ أدراج الرياح "وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ" [ الأنعام 113] ولايضرُّ قولهم إلا قائليه وأما أهل الحق فيعرفون لأهل الفضل فضلهم وسابقتهم ولا يتأثرون بنعقِ الناعقين وكما قيل:
والبدر يسمو في السماء بعـزة والشمس ساطعة بلا طاقات
والكلب ينبح لا يـضر سـمـاءنـا والإثم سوف يصيبكم بثبات
لا لن يُضَر (شيخنا) بحـديـثـكـم بل زاد قدرا عالي الطبقات
فلذلك كتبت هذه الورقات التي عنونتها بـ " بيان الضرار فيما ادعاه نزار من المشابهة بين العلامة يحيى بن علي الحجوري و مختار في العلم والمنهج والأفكار ".
وهي -بإذن الله- كافيةٌ في ردِّ شبهاتِ القوم لا سيما وقد اشتملت على كلام العلماء الكبار والثناء عليهم ولم ياتِ فيها طعنٌ في واحدٍ من العلماء فأسأل الله عزو جل أن ينفع بها وأن يحقق بها ما كُتِبَتْ لأجله من إحقاق الحق وإبطال الباطل وأن يكتب لها القبول .
وأسأل الله أن يفضح نزاراً وابن عطا الله و عرفات وغيرهم من المغرضين الذين يريدون إسقاط علماء الأمة الذين عُرِفَ خيرُهم وانتشر فضلهم وذاع علمهم، فأرادوا إلصاق التهم بهم حتى إنهم لَيَلوُن أعناق كلماتِهم لَيَاً عجيباً حتى يتم لهم ما يريدون ، والله يعلم أن هؤلاء العلماء بريئون مما نسبوه إليهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب فاللهم افضحهم. آمــــيـــــن()
و أختم بهذا السؤال: هل نسيَ هؤلاء أنَّ تَقَدُم العلماء بالكلام عند الفتن المدلهمة مصيبة من المصائب و معيبة من المعائب و باقعة من البواقع في حق مرتكبها قال تعالى: " وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا " [ النساء 83].
كتبه : أبو إبراهيم معاذ بن مفرح
يوم الخميس – ضحى يوم عاشوراء – 1432هـ
الموافق 16\12\2010 ميلادي
و أضيفت أشياء يسيرة بعد ذلك التاريخ
لتحميل الرسالة برابط مباشر
من هنا
تعليق