الوصابي وشلته
حجر عثرة أمام أهل السنة
في مواجهة أهل الباطل
وما الله عن أعمالهم بغافل
بسم الله الرحمن الرحيم
حجر عثرة أمام أهل السنة
في مواجهة أهل الباطل
وما الله عن أعمالهم بغافل
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مالك الأملاك، مكور الليل على النهار، ومكور النهار على الليل، مخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي، معز من أطاعه ومذل من عصاه، بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للأنام سيد ولد آدم محمد وعلى آله وأصحابه الأماجد الكرام ومن اتبع سبيلهم على يوم الصراط والميزان.
أما بعد:
فقد أدهش المؤمنين ما وصل إليه حال المخذلين المناوئين دعاة الفرقة، حاملي راية العداوة والتحريش والتنفير في هذه الأيام، أدهش الناس وجعلهم في استغراب وفي تعجب سائلين الله عز وجل العافية والسلامة من زيغ القلوب، صاروا يتعجبون و يتساءلون:
ما هذا؟
وما الداعي له؟
وما أسبابه؟
( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ )
لقد قام الرافضة الأشرار المنافقون الفجار بما قد علمه القاصي والداني والقريب والبعيد والصديق والعدو، من عدوان على أهل الحق، أرادوا استئصال شأفة الإسلام وأهله ودعاة التوحيد والسنة، فتداعى الصغير والكبير والقريب والبعيد، ممن كان في قلبة غيرة على دين الله، كل واحد بما يستطيعه، وما هو في جهده، حتى صار أهل السنة كالجسد الواحد امتثالًا:
لقول النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» متفق عليه عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه
وقوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى" رواه مسلم عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه
ومع هذا التلاحم والتكاتف والتآزر والتألم لما يحصل لإخوانهم أهل السنة في دماج أو كتاف، ظهر المشايخ هداهم الله حجر عثرة أمام أهل السنة يقفون في وجوههم مخذلين تارة بالأقوال وتارة بالأفعال، وتارة بالأشرطة، وتارة بالخطب والمحاضرات، يدافعون عن كفر الرافضة تارة!! ولا نستحل دماءهم تارة!! ولا أعراضهم تارة!! ولا يجوز قطع الطريق من أجل فك الحصار تارة !!! المهم كانوا حجر عثرة أمام أهل السنة.
ومع هذا فقد نصر الله أهل السنة في دماج وفي كتاف، ورفع قدرهم، وصان عرضهم وأعلى منزلتهم، وهزم الله بهم العدو الخبيث الرافضي قاتله الله(إِنْ يَنْصُرْكُمُ الله فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)[آل عمران: 160]
فلما وضعت الحرب أوزارها أو كادت وانهزم الرافضة بجحافلهم بفضل ٍ من الله عظيم، رجع أهل السنة إلى ما هم عليه من العلم والتعليم والدعوة والتحذير من الباطل، بأشكاله وأنواعه بالحجة والبيان.
وظن أهل السنة أن المشايخ أصلحهم بعد هذا أنهم سيُراجِعُون أنفسهم وحساباتهم ويتوبون إلى الله مما قد حصل منهم من الخذيلة و التخذيل وعدم مناصرة المظلومين المبغى عليهم، ويعلمون أن الحق كان إلى جانب أهل السنة في دماج وكتاف وأنهم جانبوا الصواب وحادوا عنه.
وظن أهل السنة أيضًا أن المشايخ قد بان لهم أنهم كانوا في خطأ وزلل، وظن أهل السنة أيضًا أنهم سوف يتفرغون تمامًا للعلم والتعليم والدعوة والتحذير من الرافضة ومن أفكارهم ومن تحركاتهم وتوسعاتهم، وكذلك التحذير من الباطل .
فما درى أهل السنة إلا بالبرعي يقف حجر عثرة أمام أهل السنة من جديد ، بعد تلك الحرب مع الرافضة، ويشغل أهل السنة بنفسه وبجعجعته التي أخرجها في شريطه، وأراد أن يبين أن أهل كتاف وجبهة كتاف لم يستفيدوا من القتال عدد أشهر إلا القتل والأرامل والأيتام والجراحات ووو.
فاضطر أهل السنة أن يبينوا اعوجاج كلام هذا الرجل واستلمه أهل السنة من كل مكان حتى برد وسكت ولم يسمع له صوت بعد ذلك، وكلامه باطل عادوا عليه بالحق.
ثم تبعه الوصابي المفتون الضال واستلم الدور بأوسع من البرعي، وبدأ في التحذير من أهل السنة وتبديعهم بالكوم، والتعريض بكفرهم، وصب عليهم الألقاب الشنيعة، والسباب، والشتام وصرخ وكذب، وألّب على عادته وسجيته الذميمة في التحريش كما قد عُلم وعُرف عند القاصي والداني، وقام معه البرعي بعد ما سكت أيامًا، يدافع عن الوصابي بأسلوب يظن أنه لن يفقه له أحد، وقد رددنا عليه بحمد الله برسالة" البرعي يتفيهق بالباطل من جديد" ورد عليه غيري جزاهم الله خيرًا، وقام معهم محمد الملقب بالإمام وأخرج بيانًا منشورًا في موقعه، وقد رد عليه أخونا نجيب الشرعبي وأبان ما فيه من الباطل، فأجاد وأفاد.
والحاصل أنهم صاروا مشغولين عما ينفعهم وينفع المسلمين؛ بكونهم جعلوا أنفسهم حجر عثرة أمام أهل السنة يصدون عنهم، ويحذرون منهم، ويشغلون أهل السنة عن مواجهة الرافضة وأفكارهم، وغير الرافضة، فكم في المجتمع من أهل الباطل الذين لا يتصدى لهم بعد الله إلا أهل السنة في دماج ومن سار بسيرهم السلفي والواقع شاهد على ذلك، فشغل هؤلاء المشايخ -هداهم الله- أهل السنة عن مواجهة أهل الباطل، فاستفاد منهم أهل الباطل أنهم يمرحون ويسرحون، وهؤلاء تارة يؤصلون لهم إبانة، وتارة يدافعون عنهم من على المنابر، وتارة يثورون على أهل السنة يشغلونهم عن أولئك وأمثالهم، أترون ربَّ العالمين سبحانه وتعالى يغفل عن هذا؟
حاشاه ولكن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُمْلِي لِلظَّالِمِ، فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ" رواه مسلم
والوصابي ومن إليه قد استفادوا هذا ممن قبلهم ممن وقف في وجه أهل السنة في دماج أنهم يريحون أهل الباطل ويكونون حماة ومدافعين عنهم.
فالإخوان المسلمون شغلوا أهل السنة عن بيان حال الصوفية والرافضة والزنادقة والكفار شيئا ما
وكذلك السروريون شغلوا أهل السنة عن بيان حال الإخوان وغيرهم.
وكذلك أصحاب أبي الحسن شغلوا أهل السنة عن مواجهة الإخوان والسروريين وغيرهم.
وكذلك أصحاب فالح شغلوا أهل السنة عن مواجهة الإخوان والسروريين وأبي الحسن وغيرهم.
وكذلك هذا الحزب الخبيث حزب ابني مرعي والوصابي ومن إليه شغلوا أهل السنة عن مواجهة الرافضة وغيرهم، وكل واحد يأخذ له فترة من الزمن.
فتجد أهل التحزب يشغلون أهل السنة عن مواجهة أهل الباطل بأشكالهم وأنواعهم، فهم حجر عثرة في وجه أهل السنة، وكل ما قام مبطل إلا وقام بدور من قبله وصار محاميًا عنه بأسلوب أو بآخر يتصدى لأهل السنة، ويجعل من قبله من أهل الباطل في راحة وفترة نقاهة، يروج لباطله وفكره ويسرح ويمرح في طمأنينة
ولكن أبشرهم أجمعين أن مآل حالهم إن استمروا على هذا البغي والعدوان والفتنة على الحق وأهله أن مصيرهم مصير من قبلهم ( وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) [فاطر: 43] وقال تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [يونس: 23]، وقال تعالى: ( الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) [العنكبوت: 1 - 3]
وهذه دعوة الله يسيرها كيف شاء وينصرها وأهلها وقد فعل وله الحمد والمنة، ويجعل لها القبول والنصر والتمكين
فعَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ الله وَهُمْ كَذَلِكَ» رواه مسلم
والحمد لله رب العالمين
كتبه
أبو حمزة محمد بن حسن السِّوَري
ليلة السبت الثامن من ربيع الأول 1434هجرية
كتبه
أبو حمزة محمد بن حسن السِّوَري
ليلة السبت الثامن من ربيع الأول 1434هجرية
تعليق