• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أما آن للبرمكي أن يسكت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أما آن للبرمكي أن يسكت

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى، وأشرفهم نبينا المجتبى، وحبيبنا المصطفى، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. وبعد:
    فلا زال البرمكي يدغدغ فرائص الحزب الهالك، المتوالي السقوط في المهالك، والذي لاتنفعه إلا التوبة إلى رب الممالك، وذلك بشبه بطلانها يغني عن إبطالها، وفسادها يغني عن إفسادها، مع تملق بغيض إلى العلماء، وكلام عار عن التقوى و الحياء، وغرور يكاد يطاول السماء...هون عليك، - إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا -.
    فكلامك الذي خرج من رأس اللسان، لم يجاوز الأذنان، وقد دخل من أذن و خرج من أخرى.
    وشبهك التي هي أوهن من بيت العنكبوت، لا تنطلي إلى على الجهلة، ولا تعمي إلى السفلة.
    أما أهل الإيمان والعلم، فقد رفعهم الله عن تخرصاتك، وصانهم عن تمترساتك، وأظهر لهم سوء طويتك، وبين لهم كبير عثرتك.
    ليس بالهين الوقوع في الأكابر، ولا في من يدافعون عن الدين بالسيوف و المحابر.
    - ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون -
    - إن الله يدافع عن الذين آمنوا -
    - إن الله مع الذين اتقوا و الذين هم محسنون -
    ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب )
    وهذه بعض الشبهات التي جاء بها البرمكي مع بعض الردود عليها

    1- بدعية الأذان الذي أحدثه ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه:
    صد عدوان البرمكي المشين
    وبيان براءة الناصح الأمين
    من الطعن في عثمان أمير المؤمنين


    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على نبيّه الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد:


    قال فضيلة الشيخ العلامة الإمام مقبل الوادعي -رحمه الله-: ((فقد اطَّلعت على كتاب (الجمعة) للشيخ يَحيى بن علي الْحَجوري؛ فوجدته كتابًا عظيمًا فيه فوائد تُشد لَها الرحال، مع الْحُكم على كل حديثٍ بِمَا يستحقه، واستيعاب الْمَوضوع؛ فهو كتاب كافٍ وافٍ فِي موضوعه، كيف لا يكون كذلك والشيخ يَحيى -حفظه الله- فِي غاية من التحري والتقى والزهد والورع وخشية الله وهو قوَّال بالْحَق لا يَخاف فِي الله لومة لائم، وهو -حفظه الله- قام بالنيابة عنِّي فِي دروس دار الْحَديث بدماج يلقيها على أحسن ما يرام)) أهـ "تقديمه لكتاب أحكام الجمعة"


    قال الشيخ العلامة يحيى الحجوري - حفظه الله-: ((وقد يقول بعض الْمُعاندين: هل كان عثمان رضي الله عنه لَمَّا فعل ذلك مبتدعًا ضالاًّ؟
    قلنا: معاذ الله!! فهو خليفة راشد وزوج ابنتَي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقد قال عنه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: من يشتري بئر روما وله الْجَنة؟ فاشتراها عثمان وجعلها للمسلمين، وقال لأبي موسى: ائذن له وبشره بالْجَنة مع بلوى تصيبه.
    ولكنه اجتهد -رضوان الله عليه- حيث جعل مؤذنًا بالسوق وليس بالْمَسجد، ليشعر الناس بقرب وقت الصلاة.
    وتقدم أن نقلنا عن السبكي اختلاف تلك الْحَالة على زمننا هذا ومع ذلك فقد أخطأ رضي الله عنه فِي هذا، وهو رضي الله عنه فِي ذلك معذور وعلى اجتهاده وحسن قصده مأجور، وله مثل هذا الْخَطأ فِي إتْمَام الصلاة بِمنىً، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه يقصرون بِمنىً.)) "أحكام الجمعة" (ص:250)


    قال -حفظه الله-: ((والْحَاصل: أن أمير الْمُؤمنين عثمان وغيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غير معصومين من الوقوع فِي الْخَطأ، وتعداد ذلك يطول، ومعركة صفين ومعركة الْجَمل دليل على ذلك، لكن خطأهم مغفور وفِي حسناتهم مغمور؛ قال تعالَى: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة: 100].)) "أحكام الجمعة – ص:182"

    وقال -حفظه الله-: ((الذي يسب الصحابة عدوّ لله ، ومن سبّهم جميعا أو كفرهم جميها -أو أكثرهم- فهو كافر ، كما أبانه شيخ الإسلام ابن تيمية في "الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلّم"
    والذي يتّهم عائشة بما برّأها الله منه أيضا فهوكافر ، لأنّه كذّب القرآن.
    والصحابة رضي الله عنهم نصّ القرآن على عدالتهم برضا الله عنهم ، قال عزّ وجل: (رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدّ لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها) . . . ثم ساق عددا من الأدلة)) "الكنز الثمين" (1/182)


    وللشيخ يحيى الحجوري -حفظه الله- كتاب (الحجج القاطعة) ردّ فيه على الروافض وانتصر لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم؛ فجزاه الله خيرا من إمام عالم علم ، سخر نفسه للدعوة إلى الله وخدمة دينه ، والذب عن شريعته والانتصار لنبيه صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم.
    اتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإليها دعا وعنها نافح ، واتبع سبيل المؤمنين؛ من المهاجرين والأنصار ، وذب عنهم ودافع.
    وردّ على المبطلين المخالفين لسبيلهم ، وبين زيف طريقهم ، وضلال سبيلهم ، فكان حقا وصدقا على مثل ما كان عليه صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
    فاستحق بذلك أن بسط الله له القبول في الأرض ، ورحل إليه من مشارق الأرض ومغاربها ، وأثنى عليه العلماء الربانيون علماء الجرح والتعديل وأئمة الدين ، وحسبه أن وصفه محدّث الجزيرة الإمام الوادعي بالناصح الأمين ، فقال في "وصيته": ((وأصيهم بالشيخ الفاضل يحيى بن علي الحجوري خيرا ،وألاّ يرضوا بنزوله عن الكرسي فهو ناصح أمين))أهـ


    وهذه التزكية أعلى وأسمى من أي شهادة نظامية نالها الدكاترة ، وافتخر بها العباقرة ، فليست شهادة من جامعة ، ولا من مدرسة ، بل من إمام من أئمة أهل السنة في هذا العصر.

    قال الشيخ محمد بن عبد الله الإمام -حفظه الله- معلقا على كلام الإمام الوادعي: ((وهذه تزكية رفيعة تدل على مدى ما يعرفه شيخنا في أخينا المبارك الشيخ يحيى الحجوري -حفظه الله تعالى- وحتى ولو لم يحصل أن الشيخ رحمه الله أوصى بأن يكون الحجوري هو القائم والمستمر في التدريس والمسؤولية عليه لما اختار علماء أهل السنة غيره . . لما اختاروا غيرهم . . فعلماء أهل السنة يختارونه على من عداه ليقوم بالتدريس والخطابة ، ويكون الطلاب نافذين عن توجيهاته وحريصين على رد الأمور إليه والاستشارة ، وهذا ما ينبغي أن يعلم ، وعلماء أهل السنة على هذا الذي دعا إليه والدنا رحمه الله، والشيخ يحيى الحجوري هو ممن عرف بالبحث والتحقيق والتأليف، وعرف بالتجرد للحق والرجوع إليه عند معرفته وحصول الخطأ . . الرجوع إلى الحق ، وما إلى ذلك من الصفات الحميدة الطيبة ، فهو أهل لأن يحل محل الشيخ ولأن يقوم في ذلك المكان العظيم المبارك ، فهو القائم على ذلك المركز العظيم المبارك ، فلله الحمد والمنة ، ثم لربما قد يوجد بعض الطلاب في داخل المركز هناك ليس عندهم اقتناع بأن يكون الشيخ يحيى حفظه الله قائما مقام الشيخ !! وهذا لا مبرر له منهم ، فعليهم إن حصل ذلك ، فعلى من حصل ذلك أن يراجع نفسه ، فالرجل بحمد الله رب العالمين ، أهل لأن يقوم في ذلك المقام ولله الحمد والمنة ، ولا يسمح (علماء أهل السنة) بالطعن فيه والتقليل من شأنه ، بل يكاد يكون التكلم فيه إنما هو طعن فيما دعا إليه الشيخ وأوصى به وحذر من مخالفته)) "شرح وصية الشيخ مقبل"
    ومع هذا كلّه نجد اليوم من أهل الزيغ والضلال من نصب نفسه وقفا للحزبية المقيتة ، لا هم له إلا النطح في سفح هذا الجبل ، فخرج بمقال مباحثه متناقضة ومطالبه متعارضة ، لا يروج إلى على ضعاف العقول ، الجهلة بالمنقول والمعقول ، من تأمله رأى ردّه في سرده ، ونقضه وعرضه ، إلاّ أن الله خلق للهدى خلقا وللضلال آخرين ، وقد بقيت أقدم رجلا وأؤخر أخرى في الإقدام على إبطاله وتزييف أقواله ، وقد كان الرأي عند بعض إخواننا أن يعرض عن جهالته ، ولا يتعرض لغثائه وسخافته ، ولا يلتفت لخلطه وخرافته ، لما أبان من جهل وعدم إنصاف ، فيما تكلم فيه من الباطل والجزاف ، ولأن مثله لا يخاطب ولا يعاتب ، ولا يؤاخذ بالهذيان ولا يعاقب ، فإن الظفر به كالهزيمة ، ومناقشته كمحاوة البهيمة.


    ثمّ استأذن لي بعض الإخوة السلفيين من شيخنا الناصح الأمين ، فأذن في الكتابة في الموضوع ، فكان إذنه شرفا لي كاللؤلؤ المرصوع ، فجردت أسنة العزائم للرد واستعنت عليه بالأحد الفرد ، فسأسرد شبهاته بإذن الله وأردفها بالرد.



    الشبهة الأولى: دعوى أن الناصح الأمين يتهم أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه بأنه ابتدع في دين الله بدعة ضلالة !!! ويحتج على هذا بما نسبه للناصح الأمين من قول عن الأذان الأول يوم الجمعة: ((وإنه مُحْدَث كما أجْمَع على ذلك علماء الإسلام ألا ترى فِي الْحَديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحذرك من مُحدثات الأمور ويقول: إنها ضلالة)) وسيأتي إن شاء الله بيان أن الكلام مبتور.
    وقوله: ((أما من تابعه على ذلك الْخَطأ بعد بيان الْحُجة فهو فِي ذلك مبتدع، لا عذر له فِي مُخالفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه.))



    قلت: قال الإمام الوادعي: ((فعثمان رضي الله عنه أمر بالأذان الأول من الزوراء وكان عبدالله بن عمر إذا دخل مسجدا يؤذن فيه بالأذان الأول تركه وقال : (إنه مسجد بدعة) ومع هذا فهو لا يقول إن عثمان مبتدع ، بل عثمان اجتهد ومن بعد عثمان إذا ظهرت الأدلة وقلد عثمان على هذا فهو يعد مبتدعا لأن التقليد نفسه بدعة)) "غارة الأشرطة" (2/99)



    فما ذنب الناصح الأمين إذا كان يقول بقول شيخه الإمام الوادعي ، فلا لوم عليه إذا تابع شيخه الهمام فيما رآه قد وافق فيه الصواب ، وسطر هذا الحق والصواب في كتبه وبثّه في أشرطته ، فإن من توفيق الله للعالم أن يقيض له تلاميذ بارين ينشرون علمه بعد موته ، فهل يلام الناصح الأمين على نشره لعلم شيخه الإمام الوادعي ؟؟!! بل حقه أن يشكر ويآزر ، لا أن يعادى ويهاجر ، ويطعن فيه الطاعنون ، ويتصدى لعلمه المغرضون.


    قال شيخ الإسلام: ((وإن قدر أن في الصحابة من كان ينكر هذا ومنهم من لا ينكره كان ذلك من مسائل الاجتهاد ولم يكن هذا مما يعاب به عثمان)) "منهاج السنة" (6/291)


    فالمسألة من مسائل الاجتهاد وقد ذكر الناصح الأمين في كتابه "أحكام الجمعة" سلفه في هذه المسألة بالأسانيد ، فذكر ابن عمر رضي الله عنه ، والحسن البصري ، ومحمد ابن شهاب الزهري ، وعطاء وعمرو بن دينار ، وابن رجب وأبا يعلى والشافعي . . . وغيرهم؛ فكيف يسوغ أن يوصف -لهذا- بأنه (أرعن=من الرعونة) فهل يستحل هؤلاء الحزبيون أن يصفوا بالرعونة كل هؤلاء الأئمة الأعلام الذين قال الناصح الأمين بقولهم ؟؟! وهل من قال بقول ترجح له وله فيه سلف يقال عنه (أرعن) ثمّ يأتي ناس فيقولون أن الشيخ يحيى (سليط اللسان فاحش القول !!) لماذا؟! لأنّه شديد على أهل البدع -لا غير- فصارت الممدحة مذمة !! مع أن صاحب هذا الكلام كان بالأمس القريب يقول عن أحدهم (شيطان) واليوم نرى أتباع (شيطانٍ) هذا ، يتباكون أشد التباكي على من كان بالأمس القريب يصف إمامهم بـ(شيطان) دون أن يتراجع عن قوله فيه ، ولكن ولاء في بغض الناصح الأمين على قاعدة (عدو العدو صديق وإن كان عدوا).


    وللتذكير فإن الذي قال عن الناصح الأمين هذا الكلام قد قال عن الجزائريين والليبيين أنهم حمير إلا من رحم ربك ، فلم ينكروا عليه هذا ، لكنهم أنكروا على الشيخ يحيى لما قال كلمة في حق فاجرات إحدى المدن اليمنية ، فجعلوا كلامه شاملا لعفيفات تلك المدينة وبنوا عليه أنه لا يبالي بالعدنيين ولا يلتفت إليهم ، مع العلم أنه قد تراجع عن هذه الكلمة ، والآخر لم يتراجع عن وصف الجزائريين والليبيين بالحمير إلا من رحم ربّك ، ولا شكّ أنّ من لم يوافقه على طعنه في الناصح الأمين فليس ممن (رحم ربّك) بل هو من (الحمير) فنعوذ بالله من الخذلان ،وكذلك أتباع العيد شريفي الذي قال عنه (شيطان) فهم عنده من الحمير لا ممن رحم ربك ، فكيف يتباكون عليه ؟؟!
    فمن الأحق بأن يكون (سليط اللسان فاحش القول) ؟!! آالذي قال بقول له فيه من الأئمة سلف ، أم الذي وصفه -لهذا- بالأرعن والذي وصفنا بالحمير ؟!!



    ومن العجيب أن البرمكي لما وصل إلى قول ابن عمر: ((الأذان الأول بدعة ، وكل وبدعة ضلالة)) رجح أن كلمة ((وكلّ بدعة ضلالة)) ليست من كلام ابن عمر ، وأقر بأنها من كلام نافع !!! وعلى كلّ تقدير فإن كانت من كلام ابن عمر فهو صحابي جليل وليس بأرعن ، وإن كانت من كلام نافع فهو من أئمة التابعين وليس بأرعن ، فلماذا يكون الناصح الأمين أرعنا وهو على قولهما أو -على الأقل- على قول أحدهما؟!! والجواب أتركه لألي الألباب.

    وهذه وحدها كافية بقصم ظهور البرامكة ، واستئصال شرهم ، وإبادة خضراءهم ، لكن: لمن كان له قلب . . .


    - والخلاصة ، أنّه ليس في كلام الناصح الأمين اتهام لعثمان رضي الله عنه بالبدعة ، ولا يلزم من الحكم على فعل أنه بدعة الحكم على صاحبه بأنه مبتدع ، فقد حكم على الأذان الأول جماعة من العلماء بأنه بدعة ، ولم يقل أحد منهم أن عثمان رضي الله عنه مبتدع ، كما حكم كثير من العلماء على كثير من الأفعال بأنها بدع ، وقال آخرون بأنها سنن ، ولم يقل أحد الفريقين عن الآخر بأنه مبتدع -إذا كان الخلاف سائغا- ولعل أقرب مثال على هذا قول الإمام الألباني في "صفة الصلاة" عن القبض بعد الرفع من الركوع ((بدعة ضلالة)) مع ثنائه العطر على الإمام ابن باز -وهو ممن يقول بسنية القبض بعد الرفع من الركوع- فلم يحكم عليه الإمام الألباني بأنه مبتدع ضال.


    - ومن جنس هذا: افتراء البرمكي على الناصح الأمين أنه يقول بأن عثمان رضي الله عنه يلحقه إثم البدع التي نشأت عن الأذان الأول !! كجعل الأذان داخل المسجد ، وجعل أكثر من مأذن في وقت واحد . . .إلخ وجعل هذا لازما لقوله بأن هذه البدع نشأت عن تلك البدعة !! فما أسخف بعض العقول؛ وفي ما مضى غنية عن ردّ هذه الفرية.



    تنبيه: المعطلة اعتقدوا أن وصف الله بما وصف به نفسه يعد تمثيلا فالتزموا التعطيل ، ولعل البرمكي اعتقد أن الواقع في البدعة مبتدع ، ثم رأى الناصح الأمين يحكم على الأذان الأول بأنه بدعة ، فبنى على هذا أنه يرمي عثمان رضي الله عنه بالبدعة !!! وهذا من آثار النزعة الحدادية البرمكية ، وقد بينت شيئا منها في (الصارم المسلول على البرمكي المخذول) وسيأتي معنا المزيد -إن شاء الله- في هذا المقال.



    تنبيه آخر: أهل البدع يذكرون ما لهم ويتركون ما عليهم ، وأقبح من هذا أنّ -بعض- أهل البدع يبترون كلام أهل السنّة للتلبيس على الناس ، ومن ذلك قول البرمكي:
    قال الحجوري في (أحكام الجمعة) طبعة دار شرقين ص (170):
    (وإنه مُحْدَث –يعني أذان عثمان- كما أجْمَع على ذلك علماء الإسلام!! ألا ترى فِي الْحَديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحذرك من مُحدثات الأمور ويقول: إنها ضلالة). انتهى.


    قلت: بتر فاحش ، وإليك كلام الناصح الأمين كاملا :
    ((فنقول لِمَن عنده أدنى علم بسنة رسول الله ص من القائلين بالأذان الأول: هل هذا الأذان من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو خير الْهَدي كما فِي صحيح مسلم من حديث جابر، أم أنه مُحدث أحدثه عثمان بن عفان، كما فِي حديث السائب فِي صحيح البخاري وكما نقل الإجْمَاع فيما قدمنا عن أهل العلم أنه مُحدث؟!


    فإن قال: إنه من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهو الكذاب الأشر ولَم يَجد من علماء الْمُسلمين من يوافقه على هذه الكذبة الْمَفضوحة.
    وإن قال كما قال جَميع علماء الأمة: إنه ليس من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنه مُحدث كما أجْمَع على ذلك علماء الإسلام.


    قلنا له: ألا ترى فِي الْحَديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحذرك من مُحدثات الأمور ويقول: إنها ضلالة.
    وقد يقول بعض الْمُعاندين: هل كان عثمان رضي الله عنه لَمَّا فعل ذلك مبتدعًا ضالاًّ؟
    قلنا: معاذ الله!! فهو خليفة . . . إلخ )) وقد مضى تمام الكلام بحمد الله.




    تنبيه ثالث: قال البرمكي: [قال الحافظ في الفتح (2/394): ("فثبت الأمر كذلك" والذي يظهر أن الناس أخذوا بفعل عثمان في جميع البلاد إذ ذاك لكونه خليفة مطاع الأمر).]

    قلت: وفي هذا أيضا بتر ، وتمام كلام الحافظ: ((وسيأتي نحوه قريبا من رواية يونس بلفظ "فثبت الأمر كذلك" والذي يظهر أن الناس أخذوا بفعل عثمان في جميع البلاد إذ ذاك لكونه خليفة مطاع الأمر؛ لكن ذكر الفاكهانى أن أول من أحدث الأذان الأول بمكة الحجاج وبالبصرة زياد وبلغني أن أهل المغرب الأدنى الآن لا تأذين عندهم سوى مرة وروى بن أبي شيبة من طريق بن عمر قال: (الأذان الأول يوم الجمعة بدعة) فيحتمل أن يكون قال ذلك على سبيل الإنكار ويحتمل أنه يريد أنه لم يكن في زمن النبي صلى الله عليه و سلم وكل ما لم يكن في زمنه يسمى بدعة لكن منها ما يكون حسنا ومنها ما يكون بخلاف ذلك))أهـ

    فما ذنب الناصح الأمين إذا أخذ بالاحتمال الأول ، وأنه قاله على سبيل الإنكار؟!



    الشبهة الثانية: زعمه أنّ الناصح الأمين يطعن في عثمان رضي الله عنه لأنه قال: ((فقد خالف فعل عثمان رضي الله عنه نصًّا صريْحًا من فعل النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- أنه لَمْ يكن يفعل هذا الأذان ولا أبو بكر ولا عمر كما في صحيح البخاري)).


    قلت: ومن جهل البرمكي أنّه لا يعلم أنّ سنّة النبي صلى الله عليه وسلم منها القولية ومنها الفعلية ومنها التقريرية ، وأنّ الفعلية تندرج تحتها التركيّة ، إذ الترك فعل بدليل قوله تعالى: (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون) فإذا ترك النبي صلى الله عليه وسلم فعلا ، مع قيام المقتضى وانتفاء المانع ، فإن التعبد به بدعة مخالفة للنص.


    وقد ذكر شيخ الإسلام من "القواعد النورانية" قوله: ((الترك الراتب سنَّةٌ كما أن الفعل الراتب سنةٌ)) "مجموع الفتاوى" (26/172)


    وقال: ((الرسول ج أكمل البشر في جميع أحواله، فما تركه من القول والفعل فتركه أولى من فعله، وما فعله ففعله أكمل من تركه)) "الصارم المسلول" (2/332)


    قال الإمام الشوكاني: ((تركه صلى الله عليه وسلم للأمر كفعله له في التأسي به فيه)) (إرشاد الفحول –ص:42)


    قال شيخ الإسلام ابن القيم -رحمه الله-: ((فإن تركه -صلى الله عليه وسلم- سنة كما أن فعله سنة، فإذا استحببنا فعل ما تركه، كان نظير استحبابنا ترك ما فعله، ولا فرق.)) "إعلام الموقعين" (2/390- 391).


    وقال الإمام الشاطبي -رحمه الله-: ((والثاني : أن يسكت عنه وموجبه المقتضي له قائم ، فلم يقرر فيه حكم عند نزول النازلة زائد على ما كان في ذلك الزمان ، فهذا الضرب السكوت فيه كالنص على أن قصد الشارع أن لا يزاد فيه ولا ينقص ، لأنه لما كان هذا المعنى الموجب لشرع الحكم العملي موجوداً ثم لم يشرع الحكم دلالة عليه ، كان ذلك صريحاً في أن الزائد على ما كان هنالك بدعة زائدة ، ومخالفة لما قصده الشارع ، إذ فهم من قصده الوقوف عندما هنالك ، لا زيادة عليه ولا نقصان منه)) "الموافقات" (3/156)



    ومن بديع قياسات البرمكي أنّه قاس الأذان الأول على تحريق المصاحف في خلافة عثمان رضي الله عنه !! مع أنّه رضي الله عنه لما حرّق المصاحف وجمع الناس على حرف واحد لم يخالفه أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، كما في البداية والنهاية (7/244) ومنهاج السنة (4/258) بل لم ينكر هذا الفعل أحد من أئمة السلف ، بخلاف الأذان الأول فقد أنكره جماعة من الأئمة على رأسهم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
    زد على ذلك أن مقتضى تحريق المصاحف هو خشية اختلاف الناس ، وهو غير قائم زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، بل قام المانع منه في زمنه صلى الله عليه وسلم ، وهو عدم انقطاع الوحي ، فلا يمكن جمع القرآن في مصحف ، فضلا عن جمع الناس على حرف واحد ، والوحي لم ينقطع بعد.



    الشبهة الثالثة: أنّ الناصح الأمين تقوى على عثمان رضي الله عنه بأهل البدع!! فنقل كلامهم في إثبات أن الأذان الأول بدعة!!

    هذا مع أنّه قد نقل عن أئمة السلف ما يؤيد هذا القول إلاّ أن البرمكي أبى إلاّ الحدادية ، فبعد أن اعتدى على الشيخ الفاضل عبد الحميد الحجوري بنفس التهمة ، وجعل ترحمه على أهل البدع ونقله عنهم جريمة شنعاء ، وقد ناقشته في هذا في (الصارم المسلول على البرمكي المخذول) فإذا به يعيد نفس المسالة هنا !!!! حدادية مقيتة ابتلعها ولم يستطع أن يتقيّأها.


    فهل النقل عن ابن الحاج والسبكي وسيد سابق يعد من التقوي بهم على عثمان رضي الله عنه ؟؟! وقد نقل العلماء عنهم وعن غيرهم من أمثالهم ، ومن ذلك نقل الإمام الألباني عن ابن الحاج في "الأجوبة النافعة" (ص:15) و (ص:33) في معرض تقرير عدم شرعية الأذان الأول وفي "حجة النبي" (ص:136) ووصفه بالعلامة في "صلاة العيدين في المصلى هي السنة" (ص:34) ونقل عنه في "مناسك الحج" (ص:60) كما نقل عنه الشوكاني في "نيل الأوطار" (5/166) وكذلك هيئة كبار العلماء في "أبحاث هيئة كبار العلماء" (4/22) و (5/51) والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ في أكثر من عشرة مواضع من "مجموع الرسائل والفتاوى" (3/26-45-60-62-65-70) و (13/73-76-77) وغيرها ، والقاري في "مرقاة المفاتيح" (5/142) و(8/471) وغيرهم كثير.



    وأمّا سيّد سابق فقد أنكر البرمكي على الناصح الأمين النقل من كتابه "فقه السنّة" ولم يلتفت إلى قول الإمام الألباني في مقدمة "تمام المنة": ((فإن كتاب "فقه السنة" للشيخ سيد سابق من أحسن الكتب التي وقفت عليها مما ألف في موضوعه في حسن تبويب وسلاسة أسلوب مع البعد عن العبارات المعقدة التي قلما يخلو منها كتاب من كتب الفقه الأمر الذي رغب الشباب المسلم في الإقبال عليه والتفقه في دين الله به وفتح أمامهم آفاق البحث في السنة المطهرة وحفزهم على استخراج ما فيها من الكنوز والعلوم التي لا يستغني عنها مسلم أراد الله به خيرا كما قال -صلى الله عليه و سلم- : "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" متفق عليه وهو مخرج في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (1194)

    ولقد كان صدور هذا الكتاب -فيما أرى- ضرورة من ضرورات العصر الحاضر حيث تبين فيه لكثير من المسلمين أن لا نجاة مما هم فيه من الانحراف والاختلاف والانهيار وتغلب الكفار والفساق عليهم إلا بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله "صلى الله عليه و سلم" يأخذون منها فقط ومن القرآن أمور دينهم ومسائل فقههم فكان لهذا لا بد لعامتهم من مصدر قريب التناول يمكن الاعتماد عليه والرجوع إليه حين يقتضيهم الأمر ويغنيهم عن المراجعات الكثيرة في الموسوعات العديدة من أجل مسائل قليلة أو كثيرة.

    فكان أن ألهم الله تعالى الأستاذ السيد سابق فأخرج لهم هذا الكتاب "فقه السنة" فقرب لهم الطريق وأنار لهم السبيل جزاه الله خيرا . . من أجل ذلك كنت ولا أزال أحض على اقتنائه والاستفادة مما فيه من السنة والحق -ومنذ صدور الجزء الأول منه من الحجم الصغير القديم - كل راغب في السنة وناصر للحق حتى انتشرت نسخه بين صفوف إخواننا السلفيين وغيرهم في دمشق وغيرها من البلاد السورية ))اهـ



    وقال -رحمه الله- ص:13 ((وقد يكون من نافلة القول أن أذكر أنني لا أريد بالتعليق على الكتاب وبيان أخطائه أن أحط من قدره شيئا أو أبخس من حقه بل إنما أريد الانتصار للحق بالحق وصيانة "فقه السنة" عن الخطأ ما أمكن فإن ذلك أدعى لإقبال الناس عليه والاستفادة منه))أهـ



    قلت: وعلى هذا يقاس سائر من ذكر ، وأين نقل الصواب عن هؤلاء من الثناء وعلى من فاقهم في البدعة بمراحل ، والتبجيل له وجعل (حركته) من (الإصلاحات الدينية والسياسية!!!) ، مع أنّه من أعتى أصناف أهل البدع ، كالماسوني جمال الدين الأفغاني الحسيني الإيراني ، وصاحبه محمد عبده ، وتلميذه العقلاني محمد رشيد رضا الذي حُشر جنبا إلى جنب في (بعض الكتب) مع الإمام محمد بن عبد الوهاب ، والإمام الشوكاني ضمن ما سُميّ بـ(التيارات الفكرية) على ما سيبيّن زيفه إن شاء الله أخونا أبو حاتم يوسف بن العيد الجزائري وفقه الله.



    الشبهة الرابعة: ذكر الشيخ يحيى الحجوري -حفظه الله- شبه القائلين بالأذان الأول ،فذكر منها فعل الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه ، فقال البرمكي بأن هذا طعن ، حيث قال: [يا سبحان الله متى كانت سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- الصحيحة الواضحة الصريحة الظاهرة التي هي كالشمس في رابعة النهار شبهة إلا عند الحجوري ومن كان على شاكلته من الجهلة]أهـ


    فأقول : من الجهل أوتيت يا دكتور !! وذلك أن النص إذا أورد في غير مورده، استُدل به في غير موضعه ، فإنه يسمى شبهة ، ويكفيك كلام أهل العلم في هذا ، وهذا إمام أهل السنة حقا ، ومجدد الدعوة صدقا ، محدث العصر الإمام الألباني ، لما أتى على تعداد شبه القائلين بجواز التوسل بذوات الصالحين ، في كتابه العظيم "التوسل" قال: ((الشبهة الأولى:حديث استسقاء عمر بالعباس رضي الله عنهما))
    وقال: ((الشبهة الثانية : حديث الضرير))


    وقال في (صلاة التراويح –ص:36) : ((الشبهة الثالثة (التمسك بالنصوص المطلقة والعامة)
    تمسك بعضهم بالنصوص المطلقة والعامة في الحض على الإكثار من الصلاة بدون تحديد عدد معين كقوله صلى الله عليه وسلم لربيعة بن كعب وقد سأله مرافقته في الجنة: ((فأعني على نفسك بكثرة السجود)) [رواه مسلم في صحيحه وأبوعوانة] وكحديث أبي هريرة رضي الله عنه ((كان يرغب في قيام رمضان . . )) ونحو ذلك من الأحاديث التي تفيد بإطلاقها وعمومها مشروعية الصلاة بأي عدد شاء المصلي.
    والجواب : أن هذا ممسك واه جدا بل هي شبهة لا تساوي حكايتها كالتي قبلها)) أهـ






    خلط البرمكي في معنى اتباع سنة الخلفاء الراشدين:








    ثم اعلم أن اتباع سنة الخلفاء الراشدين ، لا يعني جعل أقوالهم وأفعالهم حجة ، أو أنهم لا يخطؤون ، بل إذا أخطؤوا فإنهم لا يتابعون على خطئهم.


    وقد خلط البرمكي في هذا خلطا عجيبا ، وانفرد بجعل فعل الخليفة الواحد حجة وإن خالفه غيره !!! وأوّل من قال بهذا هو الدكتور البرمكي ، وهذا مما يدل على هزاله العلمي !! وقد اختلف العلماء في اتفاق الخلفاء الأربعة: فقيل هو إجماع ، وقيل هو دليل وليس إجماعا ، وقيل أنه ليس دليلا ولا إجماعا ، ولم يقل بحجية فعل أحدهم منفردا إلاّ الإمام الشافعي ، وجعله عاما في كل الصحابة ، وشرطه في ذلك ألاّ يعلم له من الصحابة مخالف ، ومع هذا فقد وقع خلاف في رجوع الشافعي عن هذا القول ، والراجح أنه لم يرجع -والله أعلم- أمّا هذا القول الجديد المخترع الذي أتى به البرمكي !! فلم يقل به من العلماء أحد.



    قال العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله-: ((وأما استدلالهم بقوله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي".
    وقوله صلى الله عليه وسلم: "اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر" فهو حجة عليهم لا لهم؛ لأن سنة الخلفاء الراشدين التي حث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرونة بسنته ليس فيها البتة تقليد أعمى، ولا التزام قول رجل بعينه . . . فقد رجع أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى قول المغيرة بن شعبة، ومحمد بن مسلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم فرض للجدة السدس.
    وكان أبو بكر يرى أنها لا ميراث لها، وقد قال لها لما جاءته: "لا أرى لك شيئا في كتاب الله ولا أعلم لك شيئا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم."
    وقد رجع عمر إلى قول المذكورين في دية الجنين أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل فيها غرة عبد أو وليدة.
    ورجع عمر أيضا إلى حديث عبد الرحمن بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ الجزية من مجوس هجر.
    ورجع عمر أيضا إلى قول الضحاك بن سفيان أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إليه أن يورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها.
    ورجع عثمان بن عفان إلى حديث فريعة بنت مالك أخت أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها بالسكنى في البيت الذي توفي عنها زوجها وهي فيه حتى تنقضي عدتها.
    وكان عثمان بعد ذلك يفتي بوجوب السكنى للمتوفي عنها حتى تنقضي عدتها.


    وأمثال هذا أكثر من أن تحصى، وفي ذلك بيان واضح، لأن سنة الخلفاء الراشدين هي المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،وتقديم سنته على كل شيء، فعلينا جميعا أن نعمل بمثل ما كانوا يعملون لنكون متبعين لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنتهم.)) "أضواء البيان/سورة محمد"



    فأين يقع من هذا النقل عن هذا الإمام قول البرمكي: [ما الفائدة من ذكر الخلفاء الراشدين في الحديث إذا كان المراد فقط أنهم سيتبعون سنته!! وهل الخلفاء فقط هم الذين سيتبعون سنته؟! وأين باقي الصحابة!؟ وأين باقي العشرة وأصحاب بدر والحديبية، وأين العبادلة والمكثرون من رواية الأثر!!؟ أليسوا كلهم على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وكلهم متبعون سنته؟]أهـ



    قلت: يا دكتور !! ليس هذا قول الناصح الأمين فقط ، بل قول الإمام المفسر أيضا ، فأين أنت من كلّ هذا ؟!!

    وليتأمل السلفي المنصف كلام الإمام الشنقيطي -رحمه الله- وليقارنه بكلام الإمام الحجوري -حفظه الله- حيث سئل: ((حديث "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين" ..ما معنى: (سنة الخلفاء الراشدين) إذا كانوا هم يتبعون سنة النبي صلى الله عليه وسلم؟

    الإجابة: معنى الحديث أنه يلزم الأخذ بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا واجب على كل مسلم بما في ذلك الخلفاء الراشدون، ليس لأحد ترك سنة رسوله..فهذا معنى قوله: "عليكم بسنتي" أي على طريقة الخلفاء الراشدين ، وهذا الحديث دليل على وجوب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على فهم السلف الذين ذروتهم الخلفاء الراشدون . . . والمقصود: فهم الكتاب والسنة على فهمهم)) أهـ "الكنز الثمين" (5/22)



    ثم تأمل رحمك الله بتر البرمكي لهذا الكلام السلفي ، حيث نقل أوّله دون ما تحته خط ، وحذفه مؤثر في المعنى كما هو ظاهر ، فهل هذا من الأمانة العلمية ؟؟! فسبحان الله كيف يثق فيه العميان ، ويحتج به الصبيان ، وقد ظهرت في كتاباته هذه البلايا وفي الزوايا خبايا ، فما خفي أعظم وما غمض مما ظهر أهدم ، ولو أنّي تتبعت كلّ أباطيله وغربلت كلّ أقاويله ، لكتبت في نقده ما يعجز بعض أتباعه عن حمله ، ويعجز كلّ جشيه عن ردّه ، لكن: في ميادين أولى يسيل المداد ، نسأل الله التوفيق والسداد.



    قال ابن حزم -رحمه الله-: ((فكل أحد دون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخطئ ويصيب. فإن قال قائل : قد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي" قلنا : سنة الخلفاء رضي الله عنهم هي اتباع سنته عليه السلام , وأما ما عملوه باجتهاد فلا يجب اتباع اجتهادهم في ذلك . وقد صح عن أبي بكر , وعمر , وعثمان , وعلي , وابن الزبير , وخالد بن الوليد , وغيرهم : القود من اللطمة والحنفيون , والمالكيون , والشافعيون , لا يقولون بذلك .)) أهـ "المحلى" (11/3596-357)



    فماذا سيقول البرمكي ؟!! هل يسبدع كلّ من لم يقل بالقود في اللّطمة !! مع أنه خلاف قول الخلفاء الأربعة !! أم أنّ عرض يحيى أهون !! أم أنّ عرض هؤلاء لا عرَض ينال من النيل منه ؟؟! أم أنّ وراء الأكمة ما وراءها ؟؟!



    ثمّ ماذاسيفعل البرمكي بإتمام عثمان رضي الله عنه الصلاة بمنى وهو مسافر ، فهل سيتابعه على هذا ، أم أنّه سيخالفه مع أنّه خليفة راشد ، وفي مخالفته هدم لكلّ ما بناه البرمكي من طعن وتسفيه.


    يا دكتور!! تأمل نقل الشيخ الفاضل محمد الإمام عن علماء أهل السنة أنّهم لا يرضون بالطعن في الناصح الأمين ، إذ قال في "شرح وصية الشيخ مقبل" : ((ولا يسمح علماء أهل السنة بالطعن فيه والتقليل من شأنه)) أهـ

    فهذا قول (علماء أهل السنة) وذاك قول (البرامكة) وللسلفي أن يتخيّر ما شاء ، من باب قوله تعالى: ((افعلوا ما شئتم)).



    والشيء بالشيء يذكر: ففي هذ المقطع الذي نشر في شبكة العلوم السلفية ، أخطأ الشيخ محمد الإمام مرتين ، فبدل أن يقول "الشيخ مقبل" قال "رسول الله صلى الله عليه وسلم" سهوًا لا عمدا ، فأخشى أن يتهم البرامكة الشيخ الإمام بالوضع كما اتهموا به أخاه الشيخ يحيى ، لما قال: "ما راء كمن سمع" ونسبه للنبي صلى الله عليه وسلم سهوا لا عمدا ، فاتهمه البرمكي -لهذا- بالوضع !!! فسبحان الذي بصر قلوبا وأعمى أخرى.


    كما أخشى أيضا أن يقود البرامكة حملة على الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- بدعوى أنّه يطعن في الأقرع بن حابس رضي الله عنه ، فقد قال -رحمه الله تعالى-: ((وكان عند النبي صلى الله عليه وسلم الأقرع بن حابس من زعماء بني تميم ، والغالب على أهل البادية وأشباههم يكون فيهم جفاء ، فقبّل النبي صلى الله عليه وسلم الحسن ، فقال الأقرع (إن لي عشرة من الولد ما قبلت واحدا منهم) أعوذ بالله من قلب قاسٍ ، ما يقبلهم ولو كانوا صغارا !! فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (من لا يرحم لا يرحم) . . .))أهـ "شرح رياض الصالحين" (1/55)


    وهذا الكلام من الإمام ابن عثيمين ليس من باب الطعن ، ولا ساقه مساق العيب والقدح ، وإنّما هو من باب ذكر السبب الذي جعل الأقرع رضي الله عنه يتعجب من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن هذا الباب ساقه البيحاني -رحمه الله- في "إصلاح المجتمع" ولهذا أقره الشيخ يحيى الحجوري حفظه الله في تحقيقه للكتاب ، وأقرهما جميعا الإمام الوادعي رحمه الله ، وقدم للكتاب وأثنى عليه وعلى محققه ، فإمّا أن يطعن البرمكي في الجميع ، أو يكفّ عن الجميع ، أويقع في التناقض الفضيع.


    ومن تناقضه الفظيع وكيله بمكيالين ، ذمّه للناصح الأمين كونه حذف عبارة من كتابه "أحكام الجمعة" ولم يعب على سيّده محمد الوصابي حذفه لعبارات عديد من كتابه "القول المفيد!!" فأين غيرته على السّنة وأين انتصاره لمنهج السلف ، وأين إنكار البرامكة على الوصابي عدّه توحيد الحاكمية قسما رابعا من أقسام التوحيد ؟! وقد بيّن العلماء ضلال من قال بهذا القول المبتدع ، وقد نقلت -بحمد الله- شيئا من أقولهم ورددت على مقالة الوصابي في (المقدمات السلفية . . .) والحمد لله.

    وفي الأخير: أتوجه بشكر خاص للأخ عبد الله العماد ، والأخ أيوب شمالي ، فكلّ منهما قد أفادني بنقول مهمة في الموضوع ، فجزاهما الله خير الجزاء.

    كتبه:
    ياسر بن مسعود الجيجلي

    2- الطعن في الصحابة بأنهم أول من وقع في الإرجاء:
    نقلا من الرد المختصر للأخ الكريم ياسر
    3/ ذكره لكلام شيخ الإسلام وابن أبي العزّ في أنّ شبهة الإرجاء قد دخلت على بعض الصحابة.
    فقد حرّف الحزبيّون كلام الشيخ يحيى في هذه المسألة تحريفا فاحشا ، حتّى أدعوا عليّه أنّه يقول بأنّ أوّل من قال بالإرجاء هم الصحابة!! وهذا من الكذب العظيم الذي بلغ الآفاق ، وغاية فعل الشيخ يحيى -حفظه الله- أن نقل كلام من سبقه من العلماء.
    قال ابن أبي العز -رحمه الله-: ((وأراد الشيخ[66] -رحمه الله- بقوله: (لا نقول لا يضر مع الإيمان ذنب لمن عمله) مخالفة للمرجئة ، وشبهتهم كانت قد دخلت لبعض الأوّلين ، فاتفق الصحابة على قتلهم إن لم يتوبوا ، فإن قدامة بن عبد الله شرب الخمر بعد تحريمها هو وطائفة ، وتأوّلوا قوله تعالى: ﴿ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات﴾))[67]أهـ
    قلت: قال هذا في (شرح الطحاوية) وهو من الكتب المعتمدة عند العلماء في تقرير العقيدة السلفية ، وقد قرأه العلماء وعلقوا عليه ، وذكروا ملاحظات على ما أخطأ فيه مصنفه ، ومن هؤلاء العلماء الذين علقوا عليه: الإمام الألباني ، والعلامة ابن باز ، والشيخ عبد الرزاق عفيفي ، وكلّهم أقرّوا هذا الكلام ولم يتعقّبوه.
    ومعلوم أنّ هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم ما استحلّوا الخمر !! قال شيخ الإسلام: ((كما لم يحكم الصحابة بكفر قدامة بن مظعون وأصحابه لما غلطوا فيما غلطوا فيه من التأويل)).[68]
    والتأوّل إنّما يكون بشبهة ، وهذه الشبهة التي تأوّلوا بها هي: أنّهم إذا كانوا مؤمنين فلن يضرهم شرب الخمر ، وهي نفس الشبهة التي دخلت فيما بعد على المرجئة ، لكنّ أولئك من الصحابة رضي الله عنهم لما علّمهم من هو أعلم منهم تابوا وندموا فرُفعوا ، أمّا المرجئة فعاندو فصاروا من أعتى صنوف أهل البدع.

    قال شيخ الإسلام[69] -رحمه الله-: ((ومنهم من يستحل الخمر زعما منه أنها إنما تحرم على العامة: الذين إذا شربوها تخاصموا وتضاربوا ، دون الخاصة العقلاء ، ويزعمون أنها تحرم على العامة الذين ليس لهم أعمال صالحة !! فأما أهل النفوس الزكية والأعمال الصالحة: فتباح لهم دون العامة؛ وهذه (الشبهة)[70] كانت قد وقعت لبعض الأولين ، فاتفق الصحابة على قتلهم إن لم يتوبوا من ذلك ، فإن قدامة بن مظعون شربها هو وطائفة ، وتأولوا قوله تعالى: ﴿ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات﴾ فلما ذكر ذلك لعمر بن الخطاب: اتفق هو وعلي بن أبي طالب وسائر الصحابة على أنهم إن اعترفوا بالتحريم جلدوا ، وإن أصروا على استحلالها قتلوا؛ وقال عمر لقدامة: أخطأت استك الحفرة ، أما إنك لو اتقيت وآمنت وعملت الصالحات لم تشرب الخمر ؛ وذلك أن هذه الآية نزلت بسبب: أن الله سبحانه لما حرم الخمر -وكان تحريمها بعد وقعة أحد- قال بعض الصحابة: فكيف بأصحابنا الذين ماتوا وهم يشربون الخمر ؟! فأنزل الله هذه الآية يبين فيها أن من طعم الشيء في الحال التي لم تحرم فيها فلا جناح عليه إذا كان من المؤمنين المتقين المصلحين.))[71]
    جاء في "مجلّة البحوث الإسلامية" بإشراف الشيخ العلامة عبد العزيز ابن باز -رحمه الله-: ((ولو رجعنا إلى الوراء في تاريخنا الطويل ، لوجدنا أن هذه البدعة التي تسمى بالتصوف اليوم قد أطلت برأسها في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام إلا أنها قمعت عند أول ظهورها أو التفكير فيها ، وذلك عندما جنح بعض الناس إلى نوع من الرهبانية فذهب ثلاثة أشخاص من الصحابة إلى بيت من بيوت الرسول عليه الصلاة والسلام ، فسألوا عن عبادته عليه الصلاة والسلام ، فلما أخبروا كأنهم تقالوها ...... ومما يلاحظ أن الرسول عليه الصلاة والسلام استخدم في إنكار هذه البدعة أسلوبا لا نعلم أنه كان يستخدمه عندما يبلغه أن إنسانا ما ارتكب مخالفة أو أتى معصية ..... ولكننا رأينا الرسول عليه الصلاة والسلام هذه المرة يطلب حضور الثلاثة الذين جنحوا إلى ما يسمى (التصوف) اليوم ، ثم يسألهم أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ ............. لعل القارئ يلاحظ أن بدعة التصوف ظهرت أول ما ظهرت مغلفة بغلاف العبادة والزهد.))[72]
    تنبيه مهمّ:
    نقل الأخ حسين الحجوري: ((ثم إنه [أي: الشيخ يحيى حفظه الله] منذ مدة -لعلها عام- نظر في هذه المسألة فسكت عن الخوض فيها ، وقد جمع بعض طلابه في تلك المدة جمعًا وقرأ حاصله عليه ، خرج فيه هذا الطالب بأن هذا القول خطأ من الإمام ابن أبي العز رحمه الله تعالى ، وأنه وهم في نقله عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى [راجع مجموع الفتاوى (11/403) وما قبلها] فرجع عن متابعة ابن أبي العز في هذه المقالة ، لاسيما وقد بحث هو ثم أمر بعض طلابه بالنظر في أسانيدها ، فبان أن كثيرًا من الزيادات والروايات لا تثبت!! ومع هذا فما زال هؤلاء يطيرون بكذبهم ومبالغاتهم وتصحيفاتهم ، حتى أخرجوا المسائل عن إطار البحث والنظر ، والتخطئة والصواب ، إلى قاموس الشتائم ، وينبوع الكذب ، وبحر التشويه!!. ﴿قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا﴾.
    كان هذا في فتنتة أبي الحسن ، فنقلها عرفات إلى جعبته دون عزوها إلى قدوته ، وظن أنه قد ملأ يديه بالحصول على أصل خالف فيه الشيخ يحي الحجوري)).[73]
    ----------------------------------------
    [66] أي: الإمام أبو جعفر الطحاوي رحمه الله.
    [67] "شرح الطحاوية" (ص:259) ط/دار الإمام مالك-الجزائر.
    [68] "مجموع الفتاوى" (7/610).
    [69] قال عرفات البرمكي عن الشيخ يحيى -حفظه الله-: ((نسب هذا القول لعالمين اثنين ، وأحال على فتاوى شيخ الإسلام (11/403-404) وهذا كذب على شيخ الإسلام رحمه الله ، فقد رجعنا إلى الجزء والصفحة المشار إليهما فلم نجد شيئا مما ذكر ، ولو قاله شيخ الإسلام لردّ عليه.))أهـ
    قلت: فلم يكتف بالبتر ، بل تعدّى إلى إنكار كلام مسطور في كتاب مطبوع !! فهذا كلام شيخ الإسلام ، من الجزء والصفحة المشار إليهما ، فليردّ عليه إن كان صادقا ، وليقدّم له عبيد كما قدّم له هنا ، ثمّ لماذا أعرض عن ذكر العالم الثاني ؟!! فقد قال: ((نسب هذا القول لعالمين اثنين)) فلماذا لم يناقش كلام ابن أبي العز؟!! ولم ينكر وجوده كما أنكر وجود كلام شيخ الإسلام؟؟!
    [70] أي: شبهة هؤلاء الذين أباحوا شرب الخمر لأصحاب النفوس الزكيّة ، والأعمال الصالحة !!
    [71] "مجموع الفتاوى" (11/403-404).
    [72] "مجلة البحوث الإسلامية" (12/271).
    [73] "الرد على عرفات" وهو منشور في شبكة العلوم السلفية.
    3- تكفيره لابن آدم - قابيل - :
    وهذا مقال للأخ الكريم علي العفري في بيان هذه المسالة:
    الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد :
    فقد استشكل بعضهم كلاماً لشيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري في تكفير ابن آدم الأول الذي قتل أخاه حسداً وبغياً وادعى هذا المستشكل أن شيخنا لم يسبق إلى هذا بل وبنى على ذلك قصوراً وعلالياً أن شيخنا يدعي بأن كفره ثابت بنص القرآن وهو ادعاء مبني على خيانة ووهاء فإن شيخنا لم يقل بأنه كافر بنص القرآن بل قال : أصبح من الخاسرين بنص القرآن اهـ وهذا لا ينكره أحد ولا يختلف فيه أحد.
    وبقي أمر : هل ابن آدم الأول كافر ؟:
    و الجواب :
    قال الإمام المفسر أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي في تفسيره الفذ المسمى - بالنكت والعيون - (ج 2 / ص 29)
    واختلف في قابيل هل كان عند قتل أخيه كافراً أو فاسقاً؟ فقال قوم كان كافراً ، وقال آخرون بل كان رجل سوء فاسقاً.اهـ
    قال أبو عيسى _ وفقه الله _ :
    وهذا الكتاب الفذ من الكتب المهمة في ذكر أقوال الأئمة في التفسير فهو يذكر جل ما قيل في تفسير الآية والكلمة ..
    واستدل القائلون بكفره بقوله تعالى {إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَآءُ الظَّالِمِينَ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ } الآية
    قال العلامة القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرآن - (ج 6 / ص 138)

    وقد استدل بقول هابيل لأخيه قابيل : { فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ } على أنه كان كافرا ؛ لأن لفظ أصحاب النار إنما ورد في الكفار حيث وقع في القرآن.اهـ
    وقال : إنه مردود بما أحال عليه وهو ما سأذكره
    ومن قال بعدم تكفيره استدل بأدلة من أقواها :
    ما قاله القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرآن - (ج 6 / ص 136)
    وقال عبدالله بن عمرو وجمهور الناس : كان هابيل أشد قوة من قابيل ولكنه تحرج. قال ابن عطية : وهذا هو الأظهر ، ومن ههنا يقوى أن قابيل إنما هو عاص لا كافر ؛ لأنه لو كان كافرا لم يكن للتحرج هنا وجه ، وإنما وجه التحرج في هذا أن المتحرج يأبى أن يقاتل موحدا ، ويرضى بأن يظلم ليجازى في الآخرة اهـ المراد
    قال أبو عيسى _ وفقه الله _ :
    ظهر من هذا أن المسألة خلافية وكل له دليله وإن كان استدلال من استدل على تكفيره مأخوذاً من قوله تعالى { فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَآءُ الظَّالِمِينَ }
    قال العلامة صديق حسن خان _ رحمه الله _ كما في كتابه يقظة أولي الاعتبار - (ج 1 / ص 55) :

    .. وقال تعالى {إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَآءُ الظَّالِمِينَ } أى من الملازمين لها اهـ
    وفي تفسير السمعاني (2 / 30) :قَوْله - تَعَالَى -: {إِنِّي أُرِيد أَن تبوء بإثمي وإثمك فَتكون من أَصْحَاب النَّار وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمين} قَالَ ابْن عَبَّاس، وَابْن مَسْعُود: مَعْنَاهُ: أَن ترجع بإثم قَتْلِي وإثم مَعَاصِيك الَّتِي سبقت، فَإِن قابيل كَانَ رجل سوء، وَقيل: كَانَ كَافِرًا، وَقيل: هُوَ أحد اللَّذين ذكرهمَا الله - تَعَالَى - فِي " حم السَّجْدَة ": {وَقَالَ الَّذين كفرُوا رَبنَا أرنا اللَّذين أضلانا من الْجِنّ وَالْإِنْس} فَالَّذِي من الْجِنّ إِبْلِيس، وَالَّذِي من الْإِنْس قابيل، اهـ
    قال أبو عيسى _ وفقه الله _ :
    فهذا وذاك يبين لنا أن المسألة خلافية ولا تحتمل هذه الزوبعات والحمد لله على كل حال
    فهذا الحق ليس به خفاء ***** فدعني من بنيات الطريق
    كتبه
    أبو عيسى علي بن رشيد العفري



  • #2
    ثناء أهل العلم على فضيلة الشيخ يحيى الحجوري حفظه الله

    4 - تهكمه بعلم الشيخ يحيى الحجوري حفظه الله، وخاصة علم الحديث:
    و يكفينا في الرد ثناء العلماء عليه و إليك بعضها:
    من الرد المختصر للأخ ياسر حفظه الله
    ثناء أهل العلم على فضيلة الشيخ يحيى الحجوري حفظه الله

    الإمام الوادعي -رحمه الله-:
    قال الإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى في (وصيته) لأهل بلده: ((وأوصيهم بالشيخ الفاضل يحيى بن علي الحجوري خيرا وألاّ يرضوا بنزوله عن الكرسي فهو ناصح أمين)).
    وقال -رحمه الله تعالى- فيه في ترجمته: ((من حفاظ كتاب الله سمعت بعض دروسه التي تدل على استفادته وهو قوي في التوحيد.))
    وقال: ((وقد بذل الشّيخ يحيى -حفظه الله- جهدًا مشكورًا في تخريج أحاديثه وتحقيق ألفاظه ومعانيه ، وتنبيهات قيّمة على بعض الأخطاء التي حصلت للمؤلّف رحمه الله ، فأصبحت تخاريج الحديث مرجعًا ينبغي لطالب العلم أن يقتنيه ، ولو من أجل التخريج . . . والأخ الشيخ يحيى بن علي الحجوري بحمد الله
    قد أصبح مرجعًا في التدريس والفتاوى ،أسأل الله أن يجزيه خيرًا وأن يبارك في علمه وماله وولده...إنه جواد كريم))[1].
    وقال: ((فقد قُرئ عليَّ شطر رسالة السفر لأخينا في الله
    الشيخ الفاضل التّقيّ الزّاهد المحدّث الفقيه أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله ، فوجدتها رسالة مفيدة فيها فوائد تُشدُّ لها الرّحال، اشتملت على فوائد حديثيَّة من جرح وتعديل وتصحيح وتضعيف، وعلى فوائد فقهيّة من استنباط أحكام وتفسير غريب وتوضيح مبهم، شأنه في رسائله الأخرى... وإنّي أرجو أن ينفع الله به وبمؤلّفاته الإسلام والمسلمين...ونفع إخوانه بالفتاوى التي تعتمد على الدليل..))[2].
    وقال أيضًا: ((..أودعه فوائد تُشدُّ لها الرّحال، من كلام على الحديث وعلى رجال السَّند، واستنباط مسائل فقهية بما يدُلُّ على
    تبحُّره في علم الحديث والفقه، ولست أبالغ إذا قلت: إنَّ عمله هذا يفوق عمل الحافظ في «الفتح» في هذا الباب ؛ من بيان حال كلّ حديث وبيان درجته...))[3].
    وقال أيضًا: ((فللّه درّه من باحث مُلمّ بحواشي الفوائد، من عقيدة وفقه وحديث وتفسير...))[4].
    وقال: ((كيف لا يكون كذلك
    والشيخ يَحيى -حفظه الله- فِي غاية من التحري والتقى والزهد والورع وخشية الله؟! وهو قوَّال بالْحَق لا يَخاف فِي الله لومة لائم، وهو -حفظه الله- قام بالنيابة عنِّي فِي دروس دار الْحَديث بدماج يلقيها على أحسن ما يرام . . . . إلى أن قال : ولَمَّا وصلنِي كتاب أخينا يَحيى؛ فلمحبتِي له أقرأ الكتاب وأنا مستلقٍ على قفاي لأمور يعلمها الله، ولولا أن عاجلنا السفر لأتْممت قراءة الكتاب من أجل الاستفادة منه.
    فجزى الله أخانا
    الشيخ الفاضل الشيخ يَحيى خيرًا، وهنيئًا له لِمَا حباه الله من الصبر على البحث والتنقيب عن الفوائد الْحَديثية والفقهية، فهو كتاب أحاديث وأحكام، وكتاب جرح وتعديل مع ما فيه من الْمَسائل الفقهية الَّتِي تُشد لَها الرحال.))[5]
    قال الأخ عبد الله ماطر -حفظه الله-: ((وقد سألت الشيخ -يعني الإمام الوادعيَّ- وأنا والله، ليس بيني وبينه إلا الله عزّ وجلّ، وأنا في غرفته على سريره الذي ينام عليه ؛ فقلت : يا شيخ، إلى من يرجع إليه الإخوة في اليمن؟ ومن هو أعلم واحد في اليمن؟ فسكت الشيخ قليلا ثم قال: الشيخ يحيى))[6].
    العلامة أحمد النجمي -رحمه الله-:
    قال العلامة أحمد النجمي -رحمه الله-: ((وقد رد عليه[7] الشيخ يحي الحجوري جزاه الله خيرا في هذه الفقرات وغيرها ، ردا مفحما بالأدلة القاطعة الساطعة من الكتاب وصحيح السنة , فجزاه الله خيرا وبارك فيه , وكثر
    من أمثاله الذابين عن الحق الناصرين للتوحيد الذائدين عن حياضه .. وبالله التوفيق.))[8]
    وقال -رحمه الله-: ((وأخيراً فإني ألحظ من هذا جدوى هذه المدرسة وفائدتها العظيمة , وهي المدرسة التي أسسها الشيخ مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله- في وكر من أوكار الشيعة , فحوّل بها كثيراً من أبناء الشيعة -الذين كانوا أعداء للسنة- حولهم بذلك إلى انصار لها ، وماذلك إلا من توفيق الله سبحانه وتعالى ورحمته بعباده , التي ليس لها حصر ولاقياس.))[9]
    وسئل -رحمه الله-: ما رأي فضيلتكم فيمن يحذر من معهد الشيخ مقبل بن هادي الوادعي، ويرمي طلبته بأنَّهم حدادية؟
    فأجاب: طلبة الشيخ مقبل على العموم نعلم أنَّهم على السنة ، أمَّا من زعم أنَّهم حدادية ، فزعمه هذا باطل ، وقوله هذا تجني ، وبغي على طلبة الشيخ مقبل -رحمه الله-.
    وإنَّ معهد دماج الذي أسسه الشيخ مقبل -رحمه الله- في بؤرة التشيع ، ووسط التشيع ، فنشرت فيه السنة في تلك البقاع الَّتِي ما كان أحد يجرأ على الكلام فضلاً عن الرد عليهم ، وقد نفع الله بطلاب الشيخ مقبل ، فانتشرت بِهم السنة في جميع بقاع اليمن عدا نفرٌ قليلٌ منهم خالفوا عقيدة أهل السنة والجماعة الَّتِي رباهم ونشأهم عليها الشيخ مقبل -رحمه الله- وأخذوا بطريقة المبتدعة، وحسَّن لهم الشيطان طرق الابتداع ، فهؤلاء لايعتبر بِهم ، وإنَّما يعتبر بمن ثبتوا على السنة ، ودانوا بِها ودعوا إليها ، ووالوا وعادوا من أجلها ، وأحبوا وأبغضوا من أجلها هؤلاء هم الذين يعتبر بِهم ، وهم الذين سلكوا مسلك أهل الحديث والأثر , واتبعوا مذهب أهل السنة والجماعة؛ لذلك فإنَّي أقول: من يقول أنَّ هؤلاء حدادية ، فهو باغٍ ظالم وعند الله الملتقى ، وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.))[10]
    الشيخ العلامة محمد بن عبد الوهاب البنا -رحمه الله-
    سئل الشيخ -رحمه الله- فقال السائل -بعد حوار مع الشيخ-: ليس كما يدّعي بعضهم أنهم غيّروا وبدّلوا بعد الشيخ مقبل؟؟.
    فأجاب -رحمه الله-: ((والله ما أدري ماذا أقوال والله ، والله ما أدري ماذا أقوال ، يعني الآن
    أفضل مكان تريد تتعلم فيه السلفية على حقيقتها بالعلم والعمل هي دماج والله ، الآن مكة دخلها الخوّان المفلسون أفسدوها والله ، اللي عاوز يتعلم السلفية الصحيحة مع العمل في دماج . . . والله أحسن الناس الآن.))[11]
    حامل اللواء الشيخ ربيع المدخلي -حفظه الله-
    سئل الشيخ العلامة المجاهد أبو محمد ربيع بن هادي عمير المدخلي -حفظه الله-: ما رأيكم في الذهاب للدراسة في دار الحديث في دماج في اليمن مع العلم أنني طالب علم مبتدئ ؟
    فأجاب: ((نعم . . ينبغي أن تُشَد الرِّحال إلى هذا المعقل من معاقل الإسلام ، وهذه المنارة من منارات الإسلام.
    نعم . . يشد إليها الرحال ويطلب فيها العلم ، ويجد فيها إن شاء الله الخير الكثير، ويجد فيها السنة والهدى، ويجد فيها اتباع النبي صلى الله عليه وسلم.
    فنحن والله نشجع على الدراسة في هذه الدار التي هي من معاقل السنة ومن مناراتها؛ وفيها رجال إن شاء الله من أهل السنة والهدى والعلم ، نسأل أن يثبتهم على السنة وأن ينفع بهم ، وأن يجعلهم من حملة لواء السنة في هذا العصر الذي تراكمت فيه البدع، وتطورت فيه الفتن والعياذ بالله.
    فلله الحمد . . من أراد الخير، ومن أراد الهدى، ومن أراد البعد عن الفتن، فعليه بمعاقل السنة، ولله الحمد، فهي متوفرة في كثير من البلدان، ولاسيما هذا المعقل الذي أرى فيه تميزا واضحا، ولله الحمد.
    فهنيئا لمن يرحل إليه يقتبس الهدى من معينه، ويستنير بما فيه من السنة والخير)).[12]
    وقال -حفظه الله-: ((يعني في دماج كما يبلغنا يصل إلى خمسة آلاف إلى سبعة آلاف , ليل نهار عاكفون على العلم , ليس عندهم إجازات , لا أعياد ولا غيرها , على ليل نهار , ومختلف العلوم عندهم يدرسونها , الحديث والتفسير والفقه والنحو وغيرها من العلوم الإسلامية -بارك الله فيكم- وفقهم الله تبارك وتعالى.))[13]
    وقال-حفظه الله تعالى-: ((الشيخ يحيى من أفاضل الناس ، وعلى ثغر عظيم . . . أهل دماج شرفاء فضلاء وهم أهل سنة . . . والشيخ يحيى من أفاضل العلماء ، ولهم ميزات - والله - لا توجد الآن في الدنيا ، يدرسون لا للشهادات ، ويدرِّسون لا لأجل الأموال ، يعني الآن في الإمارات ، في المملكة الأستاذ يمكن تعبان يتقاضى عشرين ألف ، ثلاثين ألفًا ، وهؤلاء لا يتقاضون أي شي لا من الحكومة ولا من غيرها ، يدرسون لله ويعلِّمون لوجه الله -سبحانه وتعالى- ، فهذه -والله- ميزة لكم ، وميزة لدعوتكم.))[14]
    وقال الشيخ -حفظه الله تعالى- فيمن يثبط طلبة العلم عن الرحيل إلى هذه الدار العظيمة: ((هؤلاء كما قال السائل قطاع طرق ، لماذا يحذرون من الدراسة في دماج ، دارٌ تدرس كل العلوم ، والله ما يحذر منها إلا رجل يريد الصد عن سبيل الله ، وكذلك أخواتها دور الحديث الأخرى))[15].
    وقال الأخ أبو همام البيضاني[16]: ((يقول شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى: لا أعلم مكانًا للعلم مثل دمّاج ، لأن الطالب يذهب إليها فيمكث الوقت القليل ويأتينا بالعلم الكثير , والآن -في 16/8/1428- ألَّف كتابًا يتكلم فيه عن علماءنا المتقدمين كيف كانوا يحفظون السنة ، وأطلعني عليه وقال: هذا ألفته لأمثال طلبة العلم بدماج ؛ فإني لا أعلم مثلهم لحفظ السنة)).
    ولا يخفى ما حصل من الشيخ العلامة ربيع المدخلي حفظه الله من نصرة لفضيلة الشيخ يحيى الحجوري حفظه الله أثناء حرب الرافضة على أهل السنة بدماج ، واستمر بعد الحرب في نصرته الثناء عليه ونصح من يقدح فيه ، خصوصا من أصحاب المراكز في اليمن ، ومن محبة الشيخ ربيع له أنه طلب منه إقاء محاضرة عبر الهاتف إلى منزله بمكة ، فأجاب فضيلة الشيخ يحيى الطلب ألقى محاضرة قيّمة لاقت استحسان الشيخ ربيع حفظه الله ، حتى أنه كان يكبّر تعظيما للفوائد التي ألقاها الشيخ يحيى ، والمحاظرة منشور بالصوت والتفريغ على صفحات شبكة العلوم السلفية المباركة.
    الشيخ المحدّث سليم بن عيد الهلالي -حفظه الله-
    قال الشيخ سليم الهلالي[17] -حفظه الله-: ((أمر لا بد أن أنبه عليه في هذا المركز المبارك ، وفي هذه الدار الطيبة.
    إخواني الكرام: هذه الدار لا بد أن تحافظوا عليها على المنهج الذي وضعه الشيخ مقبل رحمه الله وهو الاهتمام بالعلم ، والاهتمام بالتفقه في كتاب الله ، والاهتمام بالتفقه في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعدم الانشغال في أي أمر يعارض هذه الأمر الذي أسست من أجله هذه الدار.
    جاء الشيخ مقبل -كما تعلمون- فرداً في بيئةٍ يسيطر عليها أهل الأهواء ، وأهل البدع لكنه بفضل الله ثم بإخلاصه ، وصبره وثباته نرى الدعوة السلفية الآن تنتشر في شمال اليمن ، وفي جنوبه ، في شرقه ، وفي غربه بل إنها صُدِرت إلى كثير من دول العالم ، بل إلى قاراتٍ بعيدة ، بل إلى أدغال أفريقيا إلى مناطق لا يمكن أن تصلها سيارة ولا تصلها حضارة تجد هناك أثراً لهذه الدعوة المباركة.
    فهذه والله منة عظيمة عليَّ وعليكم تدعوني وإياكم لأن نشكر الله عليها ، بالحفاظ عليها وبالمسار على ما وُضعت هذه الدار له ، وعدم الالتفاف للذين يشككون والذين يحرضون الطلبة على الابتعاد عن هذه الدار؛ أقول لأولئك الذين يحرضون الطلبة على الابتعاد عن هذه الدار:
    إذا ابتعد الطلبة عن هذه الدار فإلى من سيذهبون ؟ هل سيذهبون إلى الصوفية أو الروافض أم الحزبيين أم .. أم إلى غير ذلك؛ هذه الدار هي التي جمعتكم وهي التي علمتكم وهي التي ربتّكم ، فلا تكونوا أذناً لمن يلقي إليكم بالشبهات ، أو يلقي إليكم بالأراجيف ، أو يلقي إليكم بما يفتُّ من عضدكم وعضد هذه الدار.
    أقولها لله لا أبتغي إلا وجهه: اثبتوا على ما أنتم عليه ، وحافظوا على هذه الدار وعلى هذا المركز حافظوا عليه بالعلم والدعوة ونصرة الدعوة السلفية ، فإنكم أن تنصروها نصركم الله وثبتكم الله ، وإياكم أن تغتروا وتعجبوا بكثرتكم فإن الكثرة لا تغنى عن الحق شيئاً ، فإن من أعجب بكثرته أو أعجب بأمره كان إيذاناً لخذلان الله له ، فذلك المطلوب المزيد المطلوب الثبات والمطلوب أن تكونوا عونا لشيخكم حفظه الله ووفقه الله وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون خير خلف لخير سلف.
    مراكز أهل السنة فريدة قليلة في العالم يا أخواني فحافظوا على هذا الإرث العظيم وعلى هذه الدار المباركة.
    أقول: لأنني بدأت أسمع من سنوات أو بدأت أسمع ممن كانت تحتويه هذه الدار تنفيراً عن هذه الدار ، وتشويشاً على الطلاب ، وما يضرون إلا أنفسهم ، ولكن قد يُلقي بعض الطلبة إذناً لهذه الأراجيف فيقبلون ، وينفرون ويكونوا أداةً لتثبيط أخونهم.
    فاحرصوا بارك الله فيكم؛ فأنا كثير الكلام قليل الزاد قليل العلم لكن حبي لكم جعلني آتي لكم ؛ لكي أقول لكم هذه الكلمات لأبرأ ذمتي:
    هذه الدار مستهدفة من كثير . . هذه الدار مستهدفة من كثير من أهل البدع من كثير الحزبيين من كثير من أناس لا تعلمونهم ، فنسأل الله أن يرد كيدهم . . نسأل الله أن يرد كيدهم . . نسأل الله أن يرد كيدهم . . وأن يثبتني ويثبتكم وأن يجمع كلمتنا وكلمتكم.
    فاحرصوا يا طلاب العلم على هذا الإرث العظيم والله أنه لأمر يشرح الصدر ، والله ما رأيته في مكان في الدنيا ، قد رأينا أعداداً أكثر منكم والله أني رأيت أعداداً بالملايين ، وذهبنا إلى أهل الباكستان وفي الهند كانوا يجتمعون بالملايين بالخمسة ملايين ولكن والله ليسوا مثلكم في العلم وفي التربية ، وفي صفاء المنهج وصفاء الدعوة ، وذهبنا إلى أهل الأندونيس كان يجتمع في المحاضرة ما يزيد عن مائة ألف لكنهم ليسوا مثلكم في صفاء العقيدة صفاء المنهج والتميز السلفي ، ما ننظر إلى الأعداد لكن انظروا إلى ما أنتم عليه من هذا الأمر العظيم.
    أسأل الله عز وجل أن يقينا وإياكم شر كل ذي شر آخذ بناصيته و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)).[18]
    وقال[19] -حفظه الله تعالى-: ((ما جئت لليمن متجشماً للصعاب: إلا محبة لكم ونصرة لهذه الدار وللشيخ يحيى حفظه الله ، أسأل الله أن يحيي به سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.))
    وقال: ((دار الحديث بدماج من أفضل بل أفضل المراكز في العالم.))
    الشيخ محمد بن مانع الآنسي -حفظه الله-
    قال الشيخ محمد بن مانع -حفظه الله-: ((ثم أيضا مما نوصي به إخواننا: أن نرحل إلى قلعة السنة ومعقل السلفية ، إلى دار الحديث وأصل الدعوة في هذه البلاد ، التي نفع الله بها كثيرا وهدى بها كثيرا ، ولا تزال والحمد لله موردا ومقصدا لطلب العلم من أقطار الأرض ، هذه من نعم الله علينا ومن فضل الله علينا ، منّ الله علينا بهذا الخير فنسأله أن يمن بسواه فهو خير عظيم ، هذه الدار نصر الله بها السنة ونصر الله بها الدعوة السلفية ، وأذل الله بها أهل البدع وأهل الضلال وأهل الإنحراف ، وصارت هذه الدار محنة في زماننا ، يعرف السني السلفي الصادق بمحبتها ، ومحبة أهلها والقائمين عليها ، ويعرف المنحرف ببغضها وبغض القائمين عليها.
    أضحى ابن حنبل محنة مأمونة**وبحب أحمد يعرف المتنسك
    وإذا رأيت لأحمد متنقصا**فاعلم أن ستوره ستهتك.))[20]
    وسئل -حفظه الله-: يا شيخ لو كلمة عن بعض ما يقال في الشيخ يحيى لا سيما من بعض المجاهيل.
    الجواب: ((مِن بارك الله فيك . . من شروط قبول الخبر عند أهل العلم: العلم بحال المخبر ، فإذا كان المخبر مجهولا فإنه لا يقبل خبره لا يقبل قول إلا من كان معروفا ثقة ، وتعلمون أن الشيخ -وفقه الله- الشيخ يحيى خليفة من؟ هو خليفة شيخنا[21] -رحمة الله عليه- وهو ثابت على السنة [كلمة غير واضحة] سيفا سيفا مسلولا على رقاب أهل البدع وأهل البلاء ، صداعا بالحق ، ولهذا -يعني- كثر أعدائه وحساده ولا يضره هذا إن شاء الله والحق منصور..الحق منصور..نعم ، والحق منصور..نعم
    والحق منصور وممتحن فلا ***تعجب فهذا من سنة الرحمن
    كما قال الحافظ ابن القيم ، الشاهد بارك الله فيكم أن أعداء السنة كثيرون ، لكن نحن لا نبالي بهم ، والشيخ -يعني- كل ما يقال -يعني- الآن ضده فهو من الباطل -من الباطل- وهو ثابت كما قلنا على السنة ، وحاله كما قال ذلك الزاهد بل أفضل التابعين أويس القرني قال :"إنا لنأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر فيتخذوننا أعداء ، ويشتمون أعراضنا ، ويجدون على ذلك من الفاسقين أعوانا ، حتى والله لقد رموني بالعظائم ، والله لا يمنعني ذلك أن أقول بالحق." فهو قوال بالحق -فهو قوال بالحق- لا يخشى إلا الله عز وجل ، وهو يسلك مسلك شيخنا -رحمة الله عليه- في الذب عن السنة،في الدفاع عنها،بيان حال المبطلين ، وهذا غاضهم فالحمد لله -يعني- لا يضره هذا الذي يحصل من -يعني- من المخالفين للسنة ، فإنه لا يسلم من الأذى من تجرد عن الهوى ولازم الحق ، لا يسلم من الأذى أبدا ، إبتداء من الأنبياء والمرسلين ، إلى الدعاة ، إلى غيرهم -نعم- ﴿وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا و نصيرا﴾ ﴿والعاقبة للمتقين﴾ كما قال ربنا عز وجل: ﴿فاصبر وعد الله حق ولا يسخفنك الذين لا يوقنون﴾ وقال موسى لقومه ﴿استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين﴾ فالعاقبة تكون دائما لمن صبر ولازم الحق ولازم السنة وجانب الهوى وجانب الظلال وصدع بالحق ، نسأل الله أن يعيننا وإياكم وأن يثبتنا وإياكم على السنة.))[22]
    الشيخ الفاضل جميل الصلوي -حفظه الله-
    سئل الشيخ جميل الصلوي -حفظه الله-: ماذا تقول في الذي يطعن في الشيخ يحيى وهو لا يزال موجودا هاهنا (أي في دار الحديث)؟
    الجواب: ((
    لا يطعن في الشيخ يحيى إلا مطعون ، هذا الشيخ الجليل المبارك يستحق منا الاحترام والإجلال والإكرام والدعاء له بظهر الغيب بالهدى والسداد والتوفيق والإعانة على الخير، وهذا من برّ الطالب بشيخه، من برّ الطالب بشيخه، والطعن في علماء السنة علامة من علامات أهل الأهواء، فلا يجوز لأحدٍ أن يطعن في شيخٍ من مشايخ السنة، بل لا يجوز له أن يطعن في مسلم من المسلمين بباطل، وإذا حصل منه ما يوجب النصح انصحه، هذا هو الواجب (الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) إن رأيتَ خطأً صدر من أحد فانصح له، فتحيّن الوقت المناسب والأسلوب المناسب في نصحه تؤجر، وإن لم تنصح وقصّرت في ذلك ربما وقعت في الغيبة والطعن والوخز وهذا خطر عليك، لاسيما إذا كان الإنسان يطعن في عالمٍ في وليٍّ من أولياء الله يُعرّض نفسه لحرب الله، والنبي –صلى الله عليه وسلم- قد قال: قال الله تعالى: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب)[23] فلا يجوز لأحدٍ أن يتعرض لهذه العقوبة وأن يؤذي نفسه وأن يتشبه بأهل الأهواء، فعلماء السنة يجب علينا أن نجلّهم وأن نحبهم وأن ندعو لهم وأن نكون عونا لهم على الخير، والذي يطعن في مشايخ السنة في قلبه مرض، يجب عليه أن يفتّش عن نفسه، وأن يتوب إلى الله توبة نصوحا.
    حقيقةً: الشيخ يحيى يقوم بواجبٍ عظيم أقدره الله على هذا الأمر بالتأليف والتعليم والتحقيق وحلّ المشاكل وتقبّل المشاكل، وهيئه الله لأمور كثيرة، نسأل الله أن يُعيننا وإياه وأن يحفظنا وإياه.
    والشيخ يحيى يتكلم من أجل الله سبحانه وتعالى ونصحاً لله ولدين الله سبحانه وتعالى، وحقيقةً أحدنا قد يجبُن عن كثير من الأمور والشيخ يحيى يتكلم فيها، فإن كنت تعتقد أنه قال خلاف الصواب فانصح له، فليس أحد أكبر من النصيحه، ولا يجوز لك أن تطعن وتُفسد.))[24]

    ----------------------------------
    [1] في مقدمته على تحقيق الشيخ لكتاب"إصلاح المجتمع".
    [2] في مقدمته لكتاب "ضياء السالكين في أحكام وآداب المسافرين".
    [3] في تقديمه لكتاب "أحكام التيمم" المأخوذ من شرح منتقى بن الجارود.
    [4] في مقدمة كتاب "الصُّبح الشَّارق في الرّدّ على ضلالات عبد المجيد الزّنداني في كتابه توحيد الخالق".
    [5] في تقديمه لكتاب "أحكام الجمعة".
    [6] منشور بصوته في شبكة العلوم السلفية.
    [7] أي على الزنداني.
    [8] في مقدمته لكتاب "الصبح الشارق".
    [9] في تقديمه لكتاب "توضيح النبأ"
    [10] "الفتاوى الجليّة".
    [11] منشور بصوته في شبكة العلوم السلفية وغيرها.
    [12] منشور في شبكة سحاب السلفية.
    [13] منشور على الشبكة.
    [14] نصيحته المشهورة لأهل اليمن.
    [15] نفس المصدر.
    [16] "الجمع الثمين".
    [17] راجع المواد الصوتية لزيارة الشيخ سليم الهلالي إلى اليمن
    [18] من محاضرة للشيخ سليم الهلالي -حفظه الله- في دار الحديث بدماج ، وهذا المقطع منشور في شبكة العلوم السلفية.
    [19] هذه المقاطع من المواد الصوتية لرحلة الشيخ سليم الهلالي -حفظه الله- إلى اليمن ، وهي منشورة في كثير من المواقع.
    [20] منشور بصوته في شبكة العلوم السلفية.
    [21] أي:الإمام الوادعي رحمه الله.
    [22] المصدر السابق
    [23] رواه البخاري (رقم: 6137).
    [24] منشور بصوته في شبكة العلوم السلفية وغيرها.

    تعليق


    • #3
      4 - قوله أن الشيخ يحيى يقول بحمل المجمل على المفصل:
      الرد من رسالة الأخ ياسر الجيجلي حفظه الله ورعاه
      المسماة
      إبطال مزاعم البرمكي حول المجمل والمفصّل

      بسم الله الرحمن الرحيم

      والصلاة والسلام على نبيّه الأمين ، وآله وصحبه أجمعين ، وبعد:
      فإن شيخنا الناصح الأمين يحيى الحجوري -حفظه الله- لمن أهل العلم الربانيين ، فهو -حفظه الله- من أشد الناس تمسكا بالسنّة وقمعا للبدعة ، فبسط الله له بذلك القبول في الأرض ، وألقى حبه في قلوب الناس ، وابتلاه -جل وعلا- بحسَّاد وأعداء ، قال ابنُ حَزمٍ -رحمه الله-: "فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ عَدُوٌّ فَلاَ خَيْرَ فِيكَ ، وَلاَ مَنْزِلَةَ أَسْقَطُ مِنْ مَنْزِلَةِ مَنْ لاَ عَدُوَّ لَهُ ، فَلَيْسَتْ إِلاَّ مَنْزِلَةَ مَنْ لَيْسَ للهِ تَعَالَى عِنْدَهُ نِعْمَةٌ يُحْسَدُ عَلَيْهَا ، عَافَانَا اللهُ." أهـ"مداواة النُّفوسِ- ص 93 "
      ومَن نَظرَ في سِيرَةِ شيْخِنَا -حفظه الله- لاَحَظَ أنَّه لاَ يَسْتَرِيحُ مِن عَدوٍّ حَاسِدٍ إلاَّ خَرَجَ عَليهِ غَيْرُهُ ، قال ابنُ حزمٍ : "مَنِ اسْتَرَاحَ مِنْ عَدوٍّ واحدٍ حَدَث له أعداءُ كثيرةٌ" "مداواة النفوس -ص 47"
      وما هذا إلاَّ لِكثْرَةِ عِلمِهِ ، وَحُسنِ عَملِهِ ، واستقَامَةِ منهَجِهِ ، وَلا أدَلّ عَلَى تبحُّرهِ في العِلمِ مِنْ شَهَادةِ العُلماءِ الأجلاَّءِ بِذلِكَ ، وثنائِهِم عليهِ وتزكيتِهِم لهُ ، مَعَ ما لَه منَ الكُتُبِ وَالمؤلَّفَاتِ القيِّمَةِ التي تُشدًّ لها الرّحالُ ، وتُضربُ لها أعْنَاقُ المِطيّ ، قال شيخ الإسلام : " الذِي يَدُلُّ عَلَى فَضِيلَةِ العُلَمَاءِ: مَا اشْتَهَرَ مِنْ عِلْمِهِمْ عِنْدَ النَّاسِ ، ومَا ظَهرَ من آثارِ كَلامِهِم وَكُتُبهِم" "منهاج السُّنّة" (4/135)
      لمّاَ كانَ الأَمْرُ كَذَلِكَ ، كان لزَامًا عَلى أهلِ الباطِلِ لينشُرُوا بَاطِلَهُم ، أن يَطْعَنُوا في علْمِ النَّاصِحِ الأمِينِ ، ذلِك الجبَل الأُشَمّ الذي يَقفُ شامخاً معتَرِضاً طريقَهُم ، فطعنوا في شخصه ، وطعنوا في علمه ، وطعنوا في كتبه ، وطعنوا في مدرسته ، وطعنوا في منهجه ، ووجدوا على ذلك من الفاسقين أعوانا ، وما أجمل الكلمة الشهيرة للتابعي الجليل أويس القرني : "إن قيام المؤمن بأمر الله لم يبق له صديقا ، إننا لنأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر فيشتمون أعراضنا ، ويجدون على ذلك من الفاسقين أعوانا ، حتى والله لقد رموني بالعظائم ، ولا يمنعني ذلك من أن أقول الحق"
      قال الإمام الطبري : "لو كان كلّ من ادعي عليه مذهب من المذاهب الرديئة: ثبت عليه ما ادّعي عليه ، وسقطت عدالته وبطلت شهادته -بذلك- للزم ترك أكثر محدّثي الأمصار ، لأنّه ما منهم أحد إلاّ وقد نسبه قومٌ إلى ما يرغَبُ بهِ عنهُ"أهـ "تهذيب الكمال" (20/279)
      قلتُ : وهذا ما يجبُ عليْنَا أن نستحضره عندما نسمع المجاهيل يطعنون في منهج الناصح الأمين.
      وقد تولى كبر هذه الطعونات الرعناء ، بشيء كبير من المكر والدهاء: الدكتور المحجّب الذي لا يبرز إلاّ أمام محارمه (البرمكي) الذي يعدّ مجهولا عند الكثير من إخواننا ، وهو شِبْهُ (لاشيء) والمتأمل في مقالاته الجوفاء ، يرى جليّا أنها لا تحتوي على علم نافع ، ولا تبيّن سنّة ، ولا تردّ بدعة ، بل غاية ما فيها: أنّه يأتي بالكلام الذي يشبه بعضه بعضا ، فيضعه في موضع واحد -ولو كان في موضوعين مختلفين- ولا أدلّ على جهله بعقيدة السلف من خلطه الكبير في مسألة (التعذيب بلا ذنب) حيث خلط بينها وبين مسألة (استحقاق العذاب) ورمى الناصح الأمين بالبدعة ، لا لشيء إلا لأنّه قال بنص حديث نبوي صحيح : "لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم" وقد بيّنت -بفضل الله وحده- ضلاله وخلطه وخبطه في "الرد الثالث الشديد"
      ومن الملاحظ في كلّ كتابات البرمكي أنّه مجانب كلّ المجانبة للإنصاف ، فضلا عن جهله وتكلّمه فيما لا يحسن ، فأوّل ما يبدأ به البرمكي في مقالاته: إحتقار الناصح الأمين وازدراؤه ، والتنقيص من شأنه ، والحطّ من قدره ، ليستقر بذلك في ذهن القارئ احتقار الناصح الأمين ، حتى إذا قرأ كلام البرمكي الباطل ، ظنه حقا وتكلّف في ذلك كلّ التكلّف ، لأنّه يظن المردود عليه جاهلا لا عالما ، ويظن الرادّ عالما لا جاهل ، وهذه طريقة خبيثة ماكرة ، وهي التي ضمنت للبرمكي كلّ هذا الرواج لبضاعته المغشوشة ، وهذه الطريقة هي التي خدعت الكثير من طلبة العلم الطيّبين حتّى انساقوا وراء هذا البرمكي ، وجعلوا الكلام فيه كالكلام في أهل العلم الكبار!!! وهذا والله أمر باطل شرعا وعقلا.
      من أجل ذلك رأيت أن استأنف ما بدأته من (التوضيحات السلفيّة للتلبيسات البرمكيّة) فقد فاجأنا البرمكي بعودته بعد أن خمد دهرا من الزمن من جرّاء ما تلقى من ضربات قويّة ، من أهل الدعوة السلفيّة ، فلم يفق من إغمائه إلاّ الآن ، بعد طول زمان ، فكتب مقالا حول (المجمل والمفصل) فلم يحسن المسألة ، ولم يعطها حقّها -جهلا منه وظلما- فبيّن له بعض إخواننا السلفيين الطيبين ، ونقلوا له كلام أهل العلم في المسألة ، لعله يرعوي أو يراجع نفسه ، ويتوب إلى الله من كلامه في مسائل أكبر منه ، لكنّه لم يظهر من هذا شيئا ، بل فرح كلّ الفرح بمقاله الأهزل ، لذلك فسأناقشه في هذا المقال -إن شاء الله- حول هذه المسألة .
      والذي يلفت الانتباه أنّ الجهل عند أتباع ابن مرعي متوارث (!) فقد جهل هذه المسألة -قبله- بعض أتباع ابن مرعي ، وخلطوها خلطا عجيبا في (بعض المواقع) أمام عينيّ (بعض المشايخ) فبيّنت لهم خطأهم وعلّمتهم بالتي هي أحسن فقلت في مقالي (توضيح بعض ما أشكل . . .) :"ومما أشكل على صاحب التعليقات مسألة حمل المجمل على المفصل في كلام أهل العلم ، فظن أن هذا هو نفسه رد المتشابه إلى المحكم ، ومعلوم أن كلام العلماء يجمع بعضه إلى بعض حتى يفهم قولهم في مسألة ما.
      قال العلامة الفوزان في ردّه على الحلبي: "ثالثا: على الأخ الشيخ علي بن حسن إذا كان ولابد من نقل كلام أهل العلم أن يستوفي النقل من أوله إلى آخره ويجمع كلام العالم في المسألة من مختلف كتبه حتى يتضح مقصوده ويرد بعض كلامه إلى بعض ولا يكتفي بنقل طرف ويترك الطرف الآخر لأن هذا يسبب سوء الفهم وأن ينسب إلى العالم مالم يقصده." أهـ
      وقال الإمام النجمي :"إذا أشكل كلام مالكٍ، فعلى الباحث أن يجمع بعضه إلى بعض وينظر فيه، فإن فسَّر بعضه بعضا، وتبيَّن مراده منه؛ لا لأنَّه شرعٌ بنفسه، ولكن لنعلم موقف قائله من الشرع ، وكما هو معلومٌ عندنا، وعند جميع أهل العلم أنَّ قائله من أئمة الدّين، وممن لهم لسان صدقٍ في الآخرين، وهو بنفسه يقول: "كلٌّ يؤخذ من قوله ويرد إلاَّ صاحب هذا القبر" -ويشير إلى قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم- ، والمهم أنَّ الذي يجب علينا أن نجمع كلام مالك من مصادره، فإن اتضح الإشكال، وإلاَّ رددنا ما أشكل منه إلى كلام الله ، وكلام رسوله صلى الله عليه و سلم وقد نظرنا في كلام مالك فوجدناه يفسِّر بعضه بعضا." أهـ (أوضح الإشارة في الرد على من أجاز الممنوع من الزيارة)
      ونفس الإشكال الذي وقع لصاحب التعليقات قد وقع لأبي الحسن المأربي ، حيث استشكل جمع الشيخ النجمي لكلام الإمام مالك بعضه إلى بعض ، فقال الإمام النجمي رحمه الله ردّا على أبي الحسن :" إنَّ هناك اختلافًا بين المسألتين، حمل المجمل على المفصل لا يجوز إلاَّ في كلام المعصوم صلى الله عليه و سلم أمَّا إذا أشكل كلام بعض أهل العلم، وكان له كلامٌ في موضعين أو أكثر، فإنَّه يجب أن يجمع بعضه إلى بعض، فإن تبين الإشكال أخذ به سواءً كان للقائل أو عليه، وسواء صدَّق بعضه بعضا أو تناقض، فإن صدَّق بعضه بعضا دفعت الشبهة عن القائل، وإن تناقض حكمنا عليه بالتناقض ، فهذه مسألةٌ، وتلك مسألة، وغالبًا يحصل في الكلام الذي يكون فيه احتمال، فقد يجذبه الخصم المبتدع إليه، ويزعم أنَّ هذا القائل يوافق المبتدع في بدعته كما فعلت الصوفية أصحاب وحدة الوجود في حق أبي إسماعيل الهروي.
      أمَّا قولك: "فهذا كلام صريحٌ من فضيلتكم تجمعون كلام العالم بعضه إلى بعض، وتردون ما أشكل من كلامه"
      أقول(الشيخ النجمي): إلى هنا كلامه جيد أن يرد ما أشكل من كلام العالم إلى ما اتضح -إذا كان في أحد الكلامين شيء من التعمية والإحتمال- الَّتِي تجعل الحكم عليه مشكلاً، وتجعل المتتبع للكلام في حيرة، وقد يأخذ بعض أهل البدع شيئًا من كلام العالم المشهور لما فيه من الإحتمال، ولو كان بعيدًا ليدخلوه في صفهم، ويجعلوه من حزبِهم ادعاءًا عليه بالباطل كما زُعمَ في حق مالك في موقف الزائر إلى القبلة أو إلى القبر، وهكذا ما ادُّعي على أبي إسماعيل الهروي من الكلام الذي اتُّهم فيه، فخرَّجه أهل العلم على محمَل حسن والمهم أنَّك مخطئٌ في زعمك هذا، وأنا قد قلت محترزًا، "فعلى الباحث أن يجمع بعض كلامه إلى بعض، فإن فسَّر بعضه بعضا؛ لا لأنَّه شرعٌ بنفسه ولكن لنعلم موقف قائله من الشرع"؛ ألاترى هذا الإحتراز يا أبا الحسن؟!! وقد كفانا الله أمرك بإجابات أهل السنة، وردهم عليك، وبالأخص ما كتبه العلامة المجاهد النبيل أبو محمد ربيع بن هادي -غفر الله لنا وله، ووفقنا وإياه-، وإن احتجاجك بكلامنا هذا احتجاجٌ في غير موضعه ، وبالله التوفيق." أهـ (تحذير الغبي في الردّ على مخالفات أبي الحسن المأربي)
      أرجو أن يكون قد اتضح بهذا الفرق بين المسألتين ، وأرجو أن يكون إشكال أخينا قد زال ، فقد رأيته طرح سؤالا في بعض المنتديات حول هذه المسألة لكنّه لم يلق جوابا." أهـ
      واليوم يبرز البرمكي بنفس الإشكال ، ونفس الطريقة في رمي السلفيين بالعظائم دون علم ، فقال:
      ولأن لكلِّ قومٍ وارثاً فالحجوري قرر هذا الباطل في مؤلفاته ودعا إليه الناس وأفتى الحجوري بذلك "طلبة العلم والزائرين!!" كما في كتابه " الكنز الثمين!!".

      قال الحجوري كما في كتابه " الكنز الثمين! في الأجوبة على أسئلة طلبة العلم والزائرين!" (4/461) :

      (السؤال : هل يحمل كلام العالم المجمل على كلامه المفصل ؟

      الإجابة : إن كان الأصل في ذلك العالم السنة والمنافحة عنها ، وحصل منه كلام في بعض المواطن يخالف ما يعتقده ، فإن هذا الكلام الذي قاله ويخالف معتقده الصحيح الصريح يوجه إلى معتقده الصحيح ؛ لأننا نظن فيه الخير ونعرفه بالخير ، فإن كان حياً يناقش ليوضح قوله : وإن كان ميتاً يصير إلى ما علم من أصول معتقده والحمد لله) .أهـ

      قلت : وهذا الكلام لم يعجب البرمكي (!) قال فضلية الشيخ ربيع المدخلي -حفظه الله- : "وعلى كل حال قد يتسامح مع بعض كبار أئمة السنة فيما يند منهم مخالفاً لمنهجهم وعقيدتهم وعلمهم ودعوتهم وذبهم عن السنة وغير ذلك من القرائن القوية التي تمنع من إرادة المعنى السيىء المخالف لمنهجهم وعقيدتهم الخ." أهـ (إبطال مزاعم أبي الحسن . . .)
      وكلام هذين الإمامين متفق تماما -كما هو واضح- وهو في اللفظ المشتبه الذي يحتمل الحق والباطل ، والذي صدر من العالم السلفي.
      أمّا أبو الحسن (!) فليس على هذا يسير ، بل هو يعمد إلى اللفظ الصريح الذي لا احتمال فيه فيدّعي أنّه من المجمل!! كقول سيّد قطب: "إنّها أُحاديّة الوجود"!! ثمّ يحمل هذا المجمل على مفصّل لا وجود له في كلام (سيّده!) -هذا- وهو من أهل البدع الكبرى !!!
      دون التفات إلى القرائن المحتفّة بكلامه.
      وأهل العلم لما يقرّرون هذا المعنى ، إنّما يقصدون به إحسان الظنّ بأهل السنّة وحمل كلامهم على أحسن المحامل ، قال ابن الوزير: "ما زال الحمل على السلامة عند الإحتمال شعار العارفين والصالحين والمتقين"أهـ "العواصم والقواصم" (5/14)
      وقال شيخ الإسلام: "من أعظم التقصير نسبة الغلط إلى المتكلّم -مع إمكان تصحيح كلامه- وجريانه على أحسن أساليب كلام الناس ، ثم يعتبر أحد الموضعين المتعارضين بالغلط دون الآخر"أهـ "مجموع الفتاوى" (30/114)
      قال الربيع ابن سليمان : "دخلت على الشافعي وهو مريض ، فقلت له : (قوّى الله ضعفك)!! فقال: "لو قوى ضعفي قتلني" فقلت: "والله ما أردت إلاّ الخير" فقال: "لو شتمتني لم ترد إلاّ الخير" (مناقب الشافعي لابن أبي حاتم-ص274)
      فقال شيخ الإسلام: "فإن الشافعي نظر إلى حقيقة اللفظ (وهو نفس الضعف) والربيع قصد أن يسمّي الضعيف (ضعفا) كما يسمّى العادل (عدلا) ، ثمّ لما علم الشافعي بحسن قصده أوجب أن يقول: لو سببتني صريحا -أي- صريحا في اللّغة ، لعلمت أنّك لم تقصد إلا خيرا ، فقدّم عليه علمه بحسن قصده ، ولم يجعل سوء العبارة منتقصا." "الرد على البكري" (2/664)
      وهذا كلّه راجع إلى اعتقاد المتكلّم وعادته ومنهجه ،قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي : "وينبغي أن يراعى في ألفاظ الناس عرفهم وعوائدهم ، فإن لها دخلا كبيرا في معرفة مرادهم مقاصدهم" (القواعد والأصول الجامعة-ص84)
      وقال شيخ الإسلامِ : "يفسر كلام المتكلم بعضه ببعض ، ويؤخذ كلامه هاهنا وهاهنا ، ويعرف ما عادته يعنيه ويريده"أهـ "الجواب الصحيح" (4/44)
      أمّا أبو الحسن فلا ينظر إلى هذا بل يحمل على السنّة: الكلام الصريح في البدعة ، الصادر من المبتدع!!! لهذا فقد انتقده الشيخ ربيع -حفظه الله- في أربعة أمور ، فقال:
      "أولاً- تعريف أبي الحسن للمجمل والمفصل.
      ثانياً- تطبيقه للمجمل والمفصل وعلى من يطبقه.
      ثالثاً- سأذكر للقراء ما هو المجمل والمبين والنص والظاهر عند الأصوليين وسائر العلماء.
      رابعاً- بيان دلالات سياقات الكلام وأنها تعين المجمل وبيان عدم التفات أبي الحسن لهذه الأمور الأصولية العظيمة." (إبطال مزاعم أبي الحسن"
      سئل الشيخ العلامة زيد المدخلي حفظه الله تعالى : حمل الكلام على المحمل الحسن ذريعة يتذرع بها الكثيرون ، فنقول : ما ضابط المحمل الحسن ؟ وهل يفرق بين السني السلفي وغيره في ذلك ؟
      فأجاب حفظه الله : "الحمد لله وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه ، أما بعد :
      فإن الكلام الذي ينبغي أن يحمل على المحمل الحسن ويلزم حسن الظن بصاحبه هو الذي يصدر من أهل العلم الشرعي السائرين على نهج الكتاب العزيز والسنة المطهرة بالفهم الصحيح والعاضين عليها بالنواجذ والذابين عنها بما آتاهم الله من قدرات علمية وحكمة دعوية ، إن هؤلاء إذا جرى منهم أو من أحدهم حديث ما في أي موضوع ما ، وكان مقبولاً في حديثهم أو بعضه أو حديث بعضهم احتمال لشيء مقبول وشيء غير مقبول -مثلاً- فإن الكلام والحالة هذه يحمل على محمل حسن ويظن بصاحبه الظن الحسن مع الحرص على بيان الأمر وتجليته بالتفصيل حتى لا يتبقى التباس على الناس ، لأن الحق واحد لا يتجزأ ، وعلى هذا الصنف من الناس جماعات وأفراداً ، ذكوراً وإناثاً ينطبق قوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم )) وقول عمر - رضي الله عنه - : ( ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المسلم إلا خيراً وأنت تجد لها في الخير محملاً ) ، وأما المصابون بداء الجهل وأمراض الشبهات والشهوات فإنه متى صدر منهم ما فيه ضرر على الإسلام والمسلمين من بدعة مضلة أو خطأ ناتج عن هوى متبع أو إعجاب بالرأي أو اقتداء بمنهج خطؤه أكثر من صوابه ، وضرره أعظم من نفعه ، وضلاله أظهر من هدايته فإن من هذا شأنهم لا ينبغي أن يحسن الظن بهم ولا تلتمس لأخطائهم المعاذير فيما دونوه بأقلامهم أو نشروه في وسائل النشر فأوصلوه إلى سمع الناس وقلوبهم ليكون لهم فتنة في دينهم وشرا على المسلمين وأبنائهم ومن هؤلاء من خالفوا الجماعة في هذا الزمن في كثير من مسائل الاعتقاد والقربات العملية والمناهج الدعوية والجهادية والإصلاحية ، وكذلك أصحاب المبادئ الهدامة والنحل الخاطئة والمناهج والأفكار المنحرفة والاتجاهات المتحزبة المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة السلف الصالح وأتباعهم - رحمهم الله ورضي عنهم - .ومن هذا العرض المختصر يظهر لك أيها السائل الفرق بين السني السلفي والبدعي الخلفي في الأمر المذكور ،ثم إن ما نسمعه من قادة أهل الأهواء والبدع في هذا الزمان وأتباعهم المقلدين لهم من كلمات التلبيس هو جهل ومكر وذلك أنهم يستخدمون تلك الكلمات لتسويغ ما ينشره منظروهم وساستهم مما فيه هدم لبعض الأحكام الشرعية المتعلقة ببيان العقيدة السلفية الصحيحة والمنهج العلمي العملي لتحل محلها البدع الضالة المضلة كقولهم لأهل الحق :" حسنوا الظن بإخوانكم " . يعنون بذلك الإخوان الحزبيين المتكتلين ضد العلماء السلفيين الذين أنكروا وينكرون على الجماعات تعددهم وتفرقهم ، واعتصامهم بمناهج مستوردة تناهض كثيراً من عواصم المنهج السلفي الحنيف وكقولهم عن قادتهم حينما ينشرون المحدثات : " هم مجتهدون المصيب منهم له أجران والمخطئ له أجر ولا حرج عليه " ويستدلون بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر وخطؤه معفو عنه فيه)" اهـ (الأجوبة المختصرة على الأسئلة العشرة-السؤال السابع)
      و قال الشيخ ربيع -حفظه الله- في رده على أبي الحسن: "والحاصل أن بعض العلماء قد يعذرون بعض كبار العلماء في بعض العبارات ولا يعذرونهم في كل شيء لأنهم غير معصومين، وبعضهم لا يعذرهم "
      و قال-حفظه الله-في نفس الكتاب :"ولم يحملا المجمل على المفصل المعروف عند الأصوليين، وإنما أحسنا به الظن لقرائن عظيمة وكثيرة وقويّة وهي جهاده العظيم في نصرة السنة فقد كان سيفاً مسلولاً على أهل البدع وله مؤلفات كثيرة تدعوا إلى السنة وتنافح عنها وتسحق أهل البدع ومن مؤلفاته ما نقله أبو الحسن عن الإمام ابن القيم بالنسبة لقوله الموهم للاتحاد الصوفي."أهـ
      وسئل الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله- :هل يحمل المجمل على المفصل في كلام الناس؟أم هو خاصٌ بالكتاب والسنة؟نرجو التوضيح ـ حفظكم الله ـ؟
      فأجاب : "الأصل إن حمل المجمل على المفصل ,الأصل في نصوص الشرع من الكتاب والسنة، لكن مع هذا؛نحمل كلام العلماء، مجمله على مفصله، ولا يُقَوَّل العلماء قولا مجملاً، حتى يُرْجَع إلى التفصيل من كلامهم، حتى يرجع إلى التفصيل من كلامهم، إذا كان لهم قول مجمل، وقول مفصّل، نرجع إلى المفصل, ولا نأخذ المجمل" اهـ (شريط بعنوان: التوحيد يا عباد الله)
      قال الشيخ العلامة حماد الأنصاري -رحمه الله- :"والكلام إذا احتمل حقا وباطلا فإن الذي عليه أهل العلم أن يحمل الكلام على الحق وبالأخص إذا كان المتكلم على العقيدة الصحيحة فإن الذي يكون على العقيدة الصحيحة إذا قال شيئا يحتمل حقا وباطلا: يحمل كلامه على المراد الحق ، وأما من كان على عقيدة فاسدة: فإن قوله لاينبغي تأويله بل يترك على فساده ، فصاحب العقيدة السلفية مثاله الهروي في كتابه " منازل السالكين " فإن فيه كلاما يحتمل حقا وباطلا . ومثال صاحب العقيدة الباطلة الحلاج وابن عربي فإن كلامهما لايتأول لهما" أهـ "المجموع" (2/549-550)
      والفرق بين هذه المسألة وبين حمل المجمل على المفصل في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، قد بيّنه العلامة أحمد النجمي -رحمه الله- فقال: "إذا أشكل كلام مالكٍ، فعلى الباحث أن يجمع بعضه إلى بعض وينظر فيه، فإن فسَّر بعضه بعضا، وتبيَّن مراده منه؛ لا لأنَّه شرعٌ بنفسه، ولكن لنعلم موقف قائله من الشرع"
      ومن عجيب ما قرأت في مقال البرمكي (!) -هذا- قوله: ولاسيما ونحن نعيش اليومَ معاركَ طاحنة في الألفاظٍ المجملة ، ما أن ننتهي من تقرير حق في لفظ حتى يُقْحمَ لفظ آخر!أهـ
      أقول: ليت شعري ! أي معركة خاض البرمكي -نسبا- مع أهل البدع؟؟! وأي حقق قرر ؟؟! وأي علم حرر؟؟! حتى يحق له أن يقول هذا الكلام ، وغاية ما يفعله هذا المخلوق: الطعن في الناصح الأمين والتنقص منه واحتقاره ، فبالله عليك يا برمكي !! أخبرنا من هو المبتدع الذي رددت عليه وقررت الحق في خلاف قوله ، سواء قبل دخولك السرداب أم بعده ؟! سواء كان هذا باسمك الصريح أم باسمك القبيح -هذا-!!
      قال : فالحجوري يحارب السلفيين بسيف السلفية وتحت ستارها.
      قلت: هذا تبديع صريح ، فمن سلفك فيه (!)
      وقال: وتمجيد نفسه والتظاهر بالصلاح والتقوى.
      قلت: وهذا تفسيق صريح ، فالمتظاهر بالتقوى ليس بتقي ، وفيه أيضا تطاول على النيّة التي لا يعلمها إلاّ الله ، واتهام للناصح الأمين بالرياء ، وقد اتهم به -قديما- من هو خير من الناصح الأمين: عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- وما ضرّه شيئا.
      وقال: وانظر إليه وهو يحزَّبُ الناسَ على أصوله الفاسدة.
      قلت: وهذا تبديع آخر.
      وقال: يجـازف في أحكامه على السلفيين وغيرهم بالتبديع والتكفير.
      قلت: وهذه خلاصة الكلام ، أنّ الناصح الأمين: تكفيري!!!! فهو يكفّر السلفيين !! كما يزعم عبد الرحمن -هنا-
      ثم انظر إلى إنكاره على الناصح الأمين تبديع من ليسوا سلفيين ، في قوله: على السلفيين وغيرهم بالتبديع.
      فأقول: هذا إنكار صريح لتبديع المبتدعة الذين يقرّ -هو- (نفسه!) أنّهم غير سلفيين: لكنّه ينكر تبديعهم!!
      ولعل هذا يكون أصلا من الأصول المرعية التي ابتكرها عبد الرحمن ، فقد جلست -قريبا- إلى أحد أتباعه وسألته عن سبب هروبه من دماج ، فأجاب بأن أهل دماج حدادية!!! فقلت له: هل هم مبتدعة؟؟! قال:لا ، فقلت: هل يمكن أن يكون الرجل حدّاديا ولا يكون مبتدعا؟؟! قال:نعم!!
      فسبحان مقلب القلوب . . .
      ومع هذا يواصل عبد الرحمن اتهامه لنيّات السلفيين قائلا: فإن ما يصدر منهم ليس انتصاراً لله ولا لدينه ولا لأوليائه وإنما ذلك منهم انتصارٌ وانتقامٌ لشيخهم يحيى المتسلط .
      فأقول: هل شققت على قلوبهم يا هذا ، ورأيت ما فيها ، فوالله لهم أقوم بالسنّة من آلاف الناس من أمثالك ، ولكن صدق القول السائر (رمتني بدائها وانسلت)
      وقال: فهل تجدُ شيئاً من الكذب والافتراء فيما كتبه البرمكي؟
      قلت: نجد الكثير الكثير ، منها ادعاؤك أن الناصح الأمين قال عن أبي الحسن: (مصري مصري ، خرج من بين الراقصين والراقصات) نعم . . . قال الشطر الثاني من هذه الكلمة ، لكن أين قال: (مصري مصري) ؟؟؟! أين عاب الناصح الأمين الناس بكونهم مصريين؟؟! إنّ هذا الكذب المحض ، لا يراد به إلاّ شيئ واحد ، وهو إثارة النعرات القوميّة ، ونظير هذا قول ابن مرعي -هذا- للأخ كمال العدني: (الحجوري لا يبالي بالعدنيين!!) ويتأكّد هذا عندما نرى الوافدين إلى الجزائر ممن فتنوا بالفتنة المرعيّة ، يكثرون من قولهم: جزائري سجن في دماج . . جزائري طرد من دمـاج . . جزائري ظلم في دماج . . إلخ ، والمقصود من كلّ هذا إثارة النعرات القوميّة ، ليطعن في دماج من يطعن فيها حميّة لا تديّنا (!)
      وقال: قد رأيت كما رأى غيري انشغال الحجوري وأتباعه بالبحث عن البرمكي بحثاً حثيثاً ، حتى أن الضرغام!! خرج من عرينه بحثاً عن هذا المدعو "البرمكي"
      فأقول: إطمئن يا عبد الرحمن فلا أحد يبحث عنك ، فوالله لو أُتِيتُ بمجلد ضخم فيه ترجمتك لما قرأت منه حرفا واحدا ، ولو أتيتني بنفسك ووقفت أمامي لما التفتُّ إليك ، فضلا عن أن يعبأ بك ضرغام السنّة الناصح الأمين !!!!!
      فأنت=لاشيء -تماما- فلا تجعل لنفسك قيمة ولا قيمة لك.
      وقال: ثم ما معنى توبة عبد الحميد من أمورٍ انتقدتها أنا في ردي [التنكيل لما في خيانة عبد الحميد وشيخه الحجوري من الأباطيل] ألا يكفي هذا دليلاً على أن البرمكي انتقد بلايا ورزايا في كتابات هذا الصبي !!
      وهذا ما جعلني -وقبل أشهر- أكتب رداً وسمته بـ: (توبة عبد الحميد إلى ربه التواب المجيد) . يسر الله نشره .

      فأقول : معنى توبة الشيخ عبد الحميد الحجوري -حفظه الله- أنّه رجّاع إلى الحقّ ، ومعنى كتابتك لردّ على توبته!!!: أنّك لا تحب من يرجع إلى الحق ، أمّا فضيلة الشيخ عبد الحميد الحجوري -حفظه الله- فله نصيب كبير من الفضل.
      قال العلامة المعلّمي -رحمه الله- : "مسالك الهوى أكثر من أن تحصى ، وقد جربت نفسي: أنني ربما أنظر في القضية زاعما أنه لا هوى لي ، فيلوح لي فيها معنى فأقرره تقريرا يعجبني ، ثم يلوح لي ما يخدش في ذلك المعنى ، فأجدني أتبرم من ذلك الخادش ، وتنازعني نفسي إلى تكلف الجواب عنه ، وغض النظر عن مناقشة ذاك الجواب ، وإنما هذا لأني لما قرّرت ذاك المعنى -أولا- تقريرا أعجبني ، صرت أهوى صحّته -هذا مع أنه لم يعلم به أحد من الناس- فكيف إذا كنت قد أذعته في الناس ثم لاح لي الخدش؟!! فكيف لو لم يلح لي الخدش ، ولكن رجلا آخر اعترض عليّ به؟!! فكيف لو كان المعترض ممّن أكرهه ؟!!!" أهـ (القائد-ص25)
      قلت: وما أقل من بلغ هذه المرتبة من الناس ، وأرجو أن يكون الشيخ عبد الحميد الحجوري منهم ، لكن البرمكي (!) يعيب الحسن ويمدح القبيح!!
      حتى قال: فهل تجدُ شيئاً من الكذب والافتراء فيما كتبه البرمكي؟
      وقال:
      وعجزوا جميعاً [الشيخ والشبكة والطلبة] أن يأتوا بمثالٍ واحدٍ على أن البرمكي يبتر! ويهول! ويكتم!

      قلت: لا والله ما عجزوا ، وقد ذكّرني قوله هذا بأبيات رائعة ، سمعتها من فضيلة الشيخ : محمد المدخلي-حفظه الله- :

      صاحب البدعة كفّ القلما**أتحتب أن تلقى القوم من دون الحمى

      إن أشـياخي لهم منزلــة**لا يـدانيـها ولا نجـم السـمـا

      أم تحسب القوم لما سكتـوا**عـجزوا عـن ردّ قـول اللـؤما

      لا وربي ما عجزوا ولكـن**طبع القـوم مـن طـباع الـكرما

      لا يردّون على القول البذي**ويـرون الخـوض فيـه مـغرمـا

      لكن الأشبال تكفي دونهم**يـردّون الـباغي ويحـمون الحـمى

      ولتعلم يا برمكي أنّا لسنا بعاجزين عن بيان أكاذيبك ، وستتضح إن شاء الله عند نشر (الأخلاق المرعيّة . . .) ضمن سلسلة (غارة المقالات . . .)

      أمّا الناصح الأمين ، فلن يضرّه شيء من أكاذيبكم ، فهو -والحمد لله- ماض في بيان الحق ، والتحذير من البدعة ، والدعوة إلى السنّة ، وقد بدأ المحذرون من دمّاج يتراجعون عن تحذيرهم واحدا واحدا ، لمّا رأوا الحق وعلموا أنّهم قد أخطأوا ، فجزاهم الله خير الجزاء على رجوعهم ، ووالله إن هذا لمما يحمد لهم ،وسيدوّن صفحة مشرقة في تاريخهم حفظهم الله ، أقول هذا لأني علمت أنّ أحد كبار المشايخ ممن صدر منه تحذير من دمّاج ، مستعدّ أتمّ الاستعداد للرجوع عن قوله ، لمّا سعى بعض إخواننا الأفاضل في الإصلاح ورأب الصدع ، ولولا بعض المحاذير هنا لذكرت اسمه ،لكن لن أتقدّم بين يديه حتى يظهره هو بنفسه فجزاه الله خير الجزاء عن هذا الموقف الشجاع.

      وجزى الله الناصح الأمين خيرا على صبره وجهاده ، وغضبه لله وعدم انتصاره لنفسه ، ويصدق عليه -تماما- ما قيل فيمن دونه بكثير:

      إِذَا رَأَتْهُ بِنُورِ الْعِلْمِ مُتَّشِحًا**جَحَافِلُ الجَهْلِ كَالبُنْيَانِ تَنْهَارُ
      لَوْلاَ العَقِيدَةُ مَا احمَرَّتْ صَفَائِحُهُ**فَقَلْبُهُ لِذُيُولِ الْعَفْوِ جَرَّارُ
      فَيَا أَيُّهَا اللَّيْلُ قُلِّي عَنْ مَنَاقِبِهِ**أَلَيْسَ فِي اللَّيْلِ لِلْعُبَّادِ أَسْرَارُ
      بِيضٌ مَدَامِعُهُ حُمْرٌ محَاجِرُهُ**وَفِي الشِّفَاهِ تَرَاتِيلٌ وَأَذْكَارُ

      وأخيرا أختم بما سطره العلاّمة النجمي رحمه الله في (المورد العذب الزلال-ص289) حيث قال: "أدعوهم إلى قراءتها متجرّدين عن الحزبيّة والعصبيّة ، وأن ينظروا إليها بعين الحق والعدل ، لا بعين البغض لكاتبها لكونه نقد الحزب الذي ينتمي إليه هذا القارئ ، فلعل الناقد كان مشفقا عليكم وعلى أمثالكم أن تعيشوا وتموتوا على باطل." أهـ

      وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
      كتبه : ياسر بن مسعود الجيجلي

      تعليق


      • #4
        وللمزيد من رسائل الأخ الكريم ياسر بن مسعود الجيجلي، التي فضحت البرمكي وأخسأته وأخزته
        تفضل من هنا

        تعليق


        • #5
          هذا السفيه المتطاول لا يستحق أن يهتم به ويسمع لفسوقه وإنما نشر هذا الكلام ليعرف فسقة الوحلين بأن البرمكي لم يأت بجديد فضلاً عن أن يكون جديداً رائعاً

          تعليق

          يعمل...
          X