إظــــــهار الـــحـــــــــق
بما حصل من محمد الإمام والبرعي
على أهل السنة
بـمـــديـــنــة الشــــرق
بما حصل من محمد الإمام والبرعي
على أهل السنة
بـمـــديـــنــة الشــــرق
كتبه
أبو عبد الله عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الديلمي الحبيشي
بسم الله الرحمن الرحيم
أبو عبد الله عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الديلمي الحبيشي
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
(يا أيها اللذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتُنّ إلا وأنتم مسلمون )
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً )
( يا أيها اللذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً)
إن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالةٍ في النار ..
أما بعد ،،،
فإني أكتب هذه الأسطر أذكر فيها ما حصل لي ولإخواني من أهل السنة في مدينة الشرق – آنس ، وما لاقيناه من الإمام وطلابه في معبر نصيحة لله ولدينه ولإخواننا أهل السنة وتبييناً للحق وتعريفاً بحال من خالفه ونسأل الله تعالى الثبات على دينه وأن لا يفتنا بعد إذا هدانا .
وسأترك التعليق على الأحداث محاولاً سرد الوقائع حتى لا يطول الكلام على القارئ وإلا فالأحداث تحتاج إلى وقفات عندها والرد عليها من الكتاب والسنة وأثار السلف.
وأنا أذكر إجمالاً عناوين مخالفة لمنهج السلف ولعله قد سبقني بالرد عليها بعض طلبة العلم :
ملاحقة المساجد مع أنها قائمة على السنة .
الإلزام والفرض بأمور مخالفة لمنهج السلف .
الدندنة حول كلمة كونوا مع المشايخ بدون حجة ولا برهان .
التعصب وفرض الهيمنة .
المطالبة بالتوقيع على شروط ما أنزل الله بها من سلطان .
الخوف من مجيء طلاب من دار الحديث بدماج للدعوة في مثل هذه المساجد.
وغير ذلك مما سيلاحظه القارئ عند قراءته لهذه الملزمة.
فأقول مستعيناً بالله : كنت قد نزلت عند إخواننا أهل السنة في مدينة الشرق دعوة مرتين في العطلة الصيفية خلال سنتين وكان المسجد مسجد السنة صغيراً لا تقام فيه المحاضرات إلا نادراً وإنما كانوا يستدعون الدعاة وطلاب العلم إلى المسجد الكبير وهو مسجد خليط يحاضر فيه الإخوان المفلسون والتبليغيون .
فأراد الإخوة من أهل السنة أن يوسع مسجد السنة حتى يتميزوا في دعوتهم ومحاضراتهم فيسّر الله ذلك بعد بحث وجهد فأشترى الأخوة أراضي حول المسجد القديم وهدموه وكان بناء المسجد الجديد عن طريق محمد بن فارع الوصابي وفقه الله وأما شراء الأراضي فكان على حساب الإخوة من أهل السنة . ثم بعد الانتهاء من البناء، أتى محمد بن فارع إلى الشيخ الإمام وقال المسجد يحتاج إلى دعوة تنزل إليه طالباً يقيم الدعوة هناك فكلف الإمام بعض طلبته للبحث عن طالب علم ينزل هناك . وهؤلاء الطلبة من الذين هم متأثرون بفتنة العدني وكانوا يبحثون عمن كان من شاكلتهم لينزلوه .
وطريقة الشيخ الإمام أنه لا يفرق في طلابه بين من كان متعصباً مع العدني أو كان هادئاً - وكما هو اصطلاحهم – يعني معتدلاً أهم شيء أنه مع المشايخ يسمع كلامهم ويمشي على ما يريدون والإخوة في مدينة الشرق على سنة وثبات وبصيرة بحال العدني وأصحابه حتى من قبل أن أنزل إليهم فلما أحسوا أن الإمام سينزل إليهم من هؤلاء الأمراض فيفرق دعوتهم ويشق صفوفهم ويدخلهم في هذا المرض ، أتوا إلى معبر ودخلوا على الإمام وطلبوا أن أنزل إليهم حيث أنهم يعرفوني وأعرف حالهم وحال الناس عندهم فوافق الشيخ الإمام بعد حوار وكلام ثم استدعاني بعد ذلك وجلس يتكلم معي حول نصف ساعة تقريباً وخلاصة ما قاله أن قال:
ليس بيننا وبين الشيخ / يحيى الحجوري شيء ودعوتنا واحدة ما بيننا وبينه إلا أنه حزب / عبد الرحمن العدني ونحن لم نحزبه وأردنا أن نصلح بينهما فلم يرض الشيخ / يحيى .
قلت ومعلوم أن منهج السلف الصالح أن من خالف الحق وتكلم عليه أهل السنة أنه يطالب بالتوبة والرجوع إلى الحق لا أن يقال تعال نصلح بينك وبين العالم فلان الذي تكلم فيك ، فإن المسألة دين وليست دنيا وأموال حتى يكون فيها الصلح .
وكان مما قاله الشيخ الإمام وفقه الله إن بعض طلاب دماج متعصبون إذا خرجوا دعوة يتكلمون في الفتنة والكلام في الفتنة – يريد فتنه العدني وأصحابه – للعلماء والمشايخ وهم أعرف بها . فقلت له : كيف أفعل فيمن أراد أن يحاضر عندنا ؟ قال : لا تستدعي المتعصبين – وغالباً ما يذكر طلاب دماج لا يذكر المتعصبين مع العدني في أثناء كلامه هذا - فإذا جاء أحد منهم أتركه يحاضر وقل له لا يتكلم في الفتنة ولا تجلسوا معه جلسة خاصة فمثلاً عبد الرزاق النهمي لا تستدعوه وإذا أراد أصحاب المدينة استدعاءه فقل لهم يتواصلون مع الإمام .
ففوجئت بتحذيره من الشيخ عبد الرزاق النهمي وبدأت أظن أنها أول المفاصلة .
وكان مما قاله : لولا المشايخ وقفوا لتفرقت الدعوة ، فإذا حصل نزاع فليكن الرجوع إلى المشائخ فهم أعرف.
ثم طلب مني الشيخ / الإمام أن أوقع له على ورقة فيها شرطان :
الأول : لا زيادة في بناء المسجد ولا نقصان إلا بعد الاستئذان من الشيخ الإمام .
الثاني : أنه متى أستدعى الشيخ الإمام هذا الطالب يرجع فعليه أن يرجع بغض النظر عن محبه الناس له أو نفع الله به أو طول المدة التي مكثها عندهم .
وأراني من مثل هذه الورقة أوراقاً قد وقع عليها أئمة مساجد من طلابه الذين كلفهم بها .
فوقعت على هذا الورقة وشهد عليها شاهدان من حراسه وذلك لاضطرار الأخوة في مدينة الشرق .
بعد ذلك نزل الشيخ الإمام وأفتتح المسجد بمحاضرة في منتصف شهر صفر عام 1432هـ .
ثم استمريت في الدعوة والتدريس ثم اشتقنا وأشتاق الناس للمحاضرات ولزيارات الدعاة من أهل السنة وخاصةً أن المسجد جديد وواسع والناس فرحون به .
فكانت أول محاضرة واستدعاء للأخ / عبد الله بن أحمد شبيل ، فلما كان بعد المحاضرة بيومين أو ثلاثة أتصل محمد بن فارع الوصابي بالأخوة وهو غضبان لماذا استدعينا عبد الله شبيل وكان اتصاله بعبد الله بن فرحان العتمي الذي هو المسئول عن بناء المسجد ومتابعته وكان أمام المسجد القديم .
وقال محمد بن فارع الوصابي لا تستدعوا أحداً إلا من طريق الشيخ الإمام .
ثم هو في نفس الوقت يتابع عبدالله بن فرحان من أجل أن يستدعي الشيخ / محمد بن عبد الوهاب الوصابي ويلح علينا أن نستدعيه .
ثم بعد ذلك بمدة قال لي عبد الله بن فرحان إن الشيخ محمد بن مانع الآنسي مريض فلو أتصلنا به نسأل عن صحته فقلت له : نعم .
فأتصل به فأخبره أنه قد عوفي من مرضه فقال له : متى تزورنا ؟ قال متى ما تيسر قال له ما رأيك هذه الجمعة تكون الخطبة عندنا فقال الشيخ / محمد بن مانع : نعم .
وكان هذا الكلام خرج عفوياً من عبد الله بن فرحان .
فلما انتهى الاتصال قال لي عبد الله بن فرحان :هذه مشكلة . إذا كانوا قد غضبوا من محاضرة عبد الله شبيل فكيف بالشيخ محمد بن مانع قلت له لا تبالي إن شاء الله ما يحصل إلا خير والشيخ محمد بن مانع على خير وليس عليه أخطاء وأيش الذي عنده.
ثم نزل الشيخ / محمد بن مانع وخطب الجمعة عندنا فلما علم محمد بن فارع الوصابي هداه الله بخطبة الجمعة أتصل وهو شديد الغضب يقول أنا قلت لكم لا تستدعوا أحداً إلا من جهة الشيخ الإمام وأنتم تستدعون من يتكلمون في الناس عبد الله شبيل ومحمد بن مانع فقال له الإخوة هل هما حزبيان قال أنا ما أعرف إلا أن تستدعوا من عند الإمام ، وهذا الذي نزل عندكم – يريدني – ما جاء لدعوة إنما جاء يعمل فتن .
فاتصل الإخوة بالإمام يشتكون بالوصابي فقال الإمام تعالوا عندي.
فدار الكلام حول ساعة من الوقت وخلاصته أنهم اشتكوا بمحمد فارع لماذا يفرض من يريد من الدعاة ويمنع من يريد وقالوا نحن لنا ثمان سنوات نستدعي الدعاة وما أحد له وصاية على دعوتنا فلماذا الآن التحكم علينا والفرض والمنع خاصةً أن الذين نستدعيهم هم على سنة ما ظهرت منهم بدع ولا مخالفات شرعية .
وقالوا للإمام أيش في محمد بن مانع وعبد الله شبيل : قال أما عبد الله شبيل فعلى العين والرأس وأما محمد بن مانع فعمل شق في الدعوة جعل محاضرات عنده في صنعاء وهي من زمن الشيخ مقبل في جامع الخير عند الشيخ / محمد الصوملي .
قال الأخوة : اذكر لنا الذين لا نستدعيهم ؟ فقال الإمام : أنا ما أسمي ولكن أذكر لكم ضابطاً الذين يتكلمون في الفتنة لا تستدعوهم فقال الإخوة كل الناس تكلموا في الفتنة . قال الإمام الذين معهم ملازم في الفتنة فقال الإخوة طلاب دماج ألفوا ملازم في الفتنة يعني لا نستدعي أحداً من دماج ؟ فقال الذين عملوا شق في الدعوة لا تستدعوهم .وكان مما قاله : أنتم أغضبتم محمد بن فارع الوصابي بمجيء محمد بن مانع عندكم .
وكان مما قاله لولا المشايخ لتفرقت الدعوة ولحصلت فتن ولكن المشايخ فعلوا وحافظوا على الدعوة فقال له أحد الإخوة . الدعوة قد تفرقت وصارت القضية منتشرة حتى في الإنترنت وعرف بها القاصي والداني ما في داعي للتغطية . وقال له أيضاً الشيخ يحيى عنده وضوح وصراحة هكذا – ومد كفيه وبسطهما – وأما المشايخ فعندهم غمغمة ما ندري ماذا يريدون .
فقال الشيخ الإمام وفقه الله هل الوضوح الكلام في الناس .
وقال له هذا الأخ أتركوا عبد الرحمن العدني يدافع عن نفسه فإن كان على حق فسينصره الله وإن كان على باطل فأنتم بعيد منه – أو كما قال .
فقال الإمام لا بل نسعى في الإصلاح بينهما .
وكان الكلام كثيراً قد أنسيت بعضه ثم بعد مدة ذهبنا زيارة إلى دماج حرسها الله من كل شر ، فأخبر الأخوة الشيخ يحيى بما يحصل من الأمور من التحذير من الشيخ / عبدالرزاق النهمي والشيخ محمد بن مانع وعبد الله بن أحمد شبيل وأخبرناه بما اشترطه الإمام وفقه الله وتوقيع الورقة ومطالبة محمد بن فارع الوصابي وفقه الله باستدعاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي بإلحاح ، ثم أعطيناه أسئلة يجيب عليها وكان الإخوة مستعجلين فسافرنا من دماج عصراً وأجاب الشيخ يحيى حفظه الله على الأسئلة في ما بين مغرب وعشاء فلم نكن حاضرين لكن أتصل لنا بعض طلاب العلم من دماج فأخبرونا منهم الأخ الفاضل جمال بن حمود الصلاحي الحبيشي رحمه الله وقد قتل في جبهة كتاف في الحرب مع الحوثيين فنسأل الله أن يتقبله شهيداً .
فأخبرونا أن مما قاله الشيخ يحيى هذه طريقة أبي الحسن ، إنه إذا جعل أحداً على مسجد من المساجد أمره أن يستدعي فلاناً ولا يستدعي فلاناً ويشترط عليه شروطاً أنت يا شيخ محمد ماشي على طريقه أبي الحسن ثم إن الشيخ عبد الرزاق النهمي والشيخ محمد بن مانع والأخ عبد الله شبيل إخوة أفاضل ما عرفنا عنهم إلا خيراً فلماذا التحذير منهم .
فلما رجعنا إلى مدينة الشرق اتصلوا من معبر بعد يومين أن أعلنوا محاضرة عندكم لعائض الربيعي فعلمنا أن في الأمر شيء فأعلن الأخوة المحاضرة فبعد المحاضرة أنفرد عايض الربيعي بالأخ / عبد الله بن فرحان استقلالاً وقال له : الشيخ -يعني الإمام -يقرئكم السلام ويقول لكم الرسالة وصلت – يعني كلام الشيخ يحيى فيه ...
ثم قال عايض : أين أوراق المسجد؟ يعني بصائر الأراضي التي بني عليها المسجد فقال عبد الله بن فرحان الأوراق مع الإخوة وهم مع الشيخ يحيى ويرون أنه على حق .
فقال عايض : هذه مشكلة ولو جئنا للأصل أن الحزبية بدأت من عند الشيخ يحيى لأن أصحاب إب أتوا إلى الشيخ / يحيى معهم ورقه فيها أسماء الدعاة وعرضوها عليه فأمرهم أن يستدعوا بعضهم ويتركوا الآخرين.
فلما رجع عائض الربيعي إلى معبر أخبر الإمام بأن الأخوة في مدينة الشرق متعصبون مع الشيخ / يحيى وأنه رأى الملازم التي حول الفتنة موجودة عندهم في مكتبتهم التي في المسجد .
فبعدها بمدة أرسل الشيخ الإمام وفقه الله إليّ طالباً من طلابه – لا يحب أن أذكر أسمه – لينظر في الحال التي أنا عليها ويقول له: من حين نزل عبد الرحمن الديلمي حصلت منهم أمور وأشياء فإن كان غير راضٍ بما يفعلونه وضاغطين عليه فليخبرنا ونحن نتصرف ، وإن كان راضي بما يعملونه فهو صاحب وجهين عندنا بوجه هادئ وعندهم بوجه أخر.
ثم لما جاء هذا الطالب إلينا كان الخروج بحل غير نافع وهو إيقاف استدعاء الدعاة وطلاب العلم وإيقاف المحاضرات فلما رجع إلى الشيخ الإمام قال الإمام : يقبلون على الدروس ويكفي ولا يستدعون أحداً وحتى نعرف إلى أين يصير أمره - يقصدني أنا- .
فتوقف الاستدعاء إلى مسجدنا مسجد السنة حوالي ثلاثة أشهر تقريباً حتى أن عوام الناس طالبونا بالمحاضرات واستدعاء الدعاة وطلاب العلم.
فلما كان في أواخر رجب من سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة وألف للهجرة خرجت دعوة مع بعض الإخوة إلى عدن وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة وبقينا نصف شهر ، فأُفاجأ باتصال من بعض طلاب معبر يقول الشيخ يقول أين أنت ؟ فقلت له خرجت دعوة قال يقول الشيخ لا تتأخر ثم بعد يومين أتصل مرة ثانية يقول الشيخ يقول لماذا تأخرت فقلت معنا محاضرات معلنة في قرى حضرموت الداخل قال يقول الشيخ إذا رجعت فمر عليه.
فتركنا محاضرتين في منطقتين من حضرموت ورجعنا فلما دخلت عليه قال تعرف أننا أعطيناك ا لمسجد وهو بمسئوليتك وأخشى أنك إن خرجت دعوة مكان أن يأتوا بطالب من مكان أخر .
قلت ويقصد بمكان أخر أي من دماج فقد أخبرني هذا الطالب الذي أتصل بي أن الإمام قال له أخشى أنها حيلة أن يذهب عبد الرحمن دعوة وأصحابه بالمدينة يأتون يطالب من دماج .
وكان الشيخ الإمام قد وصله خبر أن أصحاب مدينة الشرق يريدون طالباً من طلاب دماج.
فقلت للشيخ الإمام: إن أردت أن أرجع فأنا أرجع فقال أستمر فإذا أحببت الرجوع أخبرتنا.
وخلال هذه الفترة وما قبلها كنا نعاني أموراً لا أريد الإطالة بذكرها ، فإن الذين يخرجون دعوة من معبر إلى آنس ووصاب وريمة وعتمة يمرون على مسجد السنة وينظرون ما تغير أو من قد جاء يحاضر وينظرون هل في المكتبة ملازم كما فعل بعضهم وأنا لا أقول أنه فعله كلهم بل بعض منهم ينقل ما يحصل إلى الشيخ الإمام .
فمثلاً نزل أحمد بن حسن الريمي محاضرة في عتمة فمر علينا بعد العصر وكان معه مجموعة منهم حسن شيخ وهو أحد المتعصبين في فتنة العدني وهو من معبر .
فلما جلسوا في المكتبة قام حسن شيخ يفتش ويقلب في المكتبة حتى وجد ورقة للشيخ يحيى وهي مجمل البيان والصيانة لما في كتاب الإبانة . فقال / هذا جزاء الشيخ الإمام منكم . تنشرون مثل هذه الأوراق فقال له أحد الأخوة : أقرا فيها وأنظر هي كلام شيخ من أهل السنة أم كلام رجل من الشارع .
فبدأ الرجل يتكلم فيهم وفي الشيخ يحيى ويرفع صوته .
قال أحمد بن حسن الريمي : هذه الفتنة قد انتشرت وهي منشورة في الإنترنت فلا داعي تختلفون . وحاول أن يهدئ الوضع الحاصل.
فرجعت إلى مدينة الشرق وبقيت أشعر بالضيق وكأني مسير لا أتمكن من الدعوة إلى الله بحرية وكأني محمل جبل ، فقلت للإخوة : أنا لا أستطيع الصبر على هذا الحال ونحن مضيق علينا . فقالوا : نصبر حتى يأتي العيد .
فقلت في نفسي إلى العيد وقت طويل فقمت بعد أن استخرت الله تعالى بالاتصال للشيخ الإمام وقلت له يأتي بطالب بدلي فإني أريد أن أمشي من مدينة الشرق وما بي إلا أن أوفي له بما وقعت عليه من الورقة وأخرج منها ومن الضيق والتحكم فإني كنت أشعر بالضيق والضغط عليّ، وأيضاً من أجل أن يكون الأخوة موقف مع الإمام . فقال الشيخ الإمام نتواصل حتى نجد طالباً .
ثم أخبرت الإخوة بذلك فرفضوا ذهابي من عندهم وأنهم لن يقبلوا أحداً جاء من معبر ورأيت أن من المعروف والمصلحة أن أبقى عندهم ، فذهبت إلى صنعاء فاستشرت الشيخ / محمد بن مانع حفظه الله في قضية الوفاء للإمام بما أشترط فقال لي : لا يلزمك الوفاء فإن الرجل غيّر وبدّل وأبقَ أنت على ما أنت عليه .
فلما كان اليوم الثاني من شهر رمضان لسنة أثنين وثلاثين هجرية أتصل بي الإمام وقال قد وجدنا طالباً وهو معاذ الحاشدي ، فقلت له الإخوة ما هم موافقون على ذهابي فأتفق أنت معهم فقال متى سترجع ؟ فقلت له استاذنك أن أذهب إلى دماج.
وحصل هذا بعد العصر ثم إنه أتصل مرة أخرى وقت العشاء فقال لي بعض الإخوة ما ستقول له فقلت ما قلته في المرة الأولى فقالوا لا نحن نجيبه .
فأجابه أحد الأخوة فقال يا شيخ عبد الرحمن محرج أن يجيبك لكن إما أن يبقى عبد الرحمن عندنا أو نأتي بطالب من دماج فأغلق الشيخ الإمام سماعة الهاتف . ثم أعاد الأخ الاتصال ظناً أن الخط أنقطع فأجابه أحد الحراس فسأله عن الشيخ فقال هو مشغول فقال قل له لا نريد وصاية على علينا أو على مسجدنا .
فقلت للأخوة نحن الآن في شهر رمضان سيهدؤون ولكن بعد العيد سترون ما يحصل .
فلما كان العاشر إلى الخامس عشر من شوال لا أذكر بالضبط اتصلوا بنا لنعلن محاضرة لعايض الربيعي .
وكما هي عادة عايض الربيعي إذا أتى للمحاضرة أن ينزل معه اثنان أو ثلاثة فنزل معه مجموعة كبيرة على خلاف العادة منهم وكان فيهم داود الوصابي معطي الأموال عن محمد بن فارع وأبو جلال الدباني البيضاني وجبر الرداعي وفيهم أيضاً والد أبي مصعب السروري أحد الأخوة من أهل السنة في مدينة الشرق وعمه وأيضاً ثلاثة من طلاب معبر من بلادي حبيش وأرسل معهم الشيخ الإمام برسالة إليَ أن أذهب من المسجد وأرجع ما إلي معبر أو حيث أريد .
وحاول هؤلاء الثلاثة الذين من بلادي وكان بيني وبينهم أخوة وعلاقة – أن يقنعوني بالرجوع وعدم البقاء .
ثم بعد المحاضرة وبعد العشاء طلب أبو جلال الدباني وداود الوصابي الإنفراد بعبدالله بن فرحان فأقاموا في غرفة أخرى وكنا في بيت أبي مصعب . فبقوا حوالي ثلث ساعة ثم خرجوا إلينا فذكروا أن أهل مدينة الشرق ما يريدون المسجد يكون مع الشيخ الإمام فقال الإخوة : المسجد مسجد سنة والدعوة قائمة فيه والدروس والمحاضرات وقد صار ممن يحضر الدروس خطباء يخرجون إلى مساجد القرى المجاورة يخطبون الجمع فيها ، وما عندنا بدع ولا تحزب ولا أخطاء شرعية فماذا تريدون بعد هذا الخير؟.
قال جبر الرداعي والدباني: الشيخ الإمام أعرف وأعلم وأنتم لستم أعلم منه .
قال الأخوة : نحن مع الحق إن كان الحق مع الشيخ الإمام فنحن معه ولكن الإلزام بأشياء وأمور هي بعيدة من الصواب فلا نقبلها لا من الشيخ الإمام ولا حتى من الشيخ يحيى.
وقالوا أيضاً: كنا من قبل في حزب الإخوان وفي جمعيات فكانوا يلزموننا بأشياء ليست حق ويتحكمون علينا فتركناهم وأخذنا منهج أهل السنة الذي فيه التعبد لله بدون تضييق ، فما تطالبون به وتلزموننا به من طرق الحزبية التي هربنا منها.
ثم دار كلام وارتفعت أصوات والمجلس كبير مليء بالناس أكثرهم ممن جاء مع عايض الربيعي .
فقال أبو مصعب تهدئة للموقف : نحن نذهب إلى الشيخ الإمام إلى معبر . فهدأ القوم وانصرفوا فعند ذلك رأى الأخوة ورأينا أن نزولهم كان ضغطاً علينا واضحاً لتسليم المسجد والمشي على ما يقوله الشيخ الإمام كيف ما كان بدون حجة ولا برهان وأنه حصل تغير عن منهج السنة والسلف فلما كان اليوم الثاني أنطلق الأخوة إلى الشيخ الإمام في معبر فقال الأخوة : نزل من عندكم بالأمس مجموعة فقلنا نأتي نتكلم معك فيا شيخ إنه لا داعي تلزمونا بإحضار فلان وتمنع فلان نحن قائمون بالدعوة من قبل ولم يكن لكم هذا الكلام معنا في إحضار فلان ومنع فلان إن كان منا خطأ واضح بينه فنحن نتقبل منكم النصيحة .
قال : بمعنى كلامه : حصلت أمور في الدعوة ونحن نريدكم أن تكونوا مع المشايخ لأنهم أعرف .
فقال الأخوة: كل هذا الاختلاف في الدعوة والشق فيها من أجل عبد الرحمن العدني ؟ فقال الشيخ الإمام: هناك أمور أخرى أكبر لا تعرفونها وأنتم مشغولون بأعمالكم وهذه أمور أكبر من عقولكم . قال الأخوة : بيّن لنا اخبرنا بهذه الأمور حتى تكون على بينة ؟
قال: هذه أمور ما تفهمونها أكبر منكم وأنتم مشغولون بأموركم –يريد الدنيوية-.
ثم قال الإخوة : نحن ذهبنا إلى الشيخ يحيى وسألناه عن الفتنة فأخبرنا بصراحة ووضوح عن الفتنة وكيف كانت وبيّن لنا . ثم نأتي إلى المشايخ وإليكم فنسألكم عن الفتنة فلا توضحون لنا ولا تبينون ولا تأتون بحجة واضحة .
وقال أحد الأخوة: يا شيخ نحن ذهبنا إلى دماج مرتين فالمرة الأولى رأينا الطلاب مختلفين فمنهم مشرق ومنهم مغرب ثم لما زرناه مرةً أخرى بعد مدة وجدنا الطلاب على صف واحد وكلمتهم واحدة وذهب الاختلاف عنهم فجزى الله الشيخ يحيى خيراً حيث أنه صفى مركزه ولو فرضنا أنه قد ظلم عبد الرحمن العدني. وأما مركزكم ففيه خليط إلى الأن فيه من أصحاب أبي الحسن فننصحك صفي مركزك .
فقال نحن على خير في مركزنا هناك طلاب هادئين .
فقال الأخوة: نحن إن شاء الله سنقوم بالمسجد والدعوة على ما نرى أنه يقربنا إلى الله . وخلاصة ما راءه الأخوة منه : أن حجته كونوا مع المشايخ أبقوا معهم بدون حجة .
وقال : الدعوة نريدها عندكم تبقى كما هي عليه . قال الأخوة : نحن على ما كنا عليه لكن لا نستدعي أحداً تكلم في دماج أو تكلم فيه الشيخ يحيى. ثم انتهى المجلس .
ثم بدأنا نستدعي الدعاة وطلاب العلم الذين نرى أنهم على خير وانتعشت الدعوة ولله الحمد . فأراد أخو عثمان السالمي وأسمه احمد السالمي وهو ساكن في مدينة الشرق أراد أن يستدعي محمد الضالعي من مفرق حبيش ولم يكن احمد السالمي من قبل يستدعي أحداً من الدعاة كان الاستدعاء يتم عن طريق عبد الله بن فرحان مسئول الدعوة في المدينة . ولكن حصل هذا التغير بعد أن نزل عثمان السالمي إلى المدينة عند أخيه وجلس معه .
وقد كنا أردنا أن نستدعي الشيخ عبد الرزاق النهمي للمحاضرة فنفاجأ بالإعلانات قد وزعت بأن هنالك محاضرة في مسجد السنة لمحمد الضالعي . وذلك بدون موافقة إمام المسجد كما هو الحال في أي مسجد من المساجد أن يستأذن إمامه في الكلمات والمحاضرات فاتصلت بأحد طلاب الشيخ البرعي وقلت له لم يستأذنوا إمام المسجد ولم نوافق على المحاضرة .
وكان المتحمسون لهذه المحاضرة أصحاب ريمة من طلاب البرعي فقلت له أقنعهم في ترك المحاضرة فإن عندنا محاضرة للشيخ عبد الرزاق النهمي .
وفي اليوم الثاني اتصلت به فقال لي حاولت معهم فأصروا على إقامة محاضرة الضالعي حتى قالوا لو منعنا الشيخ – يعني البرعي – عن المحاضرة لأتينا وأقمنا المحاضرة .
فقلت في نفسي: ما يبالون حتى بكلام شيخهم . ثم بعد ذلك جعلت أحد الأخوة يتصل بالشيخ البرعي حيث وأن البرعي يعرفه . فقال له البرعي : هذا المحاضر طالب من طلابي لا هو من الإخوان ولا من جامعة الإيمان . فقال له الأخ: لم يستأذنوا إمام المسجد فقال : محاضرة معلنه لا بد أن يحاضر لماذا لا يريدوننا نحاضر؟.
قال له الأخ: لكن معهم محاضرة للشيخ عبد الرزاق النهمي ولهم معه موعد.
فقال البرعي: يحاضر كل واحد في ركن من المسجد – يعني الشيخ عبد الرزاق يحاضر في جهة من المسجد ومحمد الضالعي يحاضر في الجهة الأخرى .
فعندها عرفنا أن المسألة أكبر مما كنا نتوقع ورأينا أنها ستكون فتنة ، فقلنا نؤخر محاضرة الشيخ عبد الرزاق النهمي ونتركهم يحاضرون حرصاً على اجتناب الفتن فدعوتنا ليست دعوة فتن ومشاكل.
ولما كان يوم المحاضرة أصابنا العجب والإستغراب حيث أنه جاء باص من معبر من طلاب الإمام وباص أخر من ذمار من طلاب عثمان السالمي وباص ثالث من مفرق حبيش من طلاب البرعي وسيارة من ريمه كلهم تجمعوا للمحاضرة . فلما رأى أحد الأخوة هذا الأمر قال هذا تعصب واضح كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب إذا جاء يحاضر عندنا من قبل ما يحضرون له هذا الحضور وهذا طالب من الطلاب يتجمعون له هذا التجمع .
وكان مما قاله محمد الضالعي في محاضرته التي كانت حول الحج أن قال : أنصحكم اتركوا التعصب وإذا أختلف العلماء فخذوا بقول الأكثر!!!.
فبعد المحاضرة أتصل لي أحد الأخوة من معبر وهو قلق فقال لي : ما الذي حصل عندكم ؟
فقلت له : جاءوا يحاضرون ثم ذهبوا قال: الباص الذي نزل من عندنا نزلوا من أجل أن تقام محاضرة الضالعي ولو بالقوة لأنكم استدعيتم الشيخ عبد الرزاق النهمي قال الخبر عندنا هكذا.
وكان قد حدث أن والد أبي مصعب السروري قد غضب على ابنه لماذا كان الموقف من أهل مدينة الشرق مع الشيخ الإمام ولماذا لا يسلمون إليه المسجد . وأراد من ولده أبي مصعب أن يذهب ويعتذر من الشيخ الإمام وشدد عليه في ذلك.
فذهب أبو مصعب السروري إلى الشيخ الإمام تطييباً لخاطر والده وإرضاءً له . فقال للشيخ الإمام والدي يقول إني أخطأت في حقك فإن كنت أخطأت فأنا أعتذر فقال الشيخ الإمام : طيب ماذا نقول لوالدك ؟ أيش موقفك ؟ إذا سأل والدك عنك ؟ فعندها تعجب أبو مصعب من ذلك ، لأنه كان يظن أن بعض حراس الشيخ الإمام هم الذين أوغروا صدر أبيه عليه وجعلوه يغضب على ولده ، فإذا بالشيخ الإمام وفقه الله هو نفسه داخل في هذه القضية أو على علم بها .
فقال أبو مصعب : أنا على ما عليه سابقاً من الموقف الأول وإنما جئت لأعتذر لو كان قد حصل مني خطأ غير مقصود .أهـ ثم خرج الأخ من عنده .
والآن ولله الحمد فقد صار المسجد مع أهل السنة بمدينة الشرق والقائم بالتدريس فيه الأخ الفاضل جميل بن مسعد المليكي جزاه الله خيراً وهو من طلاب دار الحديث بدماج حفظها الله تعالى من كل سوء ومكروه.
هذا ملخص ما حدث من الأمور في مدينة الشرق ، وقد حاولت أن أذكر أهم الأحداث وأن لا أطيل بذكر التفاصيل .
وختاماً نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل ذلك خالصاً لوجهه الكريم وأن يجعله في موازين حسناتنا ويجعله نصحاً للمسلمين ، وأن يجعلنا ممن يصدع بالحق ويقول به لايخاف في الله لومة لائم .
والحمد لله رب العالمين ،،،
كتبه
أبو عبد الله عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الديلمي الحبيشي
10 ذو القعدة 1433هـ
حمّل الرسالة من الخزانة العلمية
كتبه
أبو عبد الله عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الديلمي الحبيشي
10 ذو القعدة 1433هـ
حمّل الرسالة من الخزانة العلمية
تعليق