تبين كذب المفتري محمد بن عبد الوهاب الوصابي العبدلي
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة العالمين
أما بعد
فقد سمعنا من محمد بن عبد الوهاب الوصابي ما يندى له الجبين حيث قال: (فَفِعل الحجُوري ومن تعصّب له من طُلاّبه لا يُمثِّل الإسلام ولا يُمثِّل السُّنّة ولا يُمثِّل المنهج السّلفيّ، ومن قال بأنّه يُمثِّل الإسلام فقد اتّهم الإسلام اتّهمه بالشّدّة والغِلظة والعُنف وأنّه يسُبّ النّاس ويلعن النّاس ويهجُر النّاس ويُقاطِع النّاس هُو اتّهم الإسلام بِكُلِّ بليّة )
قلت: هذا القول الجائر الذي قاله عاري عن الدليل، والواقع أن الوصابي والإمام والبرعي هم المتعصبون كما صرح بذلك محمد الإمام في مكة حيث قال: (( أذا أرادوا أن نصطلح مع الحجوري فالقضية فيها أصل وفرع، الأصل أن يصطلح الحجوري مع العدني فأن صلحوا فما نحن إلا فرع)) وهذا القول وأضح بين وللسان الحال والمقال شاهد بذلك وما هذه الجعجعة من محمد بن عبد الوهاب إلا انتصارا للحزب الجديد الذي يقوده العدني.
قال شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله في الفتاوى [22/252]:ومن تعصب لواحد بعينه من الأئمة دون الباقين فهو بمنزلة من تعصب لواحد بعينه من الصحابة دون الباقين . كالرافضي الذي يتعصب لعلي دون الخلفاء الثلاثة وجمهور الصحابة . وكالخارجي الذي يقدح في عثمان وعلي رضي الله عنهما . فهذه طرق أهل البدع والأهواء الذين ثبت بالكتاب والسنة والإجماع أنهم مذمومون خارجون عن الشريعة والمنهاج الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم . فمن تعصب لواحد من الأئمة بعينه ففيه شبه من هؤلاء سواء تعصب لمالك أو الشافعي أو أبي حنيفة أو أحمد أو غيرهم . ثم غاية المتعصب لواحد منهم أن يكون جاهلا بقدره في العلم والدين وبقدر الآخرين فيكون جاهلا ظالما والله يأمر بالعلم والعدل وينهى عن الجهل والظلم . قال تعالى : {وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا} {ليعذب الله المنافقين والمنافقات} إلى آخر السورة .
ومحمد بن عبد الوهاب الوصابي في هذه الآونة لا يدري ما يخرج من رأسه ولو حُجر عليه لكان خيرا له من هذا الهذيان الفاضح فقد جاء بأمور منكرة ردها عليه الصغير والكبير، وأنكر أمرا عظيما وقارن فيما قاله العلامة ابن القيم في مدارج السالكين [3/123]: ((ومن تأمل أحوال الرسل مع أممهم وجدهم كانوا قائمين بالإنكار عليهم أشد القيام حتى لقوا الله تعالى وأوصوا من آمن بهم بالإنكار على من خالفهم وأخبر النبي أن المتخلص من مقامات الإنكار الثلاثة ليس معه من الإيمان حبة خردل وبالغ في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أشد المبالغة حتى قال إن الناس إذا تركوه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده وأخبر أن تركه يمنع إجابة دعاء الأخيار ويوجب تسلط الأشرار وأخبر أن تركه يوقع المخالفة بين القلوب والوجوه ويحل لعنه الله كما لعن الله بني إسرائيل على تركه فكيف يكون الإنكار من رعونات النفوس وهو مقصود الشريعة)).
فتأملوا يا عباد الله بين هذا الكلام العلمي وبين شنشنة الوصابي ثم قارنوا تجدوا الفرق شاسعاَ ، وقد كانت الشدة على المبتدع منقبة من مناقب أهل السنة وقد وصف بهذا الوصف جمع كبير من جهابذة ونقاد أهل السنة وإليك أسماء من وصف بهذا الوصف على سبيل الإجمال لا على سبيل التفصيل:ـ
1ـ سمرة بن جندب : قال الحافظ في الإصابة كان شديداً على الخوارج .
2ـ ابن عباس : قال ابن القيم في شفاء العليل كان شديداً على القدرية .
3ـ الشافعي : قال البيهقي في مناقبه كان شديداً على أهل الإلحاد وأهل البدع مجاهراً ببغضهم وهجرهم.
4ـ البربهاري : قال ابن كثير في البداية كان شديداً على أهل البدع .
5ـ سحنون : قال الذهبي في السير لم يكن يهاب سلطان في الحق شديداً على أهل البدع.
6ـ حماد بن سلمة : قال الذهبي في الميزان كان شديداً على المبتدعة .
7ـ ابن مندة : قال صاحب طبقات الحنابلة كان شديداً على أهل البدع .
8ـ الهروي : قال ابن الجوزي في المنتظم وكان شديداً على أهل البدع .
9ـ شريك القاضي : قال الحافظ بن حجر في التقريب وكان عادلاً فاضلاَ شديداً على أهل البدع .
10ـ إبراهيم بن شيبان القرميسنني : ذكر الشاطبي في الاعتصام وكان شديداً على أهل البدع.
وقد أطلق أهل العلم على بلال بن أبي بردة
وعبد الخالق بن عيسى بن جعفر الهاشمي
وأبو جعفر الأخرم
ومحمد بن رزقويه البزار
ومؤمل بن إسماعيل البصري
ونعيم بن حماد
وأبو النجم المبارك بن حسن بن طراد
والطلاعي أبو عبدالله بن محمد بن الفرج
وأبو علي الحسن بن أحمد المعروف بابن البناء
وعبدالله بن سهل الأستاذ أبو محمد
وعبدالله بن سليمان الأصبهاني البويطي
وأبو إسحاق بن يوسف بن المثنى
وأبو بكر أحمد بن داود الزرقي.
وهؤلاء الجهابذة وصفهم أهل العلم بهذا الوصف بدون نكير ممن نقل هذا عنهم.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى [35/414] : ((والداعي إلى البدعة مستحق العقوبة باتفاق المسلمين وعقوبته تكون تارة بالقتل وتارة بما دونه ولو قدر أنه لا يستحق العقوبة أولا يمكن عقوبته فلا بد من بيان بدعته والتحذير منها فإن هذا من جملة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم)) .
قلت: وهذا الكلام له أصل يستند إليه من فعل الصحابة رضي الله عنهم
ذكر الآجري في الشريعة [1/67ـ68] : ((من طريق السائب بن يزيد ومن طريق سليمان بن يسار واللفظ للسائب قال : أتي عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالوا: يا أمير المؤمنين إنا لقينا رجلاً يسأل عن تأويل القرآن فقال : اللهم أمكني منه :قال فبينما عمر ذات يوم يغدي الناس ، إذ جاء رجل عليه ثياب وعمامة يتغدى حتى إذا فرغ قال: يا أمير المؤمنين ((و الذاريات ذروا فالحمالات وقرا )) فقال عمر : أنت هو ؟ فقام إليه فحسر عن ذراعيه فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته فقال و الذي نفس عمر بيده لو وجدتك محلوقاً لضربت رأسك ألبسوه ثيابه واحملوه على قتب ثم أخرجوه حتى تقدموا به بلاده ثم ليقم خطيباً ثم ليقل: إن صبيغاً طلب العلم فأخطأه فلم يزل وضيعاً في قومه حتى هلك وكان سيد قومه. وإسنادها حسن.
وحسن الحافظ ابن حجر في الفتح [12/338] أن علياً بن أبي طالب قيل له إن هنا قوماً على باب المسجد يدعون أنك ربهم فدعاهم فقال لهم ويلكم ما تقولون ؟ قالوا: أنت ربنا وخالقنا ورازقنا فقال: ويلكم إنما أنا عبد مثلكم آكل الطعام كما تأكلون وأشرب كما تشربون إن أطعت الله أثابني إن شاء وإن عصيته خشيت أن يعذبني فاتقو الله وارجعوا فأبو فلما كان الغد غدوا عليه فجاء قنبر فقال قد والله رجعوا يقولون ذلك الكلام فقال أدخلهم فقالوا كذلك فلما كان الثالث قال: لئن قلتم ذلك قتلنكم بأخبث قتلة فأبو إلا ذلك فقال يا قنبر ائتني بفعلة معهم مرورهم فخد لهم أخدوداً بين باب المسجد والقصر وقال: أحفروا فأبعدوا في الأرض وجاء بالحطب فطرحة بالنار في الأخدود وقال: إني طارحكم فيها أو ترجعوا، فأبوا أن يرجعوا فقذف بهم فيها حتى إذا احترقوا قال :
إني إذا رأيت أمراً منكراً أوقدت ناري ودعوت قنبراً
وذكر الآجري في الشريعة [1/191] من طريق يحيى بن سعيد القطان عن أبي الزبير أنه كان مع طاووس يطوف بالبيت فمر معبد الجهني فقال قائل لطاووس : هذا معبد الجهني ؟فعدل إليه فقال: وأنت المفتري على الله ؟ القائل ما لا يعلم ؟ قال :إنه يكذب علي قال أبو الزبير فعدل مع طاووس حتى دخلنا على ابن عباس فقال له طاووس يا ابن عباس الذي يقولون في القدر ؟ قال أروني بعضهم قلنا صانع ماذا ؟ قال إذاً أضع يدي في رأسه فأدق عنقه. و إسنادها صحيح.
وذكر الآجري[1/203] بسند صحيح عن أبي سهيل بن مالك الأصبحي قال: كنت أسير مع عمر بن عبد العزيز رحمه الله فاستشارني في القدرية فقلت أرى أن تستتيبهم فإن تابوا و إلا عرضتهم على السيف فقال: أما إن ذلك رأيي، قال مالك وذلك رأيي .
وذكر اللالكائي في [1/636] أن الشيخ أبا القاسم الطبري الحافظ رحمه الله قال أستتاب أمير المؤمنين القادر بالله حرس الله مهجته وأمد بالتوفيق أموره ووفقه من القول والعمل بما يرضي مليكه فقهاء المعتزلة الحنفية في سنة ثمان وأربع مائه فأظهروا الرجوع وتبرءوا من الاعتزال ثم نهاهم عن الكلام والتدريس والمناظرة في الاعتزال والرافض والمقالات المخالفة للإسلام والسنة وأخذ خطوطهم بذلك وأنهم مهما خالفوه حل بهم من النكال والعقوبة ما يتعظ به أمثالهم وأمتثل يمين الدولة وأمين الملة أبو القاسم محمود اعز الله نصرته أمر أمير المؤمنين القادر بالله بسنته في أعماله التي استخلفه عليها من خرسان وغيرها في قتل المعتزلة والرافضة والإسماعيلية والقرامطة والجهمية والمشبهة وصلبهم وحبسهم ونفيهم والأمر باللعن عليهم على منابر المسلمين وإبعاد كل طائفة من أهل البدع وطردهم عن ديارهم وصار ذلك سنة في الإسلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين في الأفاق.
وذكر رحمه الله أن عمر بن عبد العزيز ضرب رجلاً سب عثمان ثلاثين سوطاً وضرب آخر عشرة أسواط لسبه عثمان ولم يزل يسبه حتى ضربه سبعين سوطاً(رقم2383ـ2384)
قلت: وذكر الذهبي في الميزان [1/334] أن البويطي قال: سمعت الشافعي يقول ناظرت المريسي في القرعة فذكرت له حديث عمران بن حصين فقال هنا قمار فأتيت أبا البختري القاضي فحكيت له ذلك فقال: يا أبا عبد الله شاهد أخر وأصلبه.
وذكر الآجري في الشريعة واللالكائي وابن حجر في لسان الميزان وغيرهم من طريق عون بن حكيم قال حدثني الوليد بن سليمان مولى أبي السائب أن رجاء بن حيوه كتب إلى هشام بن عبد الملك بلغني يا أمير المؤمنين أنه وقع في نفسك شيء من قبل غيلان وصالح فوالله لقتلهما أفضل من ألفين من الروم و الترك.
قلت وإسنادها يدور على عون بن حكيم عند هؤلاء ولم أقف على ترجمته وباقي رجالها ثقات.
وذكر الذهبي في الميزان [3/68] أن بشر بن مروان قطع لعمار الدهني عرقوبية في التشيع.
وعمار هو عمار بن أبي معاوية أو ابن معاوية قال الذهبي شيعي.
وبعد هذا تسمع من محمد بن عبد الوهاب الوصابي كلمات هي في وادي وهو في وادي وهذا من التناقض العجيب عنده فيقول: ((نسمع منهُم سبًّا وشتمًا وهجرًا)) يقصد بهذا شيخنا يحيى الحجوري وأهل السنة في داخل اليمن وفي خارجها مع براءتهم من هذا براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام ولو طلب منه دليلا لرأيته عجز عن إيجاده .
والوصابي من زمن بعيد يطلق هذه الكلمات ويريد بها هدم الجرح والتعديل حتى يتسنى له الدخول والخروج في عند الصوفية وعند الإخوان وعند أ صحاب الحزب الجديد وحتى لا يتكلم الناس عن انحرافه وعن زلاته العقدية والمنهجية .
وقوله (ولهذا يُعتبر شذوذ يعني هُو في الأصل ما هُو من منهج أهل السُّنّة في الأصل أهل السُّنّة بُرآء من هذا؛ أهل السُّنّة))
نعم أهل السنة برآء من شذوذك فشذوذك بمعنى التفرد وقد تفرت برميك العلماء الكبار بالجاسوسية وهم الفوزان والنجمي وربيع وغيرهم كما أخبرني بذلك سالم بامحرز ومن شذوذك قولك بان المراكز العلمية في المدن والقرى يجب الغاؤها حتى لا يبقى إلا دار الحديث بدماج ومعبر لأنها بمثابة قطاع الطرق وهذا القول كان منك في دار الحديث بدماج أمام شيخنا مقبل رحمه الله ومن شذوذك أيضا الرفق بالصوفية والإخوان وأصحاب الحزب الجديد مع حربك لقلعة الإسلام ولخليفة الإمام الوادعي - رحمه الله - فأنت مستعد أن تداهن الصوفي والحزبي حتى يكون لك مسجدا مبلطا بالرخام ومفروشا بالسجاد وقد حصلت على ما تريد قال عليه أفضل الصلاة والسلام (تعس عبد الدينار ).
وقد قال عليه أفضل الصلاة والسلام (من التمس رضي الله بسخط الناس رضي الله تعالى عنه وأرضى الناس عنه ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس .
تعليق