بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي الذي اصطفى أما بعد:
فيقول الله تعالى {وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا}وقال {بل نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } ، من هاتين الآيتين يتبين مدى قوة الحق وأن الباطل مهما طل برأسه وبرز بقرنه فلا ولن يستطيع أن يقاوم الحق أبداً ،
وعليه فإن هذا رد مختصر ردد فيه على أباطيل وتخبطات محمد بن عبد الوهاب الوصابي نزيل الحديدة ، والذي تجنى في شريطه مؤخراً على أبطال التوحيد وأسود السنة الغراء بدار الحديث بدماج -حرسها الله- وعلى رأسهم وتاج أهل السنة باليمن عالمهم الناصح الأمين الشيخ يحيى ابن علي الحجوري حفظه الله وجعله شوكة في حلوق أهل البدع والضلال والزيغ والانحراف، أردت به النصح للرجل وتداركه قبل فوات الأوان، ومن ثَم دحض تخبطاته الشنيعة على أهل السنة الأبرار بما رماهم به من أباطيل ودواهي وطوام ، فإلى المقصود والله المعين ،
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فيقول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.
قال العلامة السعدي رحمه الله " أي: لا يحملنكم بغض قوم وعداوتهم واعتداؤهم عليكم، حيث صدوكم عن المسجد، على الاعتداء عليهم، طلباً للاشتفاء منهم، فإن العبد عليه أن يلتزم أمر الله، ويسلك طريق العدل، ولو جُنِي عليه أو ظلم واعتدي عليه، فلا يحل له أن يكذب على من كذب عليه، أو يخون من خانه ) تيسير الكريم الرحمن (2/106).
قلت : تأمل أخي القارئ الكريم كلام السعدي جيداً يتضح مدى العدل والإنصاف في شريعة الإسلام حتى مع المعتدي لا يعتدى عليه طلبا للاشتفاء منهم من الكذب عليه أو الخيانة أو ما شابه ذلك من الفجور في الخصومة .
وقال تعالى {لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما }.
( الجهر بالسوء من القول ) الإعلان بالكلام الذي فيه ذكر مساوئ غيره .
( من ظلم ) اعتدي عليه فلا يؤاخذ بالإخبار عن ظلم ظالمه وذكره بما فيه أو الدعاء عليه .
وقال تعالى{ والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون } قال إبراهيم كانوا يكرهون أن يستذلوا فإذا قدروا عفوا .
( البغي ) الظلم والاعتداء . ( ينتصرون ) ينتقمون ممن ظلمهم ] .
وقال عليه الصلاة والسلام (ثلاث منجيات : خشية الله تعالى في السر و العلانية و العدل في الرضا و الغضب و القصد في الفقر و الغنى و ثلاث مهلكات : هوى متبع و شح مطاع و إعجاب المرء بنفسه) رواه الطبراني في الأوسط من حديث أنس رضي الله عنه وحسنه شيخنا الألباني رحمه الله .
وجاء في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما- وفيه - قال رسول الله صلى عليه وسلم (واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب).
وجاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( الظلم ظلمات يوم القيامة ) .
عن أَبِى إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِىِّ عَنْ أَبِى ذَرٍّ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فِيمَا رَوَى عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ« يا عِبَادِى إِنِّى حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا)مسلم .
وقال عمار :" ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان ؛الإنصاف من نفسك وبذل السلام للعالَم والإنفاق من الإقتار " رواه البخاري.
قلت : من هذه النصوص وما جاء على منوالها يتضح بجلاء أهمية العدل في الإسلام وحثه عليه وتحريم ضده ، وهو الظلم ومنه ظلم الإنسان لغيره ومن ذلك ما تفوه به وصابي الحديدة محمد بن عبد الوهاب الوصابي من القول الباطل والظلم الفادح الذي لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان ولو كان من المخالفين إن نظر في كلامه بعين الإنصاف ،
وعملاُ مني بحديث (( انصر أخاك ظالما أو مظلوما ) . قالوا يا رسول الله هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما ؟ قال ( تأخذ فوق يديه )رواه البخاري من حديث أنس وفي لفظ (فقال رجل يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره ؟ قال ( تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره ) ،
فإني – بإذن الله - ناصر الرجل ببيان ضلاله وتخبطاته العقائدية والمنهجية والسلوكية خصوصاً وأني يوما من الدهر كنت ملازماً له ، وهذا من باب الإنصاف وحب الخير للغير قبل أن يحل الأجل المحتوم ولا ينفع حينئذ نفس ندمها ،وقد قيل : صديقك من صدقك لا من صدقك والله المستعان ،
وقبل أن أتناول شطحاته المسجلة بتاريخ الأحد 18/محرم /1434هـ رأيت أن أمهد تمهيداً يسيراً حتى توضع النقاط كما يقال على الحروف ، والله المستعان ,
التمهيد :
أقول : ما الداعي لكلامك الذي سودت به محاضرتك في شريطك هذا وشننت الغارة الهزيلة على أبطال ورجال السنة الذين رفعوا راية التوحيد وحموا حمى العقيدة من عبث العابثين وكيد الكائدين خصوصاً في تصديهم للرافضة الحوثيين يوم أنت لو حصل عشر معشار ما حصل لهم من الأذى بل لو أطلق أحد بجوار مسجدك ما يسمى بالطماشة (*) لأعلنت الفرار إلى وصاب بل إلى خارج اليمن ؟
أقول : إن الحامل للرجل على ذلك هو أحد أمرين :
الأمر الأول : ما حصل له ومن كان معه من أصحاب الإبانة في تلكم الجلسة التي كانت أيام الحج المنصرم فأراد الرجل أن يُشغل الساحة بكلامه هذا المتهافت لأن تلكم الجلسة أصبحت حديث المجالس وأصبحت وبال عليهم وظهر من خلالها مدى ما يتمتع به القوم من ضعف شديد في العلم ناهيك عن موقفهم من الأخوّة الإيمانية تجاه أصحاب دماج.
الأمر الثاني :تحسره الشديد على نفسه ومن كان على شاكلته من المرعيين يوم أن رأى بأم عينيه ابتعاد الناس عن حضور محاضراته وأن الحاضرين إن حضروا فهم من المخدوعين بحزب ابن مرعي أو من أصحاب الجمعيات الحزبية وشيء من بعض العامة السذج ، فآلمه ذلك أشد الألم وامتغصت بطنه فتقيأ ذلكم الكلام الهزيل على أبطال التوحيد وأسود السنة والذي على رأسهم الناصح الأمين العلامة الحجوري حفظه الله
وعلى كل فإن يكن أحد الأمرين أو كلاهما فالمسألة كيد ومكر وحقد وحسد وتقليب للحقائق ،
وبعد : فقد رأيت أن أناقش الرجل في تسع ملاحظات ؛ فإلى المقصود والله المعين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(*)الطماشة عندنا شيء من الألعاب النارية التي يلعب بها بعض الأطفال.
الملاحظة الأولى :قوله(أهل السنة سلميون، أهل السنة سلميون ... ناس مسالمون ما هم أصحاب شغب ولا أصحاب فتن ولا أصحاب بلاوي هذا عُرف عند الحزبيين وعند المبتدعين وعند الروافض والله المستعان، أما أهل السنة انظروا جاءت الفتن لم يخوضوا فيها. ولا يحتج محتج بفتنة الحجاورة، فيقول: نسمع منهم سبّاً وشتماً وهجراً، هذا يعتبر شذوذ [هكذا] في الأصل وما هو من منهج أهل السنة، في الأصل أهل السنة برآء من هذا، أهل السنة يتحملون المخالف لهم إذا كان هو من أهل السنة ويترفقون به ويحترمونه(.
أقول : لي مع كلامك هذا أربع وقفات :
الوقفة الأولى : قولك (أهل السنة سلميون، أهل السنة سلميون ... ناس مسالمون ما هم أصحاب شغب ولا أصحاب فتن ولا أصحاب بلاوي) .
قال تعالى { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}.
وقال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}.
أقول : نعم أهل السنة سلميون بالمعنى الصحيح لأنهم يتقيدون بالكتاب والسنة على فهم سلف الأمة رضوان الله عليهم ، فمِن سِلْمهم ما قاله تعالى { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}.
ومِن سِلْمهم ما قاله رسول الهدى صلى الله عليه وسلم (ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضوا تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى )متفق عليه من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما .
ومن سلمهم مناصرتهم ومعاضدتهم ضد عدوهم قال تعالى { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
ومن سلمهم احترامهم لعلماء ومشايخ السنة فقد ثبت في المسند من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه (ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا، ويعرف لعالمنا حقه)
ولقد أحسن الإمام طاووس بن كيسان رحمه الله حين أن قال " من السنة أن يوقر العالم"
فقل لي بربك : فهل من المسالمة المدعاة ما تلفظت به ضد أهل السنة وأبطال التوحيد يوم أن رميتهم بالشذوذ والانحراف عن المنهج السلفي الأصيل بدون برهان ؟!!!.
بل أين هي المسالمة المدعاة وأنت وأصحاب الإبانة خذلتم أهل دماج في حربهم ضد الرافضة بتلكم الفتاوى الجائرة؟!!
بل أين مسالمتك لمن طعنت فيهم ورميتهم في غير ما مجلس بما يكلّ القلم عن تسطيره والفم عن التكلم به من البلاوي والطوام من الطعن في شيخنا المحدث العلامة ربيع المدخلي والعلامة الفوزان بالجاسوسية ورمي العلامة النجمي والعلامة زيد المدخلي بالعمالة ورمي ريحانة اليمن وعالمها الفذ الناصح الأمين بالكذب وبما تقيأه فيك في هذا الشريط الأثيم وكل هذا وذاك عندك فإلى الله المشتكى وأسأله تعالى أن يعاملك بعدله إن ربي سميع الدعاء.
ولكن صدق رسول الهدى عليه الصلاة والسلام القائل (إذا لم تستح فاصنع ما شئت ).
يا هذا كفى هذيان فقد عرفك القاصي والداني بل حتى البعيد فضلاً عن القريب بالكلام الخالي عن الصدق والتقوى ،
الوقفه الثانية :قولك (هذا عُرف عند الحزبيين وعند المبتدعين وعند الروافض والله المستعان) .
أقول: وأيضا عُرف هذا عندك ومن كان على شاكلتك من أصحاب البلاوي والفتن على ما تقدم ذكره وتسطيره .
الوقفة الثالثة :قولك ) أما أهل السنة انظروا جاءت الفتن لم يخوضوا فيها)
أقول : عن المقداد بن الأسود قال أيم الله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن السعيد لمن جنب الفتن إن السعيد لمن جنب الفتن إن السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلي فصبر فواها " رواه أبو داود .
قال الإمام الحسن البصري رحمه الله " إن الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم وإذا أدبرت عرفها كل جاهل " .
إن الفتن هي التي تفتن الإنسان في دينه وتصرفه عن الاستقامة عليه؛ فكم وكم من الفتن التي قد خضتَها وافتتنتَ بها ، وأقربها عهدا فتنة العدني وشلته ، وكذا فتنة الدنيا ألست القائل : لو رضي عنا الحزبيون لبُلط المسجد مرمر وسراميك ، وهاهو ذا قد حصل ذلك بل قد ظهرت الدنيا داخل وخارج السكن الذي تسكنه مما هو معلوم لدى الجميع ، فضلا عن أشياء أُخر،
أليس من الفتن التي ابتليت بها فتنة التحريش الذي استحققت بها شهادة الدكتوراه ؟،
أليس من الفتن التي وقعت فيها فتنة الطعن في علماء ودعاة السنة والتوحيد ؟،
أليس من الفتن التي تمارسها مع من تريد البطش به فتنة الجلسات التي يراد من جرائها الإسقاط كما قد فعلت مع صديقك الحالي با موسى فيما مضىحتى خرج من الجلسة وعينه تدمع ، أليس أليس أليس كم سنعدد من الفتن التي أوقعت نفسك فيها ثم تحاول من طرف خفي أن تبرئ نفسك وأصحابك وترمي بذلك الأبرياء قال تعالى (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا } .
الوقفة الرابعة : قولك (ولا يحتج محتج بفتنة الحجاورة ) .
أقول : قال تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } .
قال العلامة السعدي رحمه الله " وهذا أيضًا، من حقوق المؤمنين، بعضهم على بعض، أن { لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ } بكل كلام، وقول، وفعل دال على تحقير الأخ المسلم، فإن ذلك حرام، لا يجوز، وهو دال على إعجاب الساخر بنفسه، وعسى أن يكون المسخور به خيرًا من الساخر، كما هو الغالب والواقع، فإن السخرية، لا تقع إلا من قلب ممتلئ من مساوئ الأخلاق، متحل بكل خلق ذميم، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم "بحسب امرئ من الشر، أن يحقر أخاه المسلم" .
ثم قال: { وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ } أي: لا يعب بعضكم على بعض، واللمز: بالقول، والهمز: بالفعل، وكلاهما منهي عنه حرام، متوعد عليه بالنار، كما قال تعالى: { وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ } الآية، وسمي الأخ المؤمن نفسًا لأخيه، لأن المؤمنين ينبغي أن يكون هكذا حالهم كالجسد الواحد، ولأنه إذا همز غيره، أوجب للغير أن يهمزه، فيكون هو المتسبب لذلك.
{ وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ } أي: لا يعير أحدكم أخاه، ويلقبه بلقب ذم يكره أن يطلق عليه، وهذا هو التنابز، وأما الألقاب غير المذمومة، فلا تدخل في هذا.
{ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ } أي: بئسما تبدلتم عن الإيمان والعمل بشرائعه، وما تقتضيه، بالإعراض عن أوامره ونواهيه، باسم الفسوق والعصيان، الذي هو التنابز بالألقاب.
{ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } فهذا [هو] الواجب على العبد، أن يتوب إلى الله تعالى، ويخرج من حق أخيه المسلم، باستحلاله، والاستغفار، والمدح له مقابلة [على] ذمه.
{ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } فالناس قسمان: ظالم لنفسه غير تائب، وتائب مفلح، ولا ثم قسم ثالث غيرهما "اهـ.
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَنَاجَشُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَدَابَرُوا وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا. الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يَخْذُلُهُ وَلاَ يَحْقِرُهُ. التَّقْوَى هَا هُنَا ». وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ « بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ ».رواه مسلم
الوقفة الخامسة : قولك (نسمع منهم سبّاً وشتماً وهجراً، هذا يعتبر شذوذ [هكذا] في الأصل وما هو من منهج أهل السنة، في الأصل أهل السنة برآء من هذا)
أقول : قال تعالى { وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}.
وثبت عند أبي داود من حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق ).
وقال عليه الصلاة والسلام:(ومن خاصم في باطل و هو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال و ليس بخارج ) رواه أبو داود من حديث ابن عمر رضي الله عنهما .
ولقد صدقت فيك الحكمة القائلة ( رمتني بدائها وانسلت ).
أقول :إن اتهاماتك الآنفة الذكر في حقيقة الأمر أنت الجدير بها نلتها بجدارة ، فأنت من عُرف عنك سب وشتم أفاضل علماء الوقت كشيخنا العلامة ربيع المدخلي والعلامة الفوزان والعلامة النجمي والعلامة زيد المدخلي والعلامة الحجوري وغيرهم من دعاة السنة الأبرياء؛ رميتهم بما تقدم ذكره وتسطيره،
وأما بالنسبة للهجر فمن الذي آذى إخواننا الثابتين عندك بالحديدة كالأخ الفاضل أحمد بن شلفان والأخ الفاضل محمد الحكمي والأخ الفاضل أبي أسيد والأخ الفاضل طلال صاحب مسجد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وغيرهم من دعاة أهل السنة ؟!!
من الذي قام بالتحذير منهم ومن مساجدهم والأمر بهجرهم؟ ألست أنت وشلتك البائرة ، صحيح أن منهج أهل السنة برئ من هذا الشذوذ الذي ذهبت إليه وساندك على ذلك مقلدتك الذين وللأسف لا يستطيع أحد أن يرفع رأسه بمخالفتك وإلا كان مصيره السب والشتم والهجر والتحذير والرمي بالباطل فالله أسأل أن يعاملك بعدله ،
الوقفة السادسة : قولك (أهل السنة يتحملون المخالف لهم إذا كان هو من أهل السنة ويترفقون به ويحترمونه ).
أقول : لقد أحسن الأول حين أن قال :
يا أيها الرجل المعلم غيره ... هلا لنفسك كان ذا التعليم )
( تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى ... كيما يصح به وأنت سقيم )
( ونراك تصلح بالرشاد عقولنا ... أبدا وأنت من الرشاد عديم )
( فابدأ بنفسك فانهها عن غيها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم )
( فهناك يقبل ما تقول ويهتدى ... بالقول منك وينفع التعليم )
( لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم )
( تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى ... كيما يصح به وأنت سقيم )
( ونراك تصلح بالرشاد عقولنا ... أبدا وأنت من الرشاد عديم )
( فابدأ بنفسك فانهها عن غيها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم )
( فهناك يقبل ما تقول ويهتدى ... بالقول منك وينفع التعليم )
( لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم )
ما أحوجك إلى الدرة العمرية ، فهل أنت ترى أن أسود التوحيد والسنة بأرض دماج أصبحوا من أهل البدع والضلال ، وإلا فأين ترفقك المزعوم بهم وهم الآن مشغولون بمواجهة الزحف الرافضي الحوثي الاثني عشري ؟!!،
ثم يقال أيضا ما مدى حجم هذه المخالفة التي يتحملها أهل السنة مع بعضهم بعضا ؟!!
فهل شق الدعوة وتعصيب الناس وتكتلهم ضد أهل السنة بدماج والتحريش بين أهل العلم كما فعلتَ بين الشيخين ربيع والحجوري ، وأخذ المساجد من أهل السنة وطرد أفاضل طلبة العلم كما حصل من الصوملي عند أن أخرج الشيخ الكوكباني وكما حصل من صاحب الإبانة عند أن طرد وأخرج أخانا الفاضل عبد العليم الصلوي والأخ الفاضل فواز القعواني والأخ الفاضل الحكيم محمد الشرجبي وووو أكل هذه ونحوها في نظرك من الأمور التي يصاغ فيها الخلاف ويتحملها أهل السنة مع بعضهم بعضاً ؟!!
فإن كان الجواب بنعم فلماذا لا تطبق ما ذكرته عليهم أنت ومن وافقك من أصحاب الإبانة ؟!!
وإن كان الجواب بلا ؛ فقد وقعت في التناقض ، إلا إذا كنت ترى أن الشيخ يحيى وطلاب العلم بدماج ومن وافقهم أهلُ بدع وضلال فيستحقوا في نظرك أن يعاملوا معاملة أهل البدع !!!!
ثم يقال أيضا : هل الشيخ ربيع والفوزان والنجمي وزيد المدخلي في نظرك من أهل السنة أم من أهل البدع ؟
فإن قلت : إنهم من أهل السنة بل من علمائهم ،
أقول لك : قد وقعت في التناقض فلِم لا تُعمل هذه القاعدة معهم يوم أن رميتهم بما رميتهم به من العمالة والجاسوسية؟!! .
وإن قلت : هم من أهل البدع فلذا رمتيُهم بما ذُكر ،
أقول لك : قال الإمام أبو حاتم الرازي رحمه الله :" علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر "
وقال الحافظ ابن عساكر رحمه الله " لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة ومن أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب "
قلت : وما أراه إلا أن الله عاقبك على ذلك عقوبة عاجلة بأن طمس الله بصيرتك فأصبحت تتخبط خبط عشواء ،
جاء في البخاري من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن الله قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب .....).
الملاحظة الثانية :قوله (حصل خلاف بين الصحابة، وبين العلماء، وبين الأئمة، لو تقرأ أنت مثلًا في مذهب الشافعي -رحمة الله عليه-، أو الإمام مالك، أو أحمد، أو أبو حنيفة، فيه خلافات فقهية بينهم اجتهادية، مع وجود الاحترام والتقدير، لا سباب ولا لعان ولا شتام، ولا مهاجرة، ولا مقاطعة، ولا ملازم، ينزلونها ضد بعضهم البعض أبدًا، هذا لا وجود له في التاريخ، لم يوجد إلا في هذه الفرقة فرقة الحجاورة، والسنة بريئة منها، إي والله السنة بريئة من هذا كل البراءة).
أقول : لي مع هذيانك هذا وقفتان :
الوقفة الأولى : قولك (حصل خلاف بين الصحابة، وبين العلماء، وبين الأئمة).
أقول :لعلك لا تفرق بين خلاف التضاد وخلاف الأفهام ، فخلافنا معك هو خلاف تضاد بما مثلنا بشئ منه ، أما خلاف من ذكرتَ فإنه من قبيل خلاف الأفهام الذي صاحبه دائر بين الأجر والأجرين ، وأنا على يقين بأنك تعقل ذلك ولكنه الهوى وتقليب الحقائق ، قال تعالى { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }.
وقال تعالى { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ } هذا أمر ،
وأمر آخر وهو أن يقال : الخلاف الذي ذكرته فيه الراجح والمرجوح والصواب والخطأ ، فقد جاء في البخاري من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال : كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه و سلم إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( أما صاحبكم فقد غامر ) ، فسلّم وقال إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى علي فأقبلت إليك فقال ( يغفر الله لك يا أبا بكر ) ثلاثا ،ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل أثم أبو بكر فقالوا :لا ،فأتى إلى النبي صلى الله عليه و سلم فسلم فجعل وجه النبي صلى الله عليه و سلم يتمعر حت أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال يا رسول الله والله أنا كنت أظلم مرتين فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدق , وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركوا لي صاحبي ) . مرتين فما أوذي بعدها .
وقد التمس علماء السنة للأئمة المذاهب الأعذار كما هو الحاصل في كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله المسمى ( رفع الملام عن الأئمة الأعلام ) مع ربط الناس بالدليل ولو خالف كلام إمام من الأئمة بل قد صرح أئمة المذاهب بذلك بقولهم "إذا صح الحديث فهو مذهبي ".
وأمر ثالث وهو أن يقال لك : أما تعلم بأن من مسائل الخلاف ما قد يُنكر فيها على المخالف لكونها من المسائل التي ثبت فيها نص بخلاف مسائل الاجتهاد التي يسوغ فيها الاجتهاد لكونها من المسائل التي لم يثبت فيها نص ، وعلى هذا أهل العلم من أهل السنة ؛
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (30/80-81)حيث قال :" ....ولهذا قال العلماء المصنفون فى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أصحاب الشافعي وغيره إن مثل هذه المسائل الاجتهادية لا تنكر باليد وليس لأحد أن يلزم الناس باتباعه فيها ولكن يتكلم فيها بالحجج العلمية فمن تبين له صحة أحد القولين تبعه ومن قلد أهل القول الآخر فلا إنكار عليه "
قلت : وقد أورد رحمه الله أمثلة عديدة لذلك منها قوله " والتيمم بضربة او ضربتين إلى الكوعين او المرفقين والتيمم لكل صلاة أو لوقت كل صلاة أو الاكتفاء بتيمم واحد وقبول شهادة أهل الذمة بعضهم على بعض او المنع من قبول شهادتهم ......"
وقال أيضاً رحمه الله كما نقل ذلك عنه ابن مفلح رحمه الله في الآداب الشرعية (1/169):" قَوْلهمْ وَمَسَائِل الْخِلَاف لَا إنْكَار فِيهَا لَيْسَ بِصَحِيحٍ فَإِنَّ الْإِنْكَار إمَّا أَنْ يَتَوَجَّه إلَى الْقَوْل بِالْحُكْمِ أَوْ الْعَمَل أَمَّا الْأَوَّل فَإِنْ كَانَ الْقَوْل يُخَالِف سُنَّة أَوْ إجْمَاعًا قَدِيمًا وَجَبَ إنْكَاره وِفَاقًا وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ فَإِنَّهُ يُنْكَر بِمَعْنَى بَيَان ضَعْفه عِنْد مَنْ يَقُول الْمُصِيب وَاحِد وَهُمْ عَامَّةُ السَّلَفِ وَالْفُقَهَاءِ .
وَأَمَّا الْعَمَل إذَا كَانَ عَلَى خِلَاف سُنَّة أَوْ إجْمَاع وَجَبَ إنْكَاره أَيْضًا بِحَسَبِ الْإِنْكَار كَمَا ذَكَرنَا مِنْ حَدِيث شَارِب النَّبِيذ الْمُخْتَلَف فِيهِ وَكَمَا يُنْقَض حُكْم الْحَاكِم إذَا خَالَفَ سُنَّة وَإِنْ كَانَ قَدْ اتَّبَعَ بَعْض الْعُلَمَاء وَأَمَّا إذَا لَمْ يَكُنْ فِي الْمَسْأَلَة سُنَّة وَلَا إجْمَاع وَلِلِاجْتِهَادِ فِيهَا مَسَاغ فَلَا يُنْكَرُ عَلَى مَنْ عَمِلَ بِهَا مُجْتَهِدًا أَوْ مُقَلِّدًا ،وَإِنَّمَا دَخَلَ هَذَا اللَّبْس مِنْ جِهَة أَنَّ الْقَائِل يَعْتَقِد أَنَّ مَسَائِل الْخِلَاف هِيَ مَسَائِل الِاجْتِهَاد كَمَا اعْتَقَدَ ذَلِكَ طَوَائِف مِنْ النَّاسِ والَّذِي عَلَيْهِ الْأَئِمَّة أَنَّ مَسَائِل الِاجْتِهَاد مَا لَمْ يَكُنْ فِيهَا دَلِيلٌ يَجِب الْعَمَل بِهَا وُجُوبًا ظَاهِرًا مِثْل حَدِيثٍ صَحِيحٍ لَا مُعَارِض لَهُ مِنْ جِنْسه فَيَسُوغ إذَا عُدِمَ ذَلِكَ الِاجْتِهَاد لِتَعَارُضِ الْأَدِلَّة الْمُقَارِبَة أَوْ لِخَفَاءِ الْأَدِلَّة فِيهَا وَلَيْسَ فِي ذِكْر كَوْنِ الْمَسْأَلَة قَطْعِيَّة طَعْنٌ عَلَى مَنْ خَالَفَهَا مِنْ الْمُجْتَهِدِينَ كَسَائِرِ الْمَسَائِل الَّتِي اخْتَلَفَ فِيهَا السَّلَف وَقَدْ تَيَقَّنَا صِحَّة أَحَد الْقَوْلَيْنِ فِيهَا مِثْل كَوْنِ الْحَامِل الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا تَعْتَدُّ بِوَضْعِ الْحَمْل ، وَأَنَّ الْجِمَاع الْمُجَرَّد عَنْ إنْزَال يُوجِب الْغُسْل ، وَأَنَّ رِبَا الْفَضْل وَالْمُتْعَة حَرَام وَذَكَرَ مَسَائِل كَثِيرَة " اهـ.
ولقد أحسن من قال :
وليس كل خلاف جاء معتبرا *** إلا خلافا له حض من النظر
قلت: فلا أدري أين أضع هذيانك السابق مع ما تم ذكره وتسطيره ، قال تعالى { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور }.
الوقفة الثانية :( ولا ملازم، ينزلونها ضد بعضهم البعض أبدًا،)
أقول :ما كل هذا الهلع والتخوف من الملازم التي أخرجها بعض مشايخ ودعاة السنة والتوحيد سواء من أهل دماج أو من غيرهم والتي غالبا تخرج بعد اطلاع وإذن العلامة الحجوري حفظه الله ، وهو من علماء الإسلام على رغم أنوف الحسدة والحاقدين بشهادة جهابذة العصر له بذلك كالشيخ مقبل والشيخ ربيع والشيخ النجمي ونحو هؤلاء الأخيار بل حتى أنتَ شهدتَ له بذلك ولكن كما يقال :
وعين الرضا عن كل عيب كليلة *** كما أن عين السخط تبدي المساويا
يا هذا تمثل بقوله عليه الصلاة والسلام (المؤمن مرآة أخيه ),
وبقول أمير المؤمنين عمر الفاروق " رحم الله من أهدى إلي عيوبي "
واقبلِ الحق ممن جاء به ولو كان في نظرك صغيراً فإن من أخرج الملازم التي تبين انحرافك عن جادة السلف بتأصيلاتك الفاسدة يُشكرون على ذلك ولا يُذمون ،وهم يعدون من أفاضل المشايخ والدعاة , فكم قد أخرج شيخنا ربيع حفظه الله وغيره بل حتى أنتَ يوم أن كنت على جادة الطريق في الظاهر أخرجت ملازم ضد أبي الحسن المصري، فلِم لم يُذم هذا الفعل آنذاك فلا ينبغي الكيل بمكيالين,
ثم اعلم أن ما قام به دعاة السنة من إصدار تلكم الملازم فيك وفي ابني مرعي ومن كان على شاكلتكم كل هذا من باب النصح والبيان وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام كما في مسلم من حديث تميم الداري رضي الله عنه ( الدين النصيحة ، قلنا لمن يا رسول الله قال: لله ولكتابه ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم " .
وأنت من جملة عامة المسلمين الذي ينبغي على أهل العلم والدين أن ينصحوك إذا رأوا فيك اعوجاج كما هو الحاصل ، والحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها أخذها " فلا ينبغي أن تقوم بكل هذا التشنيع أصلحك الله . وقد سئل العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله في يوم الأربعاء ( 18 – 07 – 1428 ) : قال السائل: يا شيخنا ما رأيكم في إرسال الملازم حق الإخوة التي تتعلق بهذه الفتنة ؟.
فقال الشيخ : انشروها و يكون هذا تعاونا منكم لإخوانكم الذين يخشى عليهم من الفتنة .
فقلنا : لكن يا شيخ هل حصل بعد هذا الاجتماع شيء آخر ؟
وقال الشيخ : ارسلوا الملازم و الأشرطة التي تتعلق بهذا إن شئتم , لأننا لم نقل إلا ما نراه حقا و نرى فيه نفعا لمن يبلغه ممن يخشى عليه هذه الفتنة.
الوقفة الثالثة : قال (هذا لا وجود له في التاريخ، لم يوجد إلا في هذه الفرقة فرقة الحجاورة، والسنة بريئة منها، إي والله السنة بريئة من هذا كل البراءة) .
أقول : قد أحسن من قال :
وكيف يصح في الأذهان شيء *** إذا احتاج النهار إلى دليل
فإن كلامك هذا فيه تجني على السنة وعلى التاريخ وكأني بك لم تقف على التنكيتات على ابن الصلاح للحافظ ابن حجر ولم تقف على الإلزامات والتتبع للإمام الدار قطني وكذا ردود بعض المعاصرين على بعضهم كما رد العلامة ابن باز رحمه الله على شيخنا المحدث الألباني في بعض المسائل العلمية وكذا شيخنا الجامي يوم أن نصح شيخَنا الألباني في مسألة الاستعانة بالكفار ضد المعتدين الكفار ورد الشيخ التويجري على الشيخ العثيمين في مسألة الاستواء بل أخرج في ذلك كتاباً وغيرهم كثير بل أنت قد ضربت لذلك أمثلة على ما حذرت منه كابن المديني وابن معين ، ولكن القضية قضية إسقاط دماج وحملة السنة فيها بأي وسيلة كانت لأنها بحمد ربي كانت وما زالت شجا في حلوق أهل الضلال ومن تسول له نفسه العبث والتلاعب بالمنهج السلفي .
الملاحظة الثالثة : قولك ( كان يحصل خلاف بين علي بن المديني وبين يحيى بن معين هذا يوثق هذا وهذا يضعفه، ما كان يحصل على هذا ولاء وبراء، وتشهير، وملازم توزع، وسباب وشتائم، وهجر ومقاطعة، لا يوجد له مثيل في التاريخ قط، هي بدعة عصرية حجورية شاذة، الإسلام بريء منها الإسلام بريء من هذه المعاملة الشرسة، السنة بريئة كل البراء ، وقال أيضاً : فإذا اختلفنا: فلان حزبي أو ما هو حزبي، فلان ضعيف أو ثقة، الأمر الفلاني مستحب أو واجب ...، الخلاف يسعنا جميعاً، مع وجود الاحترام مع وجود التقدير).
أقول : لي معك ثلاث وقفات :
الوقفة الأولى :قولك( يحصل خلاف بين علي بن المديني وبين يحيى بن معين هذا يوثق هذا وهذا يضعفه )
أقول : يا مسكين أتقارن خلافك وزمرة المرعيين مع أهل السنة الثابتين بما قد يقع بين علماء الحديث الذين كلهم أو جلهم على سنة وإن اختلفوا في الرجل من حيث ضبطه على حسب مراتبهم في الجرح والتعديل فهذا متشدد وذاك متساهل والثالث متوسط فينْظر الباحث في كلامهم في الرجل فيخرج بنتيجة وخلاصة فيه كصنيع ابن حجر في تقريبه ، أما أن يقاس ذلك الخلاف بمن يختلف فيه من حيث الدين هل هو حزبي أم لا فهذا قياس مع الفارق ، وذلك لوجود الإجمال فيه فقد يرى الشخص أن الزنداني أو غيره من أهل الضلال مخطئ فقط وهو ليس بحزبي ويرى الآخر أنه حزبي محترق فهل يقال يسعنا الخلاف هنا ؟!!!!
ثم يقال لك أين قاعدة " (الجرح المفسر مقدم على التعديل المجمل ) فهذا القاعدة بينتْ فساد ما تذهبون إليه ، ولكنها أصبحت في فتنة ابني مرعي في حيز النسيان !!!! .
الوقفة الثانية :قولك (الخلاف يسعنا جميعاً، مع وجود الاحترام مع وجود التقدير).
أقول : ما أشبه الليلة بالبارحة ؛ ما أشبه كلامك هذا بتأصيل مؤسس حزب الإخوان المسلمين المسمى حسن البنا حيث قال:( نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه )قال تعالى { تشابهت قلوبهم ) ولقد أحسن من قال : الطيور على أشكالها تقع ، وأدل دليل على ذلك تلكم المحاضرات المتتابعة في مساجد الحزبيين ، والله المستعان ، مع العلم بأن الاحترام والتقدير لا يشمل خلافك مع أهل السنة بدماج ، فبأي ميزان تُوزن الأمور عندك ؟!!!!!
الوقفة الثالثة:قولك ( هي بدعة عصرية حجورية شاذة).
أقول :أنا أستطيع أن أقول ما أنتم عليه بدعة عصرية شاذة وعندي البراهين على ذلك ، أما أنت بقولك هذا مجرد دعوى لا حقيقة له إلا في مخيلتك أنت ومن كان على دربك ، ثم كيف تصف ما عليه أهل السنة بدماج بالشذوذ وطريقتهم هي طريقة والدهم الإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله التي استقى هذا المنهج من الكتاب والسنة وهو ما سار عليه السلف الكرام ، فالشدة على المخالف إن حصلت في بعض الردود فلا غضاضة فيها ، فالشدة في محلها حكمة كما أن اللين في محله حكمة ، فلا تخلط بين الأمرين ، فأين أنت من حديث صاحب الخاتم الذهبي ؛ فقد جاء في مسلم من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- رَأَى خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ فِى يَدِ رَجُلٍ فَنَزَعَهُ فَطَرَحَهُ وَقَالَ « يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلَى جَمْرَةٍ مِنْ نَارٍ فَيَجْعَلُهَا فِى يَدِهِ ». فَقِيلَ لِلرَّجُلِ بَعْدَ مَا ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خُذْ خَاتَمَكَ انْتَفِعْ بِهِ. قَالَ لاَ وَاللَّهِ لاَ آخُذُهُ أَبَدًا وَقَدْ طَرَحَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-.
وحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ رَأَى النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَىَّ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ فَقَالَ « أَأُمُّكَ أَمَرَتْكَ بِهَذَا ». قُلْتُ أَغْسِلُهُمَا. قَالَ « بَلْ أَحْرِقْهُمَا » رواه مسلم ، وغير ذلك من الأحاديث الدالة على ما تم ذكره وتقريره, فهل يقال أن هذا الصنيع من الرسول صلى الله عليه وسلم يعتبر صنيعاً شاذاً ،أم أن حزبية ابني مرعي والدفاع عنها أنستك هذه النصوص ؟!!!{فما لكم كيف تحكمون }, { أفلا تعقلون }.
الملاحظة الرابعة : ربما القبيلة تغلب عليهم عندهم أي أفكار القبيلة تغلب عليهم )
أقول : قال تعالى {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون }
إن أهل السنة يحكمون الكتاب والسنة على منهج السلف رضوان الله عليهم ولا يرضون بذلك بديلا ، وإخواننا في دماج معروف عنهم ذلك وقد رباهم على ذلك الإمام الوادعي رحمه الله كما سبق ذكر ذلك ،ولكنه البغي والعدوان والاتهامات الجائرة التي ابتليت بها جرأتك على رميهم بذلك ، قال تعالى { يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم }.
وثبت عند أحمد في المسند وأبي داود في السنن من حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من البغي و قطيعة الرحم ).
فاحذر أصلحك الله من انتقام الله ، وعد إلى رشدك وتبرئ من بغيك هذا وظلمك لإخوانك أهل السنة واطلب منهم السماح والعفو وإلا فاعلم أنه ليس بضارهم بحمد لله ذلك شيء وعلى الباغي تدور الدوائر.
الملاحظة الخامسة :(...نتكلم عن المنهج السلفي منهج رحمة ،منهج علم ، منهج تعليم ، منهج احترام وتقدير للمسلم ،لعلماء الإسلام لعلماء التوحيد ).
أقول : نعم نعم فهذا حق لا مرية فيه ولقد أحسن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حين أن قال كما في منهاج السنة :"أهل السنة هم نقاوة الناس وهم خير الناس للناس" ؛ولكنك أول من تخالفه بأفعالك ، وإلا فأين الرحمة المدعاة تجاه أهل السنة الناصحين لك يوم أن رميتهم بكل نقيصة؟! ، وأين أنت من منهج العلم والتعليم وما قد خرج من مسجدك مستفيد واحد سواء من يعتمد عليه في الفتيا أو صاحب تحقيقات وتأليفات طيلة ثلاثين سنة؛ وإنما مجرد وعاظ وبعض الخطباء وشيء من الحفاظ (*)والسبب يعلمه كل من عاشرك أو احتك بك ، ولقد أحسن من قال :
أقيم لإصلاح الورى وهو فاسد ... وكيف استواء الظل والعود أعوج
بل حتى أنت أين دروسك العلمية المؤصلة وإنما غالبها مجرد دورات تُجمع من قِبل بعض طلابك الذين مازالوا تحت وطأتك وجبروتك ثم تُخرج للناس مصدرة باسمك على عنوان الكتاب والجهد في حقيقة الأمر هو جهد الطلاب وليس لك من ذلك سوى القراءة والإملاء عليهم ونقطة حمراء في بداية السطر أو سوداء أوأو أو !!!والله المستعان ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
(*)ولا أنتقص إخواني الذين منّ الله عليهم بشيء من الخير ولكن أرثي لهم وأشفق عليهم أوقاتَهم التي تُهدر فيما لا طائل تحته .
فأين العلم يا من تدعيه والذي قد ظهر هزلكم واضحاً في تقريظكم لإبانتكم التي أفتى العلامة الشيخ ربيع بأنها تلغى أو تقوّم على قواعد السلف كما في الجلسة المنعقدة في بيت الشيخ ربيع في حج هذا العام والتي هزت عروشكم وزعزعت ما أنتم عليه من الباطل المسطر في إبانتكم ، ولقد صدق رسول الهدى صلى الله عليه وسلم القائل (المتشبع بما لا يُعطى كلابس ثوبي زور )متفق عليه من حديث عائشة وأسماء رضي الله عنهما .
ثم أين احترامك لعلماء الإسلام ودعاته وأنت الذي رميتهم بأبشع التهم من الجاسوسية والعمالة والكذب والشذوذ ونحو ذلك فهل هذا عندك من الاحترام والتقدير لعلماء الإسلام ودعاته ؟!!!!
الملاحظة السادسة (أما من خالفني في مسألة أنزل عليه ملازم فيافرحت الكفار أن يرون (هكذا) هذا من المسلمين ).
أقول : لو سُلم هذا الهذيان لأبطلنا منهج الرد على المخالف خشية أن يفرح الأعداء ،وكتب السنة طافحة بها كما هي معلومة ، ثم إن ردود أهل السنة على المخالفين هي من باب النصيحة والشفقة بهم ومن هذا القبيل الردود عليك وعلى زمرتك من أصحاب ابني مرعي علك أن تتنبه وأنت في آخر المطاف والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك ) رواه الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه , فلا أدري أتعقل ما تتفوه به ، نعوذ بالله من الحور بعد الكور .
الملاحظة السابعة :( ففعل الحجوري ومن تعصب له من طلابه لا يمثل الإسلام، ولا يمثل السنة، ولا يمثل المنهج السّلفي، ومن قال: بأنه يمثل الإسلام فقد اتهم الإسلام، اتهمه بالشدة والغلظة والعنف، وأنه يسب الناس، ويلعن الناس، ويهجر الناس، ويقاطع الناس، واتهم الإسلام بكل بلية، ومن قال: إن فعله يمثل المنهج السلفي فقد اتهم المنهج السلفي وظلمه، ومن قال: بأن فعله يمثل السنة فقد اتهم السنة وظلمها، فهذا والله لا يمثل إلا نفسه فقط).
أقول :قال تعالى { كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا }
نعم كبرت كلمة تخرج من فيك بهذا الباطل الأثيم فهذه دعوى عارية عن البرهان ، فلو كانت الدعوى تنفع صاحبها لنفعت أهل الكفر فقد ادعى اليهود والنصارى الجنة فهل سُلّم لهم ذلك؟!! ؛ قال تعالى { وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } ، وادعى فرعون الرشاد فقال الله عنه {إن أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا طريق الرشاد } فهل سُلم له ذلك ؟!!!
وقد ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدَعْوَاهُمْ لاَدَّعَى نَاسٌ دِمَاءَ رِجَالٍ وَأَمْوَالَهُمْ وَلَكِنَّ الْيَمِينَ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ)
ولقد أحسن من قال :
والدعاوى ما لم تقيموا عليها *** بينات أبناؤها أدعياء
فبرهن يا هذا على دعواك وإلا ستصبح أضحوكة المجتمع كما ضحك منك حتى الصبيان عند أن أخرجت شريطيك في الرد الهزيل على الشيخ يحيى وأردت من ذلك أن تظهره بمظهر الكاذب فانقلب السحر على الساحر .
فبرهن يا هذا على دعواك وإلا ستصبح أضحوكة المجتمع كما ضحك منك حتى الصبيان عند أن أخرجت شريطيك في الرد الهزيل على الشيخ يحيى وأردت من ذلك أن تظهره بمظهر الكاذب فانقلب السحر على الساحر .
أما ريحانة اليمن ومحدثها وخليفة العلامة مقبل رحمه الله ومن كان معه من طلابه ومحبي الحق فقد تكلموا في ردودهم وملازمهم بالحجج والبينات والتي عجزتَ وزمرتك عن الرد عليها بالحجج والبراهين فطار لبك وأخذت تهذي بما لا تدري وتهرف بما لا تعرف، فظهر من ذلك ما تستحي حتى زمرتك من إظهاره والتفوه به ،
وكما يقال ( عُذر البليد مسح السبورة ، والغريق يتشبث حتى بالطحلب)، وهذا هو حالك ، اللهم لا شماتة ، ولكن كما يقال : إن شر البلية ما يضحك ، ولا يسعنا إلا أن ندعو بدعاء من رأى المبتلى (فالحمد الله الذي عافانا مما ابتلاك به وفضلنا على كثير من عباده تفضيلا )، فقد ثبت عند الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من رأى مبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به و فضلني على كثير ممن خلق تفضيلا لم يصبه ذلك البلاء).
الملاحظة الثامنة :قال ((وكما سمعتم الاختلاف الذي حصل بين الملائكة، بين ملائكة الرحمة وبين ملائكة العذاب، اختلفوا في قبض روح لم يعمل خيراً قط، ملائكة الرحمة قالوا: قد جاء تائباً إلى الله ومن تاب تاب الله عليه والتوبة تهدم ما كان قبلها، اختصموا، لكن ما كان بينهم سباب ما كان هؤلاء يسبون هؤلاء، وهؤلاء يسبون هؤلاء ولعن وهجر ومقاطعة ومدابرة ومهاجرة ولا سلام ولا كلام، ولا قال ملائكة العذاب لملائكة الرحمة: أنتم مميعون، ما قالوا: أنتم مميعون كيف تقبلون مثل هذا، الذي قتل مائة نفس ما قالوا له: أنتم مميعون، والله لو تطلعوا إلى المريخ للحقناكم إلى هناك، ما فيه إلا نحن نقبض روحه، الأدب موجود بينهم والاحترام والتقدير ... وأرسل الله لهم ملكاً في صورة رجل حكم بينهم، ما قالوا: ما نقبل حكمه، نقبل حكم واحد، ليش نحن ما نفهم، نحن ما نعقل، نحن ما نفقه، واحد يقول الكلام هذا، حكم بينهم وانفصل، الموضوع انتهى لا سنة ولا سنتين ولا ثلاث ولا خمس ولا ست سنين ولا سبع مقاطعة، ومهاجرة، ومساببة، وملاعنة، ومضاربة).
أقول : قد أحسن من قال :
وكم من عائب قولا صحيحا ... و آفته من الفهم السقيم ...
فكونك تريد أن تعيب طريقة أهل السنة والحديث بردهم الباطل ودحضه بالحق والحجج تكلّفت في الاستدلال على ذلك بحال الملائكة الكرام الذين وصفهم المولى تبارك وتعالى بقوله { لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون },
فما أشبه استدلالك هذا باستدلال عبد الله صعتر المنظِّر للإخوان المسلمين عندنا باليمن حيث استدل بقول الملائكة الكرام لربها ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ) على جواز خروج الناس معارضة ضد حكامها حيث قال في شريطه المعارضة :"فمَن في الأرض لا يجوّز أن نعترض عليه ،من هو المعصوم ، إذا كان رب العالمين تقول له الملائكة { قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ
، وإذا كان رب العزة يقول لرسوله { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ}اهـ .
قال ابن كثير رحمه الله " وقول الملائكة هذا ليس على وجه الاعتراض على الله، ولا على وجه الحسد لبني آدم، كما قد يتوهمه بعض المفسرين [وقد وصفهم الله تعالى بأنهم لا يسبقونه بالقول، أي: لا يسألونه شيئا لم يأذن لهم فيه وهاهنا لما أعلمهم بأنه سيخلق في الأرض خلقًا. قال قتادة: وقد تقدم إليهم أنهم يفسدون فيها فقالوا: { أَتَجْعَلُ فِيهَا } , وإنما هو سؤال استعلام واستكشاف عن الحكمة في ذلك، يقولون: يا ربنا، ما الحكمة في خلق هؤلاء مع أن منهم من يفسد في الأرض ويسفك الدماء" تفسير القرآن العظيم (1/99-100).
ولقد صدق رسولنا عليه الصلاة والسلام القائل (سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله ) رواه أحمد عن معاوية رضي الله عنه.
ولقد أحسن أبو عثمان النيسابوري حين أن قال :" من أمّر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحكمة ومن أمّر الهوى على نفسه قولا وفعلا نطق بالبدعة لأن الله تعالى يقول : {وإن تطيعوه تهتدوا }.
الملاحظة التاسعة :قولك: (كان الشيخ مقبل -رحمة الله عليه- قلبه يتسع للمخالف من طلابه، كان الشيخ يرى شيء، طالبه يرى شيء آخر، ومع هذا الشيخ يقدم للطالب، ما يقول: لا، أنا عندي أن هذا الراوي ضعيف وأنت ترى أنه حسن، خلاص أنت مطرود، أنت أنت ما يقدم له ويشجعه ويحب من خالفه إذا كان في إطار المسائل الاجتهادية).
أقول : لي مع كلامك هذا وقفتان :
الوقفة الأولى : قولك (كان الشيخ مقبل -رحمة الله عليه- قلبه يتسع للمخالف من طلابه).
أقول : نعم هذا الشيخ مقبل يتسع قلبه للمخالف من طلابه الذي ما أحدث بدعاً من تأصيلات فاسدة ومن المنهج الأفيح ومن الطعن في بعض أكابر علماء السنة ومن ومن ومن .....، أمّا أنت فاتسع قلبك للمخالف من أهل البدع من أمثال ابني مرعي ومن تعصب لهما بالباطل والإطراء والاحتفاء بحيدر الريمي(*) وهو معرف أنه من أصحاب الجمعيات الحزبية ، واتسع أيضاً لأصحاب المساجد الحزبية التي تستقبلك عند إلقاء المحاضرات فيها ومن ومن .....، أما المخالف لك من أهل السنة لكونه انتقدك وبيّن شيئا من ضلالك بعد النصح والنصح لك فلم يتسع قلبك له ،كما قد حصل من العلامة الحجوري حفظه الله يوم أن انتقدك بعلم وبين هزلك العلمي أخذتَ تحاربه بكل وسيلة تارة باللمز والغمز وتارة بالاحتقار ووصفه بالولد وتارة بتأليب وتحريش المشايخ عليه وأخرى بالطعن ورميه بالكذب وهلم جرا من هذه الأباطيل، فلما لم يروج ذلك عند العقلاء وفشلت كل مخططاتك ورأى الناس صدق الرجل وظهور علمه وثباته وحنكته خصوصاً عند الفتن المدلهمة كفتنة الروافض الحوثة وجاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) وهو أخٌ لمحمد الإمام صاحب معبر.
التأييد له من الله في جهاد الروافض بفتاوى تعضده من علماء السنة المعتبرين كشيخنا المحدث ربيع المدخلي والشيخ العلامة الفوزان والشيخ العلامة عبد العزيز آل الشيخ والشيخ العلامة صالح اللحيدان والشيخ محمد بن هادي وغيرهم من أجلّة أهل السنة وانتشر صيته أكثر فأكثر لما حصل ذلك وخصوصاً بعد الجلسة الأخيرة عند الشيخ العلامة ربيع المدخلي التي عُقدت في بيته ونُكِست روؤس القوم وأُبطلت إبانتهم التي حُق لها أن تُسمى بالخيانة لما حصل ذلك مع ما في قلب الرجل من حقد وحسد ووو من أمراض القلوب أفطر كما يقال على بصلة ونطق لسانه الأثيم بالزور والبهتان فصرح بتبديع العلامة خليفة الإمام الوادعي رحمه الله كما تناقل الخبر غير واحد عبر شبكتهم البائرة المسماة (بالوحيين ) وحق لها أن تُسمى( بالوحلين ) ونص السؤال والجواب ما يلي :
يشاع عنكم أنكم كفرتم يحيى الحجوري؟ فأجاب:لم نكفره وإنما قلنا الحجوري مبتدع وعنده بدع كثيرة، وكان ذلك ليلة الاثنين26/محرم /1434هـ في عتق ،
إن الذي جرأ الرجل على ذلك لأنه رأى أن آخر ورقة كان يتمسح هو بها ومن معه ويحاولون جاهدين أن يدفدفونه على الشيخ يحيى هو شيخنا ربيع الخير ؛ فلما سلّم الله وصرح الشيخ ربيع بأن المشاكل بينه وبين الشيخ يحيى قد انتهت ما كان من الرجل إلا أن تلفظ بهذه الكلمة الخبيثة حتى يحافظ على من تبقى معه وممن تربطه بهم مصالح دنيوية كما يعلم ذلك جيداً ،
وحقيقة القول إن ذكر هذه المقالة تكفي في ردها ، والغريب أن كل من افتتن بفتنة العدني أصابه الهوس وأصبح لا يدري ما يخرج من رأسه كحال عبيد الجابري والوصابي ونحوهما ، نسأل الله السلامة والعافية وحسن الختام .
وعود على بدء فأقول : إن الناظر حقيقة في دعوة الشيخ مقبل ودعوة الوصابي ويقارن بينهما ليجد الفرق الشاسع والبون الكبير وهذا يعلمه من أنصف القول ونظر بعين الحق ،ويصدق على الدعوتين قول القائل :
سارت مشرقة وسرت مغربا ***شتان بين مشرق ومغرب
بل قول القائل :
ألم تر أن السيف ينقص قدره ***إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
ففرق كبير بين الدعوتين وبين الرجلين سواء في معاملة الطلاب أو في الفائدة العلمية أو من ناحية الاستقامة على المنهج السلفي أو من حيث الزهد في الدنيا وحطامها الفاني أو من حيث الشجاعة والصلابة في الحق أو من حيث الدروس العلمية أو من حيث ووو إلى آخره ، وهذا يعلمه مَن خبر الرجلين ، والله المستعان .
الوقفة الثانية : قولك (ويقدّم له ) .
أقول :أين تشجيعك لطلاب العلم الذين كانوا حولك في الحديدة، بل على العكس من ذلك تماماً ما يجدون إلا التحطيم والرمي لهم بأبشع التهم لمن بدأ يبرز إلا أن يكون تحت مظلتك ورضاك ،والله المستعان ،بل كما يقال إن فاقد الشيء لا يعطيه ،
وحقيقة القول إن القلب مليء ومليء ولكن ما ذُكر أراه كافياً إلا إذا ...........
وبعد :فخلاصة هذا الشريط الأثيم أن الرجل قلبه ممتلئ غيظا وحنقا على عالم اليمن وعلى أهل السنة سواء في دماج أو غيرها ؛ المهم أن كل من تناول شخصية سماحة الوالد !!! بالقدح أشهر الحرب عليه بشتى أنواعها وأساليبها ، ومن كان هذا شأنه لا يتناوله الاحترام والتقدير ، وأن من رضخ للرجل وملّس عليه ، على مذهب ، (طبطب وليّس تطلع كويّس ) فهذا الذي يتناوله التقدير والاحترام ولو كان على منهج غير سديد وقويم ، كحاله مع المرعيين ، وهذا الذي عليه منذر بخطر عظيم على حاله خصوصا والرجل على مشارف القبر ،
وأخيراً فإني أنصح لصاحبنا أن يتق الله في ألفاظه فإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل والله تعالى يقول { ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } ويقول { سنكتب ما قالوا } ويقول { وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم} ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: (أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ ». قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ. فَقَالَ « إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِى يَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِى قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِى النَّارِ ) رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
ولقد أحسن من قال :
ولا تفه بكلمة حتى ترى *** موقعها مستحسنا محررا
ثم على أصحاب الإبانة أصلحهم الله أن ينصحوا لسماحة والدهم أو يأخذوا على يديه ويُظهروا استنكارهم عليه والتبري من كلامه فهو محسوب عليهم بل يعتبر رأساً خفياً لهم ،
وعلى من كان حوله من الطلبة وبعض تجار العامة أن ينصحوا أيضاً له فإن استمر على ما هو عليه ننصح لهم شفقة به وبهم أن يتركوا الرجل وينظروا في صالح أمرهم وما يعود عليهم نفعه في الدنيا والآخرة ،علّ ذلك يكون له شفاء ؛ وكما يقال آخر العلاج الكي .
والحمد لله أولاً وآخراً,,,,,
قاله برأس القلم /
أبو عبد السلام حسن بن قاسم الحسني الريمي
إمام وخطيب مسجد الإمام الوادعي رحمه الله ،تعز – الحوبان
25/محرم /1434هـ
رابط تحميل الرسالة من الخزانة العلمية
منسقة بصيغة
وورد
وبي دي اف
أبو عبد السلام حسن بن قاسم الحسني الريمي
إمام وخطيب مسجد الإمام الوادعي رحمه الله ،تعز – الحوبان
25/محرم /1434هـ
رابط تحميل الرسالة من الخزانة العلمية
منسقة بصيغة
وورد
وبي دي اف
تعليق