لفت النظر
إلى أن تلبيسات
(الشيخ محمد بن عبدالوهاب الوصابي)
عائدة عليه بالضرر
إلى أن تلبيسات
(الشيخ محمد بن عبدالوهاب الوصابي)
عائدة عليه بالضرر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فلقد سمعت الليلة الماضية مقطعًا صوتيًّا للشيخ محمد بن عبدالوهاب الوصابي-أصلحه الله وألهمه رشده الذي كان له مركز في الحديدة ثم فشل فيه-، فما كنت أظن أنه سيندفع مثل هذا الاندفاع -خصوصًا- في هذا الوقت الذي يتكالب فيه أهل الرفض على أهل الحق، ويسعون جادين في حرف الناس إلى باطلهم، واستمالتهم إلى منهجهم وفكرهم: إما بالتلبيس، أو بالمال، أو بجلسة تخزينة، أو بثناء ومدح، أو بفتح أبواب الشهوات لهم على مصراعيه تحت مسمى: جيش المهدي، أو بغير ذلك.
ثم يأتي الشيخ الوصابي الذي له في الدعوة كذا وكذا فيتناسى ويتجاهل هذه المخاطر الذي تتجه إلى بلاد اليمن، وتستهدف دعاة التوحيد والسنة.
فما هو الدافع له ولأمثاله في الكلام على شيخنا الكريم العلامة يحيى بن علي الحجوري -حفظه الله- وطلابه النبلاء، وهم مقبلون على شأنهم ومنشغلون بما هو أنفع لهم وللمسلمين؟ أتدري لماذا؟
إنه الاحتراق الذي اعتراهم بما يرونه من انتشار الخير هنا وهناك، داخل اليمن وخارجه.
إنه الغيظ الذي ملأ قلوبهم من السكينة الحاصلة في أهل السنة في دار الحديث بدماج وغيرها.
إنه الحنق لما يرون من إقبال أهل السنة العجيب بدماج وغيرها هنا وهناك على طلب العلم، والدعوة، والتأليف، والتدريس، والدفاع عن أنفسهم وأعراضهم.
إنه التألم الشديد على انقباض الناس منهم، وعزوفهم عنهم.
إنها ترجمة لما حصل لهم من تقويم في مجلس الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله ورعاه-.
ومن باب التعاون في نصرة الحق وأهله، وإبطال تقولات المعادين له من أحزاب، أو فرق، أو طوائف، أو مرتزقة، وغيرهم، رأينا لفت النظر من غير كبير تعليق إلى ما في كلام الشيخ الوصابي من قلب الحقائق، والتشبع بما لم يُعط، والتناقض والتلبيس المفضوح، الذي ينكره العامي المحب للخير والسنة، فضلًا عن طالب علم أو عالم؛ لأنه كلام متهافت ينقض بعضه بعضًا، أردنا التنويه عليه ليبقى نصحًا له؛ لأن كلامه مما يضره ويضر المغرورين به لا غير. فأقول مستعينًا بالله:
الوقفة الأولى:
قوله: (أهل السنة سلميون، أهل السنة سلميون ... ناس مسالمون ما هم أصحاب شغب ولا أصحاب فتن ولا أصحاب بلاوي هذا عُرف عند الحزبيين وعند المبتدعين وعند الروافض والله المستعان، أما أهل السنة انظروا جاءت الفتن لم يخوضوا فيها. ولا يحتج محتج بفتنة الحجاورة، فيقول: نسمع منهم سبّاً وشتماً وهجراً، هذا يعتبر شذوذ [هكذا] في الأصل وما هو من منهج أهل السنة، في الأصل أهل السنة برآء من هذا، أهل السنة يتحملون المخالف لهم إذا كان هو من أهل السنة ويترفقون به ويحترمونه).
التعليق:
هذا الكلام فيه حق وباطل، أما الحق فقوله: «أهل السنة سلميون ... ما هم أصحاب شغب، ولا أصحاب فتن، ولا أصحاب بلاوي» ثم نسب هذه الأفعال إلى الحزبيين والمبتدعين والروافض.
وأما الباطل فعلى وجوه:
أحدها: أنه بعد أن نسب الفتن للمبتدعة، وأنهم لم يخوضوا فيها، نسب لأهل السنة والجماعة بدار الحديث بدماج وما تفرع منها في اليمن الخوض في الفتن. وذلك في قوله: «ولا يحتج محتج » إلخ. لأنه أتى به في مقابل ما تقدم، وهذا من الباطل والتلبيس.
فأي فتنة خاض فيها أهل السنة يا شيخ محمد؟!
أتعني: تحذير المسلمين من الثورات والمظاهرات؟
أم تعني: تحذيرهم من فتنة القتل والقتال على المناصب؟
أم تعني: نصح المسلمين بالحذر من الحوثيين؟
أم تعني: جهاد أهل السنة للحوثيين بأرض دماج وهم يدافعون عن أنفسهم ودارهم ودينهم؟
أم تعني: الرد عليكم في مواقفكم المختلفة في جهاد دماج وكتاف، أنت تقول: جهاد دماج فرض كفاية. والبرعي يقول: جهاد دفع، وأما الذي في كتاف جهاد طلب، وعليه فيلزم تكفير الحوثيين وأن بلاد صعدة بلاد كفر. والذماري يقول: هو قتال صحيح ولا يُسمى جهادًا. والإمام يقول: الذي في دماج جهاد دفع، وأنه لا يستحل دماء الرافضة.
أم تعني: التحذير من أهل البدع والحزبيات؟
ثانيها: نسبة هذه الأفعال إلى أهل السنة والجماعة –كذبًا وزورًا- حيث قال:
«أما أهل السنة» يعني: نفسه ومن على شاكلته «انظروا جاءت الفتن لم يخوضوا فيها ... ولا يحتج محتج بفتنة الحجاورة».
فاربط يا رعاك الله هذا بما سيأتي بعده، لتعرف أنه يلمح إجمالًا إلى أن دعاة التوحيد والسنة بدماج وغيرها -الذين يخالفونهم- جعلهم من أهل الشغب والفتن والبلاوي التي عند الحزبيين والمبتدعين والروافض، ثم يذكر تصريحًا القاسم المشترك بين دعاة السنة والتوحيد وبين الحزبيين والمبتدعة والروافض، الذي يُشَبِّه أهل الحق فيه بأهل البدعة، وهو:
ثالثها: قوله: «ولا يحتج محتج» يعني: عليهم بأنهم ليسوا سلميين، ولا أصحاب شغب إلى آخره «بفتنة الحجاورة، فيقول: نسمع منهم سبًّا وشتمًا وهجرًا» فانظر ما هو الذي أخرجنا بسببه من منهج السلف الصالح وقد عدَّه من شغب المبتدعة وفتنهم وبلاويهم.
ويوضحه قوله بعدها: «إنما نبهت بهذا التنبيه حتى لا يقول قائل: كيف تقولون دعوة أهل السنة سلمية، ودعوة مسالمة، ودعوة رحمة، ودعوة خير وبركة، ونحن نسمع من الحجاورة ما يندى له الجبين».
قلت: فلو فرضنا أن نفرًا من أهل السنة وقعوا في السب والشتم والهجر أيخرجون به من دائرة السنة، ويُشبهون بالروافض والحزبيين والمبتدعة يا صاحب الرفق والعدل؟! بالأمس القريب في اجتماع الفيوش تقول: الخلاف يسير. واليوم: بدع ومحدثات وبلاوي وشذوذ والإسلام بريء منهم وهكذا السنة والمنهج السلفي، ما هي المستجدات التي جعلتكم تقولون هذا يا فضيلة الوالد؟!
رابعها: رميه أهل السنة بأنهم أهل سب وشتم، ثم يصفهم بقوله: (أهل شغب) (أهل فتن) (أهل بلاوي) (أهل شذوذ) (الحجاورة) (فرقة الحجورية) (الفرقة الشاذة) (العمل المشين) (الإسلام بريء من هذه المعاملة الشرسة) (خارجون عن المنهج السلفي) (فعلهم يمثل أنفسهم فقط، لا يمثل الإسلام ولا القرآن ولا السنة ولا المنهج السلفي، ولا دعوة أهل العلم)؟! وفي أشرطة أخرى يصفهم بأنهم: (نمامون) (جراحون) (جلادون) (ظلمة) (أصحاب نفس غريب) فماذا يسمى هذا؟!
وهكذا قول جليسك الحميم الذي برمجت الفتنة أنت وهو عبدالرحمن العدني: (أقسم بالله العظيم أنني لا أعرف منذ طلبت العلم إلى الآن أحدًا ممن يُنسب إلى العلم والصلاح أشدّ فجورًا في الخصومة، وحقدًا، وأعظم كذبًا، ومراوغة، ومكرًا، من يحيى بن علي الحجوري).
وهكذا قول من تشيد به وهو عبيد الجابري: (سليط اللسان) (فاحش القول) (ما يرعى حرمة أحد) (محروم الحلم والحكمة) (مبتدع) (نشأة الحجوري سوقية) (طعان) (كذاب) (حول مركز دماج إلى مركز بدع ومحدثات ووقاحات) إلخ .
خامسها: وصفه أهل السنة بأنهم أهل هجر كما في أكثر من موضع من كلمته، وهذا يذكرنا بأبي الحسن الذي يأمر بالهجر ثم يرمي أهل السنة بذلك.
يا شيخ محمد من الذي كان يسعى بالتحريش والتفريق بين أهل السنة؟
يا شيخ محمد من الذي كان يملأ قلوب الطلاب بأن فلانًا وفلانًا من العلماء جواسيس؟
يا شيخ محمد من الذي حرَّم على أصحاب الباصات نقل الطلاب إلى دماج؟
يا شيخ محمد من الذي حذر من الدراسة في دماج؟
يا شيخ محمد من الذي كان يمنع أهل السنة من إقامة المحاضرات بسبب أنهم يحزبون عبدالرحمن العدني؟
كل هذا تعمله يا شيخ محمد أنت، أو عبدالرحمن، أو عبيد، أو غيركم، ثم ترمون البريئين بأنهم أهل هجر وسب وشتام، نعوذ بالله من التلبيس المضر بأهله.
سادسها: اتهامه لأهل السنة والجماعة بأنهم أهل شذوذ عن منهج أهل السنة بسبب ما يسميه: «سبًّا وشتمًا»، وكأنه بريء مما رمى به أهل السنة.
وإنه ليذكرني بأخيه أبي الحسن المصري الذين كان يسب فعلًا أهل السنة ويشتمهم ثم يقول: «ما معهم إلا السب والشتم» نعوذ بالله من تقليب الحقائق.
ما شاء الله يا شيخ محمد سبكم وشتمكم وتنابزكم بالألقاب لدعاة التوحيد والسنة: سنة وعبادة ودين ومسالمة ويمثل الإسلام، ويمثل السنة، ويمثل المنهج السلفي! والله ما هذا التباكي إلا بسبب ما رأيتموه بأعينكم من ترك الناس لكم، وإلا فأنت أول من حفر ومكر كما بينت ذلك في مقالٍ لي بعنوان: (الإيضاحات النيرة بمواقف الشيخ الوصابي المتغيرة) وهو منشور بحمد الله على شبكة العلوم السلفية الخالية من المجاهيل وأهل الردود الخلفية.
سابعها: أنه ينسب لنفسه وذويه أنهم أهل تحمل وترفق، وأن أهل السنة والجماعة الذين يلمزهم ليسوا كذلك فقال: «أهل السنة يتحملون المخالف لهم، إذا كان هو من أهل السنة، ويرفقون به ويترفقون به، ويحترمونه». وهذا الكلام مع ما فيه من ركة في التعبير فهو أول المخالفين له، كما شَرَحَتْه جلساته السرية والخاصة بالدعاة هنا وهناك في عام 1428هـ، بل وفي تصريحاته المعلنة في عام 1429هـ، كما بيناه في «الإيضاحات النيرة».
الوقفة الثانية:
قوله: (حصل خلاف بين الصحابة، وبين العلماء، وبين الأئمة، لو تقرأ أنت مثلًا في مذهب الشافعي -رحمة الله عليه-، أو الإمام مالك، أو أحمد، أو أبو حنيفة، فيه خلافات فقهية بينهم اجتهادية، مع وجود الاحترام والتقدير، لا سباب ولا لعان ولا شتام، ولا مهاجرة، ولا مقاطعة، ولا ملازم، ينزلونها ضد بعضهم البعض أبدًا، هذا لا وجود له في التاريخ، لم يوجد إلا في هذه الفرقة فرقة الحجاورة، والسنة بريئة منها، إي والله السنة بريئة من هذا كل البراءة).
التعليق: هذا الكلام عليه عدة مؤاخذات:
أولها: قوله: (حصل الخلاف ...إلى قوله: لا وجود له في التاريخ) نعم حصل الخلاف، لكن نفي حصول ما يسميه: (سباب، لعان، شتام، مهاجرة، ملازم) وأنه لا وجود له في التاريخ إما كذب أو جهل، ومن قرأ كتب التاريخ أو كان له أدنى اطلاع عرف بطلان ما ادعاه. والعجب أنهم يحتجون بتلك الوقائع في عدم تحزيب عبدالرحمن العدني ومن إليه كسابقيهم.
ثانيها: قوله بأنه لم يحصل بين المتقدمين سباب ولا لعان إلخ ليس هذا على إطلاقه؛ لأنه قد حصل بين بعض الأقران لحظ النفس، وحصل أيضًا من بعض العلماء الذين عُرف منهم التعصب لمذاهبهم، وهذا لا ينكره إلا جاهل أو مكابر.
وانظر على سبيل المثال ترجمة الإمام الشافعي-رحمه الله- من سير أعلام النبلاء (10/5) ليتضح لك صدق ما أقول، ولولا مخافة التطويل لذكرت جملة من ذلك.
وانظر أيضًا: كتاب شيخنا الإمام الوادعي-رحمه الله- «نشر الصحيفة في ذكر الصحيح من أقوال أئمة الجرح والتعديل في أبي حنيفة» ولقد استفدت في أخذ جملة منه راجعها إن شئت في مقال لنا نشر على شبكة العلوم بعنوان: «البيان المفيد لما أصله ونقضه عمليًّا شيخنا عبيد».
وانظر: قصيدة ابن المبارك وشدته فيها على ابن علية لما ولي أموال الصدقات، من سير أعلام النبلاء (8/411-412).
ثالثها: قوله: (لا سباب، لا لعان، ولا مهاجرة، ولا ملازم) كرره في أكثر من موضع، وقد تقدم أنهم أهلها وأصحابها، وأول الفاعلين لها.
وليعلم: أن كتابة: (الملازم) في بيان أحوال الحوثيين الروافض المعتدين، أو الصوفيين، أو الخوارج وأصحاب القاعدة، أو الحزبيين كالإخوان المفلسين والتبليغ والسروريين والحسنيين وهكذا ما يصيح منه ويتألم يعتبر واجبًا كفائيًّا؛ لأنه أمر بالمعروف ونهي عن منكر، وقد أمر الله به فقال: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران/104]. وأبان فضله بقوله: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ [آل عمران/110]، وقوله: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ الله وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ الله﴾ [التوبة/71].
والنبي ﷺ يقول فيما رواه الإمام مسلم من حديث أبي رقية تميم بن أوس-رضي الله عنه-: «الدين النصيحة» قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم».
والله سبحانه يقول: ﴿وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِين﴾ [الأنعام/55].
وأما احتراقهم من الملازم والتهابهم منها فالسبب هو: أن الملازم الصادرة من دار الحديث السلفية بدماج أبانت باطلهم، وعرَّفت كثيرًا من المتجردين للحق مكرهم وتعصبهم للهوى، بدلائل وبراهين، فنفروا عنهم وابتعدوا منهم.
عجبًا لك يا شيخ محمد الملازم ليست من منهج السلف، وأنت تشيد في عام 1427هـ برد سعد النزيلي –الذي هو من أصحاب أبي الحسن- في رده على كتاب شيخنا العلامة يحي –حفظه الله ورعاه- «الصبح الشارق».
وتشيد بردود المجاهيل بالملازم المبتورة على شيخنا يحيى –حفظه الله-.
وتشيد بمقالات عبيد الجابري في شيخنا يحيى وتقول: مزيدًا مزيدًا يا شيخ عبيد.
عجبًا لك يا شيخ محمد الملازم ليست من منهج السلف، وأنت لك ملازم في أبي الحسن، وكنت تشجع الطلاب على الرد على أبي الحسن.
ماذا تقول في الملازم التي كُتبت في أبي الحسن المصري؟ سواء ملازم شيخنا العلامة أحمد النجمي، أو العلامة ربيع أو العلامة الحجوري وغيرهم من العلماء.
بل ماذا تقول في كتب شيخنا الإمام الوادعي-رحمه الله- والتي أغلبها ردود على الحزبيين من طلابه والذين كانوا على سنة بداية أمرهم ثم انحرفوا، ودافعت عنهم فترة ثم انكشف لكم الأمر؟ ككتاب (المصارعة) و(قمع المعاند) و(غارة الأشرطة).
وماذا تقول في الملازم التي في السرورية –الذين كفرتهم ثم تراجعت-؟.
وماذا تقول في الملازم التي كتبت في العودة وسفر والقرني، سواء للشيخ العلامة ربيع –حفظه الله ورعاه- أو لغيره؟
وماذا تقول في الملازم المنشورة في شبكة الوحلين في دعاة التوحيد والسنة بدار الحديث السلفية بدماج؟ أو لعلك تنتقد الملازم المدبسة أم المجلدات فلا!!!
ملازم شيعتك سنة وعبادة ومنهج سلفي، وملازمنا في عبدالرحمن العدني -الذي أحدث القلقة ومن تعصب له- بدعة ومحدثة عصرية، وتفرح الكفار؟! وأنها ما تمثل الإسلام ولا السنة ولا المنهج السلفي، ما هذه المكاييل المختلفة؟ وما هذه المغالطات المدبلجة؟ أو أنكم في الطريق إلى تطبيق المنهج الواسع الأفيح المؤصل في (إبانتكم)؟!
الوقفة الثالثة:
قوله: (كان يحصل خلاف بين علي بن المديني وبين يحيى بن معين هذا يوثق هذا وهذا يضعفه، ما كان يحصل على هذا ولاء وبراء، وتشهير، وملازم توزع، وسباب وشتائم، وهجر ومقاطعة، لا يوجد له مثيل في التاريخ قط، هي بدعة عصرية حجورية شاذة، الإسلام بريء منها الإسلام بريء من هذه المعاملة الشرسة، السنة بريئة كل البراءة)، وقوله: (فإذا اختلفنا: فلان حزبي أو ما هو حزبي، فلان ضعيف أو ثقة، الأمر الفلاني مستحب أو واجب ...، الخلاف يسعنا جميعاً، مع وجود الاحترام مع وجود التقدير).
التعليق: أما قوله بأنه كان يحصل الخلاف بين الأئمة من قبل ولا يحصل ولاء ولا براء إلخ أتدري لماذا؟ لأنهم كانوا متجردين للحق، وعلماء بصدق، ما عندهم في الظاهر كلام، وفي الباطن والمجالس السرية كلام، ما كان يعارض أحدهم الآخر بأنه ما يضبط الحزبية، أو بأنه سباب شتام، وأنه سوقي، وأن الإسلام بريء منه وكذا السنة، وهكذا ما كانت عندهم اجتماعات خاوية لأجل ذلك، وإنزال بيانات فلان مصيب وفلان مخطئ، وإنما كان الواحد منهم يتكلم بما يقربه إلى الله من غير لمز ووخز، وكيد ومكر، وتحريش وتلفيق خلافًا لحالكم وما تدندنون به وللأسف.
وأنا أذكر لك كلامًا موجزًا حتى تعرف الفرق بينكم وبين العلماء المتقدمين وهو: أن شيخنا العلامة يحيى الحجوري –حفظه الله وبارك فيه- تكلم على مجموعة من طلابه بعد نصحه لهم المرة بعد المرة، وصبره عليهم، وتوصية طلابه بغض الطرف والتحمل –ولله دره- فلما رأى تماديهم في الباطل وأنهم يفسدون ولا يَصلحون طردهم حسمًا لمادة الفتنة، فإذا بكم وبأمثالكم مَنْ ينتقد فعل شيخنا –حفظه الله- بل ويزدريه، ويشنع عليه، وما زيارتك الأخيرة لدماج عنا وما قلت فيها ببعيد.
ألا تذكر جولتك في اليمن وأنت تكرر في المجالس الخاصة بوادي حضرموت انتقادك لشيخنا، وتحث بل تأمر بترك أشرطته، وبمجانبة ملازمه ومقالاته، وأنها ترمى في صحراء مأرب؟!
ألا تذكر أول ما شنع به عبيد الجابري على شيخنا الكريم-حفظه الله- وأنه كان حول الجامعة الإسلامية؟ فمن الذي إذًا لا يتحمل الخلاف السائغ، ويتدخل فيما لا يعنيه، ويشهر، ويسب ويشتم بغير حق، ويكتب الملازم نصرة لهواه؟! ويسعى في سحب المساجد من أيدي طلاب العلم الثابتين المستفيدين، ويمنع الآخرين من المحاضرة فيه؟!
ومن الذي ألزمكم بتحزيب عبدالرحمن العدني ومن إليه وضيَّق عليكم؟! الجواب: لا أحد، وإنما طُلِب منكم الإقرار بأنه هو سبب الفتنة والقلقة في دار الحديث بدماج لا غير –خصوصًا- بعد إقراركم بذلك في مجلسكم الخاص، بل قد سمعت محمد بن عبدالله السهلي الملقب بالإمام يقول: خرجنا من الاجتماع –الذي كان في شعبان عام 1427هـ بدماج- على أن عبدالرحمن يعتذر أمام الطلاب فلم يفعل، وهذا مسجل بصوته.
وقال لي في جلسة خاصة في ربيع الأول بعام 1429هـ: هم الذين بدأوا بالفتنة.
فلماذا لا تصرحون بهذا، وتريحون أنفسكم وتريحون أهل السنة؟ أَمَا اعتبرتم بمواقفكم المتعبة في زمن شيخنا الإمام الوادعي-رحمه الله- في فتنة جمعية الحكمة والإحسان، هو ينصح ويحذر، وأنتم تلتقون معهم في معبر! حتى قال: (وإخواننا الذين اجتمعوا معهم في معبر مغفلون، فهل نسوا أننا قد اجتمعنا معهم في دماج وكتبنا معهم ورقة وخرج شريط بعنوان: «تمام المنة في اجتماع أهل السنة»؟ وهل نسوا عند أن أتى إليّ عقيل وأنا في تعز وقال: يا أبا عبدالرحمن أنا لا أخالفك. ثم مشى معي في بقية الرحلة، ثم قام وقال: أنا قد خرجت من جمعية الحكمة. فأقول: إنّهم إذا رأوا أنفسهم قد احترقوا، قالوا: نريد اجتماعًا. فنحن برآء من هذا الاجتماع الفاشل وسيصبح: «فسوة سوق» وما له ثمرة. نحن نطالبهم أن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى، وأن يرجعوا إلى إخوانهم أهل السنة. اهـ من تحفة المجيب (ص354).
الوقفة الرابعة:
قوله: (ففعل الحجوري ومن تعصب له من طلابه لا يمثل الإسلام، ولا يمثل السنة، ولا يمثل المنهج السّلفي، ومن قال: بأنه يمثل الإسلام فقد اتهم الإسلام، اتهمه بالشدة والغلظة والعنف، وأنه يسب الناس، ويلعن الناس، ويهجر الناس، ويقاطع الناس، واتهم الإسلام بكل بلية، ومن قال: إن فعله يمثل المنهج السلفي فقد اتهم المنهج السلفي وظلمه، ومن قال: بأن فعله يمثل السنة فقد اتهم السنة وظلمها، فهذا والله لا يمثل إلا نفسه فقط).
التعليق: هذا الكلام عليه عدة مؤاخذات:
أحدها: أن قولك بأن ما قام به شيخنا يحيى وطلابه من النصح لعبدالرحمن العدني وشلته لا يمثل الإسلام ولا السنة ولا المنهج السلفي، يحتاج منك إلى تدليل، وحيث أنك عاجز عن ذلك لم تذكر إلا هذرمة وتخرصات.
بالأمس لما كانت ملازمهم ومقالاتهم في أناس اتضح لكم شرهم كأبي الحسن وافقتم على كتابتها ونشرها، وكانت –آنذاك- تمثل الإسلام والسنة والمنهج السلفي، وكانت دار الحديث بدماج من يحاربها فهو يحارب الإسلام، ومن يتكلم في شيخها يحيى الحجوري فهو حاسد حاقد صاحب هوى؛ لأنه لم ينتج مثل ما أنتج، وأن حاله كمن يضرب الصخرة برأسه فيتحطم رأسه والصخرة كما هي.
أنسيت كلامك هذا المسجل بصوتك في أسئلة أهل المعلا بعدن؟!
ونحو هذا كلامٌ لعبدالرحمن العدني قد نشر في الموقع المسمى: (موقع علماء اليمن). هذا وهما يعترفان بشدته في الحق، وغيرته على السنة.
فما حرفهم عن هذا الذي كانوا يقولونه، إلا نصحه وانتقاده لهم بحق ودليل، فلما تمادوا وعاندوا وأصروا على باطلهم، وبث الفرقة والفتنة حصل ما حصل مما تعرفون وتلمسون، وتتباكون عليه.
ثانيها: أن قولك بأن من قال: إن فعلهم يمثل الإسلام فقد اتهم الإسلام...الخ فهذا لفرط جهلك أو مكابرتك، هل صرت تقول بأن الشدة والغلظة في بابها ليست من الإسلام، وأن جرح من يستحق الجرح يُسمى سبًّا وشتمًا ولعنًا؟!
قال الإمام ابن باز-رحمه الله- في مجموع فتاويه (3/203-205):
ولا شك أن الشريعة الإسلامية الكاملة جاءت بالتحذير من الغلو في الدين، وأمرت بالدعوة إلى سبيل الحق بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، ولكنها مع ذلك لم تهمل جانب الغلظة والشدة في محلها حيث لا ينفع اللين والجدال بالتي هي أحسن، كما قال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ﴾، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾، وقال تعالى: ﴿وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ﴾ الآية، فشرع الله سبحانه لعباده المؤمنين الغلظة على الكفار والمنافقين حين لم تؤثر فيهم الدعوة بالحكمة واللين.
والآيات وإن كانت في معاملة الكفار والمنافقين دالات على أن الشريعة إنما جاءت باللين في محله حين يرجى نفعه. أما إذا لم ينفع واستمر صاحب الظلم أو الكفر أو الفسق في عمله، ولم يبالِ بالواعظ والناصح، فإن الواجب الأخذ على يديه ومعاملته بالشدة، وإجراء ما يستحقه من إقامة حد، أو تعزير، أو تهديد، أو توبيخ، حتى يقف عند حده وينزجر عن باطله. ولا ينبغي للكاتب وغيره أن ينسى ما ورد في هذا من النصوص والوقائع من حين بعث النبي ﷺ إلى عصرنا هذا.
وما أحسن ما قاله الشاعر في هذا المعنى:
دعا المصطفى دهرًا بمكة لم يجب .... وقد لان منه جانب وخطاب
فلما دعا والسيف صلت بكفهِ ....له أسلموا واستسلموا وأنابوا
فلما دعا والسيف صلت بكفهِ ....له أسلموا واستسلموا وأنابوا
جمع الشريعة بين الشدة واللين كل في محله.
والخلاصة:
أن الشريعة الكاملة جاءت باللين في محله، والشدة في محلها، فلا يجوز للمسلم أن يتجاهل ذلك، ولا يجوز أيضًا أن يوضع اللين في محل الشدة، ولا الشدة في محل اللين، ولا ينبغي أيضا أن ينسب إلى الشريعة أنها جاءت باللين فقط، ولا أنها جاءت بالشدة فقط، بل هي شريعة حكيمة كاملة صالحة لكل زمان ومكان ولإصلاح جميع الأمة، ولذلك جاءت بالأمرين معًا، واتسمت بالعدل والحكمة والسماحة، فهي شريعة سمحة في أحكامها وعدم تكليفها ما لا يطاق، ولأنها تبدأ في دعوتها باللين والحكمة والرفق، فإذا لم يؤثر ذلك وتجاوز الإنسان حده وطغى وبغى أخذته بالقوة والشدة، وعاملته بما يردعه ويعرفه سوء عمله. اهـ ثم ذكر دليل كل واحد من الأمرين.
ثالثها: قولك بأن من قال: بأن فعلهم يمثل الإسلام ... فقد اتهم الإسلام بكل بلية. فيه غلو وإجحاف وبُعْدٌ عن العدل والإنصاف الذي تدندن به في كلمتك ولعله يكفيك في زجرك عن مثل هذه الإطلاقات قولك: (لابد أن يوسع الداعي إلى الله والعالم باله وعقله وفكره ويتسع عقله للجميع مادام في حدود الكتاب والسنة، يتعامل بعدل، من كان في إطار أهل السنة لهم مكانتهم، من كان خارج عن أهل السنة وصار من الصوفية أو صار من الأشاعرة أو من الروافض لهم شيء يخصهم، ما ننزل الناس كلهم منزلة واحدة، سني يخالفك في مسألة فتنزله منزلة الروافض، هذا ليس من العدل، ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾، ﴿وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾).
رابعها: قولك: بأنه اتهم الإسلام بكل بلية. فيه إطلاق كما لا يخفى يدخل فيه الشرك والنفاق والردة والزنا واللواط ... فلا بد من مراجعة مثل هذا الكلام، والحرص على ضبط الألفاظ، وعدم الغلو والمجازفة، وهذا يدلك على شدة التحامل والظلم الذي ابتليتم به، ألا تتذكر قول الله تعالى: ﴿ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد﴾.
الوقفة الخامسة:
قولك: (وكما سمعتم الاختلاف الذي حصل بين الملائكة، بين ملائكة الرحمة وبين ملائكة العذاب، اختلفوا في قبض روح ذلك الرجل الذي قتل مائة نفس، ... فملائكة العذاب قالوا: لم يعمل خيراً قط نحن أحق بقبض روحه، قتل مائة نفس، ولم يعمل خيراً قط، ملائكة الرحمة قالوا: قد جاء تائباً إلى الله ومن تاب تاب الله عليه والتوبة تهدم ما كان قبلها، اختصموا، لكن ما كان بينهم سباب ما كان هؤلاء يسبون هؤلاء، وهؤلاء يسبون هؤلاء ولعن وهجر ومقاطعة ومدابرة ومهاجرة ولا سلام ولا كلام، ولا قال ملائكة العذاب لملائكة الرحمة: أنتم مميعون، ما قالوا: أنتم مميعون كيف تقبلون مثل هذا، الذي قتل مائة نفس ما قالوا له: أنتم مميعون، والله لو تطلعوا إلى المريخ للحقناكم إلى هناك، ما فيه إلا نحن نقبض روحه، الأدب موجود بينهم والاحترام والتقدير ... وأرسل الله لهم ملكاً في صورة رجل حكم بينهم، ما قالوا: ما نقبل حكمه، نقبل حكم واحد، ليش نحن ما نفهم، نحن ما نعقل، نحن ما نفقه، واحد يقول الكلام هذا، حكم بينهم وانفصل، الموضوع انتهى لا سنة ولا سنتين ولا ثلاث ولا خمس ولا ست سنين ولا سبع مقاطعة، ومهاجرة، ومساببة، وملاعنة، ومضاربة).
التعليق: الحق أن إيراد مثل هذا الحديث، والاستدلال به هنا على ما تريد مجانب للصواب، بل ويدعو إلى العجب، قد ذكرتَ كل الأدلة وما بقي معك إلا هذا.
ولا بأس أن نعلق على هذه الاستنباطات المذهلة! وذلك من أوجه:
أحدها: قولك: (لكن ما كان بينهم سباب ... ولعن وهجر ومقاطعة ومدابرة ...) الخ توسع في أمر غيبي لا دليل معه يؤيده أو ينفيه، فالله أعلم.
ثانيها: قولك: ما قالوا: أنتم مميعون. ممكن يقال له على فهمه ولا قال ملائكة الرحمة: أنتم متشددون، أنتم غلاظ جفاء عنيفون، أنتم حدادية، أنتم حجاورة!!
ثالثها: قولك: وأرسل الله لهم ملكًا في صورة رجل حكم بينهم ما قالوا: ما نقبل حكمه ... نحن ما نفقه. يا شيخ محمد هذا ملَكٌ أرسله الله وهم لا يعصون الله ما أمرهم، فلماذا يتجنبون حكمه؟ فهل تنزلون أنفسكم منزلة هذا الملك؟
أتريد من وراء هذه الاستنباطات الهزيلة الوصول إلى أنكم حَكَمٌ في القضية فَلَمْ نقبل؟
أنسيت أنك حولتها للقضاء، وقلت: بأننا في دولة مسلمة نذهب إلى المحاكم، ما هذا الخلط يا شيخ محمد –أصلحك الله-.
رابعها: قولك: حَكَمَ بينهم وانفصل الموضوع انتهى لا سنة ولا سنتين ...الخ هذا رد عليكم يبين أن ما حصل من فرقة كانت بسبب تلاعبك أنت وأمثالك، الملَك-عليه السلام- حكم بين الطائفتين فتم تنفيذ الحكم مباشرة، وأنتم في شعبان عام 1427هـ خرجتم أن عبدالرحمن العدني يعتذر أمام الطلاب حتى تنتهي الفتنة، فهل نفذ الحكم؟ وهل ألزمتموه بالاعتذار مباشرة؟ أم جعلتموها مطلقة لتلاعبه وتلاعبك، فاستحِ يا شيخ محمد وأنت تورد الحديث وتشرحه على ما يحلو لك، ويوافقك، ويُسِرُّ من حولك هذا تلاعب بالأدلة.
الوقفة السادسة:
قولك: (كان الشيخ مقبل -رحمة الله عليه- قلبه يتسع للمخالف من طلابه، كان الشيخ يرى شيء، طالبه يرى شيء آخر، ومع هذا الشيخ يقدم للطالب، ما يقول: لا، أنا عندي أن هذا الراوي ضعيف وأنت ترى أنه حسن، خلاص أنت مطرود، أنت أنت ما، يقدم له ويشجعه ويحب من خالفه إذا كان في إطار المسائل الاجتهادية).
التعليق: نقول: صدقت وهذا عين ما رأيناه ولمسناه من شيخنا الإمام الوادعي-رحمه الله-، وهكذا هو عين ما رأيناه ونراه ولمسناه وننلمسه من شيخنا العلامة يحيى الحجوري-حفظه الله-، يشجع الطالب، ويحبه ولو خالفه فيما يسوغ فيه الخلاف، لا كحالك، فمن خالفك أو بدأ يبرز في الدعوة أقمت عليه حظر التجول! وجعلت له جلسة محاكمة: عندك! وعندك! وعندك!، فإن نفع هذا التعامل معه في محاصرته وإلا رميته بالجوسسة، والله المستعان.
هذه مذاكرة يسيرة على الطريق مع الشيخ محمد بن عبدالوهاب –أصلحه الله ووفقه إلى طريق الرشد والسداد-، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
كتبه:
أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن باجمال
ليلة الثلاثاء العشرين من شهر محرم عام 1434هـ
رابط تحميل الرسالة من الخزانة العلمية
رابط الجزء الثاني
تعليق