اجْتِمَاعاتُ أَهلِ السُّنَّةِ سَلَفَيَّةٌ أَثَرِيَّةٌ
قرأها وراجعها شيخنا أبو بلال الحضرمي حفظه الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأها وراجعها شيخنا أبو بلال الحضرمي حفظه الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ جَامِعِ الشَّتَاتِ وَمُحْيِي الْأَمْوَاتِ , و أَشْهَدُ أن لاَ إلَهَ إلَّا اللَّه , وَحْدهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ , شَهَادَة تَكْتُبُ الْحَسَنَاتِ , و تَمْحُو السَّيِّئَاتِ , وَتُنْجِي مِنْ الْمُهْلِكَاتِ , وَأَشْهَدُ أَنَّ محمداً عَبْدُهُ و رَسُولُهُ الْمَبْعُوثَ بِجَوَامِعِ الْكَلِمَاتِ , الْآمِرَ بِالْخَيْرَاتِ , النَّاهِي عَنْ الْمُنْكَرَاتِ ، صَلَّى اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِ , وَعَلَى آلِهِ و صَحبِهِ صَلَاةً دَائِمَةً بِدَوَامِ الأَرْض وَالسَّمَاوَاتِ .
أَمَّا بَعدُ:
فَهَذِهِ كَلِماتٌ أُبَيِّنُ فيها مَشروعِيَّةَ الاجْتِمَاعاتِ التي يُقِيمُها أهلُ السنَّةِ، فأسأل الله الإعانة والسداد .
بَوَّبَ الإمامُ البخاريُّ : في صَحِيحِهِ [بَابُ مَنْ جَعَلَ لِأَهْلِ العِلْمِ أَيَّامًا مَعْلُومَةً]
قَال الحافِظُ : في ( الفتح ) (1/ 164): (وَكَأَنَّهُ أَخذ هَذَا من صَنِيع بن مَسْعُودٍ فِي تَذْكِيرِهِ كُلَّ خَمِيسٍ أَوْ مِنِ اسْتِنْبَاطِ عَبْدِ اللَّهِ ذَلِكَ مِنَ الْحَدِيثِ الَّذِي أوردهُ)، ثم سَاقَ بِسَنَدِهِ إلى أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُذَكِّرُ النَّاسَ فِي كُلِّ خَمِيسٍ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَوَدِدْتُ أَنَّكَ ذَكَّرْتَنَا كُلَّ يَوْمٍ؟ قَالَ: (أَمَا إِنَّهُ يَمْنَعُنِي مِنْ ذَلِكَ أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُمِلَّكُمْ، وَإِنِّي أَتَخَوَّلُكُمْ بِالْمَوْعِظَةِ، كَمَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَوَّلُنَا بِهَا، مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا)
قَال الحافِظُ : في ( الفتح ) (1/ 163): (وَيُسْتَفَادُ مِنَ الْحَدِيثِ اسْتِحْبَابُ تَرْكِ الْمُدَاوَمَةِ فِي الْجِدِّ فِي الْعَمَلِ الصَّالِحِ خَشْيَةَ الْمَلَالِ وَإِنْ كَانَتِ الْمُوَاظَبَةُ مَطْلُوبَةً لَكِنَّهَا عَلَى قِسْمَيْنِ إِمَّا كُلَّ يَوْمٍ مَعَ عَدَمِ التَّكَلُّفِ وَإِمَّا يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ فَيَكُونُ يَوْمُ التَّرْكِ لِأَجْلِ الرَّاحَةِ لِيُقْبِلَ عَلَى الثَّانِي بِنَشَاطٍ وَإِمَّا يَوْمًا فِي الْجُمُعَةِ وَيَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْأَحْوَالِ وَالْأَشْخَاصِ وَالضَّابِطُ الْحَاجَةُ مَعَ مُرَاعَاةِ وُجُودِ النَّشَاطِ وَاحْتمل عمل بن مَسْعُود مَعَ اسْتِدْلَالِهِ أَنْ يَكُونَ اقْتَدَى بِفِعْلِ النَّبِيِّ ص حَتَّى فِي الْيَوْمِ الَّذِي عَيَّنَهُ وَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ اقْتَدَى بِمُجَرَّدِ التَّخَلُّلِ بَيْنَ الْعَمَلِ وَالتَّرْكِ الَّذِي عَبَّرَ عَنْهُ بِالتَّخَوُّلِ وَالثَّانِي أَظْهَرُ وَأَخَذَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ مِنْ حَدِيثِ الْبَاب كَرَاهَة تَشْبِيهِ غَيْرِ الرَّوَاتِبِ بِالرَّوَاتِبِ بِالْمُوَاظَبَةِ عَلَيْهَا فِي وَقْتٍ مُعَيَّنٍ دَائِمًا وَجَاءَ عَنْ مَالِكٍ مَا يُشْبِهُ ذَلِكَ)
وَقَولُهُ رحمه الله : (وَاحْتمل عمل بن مَسْعُود مَعَ اسْتِدْلَالِهِ أَنْ يَكُونَ اقْتَدَى بِفِعْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى فِي الْيَوْمِ الَّذِي عَيَّنَهُ) يُبَيِّنُ : أنَّ فعل ابنِ مسعودٍ رضِي الله عنه وتَعيِيْنَهُ إنَّما هو استِنَاداً لِفِعلِ النبي صلى الله عليه وسلم؛ وَلِذلك قالَ ابنُ بَطَّالٍ رحمه الله : في ( شرح البخاري ) (1/ 154): (وفى حَديثِ عبدِ اللهِ: ما كانَ عليهِ الصحابَةُ مِن الاقْتِدَاء بالنبى صلى الله عليه وسلم والمحافَظَةِ على اسْتِعمال سُنَنِهِ على حَسَبِ معايَنَتِهِم لها منه، وتَجَنُّبِ مُخالَفَتِهِ لِعلمِهِم بما في مُوافَقَتِهِ مِن عَظيمِ الأَجرِ، وما في مُخالَفَتِهِ مِن شَدِيدِ الوَعيدِ وَالزَّجرِ)
بَل عُدَّ هذا مَنقَبَةً لابنِ مسعود رضِي الله عنه قال الحافظ رحمه الله : (11/ 228): (وَفِيهِ مَنْقَبَةٌ لِابْنِ مَسْعُود لمتابعته للنَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَمُحَافَظَتِهِ عَلَى ذَلِكَ)، وَمِن مُتابَعَتِهِ رضِي الله عنه تعيينُ يومِ الخميسِ وتخصيصها بالموعظة.
وَيَشهَدُ لِذلك ما ذَكَرَهُ الخطيب البغدادي : في ( الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ) (2/ 53) تحت [بَابُ إِمْلَاءِ الْحَدِيثِ وَعَقْدِ الْمَجْلِسِ لَهُ] وَذَكَرَ تَحتَهُ فُصولاً ومنها [مَنْ كَانَ يَعْقِدُ الْمَجْلِسَ فِي يَوْمِ الْخَمِيسِ] فقال رحمه الله: أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ الْقَاضِي، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَبُو بَكْرٍ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا شُعْبَةُ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «أَنَّهُ كَانَ يَقُومُ كُلَّ خَمِيسٍ فَيُحَدِّثُهُمْ».
قلت: وإِسنادُهُ حَسَنٌ؛ لِأَجْلِ (الحسن بن الحسن أبي القاسم) فَقَد وَصَفَهُ الخطيبُ في ( تاريخة ) (7/ 315) بقوله: (كَتَبْنَا عنه وكان صَدوقاً ضابِطًا، صحيحَ النقلِ، كثيرَ الكتابِ، حسنَ الفَهمِ) وَبَقِيَّةُ رِجالِهِ ثِقاتٌ، والله أعلم.
فأنت كما ترى – بَصَّرَكَ اللهُ بالحق - تخصيص ذَينِ الصحابيَينِ رضِي الله عنهما يومَ الخميسِ بالموَعِظَةِ، مَع ما هُم علَيهِ مِن تَحَرِّيهِم لِسُنَّةِ نبيهم صلى الله عليه وسلم، واقْتِفَائِهِم أَثَرَهُ ظاهراً وباطِناً، وَبُغضِهِم للبِدَعِ؛ وَسيرتُهُمْ أكبَرُ دليلٍ على ذلك.
ولَقَد كانَ السَّلَفُ - رِضْوانُ الله عليهم - يجلسونَ في مجالِسِ التَّحديثِ والقِراءَةِ في أيّامٍ معلوماتٍ محدوداتٍ، وَأَذْكُرُ مِنهُم مايَسَّرَ اللهُ عزّ وجل:
- عبدَ الغني المَقدِسِي : (ت600هـ) الملَقَّبُ بـ(تقي الدين) صاحبُ (عمدة الأحكام) الذي قال عنه الذهبي رحمه الله في (السير) (21/ 443): (الإِمَامُ، العَالِمُ، الحَافِظُ الكَبِيْرُ، الصَّادِقُ، القُدْوَةُ، العَابِدُ، الأَثَرِيُّ، المُتَّبَعُ، عَالِمُ الحُفَّاظِ).
قال عَنهُ الحافِظُ ابنُ رَجَبٍ : في (ذيل طبقات الحنابلة) (3/ 12) نقلاً عن الضَّياءِ المقْدِسِي رحمه الله: (كَانَ رحمه الله يقرَأُ الْحَدِيثَ يَوْم الجُمُعةِ بَعْد الصلاة بجامع دِمشق، وليلة الخميس بالجامِعِ أيضًا ويجتِمعُ خلْقٌ كثيرٌ)
- عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ محمود البزار رحمه الله (ت611هـ) محدِّثُ العِراقِ الملَقَّب بـ(تقي الدين) والذي قال عنه الذهبي : في (السير) (22/ 31): (الإِمَامُ، العَالِمُ، المُحَدِّثُ، الحَافِظُ، المُعَمَّرُ، مُفِيْدُ العِرَاقِ)
قال عنه الحافظُ ابنُ رجب : في (ذيل الطبقات) (3/ 169): (وكانت له حلقة بجامع القصر، يقرأ بها فِي كُل جمعة بَعْد الصلاة، وَهِيَ حلقة ابْن ناصر، أخذها بَعْد موت ابْن شافع، وَلَمْ يزل يسمع ويقرأ عَلَى الشيوخ لإفادة النَّاس إِلَى آخر عمره) .
- الحافِظَ محمد بن عبد الغني المقدسي رحمه الله (ت613هـ) الملقب بـ(عز الدين):
قال عنه الذهبي رحمه الله في (تاريخ الإسلام) (13/ 384): (وَكَانَ يقرأ الحديث للناس كلّ ليلة جُمُعة في مسجد دار البِطِّيخ بدمشق، يعني مسجد السلَّاليِّين، وانتفع النَّاس بمُجالسته، ثُمَّ أَنَّهُ انتقل إلى الجامع، إلى موضع والده فَكَانَ يقرأ يوم الجُمُعة بعد الصَّلَاة في حلقتنا)
- هبةَ اللهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الشَّيباني أبو القاسم رحمه الله (ت525هـ):
قال الخطيبُ : في (تاريخ بغداد) (21/ 191): (وَكَان َقد خَرَّجَ له ابنُ ناصر أربعين مجلِسا مِن أُصُولِ سَمَاعَاتِهِ، وأَمْلاها بجامِعِ القصر في كلِّ جُمعة بعد الصّلاة، فاسْتَمْلاها عليه ابنُ ناصر، وكَتَبَها الناسُ ورَوَوْهَا عنه، وكان شَيخاً حَسَنًا مُتَيَقِّظًا صَدوقًا صحيحَ السَّماعِ).
- وقال الشيخُ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله : (قَد رُوِيَ عن جماعةٍ من الأئمة كالشيخ تقي الدين أَنَّهُ كان يقرَأُ الحديثَ بعدَ صلاةِ الجُمُعةِ، وكذلك يذكر الشيخ عبد الغني بن سرور صاحب العمدة وغيرهم، وقال الإمامُ أحمد: إذَا كَانُوا يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى النَّاسِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، أَعْجَبُ إلَيَّ أَنْ يُسْمَعَ إذَا كَانَ فَتْحًا مِنْ فُتُوحِ الْمُسْلِمِينَ، أَوْ كَانَ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ فَلْيُسْتَمَعْ، وَإِنْ كَانَ شَيْئًا إنَّمَا فِيهِ ذِكْرُهُمْ فَلَا يُسْتَمَعْ) . من فتاويه رحمه الله (3/ 45)
- وَذَكَرَ الإمامُ السيوطي رحمه الله في (تدريب الراوي) (2/ 583) (أَنَّ غَالِبَ الْحُفَّاظِ كَابْنِ عَسَاكِرَ وَابْنِ السَّمْعَانِيِّ، وَالْخَطِيبِ، كَانُوا يُمْلُونَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ صَلَاتِهَا، فَتَبِعْتُهُمْ فِي ذَلِكَ، وَقَدْ ظَفِرْتُ بِحَدِيثٍ يَدُلُّ عَلَى اسْتِحْبَابِهِ بَعْدَ عَصْرِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَهُوَ مَا أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي (الشُّعَبِ) عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: «مَنْ صَلَّى الْعَصْرَ ثُمَّ جَلَسَ يُمْلِي خَبَرًا حَتَّى يُمْسِيَ كَانَ أَفْضَلَ مِمَّنْ أَعْتَقَ ثَمَانِيَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ» ) اهـ
قلت: وأخرجه الإمام أحمد رحمه الله في المسند (ح 13760) بِسَنَدٍ حَسَنٍ، وأخْرَجَهُ غيرُهُ، واللهُ أَعْلَم.
- وَقَال الخطيبُ رحمه الله في (تأريخه) (2/57): ( كَانَ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ يَعْقِدُ مَجْلِسَ الْإِمْلَاءِ فِي كُلِّ يَوْمِ خَمِيسٍ كَذَلِكَ حَضَرْتُهُ مُدَّةَ مَقَامِي بِأَصْبَهَانَ وَذَكَرَ لَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ أَنَّ الْقَاضِيَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْمَحَامِلِيَّ كَانَ يُمْلِي عَلَيْهِمْ فِي كُلِّ أُسْبُوعٍ مَجْلِسَيْنِ أَحَدُهُمَا يَوْمَ الْخَمِيسِ وَالْآخَرُ يَوْمَ الْأَحَدِ وَأَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْمِصْرِيَّ الْجَوْهَرِيَّ كَانَ يُمْلِي عَلَيْهِمْ فِي كُلِّ أَرْبِعَاءَ وَذَكَرَ لَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْوَاعِظُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ يُوسُفَ بْنَ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ الْبُهْلُولِ الْأَزْرَقَ وَأَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَافِظَ وَأَبَاعُمَرَ حَمْزَةَ بْنَ الْقَاسِمِ الْهَاشِمِيَّ كَانُوا يُمْلُونَ أَيَّامَ الْجُمُعَاتِ وَأَنَّهُ حَضَرَ مَجَالِسَهُمْ فِي جَامِعِ الرَّصَافَةِ وَمِمَّنْ كَانَ يُمْلِي فِي الْجُمُعَاتِ أَيْضًا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ذَكَرَ ذَلِكَ لَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ عَنْهُ وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ فِيمَا ذَكَرَ لَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ رَزْقَوَيْهِ أَنَّهُ كَتَبَ عَنْهُمَا جَمِيعًا قَالَ: وَكَتَبْتُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارِ إِمْلَاءً فِي يَوْمِ أَرْبِعَاءَ. وَذَكَرَ لَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْمُنْذِرِ أَنَّ عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ عَلِيٍّ الطِّسْتِيَّ أَمْلَى عَلَيْهِمْ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ).
وَلَقد اسْتُفْتِيَ محدِّثُ الدِّيارِ اليمنية مُقبِلُ بنُ هادي الوادِعِي رحمه الله في هذِهِ الاجتِماعاتِ، فَأَقَرَّها وَحَثَّ علَيها، كَما أَخبَرَنَا بِذلك شَيخُنا أبو بِلال الحضرمي حَفِظَهُ اللهُ تعالى، وَكانَ حاضرًا.
فَهَذَا هُو مَنهَجُ الصَّحَابَةِ رضوان الله عليهم الذي تَلَقَوهُ عَن رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهَذَا هُو مَنهَجُ هؤلاءِ الأَئِمَّةِ رحمهم الله، فَلَيْسَت هَذِهِ الاجْتِمَاعَاتُ مُحْدَثَةٌ، بَلْ هِيَ سَلَفِيَّةٌ أَثَرِيَّةٌ، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلا وَأَعْلَمُ.
وكتبه
أبو عبدِ اللهِ عَبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ باعَبَّاد غَفَرَ اللهُ لَهُ زَلَـلَـهُ
تم الانتهاء منه عصر يوم الثلاثاء لعشرين ليلة خلت من شهر الله المحرم لعام 1434هـ
أبو عبدِ اللهِ عَبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ باعَبَّاد غَفَرَ اللهُ لَهُ زَلَـلَـهُ
تم الانتهاء منه عصر يوم الثلاثاء لعشرين ليلة خلت من شهر الله المحرم لعام 1434هـ
تعليق