قال شيخ الإسلام ابن تيمية : بل من لم يعرف إلا الخير فقد يأتيه الشر فلا يعرف أنه شر، فإما أن يقع فيه، وإما أن لا ينكره كما أنكره الذي عرفه. ولهذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنما تنقض عرى الإسلام عروةً عروةً إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية.الفتاوى الكبرى - (5 / 265) وقال أيضاً : فلا يسمى عاقلاً إلا من عرف الخير فطلبه، والشر فتركه؛ ولهذا قال أصحاب النار : {لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير} [ الملك : 10 ] ، وقال عن المنافقين : {تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قومٌ لا يعقلون} [ الحشر : 14 ] ، ومن فعل ما يعلم أنه يضره؛ فمثل هذا ما له عقل، فكما أن الخوف من الله يستلزم العلم به، فالعلم به يستلزم خشيته، وخشيته تستلزم طاعته، فالخائف من الله ممتثل لأوامره مجتنب لنواهيه، وهذا هو الذي قصدنا بيانه أولا . ويدل على ذلك أيضاً قوله تعالى : {فذكر إن نفعت الذكرى سيذكر من يخشى ويتجنبها الأشقى الذي يصلى النار الكبرى } [ الأعلى : 9 : 12 ]
فأخبر أن من يخشاه يتذكر، والتذكر هنا مستلزم لعبادته، قال الله تعالى : {هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقًا وما يتذكر إلا من ينيب} [ غافر : 13 ] ، وقال : {تبصرةً وذكرى لكل عبدٍ منيبٍ} [ ق : 8 ]مجموع الفتاوى - (111 / 24)
وجاء في الصحيحين عن حذيفة بن اليمان عن أبي إدريس الخولانيّ، أنّه سمع حذيفة بن اليمان يقول: كان النّاس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشّرّ مخافة أن يدركني فقلت: يا رسول الله إنّا كنّا في جاهليّةٍ وشرٍّ، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شرٍّ قال: نعم قلت: وهل بعد ذلك الشّرّ من خيرٍ قال: نعم، وفيه دخنٌ قلت: وما دخنه قال: قومٌ يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر قلت: فهل بعد ذلك الخير من شرٍّ قال: نعم، دعاةٌ إلى أبواب جهنّم، من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت: يا رسول الله صفهم لنا فقال: هم من جلدتنا، ويتكلّمون بألسنتنا قلت: فما تأمرني، إن أدركني ذلك قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت: فإن لم يكن لهم جماعةٌ ولا إمامٌ قال: فاعتزل تلك الفرق كلّها، ولو أن تعضّ بأصل شجرةٍ حتّى يدركك الموت وأنت على ذلك .
في هذا الحديث الأمر بلزوم الجماعة عند ظهور الفتن وتحذير الدعاة إلى البدع والمخالفات
فأخبر أن من يخشاه يتذكر، والتذكر هنا مستلزم لعبادته، قال الله تعالى : {هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقًا وما يتذكر إلا من ينيب} [ غافر : 13 ] ، وقال : {تبصرةً وذكرى لكل عبدٍ منيبٍ} [ ق : 8 ]مجموع الفتاوى - (111 / 24)
وجاء في الصحيحين عن حذيفة بن اليمان عن أبي إدريس الخولانيّ، أنّه سمع حذيفة بن اليمان يقول: كان النّاس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشّرّ مخافة أن يدركني فقلت: يا رسول الله إنّا كنّا في جاهليّةٍ وشرٍّ، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شرٍّ قال: نعم قلت: وهل بعد ذلك الشّرّ من خيرٍ قال: نعم، وفيه دخنٌ قلت: وما دخنه قال: قومٌ يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر قلت: فهل بعد ذلك الخير من شرٍّ قال: نعم، دعاةٌ إلى أبواب جهنّم، من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت: يا رسول الله صفهم لنا فقال: هم من جلدتنا، ويتكلّمون بألسنتنا قلت: فما تأمرني، إن أدركني ذلك قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت: فإن لم يكن لهم جماعةٌ ولا إمامٌ قال: فاعتزل تلك الفرق كلّها، ولو أن تعضّ بأصل شجرةٍ حتّى يدركك الموت وأنت على ذلك .
في هذا الحديث الأمر بلزوم الجماعة عند ظهور الفتن وتحذير الدعاة إلى البدع والمخالفات
تعليق