(( ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ))
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ناصر الحق و رافعه و خاذل الباطل و واضعه و أشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله صلى الله عليه وسلّم، أما بعد :
فقد اطلعت على شبكة الوحيين التابعة للحزب الجديد, فلما رأيت عنوانا فيها: (طعن حميد الجمالي مشكلة أسرية لا علاقة لها بالمشايخ).
فانزعجت و تألمت من هذا الكذب و ها أنا أبين هذه الكذبة و أنا على فراش المرض في القاهرة ,فأقول إن هذا من الكذب الصراح الواضح فإن مسألة طعني لها علاقة بالفتنة ( فتنة العدني و فتنة المشايخ في عدم الفتوى بالجهاد ضد الرافضة و من أجل قضية الشيخ سعيد بن دعاس- رحمه الله - ) وقولهم إنها مشكلة أسرية ليس بصواب لأنه لاعلاقة بيني و بينه لا بنسب ولا مصاهرة فهو من جهران و أنا من المحويت.
فأقول يا قوم !! اتقوا الله و اصدقوا واتركوا الكذب، يقول الله - عزّ و جلّ - : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (التوبة : 119)
و روى الإمام البخاري و مسلم من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال النبي صلى الله عليه و سلّم : و إنّ الكذب يهدي إلى الفجور و إن الفجور يهدي إلى النار و لا يزال الرجل يكذب و يتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا.
وقال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - : إن الرجل ليصدق و يتحرى الصدق حتى ما يكون للفجور في قلبه موضع إبرة يستقر فيها, و إن الرجل ليكذب و يتحرى الكذب حتى ما يكون للبر في قلبه موضع إبرة يستقر فيها, رواه هناد بن السري في الزهد (1365) و وكيع في الزهد (398) و إسناده صحيح.
و قال أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - إياكم و الكذب فإن الكذب مجانب للإيمان. رواه هناد بن السري في الزهد ( 1367) و وكيع في الزهد (399) و إسناده صحيح.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - كما في مجموع الفتاوى (20/74) : الصدق أساس الحسنات وجماعها والكذب أساس السيئات ونظامها.
وقال تلميذه ابن القيم - رحمه الله - في زاد المعاد (4/412) : أربع تجلب البغضاء والمقت : الكبر والحقد والكذب والنميمة.
وقال أيضا : أساس الإيمان الصدق وأساس النفاق الكذب.
وقال أيضا: وأول ما يسري الكذب من النفس إلى اللسان فيفسده ثم يسري إلى الجوارحفيفسد عليها أعمالها كما أفسد على اللسان أقواله فيعم الكذب أقواله وأعماله وأحواله فيستحكم عليه الفساد ويترامى داؤه إلى الهلكة إن لم يتداركه الله بدواء الصدق يقلع تلك من أصلها.
ولهذا كان أصل أعمال القلوب كلها، وأضدادها من الرياء والعجب والكبر والفخر والخيلاء والبطر والأشر والعجز والكسل والجبن والمهانة وغيرها أصلها الكذب فكل عمل صالح ظاهر أو باطن فمنشؤه الصدق، وكل عمل فاسد ظاهر أو باطن فمنشؤه الكذب.
والله تعالى يعاقب الكذاب بأن ويقعده ويثبطه عن مصالحه ومنافعه ويثيب الصادق بأن يوفقه للقيام بمصالح دنياه وآخرته فما استجلبت مصالح الدنيا والآخرة بمثل الصدق ولا مفاسدها ومضارهما بمثل الكذب.
قال تعالى : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ( التوبة : 119)
وقال تعالى : هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم (المائدة : 119)
وقال : فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم (محمد : 21)
وقال : وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم وقعد الذين كذبوا الله ورسوله سيصيب الذين كفروا منهم عذاب أليم(التوبة : 90)
ورحم الله الحسن البصري إذ يقول : الكذب جماع النفاق.
فأقول : اصدقوا يا فجرة الوحيين تكذبون عليّ وأنا على قيد الحياة، فلقد صدق الإمام الوادعي - رحمه الله - إذ يقول : أركان الحزبية ثلاثة : الكذب والخداع والتلبيس.
لماذا لم تتحلوا بالصدق فإنه تاج يوضع على الرؤوس، أخرج البيهقي في شعب الإيمان (4565) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا بكر المقرئ الطرازي، يقول: أنشدنا الوزير أبو مزاحم الخاقاني موسى بن عبد الله بن خاقان لنفسه:
الصدق حلو وهو المر ... والصدق لا يتركه الحر
جوهرة الصدق لها زينة ... يحسدها الياقوت والدر.
وإن شاء الله عند رجوعي إلى اليمن سأبيّن قصة طعني.
وأخيرًا أشكر شبكة العلوم السلفية والقائمين عليها، وأشكر أبا الخطاب السنحاني الذي قد قام بالرد على هؤلاء الحزبيين.
نسأل الله أن يدفع عنا و عنكم كلّ سوء و مكروه.
كتبه : أبو يوسف حميد بن عليّ بن حمود الجمالي
عافاه الله وثبته على الحق حتى الممات.
القاهرة، يوم الأربعاء 14 من شهر الله المحرم 1434
تعليق