باسم الله
تنبيه على كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي
الشيخ صالح الفوزان ـــ حفظه الله
فضيلة الشيخ - وفقكم الله - كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي - - ما رأيكم في قراءته؟
الشيخ صالح الفوزان ـــ حفظه الله
و الله فيه المفيد ؛ فيه فوائد و فيه شر , فيه شر كثير ؛ فلا يقرأ فيه إلا من هو متمكن من العلم ,يعرف الحق من الباطل ؛ و إلا فيه الفوائد و فيه شر كثير.
وسئل العلامة عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - عن كلام ابن الجوزي في كتابه "صيد الخاطر" ما نصه :
" كلام ابن الجوزي في أول الفصول من " صيد الخاطر " في النفس منه شيء أفتونا مأجورين ؟ "
فقال : رحمه الله
"الجواب وبالله التوفيق ، ابن الجوزي رحمه الله وغفر له إمام في الوعظ والتفسير والتاريخ ، وكذلك هو أحد الأصحاب المصنفين في فقه الحنابلة ، ولكنه رحمه الله خلط تخليطا عظيما في باب الصفات وتبع في ذلك الجهمية و المعتزلة ، فسلك سبيلهم في تحريف كثير منها وخالف السلف في حملها على ظاهرها ، وقدح في المثبتين ، ونسبهم إلى البلاهة .
وهذا الموضوع من أكبر أغلاطه ، ولذلك أنكر عليه أهل العلم ، وتبرأ منه الحنابلة في هذا الباب ، ونزهوا مذهب الإمام أحمد عن قوله وتخبيطه فيه ، ومع ذلك فإن له في المذهب كتاب " المذهب " وغيره ، وله تصانيف كثيرة جدا حسنة فيها علم عظيم ، وخير كثير ، وهو معدود من الأكابر الأفاضل ، ولكن كل أحد مأخوذ من قوله ومتروك سوى النبي صلى الله عليه وسلم ، فكلامه في كتاب التأويل ، وكلامه في الفصول التي في أول " صيد الخاطر " كما أشرتم إليها يجب الحذر منها والتحذير ، ولولا أن هذه الكتب موجودة بين الناس لكان للإنسان مندوحة عن الكلام فيه ، لأنه من أكابر أهل العلم وأفاضلهم ، وهو معروف بالدين والورع والنفع ، ولكن لكل جواد كبوة ، نرجو الله أن يعفو عنا وعنه وفي " صيد الخاطر " أيضاً أشياء تنتقد عليه ، ولكنها دون كلامه في الصفات ، مثل كلامه عن أهل النار ، وفي الخوض في بعض مسائل القدر.