• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

::نداء إلى السادة المُصلِحين من ولاة أمور المسلمين والعلماء العاملين:: كتبه: أبو عبد الله أبو بكر بن ماهر بن جمعة المصري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ::نداء إلى السادة المُصلِحين من ولاة أمور المسلمين والعلماء العاملين:: كتبه: أبو عبد الله أبو بكر بن ماهر بن جمعة المصري


    نداء إلى السادة المُصلِحين

    من
    ولاة أمور المسلمين
    و
    العلماء العاملين


    بسم الله الرحمن الرحيم
    إنِّي أحمدُ إليكم الله الذي لا إله إلا هو، وأُصَلِّي وأسلم على عبده ورسوله وخاتم أنبيائه محمد بن عبد الله، أمَّا بعد.
    فقد ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي بكرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قوله في الحسن بن علي -رضي الله عنه-:
    «إن ابني هذا سيِّد، ولعلَّ الله أن يُصلِح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين».
    فكان من أسباب سيادته، وموجِبات رِفعته، الإصلاحُ بين هاتين الفئتين، وذلك بتنازله عن الخلافة لمعاوية -رضي الله عنه-.
    وإذا كان هذا التنازلُ هو سبيلَ الإصلاح حينئذ، فإن سبيل الإصلاح لا يقف عند ذلك، فسبل الإصلاح كثيرة.
    هذا، وليُعْلَم أن هناك إخوانًا لكم في بلاد ليبيا المسلمة يُقاتِل بعضهم بعضًا، ويَقتُل بعضهم بعضًا، وأن رحى الحرب دائرة بين أهل مصراته وأعوانهم وبين بني وليد في تلك البلاد.
    فواجب على مَن أقْدَرَهُ الله على الأخذ على يد الباغي حتى يفيء إلى أمر الله، ونصرة المبغي عليه، وعلى مَن أقْدَرَهُ الله على الإصلاح والسعي فيه بين إخوانكم في تلك البلاد في البدء وفي الختام، أن يقوم بما أوجب الله عليه من ذلك، سواءٌ في ذلك ولاة أمور الممالِك الإسلامية -وخصوصًا الأقرب فالأقرب منهم- وعلماء الشريعة السَنِيَّة والملة المحمدية وغيرهم، وقد قال -تعالى-:
    {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}.
    فهذه الآية تدل على تحريم البغي، وقد قال الله -عز وجل- في كتابه أيضًا:
    {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ}.
    وقوله بغير الحق بعد ذِكر البغي، صفة كاشفة، أي لا يكون البغي بحق، وإنما يكون بغير الحق.
    قال القرطبي -رحمه الله- في تفسير هذه الآية:
    "والبغي، الظلم وتجاوز الحد منه"
    إلى أن قال:
    "وأخرج الإثم والبغي من الفواحش، وهما منه [1] لعظمهما وفحشهما، فنصَّ على ذِكرهما تأكيدًا لأمرهما، وقصدًا للزجر عنهما" اهـ.
    وقال: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُم ْلَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
    هذا، والذي ظهر لنا من خلال شرْح الحال هناك مِن بعض إخواننا الليبيين الموجودين هنا بمصر أن بني وليد مبغيٌّ عليهم مِن قِبَل غيرهم من أهل مصراته وأعوانهم، وأنهم ليسوا ببغاة ولا خوارج، وأن لهم حق الدفع والدفاع عن أنفسهم، ودمائهم، وأعراضهم، وأموالهم، خاصة أنهم قادرون على ذاك الدفع وذلك الدفاع.
    والمبغي عليه منصور، وعلى الباغي تدور الدوائر، كما قال -عز وجل-:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم}.
    وقال: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ}.
    وقال: {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
    وَلْيَعْلَمِ البغاة أن عاقبة البغي إلى الخسارة والندامة، كما قال القائل:


    نَدِمَ البُغاةُ وَلَاتَ ساعةَ مَنْدَمِ ***والبغيُ مَرْتَعُ مُبْتَغِيِهِ وَخِيِمُ

    والبغي سبب لمنع الخير والحرمان منه، عقوبة كونية قدرية من الله، دليل ذلك قوله -تعالى-:
    {
    وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وِإِنَّا لَصَادِقُونَ}.
    وهذه وإن كانت عقوبة شرعية، فلا مانع مِن الاستدلال بالآية على وقوع العقوبات الكونية المترتبة على البغي، إضافة إلى الأدلة العامة كقوله:
    {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} وغيره، بل لَمَّا نَكِلَ بنو إسرائيل، وأحجموا عن دخول الأرض المقدسة، ولم يُطِيعوا نبي الله موسى إذ أمرهم بدخولها، قال -عز وجل-:
    {
    فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ}.
    فهذه عقوبة كونية قدرية، كما قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره.
    وقد أهلك اللهُ قومَ فرعون البغاة العتاة، قال -تعالى-:
    {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
    فقال الله على إثر ذلك موبِّخًا ومقرِّعًا إيَّاه: {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}؟!
    وقال: {وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَّا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى * فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ * وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى}.
    وقد قال -تعالى-: في قصة قارون:
    {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ}
    فنهاه قومه عن البغي، فقالوا له: {
    وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} فلم ينته عن ذلك، فكان عاقبة أمره ما قال الله في كتابه:
    {
    فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الـمُنتَصِرِينَ}
    ففي هذه القصة عبرة لِمَن اعتبر من البغاة وغيرهم.
    وليعتبر البغاة بما حَلَّ مؤخرًا بالبغاة من رافضة اليمن على أيدي أسود أهل السنة بها، وما بالعهد مِن قِدَم!!
    وإذا كان الله -عز وجل- قد نفى بغي أحد البحرين على الأخر، وجعل بينهما برزخًا وحِجرًا محجورًا كما في آية، وحاجزًا كما في آية أخرى، وَعَدَّ ذلك من جملة آلائه ونِعَمِه؛ إذ يترتب على بغيهما -لو بغيا- من الفساد ما الله به عليم، فكيف بالفساد -والله لا يحب الفساد- الذي يترتب على بغي ابن آدم على أخيه، خصوصًا إذا كان مسلمًا؟!
    قال -تعالى-:
    {
    مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.
    وقال: {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا}.
    وقال: {أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}.
    فجعل الله الحاجز بين البحرين مِن جملة البراهين الدالة على ألوهيته سبحانه، وأنه الإله الحق المستحق للعبادة دون ما سواه.
    قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في تفسير سورة الرحمن ما نصُّه:
    "فإنه تعالى قد قال: {بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ} أي وجعل بينهما برزخًا، وهو الحاجز من الأرض لئلا يبغي هذا على هذا، وهذا على هذا، فيُفسِدَ كل واحد منهما الآخر، ويزيله عن صفته التي هي مقصودة منه" اهـ.
    وقال في تفسير سورة الفرقان:

    "
    {
    وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا} أي بين العذْب والمالح.
    {بَرْزَخًا} أي حاجزًا، وهو اليبس من الأرض.
    {
    وَحِجْرًا مَّحْجُورًا} أي مانعًا من أن يصل أحدهما إلى الآخر" اهـ.
    قلت: أفلا يتخذ المسلمون حاجزًا من الشرع يحجزهم عن البغي، ويمنعهم منه؟!
    وقد مدحَ الله في كتابه المبغي عليهم المنتصرين، حيث قال:
    {وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}.
    فذَكَرَ من صفاتهم ما ذكر إلى أن قال: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ}.
    وقد أخبر الله في كتابه بنصر ولي المقتول ظلمًا، فقال:
    {
    وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا}.
    فليتقِ اللهَ البغاةُ برجوعهم عن البغي والإفساد في الأرض، خصوصًا قادة البغي الذين يتولون كِبْرَ هذا البغي، وأن يَسْعَوا في وَقْفِ نزيف الدماء الذي يُفْرِحُ أعداء الإسلام، ويُشْمِتُهم بالمسلمين.
    واللهَ اسأل أن يَحقن دماء المسلمين، وأن يؤلِّف بين قلوبهم، وأن ينصر المبغي عليهم، وأن يرد البغاة إلى الحق، وأن يوفِّق ولاة أمور المسلمين من الحكام والعلماء للسعي في الصلح بين المسلمين.

    آمين

    وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم تسليمًا

    وكتب

    أبوبكر بن ماهر بن عطية بن جمعة المصري

    أبو عبد الله

    في يوم الأحد 6 من ذي الحجة لسنة 1433هـ.







    [1]- هكذا في النسخ، ولعلها "منها".
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله أسامة بن محمد; الساعة 21-10-2012, 09:42 PM.

  • #2
    والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه

    جزى الله الشيخ أبا عبدالله أبوبكر بن ماهر خيرا على هذا النداء وهذه النصيحة الطيبة المباركة
    وكذلك مسارعته لتلبية طلب إخوانه الليبيين في كشف هذا الأمر ألا وهو دفع الباغي والمعتدي
    فنطلب من القائمين على هذه الشبكة المباركة أن يرفعوا أمر هؤلاء المظلومين من أهل بني وليد
    إلى المشايخ الكبار لأنه قد تكلم فيها كثير من المجاهيل والحزبيين أو الذين لا يعرفون حقيقة الأمر .
    وكذلك أيضاً طلب الشيخ أبو عبد الله أبو بكر _حفظه الله _ من القائمين على الشبكة لو استطاعوا أن يجعلوا هذا الموضوع مفعلا بحيث تُذكر فيه الأخبار الصادقة، وما يحصل للأخوة من إشكال فيزال عنهم وجزاكم الله خيراً كثيرا
    ويمكن أن تستعينوا بالأخ أسامة الليبي أبو عبدالله في الحصول على الأخبار والإشكالات التي تواجههم
    كان هذا عبر اتصال هاتفي بيني وبين الشيخ أبي بكر وكذلك بيني وبين الأخ عصام الليبي وهو شقيق الأخ أسامة الليبي.
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد علي السيد; الساعة 23-10-2012, 12:27 AM.

    تعليق

    يعمل...
    X