تويت
إفهام من (يلومني) على مقال اللهم اجعل ثأري على من (ظلمني) !! لفضيلة الشيخ سليم الهلالي حفظه الله
إفهام من (يلومني)
على مقال اللهم اجعل ثأري على من (ظلمني) !!
• أليس هذا جزء من حديث ابن عمر رضي الله عنه: أنه لم يكن يجلس مجلساً –كان عنده أحد و لم يكن- إلا قال: «اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، اللهم ارزقني من طاعتك ما تحول بيني وبين معصيتك، وارزقني من خشيتك ما تبلغني به رحمتك، وارزقني من اليقين ما تهون به علي مصائب الدنيا، وبارك لي في سمعي وبصري، واجعلهما الوارث مني، اللهم وخذ بثأري ممن ظلمني، وانصرني على من عاداني، ولا تجعل الدنيا أكبر همي، ولا مبلغ علمي، اللهم ولا تسلط علي من لا يرحمني».على مقال اللهم اجعل ثأري على من (ظلمني) !!
فسئل عنهن ابن عمر، فقال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختم بهن مجلسه».
[أخرجه الحاكم (1/528) والسياق له، والترمذي (3502)، والبغوي في «شرح السنة» (5/174)، والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (401)، وابن السني (448) وهو حسن بمجموع طرقه].
• أليس دعوة المظلوم مستجابة ولو كان المظلوم كافراً أو فاسقاً أو مبتدعاً . . فكيف إذا كان من أهل السنة والجماعة وأتباع السلف الصالح ودعاة أهل الحديث.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجراً، ففجوره على نفسه».
[أخرجه أحمد (8781)، والطيالسي (2330).
وله شاهد من حديث أنس عند أحمد (12571) وفيه: «.. وإن كان كافراً»، وهو حديث حسن].
- وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذاً إلى اليمن فقال: «اتق دعوة المظلوم؛ فإن ليس بينها وبين الله حجاب» [أخرجه البخاري (2316)، ومسلم (19)].
ورحم الله الإمام الشافعي القائل:
أتهزأ بالدعاء وتزدريه * * * وما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطى ولكن * * * لها أمد وللأمد انقضاء
• وتأمل هذه القصص لتعتبر وتتعظ: سهام الليل لا تخطى ولكن * * * لها أمد وللأمد انقضاء
- ما حدث لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وقد اشتكاه رجلٌ ظلماً، فدعا عليه سعد قائلاً: «اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ عَبْدُكَ هَذَا كَاذِبًا: قَامَ رِيَاءً وَسُمْعَةً؛ فَأَطِلْ عُمْرَهُ، وَأَطِلْ فَقْرَهُ، وَعَرِّضْهُ بِالْفِتَن».
فقال عبد الملك بن عمير -أحد رواة الحديث-: فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، وإنه ليتعرض للجواري في الطرق يغمزهن، وكان هذا الرجل يقول: إِذَا سُئِلَ: شَيْخٌ كَبِيرٌ مَفْتُونٌ أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ». [أخرجه البخاري (722)، ومسلم (453)].
وكذلك سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل اشتكته امرأة تُسمى: أروى ظلماً، فدعا عليها قائلاً: «اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتْ كَاذِبَةً؛ فَأَعْمِ بَصَرَهَا، وَاجْعَلْ قَبْرَهَا فِي دَارِهَا»، فقال أحد رواة الحديث: َرَأَيْتُهَا عَمْيَاءَ تَلْتَمِسُ الْجُدُرَ،تَقُولُ: أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، فَبَيْنَمَا هِيَ تَمْشِي فِي الدَّارِ، مَرَّتْ عَلَى بِئْرٍ فِي الدَّارِ، فَوَقَعَتْ فِيهَا فَكَانَتْ قَبْرَهَا. [أخرجه مسلم (1610)].
- عن حميد بن هلال؛ قال: كان بين مطرف وبين رجل من قومه شيء.
فقال له مطرف: إن كنت كاذباً فأماتك الله أو تعجل الله بك. قال: فخر ميتاً مكانه. قال: فاستعدى أهله زياداً وهو على البصرة.
فقال لهم زياد: هل ضربه ؟ هل مسه ؟
فقالوا: لا. فقال زياد: هي دعوة رجل صالح وافقت قدر الله. [أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (2/ 206)].
- وعن سليمان بن حرب؛ قال: كان مطرف مجاب الدعوة أرسله رجل يخطب له فذكره للقوم؛ فأبوه، فذكر نفسه؛ فزوجوه.
فقال له الرجل في ذلك: بعثتك تخطب لي فخطبت لنفسك.
قال: قد بدأت بك.
قال: كذبت.
قال: اللهم إن كان كذب علي فأرني به، قال: فمات مكانه، فاستعدوا عليه، فقال لهم الأمير: ادعوا أنتم أيضاً عليه كما كان دعا عليكم. [أخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (8/ 324)].
• أتدرون من ظلمني؟! . . إنهم قوم كنا وإياهم في خندق واحد ندافع عن الدعوة السلفية . . لقد كنا وإياهم أكثر من إخوة أشقاء . . لقد نصرناهم يوم تخلى عنهم أقرب أتباعهم . . ووقفنا معهم وقد رماهم الجميع عن قوس واحدة . . لقد كانوا يلحون عليَّ عبر اتصالات هاتفية ورسائل من خلال الفاكس، أن أنقل ظلامتهم إلى شيخنا الألباني رحمه الله . . وأرسلوا إليّ تلاميذهم لأوصلوهم لشيخنا الألباني رحمه الله . . وكنت حريصاً على أن يصل كل ذلك إلى شيخنا رحمه الله فما زالت تتضح الصورة لشيخنا شيئاً فشيئاً حتى زكاهم فيما هم عليه، وأيدهم في مشروعهم . . فلما شعروا أنهم صاروا –بعد سنين- مشايخ متبوعين ودعاة مؤثرين ويشار إليهم بالبنان . . قلبوا لي ظهر المجن، وراحوا يتهمونني بما أنا منه براء، ويخططون لعثرتي . . فإذا رأوا حسنة كتموها، وإذا رأوا خطأ نشروه . . فكان ظلمهم أشد من ظلم أهل البدع.
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة * * * على الفتى من وقع الحسام المهند
قوم لا يزالون محسوبين على الدعوة السلفية، لذلك لا زلت حريصاً على صلاحهم وإصلاحهم قبل أن يتخطفهم أهل البدع، ودعاة الحزبية المتربصون.إنني لم ادع عليهم بل سأدع الله لهم أن يهديهم، وأن يؤلف بين قلوبنا على طاعته؛ لأنني كلما فقدت أخاً كأن عضواً من أعضائي سقط.
اللهم بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا، اجمع شمل السلفيين المخلصين، ووحد كلمتهم، واستعملهم في طاعتك، ولا تشمت الأعداء الحاقدين، والخصوم المتربصين بنا وبدعوتنا . . آمين.
فيا هذا –بعد هذا-:
هل تلمني فإن اللوم إغراء * * * وتخالفن هدي السنة الغراء
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وكتبه: سليم بن عيد الهلالي
تعليق