بسم الله الرحمن الرحيم
ـ المقدمات الذهبية من الكتب المنهجية ـ
س1 ـ فضيلة الشيخ أحمد بن يحيى النّجمي ـ حفظه الله ـ ورعاه، ومن كل سوء نجاه الله ووقاه، فضيلة شيخنا نود منكم التكرم بكتابة كلمة نافعة للمسلمين تستفتحون بها هذا الكتاب المبارك، وخاصة في ما يحتاجه الشباب المقبلون على ربهم بالتوبة النصوح، والذين عندهم رغبة شديدة في إصلاح الخلق بالدعوة إلى الله وفق ما شرعه الله ورسوله، وجزاكم الله خيرا، وبارك في جهودكم وأعماركم في فعل كل عمل صالح يحبه الله ويرضاه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه؟
ج1 ـ الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى اله وصحبه . وبعد : فإن الله أثنى على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أنها خير أمة أخرجت للناس، وجعل أبرز خصالها التي استحقت بها هذا الثناء العاطر من رب الأرض والسماء، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإيمان بالله،وأن هذه الثلاث الخصال مترابطة لا ينفك بعضها عن بعض، فكما فرض الله عليهم الإيمان، فإنه فرض عليهم الأمر بالمعروف والنعي عن المنكر، فمن لازم الإيمان أن صاحبه لابد أن يكون آمرا بمعروف، ومن لازمه أن يكون ناهيا عن منكر على مراتبه الثلاث في قوله صلى الله عليه وسلم :" من رأى منكم منكرا فلغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان " [ أخرجه الإمام مسلم ] وفي الحديث :" ثلاث لايغل عليهن قلب امرئ مسلم : إخلاص العمل لله، والنصح لأئمة المسلمين ولزوم جماعتهم، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم " انظر صحيح الجامع (6642) رواه أحمد والحاكم عن جبير بن مطعم رضي الله عنه ورواه أبو دواود، وابن ماجة عن زيد بن ثابت رضي الله عنه والترميذي، وابن ماجه عن ابن مسعود رضي الله عنه،وفي الحديث أيضا:" لايمنعن أحدكم هيبة الناس أن يقول بحق إن راه أو شهده" سنده صحيح عن أبي سعيد رضي الله عنه ومسند أحمد ( ج3/ 47،50،53،74).
ولقد رأينا من المثقفين ،بل ممن تغبطهم على علم وعقل،أقواما يتضايقون من ذكر الحزبيات الجديدة،وبيان ما فيها من أخطاء،وما عليها من ملاحظات ومآخذ،فتراهم يتهمون من سلك هذا المسلك،وهو بيان ما في تلك المناهج من أخطاء فاحشة بعضها يخرج من الإسلام كالشرك الأكبر،وبعضها يخدشها خدشا ليس باليسير كالبدع،والتشريعات التي وضعوها من عند أنفسهم استحسانا كقبول مؤسس المنهج الإخواني:" نتعاون فيما اتفقنا عليه،ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه " وقوله في شرط الطاعة من شروط البيعة العشرة من رسالة التعاليم (ص 274):" وأريد بالطاعة امتثال الأمر،وإنفاذه توا في العسر واليسر، والمنشط والمكره" يعني: بدون مراجعة،ولا تردد، وهذا الشرط مخالف لتعاليم الإسلام، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يباع أصحابه على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، ويلقنهم:" فيما استطعتم" ويقول :" إنما الطاعة في المعروف، لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق" [ أخرجه الإمام أحمد وصححه الإمام الألباني في السلسلة الصحيحة] فإذا بين أحد هذه التشريعات الغريبة عن الإسلام،ووضحها لطلاب العلم الذين يجهلون هذا،قالوا هذا تفريق للمسلمين،هذه غيبة للدعاة .
أخي المسلم أرجو أن تتذكر أن الإسلام هو ما جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لاما استحسنه الشيوخ،وجعلوه شرعا لأتباعهم،فمن أسس دعوة على منهج مخترع من عند نفسه،وأدخل في الإسلام ما ليس منه،وأخرج منه أساسه الأعظم،وقاعدته التي لايقوم إلا عليها،فإن عمله مردود غير مقبول،لإنه فقد أحد الأصلين اللذين يقوم عليهما كل عمل،وهما الإخلاص لله،والصواب على ماجاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم،ولسنا نتكلم عن الإخلاص فهو أمر يعلمه الله،ولكن نقول:
أولا: أن من ترك ـ من الدعوة إلى الله ـ البدائة بالتوحيد،وسكت عن الشرك حتى كأنه مباح شرعا،واشترط في دعوته شروطا ليست في كتاب الله،فإن عمله قد جانب الصواب،وخالف ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته.
ثانيا: يتظاهرون بالتنسك،والتعبد،فيغرون من لايعلم حقيقة أمرهم،فينخدع بهم،وهم في الحقيقة يدعون إلي خلافة بدلا من التوحيد،ويرون الخروج على الولاة المسلمين،ويربون الشباب على بغضهم،ويعدون العدة للخروج عليهم متى تهيأت الفرص.
ثالثا: يجب على من يعلم هذه الحقائق بالدلائل والقرائن،أن يبين أمرهم،ويحذر منهم طاعة لله وأمرا بالمعروف،ونهيا عن المنكر الذي أمر الله به،وجعله من أبرز صفات هذه الأمة.
رابعا: نحن نعتقد أن من سكت عن بيان هذه الأمور وهو يعلمها أنه قد خان الأمانة التي أوجب الله عليه أدائها بقوله : ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) [ النساء: من الآية 58 ]. وخان الدولة ،وخان المجتمع الذي هو فيه،وذلك في نفس الوقت خيانة للدين الإسلامي،لأنه تقصير في حماية الين من الدخيل.
خامسا: ومن سكت عن هذه المناهج التي فيها من المخالفات للدين الإسلامي في أصوله وفروعه،وعقائده،وأحكامه،فإنه قد شجع الفساد وأعان المفسدين،والمحدثين في الدين ماليس منه.
سادسا: وهو في هذه الحالة داخل في اسم الكاتمين الذين أخبر الله عزوجل أنه يلعنهم،ويلعنهم اللاعنون من عباده حيث يقول : ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون () إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم) [ البقرة:159 ـ 160 ].
سابعا : ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لعن الله من لعن والديه، لعن الله من ذبح لغير الله،لعن الله من آوى محدثا، لعن الله من غير منار الأرض " أخرجه الإمام مسلم،والسكوت عن هؤلاء إيواء للمحدثين،و‘‘إعانة لهم،فاحذر يا عبد الله أن تسكت عن الباطل وتقره، فتدخل في عداد من سمى الله،فتخسر في الاخرة،فإن اليوم عمل ولاحساب،وغدا حساب ولا عمل ، وصلى الله على نبينا محمد،وعلى اله وصحبه،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
الفتاوى الجلية عن المناهج الدعوية:" لفضيلة الشيخ المحدث العلامة أحمد بن يحيى النجمي ـ رحمه الله ـ" الجزء الثاني. [ص:18 ـ 23]
" يتبع "
ـ المقدمات الذهبية من الكتب المنهجية ـ
س1 ـ فضيلة الشيخ أحمد بن يحيى النّجمي ـ حفظه الله ـ ورعاه، ومن كل سوء نجاه الله ووقاه، فضيلة شيخنا نود منكم التكرم بكتابة كلمة نافعة للمسلمين تستفتحون بها هذا الكتاب المبارك، وخاصة في ما يحتاجه الشباب المقبلون على ربهم بالتوبة النصوح، والذين عندهم رغبة شديدة في إصلاح الخلق بالدعوة إلى الله وفق ما شرعه الله ورسوله، وجزاكم الله خيرا، وبارك في جهودكم وأعماركم في فعل كل عمل صالح يحبه الله ويرضاه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه؟
ج1 ـ الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى اله وصحبه . وبعد : فإن الله أثنى على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أنها خير أمة أخرجت للناس، وجعل أبرز خصالها التي استحقت بها هذا الثناء العاطر من رب الأرض والسماء، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإيمان بالله،وأن هذه الثلاث الخصال مترابطة لا ينفك بعضها عن بعض، فكما فرض الله عليهم الإيمان، فإنه فرض عليهم الأمر بالمعروف والنعي عن المنكر، فمن لازم الإيمان أن صاحبه لابد أن يكون آمرا بمعروف، ومن لازمه أن يكون ناهيا عن منكر على مراتبه الثلاث في قوله صلى الله عليه وسلم :" من رأى منكم منكرا فلغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان " [ أخرجه الإمام مسلم ] وفي الحديث :" ثلاث لايغل عليهن قلب امرئ مسلم : إخلاص العمل لله، والنصح لأئمة المسلمين ولزوم جماعتهم، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم " انظر صحيح الجامع (6642) رواه أحمد والحاكم عن جبير بن مطعم رضي الله عنه ورواه أبو دواود، وابن ماجة عن زيد بن ثابت رضي الله عنه والترميذي، وابن ماجه عن ابن مسعود رضي الله عنه،وفي الحديث أيضا:" لايمنعن أحدكم هيبة الناس أن يقول بحق إن راه أو شهده" سنده صحيح عن أبي سعيد رضي الله عنه ومسند أحمد ( ج3/ 47،50،53،74).
ولقد رأينا من المثقفين ،بل ممن تغبطهم على علم وعقل،أقواما يتضايقون من ذكر الحزبيات الجديدة،وبيان ما فيها من أخطاء،وما عليها من ملاحظات ومآخذ،فتراهم يتهمون من سلك هذا المسلك،وهو بيان ما في تلك المناهج من أخطاء فاحشة بعضها يخرج من الإسلام كالشرك الأكبر،وبعضها يخدشها خدشا ليس باليسير كالبدع،والتشريعات التي وضعوها من عند أنفسهم استحسانا كقبول مؤسس المنهج الإخواني:" نتعاون فيما اتفقنا عليه،ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه " وقوله في شرط الطاعة من شروط البيعة العشرة من رسالة التعاليم (ص 274):" وأريد بالطاعة امتثال الأمر،وإنفاذه توا في العسر واليسر، والمنشط والمكره" يعني: بدون مراجعة،ولا تردد، وهذا الشرط مخالف لتعاليم الإسلام، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يباع أصحابه على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، ويلقنهم:" فيما استطعتم" ويقول :" إنما الطاعة في المعروف، لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق" [ أخرجه الإمام أحمد وصححه الإمام الألباني في السلسلة الصحيحة] فإذا بين أحد هذه التشريعات الغريبة عن الإسلام،ووضحها لطلاب العلم الذين يجهلون هذا،قالوا هذا تفريق للمسلمين،هذه غيبة للدعاة .
أخي المسلم أرجو أن تتذكر أن الإسلام هو ما جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لاما استحسنه الشيوخ،وجعلوه شرعا لأتباعهم،فمن أسس دعوة على منهج مخترع من عند نفسه،وأدخل في الإسلام ما ليس منه،وأخرج منه أساسه الأعظم،وقاعدته التي لايقوم إلا عليها،فإن عمله مردود غير مقبول،لإنه فقد أحد الأصلين اللذين يقوم عليهما كل عمل،وهما الإخلاص لله،والصواب على ماجاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم،ولسنا نتكلم عن الإخلاص فهو أمر يعلمه الله،ولكن نقول:
أولا: أن من ترك ـ من الدعوة إلى الله ـ البدائة بالتوحيد،وسكت عن الشرك حتى كأنه مباح شرعا،واشترط في دعوته شروطا ليست في كتاب الله،فإن عمله قد جانب الصواب،وخالف ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته.
ثانيا: يتظاهرون بالتنسك،والتعبد،فيغرون من لايعلم حقيقة أمرهم،فينخدع بهم،وهم في الحقيقة يدعون إلي خلافة بدلا من التوحيد،ويرون الخروج على الولاة المسلمين،ويربون الشباب على بغضهم،ويعدون العدة للخروج عليهم متى تهيأت الفرص.
ثالثا: يجب على من يعلم هذه الحقائق بالدلائل والقرائن،أن يبين أمرهم،ويحذر منهم طاعة لله وأمرا بالمعروف،ونهيا عن المنكر الذي أمر الله به،وجعله من أبرز صفات هذه الأمة.
رابعا: نحن نعتقد أن من سكت عن بيان هذه الأمور وهو يعلمها أنه قد خان الأمانة التي أوجب الله عليه أدائها بقوله : ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) [ النساء: من الآية 58 ]. وخان الدولة ،وخان المجتمع الذي هو فيه،وذلك في نفس الوقت خيانة للدين الإسلامي،لأنه تقصير في حماية الين من الدخيل.
خامسا: ومن سكت عن هذه المناهج التي فيها من المخالفات للدين الإسلامي في أصوله وفروعه،وعقائده،وأحكامه،فإنه قد شجع الفساد وأعان المفسدين،والمحدثين في الدين ماليس منه.
سادسا: وهو في هذه الحالة داخل في اسم الكاتمين الذين أخبر الله عزوجل أنه يلعنهم،ويلعنهم اللاعنون من عباده حيث يقول : ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون () إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم) [ البقرة:159 ـ 160 ].
سابعا : ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لعن الله من لعن والديه، لعن الله من ذبح لغير الله،لعن الله من آوى محدثا، لعن الله من غير منار الأرض " أخرجه الإمام مسلم،والسكوت عن هؤلاء إيواء للمحدثين،و‘‘إعانة لهم،فاحذر يا عبد الله أن تسكت عن الباطل وتقره، فتدخل في عداد من سمى الله،فتخسر في الاخرة،فإن اليوم عمل ولاحساب،وغدا حساب ولا عمل ، وصلى الله على نبينا محمد،وعلى اله وصحبه،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
الفتاوى الجلية عن المناهج الدعوية:" لفضيلة الشيخ المحدث العلامة أحمد بن يحيى النجمي ـ رحمه الله ـ" الجزء الثاني. [ص:18 ـ 23]
" يتبع "
تعليق