فتاوى أئمّة الدعوة السلفيّة في تحريم الدراسة بجامعة
::الخرّوبة الجزائرية ::
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أمّا بعد:
يقول الله تعالى :{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ( 25 )}[ الآية ــ 25 ــ الأنفال ].
يُحَذِّرُ تَعَالَى عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ ( فِتْنَةً ) أَيِ : اخْتِبَارًا وَمِحْنَةً ، يَعُمُّ بِهَا الْمُسِيءَ وَغَيْرَهُ ، لَا يَخُصُّ بِهَا أَهْلَ الْمَعَاصِي وَلَا مَنْ بَاشَرَ الذَّنْبَ ، بَلْ يَعُمُّهُمَا ، حَيْثُ لَمْ تُدْفَعُ وَتُرْفَعُ . كَمَا قَالَ الْإِمَامُأَحْمَدُ (تفسير سورة الأنفال »تفسير قوله تعالى " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة "تفسير ابن كثير رحمه الله ).
قال ابن كثير رحمه الله أثناء تفسيره للآية السابقة :
قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ أَيْضًا : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ زَكَرِيَّا ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ ، قَالَ : سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَخْطُبُ يَقُولُ - وَأَوْمَأَ بِإِصْبَعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ - يَقُولُ : مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا - أَوِالْمُدْهِنِ فِيهَا - كَمَثَلِ قَوْمٍ رَكِبُوا سَفِينَةً ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا وَأَوْعَرَهَا وَشَرَّهَا ، وَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا ، فَكَانَالَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوُا الْمَاءَ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَآذُوهُمْ ، فَقَالُوا : لَوْ خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا ، فَاسْتَقَيْنَا مِنْهُ ، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا ، فَإِنْ تَرَكُوهُمْ وَأَمْرَهُمْ هَلَكُوا جَمِيعًا ، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا جَمِيعًا (تفسير سورة الأنفال » تفسير قوله تعالى " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة "تفسير ابن كثير رحمه الله ) .
وقال الله تعالى :
{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( 104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ( 105 )يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ( 106 )وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( 107 )تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ ( 108 )) }.[ سورة آل عمران ].
وَالْمَقْصُودُ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ أَنْ تَكُونَ فِرْقَةٌ مِنَ الْأُمَّةِ مُتَصَدِّيَةٌ لِهَذَا الشَّأْنِ ، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ وَاجِبًا عَلَى كُلِّ فَرْدٍ مِنَالْأُمَّةِ بِحَسْبِهِ ، كَمَا ثَبَتَ فِي صَحِيحِمُسْلِمٍ عَنْأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ":مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ " . وَفِي رِوَايَةٍ : " وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ" . تفسير سورة آل عمران » "تفسير قوله تعالى " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر "تفسير ابن كثير رحمه الله .
فعملاً بمقتضى مامرّ من الأدلّة من كلام ربّنا وسنّة نبيّه صلّى الله عليه وسلّم ،فإنّنا نبرأ إلى الله من حال الإختلاطيين و نُنكِر عليهم عملهم هذا ونشكو إلى الله حالهم .
وإنّه ممّا طمّت به البلوى وعمّت عندنا في الجزائر ، مسألة الدراسة الإختلاطية ، سواءاً في الطور ( الإبتدائي أو المتوسطي أو الثانوي و الجامعي ) ، فمع بيان الحقّ وتجلّيه ، وكثرة كلام أهل العلم ــ السلفيين ــ في هذه المسألة ، والتفصيل في حكم الدراسة بهذه الكيفية ، استنباطاً من كتاب الله عزّ وجلّ وسنّة نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم ، وعملاً بما جرى عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم، وكذلك م قام به الناصحون بواجبهم في بيان الحقّ والأمر به والنهي عن المنكر الذي يقع فيه هؤلاء الإختلاطيين الذي لا يشكّ في خطر هذا المنكر عاقل منصف ، فضلاً عن عالم !! فإذا ببعض المنتسبين للدعوة السلفية !! تراهم يجتهدون على تقليب الحقائق ، وإثارة الشبهات في هذه المسائل ، دفاعاً عن أنفسهم ــ ولو على حساب الدين ــ وحرصاً على مكانتهم عند أتباعهم ــ ولو على حساب الطعن في الصالحين و خاصةً ف الذين بيّنوا غلطهم وانحرافهم في هذه المسألة وفي غيرها وبيّنوا مدى بعدهم عن الفهم الصحيح والنقل السليم .
وبما أنّ الحجج قائمة والنصائح متوالية ،فإنّ القوم قد بان منهجهم وعُرِفت طريقتهم في فهم النصوص واتضح لأصحاب الحقّ مدى جهلهم لطريقة السلف الصالح في الإستدلال بأحكام الإسلام وشرائعه، فلم يُبقِي الناصحون للقوم ما يُمكِّن من نشرِ أفكارهم ومن برز استدلالتهم الباطلة وبما يتمسّكون به في مسألة العذر بالجهل! و فقه الضروريات زعموا!!...... وووو .
ومن باب قول الله تعالى : {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } [الذاريات : 55] . أحببت أن أذكّر من اغترّ بفتاوى هؤلاء الإختلاطيين من أصحاب ( الضرورة تبيح المحظور !! والتسهيل على النّاس !! الأصل في الشيء ...!! وفقه الواقع !! وما هو البديل!! وغيرها ...) .
فقمت بجمعٍ لكلام ثلاثة مشائخ من أئمّة هذا العصر في حكم الدراسة الإختلاطية وخاصّة بــ : ( جامعة الخروبة بالجزائر العاصمة )
فهذه الجامعة هي التي يُدرّس فيها ـ محمّد علي فركوس الجزائري ــ هداه الله ــ ويدافع عنها وعن الذين يدرسون فيها ، وإلى الله المشتكى.
بل إنّه يُنكر ويَطعن فيمن نصحه وبيّن له بالأدلة حرمة هذا العمل ومساوئه وضرره على الأمّة الإسلاميّة(1) .
فهل بعد هذا يأتينا من يقول إنّكم تطعنون في العلماء!؟ أم أنّ الأمر هو التعصّب للأشخاص ليس إلاّ ؟
نسأل الله السلامة .
وقبل أن أنقل كلام المشايخ الفضلاء أئمّة العصر: الشيخ : أحمد النجمي رحمه الله ـ والشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ـ والشيخ يحيى الحجوري حفظه الله (2) .
أقول : هؤلاء الأئمّة لمّا حرّموا الدراسة في جامعة الخرّوبة ، لم يشاهدوا ما فيها وإنّما نقل لهم شيئا يسيراً من الحالة التي عليها ـ حسب ماورد إليهم في السؤال ـ* ولوعلموا كلّ ما يحصل فيها لكان التحذير منها اأكثر والإنكار أشدّ ممّا ذُكِر[ وليس راءٍ كمن سمع ] .
وقد سمّيت هذا المقال :
فتاوى أئمّة الدعوة السلفيّة في تحريم الدراسة بجامعة
::الخرّوبة الجزائرية ::
أوّلاً : كلام الشيخ أحمد النّجمي رحمه الله
هَذَا تَفْرِيغُ سُؤَالٍ مَعَ جَوَابِهِ كَانَ قَدْ وُجِّهَللشَّيْخِ النَّجْمي – رحمه الله تعالى – مِنْ بَعْضِ الإِخْوَةِ بالجزائر، وَهُوَ حَوْلَ الدِّرَاسَةِ بِالجامعة الإِسْلاَمِيَّـة بِخَرُّوبة بالجزائر العاصمة.
وَالسَّائِلُ هُوَ أَحَدُ الطَّـلَـبَـةِ بِالجامِعَةِ الإِسْلاَمِيَّـةِ الـمَسْؤُولِ عَنْهَا، وَهُوَ مِنْ مَدِينة الـجلفة بالجزائر. وَقَدْ حَاوَلَ هذا الطَّالِبُ نَـقْـلَ الوَاقِـع الذي يُعَايِـشُـهُ بِجَامِعَـتِـهِ – جَامِعة خَرُّوبـة بِالـجزائر العاصمة – قَـدْرَ الإِمْكَان.
وَهَذَا نصُّ التَّفْرِيغِ :"
السَّائِل من الجزائر :السَّلاَمُ عَلَيْـكُم ورحمة الله.
الشَّيْخ النَّجْمي – رحمه الله تعالى – :وَعَلَيْـكُمُ السَّلاَمُ وَرَحْـمَةُ الله.
السَّائِل من الجزائر: الشَّيخ النَّجْمِي؟
الشَّيْخ النَّجْمي – رحمه الله تعالى– : مَعَكَ.
السَّائِل من الجزائر: بَارَكَ الله فِيكَ، يَا شَيْخ، نَحْنُ شَبَابٌ مِنَ الجزَائر نُرِيدُ طَرْحَ مـَجْمُوعَةٍ مِنَ الأَسْئِلَةِ إِنْ أَمْكَنَ؟
الشَّيْخ النَّجْمي – رحمه الله تعالى– : تَفَضَّلْ.
السَّائِل من الجزائر: السُّؤَالُ الأَوَّلُ حَوْلَ الدِّرَاسَةِ في الـجَامِعَة.
أَصِفُ لَكَ هَذِهِ الـجَامِعة، عِنْدَنَا في الجزائر مَعْهَدٌ في كُلِّـيَّـةِ العُلُومِ الإِسْلاَمِيَّة، أَصِفُ لَكَ هَذَا الـمَعْهَدَ لِتُعْطِـيَـنَا حُكْمَ الدِّرَاسَةِ في هَذَا الـمَعْهَدِ.
الاخْتِلاَطُ مَوْجُودٌ في السَّاحَةِ، وَالـمَدْخَلُ وَاحِدٌ لِلرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، مَعَ تَـفَـشِّـي التَّـبَـرُّج، عِلْمًـا أَنَّ التَّـبَـرُّجَ قَدْ تَـفَـشَّـى في كُلِّ مَكَانٍ حَتَّى في الشَّـوَارِعِ. غَالِبُ الـمُدَرِّسِينَ على غَيْرِ الـمَنْهَجِ، وَيُعَادُونَ أَصْحَابَ الـمَنْهَجِ السَّلَفِيِّ، وَيَنْشُرُونَ مَنَاهِجَهُمُ الفَاسِدَةَ. العَقِيدَةُ الـمُقَرَّرَةُ هِيَ الأَشْعَرِيَّة، وَلاَ تُدَرَّسُ العَقِيدَةُ إِلاَّ في الطَّوْرِ الأَوَّلِ، أَوِ الذِينَ يَتَخَصَّصُونَ فِيهَا. الفِقْهُ الـمُقَرَّرُ هُوَ الفِقْهُ الـمَـالِكِيُّ. بَعْضُ الذِينَ يُشْرِفُونَ عَلَى التَّدْرِيسِ نِسَاءٌ.
هَذَا هُوَ وَصْفُ هَذِهِ الجامعة، فَـمَـا هُوَ حُكْمُ الدِّرَاسَةِ في هَذِهِ الجامِعَةِ يَا شَيْخ؟
الشَّيْخ النَّجْمي – رحمه الله تعالى– : وَالله مِـثْـلُ هَذَا يَـنْـبَـغِي أَنَّ السَّلَفِيِّـيـنَ يَـبْـتَـعِدُونَ عَنْ هَذِهِ الـجَامِعَةِ، طَالَـمَـا [...]*، وَالـمُشْرِفِينَ عَلَيْهَا مِنْ أَهْلِ الـمَنَاهِـجِ، أَوْ أَغْلَبِيَّـتُـهُمْ مِنْ أَهْلِ الـمَنَاهِجِ، وَأَنَّ السَّلَفِيِّـيـنَ فِيهَا يَعْنِي شِبْـهُ مُضْطَهَدِينَ، وَأَنَّ العَقِيدَةَ الـمُقَرَّرَةَ هِي العَقِيدَةُ الأَشْعَرِيَّةُ، وَالاخْتِلاَطُ مَوْجُودٌ، وَالتَّـبَـرُّجُ كَـثِـيـرٌ، وَالدَّعْوةُ إِلى يَعْنِي الفُجُورِ حَاصِلَةٌ، فَفِي هَذِهِ الـحَالَةِ الذِي أَرَاهُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَـبْـتَـعِدُ بِـدِيـنِـهِ عَلَى مَا يَـسَّـرَهُ الله لَــهُ مِنَ العَيْشِ.
السَّائِل من الجزائر: نَعَمْ، بَارَكَ الله فِيكَ يَا شَيْخ."اهـ
* :عبارة غير تامة.
حمل المقطع الصوتي
حمل التفريغ منسقا
::::::::::::::::::::::::::::::::::
ثانياً : الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
هَذَا تَفْرِيغُ سُؤَالٍ مَعَ جَوَابِهِ كَانَ قَدْ وُجِّهَ للشَّيْخِرَبيع بن هادي المدخلي– حفظه الله تعالى – مِنْ بَعْضِ الإِخْوَةِ بالجزائر، وهو حَوْلَ الدِّرَاسَةِ بِالجامعة الإسلامية بخروبة بالجزائر العاصمة.
والسُّؤَال مُسْتَلٌّ من الشريط الأول، الوجه الأول، من مجموع أشرطة بِعُنْوَان:
شُبُهَات الحزْبِيِّينَ وَالرَّدُ عليها
لشيخناالشيخ رَبيع بن هادي المدخلي– حفظه الله تعالى – والتي تقع في أربعة أشرطة.
وهي من تسجيلات مجالس الهدى للانتاج والتوزيع بالجزائر العاصمة.
وَهَذَا نَصُّ التفريغ :"
السَّائِل من الجزائر:في الجامعةالإسلامية يا شيخ في الجزائر، تَدْرِي فِيهِ اخْتِلاَط، وَ كَذَا.
الشَّيْخ ربيع المدخلي – حفظه الله تعالى- : أَيْـوَه.
السَّائِل من الجزائر:وَالشَّبَاب يَعْنِي، عِنْـدَنَـا مَثَلاً في الجامعة، جَامِعَةخَرُّوبَـة في العاصمة مَوْجُود قِسْمٌ للشَّرِيعَةِ، وَقِسْمٌ للاقْتِـصَادِ.
الشَّيْخ ربيع المدخلي – حفظه الله تعالى- :أَيْـوَه.
السَّائِل من الجزائر: وَالشَّبَاب قَدْ يُـفْـتَـنُ ، يَعْنِي يَمُرُّ عَلىالفَـتَـيَـاتِ، يَعْنِي عَلى العُرِيِّ وَ كَذَا، فَـبَـعْضُ الشَّبَابِ امْـتَـنَـعَ عَنِ الدِّرَاسَةِ، وَبَعْضُهُمْ لاَ يَـحْضُرُ إِلاَّ للامْتِحَانَاتِ ، مَانَدْرِي يَا شَيْخ! هَلْ تَـنْـصَحُـونَ الشَّبَابَ بِعَدَمِ الدِّرَاسَـةِ، يَعْنِي يَدْرُسُون فَقَطْ في[...]*، وَتَدْرِي حَتَّى يُـنَـصَّـبَ الإنسانُ إِمَاماً وَ كَذَا، يَنْـبَـغِي أَنْ يَكُونَ لَهُ شَهَادَة في الجزائر.
الشيخ ربيع المدخلي – حفظه الله تعالى -:إِذًا الدِّرَاسَة لِغَرَضٍ دُنْيَوِيٍّ.
السَّائِل من الجزائر:لاَ، قَصْدِي يَا شَيْخ، حَتَّى يَكُونَ إِمَامٌ في الـمَسْجِد.
الشيخ ربيع المدخلي – حفظه الله تعالى -:وَالله العُلَمَـاء عِنْدَنا ابْنُ بَاز وَغَيْرُهُ ، عُلَمَـاءُ هَذَا البَلَدِ والـحَـقُّ مَعَهُمْ،بَارَكَ الله فِيكُمْ، أَنَّـهُ لاَ يَـجُـوزُ حُدُوث هَذِهِ الدِّارَسَةُ الـمُخْتَلِطَـةُ، وَعَلَى الـمُسْلِمِينَ أَنْ يُصَفُّوا أَوْضَاعَهُمْ، بَارَكَ الله فِيكُمْ، أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌ، وَالإِمْكَانِـيَات مَوْجُودَة، وَ بِإِمْكَانِ أَيُّ بَلَدٍ إِسْلاَمِيٍّ أَنْ يَضَعَ، يَعْنِي مَدَارِسَ خَاصَّة بِالنِّسَاء، وَمَدَارِس خَاصَّة بِالرِّجال، كَمَـا هُوَ مَوْجُودٌ في هَذَا البَلَد، وَيُوجَدُ في بَعْض البُلْدان.
وَالله، بَلَغَنِي حَتَّى في أَمْرِيكَا الآن يُنَادُونَ بِمِثْلِ هَذَا، الفَصْل بَيْنَ الرِّجَال وَالنِّسَاء لِـمَـا يَـتَـرَتَّبُ عَلى الاخْتِلاَطِ مِنَ الـمَفَاسِد التي لاَ أَوَّلَ لَـهـا وَلاَ آخِر، فأنا لَـمَّـا أَجِيءُ أَتَعَلَّمُ الفِقْهَ، ثُمَّ أَقَعُ فيالزِّنَا وَمَا يُشْبِهُ الزِّنَا، وَفِي الإنْحِلاَل، وَفِي مَرَضٍ قَلْبِيٍّ، وَفِي بَلاَيـَا، القَلْبُ يَمْرَضُ يَاأَخِي، وَتَغْلِبُ عَلَيْهِ الشَّهْوَة.
ضَعْ لي وَاحِد شَايِب يَـجْـلِسُ لَكَ مَعَ النِّسَاءِ الـجَمِيلاَتِ ما يَسْلَم، ما يَسْلَم، وَلِـهَـذَا يَقُولُ عُبَادَة بن الصَّامِت في آخِرِ عُمُرِهِ، قَالَ: وَالله إِنَّ الرَّجُلَ لَقَدْ مَاتَ، وَلَكِنْ وَالله لَأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَـاءِ أَحَبُّ إِلَـيَّ مِنْأَنْ أَخْلُوَ بِإِمْرَأَةٍ، بَارَكَ الله فِيكُم، كَيْفَ يَـجْلِس الـجَنْبُ بِالـجَنْبٍ، وَالفَخِذُ بِالفَخِذِ، وَالـمَنْكِبُ بِالـمَنْكِبِ، وَتَضْحَك وَتُدَاعِب، وَكَذَا، وَيـَخْرُج، وَمَدْخَلُ الجامعة وَمَـخْرَجُهَا، وَمَـمَرَّاتُـهَا، وَإِلى آخِرِهِ، وَهُوَ يُضَاحِكُهَا.
"العَـيْـنُ تَـزْنِـي، وَزِنَاهَا النَّظَر، وَاليَـد تَـزْني، وَزِنَاهَا البَطْش، وَالرِّجْل تَـزْنِـي، وَزِنَاهَا الـمَشْـي..."، إلى أَنْ يَقُولَ: " وَالفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ، أَوْ يُكَـذِّبُـهُ "، كُلُّ هَذَا زِنا، فَـكَمْ مَرَّة! مِنْ نَظَرَاتٍ كَثِيرَةٍ، وَمِنْ أَشْيَاءٍ كثيرة ، كَمْ يَزْنِي في اليوم ؟ كَمْ مَرَّةٍ؟
السَّائِل من الجزائر:مِئَات الـمَرَّات يا شيخ.
الشيخ ربيع المدخلي – حفظه الله تعالى -:أَيُّ دِينٍ هَذَا الذي تَبْغِي أَنْ تَـتَـعَلَّمَهُ يَا أَخِي!أَيُّ عِلْم تَبْغِي تَطْلُب! يَبْحَثُونَ عَنْ عُلَمَـاء، يُعَلِّمُونَـهُمْ في الـمَسَاجِدِ[...]*، يُغْنِـيـهِم الله عَزَّ وَجَلَّ. الآن الـمَدَارِس السَّلَفِيَّـة في اليَمَن لاَ يُرِيدُونَ شَهَادَات، يُرِيدُونَ العِلْمَ بَسْ، يُرِيدُونَ العِلْمَ وَالعَمَلَ، فَفَتَحَ الله عَلَيْهِم، طُلاَّبُهُمْ كَـثِـيـر، وَأَعْدَادُهُمْ كَثِـيـرَة وَتَـتَـزَايَد، وَإِلىآخِرِه، مُسْتَـغْـنُون عَنِ الشَّهَادَةِ وَعَنِ الكَلام الفَارِغ، فَلـيَـبْحَـثُوا عن عُلَمَـاء[...]*، وَهَكَذَا، وَفِيه هُنَاك طُلاَّب، بَعض خِرِّيـجِي الجامعة يَفْتَحُونَ دُرُوسَهُمْ للشَّبَابِ في المدارس، يُعَلِّمُونَهُم عِلْمَ السَّلَفِ، كِتَابَ الله، وَسُنَّةَ الرَّسُولِ، وَالعَقَائِد، وَالفَرَائِض، وَالفِقْهَ، وَإِلى آخِرِهِ، وَالتَّفْسِيرَ، وَيُعَلِّمُونَهُم هَذِهالأُمُورَ، وَيَطْلَع في أَيَّامٍ قَلِيلَةٍ عُلَمَـاء أَحْسَن مِنْ خِرِّيـجِي الـجَامِعَة، بَارَك الله فِيكُم، يَعْنِي لا يَـجِدُ العِلْمَ إِلاَّ عَنْ طَرِيقِ هَذِهِ الـجَامِعَة؟!
السَّائِل من الجزائر:لاَ يَا شَيْخ، مَا يُـحَصِّل أَصْلاً عِلْمًـا في الجامعة.
الشيخ ربيع المدخلي – حفظه الله تعالى -:مَا يُـحَصِّل، خَلاَصْ.
السَّائِل من الجزائر:لأَنَّ العَقِيدَةَ أَشْعَرِيَّة، وَالـمَذْهَبَ مَالِكِي.
الشيخ ربيع المدخلي – حفظه الله تعالى -:الـمَذْهَب الـمَـالِكي يَعْنِي لَوْ أَخَذُوهُ مِنْ مَصَادِرِهِ الصَّحِيحَة مِثْل الأَوَّلِين مِنْهُم، وَالله فِيهِ عِلْمٌ كَثِيرٌ وَنَافِعٌ، وَكَثِيرٌ مِنَ الـمَشَايِـخِ خَالَفُوا فِيهَا الـمَذْهَبَ الـمـالكي،وَلَو الْتَزَمُوهُ لَـهَانَ الأَمْرُ والله." اهـ
-------------------------------------------------
*:*كلمة غير مفهومة، أو عبارة غير تامة.
حَمِّل المقطع الصوتي من هنا
حَمِّل التفريغ منسقا على شكل وورد من هنا
::::::::::::::::::::::::::::::::::
ثالثاً : الشيخ يحيى الحجوري حفظه الله
السؤال (62): هل التحذير من الجامعات الإسلامية المختلطة، كجامعة الخرُّوَبة بالعاصمة الجزائرية، هل يُعدُّ هذا من التثبيط عن طلب العلم ؟
الجواب : لا، بل هذا من التثبيط عن المعاصي، ومن إنكار المنكر، الذي يقول: لا تدرس في جامعة اختلاطية نصحك ولم يُعِنْك على المنكر، بينما لو قال لك: ادرس في الجامعة الاختلاطية غشّك « مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا* »، أيجوز أن يعرِّضك لمرض قلبك؟!! والنبيﷺيقول«ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب»()، ثم من هذا من الناس من إذا خالط النساء لم تؤثر فيه هذه المخالطة؟!!، ومثل هذا العلم علم ما فيه بركة، علم دنيا، علم فتنة، فالواجب البعد عن الفتنة «إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، ولَمن ابتلي فصبر »()،* «أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء » كما روى مسلم في "صحيحه"() عن أبي سعيد رضي الله عنه.
المصدر: [ الحُلّة البهيّة بالإجابة عن الأسئلة الجزائرية أجاب عنها فضيلة الشيخ المحدث العلامة أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله تعالى ] .
و سبحانك اللّهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ـ كنت مررت سابقاً بجنب هذه الجامعة ــ الخروبة ــ وكنت في سفر ولم أكن أعرفها ــ فوقفت أنتظر سيارة أجرة ، فما دريت إلاّ وخليطٌ من النساء والرجال كالسيل حين خروجهم من هذه الجامعة وهم في مشهد ٍلاترضى به النفس العفيفة التقيّة ــ والله المستعان،وحينها لم أستطع الإنتظار أكثر وانطلقت مهرولاً هارباً حائراً لا أدري أين أتّجه وأنا غريبٌ عن المنطقة والله المستعان ،و أنا أذكر هذا ليُعلم ما يجري في هذه الجامعة ــ هذا من خارجها ، أمّا ما يجري في الداخل فيعلم ذلككل من يعمل فيها!!! وإلى الله المشتكى .
(2) ـ وعلى هذا التحريم علمائنا الأجلاّء بلا استثناء ، وإنّما ذكرت منهم من حكم على جامعة الخرّوبة بعينها ، وإلاّ فحكم الدراسة الإختلاطية لايجوز على اختلاف الأمكنة وتفاوت الأزمنة و هذا قول علمائنا الأجلاّء .
تعليق