يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم إنا كفيناك المستهزئين
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا مزيدًا إلى يوم الدين
أما بعد
فيقول الله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح: 29]
ويقول تعالى: {ما كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا } [الأحزاب: 40]
ويقول تعالى: { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } [التوبة: 128، 129]
وقال تعالى: { وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [التوبة: 61]
ومعلوم مكانة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الدين الحنيف وأن محبته واتباعه ومناصرته من واجبات الدين الحنيف ولا يصح إيمان رجل حتى يؤمن به ويتبعه ويحبه
قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158) وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} [الأعراف: 157 - 159]
ومعلوم أن الذين يبغضونه ويكنون له العداء هم الكفار والمشركون والوثنيون والضالون وأن هذا الذي يصدر منهم بين الحين والآخر إنما تكرار للعداء المستمر وأن هذا الفعل يدل على مدى استخفاف هؤلاء المجرمين بالمسلمين فهم يرون المسلمين في ضعف وتمزق وشتات بسبب الفتن والمخالفات والمظاهرات والثورات فاستغلوا مثل هذا الضعف ليتجرؤوا على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكذلك لما توقف الجهاد الصحيح لهؤلاء الكفار فأصبحوا لا يبلون بالمسلمين
وهذا الفعل ليس أول فعل من هؤلاء الكفار ولا آخر فعل منهم، فهم ينصبون العداء لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم من قديم الزمان إلى يومنا هذا، وهذا لا يضر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقد تكفل الله سبحانه وتعالى بالانتقام منهم
قال تعالى: { فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95)} [الحجر: 94، 95]
ونقول للمسلمين أين الغيرة على رسولكم صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه ومناصرته وإن من أعظم المناصرة هي الدعوة إلى اتباع سنته وتعريف العالم بمحمد صلى الله عليه وسلم ودينه وسنته وأخلاقه
ولا تكون مناصرته بالاعتصامات والمظاهرات وتقليد الكفار ولكن مناصرته تكون بالدعوة إلى سنته واتباعه صلى الله عليه وسلم في الأقوال والأفعال والمعتقدات والأخلاق
قال تعالى: { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [النساء: 65]
وقال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115]
والواجب على ولاة أمور المسلمين أن يتقوا الله عزو جل في نبيهم صلى الله عليه وسلم وأن يكون لهم موقف مشرف أمام هؤلاء الذي يطعنون في رسولنا صلى الله عليه وسلم وإخراجهم من بلاد المسلمين حتى يتوبوا ويعتذروا من هذا
ونقول لأصحاب الكراسي الذين سفكوا الدماء وانتهكوا الحرمات من أجل أن يصعدوا إلى الكراسي أن موقفكم من هؤلاء وأنتم من أكثر الناس مسارعة إليهم والوقوف أمام أبوابهم لتأخذوا منهم الدعم والأموال فأين أنتم اليوم وأين موقفكم من هؤلاء الذي يطعنون في نبيكم صلى الله عليه وسلم
فنسأل الله أن ينتقم من الكافرين والمشركين وممن يسكت عن أفعالهم أو يرضى بها أو يجاملهم