جزاك الله خيرا أخانا أبا مجاهد على جهودك الطيّبة الدلالة على سيرك الحسن و منهجك الصافي الغير آسن -فيما نحسبك و الله حسيبك و لا نزكي على الله أحد-
فواصل -رعاك الله و حفظك- ، فقد أثنى الله -عز وجل- على من سعى في الإصلاح بين الناس فقال تعالى :{لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} [النساء:114]. وقال تعالى أيضاً :{وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء: الآية128].
و قال رسولُ اللهِ -صلّى الله عليه وسلّم- : (( أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ ؟ قَالُوا: بَلَى ! قَالَ: (( صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ ))[رواه الترمذي رقم(2509)
وغيره من حديث أبي الدرداء -رضي الله عنه-. قال الترمذي: "هذا حديث صحيح". وصححه الإمام الألباني في "صحيح الترمذي" برقم (2037).].
قال العلامة المحقق ابنُ القيِّم-رحمه الله- : «فالصُّلحُ الجائزُ بين المسلمين هو الَّذي يُعْتَمَدُ فيه رِضَى اللهِ سُبحانه ورضَى الخصْمَيْنِ، فهذا أعْدَلُ الصُّلحِ وأحقُّه، وهو يَعْتَمِدُ العلمَ والعدلَ، فيكونُ المُصْلِحُ عالما بالوقائعِ، عارفًا بالواجبِ، قاصدًا للعدلِ، فدرجةُ هذا أفضلُ من درجةِ الصَّائم القائم...» اهـ. "اعلام الموقعين" (1/109-110).
و من فضائل الحسن بن علي -رضي الله عنهما- أنه وفِّق للإصلاح بين فئتين عظيمتين من المسلمين فنال بذلك السِّيادة ،
وفيه قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:(( إِنَّ ابْنِى هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ))[رواه البخاري رقم(2704) وغيره]
قال الحافظ ابنُ حجر : (( قال المهلَّبُ: الحديثُ دالٌّ على أنَّ السِّيادةَ إنَّما يستحقُّها من يَنْتَفِعُ به النَّاسُ، لكونِه علَّق السِّيادةَ بالإصلاحِ)) اهـ."الفتح" (13/84).
قلت : و أنت يا أخانا أبا مجاهد قد انتفع السلفيون بما قمت به من الإصلاح بين عالمين جليلين مستهدفين من قبل الحزبيين وأذنابهم
فنسأل الله تعالى أن يجعلك سيداً و يرفع من قدرك يا عَلَم .
و أعلم ان هذا الكلام سيغيض الحزبيين و نقول لكل من أغاضه هذا الكلام
((احترق بحسدك يا فاجر فإنه لا يعرف الفضل لأهل الفضلِ إلاَّ ذووه)).
ولله در القائل :
إن المكـارم كلها لو حصلت ...... رجـعت جمـلتها إلى شـيئين
تعظيم أمر الله جـل جـلاله ...... والسعي في إصلاح ذات البين
***حسبنا الله و نعــم الوكيل***
تعليق