• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

موعظة رب العبيد لنا وللشيخ عبيد ﴿وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا﴾

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • موعظة رب العبيد لنا وللشيخ عبيد ﴿وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا﴾

    موعظة رب العبيد


    لنا وللشيخ عبيد :


    ﴿وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا﴾





    بقلم :


    أبي حاتــــم يوســــــف الجزائري





    بسم الله الرحمن الرحيم



    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . أما بعد :
    إلى فضيلة الشيخ عبيد الجابري - حفظه الله وسدّد بالحقّ خطاه- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد :
    فقد قال تعالى وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ ، وقال ﷺ:«الدين النصيحة، قالوا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم» أخرجه مسلم من حديث تميم الداري رضي الله عنه .
    وثبت عند أحمد والترمذي وغيرهما من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ هَيْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِحَقٍّ إِذَا رَآهُ أَوْ شَهِدَهُ أَوْ سَمِعَهُ » فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ:وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ و قَالَ أَبُو نَضْرَةَ -راويه عن أبي سعيد- وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ.
    فانطلاقا من هذه الأدلة وغيرها، كان أهل السنة ولا زالوا يذبُّون عن الشريعة الخطا، وإن كان المخالف إمامًا في السنة والاتباع، وسواء كان الرّادّ صغيرا أم كبيرا، إذ العبرة بنصب الحق والأدلة.
    قال الإمام ابن رجب رحمه الله: (وسواء كان الذي يبين خطأه صغيرا أو كبيرا، وله أسوة بمن رد من العلماء مقالات ابن عباس التي شذّ بها وأُنكرت عليه من العلماء..)"الفرق بين النصيحة والتعيير" ( ).
    قال العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله:(أيُّ خطأ يجب أن يبين للناس أن هذا خطأ، مهما علت منزلة هذا الشخص الذي صدر منه هذا الخطأ، لأننا كما قلنا غير مرة بأن خطأه يُنسب إلى دين الله...)"الأجوبة السلفية" ص(16-20).
    وقلــتـُم حفظكم الله تعالى: (من الأصول أن يُرَدَّ على المخالف وإن كان من الأئمة الأعلام الأثبات ولا ينظر إلى حسناته، يرد الخطأ، يبين ويفند ويبين وجه الصواب..) «الأجوبة السلفية على الأسئلة الدعوية» ص(54).
    ولقد ساءنا كما ساء كثيرا من السلفيين الناصحين؛ تجلُّدُ فضيلتكم في الدفاع عن ذلكم الحزبي الخائن: عبد الرحمن بن مرعي ، وكذا حملتكم على الشيخ الناصح الأمين يحيى بن على الحجوري حفظه الله، بما لم نعهده منكم على بعض رؤوس الضلالة!! وقد سرّ ذلك كثيرا من أهل الأهواء والتحزب..
    قال الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى: (وقد جرت قاعدة أهل البدع في سابق الدهر ولاحقه، بأنهم يفرحون بصدور الكلمة الواحدة من عالم من العلماء، ويبالغون في إشهارها وإذاعتها فيما بينهم، ويجعلونها حجة على بدعتهم، ويضربون بها وجه منْ أنكر عليهم) «أدب الطلب» ص(43).
    وما يستغلُّه أهل هذا الحزب ( ) الجديد- حزب عبد الرحمن- من كلام أهل العلم على أقسام:
    - إمّا أكاذيب يختلقونها عليهم!
    - أو كلامًا مجملا يُحرّفونه ليتناسب مع ما يشتهون!
    - أو يستغلون زلة تصدر من بعضهم، حيث إن علماءنا غير معصومين!
    وهذا القسم الأخير، هو الذي كان حظَّهم من فضيلتكم سدّدكم الله.
    قال العلامة المعلمي رحمه الله تعالى:( واعلم أن الله تعالى قد يوقع بعض المخلصين في شيء من الخطأ ابتلاء لغيره، أيتبعون الحق ويدعون قوله، أم يغترون بفضله وجلالته؟ وهو معذور، بل مأجور لاجتهاده وقصده الخير وعدم تقصيره، لكن من اتبعه مغترا بعظمته بدون التفات إلى الحجج الحقيقية من كتاب الله وسنة رسوله فلا يكون معذورا، بل هو على خطر عظيم.
    ولما ذهبت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إلى البصرة قبل وقعة الجمل؛ أتبعها أمير المؤمنين عليٌّ رضي الله عنه ابنــــَه الحسن وعمارَ بن ياسر رضي الله عنهما لينصحا الناس، فكان من كلام عمار لأهل البصرة أن قال:"والله إنها لزوجة نبيكم ﷺ في الدنيا والآخرة، ولكن الله ابتلاكم بها ليعلم إياه تطيعون أم هي؟...)"رفع الاشتباه عن معنى العبادة والإله"ص(152-153). وكان على فضيلتكم-وأنتم الدعاة إلى الحلم والحكمة! والنظر في المصالح والمفاسد وعواقب الأمور! - أن تحسبوا قبل كلامكم في الشيخ يحيى ألف حساب، حيث إنكم تعلمون أن الدعوة التي يقوم بها الشيخ يحيى حفظه الله؛ دعوة لا يُعرف لها مثيل في عصرنا الحاضر، ولا نعلم عالما في هذا الوقت يُرحل إليه من جميع أصقاع الأرض كما رحل إلى فضيلته، ولا نعلم حلقة علم فيها سبعة آلاف طالب سلفي خالص مِن درن الحزبية البغيضة-فيما نحسبهم والله حسيبهم- مع الاستمرار في طلب العلم ليلا ونهارا ليس لهم عطل عن طلب العلم حتى في الأعياد و الجمعات!!! كحلقته حفظه الله .
    ومن المعلوم عندكم وعند أهل الإنصاف والحلم! أنّ ذلك لا يأتي سدًى وصدفة! وإنما يأتي من جرّاء ثقة الناس بحامل هذه الدعوة، ولما علموا من أمانته وتضلُّعه في العلم، ويشهد لذلك تلك الجهود العلمية التي يقوم بها، حتى جاوزت تواليفه الثمانين في كثير من الفنون، وبلغت أشرطته من شروح ومحاضرات وخطب وفتاوى ..مئات الأشرطة، وأصبح مرجعا من مراجع الأمة في التدريس والفتوى بشهادة أهل العلم له بذلك، وشهادة الواقع...
    ولست أعني أن تسكتوا عن خطأ رأيتموه، أو زلل علمتموه! ولكن؛ تعلمون منهج السلف في مراعاة المصالح والمفاسد!!
    ومراعاة حال المتكلَّم فيه، وتبعاتُ الخطأ من حيث ضخامتها وصغرها، واتساعُ دعوته و...، وغير ذلك من الأمور التي ينبغي على الحليم الحكيم مراعاتها!! كما نبّه عليه الإمام الشاطبي في"الاعتصام"(1/225)، وكما نبّهتم عليه في شريطكم"الحد الفاصل"كما في الملزمة المفرَّغة (ص3) .
    هذا إن كان المخالف من أهل الضلال!! فكيف إذا كان من رؤوس أهل السنة، القائمين على الدعوة السلفية في هذا الوقت!! فكيف بمن لم تصيبوا الحق في الطعن عليه! ولم تقيموا أدلة وبراهين على ما ذهبتم إليه!!
    بل وقعتم فيما رميتموه به!! على خلاف ما عهدناكم عليه في كثير من ردودكم على المخالفين....!
    وفي حين كنا ننتظر منكم ردودا علمية!! إعانة له على مناوئيه من أهل الأهواء الذين انظم لهم في المناوءة هذا الحزب الجديد!! لم نر في أكثر كلامكم غير : الأخ يحيى سليط اللسان!! فاحش القول!! ما يرعى حرمة أحد!! لو صاحبته عشر سنين يمكن يهدمها في ساعة!! ما يبني على الرفق !!هو وإن كان عنده علم لكن محروم الحِلم والحكمة!! شخص مجلسه عامر بالسب والشتم والوقيعة في الناس , هذا بارك الله فيكم ما يحضر مجلسه..!! عنده تلبيس وتدليس..!! الشيخ يحيى وكثير ما يعرفون ضابط الحزبية ما هو ؟ ما يعرفون ضابط الحزبية ما هو ؟ لو رأوا أنك جعلت بجوار مسجدك مكتبة تمد المسجد قالوا هذه حزبية ما يعرفون الحزبية ما هي!! ...وغير ذلك من الوقيعة التي كان يدندن بها أهل التعصب والحزبية الجديدة !! وما أدري كيف أدخلوها عليكم!! لكنها بطانة السوء!!
    ولا يخفى عليكم أن هذه الألفاظ- والحال أنها عارية عن الدليل- سبٌّ وشتم ووقيعة في أعراض العلماء ولا حول ولا قوة إلا بالله!! ( ) .
    فأنتم يا فضيلة الشيخ-والله-أرفع من هذا بكثير!!! والناظر في الردود المتبادلة بينكم وبين الشيخ يحيى- حفظ الله الجميع- يدرك يقينا صاحب الحلم والحكمة والتأني في هذه الردود!!! وهل تظنون أهلَ السنة يقبلون منكم السب والشتم!!! أهلُ السنة يا شيخ لا يقبلون غير الدليل!!!!
    وكما تعلم أن الإمام العلامة المحدث المنصف صاحب الحكمة والحلم : مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله، وهو الذي كان قائما على قلعة العلم الشامخة التي ليس لها نظير في العالم في صفائها ونقائها وقوتها العلمية، والتي قد عاش جلَّ حياته لخدمتها والقيام عليها، حتى أصبحت جزءً من حياته....لما أحسّ بدنو أجله؛ فكّر فيمن يكون خليفةً له بعد موته، والتي تتوفّر فيه-ولا بدّ- الأهلية للقيام بهذا العمل الكبير، والإرث العظيم، من علمٍ وتضلعٍ فيه، وصبرٍ على مشاق الدعوة!! وحلم وحكمة في الدعوة إلى الله!! وعلم بالمصالح والمفاسد وتقديرها!!
    فنظر أيمن منه وأشأم منه، فرآى عددا كبيرا من أشباله العلماء، فعلم أن الذي يصلح للقيام على هذا العمل العظيم أكمل القيام هو- الذي رميته بتلكم الأوصاف الشنيعة، ونفيت عنه الحلم والحكمة!! – الشيخ الفاضل يحيى بن علي الحجوري حفظه الله ورعاه، بعد أنْ خَبَرَه قرابة عشرين سنة، ولم يلمس منه مقولتَكم المردودة-التي هي شنشنةٌ عُرف بها الحزبيون عندنا-: لو صاحبتَه عشر سنين يمكن يهدمها في ساعة!!!!!!!
    كما لم يلمسها غيرُه من مشايخ اليمن وطلاب العلم، ومن عظيم الرفعة والشرف للسلفي الناصح، ألاّ تأخذه في الله لومة لائم ولا محبة قريب، ولا زال أئمة الدين يهجرون أهل البدعة والضلالة ويحذرون منهم ويغلظون عليهم ...ولو كانوا ممن قد صاحبوهم عشرات السنين، عملا بقوله تعالى (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُون) .
    وهذا هو عين الحلم والحكمة...قال تعالى مخبرا عن خليله إبراهيم ﷺ : ( وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيم ) .
    وقد كان السلف الصالح يعدُّون ذلك من أشرف القُرَب إلى الله عزّ وجل، ومن أعظم الزّاد ليوم المعاد...
    قال الإمام أسد بن موسى في رسالته التي كتبها إلى أسد بن فرات: (اعلم- أي أخي-أنّ ما حملني على الكتابة إليك ما ذكر أهل بلادك من صالح ما أعطاك الله من إنصافك على الناس، وحسن حالك مما أظهرت من السنة، وعَيْبك لأهل البدعة، وكثرة ذكرك لهم وطعنك عليهم، فقمعهم الله بك، وشدّ بك ظهر أهل السنة، وقوّاك عليهم بإظهار عيبهم، والطعن عليهم، فأذلَّهم الله بذلك، وصاروا ببدعتهم متستّرين، فأبشر-أي أخي-بثواب ذلك، واعتدّ بها أفضل حسناتك من الصلاة والحج والجهاد، وأين تقع هذه الأعمال من إقامة كتاب الله وإحياء سنة رسوله..) «البدع والنهي عنها» لابن وضاح (28-29).
    وقال الشيخ العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله في بعض رسائله: (..وقد بلغني ما منَّ الله به عليك من جهادك أهل البدع، والإغلاظ في الإنكار على الجهمية المعطلة ومن والاهم، وهذا من أجلّ النعم وأشرف العطايا..وهو من أظهر شعائر السنة وآكدها، وإنما يختص به في كل عصر ومصر: أهل السنة وعسكر القرآن، وأكابر أهل الدين والإيمان، فعليك بالجدّ والاجتهاد، واعتد به من أفضل الزاد للمعاد، قال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾..). «عيون الرسائل» (2/539-540).
    وليس أصل الولاء والبراء السلفي مما يخفى عنكم، وكذا أدلته وتطبيق السلف الصالح إياه، ﴿وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾..
    ثم نعود إلى الإمام الوادعي رحمه الله: فقد قال الأخ عبد الله ماطر حفظه الله -الذي أدلى بشهادته أمام الملأ بمسجد دار الحديث بدمّاج- : (وقد سألت الشيخ - يعني الإمام الوادعيَّ- وأنا والله، ليس بيني وبينه إلا الله عزّ وجلّ، وأنا في غرفته على سريره الذي ينام عليه ؛ فقلت : يا شيخ، إلى من يرجع إليه الإخوة في اليمن؟ ومن هو أعلم واحد في اليمن؟ فسكت الشيخ قليلا ثم قال: الشيخ يحيى) !!
    فما أشد فراسة الإمام الوادعي في الشيخ يحي الحجوري، وأبعد فراستكم فيه!!!!
    وقال الإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى في وصيته لأهل بلده: (لا ترضوا بنزوله من على الكرسي فهو ناصح أمين..) .
    وقال رحمه الله في مقدمته لكتاب"أحكام الجمعة لشيخنا": (..وهو قوّال بالحق لا يخاف في الله لوْمة لائم..) .
    وقال في تقديمه لتحقيق شيخنا لكتاب"إصلاح المجتمع": (وقد بذل الشّيخ يحيى حفظه الله جهدًا مشكورًا في تخريج أحاديثه وتحقيق ألفاظه ومعانيه وتنبيهات قيّمة على بعض الأخطاء التي حصلت للمؤلّف رحمه الله، فأصبحت تخاريج الحديث مرجعًا ينبغي لطالب العلم أن يقتنيه، ولو من أجل التخريج..والأخ الشيخ يحيى بن علي الحجوري بحمد الله قد أصبح مرجعًا في التدريس والفتاوى،أسأل الله أن يجزيه خيرًا وأن يبارك في علمه وماله وولده...إنه جواد كريم).
    وقال في مقدمته لكتاب شيخنا"ضياء السالكين في أحكام وآداب المسافرين": (فقد قُرئ عليَّ شطر رسالة السفر لأخينا في الله الشيخ الفاضل التّقيّ الزّاهد المحدّث الفقيه أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله، فوجدتها رسالة مفيدة فيها فوائد تُشدُّ لها الرّحال، اشتملت على فوائد حديثيَّة من جرح وتعديل وتصحيح وتضعيف، وعلى فوائد فقهيّة من استنباط أحكام وتفسير غريب وتوضيح مبهم، شأنه في رسائله الأخرى... وإنّي أرجو أن ينفع الله به وبمؤلّفاته الإسلام والمسلمين...ونفع إخوانه بالفتاوى التي تعتمد على الدليل..).
    وقال أيضًا في تقديمه لكتاب شيخنا"أحكام التيمم": (..أودعه فوائد تُشدُّ لها الرّحال، من كلام على الحديث وعلى رجال السَّند، واستنباط مسائل فقهية بما يدُلُّ على تبحُّره في علم الحديث والفقه، ولست أبالغ إذا قلت: إنَّ عمله هذا يفوق عمل الحافظ في «الفتح» في هذا الباب؛ من بيان حال كلّ حديث وبيان درجته...) .
    وقال أيضًا في مقدمة كتاب شيخنا"الصُّبح الشَّارق في الرّدّ على ضلالات عبد المجيد الزّنداني في كتابه توحيد الخالق": (فللّه درّه من باحث مُلمّ بحواشي الفوائد، من عقيدة وفقه وحديث وتفسير...) .
    وكلام الإمام الوادعي رحمه الله في هذا كثير، وحسبك به إنصافًا وإمامة في الجرح والتعديل.
    وهذا إمامُنا وإمامُكم؛ العلامة المجاهد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى، حامل لواء الجرح والتعديل في هذا الزمان، الموفّق المسدّد بتسديد الله إياه .حيث قال- فيمن وصفته بتلكم الأوصاف القبيحة دون دليل ولا برهان- عند سؤال الأخ الفاضل أبي همام البيضاني له عما نُسب إليه من الكلام في الشيخ يحيى حفظ الله الجميع :
    (..والذي أدين الله عز وجل به:أن الشيخ الحجوري تقي ورع زاهد - وأخذ يثني عليه - وقد مسك الدعوة بيد من حديد، ولايصلح لها إلا هو وأمثاله- ثم قال: - أقرئوا الوصابي والحجوري وإخوانه سلامي، وقولوا لهم: إنه لو جاءني من جاءني، ما سمعت فيهم،بل لو جاءني بأمثال جبال مكة من الكلام لم أفتح أُذني لذلك، كيف أتكلم فيمن داسوا الدنيا بأقدامهم والناس يتكالبون عليها....بل طاردوا الجمعيات الحزبية التي فرقت كيان الأمة، وطاردوا البدع ثم أتكلم فيهم ونعين أهل البدع عليهم، هذا لا يُعقل!!) .
    ولعل متفلسفا يقول : وأبو الحسن أيضا قد ذُكر بنحو ذلك فما نفعه ؟!! فأقول : إن أبا الحسن قد أتى الدليل الناقل الذي ينقله عن سلفيته ، أما الشيخ يحيى حفظه الله فهو سلفيٌّ طُعن فيه بغير حق ، و عثمان رضي الله عنه لما طعن عليه بسبب إعلام الخوارج، خرج على البلاط وقَالَ: أَنْشُدُكُمْ اللَّهَ وَلَا أَنْشُدُ إِلَّا أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ حَفَرَ رُومَةَ فَلَهُ الْجَنَّةُ فَحَفَرْتُهَا، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَلَهُ الْجَنَّةُ فَجَهَّزْتُهُمْ، قَالَ : فَصَدَّقُوهُ بِمَا قَالَ . كما في"صحيح البخاري"(2778) معلقا، وموصولا عند غيره بإسناد صحيح، وبأطول من هذا .
    وقد كان عليك يا فضيلة الشيخ أن تصنع كما صنع الإمام ربيع حفظه الله ، مِن مَشيِه على هذا الأصل الذي أنت قرّرته في دفاعك عن ذلكم الحزبي فقلتَ : (أهل العلم يقولون من كان ظاهره الإسلام والعدالة فهو على إسلامه وعدالته حتى يزول عنه ذلك بمقتضى الدليل الشرعي) ولم تأتنا إلى حدّ الساعة بدليل ينقلنا عن هذا الأصل!!!! في حين أن الذين تكلموا في ذلكم الحزبي أدلوا بما عندهم مما لا يستطاع دفعُه!!!
    وقد ساءنا أيضا كما ساء أهل السنة؛ تحذيرُكم من الدراسة بدار الحديث بدماج بقولكم : (..وأما شخص مجلسه عامر بالسب والشتم والوقيعة في الناس , هذا بارك الله فيكم ما يحضر مجلسه, نعم , اطلبوا مجالس العلم التي يقرر فيها قال الله وقال رسوله[ﷺ]..) .
    إذ أن حلقة الشيخ يحيى حفظه الله تعالى هي دار الحديث بدماج، والتحذير منها تحذير من الدار التي لم تسمع أنت ولا غيرك بمثلها في هذا الوقت، فهل هذا من الحكمة والحلم والتأني!!!!! لا والله...
    في حين لو وجهتم نصحكم إلى هذا السائل و أضاربه من شلة ابني مرعي ، بالإقبال على العلم في هذا الدار، الذي جلهم ما عرفوا يصلون كما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم!! ولو نصحتهم بترك التوسلات على حساب دعوة أهل السنة العفيفة النزيهة و الجري وراء الدنيا ...لكان أنفع! و اقرأ كي يتبين لك صدق قولي :" نبذة مختصرة عن مشاريع عبد الله بن مرعي المشتهرة" و" التجول في بعض ما عند عبد الله بن مرعي من تسوّل" للأخ الفاضل محمد باريدي العمودي الحضرمي حفظه الله، تجدْ العجب من حقيقة دعوة القوم!!
    واعلم أنّ دعوة الشيخ يحيى وطلابه قد ملأت السّهل والجبل، ووقفت في وجه كلّ باطل، بمختلف صُوَره وأشكاله، ومع هذا هي شامخة شماء تعظ المتعلم وتعلم الجاهل، وتعطف على الصغير، وتأخذ بيد الكبير وتقمع المعاند المكابر، وتزجر الفاسد الحاسد، وأهل السنة بدار الحديث الشامخة بدماج حرسها الله تعالى منذ تأسيسها على يد الإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى، إلى يومنا الحاضر، لا يفترون ولا يكلون ولا يملُّون من طلب العلم مشايخ وطلبة، رجالاً ونساءً، أطفالاً وشيوخًا، فالداعي في دعوته، والمعلم في تعليمه، والكاتب في مكتبته...ولو كانوا سبابين شتامين ظلمة!!، لانقطعت دعوتهم، وما انتشرت بين الأنام بالقبول، ولغلبوا كما غلب المفسدون قبلهم، بل لا تزال دعوتهم ظاهرة، مشتهرة، وأشرطتهم وتواليفهم في شتى العلوم، يستضيء بها الناس في كل مكان، كما قيل :
    في أرض دماج حلّ القلب والجسد
    وكم أناس لنبع العلم لم يردوا

    والخير يا شيخ في الأصقاع قاطبة
    لكن بدماج زاد الخير والرشد

    نسيم دماج صافٍ ما به كدر
    وكيف والآي تزكي الأرض والسّند

    في أرض دماج لا حزب ولا صنم
    لكنما العلم يعلو نوره صعد

    في سنة صرحها في الكون مرتفع
    ومن علوم لها في الحق معتمد( )

    وما حَفَظَةُ القرآن وصحيح البخاري وصحيح مسلم ورياض الصالحين والبلوغ، وغير ذلك من كتب السنة...الذين يُعدُّون بالمئات، وما المؤلفات النافعة الصادرة عن هذه الدار من بحوث وشروح وتحقيقات، وذبٍّ عن السنة نثرًا وقريضًا، وغير ذلك ممّا تعجز عنه مؤسّسات أهل البدع والتحزب باجتماعها عنك ببعيد، مع الجد والاجتهاد في التواصل في طلب العلم ليلاً ونهارًا، ليس عندهم عُطل عن طلب العلم ولا راحة ولسان حالهم يقول:
    إذا مرّ بي يوم ولم أستفد هدى
    ولم أكتسب علمًا فما ذاك من عمري

    ولو رأيت عبادتهم وصومهم وقيامهم وصبرهم ..لأيقنت بأن القوم أصحاب مكر وكذب وتلبيس، ولا يخفاك أنها أركان الحزبية!! ولأدركتَ مكرهم بأهل السنة...
    وقد ملأت دعوة هذا المركز المبارك الآفاق، واستفاد منها مسترشد الحق في كل مكان، وترى الوافدين إلى الدار من جميع بقاع العالم، لِماَ علموا من خيرها وصفاءها، وأصبح الناصحون من أهل العلم مرشدين إليها وحاثِّين.
    دارٌ بدماج منه النور قد سطعا
    شعاعه كشعاع الفجر ينتشر

    ما بين جدرانه قد ضمّ كوكبة
    من أجل نيل الهدى والعلم قد حضروا

    فبعضهم قام للقرآن يحفظه
    وبعضهم لطوال الكتب قد عبروا

    وبعضهم صار في الإعراب نابغة
    وبعضهم انبرى كي يُحفظ الأثر

    وآخر شارح في الفقه معتبر
    وبعضهم لطوال الكتب يختصر

    جيل على سنة المختار قد نشؤُوا
    بمثلهم أمة الإسلام تنتصر

    تشاهد النّور في أحداق أعينهم
    طابت بواطنهمْ فابْيضّتِ الصُّوَر

    إذا مررتَ بهم تسمعْ دَوِيَّهُمُوا
    كالنّحل مجتمع في الجوّ ينتشر

    قد أسهروا ليلهمْ بذكر خالقهم
    حقًّا على ذكره ماأطيب السّمر

    ياربّ فاحفظهم وارحم مؤسّسها
    واخذُل عدوَّهُمُ واجعله ينكسر

    و احفظ إلهي الذي قد قام يحرسها
    وينشر العلم في أرجائها دُرر

    أعني به الشيخَ يحيى من أشاد بها
    وذاد عن حوضها تلبيس من مكروا( )

    واعلم أنهم في ذلك كله يقودهم-بعد توفيق الله تعالى- ذلكم العالم الناصح الأمين
    يحيى بن علي الحجوري حفظه الله
    وقد قال الشيخ المحنك البصير محمد بن عبد الله الإمام حفظه الله تعالى: (...دار الحديث في دمّاج يُعدُّ تاجًا لأهل السنة في اليمن وفي غيرها من اليمن ويعد جامعة أهل السنة العالمية، يعني أعظم من الجامعات المتفرقة في العالم، وجامعات إسلامية في كذا، والجامعات الإسلامية في كذا، والحمد لله).
    قلت: وهل هذا من ثمرات السب والشتم ؟!!!!! أم من ثمرات الصبر والجد والحلم؟؟؟!!!!
    وسُئل الشيخ ربيع حفظه الله تعالى أيضا: ما رأيكم في الذهاب للدراسة في دار الحديث في دماج في اليمن مع العلم أنني طالب علم مبتدئ ؟
    فكان جواب الشيخ: (نعم، ينبغي أن تُشَد الرِّحال إلى هذا المعقل من معاقل الإسلام، وهذه المنارة من منارات الإسلام. نعم، يشد إليها الرحال ويطلب فيها العلم، ويجد فيها إن شاء الله الخير الكثير، ويجد فيها السنة والهدى، ويجد فيها اتباع النبي صلى الله عليه وسلم .
    فنحن والله نشجع على الدراسة في هذه الدار التي هي من معاقل السنة ومن مناراتها. وفيها رجال إن شاء الله من أهل السنة والهدى والعلم، نسأل أن يثبتهم على السنة وأن ينفع بهم، وأن يجعلهم من حملة لواء السنة في هذا العصر الذي تراكمت فيه البدع، وتطورت فيه الفتن والعياذ بالله.
    فلله الحمد، من أراد الخير، ومن أراد الهدى، ومن أراد البعد عن الفتن، فعليه بمعاقل السنة، ولله الحمد، فهي متوفرة في كثير من البلدان، ولاسيما هذا المعقل الذي أرى فيه تميزا واضحا، ولله الحمد.
    فهنيئا لمن يرحل إليه يقتبس الهدى من معينه، ويستنير بما فيه من السنة والخير).
    وقال الشيخ أبو همام البيضاني ( ): (يقول شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى: لا أعلم مكانًا للعلم مثل دمّاج، لأن الطالب يذهب إليها فيمكث الوقت القليل ويأتينا بالعلم الكثير.
    والآن في 16/8/1428ه ألَّف كتابًا يتكلم فيه عن علماءنا المتقدمين كيف كانوا يحفظون السنة، وأطلعني عليه وقال: هذا ألفته لأمثال طلبة العلم بدماج؛ فإني لا أعلم مثلهم لحفظ السنة).
    وقد اشتد نكير أهل العلم على من يرمي أهل السنة بهذه الدار بمثل هذه الفواقر!!
    حتى قال العلامة المجاهد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى فيمن يثبط طلبة العلم عن الرحيل إلى هذه الدار العظيمة: (هؤلاء كما قال السائل قطاع طرق، لماذا يحذرون من الدراسة في دماج، دارٌ تدرس كل العلوم، والله ما يحذر منها إلا رجل يريد الصد عن سبيل الله، وكذلك أخواتها دور الحديث الأخرى)( ).
    وقال الشيخ الدّاعية البصير، محمد بن عبد الله الإمام حفظه الله تعالى فيمن يطعن في هذه الدار:
    (هؤلاء قومُ سُوءٍ، وأصحابُ فِتَن، فدار الحديث في دمّاج يُعدُّ تاجا لأهل السنة في اليمن وفي غير اليمن، ويُعدُّ جامعة أهل السنة العالميّة.....فهؤلاء إمّا أن يكونوا مسخَّرين من قِبل جهة معيّنة، مستخدمين لغرض الفتن وغرض الطعن وهكذا، فيُنصح لهم، فإن قبلوا فذاك، ماقبلوا عُرفوا أنهم أصحاب فتن وأصحاب قول جائر، فلا يُعبأ بقولهم ولا يُصغى إليه، ونسأل الله عزّ وجلّ أن يُصلحهم .
    أمّا هذا؛ يُعدُّ من جملة الانحرافات، إذا كان ما قُبل هذا الكلام بما فيه من التّعسُّف، وبما فيه من إنكار أمر حقيقي واقعي، ما قُبل ممّن هم قد صاروا في الحساب مشايخ ! فكيف يُقبل ممّن هو غمرٌ من الأغمار!!! نسأل الله أن يُصلحنا وإيّاهم) .
    وسُئل الشيخ عبد العزيز البرعي حفظه الله تعالى:
    تعلمون أن أعظم معاقل السنة في اليمن معهد دمّاج، ولكنْ كثُر التّشويه والطعن في هذا المركز بطريقة أخرى، وهي الطعن في القائمين عليه، وبالأخص الشيخ يحيى الحجوري، فنرجو كلمة حق في هذا الشيخ، وجزاكم الله خيرًا .
    فكان ممّا أجاب به حفظه الله: (.. ونحن نعلم مقدار الحملة الشرسة التي على مركز دماج، وإن كنا نعلم أن هناك حملات على جميع المراكز، لكن ليست بشيء أمام الحملة الشرسة على مركز دمّاج، لا وجود لأيّ مركز بنفس الأسلوب على وجه الأرض كمركز دمّاج، وسواء جاء الذين يتآمرون على المركز، سواء جاؤوا عن طريق الطعن في القائمين على المركز، أو عن طريق الطعن في المركز، أو عن طرائق مختلفة كثيرا جدًّا يبذلونها في خلخلة وضع المركز، والسعي للإطاحة به، نعرف هذا، ولا نجد فرصة نستطيع أن ندافع فيها عن المركز إلا بذلناها، ولا نجد شخصا عنده في نفسه شيء على مركز دماج إلا ناصحناه، ونهرناه إن لم يكف النصح، وإن لم يكف النهر في المجلس الخاص نهرناه في المجلس العلني وما جاملناه، نحن نعتبر الكلام في مركز دماج كلاما فينا جميعا، نعتبر الكلام في الشيخ يحيى كلاما فينا جميعا، نعتبر الإساءة إلى مركز دماج أو إلى الشيخ يحيى أو إلى المدرّسين أو إلى الطُّلاب الذين في المركز كلاما فينا، هذا مركزنا، هذا مركزنا، ونحن نتشرّف به وندُلُّ الناس عليه، ونحثهم على طلب العلم هناك، ونكتب لهم التّزكيات عُزَّابا ومزوّجين، ونذكر المراكز ونذكر الشيخ يحيى وغيره، هذا أمر بارك الله فيكم نحن نتقرب فيه إلى الله عزّ وجلّ، وذهابنا إلى دماج ومحاضراتنا هناك وما فيها من الكلام الذي قلناه مسجّل والمشايخ جميعا في الثناء على المركز، لهذا نعتبر من كان يُنفّر عن مركز دماج؛ إمّا أنه لا يدري ما يقول ولا يضرب حساب كلامه، أوأنه دسيسة، نَعم؛ رجل يتكلم في مركز دماج، إما أنه ما هو ضارب حساب كلامه ولا يعرف نتائجه، أو أنه دسيسة ما فيه خير، والله المستعان) من شريط «أسئلة أصحاب قُصيعر» بتاريخ(28/7/1428) .
    واعلم أن بدار الحديث من طلاب العلم وأهل البلاد بدماج - شيوخا وأطفالا رجالا ونساء أناسا صالحين- ، يُحيُون لياليهم وأسحارَهم ونهارهم بالدعاء على من تعرض لهم ولدعوتهم السلفية النقية بسوء..فاحذر دعوة المظلوم سددك المولى!!!
    ثم اعلم يا فضيلة الشيخ حفظكم الله-أن الجدال عن أهل الباطل بلاء وشر مستطير، وقد حذر الله في كتابه من ذلك أشدّ التحذير لما فيه من تكثير سواد أهل الباطل ومناصرتهم...
    خاصة وخصمُهم مِن أهل الحق يقيم الأدلةَ على باطلهم...وأنتم تحاجُّون عنه!!
    والأمَرُّ من ذلك: أن تُطالَبوا: بالحجة، ولا مجيب!!
    قال تعالى(إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا * وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا * وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا).
    قال الإمام القرطبي رحمه الله في"تفسيره"(5/375) : (..فالخصيم هو المجادل، وجمع الخصيم خصماء..، فنهى الله عزوجل رسولَه عن عضد أهل التُّهم والدفاع عنهم بما يقوله خصمهم من الحجة. وفي هذا دليل على أن النيابة عن المبطل والمتهم في الخصومة لا تجوز، فلا يجوز لأحد أن يخاصم عن أحد إلا بعد أن يعلم أنه محق).
    وقال ابن الجوزي رحمه الله في "زاد المسير"(2/97): (قال القاضي أبو يعلى : وهذه الآية تدلّ على أنه لا يجوز لأحدٍ أن يخاصم عن غيره في إِثبات حق أو نفيه ، وهو غير عالم بحقيقة أمره ، لأن الله تعالى عاتب نبيّه على مثل ذلك ) .
    قال تعالى (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) .قال القرطبي رحمه الله: [(فتمسكم النار) أي تحرقكم بمخالطتهم ومصاحبتهم وممالأتهم على إعراضهم وموافقتهم في أمورهم].
    هذا ما يسّر الله كتابته في هذه العجالة؛
    وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك


    وكتبه ابنكم: أبو حاتم يوسف الجزائري


    ليلة الأحد من ربيع الثاني لـ1429من هجرة المصطفىﷺ




    التعديل الأخير تم بواسطة أبو إبراهيم علي مثنى; الساعة 04-12-2010, 08:13 PM.

  • #2
    يا ليت هذا الرجل استفاد من هذه الموعظة

    التي بإذن الله إن عمل بها نفعته في الدنيا والإخرة

    ولكنه الهوى وحب العظمة التي أصابت مقاتله
    التعديل الأخير تم بواسطة مهدي بن هيثم الشبوي; الساعة 15-12-2010, 12:09 AM.

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرا أخانا يوسف الجزائري ولأنت صاحب قلم سيال ولقد وفيت في هذه الموعظة المكيال في الدفاع عن دار الحديث بدماج وشيخها المفضال

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خير يا اخانا يوسف , هذا ما كان في صدري فعبرت به احسن تعبير بارك الله فيك

        اما عبيد فكما قلت يحسبه الظمآن ماء حتي اذا ادركه لم يجده شيئا فما الفرق بين دعوته ودعوة الشيخ يحيى إلا كالفرق بين السماء والأرض فاللهم احفظ دمّاج ومن فيها من اهل السنة من مكر الحاسدين ,
        انتم محسودون مما حباكم الله به من طلب العلم والانشغال به فلا تبالوا بمن لا يوجد في دروسه الا العوام وقليل جدا من طلبة العلم الكبار بل ربما لا يوجد ,ان مجرد تبني المنهج السلفي والتحذير من بعض رموز المبتدعه لا يجعل من صاحبه عالما جهبذا ولكن عل خير، أما ان يحذر من علماء السنة فقد ضاع ذلك الخير فلا خير فيه بل دخن , بل العلماء تتخرج من مدارس القرآن والسنة والطلب ليل نهار هذا ما اعتقده

        تعليق

        يعمل...
        X