اعلام الشيخ عبيد
على أن نعشه للحزبيين على الدعوة السلفية في اليمن ودفاعه عنهم
ليس علينا بمضر وليس له بمفيد
على أن نعشه للحزبيين على الدعوة السلفية في اليمن ودفاعه عنهم
ليس علينا بمضر وليس له بمفيد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد:
فيقول الله تعالى في كتابه الكريم يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً [النساء:135].
وقوله تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ فصلت
فمن هاتين الآيتين وما كان من بابها من الأدلة: وطنت نفسي على الالتزام بما دلت عليه بإذن الله عز وجل قدر المستطاع، مع ثقتي بما دل عليه قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [يونس:23]، وأن من قال قولاً صحيحًا موافقًا للصواب نفعه قوله في الدنيا والآخرة إن شاء الله.
ومن قال باطلاً أضر به قوله في الدنيا والآخرة كائن من كان؛ لما روى البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: ((إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم.
وبناء على هذا أقول: لقد صدر من الشيخ عبيد الجابري -وفقه الله- منشور بعنوان التقريرات العلمية، فنبهت عليه بمنشور بعنوان التوضيح لما جاء في التقريرات العلمية والنقد الصحيح وبينت فيه ما حصل من الاعتداء بالبتر لكلامي بما كنت آمل أن يعود على هؤلاء البتارين والملفقين بالزجر أو بالنصح على الأقل، ولكن للأسف.
ففي مساء الجمعة 28 من شهر ربيع الأول نشر له كلام عجيب جعلني أجزم بما توقعته في التوضيح أن إثارة قضية الجامعة الآن إنما هي للتوصل لهذا الدفاع المرير عن الحزبيين الذين ثاروا علينا من وسط مركز دار الحديث بدماج شيئًا فشيئًا منذ نحو ثلاث سنين فما بعد، وكلما قابلتهم بالنصح واللطف، قابلوني ومن ليس على طريقتهم في الدار بالتعصب والتحزيب والسب والشتم والعنف فاضطررت إلى أن أطرد منهم بعضًا ممن هذا حاله منهم بل ذروتهم في هذه الفتنة عبد الرحمن بن مرعي العدني. فهدأت الفتنة بين طلاب العلم في الدار ولله الحمد.
وإلى هذا القدر ليس مكلفًا إلى ان يثور علينا الشيخ الفلاني ولا الشيخ الفلاني؛ لأن هؤلاء طلابنا في الدار ونحن أعلم بهم وبصنيعهم المذموم.
ولكن لا ندري ما المكلف لهذه الثورة المفتعلة المتضمنة للسباب والشتام وإشغال الناس على الشبكات وغيرها، على حساب أن يحيى وإخوانه عرفوا حزبيين مكتلين معصبين من إخوانهم في دماج فبينوا حالهم.
وكان من تلك الثورة ما في هذه الكلمات المنشورة عن الشيخ عبيد بصوته عبر الهاتف ألهمنا الله وإياه رشدنا، ووقانا شرور أنفسنا.
قال فيه للمرة الثالثة من كيله الطعون الباطلة علي بغير حق والله الموعد
الشيخ : أقول اتركوهم وانشغلوا بالعلم , اتركوهم .
السائل : طيب نحضر يا شيخ محاضراتهم ودروسهم التي يتكلمون فيها على المشايخ ؟
الشيخ : إذا كان بارك الله فيك , أي شخص يقرر العلم الشرعي هذا هو الذي يحضر له , وأما شخص مجلسه عامر بالسب والشتم والوقيعة في الناس , هذا بارك الله فيكم ما يحضر مجلسه, نعم , اطلبوا مجالس العلم التي يقرر فيها قال الله وقال رسوله . نعم .
السائل : طيب يا شيخ ما رأيكم فيما ردَّ به عبد الرحمن بن أحمد البرمكي على الشيخ يحيى الحجوري ؟ قال: السائل: يا شيخ نحن من حضرموت من اليمن.
الشيخ : نعم .
السائل : نريد أن نسألك في خصوص الفتنة الدائرة هذه .
الشيخ : الفتنة بين مَنْ ؟
السائل : الفتنة عندنا يعني بين الشيخ يحيى والشيخ محمد بن عبد الوهاب والشيخ عبد الرحمن .
السائل : الشيخ عبيد ؟
الشيخ : معك .
السائل : نريد أن نسألك بعض الأسئلة بخصوص هذه الفتنة الدائرة .
الشيخ : أي فتنة ؟
السائل : الفتنة الدائرة الآن التي بين الشيخ يحيى الحجوري والشيخ محمد بن عبدالوهاب والشيخ عبدالرحمن .
الشيخ : الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي رجل عاقل فاضل صاحب سنة عاقل , والأخ يحيى سليط اللسان فاحش القول ما يرعى حرمة أحد لو صاحبته عشر سنين يمكن يهدمها في ساعة ما يبني على الرفق , هو وإن كان عنده علم لكن محروم الحِلم والحكمة . نعم .
السائل : الله المستعان , طيب يا شيخ عبيد قرأنا ردكم الأول والثاني بخصوص الجامعة الإسلامية .
الشيخ : الكلام واضح بارك الله فيك . أقول كلامي واضح .
السائل : أي نعم يا شيخ .
الشيخ : أنا ألزمته بأمور وما التزم بها هذا أصلاً , الحكم للعقلاء ما هو لي أنا ألزمته بأمور في المقولة الثانية التي هي ( النقد ) ألزمته فيها بثلاثة أمور حتى يكون الرجوع صحيحاً , الرجل حذر من الجامعة وتلقف هذا منه بعض أتباعه ويحذرون من الجامعة الإسلامية حتى في الغرب يحذرون منها , رجل كما قلت لك , رجل سليط اللسان , أنا ألزمته بأشياء وأنت قرأت بارك الله فيك ؟
السائل : نعم .
الشيخ : القراءة تغنيك .
السائل : نعم , الله يحفظك يا شيخ ؛ طيب يا شيخ عندنا مجموعة من الشباب يرون أن الحق في هذه الفتنة مع الشيخ يحيى ويستدلون على ذلك أن الشيخ يحيى أتى بجرح مفسر وأن الجرح المفسر مقدم على التعديل المبهم .
الشيخ : في أي شيء ؟
السائل : في كلامه على الشيخ عبد الرحمن .
الشيخ : حتى الجرح بارك الله فيك , نفس الجرح , أولاً الجرح ما هو ؟ أهل العلم يقولون من كان ظاهره الإسلام والعدالة فهو – بارك الله فيك – على إسلامه وعدالته حتى يزول عنه ذلك بمقتضى الدليل الشرعي وأخونا الشيخ عبد الرحمن وأخونا الشيخ عبد الله بن عمر الكبير معروفون في اليمن وغيره لكن الشيخ يحيى كما قلت لك, لو ركبت سيارة , مثلاً ما كانت عندك سيارة ثم جاءتك سيارة , أحياناً يقولون من أين أتى بهذه السيارة ؟ الظاهر أن الشيخ يحيى وكثير ما يعرفون ضابط الحزبية ما هو ؟ ما يعرفون ضابط الحزبية ما هو ؟ لو رأوا أنك جعلت بجوار مسجدك مكتبة تمد المسجد قالوا هذه حزبية ما يعرفون الحزبية ما هي , يعني هم بارك الله فيك ضابط الحزبية غير واضح عندهم , فأنا أنصحكم بارك الله فيك بالعلم والسعودية قريبة منكم وإخوانكم كذلك في اليمن الذين عرفتم منهم العقل والأناة والصبر والحلم عليكم بهم بارك الله فيكم .
السائل : طيب يا شيخ – حفظكم الله – كيف نتعامل مع إخواننا هؤلاء الذين بُيِّن لهم كلام أهل العلم وكلامكم في هذه القضية ولكن يصرون على أن الشيخ يحيى هو على الحق وأن الفتنة خرجت من عنده وهو أعلم بها ؟
الشيخ : هذا ما يلزم بارك الله فيك , وأقول: ما يلزم , والشخص بارك الله فيك سليط اللسان , شعبة رحمه الله العلماء ما يقبلون جرحه لأن الرجل متجاوز مُفْرِط في جرحه , بارك الله فيك فما كل جرح هو جرح , وأحياناً بعض الناس يجرح بما ليس جرحاً .
السائل : نعم , طيب يا شيخ كيف نتعامل مع إخواننا هؤلاء الذين بُيِّن لهم الأمور و بُيِّنت لهم كلام أهل العلم .
الشيخ : أنا ما أعرفه هو الرد قرئ علىَّ جيد لكن الرجل ما عرفته والكلام جيد .
السائل : نعم , يا شيخ هل تأذنون بنشر هذا عنكم يا شيخ.
الشيخ : انشروه .
السائل : جزاكم الله خير , الله يحفظكم ويبارك فيكم .
الشيخ : وإياكم أهلا وسهلا .
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله .
أقول: يا شيخ عبيد ما هذا؟ وعلى حساب ماذا هذا الانفعال الذي جعلك تنهمر بهذا الخطاب المقلق قبل الافتتاح بحمد لله تعالى والثناء عليه، وصدق رسول الله ﷺ إذ يقول كما ثبت عند الترمذي وأبي داود وابن حبان وغيرهم من حديث أبي هريرة كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء
قال الشيخ عبيد وفقه الله: والأخ يحيى سليط اللسان فاحش القول.
أذكرك يا شيخ عبيد بقول الله تعالى: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [الإسراء:53] وقول رسول ﷺ: (وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه) أخرجه مسلم، فهذا القول منك سلاطة عليّ وفحش في حقي بما لا خطم له ولا أزمة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ .
وقال السفاريني:
وَمَنْ نَهَى عَمَّا لَهُ قَدِ ارْتَكَبْ*** فَقَدْ أَتَى مِـمَّا بِهِ يُـقْضَـى العَجَبْ
فَلَو بَدَا بِنَفْسِهِ فَذَادَهَا*** عَنْ غَـيِّهَـا لَـكَـانَ قَدْ أَفَـادَهَـا
والله عز وجل يقول: وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ [الشورى:41]
ويقول: لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً [النساء:148]
ومع ذلك قابلت ما جاء من قبلك كله بالصبر والعفو والصفح؛ فإن كان هذا القدر كافيًا فأرجوا ذلك، وإلا فلتكن أنت في هذه الدنيا ويوم القيامة تحمل وزر ما قد يكلف إلى رد السيئة بمثلها، للأدلة المذكورة.
أما قولك: أنني ما أراعي حرمة أحد.
فهذا كلام بطلانه أوضح من أن أذكر الأدلة عليه فإن أحدًا نكره في سياق النفي تقتضي العموم في كل أحد كما في كتب الأصول.
وأنا بحمد لله مسلم أراعي حرمة كل ما أمر الإسلام بحرمته، فاتق الله يا شيخ عبيد واضبط كلامك بضوابط الشرع هذا هو اللائق بعلمك وكبر سنك.
واطلاق مثل هذه الكلمات البعيدة لا ترضي الله عز وجل ولا من يعرف حالنا من غير تلك العصبة الحزبية الماكرة التي أنت تصفهم في نقدك بالخواص.
قال الشيخ عبيد أنا ألزمته بأمور ولم يلتزم بها.
أقول: يا شيخ عبيد -وفقك الله- ليس الأمر موكولا إلى أن تلزمني أو ألزمك، ولكن الأمر يرجع إلى ما ألزم به البرهان.
وقد بينت في التوضيح ما أراه كافيًا عن كثرة التكرار، غير أن هناك أمورًا أنت إلى الآن لم تجب عنها، من ذلك: أنني أتيت لك بيقين وقوع البتر والتصرف في كلامي.
وعلى ذلك البتر بنيتم قصورًا وعلاليا، أما يكفيكم البتر الذي حاولنا التماس العذر لكم فيه؟!، حتى تضيفوا إليه خطأ التجلد في دفعه عنكم، وخطأ الإصرار على ما بنيتم عليه من الأحكام والطعون، وهذا يصرخ من الحجاز، وهذا يصرخ من الجنوب، على حساب ذلك البتر والتلفيق.
ثانيًا: لقد ألزمتك أيضًا بأمور منها أنك خصصتني بالطعون المذكورة، فبينت لك أنه قد قال مثل قولي الذي لم يلفق ولم يبتر عدد من الناس منهم أحد خواصك عبد الرحمن العدني، فلم تسمح نفسك بأن تخرج فيه نصف كلمة!، مع اصراره في كلمته التي بعنوان التعليقات الرضية أنه لا يزال على ما قاله قبل، وطلبت منك أن تبين لي مقصودك من قولك: أنني خالفت دعاة الحق على بصيرة فلم تفعل!.
وذكرتك بما قلته في أيام ماضية القول المعتبر في أن الجرح المفسر مقدم على التعديل المجمل، وفي هذه الكلمة انتقلت من هذا الأصل الأصيل إلى قول آخر يناسب التماشي مع فتنة خواصّك.
أما قولك: لو ركبت سيارة , مثلاً ما كانت عندك سيارة ثم جاءتك سيارة , أحياناً يقولون من أين أتى بهذه السيارة ؟ الظاهر أن الشيخ يحيى وكثير ما يعرفون ضابط الحزبية ما هو ؟ ما يعرفون ضابط الحزبية ما هو ؟ لو رأوا أنك جعلت بجوار مسجدك مكتبة تمد المسجد قالوا هذه حزبية ما يعرفون الحزبية ما هي , يعني هم بارك الله فيك ضابط الحزبية غير واضح عندهم.
أقول: يا شيخ عبيد نحن نعتبرك أرفع من هذه الأقاويل الهزيلة، فأنا عندي سيارة وعندي مكتبة، وسائر مشايخ السنة في اليمن عندهم سيارات ومكاتب، وشيخنا -رحمه الله- كان عنده سيارة ومكتبة فهل سمعت يومًا من الدهر أننا حكمنا على أحد منهم بالحزبية من أجل ذلك؟! إن لم تكن تتلقى هذه العلوم المزيفة المذهلة من هؤلاء الجلساء الخواص فمن أين تلقيتها؟.
أما قولك: ضابط الحزبية غير واضح عندهم.
أقول: نحن نأمل من فضيلتكم هنا أن تتحفنا بضبط الحزبية حتى نطبق لك إن شاء الله تعالى على ضوء الضوابط الصحيحة حزبية خواصّك هؤلاء.
وإلا علم القراء أن قولك: أن ضابط الحزبية عندنا حصول الشخص على سيارة أو مكتبة هذا قول قول عجيب غريب جداً!!، ما كنت أظن والله أن يصدر من مثلك.
أما قولك: أنا أنصحكم بارك الله فيكم بالعلم والسعودية قريبة منكم.
أقول: يا شيخ عبيد -وفقك الله- وددنا أنك قيدت نصحك لأبنائك بالدراسة عند أهل السنة في السعودية، من أمثال من ذكرنا في التوضيح، وغيرهم من علماء السنة، أما هذا الاطلاق فقد يأخذه من لم يفهم مقصودك، ويذهب يدرس العلم عند بعض من لا ترضى أنت وغيرك من أهل السنة، بالدراسة عندهم، فهذا الذي يهمنا،. يهمنا أن يستفيد المسلمون هنا أو هناك، فيعبدون الله عز وجل على سنة وهدى، بما يقربهم إلى مرضاة ربهم، ويبعدهم عن عذابه.
أما قولك: في اليمن الذين عرفتم منهم العقل والأناة والصبر والحلم.
أقول: جزاك الله خيرًا على هذا النصح، فهو شامل لنا إن شاء الله تعالى في دار الحديث بدماج شمولًا أوليًا، فنحن ولله الحمد عقلاء؛ نقوم بتعليم كتاب الله وسنة رسوله ﷺ بأناه وصبر وحلم، والواقع شاهد بذلك، لا ينكره إلا مكابر للحق الواضح.
وإن عنيتم أن أصحاب هذه الأوصاف هم خواصّك فهذا أمر يظهر منه أن المسألة ما صارت نصحًا، وإنما صارت شبكة جديدة، والله أعلم.
ومع أن هذه القول لو تكيله بالزنبيل ما كان له عند غير خواصّك الحزبيين عند أهل السنة في اليمن أثر؛ لمعرفتهم بدار الحديث بدماج، وما تثمره من خير ونفع ولله الفضل والمنة.
فإن كان نقل لك خلاف ما قد سبق لك من معرفة حال دماج قبل فهذا نتيجة وثوقك بهؤلاء الجلساء الخواص!.
كل هذا إضافة إلى ما قد علمناه وبيناه مما يدل أننا نسير على ضوابط صحيحة في الحكم على هؤلاء الخواص بالحزبية، أذ أن من علامة الحزبية الكذب والتلبيس، وتقليب الحقائق، والسعي بين أهل السنة بالفتنة، وليس مجرد حصول سيارة أو مكتبة له.
أما قولك: ما يلزم الشخص بارك الله فيك سليط اللسان، فهذا قد قدمنا أنه تأصيل خاطئ سرت عليه خلاف ما قررته قبل من التأصيل الصحيح.
وأما أنك قرنتني بشعبة بن الحجاج -رحمه الله- وأن العلماء ما يقبلون جرحه ووصفته بالتجاوز ولافراط في الجرح.
فهذا القول منك بعدم قبول جرح شعبة ووصفه بالتجاوز ولافراط في الجرح غير صحيح، وإليك ما قال أهل العلم في شعبة، ومدى قبولهم لجرحه -رحمه الله-.
قال الحافظ المزي -رحمه الله- في تهذيب الكمال وقال عبد الله بن أحمد: عن أبيه كان شعبة أمة وحده في هذا الشأن يعني في الرجال وبصره بالحديث وتثبته وتنقيته للرجال. وقال بن إدريس ما جعلت بينك وبين الرجال مثل شعبة وسفيان، وقال صالح جزرة أول من تكلم في الرجال شعبة ثم تبعه القطان ثم أحمد ويحيى.
وقال النسائي أمناء الله عز وجل على سنة رسوله ﷺ شعبة بن الحجاج ومالك بن أنس ويحيى بن سعيد القطان كما في علل ابن رجب (1/185)
وقال صاحب عون المعبود والمعنى أن شعبة من أهل البصرة كان ناقدا للرجال ضبطا متقنا متيقظا محتاطا في أداء صيغ ألفاظ الحديث والأسانيد وأنه لا يروي عن المدلسين ولا عن الضعفاء وأما أهل البصرة فإنما تعلموا هذا العلم من شعبه وصاروا بهذه المنزلة وبلغوا بهذه الدرجة لأنهم اختاروا طريقة واقتفوا أثره.
وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول إذا رأيت شعبة يحدث عن رجل فاعلم أنه ثقة إلا نفرًا بأعيانهم، كما في شرح علل الترمذي. وقال سفيان الثوري كما في التهذيب أول من فتش بالعراق عن الرجال، وذب عن السنة.
قلت: وكتب الجرح والتعديل زاخرة بنقل كلام شعبة في الرجال واعتباره ذروة في ذلك. والحمد لله رب العالمين
أما بعد:
فيقول الله تعالى في كتابه الكريم يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً [النساء:135].
وقوله تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ فصلت
فمن هاتين الآيتين وما كان من بابها من الأدلة: وطنت نفسي على الالتزام بما دلت عليه بإذن الله عز وجل قدر المستطاع، مع ثقتي بما دل عليه قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [يونس:23]، وأن من قال قولاً صحيحًا موافقًا للصواب نفعه قوله في الدنيا والآخرة إن شاء الله.
ومن قال باطلاً أضر به قوله في الدنيا والآخرة كائن من كان؛ لما روى البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: ((إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم.
وبناء على هذا أقول: لقد صدر من الشيخ عبيد الجابري -وفقه الله- منشور بعنوان التقريرات العلمية، فنبهت عليه بمنشور بعنوان التوضيح لما جاء في التقريرات العلمية والنقد الصحيح وبينت فيه ما حصل من الاعتداء بالبتر لكلامي بما كنت آمل أن يعود على هؤلاء البتارين والملفقين بالزجر أو بالنصح على الأقل، ولكن للأسف.
ففي مساء الجمعة 28 من شهر ربيع الأول نشر له كلام عجيب جعلني أجزم بما توقعته في التوضيح أن إثارة قضية الجامعة الآن إنما هي للتوصل لهذا الدفاع المرير عن الحزبيين الذين ثاروا علينا من وسط مركز دار الحديث بدماج شيئًا فشيئًا منذ نحو ثلاث سنين فما بعد، وكلما قابلتهم بالنصح واللطف، قابلوني ومن ليس على طريقتهم في الدار بالتعصب والتحزيب والسب والشتم والعنف فاضطررت إلى أن أطرد منهم بعضًا ممن هذا حاله منهم بل ذروتهم في هذه الفتنة عبد الرحمن بن مرعي العدني. فهدأت الفتنة بين طلاب العلم في الدار ولله الحمد.
وإلى هذا القدر ليس مكلفًا إلى ان يثور علينا الشيخ الفلاني ولا الشيخ الفلاني؛ لأن هؤلاء طلابنا في الدار ونحن أعلم بهم وبصنيعهم المذموم.
ولكن لا ندري ما المكلف لهذه الثورة المفتعلة المتضمنة للسباب والشتام وإشغال الناس على الشبكات وغيرها، على حساب أن يحيى وإخوانه عرفوا حزبيين مكتلين معصبين من إخوانهم في دماج فبينوا حالهم.
وكان من تلك الثورة ما في هذه الكلمات المنشورة عن الشيخ عبيد بصوته عبر الهاتف ألهمنا الله وإياه رشدنا، ووقانا شرور أنفسنا.
قال فيه للمرة الثالثة من كيله الطعون الباطلة علي بغير حق والله الموعد
الشيخ : أقول اتركوهم وانشغلوا بالعلم , اتركوهم .
السائل : طيب نحضر يا شيخ محاضراتهم ودروسهم التي يتكلمون فيها على المشايخ ؟
الشيخ : إذا كان بارك الله فيك , أي شخص يقرر العلم الشرعي هذا هو الذي يحضر له , وأما شخص مجلسه عامر بالسب والشتم والوقيعة في الناس , هذا بارك الله فيكم ما يحضر مجلسه, نعم , اطلبوا مجالس العلم التي يقرر فيها قال الله وقال رسوله . نعم .
السائل : طيب يا شيخ ما رأيكم فيما ردَّ به عبد الرحمن بن أحمد البرمكي على الشيخ يحيى الحجوري ؟ قال: السائل: يا شيخ نحن من حضرموت من اليمن.
الشيخ : نعم .
السائل : نريد أن نسألك في خصوص الفتنة الدائرة هذه .
الشيخ : الفتنة بين مَنْ ؟
السائل : الفتنة عندنا يعني بين الشيخ يحيى والشيخ محمد بن عبد الوهاب والشيخ عبد الرحمن .
السائل : الشيخ عبيد ؟
الشيخ : معك .
السائل : نريد أن نسألك بعض الأسئلة بخصوص هذه الفتنة الدائرة .
الشيخ : أي فتنة ؟
السائل : الفتنة الدائرة الآن التي بين الشيخ يحيى الحجوري والشيخ محمد بن عبدالوهاب والشيخ عبدالرحمن .
الشيخ : الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي رجل عاقل فاضل صاحب سنة عاقل , والأخ يحيى سليط اللسان فاحش القول ما يرعى حرمة أحد لو صاحبته عشر سنين يمكن يهدمها في ساعة ما يبني على الرفق , هو وإن كان عنده علم لكن محروم الحِلم والحكمة . نعم .
السائل : الله المستعان , طيب يا شيخ عبيد قرأنا ردكم الأول والثاني بخصوص الجامعة الإسلامية .
الشيخ : الكلام واضح بارك الله فيك . أقول كلامي واضح .
السائل : أي نعم يا شيخ .
الشيخ : أنا ألزمته بأمور وما التزم بها هذا أصلاً , الحكم للعقلاء ما هو لي أنا ألزمته بأمور في المقولة الثانية التي هي ( النقد ) ألزمته فيها بثلاثة أمور حتى يكون الرجوع صحيحاً , الرجل حذر من الجامعة وتلقف هذا منه بعض أتباعه ويحذرون من الجامعة الإسلامية حتى في الغرب يحذرون منها , رجل كما قلت لك , رجل سليط اللسان , أنا ألزمته بأشياء وأنت قرأت بارك الله فيك ؟
السائل : نعم .
الشيخ : القراءة تغنيك .
السائل : نعم , الله يحفظك يا شيخ ؛ طيب يا شيخ عندنا مجموعة من الشباب يرون أن الحق في هذه الفتنة مع الشيخ يحيى ويستدلون على ذلك أن الشيخ يحيى أتى بجرح مفسر وأن الجرح المفسر مقدم على التعديل المبهم .
الشيخ : في أي شيء ؟
السائل : في كلامه على الشيخ عبد الرحمن .
الشيخ : حتى الجرح بارك الله فيك , نفس الجرح , أولاً الجرح ما هو ؟ أهل العلم يقولون من كان ظاهره الإسلام والعدالة فهو – بارك الله فيك – على إسلامه وعدالته حتى يزول عنه ذلك بمقتضى الدليل الشرعي وأخونا الشيخ عبد الرحمن وأخونا الشيخ عبد الله بن عمر الكبير معروفون في اليمن وغيره لكن الشيخ يحيى كما قلت لك, لو ركبت سيارة , مثلاً ما كانت عندك سيارة ثم جاءتك سيارة , أحياناً يقولون من أين أتى بهذه السيارة ؟ الظاهر أن الشيخ يحيى وكثير ما يعرفون ضابط الحزبية ما هو ؟ ما يعرفون ضابط الحزبية ما هو ؟ لو رأوا أنك جعلت بجوار مسجدك مكتبة تمد المسجد قالوا هذه حزبية ما يعرفون الحزبية ما هي , يعني هم بارك الله فيك ضابط الحزبية غير واضح عندهم , فأنا أنصحكم بارك الله فيك بالعلم والسعودية قريبة منكم وإخوانكم كذلك في اليمن الذين عرفتم منهم العقل والأناة والصبر والحلم عليكم بهم بارك الله فيكم .
السائل : طيب يا شيخ – حفظكم الله – كيف نتعامل مع إخواننا هؤلاء الذين بُيِّن لهم كلام أهل العلم وكلامكم في هذه القضية ولكن يصرون على أن الشيخ يحيى هو على الحق وأن الفتنة خرجت من عنده وهو أعلم بها ؟
الشيخ : هذا ما يلزم بارك الله فيك , وأقول: ما يلزم , والشخص بارك الله فيك سليط اللسان , شعبة رحمه الله العلماء ما يقبلون جرحه لأن الرجل متجاوز مُفْرِط في جرحه , بارك الله فيك فما كل جرح هو جرح , وأحياناً بعض الناس يجرح بما ليس جرحاً .
السائل : نعم , طيب يا شيخ كيف نتعامل مع إخواننا هؤلاء الذين بُيِّن لهم الأمور و بُيِّنت لهم كلام أهل العلم .
الشيخ : أنا ما أعرفه هو الرد قرئ علىَّ جيد لكن الرجل ما عرفته والكلام جيد .
السائل : نعم , يا شيخ هل تأذنون بنشر هذا عنكم يا شيخ.
الشيخ : انشروه .
السائل : جزاكم الله خير , الله يحفظكم ويبارك فيكم .
الشيخ : وإياكم أهلا وسهلا .
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله .
أقول: يا شيخ عبيد ما هذا؟ وعلى حساب ماذا هذا الانفعال الذي جعلك تنهمر بهذا الخطاب المقلق قبل الافتتاح بحمد لله تعالى والثناء عليه، وصدق رسول الله ﷺ إذ يقول كما ثبت عند الترمذي وأبي داود وابن حبان وغيرهم من حديث أبي هريرة كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء
قال الشيخ عبيد وفقه الله: والأخ يحيى سليط اللسان فاحش القول.
أذكرك يا شيخ عبيد بقول الله تعالى: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [الإسراء:53] وقول رسول ﷺ: (وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه) أخرجه مسلم، فهذا القول منك سلاطة عليّ وفحش في حقي بما لا خطم له ولا أزمة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ .
وقال السفاريني:
وَمَنْ نَهَى عَمَّا لَهُ قَدِ ارْتَكَبْ*** فَقَدْ أَتَى مِـمَّا بِهِ يُـقْضَـى العَجَبْ
فَلَو بَدَا بِنَفْسِهِ فَذَادَهَا*** عَنْ غَـيِّهَـا لَـكَـانَ قَدْ أَفَـادَهَـا
والله عز وجل يقول: وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ [الشورى:41]
ويقول: لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً [النساء:148]
ومع ذلك قابلت ما جاء من قبلك كله بالصبر والعفو والصفح؛ فإن كان هذا القدر كافيًا فأرجوا ذلك، وإلا فلتكن أنت في هذه الدنيا ويوم القيامة تحمل وزر ما قد يكلف إلى رد السيئة بمثلها، للأدلة المذكورة.
أما قولك: أنني ما أراعي حرمة أحد.
فهذا كلام بطلانه أوضح من أن أذكر الأدلة عليه فإن أحدًا نكره في سياق النفي تقتضي العموم في كل أحد كما في كتب الأصول.
وأنا بحمد لله مسلم أراعي حرمة كل ما أمر الإسلام بحرمته، فاتق الله يا شيخ عبيد واضبط كلامك بضوابط الشرع هذا هو اللائق بعلمك وكبر سنك.
واطلاق مثل هذه الكلمات البعيدة لا ترضي الله عز وجل ولا من يعرف حالنا من غير تلك العصبة الحزبية الماكرة التي أنت تصفهم في نقدك بالخواص.
قال الشيخ عبيد أنا ألزمته بأمور ولم يلتزم بها.
أقول: يا شيخ عبيد -وفقك الله- ليس الأمر موكولا إلى أن تلزمني أو ألزمك، ولكن الأمر يرجع إلى ما ألزم به البرهان.
وقد بينت في التوضيح ما أراه كافيًا عن كثرة التكرار، غير أن هناك أمورًا أنت إلى الآن لم تجب عنها، من ذلك: أنني أتيت لك بيقين وقوع البتر والتصرف في كلامي.
وعلى ذلك البتر بنيتم قصورًا وعلاليا، أما يكفيكم البتر الذي حاولنا التماس العذر لكم فيه؟!، حتى تضيفوا إليه خطأ التجلد في دفعه عنكم، وخطأ الإصرار على ما بنيتم عليه من الأحكام والطعون، وهذا يصرخ من الحجاز، وهذا يصرخ من الجنوب، على حساب ذلك البتر والتلفيق.
ثانيًا: لقد ألزمتك أيضًا بأمور منها أنك خصصتني بالطعون المذكورة، فبينت لك أنه قد قال مثل قولي الذي لم يلفق ولم يبتر عدد من الناس منهم أحد خواصك عبد الرحمن العدني، فلم تسمح نفسك بأن تخرج فيه نصف كلمة!، مع اصراره في كلمته التي بعنوان التعليقات الرضية أنه لا يزال على ما قاله قبل، وطلبت منك أن تبين لي مقصودك من قولك: أنني خالفت دعاة الحق على بصيرة فلم تفعل!.
وذكرتك بما قلته في أيام ماضية القول المعتبر في أن الجرح المفسر مقدم على التعديل المجمل، وفي هذه الكلمة انتقلت من هذا الأصل الأصيل إلى قول آخر يناسب التماشي مع فتنة خواصّك.
أما قولك: لو ركبت سيارة , مثلاً ما كانت عندك سيارة ثم جاءتك سيارة , أحياناً يقولون من أين أتى بهذه السيارة ؟ الظاهر أن الشيخ يحيى وكثير ما يعرفون ضابط الحزبية ما هو ؟ ما يعرفون ضابط الحزبية ما هو ؟ لو رأوا أنك جعلت بجوار مسجدك مكتبة تمد المسجد قالوا هذه حزبية ما يعرفون الحزبية ما هي , يعني هم بارك الله فيك ضابط الحزبية غير واضح عندهم.
أقول: يا شيخ عبيد نحن نعتبرك أرفع من هذه الأقاويل الهزيلة، فأنا عندي سيارة وعندي مكتبة، وسائر مشايخ السنة في اليمن عندهم سيارات ومكاتب، وشيخنا -رحمه الله- كان عنده سيارة ومكتبة فهل سمعت يومًا من الدهر أننا حكمنا على أحد منهم بالحزبية من أجل ذلك؟! إن لم تكن تتلقى هذه العلوم المزيفة المذهلة من هؤلاء الجلساء الخواص فمن أين تلقيتها؟.
أما قولك: ضابط الحزبية غير واضح عندهم.
أقول: نحن نأمل من فضيلتكم هنا أن تتحفنا بضبط الحزبية حتى نطبق لك إن شاء الله تعالى على ضوء الضوابط الصحيحة حزبية خواصّك هؤلاء.
وإلا علم القراء أن قولك: أن ضابط الحزبية عندنا حصول الشخص على سيارة أو مكتبة هذا قول قول عجيب غريب جداً!!، ما كنت أظن والله أن يصدر من مثلك.
أما قولك: أنا أنصحكم بارك الله فيكم بالعلم والسعودية قريبة منكم.
أقول: يا شيخ عبيد -وفقك الله- وددنا أنك قيدت نصحك لأبنائك بالدراسة عند أهل السنة في السعودية، من أمثال من ذكرنا في التوضيح، وغيرهم من علماء السنة، أما هذا الاطلاق فقد يأخذه من لم يفهم مقصودك، ويذهب يدرس العلم عند بعض من لا ترضى أنت وغيرك من أهل السنة، بالدراسة عندهم، فهذا الذي يهمنا،. يهمنا أن يستفيد المسلمون هنا أو هناك، فيعبدون الله عز وجل على سنة وهدى، بما يقربهم إلى مرضاة ربهم، ويبعدهم عن عذابه.
أما قولك: في اليمن الذين عرفتم منهم العقل والأناة والصبر والحلم.
أقول: جزاك الله خيرًا على هذا النصح، فهو شامل لنا إن شاء الله تعالى في دار الحديث بدماج شمولًا أوليًا، فنحن ولله الحمد عقلاء؛ نقوم بتعليم كتاب الله وسنة رسوله ﷺ بأناه وصبر وحلم، والواقع شاهد بذلك، لا ينكره إلا مكابر للحق الواضح.
وإن عنيتم أن أصحاب هذه الأوصاف هم خواصّك فهذا أمر يظهر منه أن المسألة ما صارت نصحًا، وإنما صارت شبكة جديدة، والله أعلم.
ومع أن هذه القول لو تكيله بالزنبيل ما كان له عند غير خواصّك الحزبيين عند أهل السنة في اليمن أثر؛ لمعرفتهم بدار الحديث بدماج، وما تثمره من خير ونفع ولله الفضل والمنة.
فإن كان نقل لك خلاف ما قد سبق لك من معرفة حال دماج قبل فهذا نتيجة وثوقك بهؤلاء الجلساء الخواص!.
كل هذا إضافة إلى ما قد علمناه وبيناه مما يدل أننا نسير على ضوابط صحيحة في الحكم على هؤلاء الخواص بالحزبية، أذ أن من علامة الحزبية الكذب والتلبيس، وتقليب الحقائق، والسعي بين أهل السنة بالفتنة، وليس مجرد حصول سيارة أو مكتبة له.
أما قولك: ما يلزم الشخص بارك الله فيك سليط اللسان، فهذا قد قدمنا أنه تأصيل خاطئ سرت عليه خلاف ما قررته قبل من التأصيل الصحيح.
وأما أنك قرنتني بشعبة بن الحجاج -رحمه الله- وأن العلماء ما يقبلون جرحه ووصفته بالتجاوز ولافراط في الجرح.
فهذا القول منك بعدم قبول جرح شعبة ووصفه بالتجاوز ولافراط في الجرح غير صحيح، وإليك ما قال أهل العلم في شعبة، ومدى قبولهم لجرحه -رحمه الله-.
قال الحافظ المزي -رحمه الله- في تهذيب الكمال وقال عبد الله بن أحمد: عن أبيه كان شعبة أمة وحده في هذا الشأن يعني في الرجال وبصره بالحديث وتثبته وتنقيته للرجال. وقال بن إدريس ما جعلت بينك وبين الرجال مثل شعبة وسفيان، وقال صالح جزرة أول من تكلم في الرجال شعبة ثم تبعه القطان ثم أحمد ويحيى.
وقال النسائي أمناء الله عز وجل على سنة رسوله ﷺ شعبة بن الحجاج ومالك بن أنس ويحيى بن سعيد القطان كما في علل ابن رجب (1/185)
وقال صاحب عون المعبود والمعنى أن شعبة من أهل البصرة كان ناقدا للرجال ضبطا متقنا متيقظا محتاطا في أداء صيغ ألفاظ الحديث والأسانيد وأنه لا يروي عن المدلسين ولا عن الضعفاء وأما أهل البصرة فإنما تعلموا هذا العلم من شعبه وصاروا بهذه المنزلة وبلغوا بهذه الدرجة لأنهم اختاروا طريقة واقتفوا أثره.
وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول إذا رأيت شعبة يحدث عن رجل فاعلم أنه ثقة إلا نفرًا بأعيانهم، كما في شرح علل الترمذي. وقال سفيان الثوري كما في التهذيب أول من فتش بالعراق عن الرجال، وذب عن السنة.
قلت: وكتب الجرح والتعديل زاخرة بنقل كلام شعبة في الرجال واعتباره ذروة في ذلك. والحمد لله رب العالمين
وكتبه: أبو عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري
(29/ربيع أول1429هـ)
(29/ربيع أول1429هـ)
رابط الموضوع على موقع الشيخ حفظه الله تعالى
تعليق