السؤال : ما حكم مما شاة الحزبيين أو من عُرِفَ بالحزبية، بحجة أنه يعرف ما عند هؤلاء؟
الجواب: هذا من أعجب وأغرب الأدلة وأسقط الأدلة وأضعفها، فأظن أن كل عاقل يربأ بنفسه عن أن يماشي المطعون في مروءته وكرامته أمام الناس في الشارع العام من الفسقة والفجار من أهل الفساد والريب ..، نعم الذين يعرفهم الناس بالشر تستحي أن يراك الناس معه، لم؟
- حتى لا ينسبوك إليه، فإذا كان هذا في أمور الفسق فكيف بأمور البدع.
- فأنا أقول مماشاة الحزبي والمبتدع لا تجوز، لماذا؟ لأنك إذا ماشيته ؛ ولو كنت من أهل السنة ؛ أقل شيء عند من لا يعرف ينسبك إلى من؟ إليه، ينسبك إليه، إذا رآك تمشي معه، خلاص قال: هذا صديقه فلان، وهكذا ذمّاً ومدحاً، فإذا جاء فلان صديق العالم الفلاني قالوا: هذا تلميذ فلان، يتوصلون به إلي ما؟ إلي تزكيته، صح ولا لا؟، و العكس إذا جاء المنحرف يقولون هذا صاحب فلان يتوصلون به إلي ما؟ إلي الطعن فيه وجرحه، فأنت إذا ما شيت هؤلاء ولوكنت تزعم مغالطاً لنفسك أو انطلت عليك هذه المغالطة؛ فإن الناس سينسبونك إليه، ولهذا قديماً قيل:
عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه // فكل قرين بالمقارن يقتدي
ما يماشيه إلا وهو على مذهبه، فحينئذٍ تجر إلي نفسك الشبهة وتجر إليها الريب والظن السيئ فيها، في حين أنك لست على طريقتهم، فلو ما جاءك إلا هذا فكفى به سبباً في أن تبتعد عن أهل الأهواء، فكيف بك لو وقعت بسبب مماشتك في بدعته؟، وقديما قيل:
و لا تصحب أخا الجهل و إياك وإياه
فكم من جاهل أردى حليما حين أخاه
يقاس المرء بالمرء إذا ما هو ماشاه
فالمصيبة العظمى هي (الثانية..): وهي أنك بكثرة المجالسة له تنتهي بالمجانسة له، فإن المجالس مجانس في الغالب، والدليل على ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف".
و لذلك نظم الشاعر هذا في بيتين كما يعلمه كثير منا، وهو:
إن القلوب لأجناد مجندة // قول الرسول كلام ليس يختلف
فما تعارف منها فهو مؤتلف // وما تناكر منها فهو مختلف
ما يمكن أن يلتقي هذا مع هذا أبداً، موجب مع موجب ما يلتقي، تأتي بالموجب مع الموجب يفر منه، ليش؟، الموجب عندك أنت قوة السنة والإيمان واليقين والتمسك والسير على طريقة السلف الصالح، وذاك الموجب عنده الهوى والبدعة، فكلما تقاربتم كلما تنافرتم، ما يمكن أن تلتقوا، كل واحد يدفع الثاني، ما تجتمعان أبداً؛ كالتنوين والإضافة، كأني تنوين وأنت إضافة فحيث تراني لا تحل مكاني، لا تجتمعون أبداً؛
لكن الموجب والسالب يجتمعان، هذا ضعيف فيركب عليه الموجب، فإذا ضعف صاحب السنة ركبه صاحب البدعة وجره إلي بدعته، ضعف لأسباب إما بقلة علمه وضعفه أو بجهله المطبق، فيصبح صاحبه، أو بحبه للدنيا، نعم فإذا حب الدنيا وكان عند هذا المبتدع شيء من الدنيا؛ فقد باع دنياه بدينه، فنسأل الله العافية والسلامة،
فالشاهد أن الإنسان صاحب السنة الصحيحة، من قويت في قلبه السنة وعظمت في قلبه السنة، لا يمكن أن يجتمع مع صاحب البدعة إلا في حال واحدة تتصوره فيها، متى؟
- إذا جهل، قد يجلس مع هذا وهو لا يعلم، وهذا الذي قال فيه الإمام أحمد -رحمه الله تعالىٰٰٰٰٰٰ-: "أرى الرجل من أهل السنة مع الرجل من أهل البدعة يماشيه، أفأهجره؟، لا، أُسلم عليه؟، قال: لا، حذِّره منه، ثم إن رأيته بعد ذلك يماشيه فألحقه به"، فصاحب السنة قد يجهل خصوصاً إذا ما كان من البلد أو جديد عليها وارد ما يعرف، نعم، أو المبتدع وارد عليه جديد، أو الحزبي وارد عليه جديد وهو لا يعرفه، ممكن يجهل يقع ولو كان عالما، فمثل هذا يُنبه، فإذا نُبّه صاحب السنة الصحيحة ما يمكن أن يقبل صاحب الهوى وصاحب البدعة، فأقول إن هذه الحالة الثانية هي الأخوف على الإنسان؛ وهي المصيبة؛ وهي أنه يصبح من المماشاة والمجالسة يصبح بعد ذلك مجانسة له على بدعته فيصبح مثله، وهذا الذي قيل فيه: الصاحب ساحِب، الصاحب ساحِب يسحبك إلى: فإما أن تسحب أنت إلى خير وإما أن يسحب إلى شر.
والفرق بين المخالطة وبين المناصحة واضح وبرزخ شفاف، ولابد أن يُتنبه له؛ فإن المناصحة لا تقتضي الخلطة، المناصحة إذا ادَّعى بعضهم أنه يناصح هذا الحزبي أو هذا المبتدع أو صاحب الهوى، نقول له المناصحة لا تستدعي الخلطة ولا تستلزم الخلطة، بابها باب واضح، فأنت قد تنصح له في مجلس قد تنصحه في رسالة قد تنصحه في هاتف، قد تنصحه مثلاً في صف دراسي ضمك وإياه؛ لكن أن تكون جليس معه تماشيه، لا، هذه ما هي المناصحة، ولهذا يقولون:
وما ينفع الجرباء قرب صحــــــ ــــــيحة إليها ولكن الصحيحة تجرب
سنة الله الجارية أن الأجرب هو الذي يعدي ما هو الصحيح يصح، الصحيح تحطه بين الدواب الجرب ما يصححها لكن هي تجربه، نعم ، ولهذا قال القائل ابن عبد القدوس في بائيته الشهيرة وهي جميلة جداً يقول:
واحذر مصاحبة فإنها تعدي // كما يعدي السليم الأجرب ، نعم
وتوقى من شر النساء خيانة // إن النساء مكائد لك تنصب .. نعم
إلي غيره أو إلي آخره في القصيدة، القصيدة جميلة، كل بيت منها حكمة بمفرده، وينبغي لنا أيضاً مثل هذه المناظيم التي فيها الحكم أن يجتهد الإنسان بقدر استطاعته في حفظها بعد حفظ كتاب الله -تبارك وتعالىٰٰٰٰٰٰٰٰٰٰٰٰ- والاعتناء به وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فإنها معينة له في الفهم والكلام والتفسير وترويق المجالس وتحلية المجالس، فالشاهد:
- أن سنة الله الجارية أن الأجرب هو الذي يعدي الصحيح، ما علمنا أن صحيحاً صحح أجرباً؛ لكن الذي نعرفه عند العقلاء جميعاً أن الأجرب هو الذي يعدي الصحيح، فيغلب على الظن أنك إذا ماشيته وسايرته أن ترجع بعد ذلك أجرب، … نرجع الآن.
الجواب: هذا من أعجب وأغرب الأدلة وأسقط الأدلة وأضعفها، فأظن أن كل عاقل يربأ بنفسه عن أن يماشي المطعون في مروءته وكرامته أمام الناس في الشارع العام من الفسقة والفجار من أهل الفساد والريب ..، نعم الذين يعرفهم الناس بالشر تستحي أن يراك الناس معه، لم؟
- حتى لا ينسبوك إليه، فإذا كان هذا في أمور الفسق فكيف بأمور البدع.
- فأنا أقول مماشاة الحزبي والمبتدع لا تجوز، لماذا؟ لأنك إذا ماشيته ؛ ولو كنت من أهل السنة ؛ أقل شيء عند من لا يعرف ينسبك إلى من؟ إليه، ينسبك إليه، إذا رآك تمشي معه، خلاص قال: هذا صديقه فلان، وهكذا ذمّاً ومدحاً، فإذا جاء فلان صديق العالم الفلاني قالوا: هذا تلميذ فلان، يتوصلون به إلي ما؟ إلي تزكيته، صح ولا لا؟، و العكس إذا جاء المنحرف يقولون هذا صاحب فلان يتوصلون به إلي ما؟ إلي الطعن فيه وجرحه، فأنت إذا ما شيت هؤلاء ولوكنت تزعم مغالطاً لنفسك أو انطلت عليك هذه المغالطة؛ فإن الناس سينسبونك إليه، ولهذا قديماً قيل:
عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه // فكل قرين بالمقارن يقتدي
ما يماشيه إلا وهو على مذهبه، فحينئذٍ تجر إلي نفسك الشبهة وتجر إليها الريب والظن السيئ فيها، في حين أنك لست على طريقتهم، فلو ما جاءك إلا هذا فكفى به سبباً في أن تبتعد عن أهل الأهواء، فكيف بك لو وقعت بسبب مماشتك في بدعته؟، وقديما قيل:
و لا تصحب أخا الجهل و إياك وإياه
فكم من جاهل أردى حليما حين أخاه
يقاس المرء بالمرء إذا ما هو ماشاه
فالمصيبة العظمى هي (الثانية..): وهي أنك بكثرة المجالسة له تنتهي بالمجانسة له، فإن المجالس مجانس في الغالب، والدليل على ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف".
و لذلك نظم الشاعر هذا في بيتين كما يعلمه كثير منا، وهو:
إن القلوب لأجناد مجندة // قول الرسول كلام ليس يختلف
فما تعارف منها فهو مؤتلف // وما تناكر منها فهو مختلف
ما يمكن أن يلتقي هذا مع هذا أبداً، موجب مع موجب ما يلتقي، تأتي بالموجب مع الموجب يفر منه، ليش؟، الموجب عندك أنت قوة السنة والإيمان واليقين والتمسك والسير على طريقة السلف الصالح، وذاك الموجب عنده الهوى والبدعة، فكلما تقاربتم كلما تنافرتم، ما يمكن أن تلتقوا، كل واحد يدفع الثاني، ما تجتمعان أبداً؛ كالتنوين والإضافة، كأني تنوين وأنت إضافة فحيث تراني لا تحل مكاني، لا تجتمعون أبداً؛
لكن الموجب والسالب يجتمعان، هذا ضعيف فيركب عليه الموجب، فإذا ضعف صاحب السنة ركبه صاحب البدعة وجره إلي بدعته، ضعف لأسباب إما بقلة علمه وضعفه أو بجهله المطبق، فيصبح صاحبه، أو بحبه للدنيا، نعم فإذا حب الدنيا وكان عند هذا المبتدع شيء من الدنيا؛ فقد باع دنياه بدينه، فنسأل الله العافية والسلامة،
فالشاهد أن الإنسان صاحب السنة الصحيحة، من قويت في قلبه السنة وعظمت في قلبه السنة، لا يمكن أن يجتمع مع صاحب البدعة إلا في حال واحدة تتصوره فيها، متى؟
- إذا جهل، قد يجلس مع هذا وهو لا يعلم، وهذا الذي قال فيه الإمام أحمد -رحمه الله تعالىٰٰٰٰٰٰ-: "أرى الرجل من أهل السنة مع الرجل من أهل البدعة يماشيه، أفأهجره؟، لا، أُسلم عليه؟، قال: لا، حذِّره منه، ثم إن رأيته بعد ذلك يماشيه فألحقه به"، فصاحب السنة قد يجهل خصوصاً إذا ما كان من البلد أو جديد عليها وارد ما يعرف، نعم، أو المبتدع وارد عليه جديد، أو الحزبي وارد عليه جديد وهو لا يعرفه، ممكن يجهل يقع ولو كان عالما، فمثل هذا يُنبه، فإذا نُبّه صاحب السنة الصحيحة ما يمكن أن يقبل صاحب الهوى وصاحب البدعة، فأقول إن هذه الحالة الثانية هي الأخوف على الإنسان؛ وهي المصيبة؛ وهي أنه يصبح من المماشاة والمجالسة يصبح بعد ذلك مجانسة له على بدعته فيصبح مثله، وهذا الذي قيل فيه: الصاحب ساحِب، الصاحب ساحِب يسحبك إلى: فإما أن تسحب أنت إلى خير وإما أن يسحب إلى شر.
والفرق بين المخالطة وبين المناصحة واضح وبرزخ شفاف، ولابد أن يُتنبه له؛ فإن المناصحة لا تقتضي الخلطة، المناصحة إذا ادَّعى بعضهم أنه يناصح هذا الحزبي أو هذا المبتدع أو صاحب الهوى، نقول له المناصحة لا تستدعي الخلطة ولا تستلزم الخلطة، بابها باب واضح، فأنت قد تنصح له في مجلس قد تنصحه في رسالة قد تنصحه في هاتف، قد تنصحه مثلاً في صف دراسي ضمك وإياه؛ لكن أن تكون جليس معه تماشيه، لا، هذه ما هي المناصحة، ولهذا يقولون:
وما ينفع الجرباء قرب صحــــــ ــــــيحة إليها ولكن الصحيحة تجرب
سنة الله الجارية أن الأجرب هو الذي يعدي ما هو الصحيح يصح، الصحيح تحطه بين الدواب الجرب ما يصححها لكن هي تجربه، نعم ، ولهذا قال القائل ابن عبد القدوس في بائيته الشهيرة وهي جميلة جداً يقول:
واحذر مصاحبة فإنها تعدي // كما يعدي السليم الأجرب ، نعم
وتوقى من شر النساء خيانة // إن النساء مكائد لك تنصب .. نعم
إلي غيره أو إلي آخره في القصيدة، القصيدة جميلة، كل بيت منها حكمة بمفرده، وينبغي لنا أيضاً مثل هذه المناظيم التي فيها الحكم أن يجتهد الإنسان بقدر استطاعته في حفظها بعد حفظ كتاب الله -تبارك وتعالىٰٰٰٰٰٰٰٰٰٰٰٰ- والاعتناء به وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فإنها معينة له في الفهم والكلام والتفسير وترويق المجالس وتحلية المجالس، فالشاهد:
- أن سنة الله الجارية أن الأجرب هو الذي يعدي الصحيح، ما علمنا أن صحيحاً صحح أجرباً؛ لكن الذي نعرفه عند العقلاء جميعاً أن الأجرب هو الذي يعدي الصحيح، فيغلب على الظن أنك إذا ماشيته وسايرته أن ترجع بعد ذلك أجرب، … نرجع الآن.
منقووووووووووووول
تعليق