• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كلام جميل للإمام ابن القيم في خطورة إحالة الفتوى إلى غير متأهل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كلام جميل للإمام ابن القيم في خطورة إحالة الفتوى إلى غير متأهل

    قال الإمام ابن القيم _ رحمه الله _ كما في كتابه الفذ أعلام الموقعين (4/207ط دار الجيل ) تحت فصل دلالة المفتي للسائل على غيره :
    وهو موضع خطر جدا فلينظر الرجل ما يحدث من ذلك فإنه متسبب بدلالته :
    إما الى الكذب على الله ورسوله في أحكامه
    أوالقول عليه بلا علم فهو معين على الاثم والعدوان
    وإما معين على البر والتقوى فلينظر الانسان الى من يدل عليه وليتق الله ربه
    فكان شيخنا قدس الله روحه شديد التجنب لذلك ودللت مرة بحضرته على مفت أومذهب فانتهرني وقال مالك وله دعه ففهمت من كلامه إنك لتبوء بما عساه يحصل له من الإثم ولمن أفتاه
    ثم رأيت هذه المسألة بعينها منصوصة عن الإمام أحمد قال أبو داود في مسائلة قلت لأحمد الرجل يسأل عن المسألة فأدله على إنسان يسأله فقال إذا كان يعني الذي أرشدته إليه متبعا ويفتي بالسنة فقيل لأحمد إنه يريد الاتباع وليس كل قوله يصيب فقال أحمد ومن يصيب في كل شيء قلت له فرأي مالك فقال لا تتقلد في مثل هذا بشيء
    قلت وأحمد كان يدل على أهل المدينة ويدل على الشافعي ويدل على إسحاق ولا خلاف عنه في استفتاء هؤلاء ولا خلاف عنه في أنه لا يستفتي أهل الرأي المخالفون لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم - وبالله التوفيق
    ولا سيما كثير من المنتسبين إلى الفتوى في هذا الزمان وغيره وقد رأى رجل ربيعة بن أبي عبد الرحمن يبكي فقال ما يبكيك فقال استفتي من لا علم له وظهر في الإسلام أمر عظيم قال ولبعض من يفتي ههنا أحق بالسجن من السراق
    قال بعض العلماء فكيف لو رأى ربيعة زماننا وإقدام من لا علم عنده على الفتيا وتوثبه عليها ومد باع التكلف إليها وتسلقه بالجهل والجرأة عليها مع قلة الخبرة وسوء السيرة وشؤم السريرة وهو من بين أهل العلم منكر أوغريب
    فليس له في معرفة الكتاب والسنة وآثار السلف نصيب ولا يبدي جوابا بإحسان وإن ساعد القدر فتواه كذلك يقول فلان ابن فلان ...
    يمدون للإفتاء باعا قصيرة ... وأكثرهم عند الفتاوي يكذلك ...
    وكثير منهم نصيبهم مثل ما حكاه أبو محمد بن حزم قال كان عندنا مفت قليل البضاعة فكان لا يفتي حتى يتقدمه من يكتب الجواب فيكتب تحته جوابي مثل جواب الشيخ فقدر أن اختلف مفتيان في جواب فكتب تحتهما جوابي مثل جواب الشيخين فقيل له إنهما قد تناقضا فقال وأنا أيضا تناقضت كما تناقضا وقد أقام الله سبحانه لكل عالم ورئيس وفاضل من يظهر مماثلته ويرى الجهال وهم الأكثرون مساجلته ومشاكلته وانه يجري معه في الميدان وأنهما عند المسابقة كفرسي رهان ولا سيما إذا طول الأردان وأرخي الذوائب الطويلة وراءه كذنب الأتان وهدر باللسان وخلا له الميدان الطويل من الفرسان ...
    فلو لبس الحمار ثياب خز ... لقال الناس يالك من حمار ...
    وهذا الضرب إنما يستفتون بالشكل لا بالفضل وبالمناصب لا بالأهلية قد غرهم عكوف من لا علم عنده عليهم ومسارعة أجهل منهم إليهم تعج منهم الحقوق إلى الله تعالى عجيجا وتضح منهم الأحكام إلى من أنزلها ضجيجا فمن أقدم بالجرأة على ما ليس له من فتيا أوقضاء أوتدريس استحق اسم الذم ولم يحل قبول فتياه ولا قضائه هذا حكم دين الإسلام ...
    وإن رغمت أنوف من اناس ... فقل يارب لا ترغم سواها ...اهـ
    قال أبو عيسى _ وفقه الله _ : يا له من كلام جميل يوافق واقعنا المرير فهلا تدارك نفسه واتقى الله فيها من يحيل الناس إلى متعالم متفيهق لا يضبط فتواه لا بكتاب ولا سنة وإنما هي من وحي الشيطان وهم يحسبون أنهم يحسنون شيئاً
    وكيف لو رأى شيخ الإسلام وتلميذه الإمام ابن القيم عصرنا العجيب الذي ساد فيه المتفيهقون المتعالمون فتجد أحدهم قد حضرة ما يسمى بالدكتوراة ورضي وقنع بها عن العلم ونادى الناس عليه بالعلم وهو أجهل وأضل من حمار أهله وقد رأيت رأيت كيف انتهر شيخ الإسلام تلميذه الفذ وهو من هو لأنه أحال إلى رجل قد يكون غير مؤهل أو ممن يأخذ بآراء الناس دون الرجوع إلى نصوص الوحيين فكيف بمن يحيل إلى مستحسن لم يشم رائحة العلم وليس له عناية بنصوص الوحيين إلا ليِّ أعناق القواعد التي يستدل لها ولا يستدل بها فاللهم رحماك

  • #2
    المشاركة الأصلية بواسطة علي بن رشيد العفري مشاهدة المشاركة
    وقد أقام الله سبحانه لكل عالم ورئيس وفاضل من يظهر مماثلته ويرى الجهال وهم الأكثرون مساجلته ومشاكلته وانه يجري معه في الميدان وأنهما عند المسابقة كفرسي رهان ولا سيما إذا طول الأردان وأرخي الذوائب الطويلة وراءه كذنب الأتان وهدر باللسان وخلا له الميدان الطويل من الفرسان ...
    فلو لبس الحمار ثياب خز ... لقال الناس يالك من حمار ...
    وهذا الضرب إنما يستفتون بالشكل لا بالفضل وبالمناصب لا بالأهلية قد غرهم عكوف من لا علم عنده عليهم ومسارعة أجهل منهم إليهم تعج منهم الحقوق إلى الله تعالى عجيجا وتضح منهم الأحكام إلى من أنزلها ضجيجا فمن أقدم بالجرأة على ما ليس له من فتيا أوقضاء أوتدريس استحق اسم الذم ولم يحل قبول فتياه ولا قضائه هذا حكم دين الإسلام ...
    وإن رغمت أنوف من اناس ... فقل يارب لا ترغم سواها ...اهـ
    سبحان الله ما أشد خطر هؤلاء وما أكثرهم في زماننا فاللهم سلم سلم

    تعليق

    يعمل...
    X