اللقاء البديع بوالدنا الشيخ ربيع
مهيب بن سيف الأحمدي الضالعي
بسم الله الرحمن الرحيم
مهيب بن سيف الأحمدي الضالعي
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد من الله علي في هذه الليلة ليلة الأربعاء الرابع من شوال التي هي من خير ليالي عمري بعوالي مكة شرفها الله بزيارة والدي وشيخي صاحب السماحة حامل راية الجرح والتعديل في عصره ربيع بن هادي عمير المدخلي فوصلت إليه برفقة أخي خالد بن محمد الغرباني المشرف العام على شبكة العلوم السلفية وذلك قبيل أذان المغرب فخرج من باب داره كإطلالة القمر وإهلال البدر ذاكرا مسبحا ومهابة السنة تعلوه فرآنا فرحب واستبشر وعلاه الفرح فقدت إليه وسلمت عليه وقبلت لحيته ورأسه وذلك من فضل الله علي.
ثم ركبنا سيارته أنا وأخي خالد فتوجهت بنا إلى المسجد وهو ذاكر لله يدعو لنا بالحفظ والكلاءة، فذكرنا مقتل أخينا حسين الجوشعي فدعا له بالخير وقال شهيد بإذن الله.
ثم وصلنا المسجد فصلينا المغرب ثم خرجنا فركبنا معه سيارته فوصلنا مكتبته فجلست عن يساره وأخي خالد عن يمينه وكان من الحاضرين وفود من الجزائر وليبيا والهند والكويت فتحدث عن الأخوة والألفة والثبات على المنهج السلفي في السلم والحرب واستطرد في ذكر مواقف شيخ الإسلام ابن تيمية في مواجهة التتر وحذر من الحزبية والديمقراطية.
ثم قمنا لصلاة العشاء ورجعنا راكبين معه ثم دخلنا مكتبته فخلا بنا وجلس إلينا وتحدثنا عن الدعوة السلفية وما يدور في الساحة الدعوية اليوم من الفتن وأنه لا بد من رأب الصدع بين أهل السنة بالرجوع إلى الحق والتوجه لمواجهة التحديات التي تتعرض وتواجه الدعوة السلفية وان يعرف السلفيون حجم قضيتهم العادلة في رفع لواء التوحيد والسنة وان يعرفوا حجم المؤامرة التي تحاك عليهم فينتبهوا مع من انتبه ولا يغفلوا مع من غفل وركب الضغائن والاهواء.
ثم صعد بنا إلى غرفته الخاصة في الدور العلوي فجلسنا وجلس إلينا وهو يدعو لي ولصاحبي بالخير العظيم فأكرمنا أيما إكرام وقال بلغوا سلامي للشيخ يحيى.
ثم قمنا وقام مودعا لنا فاستأذنته بتقبيل لحيته ورأسه وحلفت عليه فضحك وأذن لي بذلك والفرحة تملأ قلبي وأخذت أتذكر أخاه العلامة اليماني مقبل بن هادي الوداعي رحمه الله فقلت في نفسي أي منزلة رفعكما الله وأي تشريف شرفكم الله به وأجبت نفسي إنه التوحيد الخالص والإيمان الصافي والمنهج النقي والتمشي مع منهج السلف وقواعده الأصيلة دون إفراط ولا تفريط والثبات على ذلك وهذا هو دأب أهل الحديث لاحق عن سابق يتوارثون الهدى والذب عن حياض السنة والتفاني في ذلك وإن زهد فيهم المزهدون ونفر عنهم المنفرون ممن رضوا بالدون من القواعد والخوالف ويأبى الله الا ان يتم نوره وينصر أوليائه وإن عظم البلاء واشتدت الجراح والثخون والآلام قال تعالى :(إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون). فقد ادخل أحمد الكير فخرج ذهبا أحمر.
فتمسك بمنهج السابقين فنسب إليهم وقالوا عنه : بالماضين ما كان أشبهه وعلى الدنيا ما كان أصبره عرضت عليه الفتن فنفاها والدنيا فأباها وحتى بالغ بعضهم فقال : لو كان احمد في بني إسرائيل لكان نبيا.
فهؤلاء هم علماؤنا الذين نرفع بهم رؤوسنا ونستميت في الدفاع عنهم وما يدعون إليه ولو كلف ذلك ركوب سيوف المنايا وهذا من حقهم علينا وواجبنا نحوهم، ولله در القائل :
أحب عليا والبتول وولدها *** ولا أجحد الشيخين فضل التقدمِ
وأبرأ ممن نال عثمان بالأذى *** كما أتبرأ من ولاءِ ابن ملجمِ
ويعجبني أهل الحديث لصدقهم *** فلست إلى قوم سواهم بمنتمِ
وكنت قد زرت شيخنا ربيعا قبل هذه الزيارة إلا أنني كنت منشغل البال مشتت الأفكار بسبب حال إخواني في الجبهة في قتال الرافضة الصفويين فكانت الزيارة على وجه السرعة ومشورة شيخنا الناصح الأمين الذي وقف كالطود الأشم أمام المد الصفوي الإثنى عشري، وكانت الزيارة للقاء بمن يسرا لله من علماء المملكة لأجل بيان الحال الذي تسير عليه الجبهة وأنها سلفية بعيدة عن أفكار الخوارج فحصل اللقاء بسماحة المفتي العام والفوزان واللحيدان والسحيمي والعقيل حفظهم الله أجمعين.
فالحمد لله الذي من علينا فأجزل وأعطانا فأفضل ونسأله أن يبارك في أعمار علماء الحديث والتوحيد والسنة وأن ينفعنا بعلومهم ونصائح هم وان يوفق ولاة أمورنا وأبناء امتنا للثقة والالتفاف حول علماءهم والأخذ بنصائحهم وتوجيهاتهم
فإن العز والسؤدد كله بلزوم غرز أهل السنة والحديث قال تعالى : {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}
والحمد لله رب العالمين.
وكتبه أبو محمد مهيب بن سيف الأحمدي الضالعي
بتاريخ/الأربعاء 4/10/1433هـ
مكة شرفها الله
وكتبه أبو محمد مهيب بن سيف الأحمدي الضالعي
بتاريخ/الأربعاء 4/10/1433هـ
مكة شرفها الله
تعليق