• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صفات الحدادية المرعية في مناقشة علميّة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صفات الحدادية المرعية في مناقشة علميّة



    صفات الحدادية المرعية
    في مناقشة علميّة

    أذن بنشرها:
    فضيلة الشيخ العلامة أبو عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري -حفظه الله ورعاه-

    تقديم فضيلة الشيخين:
    أبي عبد الله محمد بن علي بن حزام الفضلي البعداني -حفظه الله ورعاه-
    وأبي عمرو عبد الكريم بن أحمد العمري الحجوري -حفظه الله ورعاه-

    تأليف الفقير إلى الله:
    أبي فيروز عبد الرحمن بن سوكايا الإندونيسي آل الطوري عفا الله عنه
    دار الحديث بدماج حرسها الله




















    
    تقديم الشيخ الفاضل أبي عبد الله محمد بن علي بن حزام البعداني حفظه الله ورعاه

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد:
    فقد اطلعت على كـتاب أخيـنا المـبارك الـداعـي إلى الله عز وجـل على بصيرة أبي فيروز عبد الرحمن بن سوكايا الإندونيسي الذي سماه: «مناقشة علمية حول صفات الحدادية»( ) فوجدته كتابا مفيدا بيّن فيه أي الفريقين أحق بتلك التسمية الجائرة التي يُتّهم بها إخواننا الذين يدافعون عن الحق وأهله ويذمون الباطل وحزبه، -أعني تهمتهم لإخواننا- سنة من سنن المبطلين قال تعالى عن فرعين: ﴿           ﴾ ]غافر: 26[.
    وقال تعالى: ﴿   •   ﴾ [القمر/26].
    وقال تعالى: ﴿      •     •     ﴾ [القلم/5-7] .
    والآيات في هذا الباب كثيرة جدا.
    فجزى الله أخانا عبد الرحمن خيرا على جهده في جمع هذه الفوائد، ووفقه لكل خير، وثبتنا وإياه على السنة حتى نلقاه، والحمد لله رب العالمين.

    كتبه
    أبو عبد الله محمد بن علي بن حزام الفضلي البعداني
    يوم السبت الموافق 26 جمادى الأولى 1432 هـ
    في دار الحديث بدماج
    حرسها الله


    
    تقديم الشيخ الفاضل أبي عمرو عبد الكريم بن أحمد الحجوري حفظه الله ورعاه

    الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أما بعد:
    فيقول الله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا﴾ [الفرقان/31]، ويقول تعالى: ﴿وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ﴾ [الأنعام/112].
    ويقول الله جل في علاه: ﴿وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا﴾ [الفرقان/20] .
    فلم يسلم أحد من الابتلاء، وكلما زاد إيمان العبد ونفعه للمسلمين زاد بلاؤه، وهذه سنة الله في خلقه. ولهذا فأهل الباطل خصوم الحق وأهله، وينفرون عنه، ويصدون بالقول والفعل، والتاريخ شاهد بذلك قديما وحديثا.
    ولأهل الباطل في كل زمان لقب يصفون به أهل السنة والجماعة ليصدوا الناس عنهم. وكان آخر لقب رمي به أهل السنة والجماعة باليمن عامة ودماج خاصة حتى الآن هو لقب الحدادية البدعة المقيتة المذمومة.
    فقام الأخ الفاضل الداعي إلى الله الغيور على دينه أبو فيروز عبد الرحمن بن سوكايا الإندونيسي حفظه الله بمناقشة علمية لصفات الحدادية، وبيّن براءة أهل السنة والجماعة من هذا اللقب ، وبيّن من هو أليق بهذا اللقب وهو به ألصق، فقد قطعت جهيزة قول كل خطيب لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وبالله التوفيق.
    فجزى الله أبا فيروز خيرا ونفع به والحمد لله رب العالمين.

    كتبه:
    أبو عمرو عبد الكريم بن أحمد الحجوري
    بدار الحديث بدماج حرسها الله تعالى
    13 ذي القعدة 1432 هـ


    
    مقدمة المؤلف

    الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم على محمد وآله أجمعين أما بعد:
    فهذا ما يسره الله من الجهد الذي أرجو أني بفضل الله وفقت في تطبيق ما يذكر من أصول الحدادية على من تنطبق عليه حقا بغير ميل ولا حيف، وبنيت ذلك على ما ذكره الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي –أثابه الله وغيره-.
    ومن خلال ذلك يتبين لك ما عند حزب المرعي من عديد من الفتن، ومن ذلك سيرهم على أساليب الحدادية الغالية المشئومة، مع ما هم فيه من التحزب الخبيث، فاجتمع فيهم من البلاء ما يتفرق في غيرهم. والله عز وجل قد يجمع في خلقه أنواعا من الخير، وفيمن شاء من خلقه أنواعا من الشر، ولله في خلقه شئون.
    والمرعيون مع كونهم متصفين بكثير من خصال الحدادية، فهم يتهمون أصحاب دار الحديث بدماج الحدادية، وجعلوا ما كتبه فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله في الحدادية مُنصَبّاً على شيخنا يحيى الحجوري ومن معه حفظهم الله.
    وسينجلي للمنصفين الصادقين أي الفريقين على هدى ومن هو في ضلال مبين. ( )
    وأشكر شيخنا الناصح الأمين العلامة أبا عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله ورعاه على تشجيعي، وإرشاده بما هو أحسن في هذه الرسالة، عسى الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته يوم القيامة.
    وأشكر لشيخنا الفاضل الكريم أبي عمرو عبد الكريم بن أحمد الحجوري حفظه الله ورعاه على سعة صدره للنظر في هذه الرسالة مع تقويمها، على رغم كثرة الأشغال التي كانت عنده.
    وأشكر شيخنا الفاضل أبا عبد الله محمد بن علي بن حزام الفضلي البعداني حفظه الله ورعاه على بذله الجهد والنصح في تقويم هذه الرسالة.
    ثم أشكر لأخوينا الفاضلين أبي ذي القرنين عبد الله الجاوي وأبي جعفر الحارث المينانكاباوي الإندونيسيين حفظهما الله ووفقهما على عونهما.
    فنسأل الله أن يثيبهم أحسن الجزاء إنه هو البر الرحيم.


    الباب الأول: مجمل فرقة الحدادية

    إن الحدادية فرقة غالية نسبت إلى أبي عبد الله محمود بن محمد الحداد. ولد الرجل في مصر سنة 1374 من الهجرة. رحل إلى المدينة النبوية يتتلمذ عند بعض المشايخ حفظهم الله. أظهر في بداية أمره غيرة في الدين وبغضا على البدع. ثم ظهر منه الغلو المفرط فبدّع عددا من أئمة الإسلام الذين زلت أقدامهم في المسائل العقدية كابن حجر، والنووي، والشوكاني رحمهم الله، ولعنهم وبدع من يترحم عليهم. وأفتى بتحريق "فتح الباري" لابن حجر، وشرح النووي على "صحيح مسلم"، وشرح ابن أبي العز على "الطحاوية"، ونحو ذلك.
    وكذلك طعن في شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وابن أبي العز رحمهم الله. ويطعن في علماء السنة المعاصرين كالإمام ابن باز، والإمام الألباني، والإمام ابن عثيمين، والعلامة صالح الفوزان، والشيخ اللحيدان، وغيرهم رحمه الله. وله أتباع ينصبون له راية حتى اشتهروا بـ: "الحدادية".
    ومن مؤلفاته الدالة على أباطيله:
    - "عقيدة ابن أبي حاتم وأبي زرعة"، تكلم فيه في شيخ الإسلام ابن تيمية، والإمام الألباني، وغيرهما.
    - "الخميس"، فيه هجوم جائر على الإمام الألباني رحمه الله.
    - تخريج "إحياء علوم الدين"، وهذا من تناقضاته، لأنه حذر الناس من بعض كتب السنة بمجرد وجود أخطاء فيها، وهو نفسه يكتب تخريج "الإحياء" بدون تحذير منه مع ما فيه من الطوام.
    - "المنتقى العاطر" مختصر "صيد الخاطر" لابن الجوزي الذي قال فيه محمود الحداد نفسه: إنه جهمي جلد، وعرف أن الكتاب من أوله إلى آخره ليس فيه قول الله، ولا قول رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا قول الصحابة رضي الله عنهم.
    - تحقيق "الجامع في الحث على حفظ العلم". والكتب للعسكري، والخطيب البغدادي، وابن عساكر، وابن الجوزي. حققها محمود الحداد، وفي طيات التحقيق طعونات خبيثة في هيئة كبار العلماء.
    - "ماذا حدث" وهو مفرغ من شريط، فيه طعونات في بعض علماء السنة.
    - "يوم لا ظل إلا ظله"، فيه طعونات في شيخ الإسلام ابن تيمية، وغمز على الإمام ابن القيم رحمهما الله.
    ومع هذه الهجومات على أئمة السنة لم ير منه تأليف في الرد على الإخوان المسلمين مع كثرة بلائهم في بلده بمصر، ولا على فرقة التبليغ، ولا على القبوريين، ولا على فرقة التكفير.

    مراجع: "مجموع الردود على الحدادية" للشيخ ربيع بن هادي المدخلي، و "الأجوبة المفيدة" للشيخ صالح الفوزان بقلم جمال بن فريحان الحارثي، و"تخريج الإحياء" لمحمود الحداد.


    الباب الثاني: تشويه حملة السنة بالألفاظ القبيحة

    قال الله جل ذكره: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ [لقمان/17]، وقال تعالى: ﴿وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا﴾ [الطور/48]، وقال الله سبحانه: ﴿وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ﴾ [المدثر/7]
    قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية الأخيرة: أي: اجعل صبرك على أذاهم لوجه ربك عز وجل، قاله مجاهد. ("تفسير القرآن العظيم"/7/ص398/دار الآثار).
    فهذه الآية نزلت في أول بعثة محمد القرشي رسولا، وفيها إشارة إلى أنّ إبلاغ الرسالة يحتاج إلى الصبر لأن أعداء الحق كثير. قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا﴾ [الفرقان/31]، وقال سبحانه: ﴿فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا﴾ [الإنسان/24].
    قال الإمام الطبري رحمه الله: وقوله: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا ﴾ [الإنسان/23] يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: إنا نحن نزلنا عليك يا محمد هذا القرآن تنزيلا ابتلاء منا واختبارا ﴿فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ﴾ يقول: اصبر لما امتحنك به ربك من فرائضه، وتبليغ رسالاته، والقيام بما ألزمك القيام به في تنزيله الذي أوحاه إليك ﴿وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا﴾ يقول: ولا تطع في معصية الله من مشركي قومك آثما يريد بركوبه معاصيه، أو كفورا: يعنى جحودا لنعمه عنده، وآلائه قِبَلَه، فهو يكفر به، ويعبد غيره. ("جامع البيان"/24 / ص 115).
    ومن عدوان الخصوم للأنبياء –عليهم السلام- الافتراءات، والبهتان، والاتهامات الكاذبة، والألقاب الشنيعة، وغير ذلك تنفير الناس منهم. قال الله تعالى: ﴿كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ * أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ﴾ [الذاريات/52، 53].
    وكما أن العلماء يرثون الأنبياء في العلم ووظيفة الدعوة، فكذلك يلقون من ورثة أعدائهم تلك الافتراءات والألقاب القبيحة. قال شيخ الإسلام الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني رحمه الله: وعلامات البدع على أهلها بادية ظاهرة وأظهر آياتهم وعلاماتهم شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه و سلم، واحتقارهم لهم، وتسميتهم إياهم حشوية وجهلة وظاهرية ومشبهة، -إلى أن قال:- وكل ذلك عصبية ولا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد وهو أصحاب الحديث. قلت أنا: رأيت أهل البدع في هذه الأسماء التي لقبوا بها أهل السنة سلكوا معهم مسلك المشركين مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فإنهم اقتسموا القول فيه فسماه بعضهم ساحرا، وبعضهم كاهنا، وبعضهم شاعرا، وبعضهم مجنونا، وبعضهم مفتونا، وبعضهم مفتريا، مختلفا، كذابا. وكان النبي صلى الله عليه و سلم من تلك المعائب بعيدا بريئا ولم يكن إلا رسولا مصطفى نبيا. قال الله عز و جل: ﴿انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا﴾.
    وكذلك المبتدعة خذلهم الله اقتسموا القول في حملة أخباره ونقلة آثاره ورواة أحاديثه المقتدين به المهتدين بسنته، فسماهم بعضهم حشوية، وبعضهم مشبهة، وبعضهم نابتة، وبعضهم ناصبة، وبعضهم جبرية. وأصحاب الحديث عصامة من هذه المعايب بريئة زكية نقية، وليسوا إلا أهل السنة المضية والسيرة المرضية والسبل السوية والحجج البالغة القوية، قد وفقهم الله جل جلاله لاتباع كتابه ووحيه وخطابه، والاقتداء برسوله صلى الله عليه و سلم في أخباره التي أمر فيها أمته بالمعروف من القول والعمل، وزجرهم فيها عن المنكر منهما، وأعانهم على التمسك بسيرته، والاهتداء بملازمة سنته، وشرح صدورهم لمحبته ومحبة أئمة شريعته وعلماء أمته، ومن أحب قوما فهو معهم يوم القيامة بحكم رسول الله صلى الله عليه و سلم: «المرء مع من أحب»( ) اهـ. ("عقيدة السلف"/ص109-111/دار المنهاج).
    وكذلك الآن: الحزبيون الحركيون يسمون أهل السنة مرجئة لأنهم لم يكفرون الحكام المسلمين، أو لزلة بعضهم في مسألة العلاقة بين العمل والإيمان. وأما الحزبيون المميعون من الحسنيين، والمرعيين، وغيرهم يسمون أهل السنة حدادية –بل غلاة الحدادين- لشدتهم على البدع وأهلها. ولا يعلمون هؤلاء أن أهل السنة وسط بين ذلك لعلى هدى مستقيم. وهؤلاء الحزبيون في اتهامهم السلفيين يستدلون بما كتبه الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله في صفات الحدادية.
    فالآن سأذكر ما سطره الشيخ ربيع حفظه الله في الحداديين مع تعليقنا عليه. وليست هذه الرسالة طعنا في الشيخ ربيع ولا تطاولا عليه. وإنما هي مجموعة من البينات والحجج على براءة أهل السنة في دماج –ومن معهم- من الحدادية، وأحقية الحزب الجديد –المرعيين البرمكيين- بكثير من تلك الأوصاف.


    الباب الثالث: مع رسالة الشيخ ربيع المدخلي "خطورة الحدادية الجديدة وأوجه الشبه بين الحدادية وبين الروافض"

    من سيمات الحداديين ما ذكرها الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله وجزاه خيراً في رسالته "أوجه الشبه بين الحدادية وبين الروافض":
    ]الفصل الأول: التقية[
    قال الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله: وهاكم ما تيسَّر ذكره من أوجه الشبه بينهم وبين الروافض : - الوجه الأول : التقية الشديدة ؛ فالرافضي يعترف لك بأنَّه جعفري ويعترف ببعض أصوله وعقائده الفاسدة. وهؤلاء لا يعترفون بأنَّهم حدادية ولا يعترفون بشيءٍ من أصولهم وما ينطوون عليه .
    التعليق:
    الوصف الأول للحدادية هو التقية الشديدة. وليست لدى شيخنا الناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري ومن معه –رعاهم الله- أيّة تقية. هذه كتبهم، وملازمهم، وأشرطتهم، ومنشوراتهم كتبوا فيها أسماءهم، وكنيتهم، ونسبتهم بكل صراحة، وإذا زاروا المشايخ تكلموا بكل صراحة مع ملازمة الأدب، لأن الحق أرفع وأعظم من كل شيء. وقد قال شيخنا –رعاه الله-: (نحن نمشي على الوضوح رافعي الرأس). وهذا اتباع منه لطريقة الأنبياء –عليهم السلام-. قال الله تعالى: ﴿قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى﴾ [طه/59].
    قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيرها: وهكذا شأن الأنبياء، كل أمرهم واضح، بيّن، ليس فيه خفاء ولا ترويج اهـ. ("تفسير القرآن العظيم"/4/ص612/دار الآثار).
    أما الحزب الجديد فما أكثر تقيتهم! وقد رأينا ذلك منهم كثيرا. وشأنهم مثل قول الله تعالى عن المنافقين: ﴿وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُون﴾ [البقرة/14].
    وقد زارنا وفود من مدينة عدن فقدموا أسئلة إلى شيخنا الناصح الأمين، ومما ذكروه: أن عبد الرحمن العدني أفتى بجواز التقية فيما يتعلق بهذه الفتنة. فأجاب شيخنا يحيى حفظه الله بأن ذلك من طريقة الرافضة. وشريط الأسئلة وأجوبتها مسجل عند تسجيلات دار الآثار بدماج.
    ]الفصل الثاني: السرية[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: - الوجه الثاني: السرية الشديدة في واقعهم وموقعهم في الشبكة المعروفة بالأثري بدرجة لا يلحقهم فيها أي فرقة سِرِيَّة حيث يكتبون تحت أسماء مجهولة مسروقة فإذا مات أحدهم فلا يُعرف له عينٌ ولا أثر؛ وبهذا العمل فاقوا الروافض فإنَّهم معروفون وكتب التاريخ والجرح والتعديل مشحونة بأسمائهم وأحوالهم وإن كانوا يستخدمون التقية والتستر بحيث لا يظهر كثير من أحوالهم.
    التعليق:
    الوصف الثاني للحدادية هو السرية. وليست لدى شيخنا الناصح الأمين ومن معه هذه السرية. وجميع منشوراتهم شاهدة على ذلك، بيد أن كُتّاب الحزب الجديد كثير منهم أصحاب السرية. انظر ذكر بعض مجاهيلهم الذين نشرت كتاباتهم في موقع "الشحر" و"الوحيين" لأصحاب ابني مرعي في "مختصر البيان" (جمعه بعض مشايخ الدار أبي عمرو الحجوري، وسعيد دعاس اليافعي، ومحمد العمودي وغيرهم/ص68-69).
    وقد نصح شيخنا الناصح الأمين لهؤلاء المجاهيل، وبين بطلان طريقتهم، ومخالفتهم لأصول السلف الصالح. وقد نشر أيضا –رعاه الله- رسالة مختصرة بعنوان: "ما يصنع الأعداء في جاهل ما يصنع الجاهل في نفسه". وقام أيضا بعض النصحاء فيبذلون النصائح لهم. فممن قام بهذا الصدد: الشيخ عبد الحميد الحجوري رعاه الله في رسالته "السيف الصقيل والنصح الجميل في بيان حال المجاهيل"، وأبو إسحاق أيوب بن محفوظ الشبامي رعاه الله في رسالتيه "فتح العليم الجميل في تعريف المجاهيل"، و"قبل أن تسأل أجب"، وخالد بن محمد الغرباني رعاه الله في رسالته "البرمكي بين السائل والمجيب"، وعمر بن أحمد الصبيحي رعاه الله بقصيدته "هدية قيمة للمجاهيل"، وغيرهم. فلا يتوبون ولا هم يذّكّرون.
    وأما من أظهر نصرة أهل دماج على المرعيين ولم يصرح باسمه المعروف فنحن براء مما يعمل لأن صنيعه هذا باطل، خلاف الصدق، ويضاهي الحزبيين والمبتدعة.
    والشيخ ربيع حفظه الله قال في الكُتّاب المجاهيل: وإن لجوءهم إلى هذا الأسلوب –وهو التستر تحت أسماء مجهولة- لدليل على جبنهم وخورهم وإحساسهم بأنهم على باطل. ("موسوعة مؤلفات الشيخ ربيع"/9/ص299/دار الإمام أحمد).
    فهاهم المرعيون يستخدمون هذا الأسلوب الحقير.
    وأما قول الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله في الحداديين: (وبهذا العمل فاقوا الروافض )، قلنا –وفقنا الله-: وكذلك المرعيون. وقد قال لهم شيخنا الناصح الأمين رعاه الله: وقد صرتم تكتبون بأسماء مستعارة كالذين من قبلكم قريبا. فأصحاب جريدة البلاغ الرافضية أشجع منكم ...إلخ. ("ما يصنع الأعداء في جاهل..."/لشيخنا يحيى رعاه الله).
    الخلاصة: إن أهل دماج بعداء من خصال الحدادية، والمرعيون هم الحداديون.
    ]الفصل الثالث: رفض بعض أئمة السلف وأصولهم مع التنقّص[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله:- الوجه الثالث : الرفض. فالروافض رفضوا زيد بن علي لما تولَّى أبا بكر وعمر، والحدادية رفضوا أصول أهل السنة في الجرح والتعديل، وتنقصوا أئمة الجرح والتعديل وتنقصوا أصولهم.
    التعليق:
    الوصف الثالث للحدادية هو رفض بعض أصول أهل السنة. وليس لدى شيخنا يحيى الحجوري ومن معه –رعاهم الله- هذا الرفض، فلا يرفضون أحدًا من السلف الصالح، ولا يرفضون أصول أهل السنة في الجرح والتعديل، بل يَثبُتون على علم الجرح والتعديل وتطبيقه كما ينبغي، كما كان شيخهم الإمام الوادعي ثبت عليها وقال: أما الجرح والتعديل فلن أتركه ولو لم يأتني واحد، وما المصارعة إلا من هذا الباب. ("غارة الأشرطة"/1/ص235/مكتبة صنعاء الأثرية).
    ولا يرفضون أيّ أصل من أصول أهل السنة، ولا يتنقصون أئمة الجرح والتعديل، ولا ويتنقصون أصولهم الحقة. وجميع منشوراتهم شاهدة على ذلك. فهم يحبون السلف الصالح، ويجلونهم، ويتقيدون بطريقتهم وأصولهم، ويدعون الناس إليها ويحاربون من أراد زلزلة هذا الأصل مثل عبد الرحمن العدني الذي من أقواله: (أن بعض المسائل العصرية لا يشترط فيها سلف). ("مختصر البيان"/ص63).
    وأما شيخنا يحيى الحجوري حفظه الله سأله الأخ ماهر بن علي الصباحي حفظه الله: هل يشترط لكل مسألة سلف؟ فأجاب حفظه الله: (لكل مسألة سلف). ("مختصر البيان"/ص63).
    وقد قال الإمام محمد بن سيرين رحمه الله: كانوا يرون أنهم على الطريق ما داموا على الأثر. ("جامع بيان العلم وفضله"/لابن عبد البر رحمه الله/1/ص 783/سنده صحيح).
    هذا شيء من البيان على ثبات الشيخ يحيى الحجوري على السنة والسلفية، بخلاف هؤلاء الحزب الجديد الذين لم يقتنعوا ببعض منهج السلف.
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: فقالوا : 1- (هل الجرح والتعديل الذي في علم المصطلح هو نفسه كلام الأئمة والعلماء في أهل البدع والأهواء، أو بمعنى آخر هل تطبق قواعد هذا العلم في الكلام على أهل النحل ؟) (!)
    التعليق:
    هذه التساؤلات قالتها الحداديون ليشككون الناس في علم المصطلح، وهدفهم: أن قواعده لا تطبق على أهل الأهواء والبدع. وهذا باطل، لا يقوله شيخنا الناصح الأمين ولا يقرّ على ذلك.
    بل إن الذي عنده إلمام في فن المصطلح علم أن هذا الفن يتكلم في أهل البدع والأهواء، كما أنه يتكلم فيمن اختل ضبطه. وكتب الجرح والتعديل مليئة بجرح أصحاب النحل المنحرفة. مثال ذلك: أخرج الإمام ابن أبي حاتم عن يحيى بن سعيد القطان أنه قال: سألت مالك بن أنس عن إبراهيم بن أبى يحيى أكان ثقة. قال: لا، ولا ثقة في دينه. ("الجرح والتعديل"/2 / ص 126).
    وإبراهيم هذا مبتدع معروف. قال الإمام أحمد: (قدري، جهمي، كل بلاء فيه، تركوا حديثه، وأبوه ثقة). ("سير أعلام النبلاء"/8 /ص 451/ترجمة إبراهيم بن أبى يحيى).
    وقال يحيى بن معين: إبراهيم ابن أبى يحيى كذاب، وكان رافضيا قدريا. ("المجروحين"/1 / ص 107).
    وقال الإمام الذهبي رحمه الله في عون بن عمارة وصالح بن سرح: عون ضعيف، وصالح غير صالح لأنه خارجي. ("تذكرة الحفاظ" /3 / ص958-959).
    والأمثلة في هذا كثيرة جدا لا يجحدها إلا من عميت بصيرته مثل هؤلاء الحداديين، وليست دار الحديث بدماج من الذين يعتقدون اعتقادهم، ولا يرون رأيهم.
    ثم قال عنهم الشيخ ربيع حفظه الله: 2- (إن علم الجرح والتعديل جانبي من علوم الشريعة له ضوابط وقواعد محددة معروفة بينها أهل هذا العلم في كتبهم. أما الكلام في الرجال غير الذين في الرواية فهذا يحتاج إلى عالم محيط بالشريعة ينظر في الأصول ويستقرأ الأدلة ليخرج بعدها بحكم على هذا الرجل وهل خالف منهج أهل السنة والجماعة أو لا ؟ ) (!)
    التعليق:
    هذا أيضا لا يقوله شيخنا يحيى الحجوري ولا يقرّ على ذلك. بل علم الجرح والتعديل من علوم الشريعة الإسلامية الشريفة الجليلة. قال الإمام ابن الصلاح رحمه الله: وإن علم الحديث من أفضل العلوم الفاضلة وأنفع الفنون النافعة يحبه ذكور الرجال وفحولتهم ويعنى به محققو العلماء وكملتهم ولا يكرهه من الناس إلا رذالتهم وسفلتهم . وهو من أكثر العلوم تولجا في فنونها لا سيما الفقه الذي هو إنسان عيونها . ولذلك كثر غلط العاطلين منه من مصنفي الفقهاء وظهر الخلل في كلام المخلين به من العلماء. ("مقدمة ابن الصلاح"/1/ص 3).
    وقال القاضي عياض رحمه الله لطالب علم الحديث : فإن علم الكتاب والأثر أصل الشريعة الذي إليه انتماؤها وأساس علومها الذي عليه يرتفع تفريع فروعها وبناؤها، وهو علم عذب المشرب رفيع المطلب متدفق الينبوع متشعب الفصول والفروع. –إلى قوله:- ثم معرفة غريب متونه وتفسير ألفاظه، ثم معرفة ناسخه من منسوخه ومفسره من مجمله ومتعارضه ومشكله ثم التفقه فيه واستخراج الحكم والأحكام من نصوصه ومعانيه وجلاء مشكل ألفاظه على أحسن تأويلها ووفق مختلفها على الوجوه المفصلة وتنزيلها، ثم النشر وآدابه وصحة المقصد في ذلك للدين واحتسابه. وكل فصل من هذه الفصول علم قائم بنفسه وفرع باسق على أصل علم الأثر وأسه، وفي كل منها تصانيف عديدة وتآليف جمة مفيدة. ("الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع"/للقاضي عياض/1 /ص 3-5).
    هذا كله ردّ على تأصيل الحداديين. وليس لدي دار الحديث بدماج هذا التأصيل.
    وقولهم: (أما الكلام في الرجال غير الذين في الرواية فهذا يحتاج إلى عالم محيط بالشريعة... ) ينبئ إخراج علماء الحديث من دائرة علماء الشريعة، ويوهم عدم أهلية علماء الحديث في جرح أهل البدع. وهذا باطل قطعا، بل أئمة الحديث فهموا السنة والبدع، وعلموا متى يخرج شخص من دائرة السنة إلى البدعة. هذا داخل في علم الجرح والتعديل. فالأئمة الذين صنفوا في جرح المجروحين كما أنهم جرحوا من ضعف ضبطه وكذلك جرحوا من فسد دينه.
    قال الإمام ابن حبان البستي رحمه الله: فأما الجرح في الضعفاء فهو على عشرين نوعا، يجب على كل منتحل للسنن طالب لها باحث عنها أن يعرفها لئلا يطلق عل كل إنسان إلا ما فيه، ولا يقول عليه فوق ما يعلم منه. فأما النوع الأول من أنواع الجرح في الضعفاء: فهم الزنادقة الذين كانوا يعتقدون الزندقة والكفر ولا يؤمنون بالله واليوم الآخر، كانوا يدخلون المدن ويتشبهون بأهل العلم، ويضعون الحديث على العلماء: ويروون عنهم ليوقعوا الشك والريب في قلوبهم، فهم يَضلون ويُضلون –إلى قوله:- ومنهم المبتدع إذا كان داعية يدعو الناس إلى بدعته حتى صار إماما يقتدى به في بدعته ويرجع إليه في ضلالته، ...انتهى المراد. ("المجروحين"/1/ص 62-69).
    انظر إلى دقة نظر أئمة الحديث في أنواع المجروحين، وقد جعل الإمام ابن حبان رحمه الله تحت كل نوع أمثلة من ذلك. ومن هؤلاء المجروحين: أصحاب الأهواء من الزنادقة وغيرهم من المبتدعة.
    فخلاصة الكلام: إن الحدادية مبتدعة يأتون بتأصيل محدث ليهدموا بعض أصول أئمة السلف. وهذا لا يفعله شيخنا الناصح الأمين ومن معه –رعاهم الله-. هذه كتبهم ورسائلهم في الردود والتحذير من المبطلين مبنية على قواعد أئمة الحديث مثل: (الذي يعلم حجة على من لم يعلم)، (الذي حفظ حجة على من لم يحفظ)، (المثبت مقدم على النافي إلا إن صحب النافي دليل نفيه فيقدم)، (بلدي الرجل أدرى به)، (قبول خبر ثقة)، (فمن أخطأ خطأ قادحًا، فنُبِّه عليه ولم يرجع سقط وجُرح)، (لا يجوز السكوت عن باطل أو خطأ مع العلم والقدرة)، (وجب تحذير الأمة ممن يخشى على دينهم ضرره)، (الجرح كغيره من اجتهاد مجتهد أنه مبني على العلم واليقين لا مجرد الظنون)، (الجرح المفسّر الذي جاء من خبير مقدم على التعديل)، وغير ذلك مما هو معروف من قواعد الجرح والتعديل.
    فشيخنا الناصح الأمين ومن معه –رعاهم الله- يمشون على قواعد أئمة الحديث المعروفة، ولم يأتوا بقاعدة جديدة. فمن رماهم بالحدادية فإنه خراص، كائنا من كان.
    من مخالفات المرعيين لأصول علماء الحديث
    بل المرعيون هم الذين خالفوا كثيرا من تلك الأصول كما وجدها من قرأ بعض ملازمهم وأشرطتهم، ومن ذلك:
    الأول: أنهم لم يقبلوا الجرح المفسَّر الذي جاء من العلماء الذين يعلمون انحرافات ابني مرعي بحجة أنهم لم يعثروا على انحرافاتهما. وهذا خلاف لقاعدة علماء الحديث: "الذي يعلم حجة على من لم يعلم". قال الإمام محمد بن إبراهيم الوزير رحمه الله: ومن علم حجّة على من جهل. ("الروض الباسم"/1 / ص 142).
    وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: ومن علم حجة على من لم يعلم. ("فتح الباري" / تحت حديث (3585)).
    الثاني: وبعضهم تكلم بباطل، فلما انتقد عليه ذلك قال تملصا: (لا أذكر ذلك) يريد بإبراز نسيانه هدم جميع الانتقادات المبنية على شهادة من حفظ. فهذا سعي قبيح، وقد قال الإمام ابن القطان: فإنه ليس من لم يحفظ حجة على من حفظ. (كما في "عون المعبود"/1/ص 160/كتاب الطهارة/تخليل اللحية).
    فصنيعهم خلاف قاعدة أئمة الحديث: "الذي حفظ حجة على من لم يحفظ". قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: ومن حفظ حجة على من لم يحفظ. ("فتح الباري"/6 / ص 47/كتاب الحج/ما يقتل المحرم من الدواب).
    وقال الإمام الصنعاني رحمه الله: بل من المشهور أن من حفظ حجة على من لم يحفظ. (راجع "توضيح الأفكار"/بيان الشاذ/1 / ص 386).
    الثالث: أنه لما أبرز أهل السنة وعلماؤهم براهين انحرافات ابني مرعي قام أتباعهما وأنصارهما بنفيها بلا برهان ولا حجة، وتعاموا عن تلك البراهين القوية، ثم ألزموا الناس على البقاء على الأصل. وهذا خلاف ما استقرّ عند السلف: "أن المثبت مقدم على النافي"، لأن النافي يبقى على الأصل، وأن المثبت هو الناقل عن الأصل لما عنده من زيادة العلم، فقوله مقدم. إلا إن أتى النافي بدليل واضح على عدم ثبوت الناقل، وعلى ثبات المتكلَّم فيه على أصله. قال ابن حجر رحمه الله: المثبت مقدم على النافي إلا إن صحب النافي دليل نفيه فيقدم. ("فتح الباري" /1/ص 4/بدء الوحي).
    وقال الحافظ ابن صلاح رحمه الله: ... ولو كان نافيا فالمثبت مقدم عليه، لأنه علم ما خفي عليه. ("مقدمة ابن الصلاح"/1 / ص 13/معرفة التدليس).
    قال الكرخي رحمه الله: المثبت أولى من النافي لأن المثبت معتمد على الحقيقة في خبره فيكون أقرب إلى الصدق من النافي الذي يبنى الأمر على الظاهر ولهذا قيل الشهادة على الإثبات دون النفي ولأن المثبت يثبت أمرا زائدا لم يكن فيفيد التأسيس والنافي مبق للأمر الأول. ("عمدة القاري شرح صحيح البخاري" /20 / ص 233).
    وقد قال بعض البرامكة: (إن الحجوري شذّ لمخالفته كثيرا من العلماء في قضية عبد الرحمن ابن مرعي!)
    فالجواب: لعلهم بهذا الكلام أرادوا تقوية سعيهم في أن المثبت لا يقدم على النافي، ويحتجون بقول الإمام السخاوي رحمه الله: ومن المسائل المختلف فيها إذا أثبت الراوي عن شيخه شيئا فنفاه من هو أحفظ أو أكثر عددا أو أكثر ملازمة منه فإن الفقيه والأصولي يقولان المثبت مقدم على النافي فيقبل والمحدثون يسمونه شاذا لأنهم فسروا الشذوذ المشترط نفيه هنا بمخالفة الراوي في روايته من هو أرجح منه عند تعسر الجمع بين الروايتين ووافقهم الشافعي على التفسير المذكور بل صرح بأن العدد الكثير أولى بالحفظ من الواحد أي لأن تطرق السهو أقرب إليه من تطرقه إلى العدد الكثير وحينئذ فرد قول الجماعة بقول الواحد بعيد اهـ. ("فتح المغيث"/1/ص 17-18).
    قلت –وفقني الله-: نحن أسعد منكم بأصول أئمة الحديث. إن الإمام السخاوي رحمه الله تمسك بهذه القاعدة فقال في موضع آخر: والمثبت مقدم على النافي. ("فتح المغيث"/3/ص 157/معرفة التابعين).
    وإنما رجح غير ذلك إذا كان النفي أرجح من الإثبات بأن يكون النافي أحفظ من المثبت، أو أكثر عددا أو أكثر ملازمة منه. فأما من حيث الحفظ فشيخنا يحيى الحجوري حفظه الله أحفظ منهم بمخالفة عبد الرحمن بن مرعي، وأكثر مصاحبة به منهم، وأيّدته شهادة آلاف الطلاب. وكذلك سعي أتباعه في أخذ عددا من مساجد السلفيين فإن ذلك لا يخفى. فقاعدة: "المثبت مقدم على النافي" في هذه الفتنة ثابتة لا تتزلزل.
    ثم إن حقيقة الشذوذ هي مخالفة الحق مهما كثر المخالفون. وأما الجماعة من وافق الحق وإن كان واحدا منفردا في الأرض. وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: وقد شذّ الناس كلهم زمن أحمد بن حنبل إلا نفراً يسيراً فكانوا هم الجماعة وكانت القضاة حينئذ والمفتون والخليفة وأتباعه كلهم هم الشاذّون وكان الإمام احمد وحده هو الجماعة. اهـ ("إعلام الموقعين" / المثال الثاني والستون /3/ ص287/ دار الحديث).
    الرابع: مما أراد البرامكة هدمه: قاعدة "بلدي الرجل أدرى به" وبذلوا جهدهم في إلغاء شهادات طلاب دار الحديث بدماج على قبائح عبد الرحمن بن مرعي لما كان فيها تحت ستار وجود الاتصالات. وغفلوا أن الشاهد يرى ما لا يراه الغائب وإن توفرت الهواتف والجوالات.
    فهذه القاعدة مقررة عند المحدثين استخدموها عند الترجيح، ولا تتزعزع. قال ابن حجر رحمه الله: ... وقد عرف وجوده ابن يونس وهو بلدي وأعرف الناس بالمصريين. ("لسان الميزان"/1 / ص 368).
    ذلك لزيادة العلم عند بلدي الرجل. قال الخطيب رحمه الله بعد أن ذكر هذا القول: (وكان يقول بلدي الرجل أعرف بالرجل): لما كان عندهم زيادة علم بخبره على ما علمه الغريب من ظاهر عدالته. ( "الكفاية"/باب القول في الجرح والتعديل/1/333/دار الهدى).
    الخامس: سعى البرامكة في رد خبر ثقة –بل ثقات-، فحاولوا إلغاء أخبارهم عن ابن مرعي. وذلك باطل مناقض لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ]الحجرات: 11[
    قال الإمام القرطبي رحمه الله: في هذه الآية دليل على قبول خبر الواحد إذا كان عدلا، لأنه إنما أمر فيها بالتثبت عند نقل خبر الفاسق. ("الجامع لأحكام القرآن" /8 /ص 582).
    وقال شيخ الإسلام رحمه الله في تفسير الآية: قوله ﴿إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا﴾ فأمر بالتبين عند مجيء كل فاسق بنبأ بل من الأنباء ما ينهى فيه عن التبين ومنها ما يباح فيه ترك التبين ومن الأنباء ما يتضمن العقوبة لبعض الناس لأنه علل الأمر بأنه إذا جاءنا فاسق بنبأ خشية أن نصيب قوما بجهالة فلو كان كل من أصيب بنبأ كذلك لم يحصل الفرق بين العدل والفاسق بل هذه الأدلة واضحة على أن الإصابة بنبأ العدل الواحد لا ينهى عنها مطلقا وذلك يدل على قبول شهادة العدل الواحد فى جنس العقوبات .. ("مجموع الفتاوى"/15 /ص 307).
    وقال الإمام ابن عبد البر رحمه الله في شرح قصة قبول عمر حديث عبدالرحمن بن عوف في الطاعون : وفيه دليل على استعمال خبر الواحد وقبوله وإيجاب العمل به وهذا هو أوضح وأقوى ما نرى من جهة الآثار في قبول خبر الواحد لأن ذلك كان في جماعة الصحابة وبمحضرهم في أمر قد أشكل عليهم فلم يقل لعبدالرحمن بن عوف (أنت واحد والواحد لا يجب قبول خبره إنما يجب قبول خبر الكافة) ما أعظم ضلال من قال بهذا والله عز و جل يقول: ﴿إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا﴾ وقرئت ﴿فتثبتوا﴾ فلو كان العدل إذا جاء بنبأ يتثبت في خبره ولم ينفذ لاستوى الفاسق والعدل وهذا خلاف القرآن قال الله عز و جل: ﴿أم نجعل المتقين كالفجار﴾ ("التمهيد"/14 /ص347).
    وقال الإمام ابن الوزير رحمه الله: ... لأنّه خبر ثقة معروف بالعدالة، فوجب قبوله كسائر أخبار الثقات. (راجع "الروض الباسم"/2/135).
    السادس: أراد البرامكة هدم قاعدة: "أن من أخطأ خطأ قادحًا فنُبِّه عليه، وبُين له فعاند ولم يرجع جُرح". فالبرامكة أصروا على أن من خالف الحق الواضح فنُصح مرارًا فعاند الحق وتكبر عليه وأصر على باطله فإنه لم يزل على السلفية. وهذا خلاف ما استقر عند الأئمة، سواء فيما يتعلق بحفظ الحديث أو ما يتعلق بالهوى.
    قال الإمام محمد الصنعاني رحمه الله: وأما من أصرّ على غلطه بعد البيان فورد عن ابن المبارك وأحمد ابن حنبل والحميدي وغيرهم أنها تسقط روايته ولا يكتب عنه لأن إصراره على الغلط يبطل الثقة بقوله. –إلى قوله:- وقال ابن حبان: إن من تبين له خطأه وعلم بخطئه فلم يرجع عنه وتمادى في ذلك كان كذابا بعلم صحيح. قال التاج التبريزي: لأن المعاند كالمستخفّ بالحديث بترويج قوله بالباطل، وأما إذا كان عن جهل فأولى بالسقوط لأنه ضمّ إلى جهله إنكاره الحق. ("توضيح الأفكار"/2 / ص 258).
    فإن بُيّن للراوي الذي سهى أو غلط ولو مرة غلطة، فما رجع عن خطإه بل أصرّ عليه سقط عند المحدثين حديثه، قاله الحافظ السخاوي رحمه الله. ("فتح المغيث"/1 / ص 358).
    راجع "الجرح والتعديل" (4/ص 231-232/لابن أبي حاتم/ترجمة سفيان بن وكيع).
    وقال الإمام أبو داود السجستاني رحمه الله: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أرى رجلا من أهل السنة مع رجل من أهل البدعة أترك كلامه قال: لا أو تعلِّمه أن الرجل الذي رأيته معه صاحب بدعة فإن ترك كلامه فكلمه، وإلا فألحقه به، قال ابن مسعود: المرء بخدنه( ). ("طبقات الحنابلة"/1 / ص 160/دار المعرفة/سنده صحيح).
    وقال الإمام البربهاري رحمه الله: وإذا رأيت الرجل يجلس مع أهل الأهواء فاحذره واعرفه، فإن جلس معه بعد ما علم فاتقه فإنه صاحب هوى. ("شرح السنة"/له/ص44/دار الآثار).
    الثامن: من أباطيل البرامكة المرعية: سعيهم الجاد في إسكات الشهود عن القيام بالشهادة على ابني مرعي وشلتهما، ومحاولتهم إسكات السلفيين في قبائح الحزب الجديد، تحت ستار: "دفع الفتنة"، أو "لمّ الشقوق" وغير ذلك.
    وهذا خلاف قول الله تعالى: ﴿وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آَثِمٌ قَلْبُه﴾ [البقرة/283]، وقوله سبحانه: ﴿وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لله ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ﴾ [الطلاق/2]، وقوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ الله مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَه﴾ [آل عمران/187].
    وذلك مخالف لقاعدة مستقرة عند الأئمة: "لا يجوز السكوت عن باطل أو خطأ مع العلم والقدرة"، "وجوب تحذير الأمة ممن يخشى على دينهم ضرره".
    قال يحيى بن السعيد القطان رحمه الله: سألت سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، ومالك بن أنس، وسفيان بن عيينة عن الرجل يكون واهي الحديث يأتيني الرجل فيسألني عنه، فأجمعوا أن أقول: ليس هو بثبت، وأن أبين أمره. (الأثر صحيح، أخرجه الإمام ابن أبي حاتم (الجرح والتعديل/2/223) والخطيب البغدادي ("الكفاية" /1/ص 177-178/وجوب تعريف المزكي/دار الهدى)).
    وقال أبو زرعة: سمعت أبو مسهر يسأل عن الرجل يطويهم ويصحف. فقال: بيِّن أمره. قلت لأبي مسهر: أترى ذلك من الغيبة ؟ قال: لا. ("تاريخ دمشق"/33/ص440).
    وقال الخطيب البغدادي رحمه الله في حديث الإفك: وفي استشارة النبي صلى الله عليه وسلم عليا وأسامة وسؤاله بريرة عما عندهم من العلم بأهله بيان واضح أنه لم يسألهم إلا وواجب عليهم إخباره بما يعلمون من ذلك ، فكذلك يجب على جميع من عنده علم من ناقل خبر أو حامل أثر ، ممن لا يبلغ محله في الدين محل عائشة أم المؤمنين ، ولا منزلته من رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلتها منه –إلى قوله:- أن يبديها لمن لا علم له به ، ليكون بتحذير الناس إياه من الناصرين لدين الله ، الذابين للكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيا لها منزلة ما أعظمها ، أو مرتبة ما أشرفها ، وإن جهلها جاهل وأنكرها منكر. ("الكفاية"/1/ص 166/باب وجوب تعريف المزكي ...).
    التاسع: ومما سعى البراممكة في هدمه: قاعدة: "الجرح المفسر مقدم على التعديل". وكم تستروا بتزاكي بعض العلماء ابني مرعي من أجل هدم جميع انتقادات السلفيين المؤيدة بالبينات والبراهين.
    وهذا يخالف ما استقر عند الأئمة. قال الإمام ابن قدامة رحمه الله: ولنا أن الجارح معه زيادة علم خفيت على المعدل فوجب تقديمه لأن التعديل يتضمن ترك الريب والمحارم والجارح مثبت لوجود ذلك والإثبات مقدم على النفي ولأن الجارح يقول رأيته يفعل كذا والمعدل مستنده أنه لم يره يفعل ويمكن صدقهما والجمع بين قوليهما بان يراه الجارح يفعل المعصية ولا يراه المعدل فيكون مجروحا. ( "المغني" /11 /ص 415).
    وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: الجرح مقدم على التعديل، وأطلق ذلك جماعة، ولكن محله إن صدر مبينا من عارف بأسبابه ؛ لأنه إن كان غير مفسر لم يقدح فيمن ثبتت عدالته . وإن صدر من غير عارف بالأسباب لم يعتبر به أيضا. فإن خلا المجروح عن التعديل ؛ قبل الجرح فيه مجملا غير مبين السبب إذا صدر من عارف على المختار ؛ لأنه إذا لم يكن فيه تعديل ؛ فهو في حيز المجهول ، وإعمال قول المجرح أولى من إهماله . ("نُزْهَةِ النَّظَر" /1 / ص 46/كنى المسمين).
    والتستر وراء التزاكي فرارًا من جرح مفسرٍ دأب المبطلين ضعفاء الحجة. قال الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله في شأن الحزبيين: ... ومن أساليبهم انتزاع التزكيات من بعض العلماء لأناس تدينهم مؤلفاتـهم ومواقفهم ونشاطهم بالبعد عن المنهج السلفي ومنابذة أهله وموالات خصومه وأمور أخرى. ومعظم الناس لا يعرفون قواعد الجرح والتعديل، وأن الجرح المفصل مقدم على التعديل لأن المعدل يبني على الظاهر وعلى حسن الظن والجارح يبني على العلم والواقع كما هو معلوم عند أئمة الجرح والتعديل. وبـهذين الأسلوبين وغيرهما يحبطون جهود الناصحين ونضال المناضلين بكل سهولة ويحتوون دهماء الناس بل كثير من المثقفين، ويجعلون منهم جنوداً لمحاربة المنهج السلفي وأهله والذب عن أئمة البدع والضلال. وما أشد ما يعاني السلفيون من هاتين الثغرتين التي يجب على العلماء سدهما بقوة وحسم لما ترتب عليها من المضار والأخطار. ("الحد الفاصل" /ص144).
    وهذه نصيحة مهمة جدا ينبغي للأجلاء كلهم قبولها وتطبيقها. وقلنا لهم كما قال صاحب "الحد الفاصل": وما أشد ما يعاني السلفيون من هاتين الثغرتين التي يجب على العلماء سدهما بقوة وحسم لما ترتب عليها من المضار والأخطار. اهـ.
    العاشر: أن البرامكة المرعية يحاولون هدم جميع انتقادات السلفيين بعلة باردة: كلام الأقران يطوى ولا يروى!
    والصواب: أن جرح القرين لقرينه على تفصيل: إن عُلم صدق الجارح وخبرته، ولم يظهر منه حسدٌ للمجروح ولا منافسة قُبل جرحه لأن القرين أعرف بقرينه. وأما إن ظهر منه الحسد أو منافسة أو نحو ذلك لم يُقبل منه ذلك الجرح. هذا هو الصواب الجاري في تطبيق الصحابة والتابعين وأتباع التابعين، خلافا للذهبي رحمه الله.
    قال الإمام محمد الصنعاني رحمه الله: وقد صار الناس عالة على الذهبي وكتبه، ولكن الحق أنه لا يقبل على الذهبي بما ذكره هو وبما ذكره الذهبي أنهم لا يقبلون الأقران بعضهم على بعض. ثم إن كان مرادهم بالأقران المتعاصرون في قرن واحد والمتساوون في العلوم فهو مشكل لأنه لا يعرف حال الرجل إلا من عاصره ولا يعرف حاله من بعده إلا بأخبار من قارنه. إن أريد الأول، وإن أريد الثاني فأهل العلم هم الذين يعرفون أمثالهم ولا يعرف أولي الفضل إلا ذوو الفضل. فالأولى إناطة ذلك لمن يعلم أن بينهما تنافسا أو تحاسدا أو شيئا يكون سببا لعدم الثقة لقبول بعضهم في بعض، لا لكونه من الأقران فإنه لا يعرف عدالته ولا جرحه إلا من أقرانه. ("ثمرات النظر"/ ص 130/دار العاصمة).
    فالمعتبر هو الكلام مع البينة والبرهان. قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله: والصحيح في هذا الباب أن من صحت عدالته وثبتت في العلم إمامته وبانت ثقته وبالعلم عنايته لم يلتفت فيه إلى قول أحد إلا أن يأتي في جرحته ببينة عادلة يصح بها جرحته على طريق الشهادات والعمل فيها من المشاهدة والمعاينة لذلك بما يوجب تصديقه فيما قاله لبراءته من الغل والحسد والعداوة والمنافسة وسلامته من ذلك كله ، فذلك كله يوجب قبول قوله من جهة الفقه والنظر. ("جامع بيان العلم"/2 /ص 152/دار الكتب العلمية).
    وقال العلامة محمد اللكنوي رحمه الله: قد صرحوا بأن كلمات المعاصر في حق المعاصر غير مقبولة، وهو كما أشرنا إليه مقيد بما إذا كانت بغير برهان وحجة وكانت مبنية على التعصب والمنافرة. فإن لم يكن هذا ولا هذا فهي مقبولة بلا شبهة، فاحفظه فإنه مما ينفعك في الأولى والآخرة. ("الرفع والتكميل"/ص431/في بيان حكم الجرح غير البريء/مكتبة المطبوعات الإسلامية).
    بل الإمام الذهبي رحمه الله قد ذكر: ... ولم يلتفت أهل العلم في هذا النحو إلا ببيان وحجة، ولم تسقط عدالتهم إلا ببرهان ثابت وحجة،... إلخ. ("السير"/7/ص40/ترجمة ابن إسحاق)،
    فجعل الحجة والبرهان عمدة في قضية كلام الأقران.
    وقال الإمام الوادعي رحمه الله رحمه الله: يا هذا! أكلام الأقران غير مقبول؟- فأجابه أحد تلاميذه: كلام الأقران إذا ظهر أنه لعداوة أو لحسد فهنا لا يقبل. قال الإمام رحمه الله: صحيح. قال الطالب: وأما إذا كان ناصحا له ومبينا حقيقة أمره وزيغه؛ فأعرف الناس بالرجل هو قرينه، فقال الإمام رحمه الله: صحيح... كلام الأقران بحسب ما قرأتموه وفي كتب الرجال وفي كتب التواريخ؛ مقبول أو غير مقبول؟...نعم يا إخوان، القرين هو أعرف بك من غيره، فينبغي أن يكون مقدّما، ما معنى قولهم: فلان أعرف الناس بأهل بلده، وفلان أعرف الناس بالمصريين، وفلان أعرف الناس بالشاميين، أي نعم...)، ...إلخ. (الأسئلة الهولندية).
    وسمعت شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله قال في درسه بين المغرب والعشاء: كلام القرين المبرهَن يُقبل في قرينه، ولو أُهدر هذا الباب لما قبلنا جلّ كتب الجرح والتعديل، هل تكلم الإمام أحمد في الكرابيسي لأنه بعد أن مات الكرابيسي وإلا في زمنه؟! وهكذا عدّد... قلنا الحق يجب أن يقبل ولا تميّع القضيّة: كلام أقران. أبو الحسن من أقراننا، وكذلك أيضا جلّ الحزبيين الآن الموجودين، الزنداني من أقراننا، صعتر من أقراننا... أيش؟ نترك هذا وما يقبل الحق من أجل أن هذا في زمنه ومن أقرانه؟! أين الحق إذن؟! انتهى
    ومع كون البرامكة ألغوا جرح السلفيين في ابني مرعي تحت تلك المقولة: "كلام الأقران يطوى ولا يروى!"، فهم جادّون في رمي أهل السنة المعاصرين بالفواقر! وكذلك يقبلون كلام المعاصرين الباطل الجائر في أهل دماج.
    فالخلاصة: أن البرامكة هم المخالفون لكثير من أصول أئمة السلف.
    ثم قال عنهم الشيخ ربيع حفظه الله: 3- (علماء الجرح والتعديل قد يتكلمون في الراوي بسبب أمور لا تستدعي جرحه، أما العلماء إذا تكلموا في شخص وبدَّعوه فبعد النظر في منهج أهل السنَّة والجماعة واستقراء الأدلَّة لأنَّهم يعلمون خطورة التبديع وفرق بين هذا وذلك ) (!)
    التعليق:
    أما مجرد حصول خطأ من بعض أئمة الجرح والتعديل عند جرح بعض رواة حاصل لا محالة لعدم عصمتهم. ولكن ذلك نادر بالنسبة إلى كثرة الرواة الذين جرحوهم بالحق. والحكم على الأغلب، والنادر لا ينبني عليه حكم. قال الإمام ابن القيم رحمه الله: والأحكام إنما هي للغالب الكثير، والنادر في حكم المعدوم. ("زاد المعاد"/5/ص 378/الرسالة).
    قال الإمام الذهبي رحمه الله: ونحن لا ندعي العصمة في أئمة الجرح والتعديل، لكن هم أكثر الناس صوابا، وأندرهم خطأ، وأشدهم إنصافا، وأبعدهم عن التحامل. ("سير أعلام النبلاء"/11 / ص 82).
    وقال الإمام المعلمي رحمه الله: فالصواب في الجرح والتعديل هو الغالب. ("التنكيل"/1/ص 149).
    والخطأ مثل ذلك يطرأ على العلماء الآخرين بلا ريب. فليس سببا لإخراج قواعد الجرح والتعديل من دائرة العلوم الشرعية، ولا إخراج أئمة الجرح والتعديل من دائرة علماء الشريعة. والحاصل: أن أهل دار الحديث بدماج وجميع السلفيين ينكرون هذا التقسيم البدعي، ويعرفون أنه مكر من الحدادية لهدم بعض الأصول السلفية ولحماية المبتدعة.
    وفي ذلك التأصيل تحقير أئمة الجرح والتعديل. وهذا التأصيل لا يقوله شيخنا الناصح الأمين ولا يقرّ على ذلك.
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: 4- (علماء الجرح والتعديل قد يختلفوا في الحكم على راو معين فلا يكون سبباً للحكم على الآخرين ما لم يأخذوا بهذا الجرح، أما العلماء إذا تكلموا في مبتدع فيجب اتباعهم وإلاَّ أُلحق بهم من لم يأخذ بقولهم بذلك المبتدع ) (!)
    التعليق:
    إذا كان الجرح يتعلق بضبط الراوي فالأمر كما قلتم، وعلينا تحري الأرجح عند ذلك. وأما إذا كان الجرح يتعلق بسنيته، فمن أثبت –من أهل الشأن- بدعة الرجل ببراهينه قُبل قوله، ولم يعتبر بقول من خالفه. الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله نفسه سئل في أحد أشرطته في الرد على فالح الحربي: (هل يشترط في جرح أهل الأهواء إجماع علماء العصر أم يكفي عالم واحد؟)
    فأجاب حفظه الله: هذه من القواعد المميعة الخبيثة بارك الله فيكم أي عصر اشترط هذا الإجماع؟ وما الدليل على هذا الشرط؟ كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان هناك شرط فإذا جرح أحمد بن حنبل ويحيى بن معين جرح مبتدعًا أقول لا بد أن يجمع أئمة السنة في العالم كلهم على هذا المبتدع فإذا قال أحمد: هذا مبتدع انتهى كل شيء ولهذا كان إذا قال أحمد: (فلان مبتدع) سلَّم الناس كلهم له ما ركبوا أهواءهم. إذا قال ابن معين: (هذا مبتدع) ما أحد ينازعه يشترط الإجماع هذا مستحيل في كل الأحكام الشرعية في كل الأحكام الشرعية مستحيل...(هؤلاء مميعون هؤلاء المميعون وأهل الباطل ودعاة الشر وأهل الصيد في الماء العكر كما يقال فلا تسمعوا لهذه الترَّاهات)، فإذا جرح عالم بصير شخصًا بارك الله فيكم يجب قبول هذا الجرح فإذا عارضه عالم عدل متقن حينئذٍ يدرس يعني ما قاله الطرفان وينظر هذا الجرح وهذا التعديل فإن كان الجرح مفسرًا مبينًا قدم على التعديل ولو كثر عدد المعدلين إذا جاء عالم بجرح مفسر وخالفه عشرون خمسون عالمًا ما عندهم أدلة ما عندهم إلا حسن الظن والأخذ بالظاهر وعنده الأدلة على جرح هذا الرجل عنده الأدلة على جرح هذا الرجل فإنه يقدم الجرح لأن الجارح معه حجة والحجة هي المقدمة وأحيانًا تُقَدَّم الحجة ولو خالفها أهل الأرض، ملئ الأرض خالفه والحجة معه والحق معه. الجماعة من كان على الحق ولو كان وحده لو كان إنسان على السنة وخالفه أهل مدينتين ثلاث مبتدعة الحق معه ويقدم ما عنده من الحجة والحق على ما عند الآخرين من الأباطيل فيجب أن يحترم الحق أن تحترم الحجة والبرهان ﴿ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ ﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ الله﴾ فالكثرة لا قيمة لها إذا كانت خالية عن الحجة).اهـ النقل من "مختصر البيان" (ص75).
    قلت –وفقني الله-: يا حبذا طبق الأجلة هذا الكلام ولم يخالفوه. كيف يطعنون في الشيخ يحيى الحجوري حفظه الله بالسفاهة، والحدادية، وتمزيق الصف مجردا عن برهان وبينة؟ أين قول الله تعالى: ﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾؟
    بيد أن شيخنا يحيى الحجوري ومن معه –حفظهم الله- أبرزوا عددا هائلة من البراهين التي عجز الشيخ ربيع عن دفعها.فأين تطبيق قوله: (فيجب أن يحترم الحق أن تحترم الحجة والبرهان)؟
    وقال أيضًا الشيخ ربيع-حفظه الله- جوابًا على بعض أسئلة شباب عدن في فتنة أبي الحسن: (..فإذا قدَّم الأدلة لو عارضه مئة عالم من كبار العلماء وأبرزهم لا قيمة لمعارضتهم لأنهم يعارضون الحجة والبرهان، وهم يعارضون بغير حجة ولا برهان والله يقول: ﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ فالبرهان يسكت الألوف من الذين خلت أيديهم من الحجج ولو كانوا علماء فهذه قواعد يجب أن تعرف وعليكم بمراجعة كتب علوم الحديث، ولاسيما الموسعة منها مثل: "تدريب الراوي" ومثل: "فتح المغيث" للسخاوي شرح ألفية العراقي، وهذه أمور بدهية عند أهل العلم المنازعة فيها والكلام فيها بالباطل لا يجوز لأننا نفسد العلوم الإسلامية ونخرب القواعد و.. و.. إلى آخره بمثل هذه الأساليب، فلا يجوز لمسلم أن يطرح للناس إلا الحق إلا الحق ويبتعد عن التلبيس والحيل بارك الله فيكم).اهـ النقل من "مختصر البيان" (ص75)، و"الدلائل القطعية" (للشيخ محمد با جمال/ص22).
    قلت –وفقني الله-: ليت الأجلة يطبقون هذا القول: (فالبرهان يسكت الألوف من الذين خلت أيديهم من الحجج ولو كانوا علماء فهذه قواعد يجب أن تعرف).
    ومن لم يقبل الحق بعد إقامة الحجة فإنه على خطر. قال الإمام ابن بطة رحمه الله: فاعلم يا أخي أن من كره الصواب من غيره ونصر الخطأ من نفسه لم يؤمن عليه أن يسلبه الله ما علمه ، وينسيه ما ذكره، بل يخاف عليه أن يسلبه الله إيمانه ، لأن الحق من رسول الله إليك افترض عليك طاعته ، فمن سمع الحق فأنكره بعد علمه له فهو من المتكبرين على الله، ومن نصر الخطأ فهو من حزب الشيطان. ("الإبانة الكبرى"/2 / ص 206).
    وقال العلامة البقاعي رحمه الله فيمن يحامي ابن عربي وأمثاله: ومن يحامي عنه كان ذلك قرينة دالة على أنه يعتقد ما ظهر من كلامه. ("تحذير العباد"/ص266).
    هذا حكم من بلغته الحجة فأصرّ على الدفاع عن المبطل. ولا نقول إن الأجلاء قد وصلوا إلى ما ذكره هؤلاء الأئمة –رحمهم الله- وإنما نتأسف من زلتهم في هذه الفتنة العدنية.
    قال الشيخ النجمي رحمه الله: نعم، عند الشباب السلفي غيرة إذا وجدوا مخالفة للسنة في مؤلف أو في شريط، أو رأوا من أهل السنة من يمشي مع المبتدعة بعد النصح أنكروا ذلك ونصحوه أو طلبوا من بعض المشايخ نصحه، فإذا نصح ولم ينتصح هجروه، وهذه منقبة لهم، وليست مذمة لهم. ("الفتاوى الجلية"/1/232-234/دار المنهاج).
    وسيأتي الكلام على من بُيِّن له أباطيل شخص فأصرّ على الباطل بعد إقامة الحجة.
    ثم قال عنهم الشيخ ربيع حفظه الله: 5- (ولهذا فإنَّ قواعد علم المصطلح محدودة لا تتجاوز إطارها الذي وضعت فيه، وإن وقع تشابه في بعضها بين كلام الأئمة في أهل البدع والأهواء فلا يكون ذلك حاملاً لتطبيق باقي القواعد في الحكم على الرجال الذين هم خارج الرواية. هذا الذي يدندن حوله الشيخ فالح ويريد من الشباب السلفي أن يتنبَّه إلى تلبيس أهل الأهواء في هذا الجانب فهم يريدون منهم أن تطبق قواعد المصطلح في الكلام على أهل البدع لكي يردُّوا أحكام العلماء فيهم)
    التعليق:
    إن الحدادية يتساهلون في تبديع مخطئ، بل في الأبرياء السلفيين وأئمتهم. فلما لم توافق تأصيلاتَهم قواعدُ أئمة الجرح والتعديل حاولوا إزاحة تلك القواعد القرآنية النبوية السلفية عن العلوم الشرعية، وحاولوا إسكات علماء الجرح والتعديل عن أباطيل أهل الأهواء ببعض العلل.
    والحدادية يزعمون أن علماء الجرح والتعديل لم يتكلموا فيمن ليس له رواية، وأن حكمهم لم ينطبق عليهم. وهذا مردود. وقد تكلم أئمة الحديث في هذا الصنف أيضا بكلام حق صادر عن علم. وهم أكثر الناس توضيحا لأباطيل أهل الأهواء وكشف عواريهم، وإن لم يكن لهم رواية. ذلك لأن الشأن حماية دين الأمة، ودفع ضرر المفسدين.
    مثال ذلك: أسند الإمام العقيلي رحمه الله في ترجمة ضرار بن عمرو القاضى فقال: حدثنا أحمد بن على قال حدثنا أبو همام قال كان سعيد بن عبد الرحمن قاضيا على بغداد وكان ينزل عند السيب. قال: فجاء قوم فشهدوا على ضرار أنه زنديق، فقال: قد أبحت دمه فمن شاء فليقتله. ("ضعفاء العقيلي"/2 / ص 222).
    وقال الذهبي رحمه الله في "ميزان الاعتدال" (رقم 4323/دار الكتب العلمية): ضرار بن عمرو القاضي، معتزلي جلد، له مقالات خبيثة –إلى قوله:- هذا المدبر لم يرو شيئا. اهـ.
    مثال آخر: قال ابن النجار البغدادي رحمه الله في ترجمه عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن هبة الله بن المظفر أبي الفرج المعروف بابن رئيس الرؤساء : وكانت فيه شدة وصرامة وغلظة وجفاء وشدة بطش وقسوة وجبرية وسوء سيرة ولم يكن في بيته أسوأ طريقة منه ورأيت الناس وكافة مجتمعين على ذمه وقد سمع الحديث في صباه من جماعة ومات شابا لم يرو شيئا وكان أديبا يقول الشعر الحسن. ("ذيل تاريخ بغداد"/2 / ص 86).
    ومثال آخر: قال الإمام الذهبي رحمه الله في ترجمة جهم بن صفوان: أبو محرز السمرقندي الضال المبتدع، رأس الجهمية. هلك في زمان صغار التابعين، وما علمته روى شيئا، لكنه زرع شرًّا عظيما. (انظر "ميزان الاعتدال"/2/ص 159/دار الكتب العلمية).
    ومثال آخر: قال الذهبي رحمه الله في ترجمة الحارث بن سعيد: الكذاب المتنبي، صلبه عبدالملك بن مروان، لم يرو شيئا، وسيرته في تاريخي الكبير. (انظر "ميزان الاعتدال"/2/ص 169/دار الكتب العلمية).
    وزاد الحافظ ابن حجري رحمه الله في "لسان الميزان" ( 1/ص 266): وقد ذكره ابن الجوزي في "المنتظم" في حوادث سنة 69 ونقل عن عبد الوهاب بن نجدة عن الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن حسان قال: كان الحارث من أهل دمشق وكان متعبداً ويتكلم في التحميد بكلام لم يسمع مثله فتعرض له إبليس فأغواه فتوهم أنه نبي.
    انظروا إلى اعتناء أهل الحديث بأمر أهل الباطل وإن لم يكن له رواية، وانظروا إلى فقههم. وقد قال حنبل بن إسحاق في ترجمة ضرار بن عمرو: دخلت على ضرار ببغداد، وكان مشوها وبه فالج، وكان معتزليا، فأنكر الجنة والنار، وقال: اختلف فيهما: هل خلقتا بعد أم لا ؟ فوثب عليه أصحاب الحديث، وضربوه. وقال أحمد بن حنبل: إنكار وجودهما كفر، قال تعالى: ﴿النار يعرضون عليها غدوا وعشيا﴾. [ غافر: 46 ]. ("السير"/10/ص545/ترجمة ضرار بن عمرو).
    هذا البيان كله رد على تأصيل الحداديين. وشيخنا الناصح الأمين ومن معه بريئون من تلكم التأصيلات البائرة.
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: وقد رددتُ على هذه الأصول الفاسدة التي أهانت علماء الجرح والتعديل وأهانت أصولهم العظيمة في كتابي "أئمة الجرح والتعديل هم حُماة الدِّين".
    التعليق:
    جزاه الله عن الإسلام خيرا. وقد نبّه على خطورات الحدادية أيضا شيخُنا الناصح الأمين حفظه الله، كما نبه على ذلك بعض الآخرين من العلماء. فكيف يطعنون في شيخنا الناصح الأمين وهو من أول من أنذر الناس من أباطيل رئيس الحدادية الجديدة –فالح الحربي-، حتى طلب منه الشيخ ربيع بالسكوت عنه. راجع كتاب شيخنا الناصح الأمين: "فالح الحربي هداه الله مولع بالجزاف وقلة الإنصاف".
    ]الفصل الرابع: قضية المصالح والمفاسد[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: - الوجه الرابع : رفضوا أصول أهل السنة في مراعاة المصالح والمفاسد .
    التعليق:
    الرابع من وصف الحدادية: رفض مراعاة المصالح والمفاسد. وأما أهل السنة فهم يدورون مع السنة حيث دارت، وسط بين غلو الحسنيين في تطبيق مسألة المصالح والمفاسد وغيرها، وبين غلو الحداديين في تضييعها. وقد حذّر شيخنا الناصح الأمين حفظه الله من هذين الطريقين الباطلين وقال: وما نهى الله عز وجل عن ذلك –يعني عن الغلو والتقصير- إلا لعلمه بأن ما خالف الحق من الإفراط والتفريط، كائن في عباده، وهذان مرضان خطيران، قلّ أن يخلو منها زمان أو مكان، ومما حصل في هذه الأزمنة، ما اقترف الحزبيون، وفي الطرف الآخر فرقة أخرى يقال لهم: الحداديون، من الغلو في أقوام وأمور، والتفريط في أمور أخرى. (تقديمه على كتاب "التحذير من الغلو وأهله"/للشيخ سعيد دعاس اليافعي/ص5-6/دار الكتاب والسنة).
    وقال شيخنا الناصح الأمين –رعاه الله- : فالح بن نافع الحربي مولع بالغلو والجزاف وقلة الإنصاف، تطاول بالطعن والثلب والتنقص للشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله وعدد غيره من العلماء الذين لا يعادل فالح في الاستفادة آحاد طلبتهم. ("شرعية النصح والزجر والتحذير"/لشيخنا الناصح الأمين/رقم (55)/دار الكتاب والسنة).
    وشيخنا الناصح الأمين –رعاه الله- قرأ علينا كتاب "أدب الطلب" للإمام الشوكاني رحمه الله، ولما مر على كلامه: أن يعلم أن هذه الشريعة المطهرة السهلة السمحة مبنية على جلب المصالح ودفع المفاسد ... إلخ. ("أدب الطلب"/ص129/دار الكتب العلمية)،
    صوّبه، ونصره، وأيده. فشيخنا الناصح الأمين –رعاه الله- ممن يهتمّ بهذه الأمور.
    وقد درسنا كتاب "إعلام الموقعين" للإمام ابن القيم رحمه الله بين يدي شيخنا الناصح الأمين ومررنا بكلام مؤلفه رحمه الله: ومن أصول الشريعة أنه إذا تعارضت المصلحة والمفسدة قدم أرجحهما –إلى قوله:- بل قاعدة الشريعة ضد ذلك وهو دفع أعلى الضررين باحتمال أدناهما ... إلخ. ("إعلام الموقعين"/2 / ص 25).
    فنصره شيخنا، وأيّده.
    ومما يؤيد ذلك: أن شيخنا يحيى الحجوري حفظه الله أكد أن الصلاة في النعال مشروعة، ولكن إذا كان الطالب في مسجد لا يعتاد فيه المسلمون بهذه السنة فلا يصل بنعله لئلا يفر الناس من الدعوة، ولكن عليه أن يعلمهم السنة، ويحببها إليهم. هذا يدل على أن شيخنا حفظه الله يراعي المصلحة الراجحة.
    بل صنيع البرامكة هو عين مفسدة على الدعوة السلفية باليمن وخارجها. عندما أعلن عبد الرحمن المرعي عن بدء التسجيل لحُلمه الموهوم أشاع وأذاع بين أوساط طلبة العلم أن مدة التسجيل لا تزيد على أربعة أيام وأن بناء الأرضية يتم في خلال عام واحد. وكان هذا التوقيت الخطير والتحديد المبيت يدلكم على خطورة هذا الحلم الموهوم وخطورة ومكر صاحبه، حيث أنه لا يجعل من كيد به أن يفكر في مغبة هذا الأمر وعاقبته وخطورته، ولا يدرك ما يكاد له ويدبر وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ الله وَالله خَيْرُ الْمَاكِرِينَ [الأنفال/30].
    وكان مما حصل بسبب هذا التوقيت وهذا التضييق المخنق أن وقع كثير من طلبة العلم في الحرج وربما بعضهم ذهب ماء وجهه وصار بعضهم مشغولا وفكرهم مضطربا لأن الوقت لا يسمح بالتأخير. وحالة طلبة العلم معروفة، وهذا المبلغ من المال لا يمتلكه الكثير منهم، وهذا الأمر يعرفه تماما حق المعرفة عبد الرحمن المرعي، إلا أنه استغل هذا الضعف الحاصل بين طلبة العلم من قلة ذات اليد، فعرض لهم هذا المبلغ من المال الذي يعتبر بالنسبة لغيرهم لا شيء، فجعلهم كالمجانين المضطربين. فكان من الواجب عليه والحالة هذه أن لا يضيق على طلبة العلم، وأن لا يحدد لهم وقتا حتى لا يوقعهم في الضيق والحرج. هذا إذا سلم له صحة فعله هذا. فكنت تجد بعض طلبة العلم منهم من باع ذهب زوجه ومنهم من استدان ومنهم من كنت تراه حزينا لا يجد ما يشتري به لا سيما مع ضيق الوقت ومنهم من كان يحرض بعض طلبة العلم بأن يبيع بيته في دماج حتى يشتري به أرضا في مدينة الفيوش التجارية. فتورط من تورط من طلبة العلم وضاق من ضاق وتحرج من تحرج. ومن اشترى أرضا بدأ بعد ذلك يفكر في بنائها وعمارتها، ومن أين سيحصل على المال حتى يبني ويعمر أرضه؟ فصاره في حيص بيص مما أدى بعضهم أن قلت همته في الطلب ورغب في الدنيا. (اختصار من "تذكير النبهاء والفضلاء" للشيخ أبي حمزة العمودي العدني حفظه الله/ ص 3-9).
    فالبرامكة لو لم ينووا المكر بالدعوة السلفية فإن صنيعهم سبب لضرر عظيم عليها لعدم مراعاتهم المصلح والمفسدة. فهم شبيه بالحدادية في هذا. ولكنهم تعمدوا المكر بها، كما سيأتي بيانه.
    ]الفصل الخامس: قضية الأخذ بالرخص في الأصول والواجبات[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله:- الوجه الخامس : رفضوا أصول أهل السنة في الأخذ بالرخص في الأصول والواجبات ورفضوا أقوال علماء السنة في بيان الأحوال التي يرخص فيها الشرع الحكيم وتجاهلوا النصوص القرآنية والنبوية في مراعاة المصالح والمفاسد والأخذ بالرخص وأرادوا تكبيل المنهج السلفي وأهله بآصارهم وأغلالهم المهلكة .
    التعليق:
    الخامس من أوصاف الحدادية: رفض الأخذ بالرخصة( ). وكلّ من تتلمذ عند شيخنا الناصح الأمين حفظه الله بصدق علموا أنه يحثّ الناس على موافقة السنة، فيرخص ما يرخصه الشارع، ويأخذ بالعزيمة( ) حيث حثّ الشارع على ذلك. وكذلك يكرر هذه الآية: ﴿قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِين﴾ [ص/86]، وهذه الآية: ﴿لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة/286]، وهذا الحديث: «صل قائما ، فإن لم تستطع فقاعدا ، فإن لم تستطع فعلى جنب ». (أخرجه البخاري (1117) عن عمران بن حصين رضي الله عنهما).
    وحديث عائشة رضي الله عنها: «سددوا وقاربوا ، واعلموا أن لن يدخل أحدكم عمله الجنة، وأن أحب الأعمال أدومها إلى الله ، وإن قلّ ». (أخرجه البخاري (6464) واللفظ له، ومسلمٌ (783)).
    ومع ذلك يكرر كلام السلف الصالح: ومن أخذ بكل زلل العلماء ذهب دينه. ("سير أعلام النبلاء"/13 / ص 465/ترجمة المعتضد بالله/مؤسسة الرسالة)،
    أو قول الإمام الذهبي رحمه الله: ومن تتبع رخص المذاهب، وزلات المجتهدين، فقد رق دينه، كما قال الأوزاعي أو غيره: من أخذ يقول المكيين في المتعة، والكوفيين في النبيذ، والمدنيين في الغناء، والشاميين في عصمة الخلفاء، فقد جمع الشر. وكذا من أخذ في البيوع الربوية بمن يتحيل عليها، وفي الطلاق ونكاح التحليل بمن توسع فيه، وشبه ذلك، فقد تعرض للانحلال. ("سير أعلام النبلاء"/8/ص 90/ترجمة مالك الإمام/مؤسسة الرسالة).
    أو ما في معناه. وهذا كله يدل على حرصه –رعاه الله- على السداد والتوسط في الأمور. فليس حداديا، وليس مميعا، بل هو سني سلفي بتوفيق الله. فأهل السنة أعلم –لاهتمامهم بالكتاب والسنة وآثار السلف-، وأحكم- لوضعهم كل شيء موضعه-، وأسلم –لاتباعهم تلك الأصول الثلاثة، اكتفائهم بها-. والله يهدي من أناب إلى أقوم الطريق.
    وقد حذر حفظه الله الناس من التميع والغلو في الدين، فقال رعاه الله: فالتمييع هو: التفلت عن الحق والذبذبة فيه. والغلو هو: مجاوزة الحق، ورفع السنة إلى واجب، ووضع الأمور في غير منازلها، وتحميل الأدلة ما لا تحتمل. فالتمييع والغلو طرفا نقيض، وخير الأمور السالفات على الهدى، والغلو هلكت به أمم، والتمييع هلكت به أمم أخر –ثم ذكر أدلة كثيرة على خطر الغلو،- ثم قال: فالغلو مذموم في كل زمان ومكان. فالخوارج غلوا في باب الوعيد فكفروا المسلمين، وقد يكفر بعضهم بعضا في المجلس الواحد، وهكذا يكفرون الحاكم وولاة الحاكم والمجتمعات. وللعلم ترى أشد الناس ضياعا أهل الغلوّ! وأشد الناس فتنة أهل الغلو! وأشد الناس مسخا أهل الغلو! وما من مبتدع إلا وله نصيب من الغلو.
    وأما التمييع فقد أفسد الناس في دينهم، وأفسد على الناس أخلاقهم. فمنهج التمييع الذي لا يكاد يتميز عن منهج أهل الباطل وأهل الأهواء –إلى قوله:- فهذا شأن أهل الباطل يحبون تمييع القضايا، حتى في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأتون إليه يقولون: يا محمد لقد عبت آلهتنا، وسفهت أحلامنا، وأتيت إلى قومك بما لم يأت أحد إلى قومه، وما كان بيننا وبين قومنا إلا كصحيفة الحبلى ونقوم ونتجالد بالسيوف. فهل لك أن تزوج عشرة من النساء، وتعطى من المال حتى تكون أغنانا ... القصة.
    وطرقها مذكورة في سورة «فصلت» وذكرنا مجملها في «الصبح الشارق»، وطرقها تدل على ثبوتها. والشاهد من هذه القصة أن المشركين يريدون تمييع القضايا، ويريدون أن يجعلوا المسألة غوغائية. فيجب على أهل السنة، بل على المسلمين أن يستقيموا، كما قال ربنا: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ﴾ [هود/112]. ("الثوابت المنهجية"/ص10-13/دار الكتاب والسنة).
    فالتنبيه على عدم التساهل في أخذ الرخصة لا يدل على أن قائله صاحب الغلو في الدين، والحدادية وما إلى ذلك. هذا ديننا. قال الشيخ صالح فوزان حفظه الله: وصدق سمو ولي العهد - حفظه الله - حينما قال إن الغلو كما يكون في الزيادة في الدين يكون في التساهل فيه، فالتسامح في الدين إنما يكون بالعمل بالرخص الشرعية وقت الحاجة إليها وفي حدود الحاجة وليس معناه التحلل من أحكام الدين والتمرد على الشريعة وترك الواجبات وارتكاب المحظورات باسم التيسير ...إلخ. ("مقالات الشيخ الفوزان"/1/50-51/المكتبة الشاملة).
    ]الفصل السادس: محاولة إسقاط العلماء الثابتين على الحق[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله:- الوجه السادس : إسقاطهم لعلماء السنة المعاصرين وتنقصهم لهم ورد أحكامهم القائمة على الأدلة والبراهين وخروجهم عليهم وطعنهم فيهم وفي مناهجهم وأصولهم القائمة على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح.
    التعليق:
    السادس من أوصاف الحدادية: محاولة إسقاط العلماء. وأما شيخنا الناصح الأمين ومن معه يحترمون علماء السنة قدماءهم، ومتأخريهم، ومعاصريه، يحبونهم، ويجلونهم، ويحثون الناس على الاستفادة منهم، ولم ينتقصوا لهم، ولم يردوا أحكامهم القائمة على الأدلة. وكم رفعتْ إليه –رعاه الله- في الدروس العامة فتاوى علماء السنة المعاصرين، وفوائدهم، فاستفاد منها، وأثنى على صاحبها. وأما إن رفعت إليه فتاوى مخالفة للحق رده وبيّن الراجح من المسألة، مع احترام قائلها إن كان من أهل السنة، ومع إهانة صاحبها إن كان من أهل الهوى.
    ولاحظنا من مواقف شيخنا –رعاه الله- أنه كان حريصا على ألا يقول شيئا إلا موافقا لظاهر النصوص، وأن يسبقه عليه سلف من الأئمة، سواء كان من المتقدمين أو من المتأخرين. وهذا كله رد على من زعم خروجه من طريقة السلف.
    وأما نقد الأخطاء بالحجة فبابه مفتوح. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فلأن الأنبياء عليهم السلام معصومون عن الإقرار على الخطأ بخلاف الواحد من العلماء والأمراء فإنه ليس معصومون من ذلك، ولهذا يسوغ بل يجب أن نبين الحق الذي يجب اتباعه وإن كان فيه بيان خطأ من أخطأ من العلماء والأمراء. ("مجموع الفتاوى"/19/ص 123).
    هذا الكلام المضيء لا يخفى على العلماء، وهم أنفسهم إذا رأوا كلاما فقهيا من إمام من أئمة المسلمين، أو عالم من علمائهم جانب صوابا ردوا عليه وبينوا الحق في ذلك ولم يعتبروا ذلك طعنا فيه. فلماذا سكتوا عن أباطيل عبيد الجابري التي هي أعظم من ذلك الخطأ؟ فلما رد عليه شيخنا يحيى الحجوري ومن معه من العلماء وطلاب العلم بالحجج والبراهين، وتكلموا فيه من أجل عناده على الحق، وإصراره في الانحرافات، وبغيه على دار الحديث بدماج قام بعض العلماء –هداهم الله- بالدفاع عن عبيد بغير حق. فأرجو ألا يصدر صنيعهم ذلك من تعصب ولا حسد.
    قال الإمام ابن رجب رحمه الله: وقد بالغ الأئمة الوَرِعون في إنكار مقالات ضعيفة لبعض العلماء وردِّها أبلغ الردِّ، كما كان الإمام أحمد ينكر على أبي ثور وغيره مقالات ضعيفة تفردوا بها، ويبالغ في ردها عليهم هذا كله حكم الظاهر. وأما في باطن الأمر : فإن كان مقصوده في ذلك مجرد تبيين الحق ولئلا يغتر الناس بمقالات من أخطأ في مقالاته فلا ريب أنه مثاب على قصده ودخل بفعله هذا بهذه النية في النصح لله ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم. وسواء كان الذي بين الخطأ صغيراً أو كبيراً فله أسوة بمن رد من العلماء مقالات ابن عباس التي يشذ بها وأُنكرت عليه من العلماء مثل المتعة والصرف والعمرتين وغير ذلك. ومن ردَّ على سعيد بن المسيِّب قوله في إباحته المطلقة ثلاثاً بمجرد العقد وغير ذلك مما يخالف السنة الصريحة ، وعلى الحسن في قوله في ترك الإحداد على المتوفى عنها زوجها ، وعلى عطاء في إباحته إعادة الفروج ، وعلى طاووس قوله في مسائل متعددة شذَّ بها عن العلماء ، وعلى غير هؤلاء ممن أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم ومحبتهم والثناء عليهم .
    ولم يعدّ أحد منهم مخالفيه في هذه المسائل ونحوها طعناً في هؤلاء الأئمة ولا عيباً لهم ، وقد امتلأت كتب أئمة المسلمين من السلف والخلف بتبيين هذه المقالات وما أشبهها مثل كتب الشافعي وإسحاق وأبي عبيد وأبي ثور ومن بعدهم من أئمة الفقه والحديث وغيرهما ممن ادعوا هذه المقالات ما كان بمثابتها شيء كثير ولو ذكرنا ذلك بحروفه لطال الأمر جداً .
    وأما إذا كان مرادُ الرادِّ بذلك إظهارَ عيب من ردَّ عليه وتنقصَه وتبيينَ جهله وقصوره في العلم ونحو ذلك كان محرماً سواء كان ردُّه لذلك في وجه من ردِّ عليه أو في غيبته، وسواء كان في حياته أو بعد موته، وهذا داخل فيما ذمَّه الله تعالى في كتابه وتوعد عليه في الهمز واللمز وداخل أيضاً في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته»( ) . وهذا كله في حق العلماء المقتدى بهم في الدين. فأما أهل البدع والضلالة ومن تشبه بالعلماء وليس منهم فيجوز بيان جهلهم وإظهار عيوبهم تحذيراً من الاقتداء بهم. اهـ. ("الفرق بين النصيحة والتعيير"/1/ص 7).
    قلت –وفقني الله-: هذا واضح جدا لمن يتحرى الإنصاف. وأما الحساد فإنهم جانبوا الإنصاف وروا أن الردود العلمية التي قام بها الشيخ يحيى الحجوري ومن معه طعن في العلماء.
    وما أحسن ما قاله الشيخ المفتي أحمد النجمي رحمه الله: أن من أهل السنة في هذا العصر من يكون ديدنه وشغله الشاغل تتبع الأخطاء والبحث عنها سواء كانت في المؤلفات أو الأشرطة، ثم التحذير ممن حصل منه شيء من ذلك. وأقول: إن هذا منقبة، وليست مذمة، فلقد كانت حماية السنة منقبة عند السلف. نعم، عند الشباب السلفي غيرة إذا وجدوا مخالفة للسنة في مؤلف أو في شريط، أو رأوا من أهل السنة من يمشي مع المبتدعة بعد النصح أنكروا ذلك ونصحوه أو طلبوا من بعض المشايخ نصحه، فإذا نصح ولم ينتصح هجروه، وهذه منقبة لهم، وليست مذمة لهم. ("الفتاوى الجلية"/1/232-234/دار المنهاج).
    وقد سئل الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله: هل من منهج السلف جمع أخطاء شخص ما، وإبرازها في مؤلف يقرؤه الناس؟
    فأجاب حفظه الله: سبحان الله، هذه يقوله أهل الضلال لحماية بدعهم، وحماية كتبهم، وحماية مناهجهم، وحماية مقدَّسيهم من الأشخاص. نعم، الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ذكرا كثيرا من ضلالاتهم ... جمع كلام اليهود والنصارى وانتقدهم في كثير من الآيات القرآنية. وأهل السنة والجماعة من فجر تأريخنا إلى يومنا هذا تكلموا على الجهم بن صفوان وبشر المريسي وأحصوا بدعهم وضلالاتهم، وجمعوا أقوال أهل الفرق ونقدوها. فمن حرم هذا؟ هذا من الواجبات. إذا كان الناس سيضلون ببدعه الكثيرة وجمعْتَها في مكان واحد وحذرت منها باسمه فجزاك الله خيرا. أنت بذلك أسديتَ خيرا كبيرا للإسلام والمسلمين اهـ. ("الأجوبة السلفية عن أسئلة أبي رواحة"/ ص28-29/مجالس الهدى).
    فما أجمل هذا الكلام، ونقول لمن سخر الله نفسه لهذا النصح من فضلاء أهل دماج ومن معهم: (فجزاكم الله خيرا. أنتم بذلك أسديتم خيرا كبيرا للإسلام والمسلمين).
    وإن كان المراد أن شيخنا الناصح الأمين –رعاه الله- ينتقد أخطاء من أخطأ وإن كان من مشايخ أهل السنة، فهذا أمر معروف عند سلف الأمة. وقد مر بنا آنفا كلام الأئمة في بداية هذا الباب في أهمية تحذير الأمة من أخطاء المخطئين. وقد قال الشيخ ربيع بن هادي حفظه الله –ونعم ما قال-: فالنقد -يا إخوان- لا يجوز سد هذا الباب، لأننا نقول بسد باب الاجتهاد –بارك الله فيكم-. ولا نعطي قداسة لأفكار أحد أبدا كائنا من كان. فالخطأ يُردّ من أي شخص كان، سلفيا (كان) أو غير سلفي. ولكن التعامل مع أهل الحق والسنة الذين عرفنا إخلاصهم واجتهادهم ونصحهم لله ولكتابه ورسوله ولائمة المسلمين وعامتهم التعامل معهم غير التعامل مع أهل البدع والضلال. ارجعوا إلى كتاب الحافظ ابن رجب رحمه الله: "الفرق بين النصيحة والتعيير".
    إذا تكلّم وبيّن فقال: بيان الهدى وبيان الحق لا بد منه وقد انتقد سعيد بن المسيب وابن عباس وطاووس وأصحاب ابن عباس وانتُقِدوا وانتُقِدوا، وما قال أحد: إن هذا طعن، ما يقول هذا إلا أهل الأهواء، فنحن إذا انتقدنا الألباني ما نسلك مسلك أهل الأهواء فنقول: لا لا تنتقدوا الألباني، طيب أخطاؤه تنتشر باسم الدين، وإلا أخطاء ابن باز، وإلا أخطاء ابن تيمية، وإلا أخطاء أي واحد. أي خطأ يجب أن يبين للناس أن هذا خطأ، مهما علت منزلة هذا الشخص الذي صدر منه هذا الخطأ. لأننا كما قلنا غير مرة بأن خطأه ينسب إلى دين الله.
    لكن نميز -كما قلت- بين أهل السنة وأهل البدعة، كما قال ابن حجر وقال غيره: (المبتدع يهان ولا كرامة). يهان لأن قصده سيء، المبتدع صاحب هوى –إلى قوله:- فالشاهد أن النقد لأهل العلم ومن أهل العلم ينتقد بعضهم بعضا ويبين للناس الخطأ تحاشيا من نسبة هذا الخطأ إلى دين الله عز وجل هذا واجب، ولا نقول: جائز. واجب أن يبينوا للناس الحق، ويميزوا بين الحق والباطل. ﴿وَإِذْ أَخَذَ الله مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَه﴾. ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ [المائدة/78، 79].
    فالنقد من باب إنكار المنكر، فنقد الأشخاص السلفيين الكبار إذا أخطأوا وبيان خطأهم هذا من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن باب البيان الذي أوجبه الله، ومن باب النصيحة التي أوجبها الله وحتّمها علينا اهـ. ("أجوبة الشيخ ربيع عن أسئلة أبي رواحة"/ص16-19/مجالس الهدى).
    قلت –وفقني الله-: هذا الكلام جيد. ومن العجيب أن تكثر زلقات عبيد الجابري –هداه الله- الواضحة المنشورة في الشبكات، فمن ذلك: تجويزه الانتخابات مع شيء من التلبيسات، وتجويزه التلفاز والكاميرا، وطعنه في أمير المؤمنين في الحديث شعبة بن الحجاج، وتجويزه الأعمال الاختلاطية مع شيء من التلبيسات، ونعشه لصالح البكري الحزبي الخامد( )، واعتداءه على دار الحديث بدماج وبهتانه على قائمها، وإتيانه ببعض تأصيلات ثم ينقضها عمليا، وتعصبه لعبد الرحمن بن مرعي في قضية الجامعة الإسلامية، وعدم تبديع سيد قطب مع اعترافه بكثرة ضلالاته، وعدم تبديع علي الحسن الحلبي مع اعترافه بعظم انحرافاته، ولم يحذر أهل الشام منه. وعبيد مع ذلك يطعن في الشيخ يحيى حفظه الله بطعونات جائرة، ويحذر الناس منه، ولم يأت شيخنا بما أتى به الحلبي، ولا بعشر معشاره. ومن أباطيله أيضا حثّه مسلمي أوربا أن يهاجروا إلى برمنجهام، وتجويزه حل السحر بالسحر، وحثه مسلمي ليبيا أن يرحشوا عبد الجليل الإخواني ليكون رئيس دولتهم، وقال: (إنه صاحب الدين)، والرجل إخواني وقال إنه سيبني في ليبيا دولة ديمقراطية حرية، لا دولة إسلامية.
    ولم نر من صاحب ذاك الكلام الجيد إنكارا عليه هذه الانحرافات. فلما رد على عبيد شيخُنا يحيى الحجوري وطلابه –حفظهم الله- بالحجج والبراهين صاح عليهم بعض الناس فقالوا: (حدادي! ما يترك أحدا إلا تكلم فيه!) أو بهذا المعنى. فالله المستعان، هل تكلم فيه شيخنا يحيى والذين معه بالحجج والبراهين أم بمجرد الظنون؟ إن كانوا تكلموا بالبينات فلماذا لا يقبلونه منهم؟ أليس الشيخ ربيع –المحترم عندهم وعندنا أيضا- قال –ونعم ما قال-: الحق يا عبدالرحمن أكبر من السماوات والأرض ، وأكبر من الطوائف التي تدافع عنها. وهو أحب إلينا من الأبناء والعشائر. ("جماعة واحدة"/ص92/دار المنهاج).
    ثم إن شيخنا يحيى الحجوري ومن معه من علماء والطلاب حفظهم الله لم يتكلموا في عالم ممن ينتسب إلى السنة فيعتدوا عليهم. فليس كل من سكت عن فتنة ابني مرعي تكلموا فيه، بل صبروا عليه مع بذل النصائح. فلما تكلم بعضهم في أهل دماج واعتدوا عليهم دافعوا عن أنفسهم. قال تعالى: ﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [الشورى/40-42]. وقال سبحانه: ﴿لَا يُحِبُّ الله الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ الله سَمِيعًا عَلِيمًا﴾ [النساء/148].
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: «المستبان ما قالا فعلى البادئ ما لم يعتد المظلوم». (أخرجه مسلم (2587)).
    قال الإمام النووي رحمه الله: معناه أن إثم السباب الواقع من اثنين مختص بالبادئ منهما كله إلا أن يتجاوز الثاني قدر الانتصار ، فيقول للبادئ أكثر مما قال له . وفي هذا جواز الانتصار ، ولا خلاف في جوازه ، وقد تظاهرت عليه دلائل الكتاب والسنة . قال الله تعالى : ﴿ولمن انـتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل﴾ وقال تعالى : ﴿والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون﴾ ومع هذا فالصبر والعفو أفضل . قال الله تعالى : ﴿ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور﴾ وللحديث المذكور بعد هذا . «ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا» واعلم أن سباب المسلم بغير حق حرام كما قال صلى الله عليه وسلم: «سباب المسلم فسوق». ولا يجوز للمسبوب أن ينتصر إلا بمثل ما سبه ما لم يكن كذبا أو قذفا أو سبا لأسلافه اهـ. ("شرح النووي على صحيح مسلم"/8 / ص 398).
    نعم، الصبر والعفو أفضل إذا كان الاعتداء يتعلق بأمر شخـصي أو دنيوي مثلا. وأما الاعتداء على الدين فلا يجوز السكوت عنه. فلا يعقل أن يقال إن الدافع عن نفسه ودينه بالحق قد طعن في العلماء. فلا يقول ذلك إلا جاهل أو حاسد أو صاحب هوى. والله أعلم.
    وقد دافع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن نفسه في قضية ذي الخويصرة فقال: «ويلك من يعدل إذا لم أعدل؟» (أخرجه البخاري (3610) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه).
    وقال صلى الله عليه وسلم في قضية تقسيم الذهب: «ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء» (أخرجه البخاري (4351) ومسلم (1064) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه).
    وقال صلى الله عليه وسلم في قضية اعتراض سعد رضي الله عنه: « يا سعد ، إني لأعطى الرجل وغيره أحب إلى منه ، خشية أن يكبه الله في النار ». (أخرجه البخاري (27) ومسلم (150)).
    ثم إن هذه الدعوة السلفية التي قامت في دار الحديث بدماج هي دعوة هائلة عظيمة إلى جميع أنحاء العالم، فمن طعن في القائمين عليها بغير حجة فقد صد الناس عن سبيل الله واعتدى على الإسلام والسنة، فكيف ألزمتنا بالسكوت وعدم الدفاع عنها وعن القائمين عليها؟ بأي دليلٍ ألزمتنا بذلك؟ فتعالوا إلى الله ورسول الله عند التنازع كما أمرنا به، ودعنا عن آراء الرجال. قال الإمام ابن القيم رحمه الله في الفروق بين أهل السنة وأهل البدع: ومنها: أن أهل السنة يدعون عند التنازع إلى التحاكم إليها دون آراء الرجال ومعقولاتها. ("مختصر الصواعق"/ص603/دار الحديث).
    فأما ترك أهل الباطل أن يتكلموا في دار الحديث بدماج بلا حق فهذا يعتبر نصرة لهم على هدمها وصدّ الناس عنها. فأرجو ممن اختار ذلك الصنيع أن يعيد نظره لأني أخشى عليه أن يكون له نصيب من قول الإمام ابن القيم رحمه الله: ولم ينه عن العلم إلا قطاع الطريق منهم ونواب إبليس وشرطه. ("مدارج السالكين"/2/ص 464).
    ]الفصل السابع: التستر ببعض علماء السنة مع تبييت مكر ببعض الصادعين منهم بالحقً[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله:- الوجه السابع : تسترهم ببعض علماء السنة مكراً وكيدا مع بغضهم لهم ومخالفتهم في أصولهم ومنهجهم ومواقفهم كما يفعل الروافض في تسترهم بأهل البيت مع مخالفتهم لهم في منهجهم وأصولهم وبغضهم لأكثرهم لماذا يفعلون هذا ؟
    التعليق:
    السابع من أوصاف الحدادية: التستر ببعض علماء السنة مكراً وكيدا مع بغضهم لهم. ليس لدى شيخنا حفظه الله أي تستر، فكلامه واضح، ومصدره مذكور من كتب السلف، ومحبته لعلماء السنة جلية. يحب المستقيمين، ويبغض الزائغين، مع إقامة الحجة والبراهين على موقفه.
    وأما الحزب الجديد، فكم تستروا بالشيخ ربيع وهم يخالفونه في كثير من الأصول السلفية التي سلك عليها الشيخ ربيع؟ وكم تعلقوا بالشيخ مقبل رحمه الله وهم بعداء من طريقته السلفية العفيفة المتميزة؟
    وأما المكر فالمرعيون هم الماكرون، وقد انكشف ذلك بإذن الله. قال شيخنا أبو عبد الله محمد باجمال حفظه الله: وثبت أيضًا ما يدل على مكره –يعني سليم بامحرز- وخيانته، فمما علمناه: (1) ما حدثنا به أخونا الفاضل محمد بن سعيد بن مفلح وأخوه أحمد وهما من أهل الديس الشرقية بساحل حضرموت وهو: أن سالما بامحرز قال لهم في منتصف سنة 1423هـ: (نحن قد انتهينا من أبي الحسن والدور جاي على الحجوري!!!). وهذا ظاهر في المكر والكيد والتخطيط لإيقاع الفتن في صفوف أهل السنة عند المنصفين، لكن العجب ممن يبلغه مثل هذا الكلام ولا يحرك له ساكنًا كالراضي به!.( ) ("الدلائل القطعية على انحراف ابني مرعي"/له/ص13).
    وقال أبو عبدالله محمد بن مهدي القباص الشبوي: (رجعنا يومًا من محاضرة في صعدة مع عبدالرحمن العدني وذلك بعد عودة الشيخ يحيى حفظه الله من رحلته الأخيرة إلى عدن فقال الأخ صادق العبديني (وكان أحد زملاء عبدالرحمن العدني ومقربيه) لعبدالرحمن: حضر للشيخ يحيى في عدن جمع كبير نرى دولتنا ستقام هناك –أي في عدن- فقال عبدالرحمن العدني: وما يدريك يا أخانا صادق أن يتحول المركز -أو قال: الدعوة- هناك لأن هذا المركز –أي مركز دماج- مهدد من قبل الرافضة). اهـ وذلك قبل فتنة عبد الرحمن وقبل فتنة الحوثيين.
    وقال عبدالحكيم بن محمد الريمي: (جاء أخ أندونيسي يستشير عبدالرحمن العدني في شراء أرض في دماج بأربعة مليون يمني، فقال له عبدالرحمن: أنصحك ألا تشتري، ثم ذهب الرجل فقال لي عبدالرحمن: انصح الرجل، هذا مال كثير، والله أعلم هل تبقى دماج أو لا وربما يضيع مال الرجل أو كما قال. وهذا كان قبل الفتنة، والله على ما أقول شهيد).
    وقال أبو الخطاب طارق الليبـي وهو من رؤوس أصحاب هذه الفتنة للأخ أيمن الليبـي قبل الفتنة قال: عبدالرحمن بن مرعي العدني سيفتح مركزا في عدن كبير ، إمكانياته قوية ودعمه قوي وسيسمى مدينة العلم وإن شاء الله سيكون فيه حلٌّ للغرباء. ثم قال أبو الخطاب: وما سيبقى في دماج أحدٌ من الطلاب.
    وقال الأخ عبدالله الجحدري -المسئول على ترتيب الدروس في دماج- وكان من المقربين لعبدالرحمن العدني ومجالسيه، قال: إنه أراد أن يشتري بيتًا في دماج فنصحه عبدالرحمن ألا يشتري، وقال له: ما ندري كيف تكون الأمور وماذا سيكون غدًا، وكان هذا في آخر فتنة أبي الحسن.
    وبنحو هذه النصيحة نصح بها عبدالرحمن بن مرعي العدني أخًا آخر بحضرة الأخ عبدالله الجحدري بعد سنتين من نصيحته للأخ عبدالله الجحدري –تقريبًا-.
    وقال عبدالرحمن بن أحمد النخعي: ركبت مع عبدالرحمن العدني في سيارته من مودية إلى لودر ومعي عبدالباري اللودري، فسأله عبدالباري اللودري، فقال: يا شيخ عبدالرحمن إيش أخبار المركز؟ قال عبدالرحمن العدني: نحن نسعى في ذلك. فقال عبدالباري اللودري: هذا سعي طيب من أجل أن ينتهوا السماسرة في دماج ثم ضحك عبدالباري اللودري فسكت عبدالرحمن العدني.
    (راجع "مختصر البيان"/ص4-5 /جمعه مدرسي دار الحديث بدماج).
    فلما انكشف مكرهم، واجتمع المشايخ في دار الحديث بدماج -الاجتماع الأول- اعترف عبد الرحمن العدني أمامهم أنه لما سقط صالح البكري أتى إليه بعض الناس وقالوا له: (إن البكري قد سقط فقم أنت). أخبرنا به شيخنا أبو عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله عنه. وهو مذكور أيضا في رسالة "المؤامرة الكبرى" لأبي بشار عبد الغني القشعمي حفظه الله ص16.
    ]الفصل الثامن: التحريش بين أهل المنهج السلفي[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله:- الجواب : ليتمكنوا من إسقاط من يحاربونهم من أهل السنة وليتمكنوا من الطعن فيهم وتشويههم وتشويه أصولهم وليحققوا أهدافهم في تشتيت أهل المنهج السلفي وضرب بعضهم ببعض .
    التعليق:
    الثامن من أوصاف الحدادية: التحريش بين العلماء، وهذا أيضا واقع المرعيين، يتمسحون بعلماء السنة مثل الشيخ ربيع حفظه الله، وبالشيخ محمد الوصابي وعبيد الجابري لإسقاط من فضح حزبية المرعيين، وليتمكنوا من الطعن فيهم، وتشويههم. والسلفيون المنصفون وعلماءهم شهود على شدة سعيهم في التحريش بين أهل المنهج السلفي.
    وهذا الذي فعله عبد الرحمن بن مرعي وعبد الله بن مرعي وهاني بن بريك وعرفات بن حسن، الذين وصفهم الشيخ عبيد حفظه الله بأنهم من خواصه. فقال شيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله للشيخ عبيد حفظه الله: الوجه الثالث: هل من حسن المجالسة التحريش بين أهل السنة؟!! وهذا شيء ثابت عليهم، التنقل والاتصال من مكان إلى مكان عند مشايخ السنة في اليمن وغيره، حتى كادوا أن يصنعوا بيننا هنا في اليمن فتنة، ولكن الله سلم إنه عليم بذات لصدور. ("التوضيح لما جاء في التقريرات"/ له/ص9).
    وقال شيخنا حفظه الله: ولا أنسى أن أذكرك يا شيخ أن كثيرًا ممن يصنعون الفتن والقلاقل في الدعوة السلفية في اليمن إذا فضحوا عندنا هرعوا إلى علماء السعودية، يتصنعون عندهم، حتى إن من أهل السنة من يقول: لماذا ما تتفقون مع الزنداني، ومع إخوانكم أصحاب جمعية كذا وكذا، ولهم عذرهم في ذلك، كما ذكرت في جوابك هذا، غير أن ثناءهم وحسن ظنهم بهم، لا ينزههم مما أحدثوه عند من علموا منهم ذلك، بل لا يزدادون فيهم إلا بصيرة، أنهم مروجون للفتن، وليسوا أصحاب سكينة، ولا أوابين إلى الله عز وجل من شرهم ذلك. ("التوضيح" /ص10-11).
    وانظر تفاصيل تحريش أتباع عبد الرحمن بن مرعي العدني في"نصب المنجنيق" ص134 و136 و139(ليوسف الجزائري)، وفي "إيقاظ الوسنان" ص5 و29 وفي "البراهين الجلية" ص31-32 (لأبي زيد معافى بن علي المغلافي)، و"القول الصواب في أبي الخطاب" (للأخ حيدره الجعدني حفظه الله).و"زجر العاوي" ح3 (للشيخ محمد العمودي).
    وعلى سبيل المثال في ذكر أسماء المحرشين: عرفات البصيري: يسعى بالتحريش بين أهل الفضيلة وهو يحتقر علماء اليمن وعلى رأسهم محدث الجزيرة الشيخ مقبل رحمه الله. ("تنبيه السلفيين" /ص9/ لعبد الرحمن بن أحمد النخعي).
    ومحمد غالب: محرش من المحرشين بين الشيخ يحيى والشيخ عبيد وذلك لقربه من الشيخ عبيد فمحمد غالب جليس سوء. ("تنبيه السلفيين" /ص9).
    وهاني بن بريك العدني: من المحرشين بين أهل الفضيلة، قال شيخنا حفظه الله تعالى فيه: هاني بن بريك الحقيقة إنه ما له كبير شأن عندنا -إلى قوله:- ويقول للشيخ ربيع تحريشا بيننا وبين ذلك الشيخ حفظه الله: الطمهم يا شيخ آن لك أن تلطمهم يا شيخ، هكذا أخبرني وهو يسمع هذا الأخ والعهدة عليه. أنا ما أنقل أشياء تأتيني أنقل حقائق مسندة إلخ ("تنبيه السلفيين" /ص11).
    وحفيظ الجنيدي محرش من المحرشين بين أهل الفضيلة لا جزاه الله خيرًا، وقد كتب رسالة حاصلها الطعن في الشيخ يحيى والتحريش بين العلماء وقد رد عليه الأخ في الله: عرفات القباطي في رسالة بعنوان "الرد البديع على حفيظ الجنيدي الصريع". ("تنبيه السلفيين" /ص17).
    وقال الشيخ أبو عبد السلام حفظه الله يصف ذلك الحزب الجديد: المهم أن القوم كما أسلفت يسعون جاهدين لحصول الفرقة بين علماء السنة في الداخل والخارج، وما حادثة الأشرطة المتبادلة بين الشيخين الوصابي والحجوري إلا خير مثال لذلك، وما حصل من تلكم الملازم التي أصدرها الشيخ الجابري حفظه الله ضد الشيخ يحيى الحجوري إلا حسن مثال حي لما أسلفت بيانه. ("الرد القاسمي" /ص3).
    ذكر الشيخ أبو حمزة العمودي - حفظه الله- أن من مشابهة عبد الله المرعي و أبي الحسن: التحريش بين علماء السنة ("زجر العاوي" /ح3/ص34).
    ومن أفعال أتباع عبد الله بن مرعي: أن بعض أصحاب نبيل الحمر هم الذين اتصلوا عبيدا بذلك التحريشٍ. ("أخبار من طلبة العلم السلفيين بمنطقة الديس الشرقية" بتلخيص الأخ أبي سعيد الحضرمي حفظه الله).
    فالبرامكة المرعية هم الحداديون في هذا الباب. أما الشيخ يحيى الحجوري حفظه الله قد علمتم تماما أنه يجانب شكاية أحد عند المشايخ منذ قديم الزمن، وإذا طُلب منه حجة على كلامه في شخص أبرزها. بل قد سمعتم قوله مرارا: (الحجة على هذه القضية عندي، فالحق معي وإن لم يبق معي أحد. لم يخذلني ربي يوما من الدهر، ولن يضيعني. إن تصدق الله يصدقك( )).
    ]الفصل التاسع: الدعوة إلى تقليد بعض العلماء في مخالفة الحق[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله:- الوجه الثامن : الدعوة إلى التقليد كما هو حال الروافض وغلاة الصوفية؛ وهذا ما أخترعه عبد اللطيف باشميل لما فشل محمود الحداد وعصابته في المواجهات الوقحة للعلماء والطعن الظاهر فيهم وأسقط الله الحداد. فأراد عبد اللطيف المضي قدماً بمنهج الحدادية في ثياب جديدة وخلف أسوار وتحت ظلمات المكر.
    التعليق:
    التاسع من أوصاف الحدادية هو الدعوة إلى التقليد. وهذا من سيمات المرعيين. قال شيخنا يحيى الحجوري حفظه الله في حزبيتهم: النقطة الثانية عشرة: التقليد. ("النصح والتبيين"/ص28).
    وهذه بعض أخبار من طلبة العلم السلفيين بمنطقة الديس الشرقية: أن مما فعله نبيل الحمر أنه ناضل أشد نضال عن ابني مرعي وبامحرز زاعما أنه يتكلم بكلام العلماء وأنه يشرح للناس بيان معبر وبيان حديدة. وقال نبيل وأصحابه: (الذين نشروا أشرطة الحجوري وكتابات طلابه في الفتنة يعدون عصاة للعلماء). ويصفون السلفيين الذين تركوا عبد الرحمن وحزبه أنهم ضد العلماء. واجتهاده المكثف في التحذير من دماج والمشايخ وطلبة العلم الذين ينزلون منها دعوة إلى الله ونشرا للخير وإشاعة الدعايات والأكاذيب حولهم مما سبب نتفير الناس مستدلا على ذلك ببعض كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب حفظه الله. ("أخبار من طلبة العلم السلفيين بمنطقة الديس الشرقية" رقم (5-8)).
    فحزب المرعيين هم المقلدون لبعض العلماء لهدم انتقاد عالم آخر عليهم، ولإسقاط صاحبه، قالوا: (ننتظر اجتماع العلماء!) (ننتظر الإجماع!) (الشيخ فلان لم يتكلم!).
    أهكذا أصول السلف الصالح؟ وهل يجوز تقليد بعض العلماء في هدم الحق الذي جاء به العلماء الآخرون الذين قد أقاموا على ذلك الحججَ التي عجز عن نقضها هؤلاء العلماء؟
    بل الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله له كلام جيد في رده على أبي الحسن المصري:
    1- لا يقف أهل السنة منها هذا الموقف، ولا يُعرف مثل هذا الكلام إلا عن الإخوان المسلمين الذين يميعون الحق ويضيعونه بحجة أنها من المسائل المختلف فيها ولو كان من المسائل الأصولية وما نحن فيه اليوم من الخلاف مع أبي الحسن من المسائل الأصولية العظيمة التي يقوم عليها الدين في جوانب عظيمة ولاسيما في جانب الاعتقادات الغيبية.
    2- المسائل المختلف يرجع فيها إلى الله والرسول كما قال تعالى : ﴿وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله﴾
    وكما قال تعالى: ﴿فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول﴾ سواء كانت المسائل من الأصول أو الفروع.
    3- أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنه من يعيش من الأمة فسيرى اختلافاً كثيراً» ثم أرشد الأمة إلى الأمر الذي تفزع إليه فقال: «فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلاله «.
    4- قال الله تعالى: ﴿فماذا بعد الحق إلا الضلال﴾ ومن هنا قال أهل السنة: إن الحق لا يتعدد فلا بد أن يكون الحق مع أحد المختلفين في كل قضايا الخلاف –يعني خلاف التضادّ-.
    5- من أصول أهل السنة كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    6- من أصول أهل السنة: "اعرف الحق تعرف الرجال ولا تعرف الحق بالرجال"
    7- من أصول أهل السنة أن الرجال يحتج لهم ولا يحتج بهم
    8- من أصول أهل السنة التي أجمعوا عليها أن من استبانت له سنة رسول الله لم يكن له أن يدعها لقول أحد كما قال الإمام الشافعي رحمه الله.
    ("براءة أهل السنة"/مجموع الردود/ ص119-200/دار الإمام أحمد).
    وهذه الأصول أو الأدلة قد أهدرها وضيعها ابنا مرعي وأنصارهما وتبخر كل دعاواهم التي كانوا يرددونها ويزعمون للناس أنهم هم أهل السنة . فانظروا -يا قوم-، أليسوا أحق بهذا الوصف: "التقليد" و"مخالفة الأصول السلفية" ؟ بيد أن شيخنا الناصح الأمين ومن معه –رعاهم الله- هم أحق منهم بالسلفية. ومما يدل على بُعد أهل السنة في دماج ومن معهم من التقليد، ثباتُهم على تحزيبهم ابني مرعي ومن معهم لما ظهرت لهم البراهين والحجج، وإن خالفهم كثير من المشايخ –وفقهم الله-.
    فاذكروا أن المردّ عند التنازع هو الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا﴾ [النساء : 59].
    قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله: والحجة عند التنازع السنةُ. فمن أدلى بها فقد أفلح ومن استعملها فقد نجا وما توفيقي إلا بالله. ("التمهيد"/22 /ص 74/تحت حديث: إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة).
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فهذه النصوص وغيرها تبين أن الله أرسل الرسل وأنزل الكتب لبيان الحق من الباطل، وبيان ما اختلف فيه الناس، وأن الواجب على الناس اتباع ما أنزل إليهم من ربهم، وردّ ما تنازعوا فيه إلى الكتاب والسنة، وأن من لم يتبع ذلك كان منافقا، وأن من اتبع الهدى الذي جاءت به الرسل فلا يضل و لا يشقى، ومن أعرض عن ذلك حشر أعمى ضالا شقيا معذبا. ("مجموع الفتاوى"/17 / ص 303).
    وقال الله سبحانه: ﴿فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ﴾
    وفي حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال: إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: «إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة -يعني الأهواء-، كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة. وأنه سيخرج في أمتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله». (أخرجه الإمام أحمد (16937/ الرسالة)، وهو حديث حسن).
    قال الإمام الطيبي رحمه الله: المراد بالجماعة الصحابة ومن بعدهم من التابعين وتابعي التابعين من السلف الصالحين ، أي آمركم بالتمسك بهديهم وسيرتهم والانخراط في زمرتهم اهـ. ("تحفة الأحوذي"/كتاب الأمثال/مثل الصلاة والصيام/7 /ص 281/دار الحديث).
    فمن أصرّ على مخالفة طريقة السلف بعد إقامة الحجة فإنه مبتدع. قال الإمام الوادعي رحمه الله: وبقدر خروجه عن السلف وعن طريق السلف رضوان الله عليهم تكون البدعة. ("غارة الاشرطة"/2/ص17/مكتبة صنعاء الأثرية).
    وقد ظهر من الحزب الجديد تقليد العلماء ظهورا جليا في مخالفة الأدلة والحجج، فأقول لهم كما قال الإمام الألباني رحمه الله: ولكن هل من حق العالم أن نرفعه إلى مستوى النبوة والرسالة حتى نعطيه العصمة بلسان حالنا ؟! فلسان الحال أنطق من لسان المقال. إذا كان علينا أن نحترم العالم ونقدره حق قدره، وأن نقلده حينما يبرز لنا الدليل فليس لنا أن نرفعه من قوله ونضع من قول الرسول عليه الصلاة والسلام. ("التصفية والتربية"/ص22-23).
    فليس الحكم إلى الشيخ فلان. أقول لك كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله: وقد تنازعنا نحن وأنتم في هذه المسألة فلأي القولين شهد القرآن والسنة أخذنا به ولم نترك موجبه لقول أحد. ("الفروسية"/ص 212).
    وقد أتى شيخنا الناصح الأمين ومن معه بالبراهين الجلية لا تستطيع أنت ولا من هو أرفع منك نقضها. وأقول لك مثل قول الإمام ابن القيم رحمه الله: أين المكاثرة بالرجال إلى المكاثرة بالأدلة، وقد ذكرنا من الأدلة ما لا جواب لكم عنه والواجب اتباع الدليل أين كان ومع من كان وهو الذي أوجب الله اتباعه وحرم مخالفته وجعله الميزان الراجح بين العلماء فمن كان من جانبه كان أسعد بالصواب قل موافقوه أو كثروا اهـ. ("الفروسية"/ص 298).
    إذا قلتَ: الشيخ فلان إمام، فالقول قوله، فنحن معه!
    فجوابنا بما تقدم آنفا: ليس القول قوله ولا قول من هو أرفع منه. بل القول قول الله ورسوله والسلف الصالح. فإذا ظهر أن قول الشيخ فلان لا تساعد الأدلة والبراهين، قلنا بما قاله الإمام ابن القيم رحمه الله في شأن أبي إسماعيل الأنصاري رحمه الله: شيخ الإسلام ابن تيمية حبيب إلينا، والحق أحب إلينا منه، وكل من عدا المعصوم فمأخوذ من قوله ومتروك اهـ. ("مدارج السالكين" /2 / 32/دار الحديث).
    وقد كان عبد الجبار كثيرا ما ينصر مذهب الشافعي في الأصول والفروع، فلما عثر على خطأه قال: هذا الرجل كبير، ولكن الحق أكبر منه، اهـ. (نقله إلكيا الهراس، كما ذكره الشوكاني رحمه الله "إرشاد الفحول" /2 / ص813/مؤسسة الريان).
    فجعْلُ قول عالم أو فعله بمنزلة دليل شرعيٍّ بدعة. قال الإمام الشاطبي رحمه الله: فقد صار عمل العالم عند العامي حجة كما، كان قوله حجة على الإطلاق والعموم في الفتيا، فاجتمع على العامي العمل مع اعتقاد الجواز بشبهة دليل، وهذا عين البدعة. ("الاعتصام"/1/ ص 364).
    والعالم بعد أن بذل وسعه في معرفة الحق فأخطأ في اجتهاده فأنه مأجور على اجتهاده، ولا يجوز اتباع خطأه. فمن أصرّ على تقليده بعد ظهور البينة فإنه قد ابتدع، كما سبق من كلام الشاطبي رحمه الله. ولا يبعد أن يكون مبتدعا لأنه أصر على خطئه تدينا بعد بلوغه الحجة.
    وقال الإمام الوادعي رحمه الله في قصة أذان الجمعة في الزوراء: بل عثمان اجتهد، ومَن بعد عثمان إذا ظهرت له الأدلة وقلد عثمان على هذا فهو يعد مبتدعا لأن التقليد نفسه بدعة. ("غارة الأشرطة"/2/ص99/مكتبة صنعاء الأثرية).
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إذا رأيت المقالة المخطئة قد صدرت من إمام قديم فاغتفرت لعدم بلوغ الحجة له فلا يغتفر لمن بلغته الحجة ما اغتفر للأول، فلهذا يبدَّع من بلغته أحاديث عذاب القبر ونحوها إذا أنكر ذلك، ولا تبدَّع عائشةُ ونحوها ممن لم يَعرف بأن الموتى يسمعون في قبورهم. فهذا أصل عظيم، فتدبره فإنه نافع. ("مجموع الفتاوى"/6 / ص 61).
    وقال الإمام ابن عثيمين رحمه الله: القسم الثاني: من علموا الحق، ولكنهم ردّوه تعصباً لأئمتهم؛ فهؤلاء لا يعذرون، وهم كما قال الله فيهم : ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ﴾ (الزخرف: 22) . ("مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين"/9 / ص 51).
    وقد بذل نصحاء السلفيين جهدهم في إقامة الحجج والنصائح لهؤلاء المرعيين، وصبروا على ذلك. فلما تبين لهم عنادهم للحق وإيثارهم التقليد على متابعة الدليل بدَّعوهم. فالمرعيون وأنصارهم من المقلدين بعد إقامة الحجة مستحقون أن يبدَّعوا. بل قلنا كما قال الشيخ ربيع حفظه الله: (فالبرهان يسكت الألوف من الذين خلت أيديهم من الحجج ولو كانوا علماء فهذه قواعد يجب أن تعرف) اهـ.
    قال شيخ الإسلام رحمه الله: فإن أهل الحق والسنة لا يكون متبوعهم إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فهو الذي يجب تصديقه في كل ما أخبر، وطاعته في كل ما أمر، وليست هذه المنزلة لغيره من الأئمة، بل كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله. فمن جعل شخصا من الأشخاص غير رسول الله من أحبه ووافقه كان من أهل السنة والجماعة ومن خالفه كان من أهل البدعة والفرقة كما يوجد ذلك في الطوائف من أتباع أئمة في الكلام في الدين وغير ذلك كان من أهل البدع والضلال والتفرق. ("مجموع الفتاوى"/3/ص 346-347).
    فالخلاصة: إن المرعيين أحق باسم الحدادية من أهل دماج.
    ]الفصل العاشر: التظاهر بمحبة بعض علماء السنة لضرب الآخرين منهم[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله في الحدادية: فأظهر-مكراً- احترام علماء نجد زعماً منه أنهم مقلدة ودعاة تقليد -وحاشاهم من ذلك- وقام هو وبعض عصابته بنشاط قوي في دعايات وكتابات استهدفوا بها أهل المدينة فأسقط الله كيدهم.
    التعليق:
    هذا شأن الحداديين العاشر: التظاهر بمحبة بعض علماء السنة لضرب الآخرين. وأما شيخنا يحيى الحجوري والعلماء الذين معه -حفظهم الله- ليس لديهم هذا المكر، -ولا أي مكر-، ولا يستهدفون أهل المدينة. بل يدعون إلى السنة والسلفية، فلما قام الحزبي المرعي بشق الدعوة وعناد النصائح الحقة، حذروا الناس منهم. فلما دافع عنهم عبيد الجابري، وعبد الله البخاري، وغيرهم صبروا عليهم مع الاستمرار في نشر البينات والحجج.
    فلما أظهر هؤلاء المناصرون الغمزات، والطعونات، والهجومات على دار الحديث بدماج والقائمين عليها دافعوا عن أنفسهم وأعطوهم حقهم، سواء كانوا من أهل المدينة، أو من أهل مكة، أو من أهل مصر، أو من أي قصر كانوا. فلا أحد معصوم من الحكم الشرعي، فمن أرتكب جريمة فليعد نفسه للعقوبة وإن كان مولودا في جوف الكعبة وسكن فيها. فليست الأرض تقدس أهلها ، ولكن المرء يقدسه عمله الصالح بإذن الله.
    فشتان بين مكر الحدادية وبين دعوة شيخنا الناصح الأمين ومن معه، فمن سوّى بينهما بعد هذه البينات فقد افترى بهتانا عظيما. قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [النساء/112].
    نظروا بعين عداوة لو أنها عين الرضا لاستحسنوا ما استقبحوا ("مفتاح دار السعادة"/1/ص187).
    وعين الرضا عن كل عيب كليلة ... ولكن عين السخط تبدي المساويا ("الأغاني"/3/ص369).
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: وتظاهر بالحماس للإمام محمد بن عبد الوهاب والدفاع عنه فافتعل بأكاذيبه وخياناته عدوًّا للإمام محمد بن عبد الوهاب ألا وهو الشيخ العلامة المحدث السلفي محمد ناصر الدين الألباني الموالي للإمام محمد بن عبد الوهاب والسائر على منهجه منهج السلف الصالح افتعل منه عدواً لدوداً لا نظير له للإمام محمد ودعوته ولآل سعود وربط أهل المدينة به وادعى للألباني منهجاً خاطئاً يسير عليه أهل المدينة .
    التعليق:
    مجرد ادعاء المحبة والاحترام والدفاع لا يكفي، ولكن الأفعال والآثار خير شاهد على الصدق والكذب. قال إبراهيم التيمي رحمه الله: ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبا . ("صحيح البخاري" /1/ص 93).
    قال الإمام ابن القيم رحمه الله: لو كان في قلبك محبة لبان أثرها على جسدك. ("بدائع الفوائد"/3 /ص731).
    وقد كذب الحداديون في تظاهرهم بمحبة الإمام النجدي رحمه الله. ولا تكون محبة صادقة من قلوب الحداديين المريضة. سمع الإمام ابن عبد البر رحمه الله أعرابيا قال: ...، وهيهات أن يظهر الودّ المستقيم من القلب السقيم. ("جامع بيان العلم"/1 / ص 630/دار ابن الجوزي).
    وأما محبة أهل السنة والجماعة للإمامين محمد بن عبد الواهب النجدي ومحمد ناصر الدين الألباني رحمهما الله محبة صادقة، تظهر من أقوالهم وأفعالهم يوميا. هذه كتب الإمام النجدي تُدرَّس دائما في هذا المركز، وتحفظ، وتشرح كثيرا، وتحقق، وشيخنا الناصح الأمين يثني عليه كثيرا وذكر أنه إمام، ومجدد. وذكرنا هذا ليعلم افتراء الحزب الجديد بأن شيخنا الناصح الأمين –رعاه الله- يطعن في الإمام النجدي رحمه الله.
    وقد سمعت شيخنا حفظه الله يقول أمام الملأ: (نعتقد أنه يجب علينا الدفاع عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي كما ندافع عن الإمام أحمد بن حنبل، والشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ ابن باز وغيرهم من أئمة الفتوى).
    وكذلك الإمام الألباني رحمه الله. هذه كتبه يستفاد منها في خلال الدروس العامة، وفي البحوث، والردود على أهل الأهواء، وغير ذلك من وجوه الاستفادة العلمية. وقد قال شيخنا الناصح الأمين حفظه الله أمام الطلاب: (كل من أتى بعد الشيخ الألباني عالة له).
    ولم نسمع منه –رعاه الله- كلاما باطلا في الإمامين ولا في آل سعود حفظهم الله. ولما سئل عمن قال إن الشيخ الألباني رحمه الله عنده إرجاء –وهذا من شعارات الحدادية وكثير من الحزبيين الحركيين- ردّ على من قاله، وبيّن بطلان قوله. هذا مكرر، ومثال ذلك أن شيخنا حفظه الله سئل: هل الشيخ الألباني من مرجئة الفقهاء؟
    فأجاب حفظه الله: الذين يقولون الشيخ الألباني مرجئ كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا. فالشيخ الألباني رحمه الله عالم سلفي، وردّ على المرجئة والجهمية والقدرية والجبرية وغيرهم بما لم يرد به هؤلاء الذين يتهمونه بهذه التهمة، ولكنها كما قيل: شنشنة أعرفها من أخزم، لا تجد سلفيا يتصدى للباطل ولأهله إلا ورموه بالعظائم، فاعرف هذا اهـ. ("الكنز الثمين" /4/ص80/دار الكتاب والسنة).
    ولم نسمع منه –رعاه الله- قولا إن أهل المدينة يسير منهجًا خاصًّا خاطئًا. ولم نسمع منه –رعاه الله- أنه يجعل الإمام الألباني خصما للإمام النجدي رحمهما الله. فمَن سوّى بين شيخنا الناصح الأمين ومن معه -رعاهم الله- وبين الحداديين فإنه كذاب، والكذاب لا يشبع من الكذب.
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: لماذا اخترع هذا المنهج ؟ ليتمكن من إسقاط الألباني وجهوده خلال ستين سنة في خدمة التوحيد والسنة وإسقاط مواجهاته للبدع وأهلها، كل البدع بما فيها الإرجاء وليغرس العداوة والبغضاء بين أهل السنة والتوحيد في نجد وبين إخوانهم من أهل التوحيد والسنة في المدينة والشام واليمن وكل مكان تنتشر فيه السنَّة وينتشر فيه التوحيد .
    التعليق:
    هذا أيضا لا يفعله شيخنا الناصح الأمين ولا يقرّ على ذلك. فهل يعقل أن ينسب مثل هذه التهمة بدون بينة؟ وحال شيخنا رعاه الله كما قال أعلم الناس به: قال الإمام الوادعي رحمه الله: (.. والشيخ يحيى حفظه الله تعالى في غاية من التّحرّي والتُّقى والزهد والورع وخشية الله، وهو قوَّال بالحق لا يخاف في الله لومة لائم...). (في تقديمه على كتاب "أحكام الجمعة" لشيخنا حفظه الله).
    وقال رحمه الله: (...الشيخ الفاضل التّقيّ الزّاهد ... والأخ الشيخ يحيى هو ذلك الرّجل المحبوب لدى إخوانه لما يرون فيه من حسن الاعتقاد ومحبة السنة وبغض الحزبيّة المسّاخة...). (في تقديمه على كتاب "ضياء السالكين" لشيخنا حفظه الله)
    وقال رحمه الله: (.. وصدق ربّنا إذ يقول: ﴿يأيها الذين آمنوا إن تتّقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم﴾، فالشيخ يحيى حفظه الله فتح الله عليه بسبب تمسكه بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم). (في تقديمه على كتاب "الصبح الشارق" لشيخنا حفظه الله).
    ]الفصل الحادي عشر: الدفاع عن الحزبيين[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: وكان فالح يسير مع عبد اللطيف في هذا الميدان بصورة خفية ماكرة تظهر علاماتها بين الفينة والفينة إلى سنوات قريبة، ثم أظهر أصوله الفاسدة ومنهجه في الصورة الجديدة التي هي أخطر وأقبح من واقع الحدادية القديمة وبرزت فيها الأصول الباطلة المهلكة الهدامة للمنهج السلفي وأهله وأخيراً فضح الله هذا المنهج وأصحابه -بعد تستر طويل- أكثر وأكثر بدفاع فالح عن عبد اللطيف باشميل وأباطيله وأكاذيبه وافتراءاته على الألباني وأهل المدينة وتزكيته وبالدفاع عن الحدادية وعن غيرهم من أهل الباطل الذين واجههم الشيخ ربيع وبَيَّن الشيخ ربيع في مواجهتهم أباطيلهم وأوضح المنهج السلفي المضاد لتلك الأباطيل والأصول الفاسدة .
    التعليق:
    العاشر من أوصاف الحدادية: الدفاع عن الحزبيين. هكذا فالح الحربي يدافع عن عبد اللطيف وشلته الحزبيين الماكرين، وقد قال ربنا تعالى: ﴿وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا﴾ [النساء/105]، وقال سبحانه: ﴿       •           ••                                   •    ﴾ [النساء/107-109].
    وأما شيخنا الناصح الأمين ومن معه –حفظهم الله- فإنهم لم يفعلوه ولم يقرّوا على ذلك، ولم يدافعوا عن الحزبيين عموما، ولم يدافعوا عن عبد اللطيف باشميل، ولا عن واحد من الحداديين القدماء ولا الجدد، وقد كرر شيخنا حفظه الله أن يقول: (الله يعلم أني أبغض الغلو، وأبغض الحدادية. فلو علمت أن أحدًا من طلابي حدادي لطردته) اهـ.
    وليس لديه –حفظه الله- أصل يخالف أصول أهل السنة والجماعة، إن شاء الله. فمن ادعى غير ذلك فليأتنا بسلطان مبين. ﴿                   ﴾ [الصافات/154-157].
    نرجع إلى كلامنا فيمن دافع عن المبتدعة.
    فائدة: سئل شيخنا الناصح الأمين حفظه الله: السني إذا كان يدافع عن أهل البدع والأهواء أمثال القرضاوي، والزنداني، وغيرهم من أهل البدع هل يبقى سنيا أم يلحق بمن دافع عنهم؟
    فأجاب حفظه الله: هم في ذلك مختلفون، فمنهم من يدافع عن جهل، هذا يصبر عليه، ويعذر بجهله، ومنهم من يدافع عن عقيدتهم ومبدأهم ومعرفة بما هم عليه، فهذا منهم. ويدل على ذلك حديث عتبان بن مالك أن الصحابة رضوان الله عليهم استدلوا على أن مالك بن الدخشم منافق يدافع عن المنافقين، وقالوا: إننا نرى ودّه وحديثه للمنافقين، حتى زكاه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومالك رضي الله عنه ليس بمنافق. وهذه قرينة استدل بها الصحابة رضي الله عنهم وفيهم أسوة، وإنما شاهدنا أن الذين كانوا عند النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك المجلس استدلوا بذلك الفعل على أن مالكا منهم، فبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مالك بن الدخشم مؤمن، وأنه قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله، وهذا يكون عن طريق الوحي. أما ما نحن عليه من بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، وكما قال عمر: من أظهر لنا خيرا أمناه وقبلناه، من أظهر غير ذلك لم نؤمنه ولم نقبله وإن قال: سريرته حسنة. فلنا الظاهر، من رأيناه مع هؤلاء يدافع عنهم فهو منهم، إلا إذا كان عن جهل ولم يبين له، ولم يعرف ما هم عليه، فهناك أدلة العذر بالجهل تنطبق عليه اهـ. ("الكنز الثمين"/4/ص448-449/دار الكتاب والسنة).
    ]الفصل الثاني عشر: اتبعوا الهوى حتى مرقوا من السلفية[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: وبكل ما ذكرتُ يكون فالح وعصابته قد مَرَقُوا من المنهج السلفي وأصبحوا من ألدِّ خصومه، ويظهر للعاقل أنهم أشد خطراً عليه وعلى أهله من كل خصوم وطوائف أهل الضلال .
    التعليق:
    الثاني عشر من أوصاف الحدادية: الوضوح في اتباع الهوى. فشيخنا –رعاه الله- كما تقدم هو أول من رد على فالح الحربي، و فضح مكره في الهجوم على علماء السنة بالباطل، ﴿قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَالله وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [آل عمران/73].
    وفالح الحربي أصحابه من أهل الهوى والبدعة.
    وكذلك ابنا مرعي وشلتمها، يَظهر للناظر العاقل إلى الأدلة متحريا للحق أنهم قد مرقوا من المنهج السلفي، وأصبحوا من ألدّ خصومه. وقد وجدنا منهم شدة العداوة ما لم نجد من كثير من طوائف أهل الضلال، مع أننا لا نقول إنهم أشد أهل الضلال خطرا في جميع الوجوه. وقد قال شيخنا الناصح الأمين رعاه الله: ... ليعلم أن هؤلاء الحزبيين الجدد صاروا أشد فجورا وكذبا على الدعوة، من كثير من الإخوان المسلمين وأفراخهم. فظهور أمرهم بهذا الحال يجعل من يحب الدعوة السلفية يقارن ويتبصر أكثر. ("ما يصنع الأعداء في جاهل ..." /لشيخنا الناصح الأمين/ص1).
    فهم أهل الأهواء والبدع لإعراضهم عن الحق والهدى بعد إذ جاءهم. قال الله تعالى: ﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ [الكهف/28].
    قال الإمام الشاطبي رحمه الله: فجعل الأمر محصورا بين أمرين اتباع الذكر واتباع الهوى وقال: ﴿ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله﴾، وهي مثل ما قبلها وتأملوا هذه الآية فإنها صريحة في أن من لم يتبع هدى الله في هوى نفسه فلا أحد أضل منه، وهذا شأن المبتدع. ("الاعتصام"/1/ ص 33).
    ]الفصل الثالث عشر: الأكاذيب، والافتراء على أهل السنة، والخيانة، وبتر الكلمة[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: - الوجه التاسع : أنهم يفترون على الشيخ ربيع ومن ينصره في الحق من العلماء وأعضاء شبكة سحاب السلفية بأنهم مرجئة وبأنهم صنف أخير من أصناف المرجئة. وكذبوا ورب السماوات والأرض جملة وتفصيلا والشيخ ربيع وإخوانه مشهورون بمحاربة البدع جميعاً ومنها الإرجاء بكل أصنافه وأخيراً وصفوهم بالرفض والصوفية و....... ! (كلمة لا أستطيع حكايتها) (!!!) . وللقوم أكاذيب وافتراءات وخيانات وبتر متعمَّد لكلام من يريدون أن يُلصقوا به تهمة من التهم الكبيرة . وكذب وتحريف في الدفاع عن أعضائهم ومن يقودهم . وبهذه الخصال الشنيعة شابهوا الروافض والفئات والأحزاب الضالة .
    التعليق:
    الثالث عشر من أوصاف الحدادية: الأكاذيب والافتراءات. وأما شيخنا الناصح الأمين ومن معه لا يَفْتَرون على الشيخ ربيع ومن معه بأنهم مرجئة، ولا بأنهم صنف أخير من أصناف المرجئة، ولا غير ذلك من الأباطيل. فمن ادعى غير ذلك فليأتنا بسلطان مبين. فإن عجز عن إتيانه فاعلم أن شيخنا ومن معه هم برآء من الحدادية بتوفيق الله تعالى ومنته.
    بل شيخنا ومن معه لم يفتروا على ابني مرعي، ولا على محمد الوصابي، ولا على عبيد الجابري. إنما اختار هؤلاء الظلمةُ تلك الطريقة الفاجرة الباغية فعليهم الحكم بما يستحقون.
    وقد بيّن العلماء الغيورون والطلبة المستبصرون كثرة افتراءات المرعيين ، وخياناتهم، وبترهم متعمَّدا لكلام من يريدون أن يُلصقوا به تهمة من التهم الكبيرة، وكذبات، وتحريفات.
    ولما كانت الدعاوي –سواء منا أو من خصمنا- لا تقبل بدون بينة، سأذكر شيئا مما ذكره أهل السنة من تلك الأكاذيب التي صنعتها المرعيون.
    فمن أكاذيب المرعيين وافتراءاتهم على أهل السنة في دماج ما تلي:
    ومن اتهامات عبد الرحمن بن مرعي العدني على شيخنا أبو عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله : قوله للأخ كمال العدني حفظه الله في بداية الفتنة: يا أخانا كمال، الشيخ يحيى لا يعبأ بالعدنيين ولا يبالي بهم ("حقائق وبيان" /ص23/للشيخ كمال العدني).
    ومن ذلك قول عبد الرحمن بن مرعي العدني للأخ أحمد بن علي شويط الحاشدي حفظه الله في بداية الفتنة: هذا – يعني: شيخنا حفظه الله- يريد أن يجرجرنا على أنوفنا سنةُ من هذه، سنةُ من هذه. – وكررها. ("حقائق وبيان" /ص25).
    قال الأخ حمود الوايلي حفظه الله: بسم الله الرحمن الرحيم: هذا بعض الكلام الذي سمعته من الشيخ عبدالرحمن هداه الله، كنت يوماً خارجاً من مسجد المزرعة بعد صلاة الظهر فمشيت معه من باب المسجد حتى وصلنا إلى أمام بيت صادق العبديني وقد أُخبر الشيخ عبدالرحمن أن الشيخ يحيى تكلم على بعض المشايخ في بداية الفتنة. فقال الشيخ عبدالرحمن: كفرهم يعني أن الشيخ يحيى كفرهم . فقلت: لا يا شيخ إنما هي نصيحة. ( "حقائق وبيان" /ص28).
    واتهم عبد الرحمن بن مرعي العدني شيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله بأنه لا يريد له مركزا (شهادة الأخ أبي محمود الليبي حفظه الله /"حقائق وبيان" /ص29).
    هذه التهمة ليست صوابا. بل الشيخ يحيى الحجوري حفظه الله قال أمامنا معشر الطلاب أنه يحب أن يكون لعبد الرحمن العدني مركز، بل أكثر من مركز واحد. إنما حثُّه وشلتِه طلابَ دار الحديث بدماج على الخروج من دماج واللحاق بمركزه الذي لم يبن يومئذ هو الذي يسبب الشيخ يحيى الحجوري حفظه الله وبعض علماء دماج يعثرون على وجود مكر مخطط. وزاد على ذلك اعتراف عبد الرحمن نفسه في اجتمع المشايخ الأول أنه لما سقط صالح البكري وخكدت فتنته أتى إليه بعض الناس وقالوا له: (إن البكري قد سقط فقم أنت). أخبرنا به شيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله عنه. وهو مذكور أيضا في رسالة "المؤامرة الكبرى" لأبي بشار القشعمي حفظه الله ص16.
    ورمى عبد الرحمن بن مرعي العدني شيخَنا أبا عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله بأنه حسد وظلم. ("المؤامرة الكبرى" /ص19/ لأبي بشار عبد الغني القشعمي حفظه الله).
    وهذه التهمة أيضا ليست بصواب. وما ذكرته آنفا كاف للرد. وقد سمعت شيخنا مراراً أنه يحث طلاب دار الحديث بدماج على الاستفادة من عبد الرحمن العدني لما كان بدماج، ويطلب منه إقامة الدروس والخطابات وغير ذلك. هذا كله قبل قيام العدني بالفتنة والقلقلة.
    هذه من اتهامات عبد الرحمن العدني افتراءاته على الشيخ يحيى الحجوري حفظه الله.
    وأما الذي فعله عبد الله بن مرعي وأصحابه أنهم يتهمون ويفترون على بعض الشهود بما هم برآء من ذلك، منها : أن الشيخ أبا بلال الحضرمي أرسل إليه جاسوسا (اقرأ "نقض الرد" /ص4/للشيخ أبي بلال الحضرمي حفظه الله)،
    ورموه بالحقد والشحناء ("نقض الرد" /ص5).
    ورموه بأنه يقول إن عبد الله بن مرعي يدخل جيبه شيء من ربح ذلك المعهد. فأجاب الشيخ أبو بلال حفظه الله: من أين لكم هذا ومن نطق بذلك منا ولكنكم قوم لا ترقبون في خصومكم إِلاًّ ولا ذمة، تريدون تشويه الشخص بأي شيء. ("نقض الرد" /ص14).
    ويتهمون ويفترون عليه أنه يعد عدة لمثل ذلك اليوم - أي: الكلام في عبد الله بن مرعي أمام الناس - ("نقض الرد" /ص19).
    ويتهم ويفتري على أخينا باريدي العمودي بأنه يدعي تلك الأرض لنفسه . ("نقض الرد" /ص18).
    ومن افتراءات حزب المرعية:
    أنه قد افترى كاتب مجهول سمى نفسه عبد الله بن ربيع على شيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله بأنه يقدح في العلماء والدعاة( ) كما في منشوره "ماذا ينقمون على الشيخ الحجوري" ص7-17 (وقد رد عليه الأخ يوسف بن عيد الجزائري حفظه الله في "جناية عبد الرحمن العدني" /ص7).
    بل يكذب على الإمام الوادعي رحمه الله من أجل فتح المجال لضرب شيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله. (انظر تفاصيله في رد أبي حاتم يوسف الجزائري حفظه الله في "جناية عبد الرحمن العدني" /ص19).
    ورمى عبدُ الله بن ربيع الناقدين بأنهم سلكوا كل طريق ووسيلة في حملة شرسة كما في منشوره "ماذا ينقمون على الشيخ الحجوري" ص26 (وقد رد عليه أبو حاتم يوسف الجزائري حفظه الله في "جناية عبد الرحمن العدني" /ص27).
    ورمى شيخَنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله بالكذب كما في منشوره ص37 (ورد عليه أبو حاتم يوسف الجزائري حفظه الله في "جناية عبد الرحمن العدني" /ص27).
    واتهم شيخَنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله أن ردوده على المخالف تشفيا كما في منشوره "ماذا ينقمون على الشيخ الحجوري" ص18 (وردّ عليه يوسف الجزائري حفظه الله في "جناية عبد الرحمن العدني" ص49 وما بعدها).
    وقد قال شيخنا الناصح الأمين بمثل ما قال الإمام الوادعي رحمه الله فقال: أتظنون أننا نريد أن نتشفى ونتكلم في الإخوان المفلسين أو نريد أن نتكلم في أصحاب جمعية الحكمة، لا والله لا نريد أن نتكلم فيهم ولكن الدين يفرض عليما هذا. ("قمع المعاند" /1 /ص72).
    واتهم الشيخَ أنه هو الذي رفع راية هذه الفتنة كما في منشوره "ماذا ينقمون على الشيخ الحجوري" ص3 (رد عليه أبو أمامة عبد الله الجحدري حفظه الله في "بيان الدس والتلفيق" /ص2-3و ص12).
    ادعاؤه أن شيخنا لم يبين جرحه في عبد الرحمن بن مرعي العدني كما في منشوره "ماذا ينقمون على الشيخ الحجوري" 1/ص3 (ردّ عليه أبو أمامة في "بيان الدس والتلفيق" /ص3).
    ومن اتهامات هذا الحزبي المتستر الكذاب أن قول شيخنا: (لست متهيبا لأحد) (لست مجاملا لأحد) ونحو ذلك أن ذلك يعتبر طعنا في العلماء، كما في منشوره "ماذا ينقمون على الشيخ الحجوري" ج1 ص11-12. وهذا يدلنا على جهل هذا الكاتب الجبان بتعريف الطعن، وقد رد عليه أخونا الفاضل أبو أمامة حفظه الله في "بيان الدس والتلفيق" ص7 وما بعده.
    وأخبرنا شيخنا يحيى بن علي الحجوري -حفظه الله ورعاه- أن بعض أتباع عبد الرحمن بن مرعي العدني أخرجوا منشورا بعنوان "الحجوري تكلم في الدولة السعودية" (أو نحو ذلك) لعلهم طمعوا أن ينال شيخنا –أعزه الله- ما نال الإمام الوادعي رحمه الله من قبل الدولة السعودية –حرسها الله وسددها- من الشدة والمنع وغير ذلك، ولكي يشتد عليه علماء السعودية حفظهم الله. وقد بين لنا شيخنا كذب ذلك الحزب الجديد وأن جميع حملاتهم في هذه السنوات –يعني السنة 1429 وما قبلها- تدل على أنهم أشد كذبا من أتباع أبي الحسن.
    ومن أكاذيبهم ما قاله الأخ محمد بن أحمد اللحجي حفظه الله : قال لي عبد الغفور -وبيني وبينه الله- : يا أخانا محمد، ألا ترى أن الدعوة قد تغيرت. الشيخ يحيى والشيخ محمد بن عبد الوهاب منعا مجيء المشايخ من السعودية. فقلت له: من أخبرك؟ قال: هانئ بريك أخبرني بذلك.
    فالتهمة والافتراء سلاح الحزبيين. قال الشيخ ربيع بن هادي حفظه الله في شأن أهل البدع: ولا يستطيع أن يقاوم أهلَ السنة إلا بالأكاذيب والافتراءات. هذا في التأريخ السابق. وهو موجود الآن في أهل البدع في هذا العصر لا يحاربون أهل السنة إلا بالكذب والافتراءات والاتهامات. ("شرح عقيدة السلف أصحاب الحديث" /له/ص314).
    ومن الأسف أن تلك الأكاذيب والافتراءات المرعية مع كثرتها وقد أبرزت سنين، ما زال بعض الأجلاء يدافعون عنهم وهم لا يستطيعون نقض حجة الشيخ يحيى الحجوري ومن معه ، بل يطعنون فيهم بالحدادية بلا حجة. عسى الله –وهو أرحم الراحمين- أن يسلمنا وهؤلاء الأجلاء من كيد المبطلين. إن الله أرحم بنا منا بأنفسنا. إن رجاءنا منه عظيم.
    ومن خيانات المرعيين وغشهم ما يلي:
    القسم الأول: غش عبد الرحمن بن مرعي العدني للأمة:
    طعوناته في شيخنا أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله فإنها تعتبر تنفيرا منه ومن المركز، والصد عن قبول أقواله، وخدع الناس وحرم من الاستفادة منه.
    وكذلك سعيه في إخراج طلاب دماج من المركز الأم وينتقل إلى المركز الخيالي يومئذ، وحث أتباعه الطلاب على بيع بيوتهم التي بدماج، فهذا تنفير جلي، ونعوذ بالله من العمى والتعامى.
    وكذلك توجيهه السلفيين بأخذ العلم من أبي الخطاب الليبي الحسني الذي قد جرحه الشيخ ربيع المدخلي.
    وكذلك ثناؤه على عبد الغفور اللحجي الجمعي الحسني بأنه داعية على العلم والبصيرة.
    قال الشيخ ربيع المدخلي -حفظه الله-: فإن سكت عمن يستحق الجرح والتحذير منه فإنه يكون خائناً، غاشاً لدين الله وللمسلمين . ("المحجة البيضاء"/ ص28-29).
    هذا إذا سكت عنه، فكيف إذا انضم إلى سكوته عنه الثناء عليه؟! فلذلك جدير أن يقول شيخنا أبو عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله : (عبد الرحمن العدني غشاش).
    وأما أخبار غش أتباع عبد الرحمن بن مرعي العدني موجودة في "الخيانة الدعوية" ص80، و"نصب المنجنيق" ص98، و"شرارة اللهب" ح1/ص18، وح2/8، و"البراهين الجلية" ص33، وغيرها من الرسائل.
    القسم الثاني: غش عبد الله بن مرعي للأمة
    وأما عبد الله بن مرعي فإنه قد من غش المسلمين واختانهم من وجوه: أولا: أنه يزعم متبجحا وقال حالفا بالله تعالى أنه من أعرف الناس بأبي الحسن، وله مع أبي الحسن مواقف من سنة 1413 هـ ويزعم أن أبا الحسن عنده خمسين خطأ على أبي الحسن. ثم بعد ذلك لما اشتعلت نار فتنة أبي الحسن في حوالي عام 1421 هـ سكت عبد الله بن مرعي عن البيان والأمة في غاية من الحاجة إلى الإرشاد –لشدة خطورة أبي الحسن-، بل لا يزال يسكت وأصحابه يتساقطون في شبكات الرجل. (انظر الأخبار في "زجر العاوي"/3/ ص28-34 لشيخنا أبي حمزة العمودي).
    والشيخ ربيع المدخلي قد حكم على هذا الصنيع غشا للأمة. قال حفظه الله: أن الله فرض علينا النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا شكّ أنَّ مخالفة ما بيّنه الله في كتابه من أمر العقائد وبيّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سننه وهدْيه من أعظم المنكرات وإغفالها والسكوت عن بيانها بعد العلم بها من أعظم الغشّ والخيانة للإسلام والمسلمين لا سيّما إذا رافق هذا الكتمان والسكوت تلبيس وتمويه ..إلخ ("مطاعن سيد قطب" /ص34).
    ومن غشه وخيانته: ثناؤه على أبي الحسن المأربي، وعلى بعض أصحابه. لما جاءه الأخ محمد السومحي ومجموعة من الشباب في أيام فتنة أبي الحسن يريدون نصح أصحاب الشحر للثبات فإذا بعبد الله قال: (هذه الفتنة يريدون إسقاط أبي الحسن وأبو الحسن جبل). ("زجر العاوي"/3/ ص28-34 لشيخنا أبي حمزة العمودي الحضرمي).
    وفي نفس المصدر ذكر شيخنا أبي حمزة العمودي الحضرمي أن عبد الله بن مرعي وكان يثني على نبيل القعيطي الذي نزع بيده بيان العلماء في هجر أبي الحسن. ونبيل هذا أحد المقربين لعبد الله مرعي وكل واحد يثني على الآخر وكان عبد الله يشيد به ويثق به ويقول: نحن نأمنه على الدعوة ونمكنه من الكلام في مساجدنا. فهو محل ثقة عند عبد الله مرعي. وقد كان نبيل هذا من كبار المتعصبين لعبد الله الأهدل( ). اهـ.
    إن قال قائل: قد تاب عبد الله بن مرعي من فتنة أبي الحسن!
    قلنا –وفقنا الله-: قد بينا كذبه في رسالتنا: "التراجعات السياسية"، فليراجعها من أراد معرفة حقيقة الرجل.
    ومن غشه وخيانته: شعاره وتأصيله الفاسد المضلّ. راجع كتاب "التجلية لأمارات الحزبية"، (ص7/المطبوعات السلفية/للمؤلف) فتأمل كم طالبا سيضلّ بسبب تلك التأصيلات والشعارات ويحسبون أنهم على سواء الصراط؟
    ومن غشه وخيانته: قضية مدرسة الأولاد. فإنه وأتباعه أعلنوا فتح مدرسة الأولاد مجانا، فلما أمنهم الآباء ووضعوا أولادهم في تلك المدرسة غيّر عبد الله بن مرعي المسار لجمع أموالهم. وهم خبراء في استغلال حياء الناس من عدم إنفاق الأموال. قال أبو إبراهيم محمد بن فرج باريدي العمودي الشحري حفظه الله: فقد نشروا بين الناس في بدء أمرها أن الدراسة في هذه المدرسة ستكون مجانية، ثم إذا بالأخ عبدالله بن مرعي يجتمع بآباء الأولاد وينصحهم ويرشدهم ثم يبين لهم حال الدعوة وحاجتها والديون التي عليها، وأن المدرسين يحتاجون إلى مرتبات ثم يقترح عليهم أن تكون على المستطيع خمسمائة ريال يمني كل شهر على كل طالب. فماذا حصل بعد هذا التحديد؟
    قال الأخ عبد القادر الشحري: التقيت بالساعي الذي يسعى لأخذ الأجرة المقررة على كل طالب من أوليائهم، وهو يشتكي من بعض الآباء الذين عندهم القدرة على دفع أجرة تعليم أبنائهم ولم يفعلوا، فقال عبدالقادر للساعي: كم المقرر على كل طالب في الشهر؟ فقال الساعي: خمسمائة ريال؟ فقال عبد القادر: وفي السنة على كل طالب ستة آلاف ريال، فلماذا لا تأخذونها دفعة واحدة في بداية كل سنة؛ لأنها ستكون سهلة عليهم؟!! قال الساعي: لا نريدها دفعة واحدة لأن بعضهم يستحيي أن يدفع خمسمائة ريال فيدفع خمسة آلاف! وبعضهم أربعة آلاف كل شهر عن ولده (!!!) اهـ (راجع "التجول" كتبه أخونا أبو إبراهيم محمد بن فرج باريدي الحضرمي/ ص6).
    ومن غشه وخيانته: ما قاله الشيخ أبو بلال حفظه الله لعبد الله بن مرعي وأصحابه: وما ذكرتم من الوقوف مع إخواننا الأعاجم هذا لم نره حصل على ما ينبغي فقد أخرج بعض إخواننا الأعاجم من الشحر، وسجن بعضهم في صنعاء شهرًا بسبب أنكم لم توفروا لهم ما وعدتموهم من الإقامات بل بعض إخواننا الأعاجم يئنُّ من بعض ما رأى من الأمور قال: أخذوا على كل واحد منا ثلاثمائة دولار مقدمًا حق ستة أشهر ولم يدرس بعضنا في المعهد إلا نحو شهرين، وبقية الأشهر كنا ندرس في دار الحديث ولا نذهب إلى المعهد؛ بسبب أن الحكومة منعت دراسة اللغة العربية فيه، لعدم الترخيص بذلك ومع ذلك لم يرجعوا لنا بقية أموالنا.
    ومعلوم مما تقدم كما تزعم الإدارة أن معهد الحاسوب واللغات ليس له علاقة بدار الحديث بالشحر، فما هو المسوغ إذن لأخذ أموال إخواننا الأعاجم، فأين الوقوف المزعوم مع إخواننا الأعاجم؟! ("نقض الرد" /ص15).
    ومن غشه وخيانته: أن عبدالله بن مرعي طلب رئيس جمعية صيادي الخور بالشحر، أن تساهم هذه الجمعية في بناء سقف صرح مسجد التقوى، فأعطاهم هذا الرئيس مائة ألف، وبعد استلامهم لهذا المال الذي أخذوه من أجل بناء سقف صرح المسجد لم ينفذوا من البناء شيئًا حتى الآن وله قرابة ثلاثة سنوات. ("التجول" /لمحمد باريدي/ص 6-7).
    ومن غشه وخيانته: توريطه بعض السلفيين في الجمعيات مع ما فيها من مخالفات حتى صار بعضهم رئيسا لبعض تلك الجمعيات. (انظر "نقض الرد" /للشيخ أبي بلال /ص20-21).
    ومن غشه وخيانته: فتواه المتساهلة في بعض المحرمات بعلة الضرورة كمسألة صورة ذوات الأرواح. (انظر "نقض الرد" /للشيخ أبي بلال الحضرمي /ص20-21).
    ومن غشه وخيانته: الاختلاف بين السؤال الذي ألقوه إلى عبيد الجابري في قضية أرض الوقف، وبين ما قالوه في "المعيار" و"الرد المنشود". (اقرأ "نصرة الشهود" (ص 13-14) و"ملحق المنظار" (ص5-6). كلامهما للشيخ محمد باجمال الحضرمي حفظه الله).
    وهذا الصنيع مثل صنيع أحد أتباع أبي الحسن المصري لما سؤالا إلى الإمام الألباني رحمه الله في مسألة حديث الآحاد، ثم يجعل ذلك الجواب ضربا على أهل السنة، مع أن عقيدة الإمام الألباني في هذه المسألة هي مثل عقيدة أهل السنة. وقد حكم على السائل الشيخُ ربيع المدخلي حفظه الله بأنه غشاش (اقرأ بكماله في "براءة أهل السنة" /ص213/للشيخ ربيع).
    ومن غشه وخيانته: نقلهم جواب عبيد الجابري عن سؤالهم عن أرض الوقف في ملزمتهم احتجاجا على الخصم، بدون ذكر ذلك السؤال. ولو ذكروا السؤال لافتضح كذبهم في هذه القضية، (أمعنوا النظر في البحث عنها في "نصرة الشهود" (ص 13-14) و"ملحق المنظار" (ص5-6)).
    فالخلاصة: الغش والخيانة من خصال الحدادية. فالمرعيون هم الحداديون في هذا الباب عند المنصفين.
    ومن تحريفات المرعيين وبترهم الكلمات ما تلي:
    لعبد الله المرعي وأتباعه قسط في تحريف الكلمات. انظر في "المنظار الكاشف" (ص 9-10)، و("نقض الرد" ص20-21)
    ومن خبث المرعيين بترهم لبعض كلمات شيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله في قضية الجامعة الإسلامية حتى يحصل التحريش الشديد بين شيخنا حفظه الله وعبيد الجابري هداه الله.
    ومن خبث ذلك الحزب الكذاب: تلفيقاتهم لكلام شيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله فتكون قصة سيئة. أرسل أخونا أبو مسلم عبد المنعم الليبي حفظه الله ورقة فقرأها شيخنا حفظه الله أمام الطلاب فيها: اتصل علينا الأخ زكريا الليبي وهو الآن موجود في المدينة وهو يرغب في المجيء إلى دار الحديث بدماج حرسها الله لطلب العلم –إلى قوله:- وذكر أن هناك شريطا يتداول بين الإخوة ليسمعوه لكل من يريد الذهاب إلى دماج لطلب العلم عند الشيخ يحيى حفظه الله أن الشيخ يحيى يقيم الطلاب في الحلقة ويوجه لهم هذا السؤال: هل الشيخ عبيد الجابري حزبي أم سلفي؟
    فإن أجاب الطالب بأنه حزبي أجلسه، وإن أجاب بأنه سلفي طرده من الحلقة. انتهى
    تلميذكم عبد المنعم أبو مسلم الليبي.
    قلت –وفقني الله-: قراءة هذه الورقة قبل تصريح شيخنا بحزبية عبيد الجابري بسنتين، وآلاف طلاب هذا الدار الأم شهداء الله على الأرض بأن ذلك الشريط كذب من صنيع الكذابين الملفقين الخوّانين، ليس لديهم أمانة ولا صدق في نقل الكلام. قد بارت سلعتهم فعمدوا إلى الكذب والمين والدجل. لم يفعل شيخنا ذلك منذ قديم إلى الآن.
    ومن المحرفين من أتباع عبد الرحمن بن مرعي العدني: سمير بن محمد علي العضة: يحرف الكلم عن مواضعه ويطعن في شيخنا أعز الله مقامه. (انظر "تنبيه السلفيين" /ص17).
    ومن هذا الباب: أخذ شخص كلام شيخنا حفظه الله، فقطّعه، فلفّقه، فصار الكلام متغيرا مزريا، فأخذه "الإدريسي" بصنعاء فروّجه -هكذا أخبرني به شيخنا الفاضل طارق البعداني حفظه الله-.ثم أخذه الحسنيون فطاروا به. وممن أخذه في محاولته لضرب شيخنا الكريم حفظه الله هو "نعمان بن عبد الكريم الوتر". ثم روجه بعض المرعيين لضرب الشيخ يحيى الحجوري حفظه الله في هذه الفتنة. وسيأتي إن شاء الله زيادة الكلام عليه في الفصل الخامس عشر.
    فهم بهذه الخصال الشنيعة شابهوا الحدادية، والحزبيين الآخرين.
    بعد هذه البينات كلها –وهي في بعض رسائل الإخوة المنشورة، وهي بعض ما عندنا- كيف لا يحرك هؤلاء الأجلاء ألسنتهم وأقلامهم على تحزيب المرعيين؟ وأنا آكد لو أن شيخنا يحيى الحجوري حفظه الله هو الذي وقع في تلك القبائح –أعاذه الله منها- لصاحوا به وأدانوه بالانحراف.
    نرجع إلى ما نحن بصدده. فالحزب الجديد قد خالفوا الأدلة القطعية التي أمرتهم بالصدق والأمانة والحفاظ على الجماعة، ونهتهم عن مثل تلك الأفاعيل الشنيعة، وهم يفعلون ذلك تدينا، وأبوا أن يرجعوا بعد إقامة الحجة. كثير منهم يعتقدون بذلك نصرة دينهم، وبعضهم لما نصحوا بترك هذه الحركة المرعية قالوا: (هذه عقيدة لا يمكن أن أتركها)، (هذه عقيدة في قلبي لا أستطيع الرجوع عنها)، (كيف أتوب وهي عقيدة في قلبي)، (هذا شيء أعتقده في قلبي ولا أستطيع أتخلص منه).
    فمثل هذا ضلال وبدعة. قال الإمام أبو المظفر السمعاني رحمه الله: كل ما كان من أصول الدين فالأدلة عليها ظاهرة باهرة والمخالف فيه معاند مكابر والقول بتضليله واجب والبراءة منه شَرْعٌ. ("قواطع الأدلة" /5/ص13).
    وقال الإمام الشاطبي رحمه الله في القسم الثاني ممن نسب إليه بدعة: وهو الذي لم يستنبط بنفسه وإنما اتبع غيره من المستنبطين لكن بحيث أقر بالشبهة واستصوبها وقام بالدعوة بها مقام متبوعه لانقداحها في قلبه فهو مثل الأول وإن لم يصر إلى تلك الحال ولكنه تمكن حب المذهب من قلبه حتى عادى عليه ووالى. وصاحب هذا القسم لا يخلو من استدلال ولو على أعم ما يكون فقد يلحق بمن نظر في الشبهة وإن كان عاميا لأنه عرض للاستدلال وهو علم أنه لا يعرف النظر ولا ما ينظر فيه. ("الاعتصام"/1 / ص 113).
    وقال شيخ الإسلام رحمه الله: والبدعة ما خالفت الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، من الاعتقادات، والعبادات، كأقوال الخوارج، والروافض، والقدرية، والجهمية، وكالذين يتعبّدون بالرقص، والغناء في المساجد، والذين يتعبّدون بحلق اللحى، وأكل الحشيشة، وأنواع ذلك من البدع التي يتعبد بها طوائف من المخالفين للكتاب والسنة والله أعلم. ("مجموع الفتاوى"/18/ص 346).
    فالمرعييون هم أحق بالحدادية عند من نظر في الحجة بميزان الشرع والعدل والعقل.
    ]الفصل الرابع عشر: كثرة النفاق عند الحزبيين[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: - قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- بعد ذكر مخازي الروافض ومنها موالاتهم للكفَّار ضد المسلمين قال: [فهم أشد ضررًا على الدين وأهله، وأبعد عن شرائع الإسلام من الخوارج الحرورية؛ ولهذا كانوا أكذب فرق الأمة‏.‏ فليس في الطوائف المنتسبة إلى القبلة أكثر كذبًا ولا أكثر تصديقًا للكذب وتكذيبًا للصدق منهم، وسيما النفاق فيهم أظهر منه في سائر الناس، وهى التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ «‏آية المنافق ثلاث‏:‏ إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان»‏، وفى رواية‏:‏ «‏أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كان فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها‏:‏ إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر»] اهـ.
    التعليق:
    الرابع عشر من أوصاف الحدادية: النفاق. وقد بينتُ كثرة علامات النفاق في الحزب الجديد، فهم أحق الطائفتين بالحدادية. وأما شيخنا الناصح الأمين ومن معه فما ذنبهم حتى يقال –بلا إقامة الحجة- إنهم حداديون، سفهاء، خبثاء ومزقوا الدعوة ؟ فما نقموا منهم إلا أنهم ضحوا أوقاتهم، وأعراضهم، وطاقتهم، وأبدانهم، وأرواحهم لمقاومة مكر الحزب الجديد الفاجر لما ظهر خبثهم بالأدلة والبراهين. وهذا السعي مشكور لهم، وإن جحده الحساد المتعصبون.
    كلما ظهر أهل الباطل أقام الله جنده لكشفه وحربه
    قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى : الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عقال الفتنة...إلخ. ("الرد على الزنادقة والجهمية" / ص 52/دار المنهاج).
    وقال شيخ الإسلام رحمه الله: إن هذه الأمة ولله الحمد لم يزل فيها من يتفطن لما في كلام أهل الباطل من الباطل ويرده وهم لما هداهم الله به يتوافقون فى قبول الحق ورد الباطل رأيا ورواية من غير تشاعر ولا تواطؤ اهـ ("مجموع الفتاوى" /9 / ص 233/مكتبة ابن تيمية).
    وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: وكلما أظهر الشيطان بدعة من هذه البدع وغيرها : أقام الله لها من حزبه وجنده من يردها ، ويحذر المسلمين منها ، نصيحة لله ولكتابه ولرسوله ، ولأهل الإسلام . وجعله ميراثا يعرف به حزب رسول الله صلى الله عليه وسلم وولي سننه ، من حزب البدعة وناصرها اهـ. ("تهذيب سنن أبي داود"/كتاب السنة/في القدر/ضمن "عون المعبود" /11/ ص 298-299/دار الكتب العلمية).
    وقال ابن الجوزي رحمه الله: ولما لم يمكن أحد أن يدخل في القرآن شيئا ليس منه أخذ أقوام يزيدون في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وينقصون ويبدلون ويضعون عليه ما لم يقل، فأنشأ الله عز وجل علماء يذبون عن النقل، ويوضحون الصحيح ويفضحون القبيح، وما يخلى الله عز وجل منهم عصرا من العصور، غير أن هذا النسل قد قل في هذا الزمان ... إلخ. (مقدمة "الموضوعات" /1 / ص7/ط. مكتبة أضواء السلف).
    وقال الإمام ابن عثيمين رحمه الله: ولما كان من حكمة الله البالغة أن يجعل للحق معارضين يتبين بمعارضتهم صواب الحق وظهوره على الباطل، فإن خالص الذهب لا يظهر إلا بعرضه على النار، قيض الله جل وعلا بقدرته التامة ولطفه الواسع وقهره الغالب من يدحض حجج هؤلاء المعارضين ويبين زيف شبههم إلخ. (مقدمة "تقريب التدمرية"/ص7/مكتبة الإرشاد).
    وقال الإمام الوادعي رحمه الله: ومن فضل الله أنه لا يقوم مبتدع إلا ويقوم أهل العلم عليه اهـ ("تحفة المجيب" /ص277/دار الآثار).
    وبعد أن ذكر سعي الإمام الألباني والإمام الوادعي رحمهما الله وسائر أهل الحديث في محاربة أهل الباطل، قال شيخنا المحدث المجاهد يحيى بن علي الحجوري حفظه الله: هؤلاء هم الرجال، كلما ظهر رجل ببدعة خبّطوه. وأما الآن إذا تكلم أهل الحديث في شخص لبدعته قال الناس: هؤلاء يتكلمون في الناس! (سجلت في تاريخ 6 شعبان 1430 هـ).
    قال فضيلة الشيخ الفوزان حفظه الله: ... هذه العقيدة قد جرى عليها وعلى أهلها من الامتحان ما جرى ويجري في مختلف العصور كما هو واقع ومشاهد الآن من خصومها ولكن قد قيض الله الأئمة المصلحين والمجددين يذبون عنها تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين...إلخ. ("مقالات الشيخ الفوزان"/1/50-51/المكتبة الشاملة).
    والشيخ صالح السحيمي حفظه الله هو نفسه قال: فكلما ظهرت نحلة أو جماعة منحرفة قيض الله لها علماء ربانيين يقولون بالحق وبه يعدلون ، ينفون عن السنة تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ، وما أشبه الليلة بالبارحة. (مقدمة "النصر العزيز"/دار المنهاج).
    ]الفصل الخامس عشر: تصديق الكذب[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: فهؤلاء الحداديون يُشابهون الروافض في الكذب وتصديق الكذب، وتكذيب الصدق فهناك مقالات وأقوال صادقة قائمة على الكتاب والسنَّة كذَّبوا مضمونها وردُّوها ومنها أقوال لعلماء فحول حرَّروها في قضايا الإيمان ومسائل الأصول ردُّوها ورفضوها. وهناك من الأقاويل والأباطيل والأكاذيب والتحريفات أيَّدوها ونصروها وكم فجروا في خصومتهم لأهل السنَّة هذا بالإضافة إلى صفاتهم التي سلفت .
    التعليق:
    الخامس عشر من أوصاف الحدادية: تصديق الكذب. وهكذا فعل الحزب الجديد حزب المرعيين حذو القذة بالقذة. ويقبلون أكاذيب المجاهيل، وافتراءات أتباع النعمان الوتر والإدريسي، وغيرهم من بعض قدماء الحزبيين. ومن ذلك ما قاله شيخنا عبد الله الإرياني حفظه الله في "القول الجلي" في ص8-9: ]بطلان دعوى نعمان الوتر في أن الشيخ يحيى يقذف[
    وأما دعوى نعمان الوتر في أن الشيخ الفاضل يحيى الحجوري يقذف المحصنين، فهذا والله من أعظم البهتان، ونتحداه أن يثبت عن شيخنا ذلك شريط أو كتاب أو شهادة عدول إن كان من الصادقين.
    ]مع الكذاب الداني فهد البعداني[
    شهد بعض طلاب العلم وحفاظ القرآن من أهل بعدان أن فهد البعداني يكذب، وينقل أخبارا غير صحيحة عن دار الحديث بدماج، وأهل مكة أعلم بشعابها. شاهدنا أن فهد البعداني نقل في الشريط بدون بينة عن الشيخ الفاضل يحيى الحجوري: أنه قال في على بارويس الذي يفتي في تلفزيون عدن أنه لوطي يؤتى كما تؤتى المرأة . وادعى أيضا أن بعض الطلاب قال له: إن هذا قذف يحتاج إلى أربعة شهود عدول، فأجابه الشيخ قائلا: يكفي في ذلك الشهرة. اهـ
    قلت –الشيخ عبد الله الإرياني حفظه الله-: وهذه حكاية مفتراه تمخّضها وولدها فهد البعداني، ورباها نعمان الوتر، وسماعها يدل على بطلانها وكذب ناقلها( )، فكيف يتصور أن يجازف بمثل هذا الهراء عالم تقي ورع ؟!!
    و(حقيقة القصة): شهد حفاظ القرآن وطلاب العلم، ودعاة إلى الله الحاضرون للقصة بأن الكلام كان في رجل من أبين يتكلم على أهل السنة وهو علي الضمبري ، فلما عزم الشيخ يحيى الحجوري على الرد عليه قال بعض أهل أبين: يقولون إنه يؤتى كما تؤتى المرأة . فقال الشيخ: اسمعوا يا إخوة، ماذا يقولون؟ ثم قال الشيخ: مثل هذا يحتاج إلى بينة!. فقال أحد الحاضرين من أبين: هذا مشهور. فقال الشيخ: لا يلزم. اهـ
    فالقصة والحديث في شخص، وكلام البعداني مقلوب أولا، ثم في شخص آخر ثانيا. فاجتمع في كلام البعداني النكارة والوضع معا. ثم إن أهل السنة واثقون من أنفسهم لا تؤثر عليهم هذه الدعايات المكذوبة، فقد اتهم أنبياء الله بما هو أعظم من هذا فصبروا ، والكذب خيوطه قصيرة، والله عز وجل يقول: ﴿سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِر﴾ [القمر/26]
    أ‌- ونقل المذكور أعلاه بدون بينة أيضا عن الشيخ الفاضل يحيى الحجوري أنه قال في دائرة حكومية أنهم لوطة ومخانيث.
    وهذا من جنس تلك، ونحن نقول نشهد الله أن هذا الناقل كذاب( )، ونقول كما قال ربنا: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ [الحجرات/6]
    ونقول لمن يفتري على أهل العلم والفضل كما قال ربنا عز وجل: ﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [البقرة/111]
    وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
    «لو يعطى الناس بدعواهم لادعى ناس دماء رجال وأموالهم ولكن اليمين على المدعى عليه». وفي رواية البيهقي : «لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدَعْوَاهُمْ لاَدَّعَى رِجَالٌ أَمْوَالَ قَوْمٍ وَدِمَاءَهُمْ وَلَكِنَّ الْبَيِّنَةَ عَلَى الْمُدَّعِى وَالْيَمِينَ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ ».
    وهل يجسر على ذلك القول مسلم، فضلا عن عالم بالله ورع يحرص على أعراض المسلمين ويحافظ عليها، ويذب عنها؟!! وقد سألت الشيخ يحيى حفظه الله تعالى عن ذلك فأقسم بالله ما قاله.
    انتهى من كلام شيخنا عبد الله الإرياني حفظه الله.
    بل قد اعترف نعمان الوتر على تلك الفرية. قال الشيخ عبد الله الإرياني حفظه الله في رسالته الثانية: ولو لم يكن من فضائحهم في المهند اليماني إلا أنهم تناقضوا واضطربوا واعترفوا بفريتهم التي رموا بها الشيخ الفاضل البريء يحيى الحجوري بأنه قذف علي بارويس بعد أن طاروا بها كل مطار، لكان ذلك كافيا في إثبات كذبهم وبيان حالهم وتكذيب الناس لهم والحذر من نقلهم وأخبارهم وسقوطهم من أعين الناس إلخ ("تعزيز القول الجلي" ص5).
    فالمرعيون قبلوا خبر الكذابين الموافق لهواهم، ثم ينشرونه. فهم الحداديون في هذا الباب.
    وأما شيخنا الناصح الأمين ومن معه فإنهم قد بذلوا الجهد لئلا يقبلوا قولا إلا إذا كان مؤيدا بدليل قوي، موافق للكتاب والسنة والسلفية. هكذا رأيت منهم، وليس الخبر كالمعاينة. وقد تعبت أنا وبعض الإخوة في محاربة الحزب الجديد من بني جلدتنا وذقنا مرارة أيديهم وألسنتهم وأقلامهم. فلما رفعنا أمرهم إلى شيخنا حفظه الله وجدناه في غاية تحري الصدق وقوة البينة في قبول الأخبار فلا يقبل منا ولا من خصمنا إلا ما كان مؤيدا بالبينة القوية.
    وفي وجه آخر، إنكم عجزتم على إبراز البينة على أن شيخنا يكذب أو يصدق الكذب أو يكذب الصدق. فهل بعد هذا يقال إنه حدادي وقد فارقهم في هذه الخصلة كما فارقهم في الخصال الأخرى؟ إن هذه لإدانة جائرة.
    ]الفصل السادس عشر: التلونات والتدرّج في تنفيذ المكر[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: - الوجه العاشر : التدرج الماكر على طريقة الباطنية وإن كنَّا لا نرى أنَّهم باطنية لكن نرى أنَّهم شابهوهم في التدرُّج والتلوُّن .
    التعليق:
    السادس عشر من أوصاف الحدادية: التلونات. قد بسطت في "التلون في الدين وتعداد أوجه المندسين" تلونات الحزبيين، وذكرت كثرة تلونات المرعيين. وأما شيخنا ومن معه فأمرهم –إن شاء الله- كما قال الإمام الوادعي رحمه الله: فالدعوة عندنا أعزّ من أنفسنا، ومن أهلينا وأموالنا، ومستعدون أن نأكل ولو التراب ولا نخون ديننا وبلدنا ولا نتلون، التلون ليس من شيمة أهل السنة. اهـ )"الباعث على شرح الحوادث" ص 57/مكتبة صنعاء الأثرية).
    فالمرعيون أحق بالحدادية من أهل دماج، والحمد لله.
    والسابع عشر من أوصاف الحدادية: تنفيذ المكر بالتدرج، وهذا صنيع المرعيين. قال شيخنا البصير –رعاه الله- في بيانه: قلقلة عبدالرحمن العدني والمتعصبين له قريبة من قلقلة أصحاب أبي الحسن المصري وتعصبهم له، ولا يمكن تفسيرها بغير أنها حزبية نظير سالفاتها، التي تثور علينا في دماج ثم يكشف حالها شيئًا فشيئًا، حتى تصير واضحة لكل سلفي بعيد عن القلقلة، ... إلخ. («ما شهدنا إلا بما علمنا» لشيخنا حفظه الله).
    فليس أهل مركز دماج ومن معهم حداديين، بل المتصفون بالحدادية موجودون في مركز الفيوش ومن وافقهم.
    ]الفصل السابع عشر: يستهدفون بعض أئمة السنة وعلماء السلفية[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: فقد كانوا إلى عهد قريب يتظاهرون باحترام مجموعة من العلماء ويرون أن من خالفهم فقد كذب الإسلام وكذب القرآن والسنة، ونسف الإسلام ويدعون إلى تقليدهم بحماس فلما ظنوا أنهم قد قوي ساعدهم واشتد عودهم أعلنوا عليهم الحرب وسفهوا أقوالهم وجرَّءوا عليهم الأوغاد، وهكذا يتدرجون في دعوتهم السرية، يبدءون بالتظاهر باحترام الإمام ابن باز إلى ابن تيمية، ثم يندرجون بالأغرار شيئاً فشيئاً إلى أن يعتقدوا أنهم قد أحكموا القبضة عليهم، يبدءون في إسقاط العلماء بطريقتهم الماكرة واحداً تِلْوَ الآخر إلى أن يصلوا إلى ابن تيمية ثم هم كالروافض إذا خافوا تظاهروا باحترام الصحابة وحبهم والتَّرضِّي عنهم فإذا أَمِنُوا سبُّوا الصحابة وطعنوا فيهم، وهؤلاء الحدادية يفعلون مثلهم إذا أَمِنُوا طعنوا في العلماء الطَّعن الذي ذكرنا بعضه في بداية هذا المقال.
    التعليق:
    هذا الوصف قد مر بنا ذكره من خلال البحث. وليس لدى شيخنا أبي عبدالرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله ذاك الخبث، ولا يتقلب، ولا يمكر بأحد، ولا بشيخ الإسلام ابن تيمية. وأما قول بعض المغفلين: (أسقط أبا الحسن أمس، ثم العدني، فمن بعدهما غدا؟!) (ركز على العلماء: العدني، ثم الوصابي، ثم الجابري، ثم من؟!) قول أهل الزيغ الذي يعرف أنه في زيغ فخاف على نفسه من الإسقاط المزعوم. فيا قوم، قال ربكم عز وجل: ﴿قُلِ اللهمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [آل عمران/26].
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يد الله ملأى لا يغيضها نفقة ، سحاء الليل والنهار - وقال - أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض ، فإنه لم يغض ما في يده - وقال - عرشه على الماء وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع ». (أخرجه البخاري (7411)).
    فالأمر بيد الله يعزّ من يشاء، ويذلّ من يريد، يرفع أهل طاعته بفضله، ويهين أهل عصيانه. قال الإمام ابن القيم رحمه الله: وقال لنبيه: ﴿ورفعنا لك ذكرك﴾ فأتباع الرسل لهم نصيب من ذلك بحسب ميراثهم من طاعتهم ومتابعتهم. وكل من خالفهم فاته من ذلك بحسب مخالفتهم ومعصيتهم. ("الجواب الكافي"/ص113/مكتبة عباد الرحمن).
    قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ الله وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّين﴾ [المجادلة/20].
    هؤلاء المذكورون سقطوا لضلالاتهم وعنادهم للحق. وكذلك من بعدهم إن ثبتوا على طاعة رفعه الله وإن لم يعرفه أحد من الناس. وإن زاغوا أذلهم الله وإن زكاهم جميع من في الأرض.
    فأما أبو الحسن المأربي فإنه سقط بسبب بغيه، لا بمكر أحد من أهل دماج. وأما ابنا مرعي فمثل ذلك. وأما محمد الوصابي فكما يلي:
    قضية محمد بن عبد الوهاب الوصابي
    وقد كثرت ردود أهل السنة على الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي –هداه الله-، منها:
    - "الولاء والبراء الضيق عند الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي"/لشيخنا الناصح الأمين
    - "أسماء المفتونين وردّ على الشيخ الوصابي"/للشيخ أبي حمزة محمد بن حسين العمودي
    - "منة الكريم الحميد بنقض تلاعبات محمد بن عبد الوهاب الوصابي"/ للشيخ محمد العمودي
    - "إحياء الوصابي لقواعد وتأصيلات المصري، وعرعور والمغراوي"/للأخ ياسر بن علي الحديدي
    - "تحذير البرية مما عند الوصابي من الانحرافات القطبية"/لأبي زيد معافى بن علي المغلافي
    - "نصح وعتاب للوصابي"/للشيخ أبي عبد السلام حسن بن قاسم الريمي
    - "التعميد والتدعيم"/للشيخ أبي عبد الله كمال بن ثابت العدني
    - "الشيخ الوصابي بين الإفراط والتفريط في التلفزيون والدش"/فهمي بن داود العامري
    - "الإيضاحات النيرة بمواقف الوصابي المتغيرة"/للشيخ محمد بن عبد الله با جمال
    - "الكاوي لتأصيلات وشطحات محمد بن عبد الوهاب الوصابي"/ للشيخ محمد العمودي
    - "تحذير السلفيين من مفاسد وأضرار نزول الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي في أماكن ومساجد الحزبيين"/ لأبي زيد معافى بن علي المغلافي
    - "الوصابي وتوحيد الحاكمية"/ للشيخ محمد بن عبد الله با جمال
    - "نصيحة أبي بشير الحجوري للشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي"
    - "جناية محمد بن عبد الوهاب الوصابي على الأصول السلفية"/للشيخ كمال بن ثابت العدني
    - "التنبيه السديد على ذم التقليد، والرد على الشيخ محمد الوصابي"/لمحمد بن عوض القليصي
    - "طليعة الردود السديدة على رسالة نصائح علماء الأمة"/ للشيخ محمد بن حسين العمودي
    - "الرد الشرعي"/للشيخ أبي عبد الله طارق بن محمد الخياط البعداني
    فمن أراد النظر إلى إبراز البينات والحجج والبراهين على أباطيل محمد الوصابي، وعناده للحق، واستكباره على النصائح الحقة فلينظر إلى هذه الرسائل، ثم ليقبل هذه الأخبار والأحكام المبنية على الدلائل القوية الراجحة، وإن أبى فليقارع الحجة بالحجة فإن الباب مفتوح.
    هذه طريقتنا، وهي طريقة قرآنية نبوية سلفية، ليست طريقة من يأمر سلفيا بالسكوت عن الباطل، فإذا أصرّ هذا السلفي على مقارعة الباطل بالحجج رماه بالحدادية.
    قبائح عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
    وأما عبد الله البخاري. فمن قبائحه: أولا: أنه يكثر الطعونات في السلفيين في دار الحديث بدماج ومن معهم فقال فيهم: إنهم كذابون وأصحاب الكذب والبهتان والإفك المبين والتخرص، وأنهم أصحاب الفجور، وأنهم مفتونون خبثاء، وأن الشيخ يحيى الحجوري يتأثر بفكرة شيخه الإمام الوادعي فكرة الخوارج، وأنهم يشقون الصف ويفرقون السلفيين، وأنهم متشددون وحدادية غلاة.
    ثانيا: أن عبد الله البخاري يتعصب للباطل، ثالثا: تخذيله للحق وأهل الحق، رابعا: احتقاراته للسلفيين من أهل دماج ومن معهم: بأنهم سفهاء، وأنهم أصحاب الحمق، وأنهم مجاهيل. خامسا: افتراءات عبد الله البخاري عليهم: أنهم أرادوا صرف الناس عن الحق. سادسا: أن عبد الله البخاري تكهن فقال في السلفيين من أهل دماج ومن معهم: (أنهم سيذهبون في زبالة التاريخ، ويذرون في مهب الريح) و(وسيمشي أمرهم إلى الهباء والهواء، وإن شاء الله سيذوبون كما ذاب غيرهم).
    وراجع رسالتي: "الفتح الرباني في الرد على عبد الله البخاري المفتري الجاني" ( ).
    وكذلك "عون الباري ببيان حزبية ابني مرعي ومن جرى مجراهم والرد علي تخرصات عبد الله بن عبد الرحيم البخاري" (لشيخنا أبي محمد عبد الحميد الحجوري)، و"إشهار السيف اليماني لإزهاق خزعبلات وافتراءات المعتدي الجاني" (لشيخنا أبي عبد السلام حسن بن قاسم الريمي).
    فهؤلاء لما أظهروا بغيا على دار الحديث بدماج رد عليهم شيخنا يحيى وبعض طلبة العلم. فإن سقطوا فسقوطهم ليس بيد أحد من الناس ولا باستهداف أهل دماج، ولكن الجواب كما تقدم. فالقضية قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ودفاع بغي الصائل، وجرح المعاندين عن الحق بعد وضوح الأدلة، لا قضية إسقاط فلان وفلان.
    فالرجل مهما علت منقبته في المجتمع إذا تمسك بالحزبية بعد أن أقيمت عليه الحجة فإنه مبتدع. قال الإمام الوادعي رحمه الله في شأن الإخوان المسلمين: منهم من هو من لصوص الدعوة، ولا نقول كلهم، ففيهم أفاضل لكن الفاضل منهم مبتدع لأنه متمسك بالحزبية. ("غارة الأشرطة"/1/ص491).
    فليست القضية قضية استهداف العلماء. ولكن من أهان نفسه بالمعاصي فقد أسقط نفسه، فلا يلومن إلا نفسه. قال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾ [الشمس/9، 10]
    قال الإمام ابن القيم رحمه الله: والمعنى: قد أفلح من كبرها وأعلاها بطاعة الله وأظهرها وقد خسر من أخفاها وحقرها وصغرها بمعصية الله وأصل التدسية الإخفاء منه قوله تعالى يدسه في التراب فالعاصي يدس نفسه في المعصية ويخفي مكانها ويتوارى من الخلق من سوء ما يأتي به قد انقمع عند نفسه وانقمع عند الله وانقمع عند الخلق فالطاعة والبر تكبر النفس وتعزها وتعليها حتى تصير أشرف شيء وأكبره وأزكاه وأعلاه إلخ. ("الجواب الكافي"/1 / ص 52).
    ]الفصل الثامن عشر: التقلبات ورمي الإمام الألباني بالإرجاء[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: وانظر ما يصنعون بالألباني فقد تظاهروا باحترامه والدفاع عنه، ورمي من يصفه بالإرجاء بأنهم خوارج، ثم تحولوا إلى الطعن فيه، ورميه بالإرجاء والمخالفة لمنهج السلف.
    التعليق:
    هذا من تلونات الحدادية. وقد بيّنتُ احترام شيخنا ومن معه للإمام الألباني رحمه الله، وإجلالهم له، ودفاعهم عنه. ومن نعمة الله على شيخنا الناصح الأمين ومن معه أنهم ثبتوا على الحق المبين، ولم يتقلبوا، فالتقلبات من سيمات الحزبيين. قال الإمام الوادعي رحمه الله: ولكن الحزبية تجعل أهلها يتلونون ويتقلبون اهـ ("غارة الأشرطة" /2 /ص237/مكتبة صنعاء الأثرية).
    والتقلبات من شأن المرعيين. إن عبد الله مرعي صرح علنًا "إن المفتونين بفتنة أبي الحسن إذا تابوا لا يمكنون" وكان من كبار أصحابه المفتونين: أبو هاشم جمال خميس سرور، كثير التقلبات في الفتن. كان في جمعية الإحسان وصار من أعظم المفتونين بعبد الله الأهدل ثم أظهر انتماءه لأهل السنة ثم جاءت فتنة أبي الحسن فتجلد وتعصب لها ثم أظهر تراجعه والتحق بعبد الله مرعي حتى جاءت هذه الحزبية الجديدة فالتحق بها وصار متعصبا لها غاية التعصب. وغير أبي هاشم ممن تعصب في فتنة أبي الحسن ثم أظهر تراجعه مثل عبد الله بن علي باسعيد وأحمد عمر باوافي وعبد الحافظ براهم العامري وغيرهم. كل هؤلاء فتنوا بعد فتنة أبي الحسن بهذه الحزبية الجديدة. والعجيب من هؤلاء أنهم يعتبرون من خواص وبطانة عبد الله مرعي وحالهم كما رأيت. فمثل هؤلاء لا يأمنون على حبة بصلة ضعفاء في دينهم( )، كثيرو التقلبات بل لا يأمن عليهم والحالة هذه أن يكونوا مدسوسين بين صفوف أهل السنة لأجل الإفساد والتحريش فمثل هؤلاء لا يمكنون ولا يرفعون من قدرهم حتى يظهر منهم التراجع الصحيح والتوبة النصوح، إلا أن الأمر كان على الخلاف من ذلك فقد نقض عبد الله مرعي قوله السابق في عدم تمكين هؤلاء فحصل أن مكنهم في الخطابة والتدريس وغير ذلك مما يصير بعد ذلك فتنة على الناس بل إنه جندهم في حزبيته هذه الجديدة للرد على أهل السنة والطعن فيهم ورميهم بالجور والكذب والبهتان. ("زجر العاوي"/3/ ص34-35 /لأبي حمزة العمودي).
    فما أبعد أهل دماج –بحمد الله وحده- من الحدادية، وما أقرب أهل الفيوش منها. فلا التباس لدينا –بتوفيق الله- بين الطائفتين. ﴿قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ﴾ [الأنعام/98].
    ]الفصل التاسع عشر: بعد رميهم الإمامَ الألباني بالعظائم تظاهروا بالثناء عليه ونشر كتبه[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: وفي هذه الأيام تظهر لهم عناوين في شبكتهم ( الأشري ) كالتالي : "التوحيد أولا يا دعاة الإسلام" للعلامة الألباني، و"اقتران العلم بالسيف في دعوة الإمام محمد بن عبد الوهَّاب" للعلامة المحدِّث الكبير الألباني، و"الشيخ الألباني يردُّ على الذين يعرفون الحق ويكتمونه" - قلتُ : ليطعنوا بذلك كذباً وزوراً في أهل السنة حيث لم ينصروهم ويؤيدوا أكاذيبهم وأصولهم الفاسدة المناهضة لأصول السلفية والمنهج السلفي-، و"الزكاة" للعلامة الشيخ محمد العثيمين، و"الزكاة وفوائدها" للعلامة العثيمين .
    التعليق:
    هذه أيضا من نفاق وتلونات الحدادية لإرضاء الناس، وامتصاص غضب السلفيين، وإمضاء مكرهم. قال الإمام الوادعي رحمه الله: فالحزبي مستعد أن يكون له خمسة أوجه، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «إنّ من شرّ النّاس ذا الوجهين الّذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه»( ). أما السني فإنه متمسك بدينه سواء رضي فلان أم لم يرض، بخلاف الحزبيين اهـ ("تحفة المجيب" ص 290/من وراء التفجير .../دار الآثار).
    وشيخنا الناصح الأمين ومن معه سلفيون، ثبتوا على الحق بأدلته، ولا يبالون بخلاف من خالف، ولا بغضب من غضب، ولا برضا من رضي. قال الإمام الشافعي ليونس بن عبد الأعلى رحمهما الله: رضا الناس غاية لا تدرك، وليس إلى السلامة منهم سبيل، فعليك بما ينفعك فالزمه. ("سير أعلام النبلاء" /10/ص 89/ترجمة الإمام الشافعي).
    قال أحمد بن حرب بن فيروز النيسبوري رحمه الله: عبدت الله خمسين سنة، فما وجدت حلاوة العبادة حتى تركت ثلاثة أشياء: تركت رضا الناس حتى قدرت أن أتكلم بالحق، وتركت صحبة الفاسقين حتى وجدت صحبة الصالحين، وتركت حلاوة الدنيا حتى وجدت حلاوة الآخرة. ("سيرالأعلام"/11/ص 34/ترجمة أحمد بن حرب).
    فكيف بعد هذا كله يقال إن الشيخ يحيى الحجوري ومن معهم –حفظهم الله- حداديون، مع عظم الفروق بين الطرفين؟! فلا يُسأل أهل دماج الثابتون عما كان يعمل الحداديون. قال الله تعالى: ﴿ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [البقرة/134]، وقال سبحانه: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ [الأنعام/164].
    وقد أثبت بعض الغيورين المتنبهين في رسائلهم أن المرعيين حزبيون، متصفون بتلك الأوصاف المزرية، فهم أحق بالحدادية، وإن دافع عنهم من دافع.
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: وهم يطعنون فيه وفي إخوانه كبار العلماء منذ قامت حركتهم الحدادية الأولى وفي المرحلة الجديدة التي تواجه المنهج السلفي وأهله ويَرُدُّون أقوالهم الصحيحة التي تُخالف منهجهم الفاسد، وقد طعن شيخهم في الشيخين فكفى تلاعباً وذَرًّا للرَّماد في العيون .
    التعليق:
    ليس لدى شيخنا الكريم ومن معه هذا الفجور، ولا يتلعبون، ولا يطعنون كبار العلماء، ولا في صغارهم –إن يليق هذا التعبير-، ولا يردون الأقوال الصحيحة، ولا يقترحون منهجا مستقلا. وهم ثبتوا –ما استطاعوا- على ما ذكره الإمام الأوزاعي رحمه الله: عليك بآثار من سلف، وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال، وإن زخرفوا لك بالقول اهـ. ("الشريعة" /للآجري /ص67/دار الكتاب العربي/صحيح).
    النقد العلمي بين أهل السنة عند حصول خطأٍ واجبٌ ولا يعتبر طعنا
    هذا الكلام شبه المكرر، ولكن غفلة بعض الناس تستدعي ذلك لعلهم يتذكرون.
    فأهل دماج ومن معهم لا يطعنون في العلماء المستقيمين. وأما النقد العلمي فقد سبق بيانه. وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يمنعن أحدكم مخافة الناس أن يقول بالحق إذا شهده أو علمه». قال أبو سعيد: فحملني على ذلك أني ركبت إلى معاوية فملأت أذنيه ثم رجعت. (أخرجه أحمد ((11793) /ط. الرسالة) بسند صحيح، وصححه الإمام الألباني رحمه الله في "الصحيحة" (1/ص 323/تحت رقم168/مكتبة المعارف)، وأصل الحديث صححه الإمام الوادعي رحمه الله في "الصحيح المسند" (رقم(414)/دار الآثار)).
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ولهذا وجب بيان حال من يغلط في الحديث والرواية ومن يغلط في الرأي والفتيا ومن يغلط في الزهد والعبادة، وإن كان المخطئ المجتهد مغفورا له خطؤه وهو مأجور على اجتهاده. فبيان القول والعمل الذي دل عليه الكتاب والسنة واجب وإن كان في ذلك مخالفة لقوله وعمله. ("مجموع الفتاوى"/28 / ص 233-234).
    قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: فحينئذ فرد المقالات الضعيفة، وتبيين الحق في خلافها بالأدلة الشرعية ليس هو مما يكره أولئك العلماء، بل مما يحبونه ويمدحون فاعله ويثنون عليه، فلا يكون داخلاً في باب الغيبة بالكلية، فلو فرض أنَّ أحداً يكره إظهار خطئه المخالف للحق فلا عبرة بكراهته لذلك، فإنَّ كراهة إظهار الحق إذا كان مخالفاً لقول الرجل ليس من الخصال المحمودة، بل الواجب على المسلم أن يحب ظهور الحق ومعرفة المسلمين به سواء كان ذلك في موافقته أو مخالفته. وهذا من النصيحة لله ولكتابه ورسوله ودينه وأئمة المسلمين وعامتهم، وذلك هو الدين كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم. ("الفرق بين النصيحة والتعيير"/3/467/مع مجموع رسائل ابن رجب).
    قلت –وفقني الله-: إذا كان المخطئ من أهل السنة –بل من علماء السنة-، فتصحيحه واجب كما تقدم. فكيف إذا كان الباطل صادرًا ممن ظهر عناده واتباعه للهوى، وانحرافه عن الحق، ومكره بأهله، فهذا من باب أولى أن يقاوم، ويبين أمره للناس، حتى لا تنتشر الشرور.
    إذا سكت أهل الحق عن أهل الأهواء استفحل الأباطيل
    لو سكت أهل الحق عن خبث أهل الأهواء لفسد دين الأمة. قال الله تعالى: ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ الله النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ الله ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [البقرة/251].
    قال الإمام ابن قتيبة رحمه الله: وإنما يقوى الباطل بالسكوت عنه. ("الاختلاف في اللفظ"/له/كما في "الصوارف عن الحق"/لحمد بن إبراهيم العثمان/ص140/دار الإمام أحمد).
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وكلما ضعف من يقوم بنور النبوة قويت البدعة. ("مجموع الفتاوى"/3 / ص 104).
    وقال الإمام ابن باز رحمه الله: وإنما يعمل أهل الباطل وينشطون عند اختفاء العلم وظهور الجهل ، وخلو الميدان ممن يقول : قال الله وقال الرسول ، فعند ذلك يستأسدون ضد غيرهم وينشطون في باطلهم ، لعدم وجود من يخشونهم من أهل الحق والإيمان وأهل البصيرة. ("مجموع فتاوى و مقالات ابن باز" /4 / ص 75/دار أصداء المجتمع).
    وقال الإمام الوادعي رحمه الله: والبدع تظهر إذا لم يقم أهل السنة ينشر سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم –إلى قوله:- فإذا ظهرت السنة فإن البدعة ترحل من البلد التي فيها سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ("غارة الأشرطة"/2/ص155-156).
    وقال الشيخ العلامة محمد البشير الإبراهيم رحمه الله: واجب العالم الديني أن ينشط إلى الهداية كلما نشط الضلال، وأن يسارع إلى نصرة الحق كلما رأى الباطل يصارعه، وأن يحارب البدعة والشر والفساد قبل أن تمدّ مدّها، وتبلغ أشُدَّها، وقبل أن يتعوّدها الناس، فترسخ جذورها في النفوس، ويعسر اقتلاعها. ("الآثار"/له/كما في "الصوارف عن الحق"/لحمد بن إبراهيم العثمان/ص143/دار الإمام أحمد).
    ومن أجل هذه الأهمية قام أئمة السلف الغيورون بهذه الوظيفة وإن كانت شاقة على النفوس. ذكر الإمام ابن وضاح رحمه الله: أن أسد بن موسى كتب إلى أسد بن الفرات : اعلم أي أخي أنما حملني على الكتاب إليك ما ذكر أهل بلادك من صالح ما أعطاك الله من إنصافك الناس وحسن حالك مما أظهرت من السنة ، وعيبك لأهل البدعة ، وكثرة ذكرك لهم ، وطعنك عليهم ، فقمعهم الله بك ، وشد بك ظهر أهل السنة ، وقواك عليهم بإظهار عيبهم والطعن عليهم ، فأذلهم الله بذلك ، وصاروا ببدعتهم مستترين ، فأبشر أي أخي بثواب ذلك ، واعتد به أفضل حسناتك من الصلاة والصيام والحج والجهاد ، وأين تقع هذه الأعمال من إقامة كتاب الله وإحياء سنة رسوله ؟ ("البدع"/لابن وضاح /1 / ص 7).
    وقال الإمام ابن عساكر رحمه الله: وقال أبو عبد الله محمد بن أحمد بن مفرّج: كان أبو جعفر أحمد بن عون الله محتسبا على أهل البدع غليظا عليهم مذلا لهم، طالبا لمساوئهم مسارعا في مضارهم شديد الوطاءة عليهم مشردا لهم إذا تمكن منهم غير مبق عليهم. وكان كل من كان منهم خائفا منه على نفسه متوقيا لا يداهن أحدا منهم على حال ولا يسالمه وإن عثر لأحد منهم على منكر وشهد عليه عنده بانحراف عن السنة نابذة وفضحه وأعلن بذكره والبراءة منه وعيره بذكر السوء في المحافل وأغرى به حتى يهلكه أو ينزع عن قبيح مذهبه وسوء معتقدة ولم يزل دؤوبا على هذا جاهدا فيه ابتغاء وجه الله إلى أن لقي الله عز وجل له في الملحدين آثار مشهورة ووقائع مذكورة. ("تاريخ دمشق"/5/ص 118/ترجمة أحمد بن عون الله/دار الفكر).
    فمن زعم أن من قام بهذا الواجب على ضوء الكتاب والسنة أنه حدادي سفيه مزق الدعوة، فقد أجرم، وبغا.
    ]الفصل العشرون: التعاون فيما بينهم على الإثم والعدوان[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: - الوجه الحادي عشر: التعاون بينهم على الإثم والعدوان والبغي والتناصر على الكذب والفجور والتأصيلات الباطلة .
    التعليق:
    الثامن عشر من أوصاف الحدادية: التعاون على الإثم والعدوان على أهل السنة. وهذا حرام، وقد قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [المائدة/2]. وقال تعالى: ﴿ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [البقرة/85].
    وهذا ينطبق على المرعيين. وهل تعاونهم مع الحزبيين القدماء وبعض الكتاب المجاهيل على حرب الأصول السلفية إلا خير شاهد على تعاونهم في الإثم والعدوان؟ وهل تعاونهم مع بعض شُرَط الحكومة على إيقاع الشر على السلفيين إلا خير شاهد على تعاونهم في الإثم والعدوان؟ وهل التعاون بينهم وبين بعض أشخاص وزارة الوقف بأخذ مساجد أهل السنة إلا خير شاهد على تعاونهم في الإثم والعدوان؟
    مثال ذلك: مسجد الإمام الألباني في بيت عياض من محافظة لحج تم أخذه في تاريخ 2/9/2007م استعانوا على ذلك بتوقيعات عوام الناس بعد تحريضهم على إمام المسجد وتنفيذه من قبل الأوقاف، ثم ظهر أن بعض الأسماء والتوقيعات مزورة، فلما علم بعض العوام ذلك بادروا في إعادة المسجد إلى إمامه من أهل السنة فأعيد. (راجع "مختصر البيان"/ص25-26).
    مثال آخر: مسجد البخاري في قرية المحلة في محافظة لحج، وأخذ بتسليط الأمن على إمام وخطيب المسجد عبدالعزيز بن عبدالكريم. قال حفظه الله: لقد حصل لي من أتباع عبدالرحمن بن مرعي ما يلي: أوغروا صدر العامة عليَّ لكوني في هذه الفتنة وقفت مع الحق في هذه الفتنة وألزمت نفسي بالسكوت بعد معرفة الحق،إلا أن أتباع عبدالرحمن لم يرضوا بذلك حيث أرسلوا شخصًا يدعى محمد الخدشي وكان من طلبة العلم بدماج وهو من أتباع عبدالرحمن مرعي واستأجروا له بيتًا بجانب المسجد حيث قام بأعمال القلقلة في المسجد والتحريش عليَّ وإعمال دروس بدون إذني والرجوع إليّ مع العلم أني قد وقَّفت الأطراف كلها في المسجد تجنبًا لحدوث أي مشاكل إلا أن القوم (أتباع عبدالرحمن) أصروا على إقامة الدروس والمحاضرات وكذا قاموا بجمع توقيعات من العوام من أجل إخراجي من إمامة المسجد علمًا أني إمام براتب معين من قبل الأوقاف والإرشاد في المحافظة وهكذا بعد جمع التوقيعات قاموا بتحذير العوام وكذلك الصغار وأهل القرية من الشيخ يحيى ومن دار الحديث بدماج وكذا عدم زيارة هذا الصرح العلمي، ثم اشتد إصرارهم على إقامة محاضرة في مسجدي لشخصين من أتباع عبدالرحمن وهما عبدالغفور الشرجبي ومحمد الخدشي دون علمي، ولما قمت لمنع المحاضرة قام بعض المتعصبين من أتباع عبدالرحمن بإخراجي من المسجد وأطفئوا السرج والأنوار واستدعى الأمن وأخذوني إلى الجهات الأمنية وسجنت دون أي سبب، وسعوا بالمال في الجهات المسؤولة لنزعي عن الإمامة ووجدوا من بعض من يكرهون الدعوة السلفية من بعض الاشتراكيين ممن استجاب لهم وساعدهم في هذا الأمر كما أنهم قاموا بإخراجي من مسكني في المسجد بطرق خبيثة ماكرة حيث أطفئوا الكهرباء على أهلي وكذا قاموا بقطع الماء في أيام الصيف، وقمت بتبليغ الجهات المسؤولة ولكن دون جدوى حيث تم إخراجي من المنزل بمساعدة الحزبيين من أصحاب الجمعيات وغيرهم. عندما أتى المتعصبون بالأمن حرضوهم على سحبي وأنا أحاضر، وحرضوا العوام من الناس....إلخ. (راجع "مختصر البيان"/ص25-26).
    وما معنى قول الزائرَين الاثنين لعبد الرحمن العدني: (إن البكري قد سقط فقم أنت) إلا التعاون على المكر بالدعوة السلفية باليمن؟ فالمرعيون البرمكيون هم الحداديون في هذا الباب.
    وأما شيخنا الكريم ومن معه –رعاهم الله- فليست لديهم هذه الأشياء. لسنا ندعي لهم العصمة، ولكن العبد إذا خاف الله وبذل جهده في معرفة الحق ثم اتبعه ما استطاع، وفي معرفة الباطل ثم اجتنبه غاية البعد، واستغفر ربه ذنوبه، واعترف بتقصيره فإن الله لن يضيع أجر المحسنين.
    فالمرعيون هم الحداديون، وأهل دماج هم السلفيون.
    ]الفصل الحادي والعشرون: عناد الحق بعد إيضاحه، والتمادي في الباطل، وتقيلب الحقيقة[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: - الوجه الثاني عشر : المكابرة والعناد والإصرار على الباطل والتمادي فيه والجرأة العجيبة على تقليب الأمور بجعل الحقِّ باطلاً والباطل حقًّا والصدق كذباً والكذب صدقاً وجعل الأقزام جبالاً والجبال أقزاماً، وتعظيم ما حقَّر الله وتحقير ما عظَّم الله ورمي خصومهم الأبرياء بآفاتهم وأمراضهم المهلكة .
    التعليق:
    التاسع عشر من أوصاف الحداديين هو عناد الحق والتمادي في الباطل. وهذا شأن الحزبيين، ومنهم المرعيون، وقد ذكرت ذلك في "التجلية لأمارات الحزبية". وليس لدى شيخنا الكريم ومن معه هذا الشأن. فمن قال غير ذلك فليأتنا ببرهان. ﴿أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ * فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين﴾ [الصافات/156، 157]
    والعشرون من أوصاف الحدادية: تقليب الحقائق. وقد ذكرتُ أنه من أوصاف المرعيين في "التجلية لأمارات الحزبية". فمن تقليب الحقائق الذي سعى فيه عبد الرحمن بن مرعي العدني انظر "حقائق وبيان" (ص20، و24).
    ومن هذا الباب أنه في الاجتماع الأول بدماج نصحه المشايخ حفظهم الله أن ينصح متعصبيه، فقال لشيخنا يحيى الحجوري حفظه الله: هذا بسببك (أو كما قال). أخبرنا به شيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله. وهذا مقلوب. بل الشيخ يحيى إنما يدافع عن نفسه وعن الدار مكر هؤلاء.
    وأخبار تقليب أتباع عبد الرحمن بن مرعي العدني للحقائق موجودة في "إيقاظ الوسنان" ص9-10، و"البراهين الجلية" ص18 و35، و"شرارة اللهب" ح2/ص8
    وأما تقليب الحقائق الذي سعى فيه عبد الله المرعي : أن له اقتراحات كثيرة جدا في فتح مشاريع باسم الدعوة، وكلما فشل جعل الدعوة هي التي تحملت ديونا كثيرة حتى أغرقها في الديون. اقرأ "نبذة مختصرة عن مشاريع عبدالله بن مرعي المشتهرة" (لأبي إبراهيم محمد باريدي العمودي الحضرمي الشحري). ومع ذلك طعن في شيخنا يحيى - حفظه الله- فقال: (أخشى على الدعوة من الشيخ يحيى الحجوري). "المنظار الكاشف" ص 16.
    قد وصفه أيضا شيخنا يحيى الحجوري حفظه الله بأنه يقلب الحقائق.
    ومن قلب الحقائق الذي صنعه أحد أتباعه -عبد الله بن ربيع - أنه اتهم شيخنا بأنه غير مسار الدعوة كما في منشوره "ماذا ينقمون على الشيخ الحجوري" ص10. بل هم الذين غيّروا وبدّلوا ثم جبنوا أن يصرحوا: نعم، قد مللنا وسئمنا من طريقة السلف فغيّرنا وبدّلنا!
    فالمرعيون البرمكيون هم الحداديون في هذا الباب.
    ]الفصل الثاني والعشرون: أنشئت الحدادية لحرب السلفية، وليس لأصحابها شغل إلا ذلك[
    ثم قال الشيخ ربيع: وهذه الأمور يدلُّ بعضُها فضلاً عن كلِّها على أنَّ هذه الفئة ما أُنشِئت إلاَّ لحرب السنَّة وأهلها مما يُؤكِّدُ هذا أنَّك في هذه الظروف العصيبة والمحنة الكبيرة التي تكالب فيها اليهود والنصارى والفرق الضالة على السنَّة وأهلها تجدُ هذه الفئة في طليعتهم في هذه الحرب الشرسة وأشدهم حرباً، حيث لا شُغلَ لهم ولا لموقعهم المُخصَّص للفتن إلاَّ حرب أهل السنَّة ومنهجهم وأصولهم وحرب موقعهم السَّلفي الوحيد (سحاب) الذي يرفع راية السنَّة ويذَّبِّ عنها وعن أهلها .
    التعليق:
    الحادي والعشرون من أوصاف الحدادية: أنشئت من البداية لحرب دعوة السلفية. وليست لدى شيخنا الكريم ومن معه هذه الأشياء. وهذه الدار ما أُنشِئت لحرب السنَّة وأهلها، بل هي أسست على التقوى من أول يوم، وهي الآن كما كانت بل أحسن بفضل الله. مما يُؤكِّدُ هذا أن عُمارها مشغولون بحفظ كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والمتون العلمية، ومشغولون بالتعلم والتعليم، ومشغولون بتحقيق تراث السلف، وبتصنيف الكتب العلمية في التوحيد، والعقيدة، والآداب، والمصطلح، والفقه، والزهد والورع، ودعوة إلى الإسلام، والتحذير من التنصير، وغير ذلك. فمن شك في شيء من ذلك فليزرنا الآن. وكذلك كتبوا في الدفاع عن السنة والسلفية وكشف عواري المبتدعة. فالأشغال كثيرة مباركة إن شاء الله.
    من ثناء العلماء على دار الحديث بدماج
    فمن أجل عظم توفيق الله لأصحاب هذه الدار زكاهم العلماء بدون التطلع منهم على التزاكي. ولما قيل لفضيلة الشيخ محمد بن عبد الوهاب البنا رحمه الله: ليس كما يدّعي بعضهم أنهم غيّروا وبدّلوا بعد الشيخ مقبل. قال رحمه الله تعالى: والله ما أدري ماذا قوال والله، والله ما أدري ماذا قوال، يعني الآن أفضل مكان تريد تتعلم فيه السلفية على حقيقتها بالعلم والعمل هي دماج والله، الآن مكة دخلها الخوّان المفلسون أفسدوها والله، اللي عاوز يتعلم السلفية الصحيحة مع العمل في دماج، ثم قال: والله أحسن ناس الآن. (انتهى النقل من برامج "فتنة العدني"/لحسين بن صالح التريمي وفرج بن مبارك الحدري حفظهما الله).
    ذكر الأخ أبو الفداء السوداني أنهم التقوا بالشيخ ربيع المدخلي -حفظه الله- في أول يوم من أيام عيد الفطر المبارك لعام تسعة وعشرين وأربعمائة وألف للهجرة، فسألوه عمن يحذر من دماج فقال: هذا صاحب هوى . (برامج "فتنة العدني").
    وقال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى-: (أنا لا أوافق الشيخ عبيد في تحذيره من دماج أبداً، ولو كنت أعلم أن هذا في سحاب لقلت للإخوة يحذفوه ، وما كل ما في سحاب أطلعُ عليه). كان هذا: ليلة الأربعاء 3 جمادى الآخر1430 هـ . (برامج "فتنة العدني").
    بل الحركة المرعية هي التي أنشئت لحرب الدعوة السلفية خصوصا. قال أخونا الفاضل محمد بن سعيد بن مفلح وأخوه أحمد وهما من أهل الديس الشرقية بساحل حضرموت: إن سالما بامحرز قال لهم في منتصف سنة 1423هـ: (نحن قد انتهينا من أبي الحسن والدور جاي على الحجوري!!!). ("الدلائل القطعية على انحراف ابني مرعي"/للشيخ محمد با جمال/ص13).
    وقد مر بنا بعض الأخبار عن هذا المكر. (راجع "مختصر البيان"/ص4-5).
    فلما انكشف مكرهم، اعترف عبد الرحمن العدني أمام المشايخ -في اجتماعهم الأول في دماج-: أنه لما سقط صالح البكري أتى إليه بعض الناس وقالوا له: (إن البكري قد سقط فقم أنت).
    فالمرعيون هم الحداديون، والشيخ يحيى ومن معه –حفظهم الله- هم السلفيون.
    ]الفصل الثالث والعشرون: التقية وراء الأسماء الأثرية ليندسوا بين السلفيين[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: وما يذكرونه في موقعهم المسمَّى زوراً بـ (الأثري) (!) عن بعض العلماء ما هو إلاَّ ستراً لأنفسهم، وإلاَّ للتَّقَوِّي بذلك على حربهم لأهل السنَّة .
    التعليق:
    مجرد التسمية بدون التطبيق الشرعي لا ينفع. تلقيبهم هؤلاء الحداديين أنفسهم بـ: "الأثري" لا ينفع لما خالفوا أثار السلف. وبعض الناس يتسترون بهذا اللقب الضخم تلبيسا للناس. وأهم الشيء عند المؤمن موافقة الحق، سواء يسمي نفسه بالأثري أو لا. فالمعتبر حقيقة الأمر لا مجرد الغلاف. قال شيخ الإسلام رحمه الله: فالعاقل ينظر إلى الحقائق لا إلى الظواهر اهـ. ("العبودية"/1/ص 23).
    قال شيخنا يحيى حفظه الله: الشأن كل الشأن في صدق هذه التسمية على من تسمى بها، فإنه قد كثر في هذا الزمان الادعاء والتشبع بما ليس له وجود في حياة مدعيه، كم يدعي أنه سني وهو في الحقيقة أشعري، أو يقول بأنه أثري وهو في حقيقة أمره حدادي –إلى قوله:- ومن كان حقا ذا منهج سلفي أثري سني فلا بأس بتسمِّيه بهذه التسمية –إلى قوله:- ولكن الشأن كل الشأن أن تكون مطابقة لمسماها، من غير ما إفراط ولا تفريط، ولا تحمله تلك النسبة على الغرور والعجب والتعالي وانتقاص الآخرين، فإنه يخشى على من كان كذلك من سوء العاقبة. والبركة كل البركة في استقامته وتواضعه، وافتقاره إلى بارئه تعالى. ("الكنز الثمين"/5/ص32/دار الكتاب والسنة).
    وقد سلك مسلك الحداديين المرعيون، فهؤلاء كُتّابهم المجاهيل: عبد الله بن ربيع السلفي، وأبو عبد الله السلفي، وأبو هاجر السلفي، وعمار السلفي، وأمثالهم من أكبر دليل على ما قلنا.
    وقد ذكرنا شدة ضربات الشيخ ربيع على الكتّاب المجاهيل في كتابي "التجلية لأمارات الحزبية" ، والمرعيون يسلكون هذا المسلك الخسيس فاستحقوا هذه الضربات.
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: وإنَّ بعض أعمالهم هذه في هذه الظروف العصيبة ليكشفُ كشفاً جليًّا على أنَّ هذه الفئة إنَّما هي دسيسة أُعدَّت لتحقيق أهداف وأهداف (!) .
    التعليق:
    قد سبق وضوح سبيلنا، وليس شيخنا الكريم دسيسا أُعدَّ لتحقيق أهداف وأهداف، فلا ينطبق عليه ذاك. وقد ذكرت بعض المدسوسين في صفّ ابني مرعي من الحزبيين القدماء، وهذان الأخوان سكتا عنهم بل رحّباهم. بل بعض المشايخ يسكتون. فما السرّ في ذلك؟ فليس أهل دماج حداديين، بل الحداديون هم المرعيون الذين يتزلفون عند بعض المشايخ فحموهم، وانتصروا لهم.
    ]الفصل الرابع والعشرون: التباكي والدعاوي الكاذبة لإغرار الناس[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: فلا يغرنَّكم أيها السلفيون تباكيها الكاذب ودعاواها الباطلة التي تفضحُها أقوالهم وأصولهم ومواقفهم وأخلاقهم وأكاذيبهم الظاهرة المكشوفة لمن له أدنى بصيرة وإدراك.
    التعليق:
    الثاني والعشرون من أوصاف الحدادية: التباكي لإغرار الناس. السلفيون يمشون على الوضوح، والصدق والصفاء، يبتغون مرضاة الله، فلا يحتاجون إلى تغرير الناس، ولا البكاء الكذب. وهم يطيعون رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: «ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت». (أخرجه البخاري (6018) ومسلم (47) عن أبى هريرة رضي الله عنه).
    فلا يكثرون دعاوي، فضلا أن يكذبوا في دعوى. وأما عبد الرحمن العدني سلوه -برب السماء والأرض- كم مرة يبكي أمام بعض الناس لجلب عواطفتهم. وكذلك بعض اتباعه كانوا يتباكون أمام بعض الناس لجلب عواطفهم، فلما خرجوا من عندهم بعضهم يضحكون. قال الله تعالى: وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ [يوسف/16].
    قال الإمام أبو بكر ابن العربي رحمه الله: قال علماؤنا : هذا يدل على أن بكاء المرء لا يدل على
    صدق مقاله؛ لاحتمال أن يكون تصنعا، ومن الخلق من يقدر على ذلك، ومنهم من لا يقدر. ("أحكام القرآن" /3/ ص32/سورة يوسف/المكتبة العصرية).
    فالمرعيون هم الحداديون. وهذا واضح جدًّا لمن له أدنى بصيرة وإدراك.
    ]الفصل الخامس والعشرون: الولاء والبراء على أشخاص لا على الكتاب والسنة[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: - الوجه الثالث عشر : الولاء والبراء على أشخاص كما يفعل الروافض في ولائهم الكاذب لأشخاصٍ من أهل البيت، لكنَّ هؤلاء يُوالون ويُعادون على أشخاصٍ من أجهل الناس وأكذبهم وأفجرهم وأشدهم عداوة للمنهج السلفي وعلمائه، وتقديس هؤلاء الجهال المغرقين في الجهل والمعدودين في الأصاغر بكل المقاييس ديناً وسناً ومنهجا وعقيدة ممن لا يعرفون بعلم ولا خلق إسلامي ولا أدب إسلامي ولا إنساني .
    التعليق:
    الثالث والعشرون من أوصاف الحدادية: الولاء والبراء على أشخاص غير معصومين، هذا شأن أهل البدع، وأشهد بالله أن شيخنا الناصح الأمين يحارب هذا. فشأنه ومن معه كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فيكون المعظم عندهم من عظمه الله ورسوله والمقدم عندهم من قدمه الله ورسوله والمحبوب عندهم من أحبه الله ورسوله والمهان عندهم من أهانه الله بحسب ما يرضى الله ورسوله لا بحسب الأهواء. اهـ ("مجموع الفتاوى"/28 / ص 17).
    وقد كرر شيخنا حفظه الله النهي عن التقليد. ومما قال حفظه الله: (من خالف الحق رددتُ عليه، وإن خالفتُ الحق ردوا عليّ. هذا الذي نتربى عليه). (سجل 16 رجب 1430 هـ).
    وذكر كلام الإمام الوادعي رحمه الله: (لا يقلدني إلا ساقط).
    وكذلك المدح لا يحبه شيخنا حفظه الله. فلما مدحه بعض الشعراء كثيرا قال لهم حفظه الله: (جزاك الله خيرا وعفا الله عني وعنك، والله.. والله نحن دون ذلك، نحن طلبة علم، نسأل الله أن يعفو عنا و يتجاوز عنا، والله إننا نعترف لله عز وجل بضعفنا وعجزنا، ونسأل الله أن يتوب علينا، ونحن مقصّرون ومذنبون، وإخواننا حفظهم الله يحسنون الظن بنا كثيرا ولسنا عند هذا أبداً، لسنا عند هذا أبداً، أنا أفيدكم خذوها مني بعلوّ، أنّا والله لسنا عند هذا أبداً، نحن طلاب علم مساكين ضعفاء، نسأل الله رب العالمين أن يتجاوز عنا ويعفو عن إخواننا، والله المستعان وجزاكم الله خيرا) اهـ. (هكذا سمعت شيخنا يقوله أمام الملأ، وهو مذكور في برامج "فتنة العدني").
    وأما البرامكة فهم الحداديون. فقد بيّن بعض كتّاب السلفيين أن البرامكة نصبوا الولاء والبراء من أجل أشخاص، لا الكتاب والسنة. راجع: "الولاء والبراء الضيق عند الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي" (لشيخنا الناصح الأمين حفظه الله)، و"الأجوبة السديدة" (للشيخ حسن بن قاسم الريمي حفظه الله/ص9-10)، و"الفتح الرباني" (للمؤلف وفقه الله/ص5-6)، وغير ذلك.
    ]الفصل السادس والعشرون: قضية عبيد الجابري[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: انظر كيف أقاموا الدنيا وأقعدوها لما انتقد الشيخ عبيد الجابري أحد قادتهم الأطفال فرفعوا من شأن هذا الطفل سنا وعلما وأخلاقا، وأوسعوا الشيخ عبيداً الجابري طعناً وتحقيراً بعد أن كانوا يبالغون في تعظيمه كعادتهم في العلماء غيره حيث كانوا يتظاهرون بتعظيمهم فلمَّا خالفوا أباطيل رمزهم الحالي وخالفوهم في أباطيلهم وجهالاتهم وأكاذيبهم أوسعوهم طعناً وتكذيباً وتحقيراً (!!).
    التعليق:
    الحداديون كانوا يحاربون عبيدا الجابري في أيام استقامته، حاربوه تعصبا لقادتهم. وقلوبنا وقلوب جميع السلفيين معه حينئذ. فكنا نحبه على ما قام به من الحق. ولكن لما انحرف عن الحق، وأظهر الهجومات على دار الحديث بدماج بغير حق، واستكبر على النصائح الرفيقة والبينات الواضحة، نبغضه. وقد كثرت ردود أهل السنة على عبيد بن سليمان الجابري ، منها:
    - "التوضيح لما جاء في التقريرات" (لشيخنا الناصح الأمين)
    - "إعلام الشيخ عبيد" (لشيخنا الناصح الأمين)
    - "الرد على عبيد الجابري في فتواه في الانتخابات" (لشيخنا الناصح الأمين)
    - "القضاء على فتوى عبيد في التلفاز والكاميرا" (لعبد الفتاح الصومالي الكندي)
    - "الدفاع عن عَلَم الأعلام شعبة بن الحجاج" (لأبي عبد الرحمن غالب بن علي المحويتي)
    - "الشيخ عبيد والأعمال الاختلاطية" (للشيخ أبي عبد السلام حسن بن قاسم الريمي)
    - "البيان الأمين على أن نعش عبيد الجابري لصالح البكري غش للإسلام والمسلمين" (للشيخ محمد بن الحسين العمودي)
    - "بيان العلماء في تحذير عبيد" (لأبي إبراهيم علي مثنى)
    - "دفع بهتان المعتدين عن دار الحديث بدماج" (لأبي عبد الرحمن محمد الخفيفي الليبي( ))
    - "البيان المفيد لبعض ما أصله ونقضه عمليا شيخنا عبيد" (للشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد الله با جمال)
    - "بيان الانحرافات في فتوى الشيخ عبيد ودعواه إلى الانتخابات" (لأبي إسحاق أيوب بن محفوظ الشبامي)
    - "نصيحة أبي عمرو الحجوري للجابري" (للشيخ أبي عمرو عبد الكريم بن أحمد العمري الحجوري)
    - "إرشاد العباد في بيان مجانبة عبيد للحكمة والسداد" (للشيخ أبي عبد الرحمن عبد الله بن أحمد الإرياني)
    - "الرد الشرعي" (للشيخ أبي عبد الله طارق الخياط البعداني).
    ومما يؤكد قبح سير عبيد الجابري –هداه الله-: تعصبه لعبد الرحمن بن مرعي. وقد ذكر له شيخنا الناصح الأمين رعاه الله –بكل هدوء وأدب- أن عبد الرحمن العدني نفسه يحذر من الدراسة في الجامعة الإسلامية بأنها قد كثرت فيها الحزبيون. قال شيخنا حفظه الله: ولا أنسى أن أذكر قول أخينا المفتون أخيراً مع الأسف عبد الرحمن العدني -هداه الله- المثبت عليه بصوته في تاريخ (23/رجب 1426هـ) عن الجامعة الإسلامية أنها تغيرت، وصار المتسلط عليها الحزبيون قال -هداه الله-: ((حقيقة الجامعة الإسلامية كانت قبل من الصروح العلمية الشامخة في الدنيا وفي العالم أنتجت وأخرجت العلماء، لكن في الآونة الأخيرة تسلط عليها كثير من الحزبيين من مدراء ومدرسين ودكاترة، والإنسان لا يأمن على نفسه أن يحضر محاضرة لحزبي، أو يحضر دورة صيفية يشارك فيها جماعة من المدرسين الحزبيين، فكيف بدراسة تستمر على أقل تقدير أربع سنوات، وهذا الدكتور حزبي وهذا سروري وهذا قطبي، وهذا عنده ميل إلى التصوف. فحقيقة ما يأمن الإنسان على نفسه، أنت يا أخي لو أعلنت بدورة صيفية في مدينتك يحضر فيها علماء من علماء السنة، ويحضر فيها من أهل البدع، وقد يكون منهم من هو عالم فماذا ستختار؟ مع أنك تعلم أن هؤلاء العلماء الذي حضروا لهم دروس خاصة في مساجدهم ما أظنك تعدل عن ترك الحضور في هذه الدورة صيانة لدينك، وحفاظًا على منهجك، وتذهب إلى هؤلاء العلماء إلى مساجدهم وأماكنهم.
    وهكذا الجامعة الإسلامية يسلم فيها من يسلم، ويسقط فيها من يسقط، بسبب وجود المدرسين، يا أخي أربع سنوات وهذا مدرس دكتور وأنت طالب يعطيك ما يعطيك، فالذي ننصح به الإخوة هو عدم الذهاب إلى هنالك، من أراد العلم فعليه أن يذهب إلى العلماء في المملكة، في اليمن، في غير ذلك، أما أن يمشي إلى الجامعة لأجل الشهادة فما ستستفيد، الإخوة الذين يلتحقون بالجامعات خاصة في هذه السنوات الأخيرة ما رأينا فيهم من يوفق؛ لأنه يبقى سنوات عديدة في الجامعة ويتخرج بشهادة، هل تظنون بعد التخرج سيأتي مثلاً إلى دماج، أو مستعد أن يتولى إمامة مسجد في حارة من الحارات، في مدينة من المدن في قرية من القرى أو سيحاول يبحث عن وظيفة بهذه الشهادة التي أخرجها؟ الجواب: وهذا الذي نلاحظه ونشاهده أنه سيسعى جادًا في إيجاد وظيفة...)) إلخ كلامه.
    فيلزمك أن تكيل له ولغيره ممن قال ذلك من تلك الطعون نظير ما كلت لي، وأملنا فيك يا فضيلة الشيخ وفقك الله أنك ما تحيد عن ذلك كما حاد عدونا بشر المريسي، هذا إن لم يكن الغرض من إثارة الدفاع عن الجامعة الآن هو التوصل إلى المحاماة عن عبد الرحمن وأصحابه، كما هو المشاع عندنا، حيث وقد صرح عبد الرحمن -هداه الله- كغيره ممن صرح بذلك، بتغير الجامعة عما كانت عليه قبل، وهذا خلاف ما قررته أنت فيما سميته بالنقد الصحيح، من أن الجامعة الإسلامية سلفية إلى اليوم، وهو يثبت تغيرها بأنها تسلط عليها في الأخير الحزبيون اهـ. ("التوضيح"/ص4-5).
    وبعد هذا البيان من شيخنا الناصح الأمين –رعاه الله- وطلبه من الجابري أن يسلك العدل والإنصاف، فإذا عبيد الجابري يكيل بمكيالين، ولم يرض أن يعامل ابن مرعي بمثل معاملته لشيخنا الصبور الناصح الأمين، مع اتحاد العلة لذي العينين. بل يزيد عبيد طعوناتٍ وشتامًا على شيخنا الكريم –رفعه الله-. فتعصبات الجابري واضحة.
    وفي الوقت الذي صدرت من عبيد الجابري العديد من الفتاوى الحاقدة بلا برهان ولا حجة حذّر فيها طلاب العلم في اليمن وخارجها من الدراسة في دار الحديث بدماج، -نصرةً منه للحزبيين-، فإذا هو يخرج بفتوى أجاز فيها لأهل الشام الدراسة عند علي حسن الحلبي مع معرفته شدة انحرافات الرجل. قال فيه عبيد: حتى الساعة في الحقيقة نحن لم نقل الأخ علي مبتدع ضال لكني أنصح أن لا يرد الناس إليه من خارج قطره أما من هم من قطره فالظاهر أنهم في حاجة إليه وهم في حاجة إلى من دونه على ما فيه لأننا لا نعلم في قطره عالما ً بعد الألباني عالما ً يرجع إليه ويصدر عن أقواله وفتاويه وأحكامه لا أعلم أحدا ً حتى الساعة ، فكونه يرد إليه من هو في أهل قطره ويأخذون عنه الحديث وفي شروح كتب العقائد الصافية هذا لا مانع منه إن شاء الله ، أما النفوذ عليه من خارج قطره فلا ، لأن الآن الوقت وقت حرب ضروس وهو شاهر سيفه الحاد على أهل السنة بلا هوادة عفا الله عنا وعنه ونسأل الله أن يرده إلى الحق ردا ً جميلا.
    (راجع كاملا في "الجابري مع الحلبي" لأخينا الكريم أبي إبراهيم علي مثنى حفظه الله).
    يمكن لعبيد الجابري أن يحث أهل الشام على الرحلة في طلب العلم كما فعلها السلف الصالح، أو أن يستفيدوا من كتب السنة المنتشرة والأشرطة السلفية، أو يستفتون العلماء فيما أشكل عليهم عبر الهاتف، أو أن يستفيدوا من طلاب الإمام الألباني رحمه الله المستقيمين. ولكنه رخّص لهم التتلمذ عند علي الحلبي، وهذا غشّ لمسلمي الشام وتعريضهم على الهلاك، ولعلهم بعد أيام يصيرون جنودا للحلبي على أهل السنة بسبب بركة فتوى عبيد الجابري، والله المستعان.
    قد غفل عبيد الجابري –أو تساهل- عن دقة مكر أهل البدع وقد كثر مَن تورط فيه. فقد ابتعد عبيد من نصائح السلف في هذا الباب. عن أسماء بن خارجة رحمه الله يحدث قال : دخل رجلان على محمد بن سيرين من أهل الأهواء ، فقالا : يا أبا بكر نحدثك بحديث ؟ قال : لا قالا : فنقرأ عليك آية من كتاب الله عز وجل ؟ قال : لا ، لتقومن عني أو لأقومن اهـ. ("الشريعـة"/ ذم الجدال والخصومة/ رقم (114)/ دار الكتاب العربي/وصححه شيخنا أبو عمرو الحجوري حفظه الله).
    وعن مفضل بن مهلهل رحمه الله قال: لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثك ببدعته حذرته، وفررت منه، ولكنه يحدثك بأحاديث السنة في بدو مجلسه ، ثم يدخل عليك بدعته ، فلعلها تلزم قلبك ، فمتى تخرج من قلبك اهـ. ("الإبانة الكبرى"/ باب التحذير من صحبة قوم يمرضون القلوب .../للإمام ابن بطة رحمه الله/رقم (399)/ط. الفاروق الحديثية/ بسند حسن).
    وقال الإمام البربهاري رحمه الله: مثل أصحاب البدع مثل العقارب يدفنون رؤوسهم وأبدانهم في التراب ويخرجون أذنابهم فإذا تمكنوا لدغوا وكذلك أهل البدع هم مختفون بين الناس فإذا تمكنوا بلغوا ما يريدون . ("طبقات الحنابلة"/2/ص 44/ترجمة الإمام حسن بن علي البربهاري/دار المعرفة).
    قال الإمام ابن بطة رحمه الله: فالله الله معشر المسلمين، لا يحملن أحدا منكم حسن ظنه بنفسه، وما عهده من معرفته بصحة مذهبه على المخاطرة بدينه في مجالسة بعض أهل هذه الأهواء، فيقول: (أداخله لأناظره، أو لأستخرج منه مذهبه)، فإنهم أشد فتنة من الدجال، وكلامهم ألصق من الجرب، وأحرق للقلوب من اللهب، ولقد رأيت جماعة من الناس كانوا يلعنونهم، ويسبونهم، فجالسوهم على سبيل الإنكار، والردّ عليهم ، فما زالت بهم المباسطة وخفي المكر، ودقيق الكفر حتى صبوا إليهم اهـ. ("الإبانة الكبرى" /تحت رقم (480)).
    ومن أباطيله أيضا حثّه مسلمي أوربا أن يهاجروا إلى "برمنجهام" في بريطانيا.
    إذا قال عبيد الجابري: كان الصحابة رضي اله عنهم هجروا إلى الحبشة وهي مملكة نصرانية!
    فالجواب: ليس هناك يومئذ دولة إسلامية في الأرض، والحبشة هي الدولة التي وصل إليها الصحابة رضي الله عنهم تعطيهم حرية في عبادة الله. ولم يهاجروا إليها إلا بعد إذن من رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤيد بالوحي من الله تعالى. فلما أسلم بعض أهل المدينة وانتشر الإسلام هناك أوحى الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم بالهجرة إليها حتى صارت دولة إسلامية، لم تكن بعد ذلك الهجرةُ إلى الحبشة. وأما الآن كثرت الدول الإسلامية فلماذا أمر عبيد الجابري من أراد الهجرة من مسلمي أوربا أن يهاجر إلى برمنجهام ببريطانيا؟
    وقد ذكرت في الفصل السادس رأس القلم من أباطيل عبيد الجابري انتقد عليه علماء السلفيين وطلاب العلم. وبعد هذه البيانات الجلية، والردود الكثيرة، والبراهين الواضحة، فمن المستحيل ألا يعرف المشايخ وغيرهم صحة الانتقادات المتعددة من علماء دار الحديث السلفية ومن معهم من علماء السنة وطلبة العلم على عبيد الجابري. فمن الظلم والعصبية أن يتعامى الإنسان الفاهم عن هذه البراهين ثم أصرّ على أن عبيدا سلفي صاف، وأن الشيخ يحيى –حفظه الله- حدادي سفيه مزق الدعوة السلفية في أنحاء العالم . سبحان الله هذا بهتان عظيم وجور جسيم!
    فمن كان له سلطان لنقض تلك الحجج النيرة القاضية على عبيد بالضلال والانحراف فليبرزه. وأما مجرد صيحة بلا حجة فصيحته باطلة عاطلة وإن جاءت من أي شخص. قال الشيخ ربيع حفظه الله –كما سبق-: (فالبرهان يسكت الألوف من الذين خلت أيديهم من الحجج ولو كانوا علماء فهذه قواعد يجب أن تعرف) اهـ.
    أما العجز عن مقارعة الحجة بالحجة ثم جعل يسبّ بقول: (يحيى الحجوري سفيه حدادي مزق الدعوة السلفية)، فهذا الموقف يستحي منه الداعي إلى السلفية.
    وبعد هذا، فمَن يلزمنا باحترام عبيد مع قيام البينات والأدلة والبراهين على زيغه؟ قال الإمام سفيان الثوري رحمه الله: إذا أحب الرجل أخاه في الله عز وجل ثم أحدث حدثا في الإسلام فلم يبغضه عليه فلم يحبه في الله عز وجل. (أخرجه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"/1 /ص 52/سنده صحيح).
    فبيننا وبينكم كتاب الله، فمَن سوّى بين حال السلفيين بدار الحديث بدماج وحال الحداديين لمجرد اشتراك الطرفين في علة واهية –محاربة الجابري- فقد ظلم وجار، وقاس الأمر قياسا فاسدا. فالحداديون يريدون إفساد الأصول السلفية وحرب من كان ثابتا على الحق. فهم فجار ومفسدون في الأرض. وأهل دار الحديث بدماج ومن معهم ثبتوا على الأصول السلفية، ودافعوا عنها ومن أهلها، وحاربوا المنحرفين عنها. فهم متقون ومصلحون في الأرض بتوفيق الله. كما أنهم متواضعون لله بتوفيقه. فكيف تسوون بين هؤلاء وهؤلاء؟ ما لكم كيف تحكمون؟ قال الله تعالى: ﴿أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ﴾ [ص/28].
    قال الإمام ابن القيم رحمه الله: وقد نفى الله سبحانه عن حكمه وحكمته التسوية بين المختلفين في الحكم فقال تعالى: ﴿أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون﴾ فأخبر أن هذا حكم باطل في الفطر والعقول لا تليق نسبته إليه سبحانه. وقال تعالى: ﴿أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون﴾، وقال تعالى: ﴿أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار﴾ أفلا تراه كيف ذكر العقول ونبه الفطر بما أودع فيها من إعطاء النظير حكم نظيره، وعدم التسوية بين الشيء ومخالفه في الحكم. وكل هذا من الميزان الذي أنزله الله مع كتابه وجعله قرينه ووزيره. ("إعلام الموقعين"/1 /ص110/دار الحديث).
    والقياس الفاسد منشأ ضلال إبليس ومصدر كل ضلال. قال شيخ الإسلام رحمه الله: والغلط في القياس يقع من تشبيه الشيء بخلافه وأخذ القضية الكلية باعتبار القدر المشترك من غير تمييز بين نوعيها، فهذا هو القياس الفاسد. –إلى قوله:- قال فيها بعض السلف: أول من قاس إبليس، وما عبدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس، يعنى قياس من يعارض النص. ("مجموع الفتاوى" /6 / ص 299-300).
    وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: وكل بدعة ومقالة فاسدة في أديان الرسل فأصلها من القياس الفاسد. ("إعلام الموقعين" /ص 319/دار الحديث).
    ]الفصل السابع والعشرون: أفرطوا في الثناء على من معهم، فلما تركهم أفرطوا في ثلبه[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: فحالهم كحال اليهود مع عبد الله بن سلام أحد أحبار بني إسرائيل الذي أكرمه الله بالإسلام، فقد أخرج البخاري في صحيحه (3151) بسنده إلى أنس رضي الله عنه قال: ( بلغ عبد الله بن سلام مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فأتاه فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي: ما أول أشراط الساعة ؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة ؟ ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه ومن أي شيء ينزع إلى أخواله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خَبَّرَنِي بهن آنفا جبريل». قال: فقال عبد الله: (ذاك عدو اليهود من الملائكة) ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت وأما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها». قال: أشهد أنك رسول الله. ثم قال: يا رسول الله إن اليهود قوم بهت إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم بهتوني عندك. فجاءت اليهود ودخل عبد الله البيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أي رجل فيكم عبد الله بن سلام؟» قالوا: أعلمنا وابن أعلمنا، وأَخْيَرُنَا وابنُ أَخْيَرِنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفرأيتم إن أسلم عبد الله» قالوا: أعاذه الله من ذلك. فخرج عبد الله إليهم فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله. فقالوا: شرُّنَا وابن شَرِّنا. ووقعوا فيه).
    قال الحافظ في الفتح (7/298) شرح حديث (3911) : ( في رواية يحيى بن عبد الله فقلت: يا رسول الله ألم أخبرك أنهم قوم بهت أهل غدر وكذب وفجور ، وفي الرواية الآتية : فنقصوه ، فقال: هذا ما كنت أخاف يا رسول الله ).
    والشاهد من هذا أنَّ اليهود لما ظنوا أن عبد الله بن سلام سيبقى على ضلالهم وباطلهم مدحوه وقالوا: خيرنا وابن خيرنا، ولما أعلن الحق انقلبوا فوراً فذموه فقالوا: شرنا وابن شرنا ووقعوا فيه.
    وهكذا يفعل هؤلاء القوم كرَّات ومرَّات مع أفاضل أهل السنة والحق يمدحونهم لأغراض بيَّتوها في أنفسهم فلما واجهوا أباطيلهم وخالفوهم طعنوا فيهم واحداً تلو الآخر وحاربوهم، وكلما زاد العالم بياناً لباطلهم زادوا طغياناً وكذباً وبهتاً له وفجوراً في حربه إلى تصرفات ومقالات مُسِفَّة يخجل منها كل فرق الضلال . انتهى المراد من كلامه.
    التعليق:
    الرابع والعشرون من أوصاف الحدادية: أفرطوا في الثناء ثم أفرطوا في الثلب. كانت اليهود تحبّ عبد الله بن سلام قبل دخوله في الدين الأخير الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما علموا دخوله فيه ذموه وأبغضوا. وهكذا الحزبيون: أحبوا شخصا ما دام معهم في أباطيلهم –أو ما لم يهجم عليهم- فلما اختار الحق أبغضوه. وقد ذكرت هذه الخصلة وبعض النماذج في رسالة أخرى.
    وأما شيخنا الناصح الأمين ومن معه، كانوا يحبون عبيدا الجابري، ويجلونه، ويكرمونه لله تعالى، بل لما زار اليمن قبيل هذه الفتنة استقبلوه وعظموه وأكرموه، مع أن كثيرا من مشايخ اليمن يومئذ جافوه. فلما ظهر زيغه ومحاربته للحق وأهله، وأبى أن يرجع إلى الصواب رد عليه شيخنا والسلفيين أباطيله. هذا من تطبيق الحب والبغض في الله.
    عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه» الحديث. (أخرجه البخاري (الأذان/من جلس في المسجد/(660)) ومسلم (الزكاة/فصل إخفاء الصدقة/(1031)).
    قال الإمام ابن رجب رحمه الله: الرابع : المتحابان فِي الله - عز وجل -، فإن الهوى داع إلى التحاب فِي غير الله ؛ لما فِي ذَلِكَ من طوع النفس أغراضها من الدنيا ، فالمتحابان فِي الله جاهدا أنفسهما فِي مخالفة الهوى حَتَّى صار تحابهما وتوادهما فِي الله من غير غرض دنيوي يشوبه ، وهذا عزيز جداً –إلى قوله:- وقوله : «اجتمعا عَلَى ذَلِكَ وتفرقا عَلِيهِ» يحتمل أَنَّهُ يريد : أنهما اجتمعا عَلَى التحاب فِي الله حَتَّى فرق بَيْنَهُمَا الموت فِي الدنيا أو غيبة أحدهما عَن الآخر ، ويحتمل أَنَّهُ أراد أنهما اجتمعا عَلَى التحاب فِي الله ، فإن تغير أحدهما عما كَانَ عَلِيهِ مِمَّا توجب محبته فِي الله فارقه الآخر بسبب ذَلِكَ ، فيدور تحاببهما عَلَى طاعة الله وجوداً وعدماً . قَالَ بعض السلف : إذا كَانَ لَكَ أخ تحبه فِي الله ، فأحدث حدثاً فَلَمْ تبغضه فِي الله لَمْ تكن محبتك لله - أو هَذَا المعنى . ("فتح الباري" لابن رجب /3 / ص 370-371/دار الكتب العلمية).
    فالفرق بين فعل الحداديين وفعل شيخنا ومن معه كالفرق بين السماء والأرض. ولكن أسباب العمى كثيرة فلا يميز بعض الناس بين الأمرين. بل المرعيون لهم قسط في مشابهة اليهود والحدادية في هذا الباب. فعبد الرحمن العدني كان يثني على شيخنا يحيى الحجوري - حفظه الله-، وذكر أهليته لحمل الدعوة ويحث الناس على تلقي العلم منه - حفظه الله-، فإذا بالرجل في أثناء فتنته في منشوره "التعليقات الرضية" يشهد بالله أنه لم ير أحدا ممن ينتسب على العلم –منذ طلبه للعلم إلى الآن- أكذب وأعظم مكرا من شيخنا يحيى الحجوري - حفظه الله-!
    ]الفصل الثامن والعشرون: تسمية الشيء بغير اسمه[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: ومع كل هذا الفجور والمخازي والضلال يَدَّعُون كذباً وزوراً مفضوحاً أنهم هم أهل السنة (!) ويتمادحون بذلك، فيقال لهم ما روي عن عمرو بن العاص-رضي الله عنه-أنه قال لمسيلمة لما ادَّعَى النبوة وشرع يقرأ على عمرو-رضي الله عنه-أكاذيبه التي يسميها قرآنا فقال له : ( والله إنك لتعلمُ أَنِّي أعلم أنَّك كاذب )
    التعليق:
    الخامس والعشرون من أوصاف الحدادية: تسمية الشيء بغير اسمه. فالعبرة بموافقة الكتاب والسنة والسلفية، لا مجرد الادعاء، فمن وافق هذه الأصول الثلاثة قُبل منه، وإلا رُدّ عليه كائنًا من كان. وقد ظهر ظهورا جليا ثبات أهل دماج ومن معهم على الكتاب والسنة والسلفية مع البينات النيرة. وقد بيّن السلفيون بُعد المرعيين من الأصول السلفية ومحاولتهم هدمها وإن ادعوا أنهم من أهلها. فالمرعيون البرمكيون شبيه بالحداديين.
    ومن طريقة إبليس لإغواء بني آدم: تسمية الأمور بغير اسمها. قال الله تعالى: ﴿فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى﴾ [طه/120].
    قال الإمام ابن القيم رحمه الله: فهذا أول المكر والكيد، ومنه ورث أتباعه تسمية الأمور المحرمة بالأسماء التي تحب النفوس مسمياتها، فسموا الخمر: أم الأفراح، وسموا أخاها بلقيمة الراحة، وسموا الربا بالمعاملة، وسمّوا المكوس بالحقوق السلطانية، وسمّوا أقبح الظلم وأفحشه شرع الديوان، وسمّوا أبلغ الكفر وهو جحد صفات الرب تنزيها، وسموا مجالس الفسوق مجالس الطيبة... إلخ. ("إغاثة اللهفان"/1/ص 113).
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: فكل السلفيين -لا عمرو واحد- يعلمون أنَّكم كذَّابون في كل ما واجهتم به أهل السنة ويعتقدون فيكم أنكم تعلمون أنَّكم كذَّابون ولن تضروا الإسلام بشيء ولن تضرّوا السلفية وأهلها بشيء. وثِقُوا أنَّكم لا تُهلكون إلا أنفسكم في الدنيا والآخرة إن لم تتوبوا إلى الله توبة نصوحا وإن أفرحتم أعداء الله وأعداء المنهج السلفي فلن يضر ذلك هذا المنهج العظيم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك». صحيح مسلم (1920)
    وقد بوَّب الإمام البخاري في صحيحه : (باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق» وهم أهل العلم ).
    التعليق:
    كلام حق. بما سبق من البيان كلها علمنا أن الحدادية أخت المرعية، وأن شيخنا ومن معه هم سلفيون ظاهرون على الحق لا تضرهم كثرة من خذلهم ولا من خالفهم، بإذن الله. نسأل الله أن يثبتهم إلى الممات وينصرهم لثباتهم على الكتاب والسنة والسلفية، ويخذل أعداءهم الفاجرين المارقين من القواعد القرآنية النبوية السلفية وإن كثروا وتبجّحوا بالكثرة. قال العلامة برهان الدين البقاعي رحمه الله: ولا تهتموا أيها الإخوان بكثرة كلام أتباع الشيطان وهجائهم لنا بالإثم والعدوان، فهم إنما يقولون ذلك في الغيبة، ولهم عليه الإثم والخيبة، فإن الله قد ضمن النصرة، وإن كان مع المبطل الكثرة. ("مصرع التصوف"/له/ص243/دار الإيمان).
    وقال الإمام أبو بطين رحمه الله: وعلم أن أهل الحق هم الأقلون عددا الأعظمون عند الله قدرا. ("الرد على البردة"/له/ص44/دار الآثار).
    والمرعيون كثيرا ما يتبجحون بالكثرة كما ذكرت في "التجلية لأمارات الحزبية".
    وهذا آخر تعليقاتي على كتاب جيد للشيخ ربيع حفظه الله "خطورة الحدادية الجديدة..." والآن نشرع في التعاليق على كتابه الطيب أيضا "منهج الحدادية"، وبالله التوفيق.


    الباب الرابع: مع رسالة الشيخ ربيع المدخلي "منهج الحدادية "

    وقال الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله: منهج الحدادية
    التعليق:
    شرع الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله في بيان منهج الحداديين كشفا لعوارهم، ونصحا للأمة، فجزاه الله خير الجزاء. ولكن لما استغل الحسنيون والمرعيون هذه الرسالة لضرب السلفيين، شرعنا في بيان بطلان سعيهم مفصلا، وبالله التوفيق:
    ] الفصل الأول: بغضهم لعلماء المنهج السلفي[
    1- بغضهم لعلماء المنهج السلفي المعاصرين وتحقيرهم وتجهيلهم وتضليلهم والافتراء عليهم ولا سيما أهل المدينة، ثم تجاوزوا ذلك إلى ابن تيمية وابن القيم وابن أبي العز شارح الطحاوية، يدندنون حولهم لإسقاط منزلتهم ورد أقوالهم.
    التعليق:
    السادس والعشرون من أوصاف الحدادية: بغضهم لعلماء السنة الثابتين عليها. قد سبق أن شيخنا ومن معه يحبون علماء المنهج السلفي، قدماءهم ومن بعدهم، مثل ابن تيمية وابن القيم وابن أبي العزّ شارح "الطحاوية"، وغيرهم، ليس لديهم تحقيرهم ولا تجهيلهم ولا تضليلهم ولا افتراء عليهم، لا أهل المدينة ولا غيرهم، ولا يتكلمون حولهم لإسقاط منزلتهم وردّ أقوالهم.
    وقد بيّنّا ثبات الشيخ يحيى ومن معه من علماء السنة على ما كان عليه سلف الأمة. وبسبب ذلك عاداهم المرعيون، ومكروا بهم، وأقاموا الدنيا لمحاربتهم، وحرّشوا مشايخ اليمن وخارجها عليهم. فبغضهم على علماء السنة الثابتين ظاهرا جدا، أنهم يبغضون فضيلة الشيخ العلامة المحدث يحيى الحجوري، وعشرين عالما –من علماء السنة الذين ثبتوا على الحق في محاربة فتنة المرعية، داخل اليمن وخارجها- حفظهم الله. فالمرعيون هم الحداديون ليس الشيخ يحيى ومن معه –حفظهم الله-.
    ]الفصل الثاني: تبديعهم كل من وقع في بدعة[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: 2- قولهم بتبديع كل من وقع في بدعة، وابن حجر عندهم أشد وأخطر من سيد قطب.
    التعليق:
    السابع والعشرون من أوصاف الحدادية: تبديعهم كل من وقع في بدعة. هذا ليس مذهب شيخنا يحيى ولا من معه. بل هم يقيمون الحجة قبل الإدانة. وقد كرر شيخنا بيانا أن الجهل بالحكم عذر من الأعذار المانعة للتبديع، والتكفير، واستدل بقول الله تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا﴾ [الإسراء/15]، وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء/115].
    ولا يعتقدون أن ابن حجر صاحب "فتح الباري" أخطر من سيد قطب. بل يجلون ابن حجر، ويقرءون كثيرا كتبه، مع تنبيه على أخطائه، وقال فيه شيخنا: (عنده تمشعر). فليس شيخنا ومن معه حداديين.
    ]الفصل الثالث: تبديعهم من لا يبدع من وقع في بدعة[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: 3- تبديع من لا يبدع من وقع في بدعة وعداوته وحربه، ولا يكفي عندهم أن تقول: عند فلان أشعرية مثلاً أو أشعري، بل لابد أن تقول: مبتدع وإلا فالحرب والهجران والتبديع.
    التعليق:
    الثامن والعشرون من أوصاف الحدادية: تبديعهم من لا يبدّع من وقع في بدعة وعداوته وحربه. هذا كله ليس من سيما أهل دماج ومن معهم. قال شيخنا حفظه الله: وليس كل من حدثت منه بدعة يكون مبتدعا، على تفصيل أهل العلم في ذلك –إلى قوله:- وبقي أن من أغرق في موافقة أهل البدع فهو منهم، ومن أصرّ على بدعة بعد البيان له فهو مبتدع اهـ. ("الكنز الثمين"/5/ص89-90/دار الكتاب والسنة).
    نعم، من استحق أن يبدَّع بأدلته فإنه مبتدع، فمن بلغته حجج أهل السنة على بدعية شخص ثم دافع عنه أُلحق به. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم أو ذب عنهم أو أثنى عليهم أو عظّم كتبهم أو عرف بمساعدتهم ومعاونتهم أو كره الكلام فيهم أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يدرى ما هو أو من قال إنه صنف هذا الكتاب وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم ولم يعاون على القيام عليهم فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات. ("مجموع الفتاوى"/2/ص 132).
    وقال الإمام البقاعي رحمه الله: فإن المناضل عنه –يعني: ابن الفارض- مسارع إلى شكله، ومضارع لمن كان فعله كفعله. ("تحذير العباد"/ص245).
    وقال الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله في علامات حزبية إبراهيم بن حسن الشعبي : ومما يدل على تورطك في الحزبية إنكارك علي واستنكارك ما ذكرته عن الحزبيين اهـ. ("دحر الهجمة"/ص13 /له رحمه الله/دار المنهاج).
    فالحاصل: أن أهل دماج ومن معهم لم يبدعوا كل من لم يبدع مبتدعة، بل عندهم تفاصيل كما عند علماء السنة الآخرين. فبهذا بارت سلعة من اتهم شيخنا ومن معه بالحدادية من هذا الوجه.
    ]الفصل الرابع: تحريم الترحم على أهل البدع بإطلاق[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: 4- تحريم الترحم على أهل البدع بإطلاق لا فرق بين رافضي وقدري وجهمي وبين عالم وقع في بدعة .
    التعليق:
    التاسع والعشرون من أوصاف الحدادية: تحريم الترحم على أهل البدع بإطلاق. قد ترحّم شيخنا على ابن حجر، والنووي، -وجميع الأئمة- في خلال دروسه ترحّمًا لا يحصيه إلا الله. ذلك لأنهما عنده من أئمة المسلمين، الذين يصيبون ويخطئون، وقد زلت أقدامهما في بعض التأويلات، فيترحم عليهما، ويبين أخطاءهما. وإنما لا يترحّم على كافر.
    وأما الترحم على أهل البدع فقد سئل شيخنا حفظه الله: هل يحرم الترحم على أهل البدع في موضع الرد وفي غير موضع الرد؟
    فأجاب حفظه الله: من أهل البدع من يحرم الترحم عليهم البتة، وهم أهل البدع المكفرة. قال تعالى: ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُون﴾ [التوبة/84] فنهى الله عز وجل نبيه عن الصلاة عليهم، وتلك الصلاة دعاء. واستأذن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ربه أن يستغفر لأمه فلم يأذن الله سبحانه وتعالى له، واستأذن أن يزور قبرها فأذن الله عز وجل له، كما في "الصحيح"( ).
    فأصحاب البدع المفسقة بعد موتهم لا بأس بالترحم عليهم لعموم قول الله تعالى: ﴿وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ [محمد/19]. ("الكنز الثمين"/4/ص462/دار الكتاب والسنة).
    فمن رمى أهل دماج بالحدادية فقد أخطأ وبغى وتهور.
    ]الفصل الخامس: تبديع من يترحم على مثل أبي حنيفة والشوكاني وغيرهما[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: 5- تبديع من يترحم على مثل أبي حنيفة والشوكاني وابن الجوزي وابن حجر والنووي.
    التعليق:
    الثلاثون من أوصاف الحدادية: تبديع من يترحم على مثل أبي حنيفة والشوكاني وابن الجوزي وابن حجر والنووي. إن الله قد حفظ الشيخ يحيى الحجوري ومن معه من هذا داء الغلو، وهم يحاربونه. ولو يعلم الحداديون أن شيخَنا الناصح الأمين ومن معه يترحّون جميع مَن ذكرتْ أسماءهم –وهذا هو الواقع- لبدّعوهم. فإذا كان كذلك فكيف تتهمون شيخنا ومن معه بالحدادية؟
    ومن باب الفائدة من "الكنز الثمين") 5/ص65-66): سئل شيخنا يحيى الحجوري حفظه الله: أناس إذا قلنا لهم: عودوا إلى كتب أهل السنة مثل "فتح الباري شرح صحيح البخاري"، يقولون: إنه مليان بالبدع، فما نصيحتكم لمثل هؤلاء؟ جزاكم الله خيرا.
    فأجاب حفظه الله: هؤلاء ضلال جهال، فكتاب "فتح الباري شرح صحيح البخاري" من كتب السنة المهمة التي لا يستغني عنها طالب علم ولا عالم، وقد شاعت فتوى لبعض الغلاة وهو المسمى محمود الحداد بأن فتح الباري ينبغي إحراقه. فلما بلغ هذا القول شيخنا العلامة الوادعي رحمه الله قال: لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يعذب بالنار إلا رب النار» لقلنا: إن محمود الحداد أحق بالإحراق من "فتح الباري". وأما ما وقع من أخطاء الحافظ ابن حجر وأمثاله رحمهم الله في تأويل بعض الصفات أو الاسترسال في التبرك بآثار الصالحين، فهذا الخطأ يجتنب ويبين ويحذر منه الناس مع الاستفادة من تلك الكتب النافعة المليئة بالعلم والسنة اهـ.
    والشاهد هنا: اهتمام شيخنا الناصح الأمين بالرد على الحداديين، وبيان ضلالاتهم، مع الثبات على منهج السلفي الوسط بين الإفراط والتفريط. فما أعظم رحمة الله التي جعلها في قلوب علماء السنة –منهم شيخنا يحيى بن علي الحجوري- بخلاف الحداديين. وما أعظم جرم يتهمه بالحدادية، والسفاهة، وتمزيق الدعوة السلفية.
    ]الفصل السادس: العداوة الشديدة للسلفيين الذائبين عن السنة[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: 6- العداوة الشديدة للسلفيين مهما بذلوا من الجهود في الدعوة إلى السلفية والذب عنها، ومهما اجتهدوا في مقاومة البدع والحزبيات والضلالات، وتركيزهم على أهل المدينة ثم على الشيخ الألباني رحمه الله لأنه من كبار علماء المنهج السلفي، أي أنه من أشدهم في قمع الحزبيين وأهل البدع وأهل التعصب، ولقد كذب أحدهم ابن عثيمين في مجلسي أكثر من عشر مرات فغضبت عليه أشد الغضب وطردته من مجلسي، وقد ألفوا كتباً في ذلك ونشروا أشرطة ، وبثوا الدعايات ضدهم، وملؤوا كتبهم وأشرطتهم ودعاياتهم بالأكاذيب والافتراءات؛ ومن بغي الحداد أنه ألف كتاباً في الطعن في الشيخ الألباني وتشويهه يقع في حوالي أربعمائة صحيفة بخطه لو طبع لعله يصل إلى ألف صحيفة، سماه "الخميس" أي الجيش العرمرم، له مقدمة ومؤخرة وقلب وميمنة وميسرة.
    التعليق:
    شيخنا ومن معه –حفظهم الله- لا يعادون الشيخ ربيعا، ولا من هو أرفع منه، ولا من هو أدنى منه. جميع الثابتين على السنة والسلفية محترمون عندهم. وكلما عظم جهد شخص في نصرة الحق عظم تقدير أهل السنة له. ومع ذلك –كما قال الشيخ ربيع نفسه- أن الخطأ –إن حصل- وجب إنكاره، ولا يعدّ هذا طعنا. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وقولهم مسائل الخلاف لا إنكار فيها ليس بصحيح فإن الإنكار إما أن يتوجه إلى القول بالحكم أو العمل. أما الأول فإذا كان القول يخالف سنة أو إجماعا قديما وجب إنكاره وفاقا وإن لم يكن كذلك فإنه ينكر بمعنى بيان ضعفه عند من يقول المصيب واحد وهم عامة السلف والفقهاء وأما العمل فإذا كان على خلاف سنة أو إجماع وجب إنكاره أيضا بحسب درجات الإنكار كما ذكرناه من حديث شارب النبيذ المختلف فيه وكما ينقض حكم الحاكم إذا خالف سنة وإن كان قد اتبع بعض العلماء. وأما إذا لم يكن في المسألة سنة ولا إجماع وللاجتهاد فيها مساغ لم ينكر على من عمل بها مجتهدا أو مقلدا. اهـ. ("بيان الدليل على بطلان التحليل"/ص159/دار ابن الجوزي).
    وانظر قول الإمام ابن القيم رحمه الله في "إعلام الموقعين" (3 /ص 223/خطأ من يقول لا إنكار في مسائل الخلاف/دار الكتب العلمية).
    هذا البيان وما سبق مكررا حجة واضحة على بطلان حكم من رمى أهل دماج بالحدادية، ولكن أسباب العمى والصمّ.
    ]الفصل السابع: ادعاء التحذير من الإخوان المسلمين وسيد قطب والجهيمانية[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: وكان يدَّعي أنه يحذِّر من الإخوان المسلمين وسيد قطب والجهيمانية، ولم نره ألف فيهم أي تأليف، ولو مذكرة صغيرة مجتمعين فضلاً عن مثل كتابه الخميس.
    التعليق:
    الحادي والثلاثون من أوصاف الحدادية: ذر الرماد في أعين الناس بادعاء أنهم يحذِّرون من الإخوان المسلمين، وسيد قطب، والجهيمانية. فمن شبّه شيخنا بهم فهيهات هيهات. هذه تآليف شيخنا ومن معه في التحذير من جميع الفرق الضالة، فمن شك في شيء من ذلك فليزرنا في دار الحديث السلفية بدماج، لنريه عددا هائلا في ذلك. وليزر أيضا تسجيلات "دار الحديث" بدماج ليسمع أقوال شيخنا حفظه الله في هؤلاء الضلال.
    يا ابنَ الكراِم ألا تدنْو فتبْصرَ ما ... قد حدَّثوك فما راءٍ كمن سمِعاَ. ("نفحة الريحانة "/1/ص 197).
    فيا من رمانا بالخبث والسفاهة والحدادية ألا تدنو فتبصر ما قد لبّسوك فما راءٍ كمن سمعا. ولكن من أعماه الحسد والتعصب فسيقول: (عنز ولو طارت).
    ]الفصل الثامن: غلوهم في الحداد[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: 7- غلوهم في الحداد وادعاء تفوقه في العلم ليتوصلوا بذلك إلى إسقاط كبار أهل العلم والمنهج السلفي وإيصال شيخهم إلى مرتبة الإمامة بغير منازع كما يفعل أمثالهم من أتباع من أصيبوا بجنون العظمة، وقالوا على فلان وفلان ممن حاز مرتبة عالية في العلم: عليهم أن يجثوا على ركبهم بين يدي أبي عبد الله الحداد وأم عبدالله.
    التعليق:
    الثاني والثلاثون من أوصاف الحدادية: الغلو في الحداد ورؤسائهم. فمحمود بن محمد الحداد ضال منحرف، لا نغلو فيه بل نهينه لأنه مبتدع. ومن كان من أهل السنة نحترمه، ونجله ولا نخذله إن شاء الله، ونتعاون معه على الصراط السويّ إن شاء الله، ولا نغلو فيه، ولا أحد أرفع من الحق. وقلنا كما قال الإمام العلامة عبد الرحمن المعلّمي رحمه الله: من أوسع أودية الباطل الغلو في الأفاضل اهـ. ("التنكيل" /1/ص 80).
    وقد مر بنا إنكار شيخنا على من غلا فيه. وقد تاب مَن نظم شعرا فيه غلو فيه، وكتب إعلان توبته ونشره. ومشى جماهير طلابه وأصحابه وأصدقائه على احترامه بدون غلو فيه. فمن نسب شيخنا ومن معه إلى الغلو في الرؤساء فقد ظلمهم وشتمهم.
    ثم إن بعض الحساد –من أمثال عبيد الجابري- يمنعون الناس من الدراسة في دماج بعلة أنهم سيدرسون السب والشتام. قلت –وفقني الله-: بل أصحاب القول هم السابّون الشاتمون، يعلّمون الناس السباب والشتام، لأنهم قد شتموا أهل دماج بأن ينسبوهم إلى محمود الحداد. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: أن من نسب غيره إلى أمر لا يليق به يطلق عليه أنه شتمه. ("فتح الباري"/14/ص 175).
    وقد وضحت غلو المرعيين في رؤسائهم جليا في كتاب "التجلية لأمارات الحزبية". فمن
    أراد معرفة واقعهم في هذا الباب فليراجعه، وإلا فلا علينا إعادته هنا.
    ومما يدل على غلوهم أيضا قول بعضهم: (إن الشيخ فلاناً يستطيع أن يعرف أن شخصا حزبي بمجرد الشمّ. وهو إلى الآن لم ير بحزبية عبد الرحمن العدني!).
    فالجواب: هذا غلو واضح احتج به المرعية من أجل هدم جميع بينات السلفيين على حزبية ابني مرعي. فأين الدليل على أن الشم ينقض البينات؟ وأيضا: هل الشيخ فلان معصوم من الخطأ والغفلة؟ وهل معصوم من أمراض الأنف؟ فالمزكوم لا يستطيع أن يشمّ كما يشمّ الصحيح. فالإنسان يصيب ويخطئ، ويتفطن ويغفل، ويصح ويمرض. فالشيخ فلان إن كان كما قلتم: (إنه يستطيع أن يعرف أن شخصا حزبي بمجرد الشمّ) لم يخرج من البشرية، فلعله مزكوم الآن – كما كان عموم الناس يمرضونه، شفاهم الله-، فلا يشمّ رائحة حزبية المرعية المنتنة.
    وأيضا: إن يحيى بن معين رحمه الله أمير المؤمنين في الحديث والجرح والتعديل. ولكنه مع رسوخه في هذا الفنّ قد يوثّق المجروحين، وذلك لأن بعض الضعفاء يتزينون أمامه حتى يزكيهم.
    فالخلاصة: إن المرعيين قد غلوا في المشايخ الذين في صفهم، فالمرعيون هم الحداديون. وكذلك من أصر على الدفاع عن ابن مرعي بعد بلوغ هذه الحجج القاطعة والبراهين النيرة فقد غلا فيه، فهو الحدادي في هذا الباب.
    ]الفصل التاسع: يرمون علماء السنة بالكذب[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: 8- تسلطوا على علماء السلفية في المدينة وغيرها يرمونهم بالكذب: فلان كذاب وفلان كذاب، وظهروا بصورة حب الصدق وتحريه، فلما بين لهم كذب الحداد بالأدلة والبراهين، كشف الله حقيقة حالهم وما ينطوون عليه من فجور، فما ازدادوا إلا تشبثاً بالحداد وغلواً فيه.
    التعليق:
    الثالث والثلاثون من أوصاف الحدادية: يرمون علماء السلفية بالكذب. ليس لدينا إن شاء الله تساهل في رمي مسلم بالكذب، فضلا عن عالم من علماء السنة، سواء من أهل المدينة أو غيرهم، والحمد لله. فالحجة هي السائدة والعبرة.
    وأما البرامكة فإنهم يرمون علماء دماج وطلابهم بالكذب ويكثرون أن يقولوا: فلان كذاب، وفلان كذاب. فمن ذلك: رمي عبد الرحمن بن مرعي العدني هداه الله –بلا برهان- بعضَ الطلاب الذين يسعون إلى الإصلاح بين الشيخين – قبل اشتداد الفتنة- ، يرميهم بالتزلف أو الكذب، أو السعي في الفتنة ("حقائق وبيان" /ص32).
    وقد رمى عبد الله بن ربيع البرمكي شيخَنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله بالكذب. (وقد رد عليه يوسف الجزائري حفظه الله في "جناية عبد الرحمن العدني" /ص27).
    ورميهم الشهود بالكذب كما نقله عنهم الشيخ محمد با جمال في "نصرة الشهود" (ص 3 ).
    وأشد أتباع عبد الله بن مرعي تعصبا – نبيل الحمر- وبعض أصحابه هداهم الله قالوا: "قد دفنّا دماج والميت لا يقوم"، "كلام الشيخ يحيى باطل"، "المبتدع يقبل منه لكن الكذاب لا يقبل منه" (تعرضون بالشيخ يحيى). ("أخبار من طلبة العلم السلفيين بمنطقة الديس الشرقية" بتلخيص الأخ أبي سعيد الحضرمي حفظه الله رقم (7)).
    فالمرعيون هم الحداديون في هذا الباب.
    فلما بُين لهم كذب ابني مرعي ومحمد الوصابي بالأدلة والبراهين، كشف الله حقيقة حالهم وما ينطوون عليه من فجور، فما ازدادوا إلا تشبثا بهم وتعصبا فيهم. فهم الحداديون في هذا الباب.
    فيا أيها الذين رمونا بالحدادية ودافع عن هؤلاء الحزبيين أفيقوا. إن أهل دار الحديث بدماج الذين رميتموهم بها هم ورثة منهج السلف الذي كنتم عليه، والذين دافعتم عنهم هم ورثة منهج الحداد الذي كنتم حاربتموه.
    ]الفصل العاشر: لعن السلفيين، وإرهابهم، وتهديدهم بالضرب[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: 9- امتازوا باللعن والجفاء والإرهاب لدرجة أن كانوا يهددون السلفيين بالضرب، بل امتدت أيديهم إلى ضرب بعض السلفيين.
    التعليق:
    الرابع والثلاثون من أوصاف الحدادية: الاعتداء على أجسام السلفيين وإرهاب نفوسهم. هذا من أفاعيل المرعيين: أن يضربوا بعض الثابتين كأخينا أبي عيسى إيهاب الفرجي العدني، وغيره. (انظر "البراهين الجلية" /ص14).
    بل بعض أتباع عبد الرحمن بن مرعي العدني هددوا بعض الثابتين بالقتل. (انظر "البراهين الجلية" /ص14).
    وخنق بعضهم أخانا إرحم الجاوي الإندونيسي، وضرب بعضهم أخانا إرحم الميداني الإندونيسي، وضربني بعضهم في صدري، وضربني بعضهم في عنقي وهددني بالقتل. وطعن بعضهم أخانا أبا عبد الله أديب بن أحمد الإندونيسي بأصبعه بين ذقنه وطرف عنقه. وأصيب أخونا أبو عبد الله محمد بن طبري البربشي بعدة إرهابات جسمية وروحية في تلك "ليلة الاستدعاء" بضاع فيها نظارته. وأصيب أخونا أبو عبد الغني عبد الواحد الجاكرتي بشيء من المصادمة المتعمدة ثم هُدّد.
    وصيح بأخينا أبي عبد الرحمن عثمان السيمارنجي وهُدد. ودفعه بعضهم رأس أخينا رضوان بن زكي الأنبوني. وقد أخذ أحدهم جيب أخينا أبي حذيفة حسن البوغيسي بشدة ثم جُرّ إلى جدار. ثم جاء غيره ففعل به بمثل ذلك. وقد دفع أحدهم وجه أخينا أبي أحمد سليمان الأنبوني. وقد أخذ أحدهم جيب أخينا أبي الحسين محمد نور خالص الجاوي بشدة ثم صاح عليه. والأخبار عن غلظتهم وإرهابهم يطول ذكرها. وجُلُّنا يصبرون ولا يفعلون مثل ما فعلوا.
    فيا أيها الفضلاء حفظكم الله، قارنوا بين فعل الحداديين وبين فعل المرعيين في هذا الباب. فأيهم أشدّ جرما؟ فالمرعيون أحق بالحدادية منا، فأنى تسحرون؟ أعاذكم الله من سحر الحسد والتعصب.
    والمرعيون مبتدعة كما سبق بيانه. وإذا كانوا يفعلون هذا العنف على السلفيين تدينا أيضا –يعتقدون بذلك نصرة دينهم- فإنهم مبتدعون أيضا من هذا الوجه، لعدم الدليل الشرعي أجازوا لهم ذلك. راجعوا كلام شيخ الإسلام رحمه الله في "مجموع الفتاوى" (18 / ص 346).
    وقال شيخ الإسلام رحمه الله: فمن جعل شيئا دينا وقربة بلا شرع من الله فهو مبتدع ضال وهو الذى عناه النبي بقوله: «كل بدعة ضلالة». ("مجموع الفتاوى"/23 /133).
    وقال الإمام الشاطبي رحمه الله: ليس لأحد من خلق الله أن يخترع في الشريعة من رأيه أمرا لا يوجد عليه منها دليل لأنه عين البدعة. ("الاعتصام"/ 1/ص 283).
    وقال شيخنا الناصح الأمين حفظه الله: المبتدع من أحدث في الدين ما ليس منه، وقد رأينا بعض أهل العلم يقول: الذي يسهب في مخالفة الفروع يقال له مبتدع، فيبدع الشخص بعد بيان الحجة ودفع الشبهة. وأما من يخالف في الأصول، ولو في مسألة واحدة عمدا وقصدا مثل مسألة الرؤية، أو مسائل العقيدة، أو مسائل السنة، كالقول الانتخابات، أو المظاهرات، أو الحزبيات، فيقال لهم مبتدعة. وكذا أصحاب الجمعيات يقال لهم: مبتدعون ولو رغمت أنوفهم، ...إلخ. ("الثوابت المنهجية"/جمعها كمال العدني/ص32/دار الكتاب والسنة).
    وأما هؤلاء أصحاب العنف إن لم يفعلوه تدينا ولكنهم فعلوه غضبا لعصبتهم فهذا هو العصبية التي هي من أخص سيمات الحزبيين. وسئل الإمام الوادعي رحمه الله: كيف يحذر الشباب من الحزبيات غير الظاهرة والتي لا يحذر منها إلا قليل من الناس وكيف يعرف الشاب أنه خالف منهج السلف في ذلك؟
    فأجاب رحمه الله: يعرف بالولاء الضيق، فمن كان معهم فهم يكرمونه، ويدعون الناس إلى محاضراته وإلى الالتفاف حوله، ومن لم يكن معهم فهو يعتبر عدوّهم. ("تحفة المجيب" /ص112/دار الآثار).
    وقال الشيخ صالح السحيمي حفظه الله في شأن الجماعات في الساحة الدعوية: وهذه الجماعات مع اختلافها وتفرقها وتباين أفكارها وتعدد مشاربها، فإنها تكون جبهة واحدة لمعاداة المنهج السلفي القائم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم تحت تأثير المنهج الحزبي الضيق المبني على الموالاة والمعاداة في سبيل تقديس الأشخاص... إلخ. ("النصر العزيز"/للشيخ ربيع/ص44/مكتبة الفرقان).
    والشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله قال: فالتعصب لفكر المعين يخالف كتاب الله تعالى وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والموالاة والمعاداة عليه هذا تحزب، هذا التحزب ولو لم ينظّم، تبنى فكرا منحرفا، وجمع عليه أناسا هذا حزب، سواء نظمه أو لم ينظم، ما داموا يجتمعون لواحد يخالف الكتاب والسنة فهذا التحزب. ("مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع"/14/ص461/دار الإمام أحمد).
    الحزبي مبتدع
    والحزبي مبتدع لأنه خالف أصلا من أصول الإسلام: لزوم الجماعة في ضوء الكتاب والسنة والسلفية، ولا يوالي ولا يعادي إلا في الله. قال الإمام الوادعي رحمه الله: حكم من يوالي جماعة ويعادي الآخرين أنه مبتدع ضالّ، اهـ. ("غارة الأشرطة"/2/ص28/مكتبة صنعاء الأثرية).
    وقال شيخنا الناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري حفظه الله: من وقع في الحزبية بلا علم لا يقال حزبيا لأنه ربما لم يبلغه بيان ولا بينات ولا حجة. وأما من بلغته البينات وقامت عليه الحجة فعاند فإنه حزبي مبتدع. والحزبية بدعة. (سجل في 2 جمادى الأولى 1431 هـ).
    وقد قيل للشيخ أحمد النجمي رحمه الله: هل كل من كان فيه حزبيةٌ مبتدعا خارجا من أهل السنة والجماعة؟
    فأجاب رحمه الله: نعم، لأن الحزبية هي بدعة بنفسها، فمن رضي بها، وسار في ركابها، وناصر أصحابها فهو مبتدع، ...إلخ. ("الفتاوى الجلية"/2/214/دار المنهاج).
    وقال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله: فأنا رأيي أن كل حزبي مبتدع شاءوا أم أبوا. ("مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع"/14/ص162/دار الإمام أحمد).
    ومع الأسف أن بعض المشايخ لم يحزبوا ابني مرعي وشلتهما ولم يبدعوهم مع توفر شروط التحزيب والتبديع التي ببعضها حزّبوا وبدّعوا بعض أناس.
    ثم قال الشيخ ربيع: 10- لعن المعين حتى إن بعضهم يلعن أبا حنيفة، وبعضهم يكفره.
    التعليق:
    الخامس والثلاثون من أوصاف الحدادية: لعن من لا يستحقه مع التعيين. وأما شيخنا الناصح الأمين –رعاه الله- إذا ذكر أبا حنيفة ترحم عليه، ولم يلعنه ولم يكفره، ولم يسمع أنه لعن شخصا معينا لا يلعنه الله ولا رسوله صلى الله وعليه وسلم. وأما اللعن بالوصف، لا بذكر اسم الشخص فأدلته مشهورة عند أهل السنة.
    فيا حسرتا على هؤلاء المفترين كيف يُلحقون دار الحديث بدماج بالحدادية ؟ هذا يدل على أنهم أوتوا من سوء الفهم، فلم يُمعنوا النظر في الحدادية. أو لعلهم أوتوا من سوء القصد فاتبعوا الهوى وكابروا الواقع. فأعاذكم الله من أن يعميكم الحسد.
    ]الفصل الحادي عشر: التساهل في التكفير[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: ويأتي الحداد إلى القول الصواب أو الخطأ فيقول هذه زندقة، مما يشعر أن الرجل تكفيري متستر.
    التعليق:
    السادس والثلاثون من أوصاف الحدادية: التساهل في التكفير. والحمد لله، ليست لدي شيخنا الكريم –رعاه الله- فكرة تكفيرية، ولا تساهل في ذلك. وقد ردد حفظه الله الكلام أن أهل السنة لا يكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ارتكبه، إلا ما يجعل فاعله كافرا شرعا، ولا بد في التكفير من استيفاء الشروط وانتفاء الموانع، وذلك موكول إلى عالمه. هذا يدل على تحرّيه منهج أهل السنة في هذا الباب –وغيره-، وتورعه في الحكم وما يترتب عليه.
    وأما المرعيون فعندهم شيء من التساهل في التكفير: وقد حاول هانئ بريك نسبة الردة إلى شيخنا يحيى الحجوري - حفظه الله- كما هو معلوم في إحدى محاضراته. وقال بشير الحزمي في شيخنا يحيى الحجوري - حفظه الله- : (إنه كاذب، فاجر، فاسق، سليط اللسان، زنديق!) كما شهد على ذلك أخونا سميح بن علي - حفظه الله- ("مختصر البيان" /ص43).
    وقال علي عسعوس للأخ حيدرة عزب رعاه الله: الشيخ يحيى عنده أمور ردة. (انظر "الوصايا النافعة في الفتنة الواقعة" (ص19) لأخينا الفاضل أبي بكر الحمادي).
    فالحزب الجديد هم الحداديون. فأما أهل دماج برءاء من ذلك.
    ]الفصل الثاني عشر: الكبر، والعناد، وردّ الحق[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: 11- الكبر والعناد المؤديان إلى رد الحق كسائر غلاة أهل البدع فكل ما قدمه أهل المدينة من بيان انحرافات الحداد عن منهج السلف ورفضوه؛ فكانوا بأعمالهم هذه من أسوأ الفرق الإسلامية وشرهم أخلاقاً وتحزباً.
    التعليق:
    إن العارف بالله حقا متواضع لله. قال إبراهيم رحمه الله: سألت الفضيل: ما التواضع؟ قال: أن تخضع للحق وتنقاد له، ولو سمعته من صبي قبلته منه، ولو سمعته من أجهل الناس قبلته منه اهـ. ("حلية الأولياء" /ترجمة الفضيل بن عياض/3 / ص 392/دار أم القرى/أثر حسن).
    وقال الإمام ابن رجب رحمه الله: فلهذا كان أئمة السلف المجمع على علمهم وفضلهم يقبلون الحق ممن أورده عليهم وإن كان صغيراً، ويوصون أصحابهم وأتباعهم بقبول الحق إذا ظهر في غير قولهم اهـ. ("الفرق بين النصيحة والتعيير"/مجموع رسائل /2/ص404/ط. الفاروق).
    وهذا الذي رأينا من شيخنا –رعاه الله- أنه يقبل الحق وإن جاء من صغار القوم، بل من عدوه، لأنه يرى أن الإنسان –سوى المعصومين- مهما عظم قدره، وعلت منزلته، وكثر علمه فإنه يعلم ويجهل، ويصيب ويخطئ، فالتنبيه مقبول، والتصحيح مرحّب إن كان موافقا للأدلة، ولا أحد أكبر من الحق. وأما القول المرجوح في ميزان الأدلة فإنه مردود وإن سماه صاحبه "نصيحة".
    بل الحزب الجديد حزب ابني مرعي هم المتكبّرون المعاندون بعد إقامة الحجج والبراهين مع عجزهم عن نقضها نقضا علميا. قال الإمام العراقي رحمه الله: وإنما يكون عنادا إذا علم الحق وخالفه. ("التقييد والإيضاح"/1 / ص 157).
    فهم أصحاب الهوى. قال الله تعالى: ﴿إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى﴾ [النجم/23].
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فالمجتهد الاجتهاد العلمي المحض ليس له غرض سوى الحق و قد سلك طريقه، و أما متبع الهوى المحض فهو من يعلم الحق و يعاند عنه. ("مجموع الفتاوى"/29 / ص 44).
    فلما لم يقبلوا الحجج ولم يرجعوا إلى الحق بُدِّعوا، سواء رئيس الحزب أو أذنابه. وتبديع رئيسهم واضح، وأما أذنابهم فكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: والجاهل عليه أن يرجع ولا يصر على جهله ولا يخالف ما عليه علماء المسلمين فإنه يكون بذلك مبتدعا جاهلا ضالا. ("مجموع الفتاوى"/ 7/ص 682).
    وقوله رحمه الله: (ولا يخالف ما عليه علماء المسلمين) أي: ولا يخالف الحق الذي عليه علماء المسلمين، والحق يعرف بموافقة الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة، لا مجرد آراء العلماء.
    فالجاهل المعاند بعد إقامة الحجة يلحق بمتبوعه في الحكم. سئل الشيخ زيد بن محمد المدخلي حفظه الله: هل يقال عن رجل من عوام المسلمين يحمل شبه الحزبيين أنه حزبي؟
    فما أجاب به حفظه الله: من تشبه بقوم فهو منهم، ولكن ينصح أولا، ويبين له الحق لأن الجاهل قد يلبَّس عليه، فيبين له الحق ويرشد إليه. هذه رحمة العلماء. فإذا أصرّ وأبى ودافع عن أهل البدع فحكمه حكمهم لاتفاقهم جميعا على اختيار البدعة وتقديمها على السنة، وهذا من الضلال المبين. ("العقد المنضد الجديد"/2/ص95/ دار الإتقان).
    وقال الشيخ زيد بن محمد المدخلي حفظه الله: سأدلك على بعض العلامات الَّتِي يعرف بِها الحزبي سواء كان رأسًا أو تابعًا إمعةً فيما يلي: الأولى: بانضمامه إلى جماعة معينة لها منهجها الخاص بِها المخالف لمنهج السلف أهل الحديث والأثر، كجماعة الإخوان وفصائلها، وجماعة التبيلغ والمتعاطفين معها، وانتصاره لحزبه أو جماعته بحق وبباطل. الثانية: مجالسته ومشيه مع إحدى الجماعات السالفة الذكر وغيرها من أهل الانحراف في العقيدة والعمل، سواء كانوا جماعة أو كان فردًا تابعًا أو متبوعًا. ("العقد المنضد الجديد"/1/ص31-32).
    وقد سئل شيخنا الناصح الأمين -رعاه الله-: العامي الذي وقع في بدعة ولا يفهم الحجة متى يصير مبتدعا؟
    فأجاب –رعاه الله-: من لم يفهم الحجة يصبر عليه. عوام الناس أنصار من سبق إليهم، فتراهم يناصرون كل ناعق، فقد ناصروا المختار بن أبي عبيد، وعلي بن فضل القرمطي. فعوام الناس يغترون بكثرة المال، وبكثرة الكرم. وخير مقال قصة قارون، يقول الله عز وجل: ﴿فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ [القصص/79] . فعوام الناس يصبر عليهم ويناصحون( )، لا سيما وهم لا يفهمون الحجة ولم يدروا معناها. وإذا كان قد بينت له الحجة، وبان له الأمر وفهمه، ثم عاند وأصرّ فهذا يلحق بمن دافع عنه بالباطل، ...إلخ. ("الثوابت المنهجية"/جمعها كمال العدني/ص23/دار الكتاب والسنة).
    فالحزب الجديد حزب ابني مرعي عاندوا الحق فهم حزبيون مبتدعة. قال الشيخ مفتي السعودية الجنوبية أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله: فإذا كنت قد عرفت عنه بدعة، فنصح عنها، ولكنَّه أصرَّ على البقاء عليها فهو يعتبر قد خرج عن السنة، وأخذ بالبدعة،...إلخ. ("الفتاوى الجلية"/1/س14).
    وقد سئل شيخنا الناصح الأمين حفظه الله: هل هناك فرق بين المبتدع في المنهج والمبتدع في الأمور العبادية؟
    فأجاب –رعاه الله-: المبتدع مبتدع، وليس كل من وقع في بدعة فهو مبتدع( ). فقد يكون أخطأ. ولكن من قصد وعمد في معاندة الحق فهو مبتدع. ("الثوابت المنهجية"/جمعها كمال العدني/ص27/دار الكتاب والسنة).
    تكبر الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي وعناده
    وأما تباكيهم للشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي: (لماذا تتكلمون فيه؟) فالجواب: إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي دافع عن المرعيين دفاع مستميت بعد ظهور الحجج وعاند عن الحق. وهو نفسه ظهرت منه بعض انحرافات، وجلا تكبُّرُه على الحق وعلى النصحاء المحقين. فمن أحب النظر إلى عناده فليقرأ –مثلا- "الوصايا النافعة في الفتنة الواقعة" (ص28-34) لأخينا الفاضل أبي بكر بن عبده بن عبد الله بن حامد الحمادي.
    وانظر تلعباته وعناده وتكبره على الحق في قضية توحيد الحاكمية، كما ذكرها موسعا الأخ أبو الربيع محسن بن عوض القليصي في رسالته "حوار هادىء مع الشيخ الوصابي". وقد مر بنا أن من تديّن بخطأ وعاند الحق وتكبر على النصائح الصادقة فإنه يبدَّع.
    انظر إلى إثباته توحيد الحاكمية توحيدا مستقلا، وهو من شعارات الخوارج المعروفة. وقد حكم العلماء أن ذلك التقسيم المستقل بدعة، لأنه زيادة في الدين. وينطبق عليه قول الإمام ابن الوزير رحمه الله: فاعلم أن منشأ معظم البدع يرجع إلى أمرين واضح بطلانهما فتأمل ذلك بإنصاف وشد عليه يديك. وهذان الأمران الباطلان هما: الزيادة في الدين بإثبات ما لم يذكره الله تعالى ورسله عليهم السلام من مهمات الدين الواجبة، والنقص منه بنفي بعض ما ذكره الله تعالى ورسله من ذلك بالتأويل الباطل. ("إيثار الحق على الخلق"/ص85).
    ولا يعرف السلفيون أن أحدا يرفع هذا شعار الحاكمية إلا أنه من الحزبيين الحركيين.
    فالخلاصة: لا أحد معصوم من الخطأ الآن، ولكن أهل السنة بدار الحديث بدماج في الجملة –والحمد لله- قد وفقهم الله على التواضع لله، قبول الحق، والبعد عن العناد، وهم كما امتثلوا بكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، كذلك وافقوا صنيع عبيد الله بن الحسن رحمه الله إذا جاء.
    قال الإمام ابن مهدي رحمه الله: كنا في جنازة فيها عبيد الله بن الحسن وهو على القضاء فلما وضع السرير جلس وجلس الناس حوله قال فسألته عن مسألة فغلط فيها فقلت أصلحك الله القول في هذه المسألة كذا وكذا إلا أني لم أرد هذه إنما أردت أن أرفعك إلى ما هو أكبر منها فأطرق ساعة ثم رفع رأسه فقال: إذا أرجع وأنا صاغر إذا أرجع وأنا صاغر لأن أكون ذنبا في الحق أحب إلي من أن أكون رأسا في الباطل. ("تاريخ بغداد"/10/ص 308)( ).
    بخلاف هؤلاء المرعيين البرمكيين المكتبرين، فهم المستحقون أن يلحقوا بالحدادية في هذا الباب لعنادهم للحق. كلما كانوا مقهورين أمام صولة حجج السلفيين لم يذعنوا بل ركضوا إلى شيخ من المشايخ شحنوا قلبه على السلفيين حتى قام هذا الشيخ المخدوع ضد الحق المبين. فلما عجز الشيخ عن مقاومة حجج أهل الحق انتقل المرعيون إلى شيخ آخر وفعلوا به مثل ما فعلوا بمن سبق وهكذا فعلوا مرارًا. فليس لديهم استعداد للخضوع للحق وإنما عندهم الهوى يقودهم على الكبر والتحريش بين العلماء كما فعله الحداديون.
    ]الفصل الثالث عشر: الالتصاق بالإمام أحمد بن حنبل[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: 12- كانوا أكثر ما يلتصقون بالإمام أحمد، فلما بُيِّنَ لهم مخالفة الحداد للإمام أحمد في مواقفه من أهل البدع أنكروا ذلك واتهموا من ينسب ذلك إلى الإمام أحمد، ثم قال الحداد: وإن صح عن الإمام أحمد فإننا لا نقلده، وما بهم حب الحق وطلبه وإنما يريدون الفتنة وتمزيق السلفيين.
    التعليق:
    مجرد انتساب طائفة إلى رجل جليل، أو أن يزعم أنه منهم بدون اتباع طريقته الموافقة للحق لا يكفي. وقد كان أهل الكتاب ينتسبون إلى أبي الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام فلم يغن عنهم من الله شيئا لما خالفوا سبيله. وقد رد الله تعالى عليهم انتسابهم الكاذب فقال: ﴿مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَالله وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران/67، 68]. وقال تعالى: ﴿أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ الله وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ الله وَمَا الله بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [البقرة/140].
    قال الإمام القرطبي رحمه الله: نزّهه تعالى من دعاويهم الكاذبة، وبين أنه كان على الحنيفية الاسلامية ولم يكن مشركا. ("الجامع لأحكام القرآن"/4 /ص 109).
    وشأن الحداديين الخبثاء كذلك، انتسبوا إلى السلف الصالح، وشتان بين المشرّق والمغرّب. وهكذا شأن المرعيين: ينتسبون إلى السلف الصالح، فلما بيّن لهم الأصول السلفية التي خالفوها لم يرجعوا. ويلتصقون بالإمام الوادعي رحمه الله، فلما بيّن لهم مخالفتهم لطريقته لم يئوبوا. ويتسترون بالشيخ ربيع حفظه الله، فلما ردّ عليهم السلفيون بصواريح أقواله، وبنيوا لهم مخالفتهم لطريقته ومنهجه لم يتوبوا، ولم يرجعوا.
    وأما شيخنا وعلماء السنة الذين معه كلهم ينتسبون إلى السلف الصالح صدقا، ويزنون العقائد والأقوال والأفعال والأحوال بما كان عليه أصحاب القرون المفضلة، ويرجعون إلى الحق ولو كان مرًّا. وما من أحد إلا يؤخذ من قوله ويردّ عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأما العناد على الحق فإنه سبب الفساد في الخلق.
    كلٌّ ينتسب إلى من شاء، فالمحنة تميز الذهب من النحاس. قال الإمام ابن القيم رحمه الله: البلايا تظهر جواهر الرجال وما أسرع ما يفتضح المدعي. ("بدائع الفوائد"/3 /ص 751).
    وتمثل الإمام الوادعي رحمه الله: ومن تزيا بغير ما هو فيه فضحته شواهد الامتحان. ("غارة الأشرطة"/1/ص537).
    ]الفصل الرابع عشر: لهم علاقات مع الحزبيين[
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: ومع تنطعهم هذا رأى السلفيون علاقات بعضهم بالحزبيين وبعضهم بالفساق في الوقت الذي يحاربون فيه السلفيين ويحقدون عليهم أشد الحقد ولعلهم يخفون من الشر كثيراً فالله أعلم بما يبيتون.
    التعليق:
    هكذا شأن أهل الكتاب وأهل الباطل، كما قال الله تعالى: ﴿تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى﴾ [الحشر/14]
    وقال قتادة رحمه الله في تفسير هذه الآية: تجد أهل الباطل مختلفة شهادتهم، مختلفة أهواؤهم، مختلفة أعمالهم، وهم مجتمعون في عداوة أهل الحقّ. ("تفسير الطبري" /23/ص 292/دار التربية والتراث)( ).
    والحزبيون يتخلقون بهذا الخلق، فهم يستطيعون أن يتحدوا مع أفجر الخلق لضرب أهل السنة.
    والذي جرى عند عبدالرحمن العدني –حفظه الله- الاجتماعات مع بعض الحزبيين ومحاولة تقريب بعض آخرين:
    1- أن يدعو عبدالرحمن العدني في المحاضرات ويجتمع مع علي الحذيفي، وهو حزبي مجروح عند الإمام الوادعي رحمه الله. وهو من رؤوس الفتنة في عدن ومن المقربين لعبدالرحمن العدني بعد التنافر
    والاحتقار من علي الحذيفي لعبدالرحمن العدني. ("تنبيه السلفيين" /ص9).
    2- محاولة التقريب من صلاح علي سعيد الذي كان مع أبي الحسن ولم تظهر منه توبة وكان يطعن في بعض العلماء. (اقرأ أخباره في "حقائق وبيان" ص 13لأبي عبد الله كمال بن ثابت العدني)،
    ت- محاولة الاجتماع مع جلال بن ناصر وقد تكلم فيه الإمام العلامة الوادعي رحمه الله وهو لا يزال في الطبقات من ضمن أصحاب أبي الحسن. (اقرأ أخباره في "حقائق وبيان" ص 13)،
    3- جعل عبد الغفور بن عبيد الشرجي اللحجي بطانة له، ولا بد من كشف أحواله لاغترار كثير من السلفيين به. وكان ذلك الرجل يتربى عند الحزبيين بجامع الدعوة بصنعاء، وكان تلميذا بارًّا لعبد المجيد الريمي الحزبي. وكان عبد الغفور بن عبيد اللحجي من حملة راية جمعية الحكمة ضد أهل السنة. وله غش وخيانة وخداع في شراء الأرض في منطقة «الوهط» بـ«لحج» مما يدل على الهلع على الدنيا، والخيانة، وقلة الصدق حتى شهد على ذلك عوام الناس ("سلسلة النصح والبيان"/2/ص10). وقد شهد الأخ حسين بن طه اللحجي عليه أنه غير مؤتمن ("سلسلة النصح والبيان"/2/ص8). وعنده احتقار بالناس، وقد كتبت بعض الشكاوي لأذيته لأحد جيرانه السلفي. وكان معروفا بالتزلف عند العلماء ("سلسلة النصح والبيان"/2 /ص10). وله احتيالات في أخذ أموال الناس باسم بناء المساجد ("سلسلة النصح والبيان" /2/ص9) وارتكب ظلما عظيما في قضية بناء مسجد "المساوى" ("سلسلة النصح والبيان" /2/ص ). وقد ارتكب أباطيل رديئة في إسقاط إمام مسجد "الخطيب" الأخ محسن لبّة ("سلسلة النصح والبيان"/2 /ص4) ("تنبيه الساجد" ص3).
    وعبد الغفور اللحجي هذا إمام في مسجد تدرّس فيه امرأة حزبية زوجة أحمد بن عبيدان أخي عبد الغفور، وكان من أصحاب جمعية الإحسان وله مجالسة مع الحزبيين. ("سلسلة النصح والبيان"/ 2 /ص4). وهذا الرجل أيضا كان من أصحاب "براءة الذمة"، وجمعية "الحكمة".
    وعبد الغفور اللحجي هذا أيضا قد عمل بعض الأمكار لإسقاط إمام مسجد "صلاح الدين". وهذا المسجد كان من أشهر مساجد السنة في ذلك المكان، وإمامه معروف بالتمسك بالسنة والشدة على الحزبيين. والآن إمامه حسني، وصهر إمام المسجد رئيس الجمعية، حاضر فيه الحسنيون ومنعوا الأخ سامي ذيبان من المحاضرة فيه. ولما حاضر عبد الرحمن العدني رحبوه بالفرح وقالوا: يا شيخ أين أنت؟ (أخبار الأخ مصطفى العدني حفظه الله).
    وكان متجلدا في الدفاع عن المبطلين بالباطل وعن حزبية عبد الرحمن العدني.
    اقرأ أخباره في "سلسلة النصح والبيان" (1) و(2)، و(3) (لأبي الحسن إحسان بن عبد الله اللحجي) وأيضا، و"الخيانة الدعوية " ص 32 (للشيخ أبي محمد عبد الحميد الحجوري الزعكري)، و"المؤامرة الكبرى" ص 26 (لأبي بشار عبد الغني القعشمي).
    4- اءتلافه مع أخيه عبد الله بن مرعي بن بريك العدني، وعلى خيانته للدعوة عدة ردود.
    5- اجتماع حراس المكتبة العامة من العدنيين مع عبد الرحمن العدني؛ مع أنهم في حقيقة الأمر ليسوا حول عبدالرحمن ولا عبدالرحمن نفسه حولهم بل أنهم ليسوا على قلب رجل واحد. ("شرارة اللهب" /2/ص9 /للشيخ محمد العمودي حفظه الله).
    6- تورط أبو مالك الرياشي في ذلك الحزب الجديد مع أنه كانت بينه وبين ياسين العدني عداوة فاجتمعا في معبر في هدف واحد. (راجع "تنبيه السلفيين" /ص4).
    7- وكذلك بين عبد الرحمن بن مرعي العدني وبين ياسين العدني، مع شهرة الخصومة بينهما في هذا المركز.
    هذا شأن عبد الرحمن العدني في مشابهته بالحداديين في العلاقات مع الحزبيين. وأما مشابهة عبد الله بن مرعي بهم في هذا الباب: أن من بطانة عبد الله بن مرعي: سالم بامحرز. هو الذي قال في منتصف سنة 1423هـ: (نحن قد انتهينا من أبي الحسن والدور جاي على الحجوري!!!). قال فيه شيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله لما اكتشف فتنة الرجل حوالي سنة 1429هـ: عنده تعصب وتشم منه رائحة التعصب الشديد والتكتل الشديد وكذلك أيضا الولاء والبراء الضيق لعبد الله بن مرعي ولأخيه. اهـ
    ومن بطانة عبد الله بن مرعي: أبو هاشم جمال خميس سرور، وعبد الله بن علي باسعيد وأحمد عمر باوافي وعبد الحافظ براهم العامري وغيرهم. وقد مرت بنا أخبارهم. (راجع أيضا "زجر العاوي"/3/ ص34-35 /للشيخ أبي حمزة العمودي الحضرمي).
    وأما شيخنا ومن معه فإنهم متميزون من أهل الباطل ولو في ضيق الأحوال. وهم ثبتوا على ما قال السلف الصالح في مجانبة أهل الأهواء، وعلى ما قاله شيخهم الإمام الوادعي -رحمه الله-: وننصح أهل السنة أن يتميزوا وأن يبنوا لهم مساجد ولو من اللبن أو من سعف النخل، فإنّهم لن يستطيعوا أن ينشروا سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلا بالتميّز وإلا فالمبتدعة لن يتركوهم ينشرون السنة. ("تحفة المجيب" /ص 208/دار الآثار).
    وقال شيخنا يحيى الحجوري حفظه الله: ننصحكم بالتميز فإن مخالطة أهل الباطل تضييع
    للحقّ. «من سمع بالدجال فلينأ عنه»( ). «الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»( ). (15 شعبان 1430 هـ).
    وقال حفظه الله: ضابط التميز عند أهل السنة هو الثبات على الحق مع مجانبة أهل الباطل. (15/11/1430).
    وقال حفظه الله: التميز عن أهل الباطل أصل أصيل. وهل خرجت الفتن إلا بسبب عدم التميز عن المبطلين؟ وعلى هذا أدلة من الكتاب والسنة وإجماع السلف. (سجل تاريخ 20 جمادى الثانية 1431 هـ).
    فهذا هو منهج الشيخ يحيى الحجوري ومن معه. والشيخ ربيع قد علم هذا. قال الشيخ ربيع حفظه الله في كلامه على أبي الحسن: ... الشيخ مقبلاً وكبار تلاميذه لأنهم كانوا ولا يزالون يرون هجر أصحاب الحزبيات والتميز عنهم بل قال الشيخ مقبل:"هذه دعوتي وهذه طريقتي التي تميزني عن هؤلاء الجهلة". ("انتقاد عقدي منهجي" ص 303).
    فالشيخ يحيى ومن معه هم السلفيون، وأن المرعيين هم الحداديون.
    وفي أواخر ما سطره الشيخ ربيع بن هادي حفظه الله في شأن الحدادية قال: فإذا بين لنا أبو الحسن بالأدلة الواضحة على أن من يرميهم بالحدادية قد اتصفوا بهذه الصفات، فسوف لا نألوا جهداً في إدانتهم بالحدادية، بل والتنكيل بهم بالكتابة فيهم والتحذير منهم ، وإلحاقهم بالحدادية بدون هوادة. وإن عجز عن ذلك فعليه أن يتوب إلى الله عز وجل ويعلن هذه التوبة على الملأ، وإلا فلا نألوا جهداً في نصرتهم ونصرة المنهج السلفي الذي يسيرون عليه والذب عنه وعنهم.
    التعليق:
    رسالة الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله هذه جواب لأبي الحسن المأربي الذي يرمي الشيخ يحيى الحجوري ومن معه بالحدادية. والمرعيون الآن، ومن معهم يرمون الشيخ يحيى الحجوري ومن معه –حفظهم الله- بالحدادية بدون أدلة واضحة على أن هؤلاء الأجلاء قد اتصفوا بهذه الصفات.
    وقد بيّنتُ بطلان رميهم أهل دماج بالحدادية، ووضحت فشل المرعيين وأضرابهم في إلصاق الحدادية إلى شيخنا الناصح الأمين ومن معه –رعاهم الله-، فضلا أن يكونوا من الحدادية الغلاة كما قاله بعض المفترين.
    فنطلب من هؤلاء المعتدين كما طلب الشيخ ربيع المدخلي من أبي الحسن: أن يتواضعوا لله، ويتوبوا إلى الله عز وجل من هذه الجريمة العظيمة ويعلنوا هذه التوبة على الملأ. قال الإمام ابن القيم رحمه الله: وكما أن من تواضع لله رفعه، فكذلك من تكبر عن الانقياد للحق أذله الله، ووضعه، وصغّره، وحقّره. ومن تكبر عن الانقياد للحق ولو جاءه على يد صغير أو من يبغضه أو يعاديه فإنما تكبره على الله، فإن الله هو الحق، وكلامه حق، ودينه حق، والحق صفته ومنه وله، فإذا رده العبد وتكبر عن قبوله فإنما ردّ على الله وتكبر عليه، والله أعلم. ("مدارج السالكين"/2/ص271/دار الحديث).
    ونحن لا نألو جهداً إن شاء الله في السعي في نصرة السلفيين المحقين البارئين، وفي نصرة المنهج السلفي الذي يسيرون عليه والذب عنه وعنهم.
    ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله: وعلى السلفيين الصادقين أن ينصروهم وينصروا المنهج الذين يسيرون عليه، ويأخذوا على يد من ظلمهم وظلم منهجهم، وحذار حذار أن يقع أحد منهم فيما وقع فيه الحدادية ، أو في بعض ما وقعوا فيه، وهذا هو الميدان العملي لتمييز الصادقين من الكذابين، كما قال تعالى: ﴿ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن الكاذبين﴾. انتهى النقل.
    التعليق:
    بعد وضوح الأدلة والبراهين والبينات على فساد ذلك الطعن بالحدادية في شيخنا يحيى الحجوري والسلفيين الذين معه –حفظهم الله-، وظهرت براءتهم منها وقوة استقامتهم على السنة، على السلفيين الصادقين المنصفين أن ينصروهم وينصروا المنهج القرآني النبوي السلفي الذين يسيرون عليه، ويأخذوا على يد من ظلمهم وظلم منهجهم، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ الله شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون﴾ [المائدة/8] .
    ثم إن هذا الكتاب كما أنه دفاع صادق منصف –إن شاء الله، وبتوفيق الله وحده، مع ما في الكتاب من الأخطاء البشرية- عن الشيخ يحيى الحجوري والأجلاء الذين معه –رعاهم الله-، فكذلك هو رد واضح على الحدادية، وتحذير منهم وبيان على جهلهم وخبثهم. فحذار حذار أن يقع أحد من المسلمين فيما وقع فيه الحدادية ، أو في بعض ما وقعوا فيه، وهذا هو الميدان العملي لتمييز المؤمنين الصادقين من المنافقين الكذابين، كما قال تعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا * لِيَجْزِيَ الله الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ الله كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾.[الأحزاب/23، 24]
    وألا يتعصب لمن ثبتت بدعته وانحرافاته ، مهما عظمت منقبته مثل عبيد الجابري ومحمد الوصابي وغيرهما. وأن يكون الحق أعظم في قلوبهم من كل شيء.
    وقد ظهر عند هذا التحقيق ظهورًا جليًّا أن المرعيين هم الذين نالوا قصب الفوز في اللحاق بالحدادية، واستدلالهم بأقوال الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله صارا دليلا عليهم. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وهكذا أهل البدع لا يكادون يحتجون بحجة سمعية ولا عقلية إلا وهي عند التأمل حجة عليهم لا لهم. ("مجموع الفتاوى"/6/ص254).
    قلت –وفقني الله-: فالمرعيون البرمكيون ليست لديهم حجة سمعية في افترائهم على السلفيين، ولا العقلية. بل احتجاجهم بأقوال الشيخ ربيع حفظه الله في صفات الحدادية جلّها راجعة عليهم. قال الله تعالى: ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَحْوِيلًا﴾ [فاطر/43].
    فليقولوا: هذه بضاعتنا ردت إلينا. وقد عاد السهم إلى النزعة( ).
    وقد بذل لهم السلفيون نصائح كثيرة مع دلائل أباطيلهم فما استكانوا لربهم وما يتضرعون، بل فخالفوا الحق عمدا وتدينا كما هو شأن الحداديين، فهم مبتدعة. قال الإمام الوادعي رحمه الله: ومن علم الدليل ثم عمل بخلاف الدليل يعدّ مبتدعا. ("غارة الأشرطة"/1/ص164).
    بل قال الإمام البربهاري رحمه الله: ومن خالف الكتاب والسنة فهو صاحب بدعة وإن كان كثير الرواية والكتب. ("شرح السنة"/له/ص36/دار الآثار).
    قولنا: (تدينا) احتراز ممن خالف الشريعة بمجرد العصيان. فما نقول إن العاصي مبتدعا، ولكن من فعل شيئا لم يشرعه الله ولا رسوله معتقدا أنه مشروع فقد ابتدع في الإسلام بدعة. فهذا القيد مهمّ. قال الإمام الشاطبي رحمه الله: ولا معنى للبدعة إلا أن يكون الفعل في اعتقاد المبتدع مشروعا وليس بمشروع. ("الاعتصام"/1/ص 364).
          


    الباب الخامس: بغي من رمى أهل السنة في دماج بالحدادية

    قال ابن منظور رحمه الله: والبغي هو التعدي وبغى الرجل علينا بغيا عدل عن الحق واستطال الفراء. ("لسان العرب"/14/ص 75).
    وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: أن البغي غالب استعماله في حقوق العباد والاستطالة عليهم. ("مدارج السالكين"/1/ص 370).
    والبغي حرام، وقد قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِالله مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى الله مَا لَا تَعْلَمُون﴾ [الأعراف/33]، وقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ﴾ [يونس/23].
    وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا - مع ما يدخر له في الآخرة - مثل البغي وقطيعة الرحم». (أخرجه الإمام أحمد (5 /ص 36) وأبو داود (14/ص 200) وغيرهما، وحسنه الإمام الوادعي رحمه الله في "الجامع الصحيح" (4301/دار الآثار)).
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فالباغي الظالم ينتقم الله منه في الدنيا والآخرة، فإن البغي مصرعه. ("مجموع الفتاوى"/35 / ص 82).
    وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: وقد سبقت سنة الله أنه لو بغى جبل على جبل جعل الباغي منهما دكا. ("بدائع الفوائد" /2/ص 464).
    وإن من البغي رمي أهل السنة في دماج بالحدادية وهم برآء منها.
    عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «.... وَمَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ أَسْكَنَهُ الله رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ». (أخرجه أبو داود (3592)، وصححه الإمام الوادعي رحمه الله في "الصحيح المسند" (755)).
    وسئل الشيخ أحمد النجمي رحمه الله: ما رأي فضيلتكم فيمن يحذر من معهد الشيخ مقبل بن هادي الوادعي، ويرمي طلبته بأنَّهم حدادية؟
    فأجاب رحمه الله: طلبة الشيخ مقبل على العموم نعلم أنَّهم على السنة. أمَّا من زعم أنَّهم حدادية، فزعمه هذا باطل، وقوله هذا تجني، وبغي على طلبة الشيخ مقبل -رحمه الله-. وإنَّ معهد دماج؛ الذي أسسه الشيخ مقبل -رحمه الله- في بؤرة التشيع، ووسط التشيع، فنشرت فيه السنة في تلك البقاع الَّتِي ما كان أحد يجرأ على الكلام فضلاً عن الرد عليهم، وقد نفع الله بطلاب الشيخ مقبل، فانتشرت بِهم السنة في جميع بقاع اليمن عدا نفرٌ قليلٌ منهم خالفوا عقيدة أهل السنة والجماعة -الَّتِي رباهم، ونشأهم عليها الشيخ مقبل -رحمه الله- وأخذوا بطريقة المبتدعة، وحسَّن لهم الشيطان طرق الابتداع، فهؤلاء لا يعتبر بِهم، وإنَّما يعتبر بمن ثبتوا على السنة، ودانوا بِها، ودعوا إليها، ووالوا، وعادوا من أجلها، وأحبوا، وأبغضوا من أجلها هؤلاء هم الذين يعتبر بِهم، وهم الذين سلكوا مسلك أهل الحديث والأثر واتبعوا مذهب أهل السنة والجماعة؛ لذلك فإنِّي أقول: من يقول أنَّ هؤلاء حدادية، فهو باغٍ ظالم وعند الله الملتقى، وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه. ("الفتاوى الجلية"/2/ص71-72/دار المنهاج).


    الباب السادس: هل الصدع بالحق يعتبر تمزيقا للدعوة؟

    اتهم بعض الحزبيين شيخنا يحيى الحجوري حفظه الله بتمزيق صف السلفيين.
    فأجبت –وفقني الله-: قال الله تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون﴾ [الأنعام : 153]، و قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى الله ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُون﴾ [الأنعام/159]، قال الله تعالى: ﴿فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ﴾
    وفي حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال: إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: «إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة -يعني الأهواء-، كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة. وأنه سيخرج في أمتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله». (أخرجه الإمام أحمد (16937/ الرسالة)، وهو حديث حسن).
    وقد مر بنا قول الإمام الطيبي رحمه الله في أن المراد بالجماعة هي الصحابة ومن بعدهم من التابعين وتابعي التابعين من السلف الصالحين. ("تحفة الأحوذي"/كتاب الأمثال/باب ما جاء في مثل الصلاة والصيام/7 /ص 281).
    بهذه الأدلة وأمثالها عرفنا أن الفرقة هي التي تخالف الكتاب والسنة ومنهج الصحابة، كما أن الجماعة هي التي توافق هذه الأصول الثلاثة. قال شيخ الإسلام رحمه الله: وشعار هذه الفرق مفارقة الكتاب والسنة والإجماع، فمن قال بالكتاب والسنة والإجماع كان من أهل السنة والجماعة. ("مجموع الفتاوى"/3/ص 346).
    فالمعيار في أحكام اعتقاد القلوب ونطق الألسنة وحركات الجوارح هي هذه، كما قال شيخ الإسلام رحمه الله: وإنما المتّبَع في إثبات أحكام الله: كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وسبيل السابقين الأولين، لا يجوز إثبات حكم شرعي بدون هذه الأصول الثلاثة ، نصا واستنباطا بحال. ("اقتضاء الصراط المستقيم"/2 /ص171).
    وقد أبرز شيخنا الناصح الأمين وعلماء السنة الذين معه حججا على ثباتهم على الكتاب والسنة والسلفية، مع صفاء دعوتهم من أدران الإلحاد عن هذه الأصول الثلاثة، فهم أهل السنة والجماعة. وأبرزوا أيضا أدلة واضحة على اعوجاج طريقة هؤلاء الحزب الجديد وتلوثهم بالأهواء والمناهج الخلفية، فهم فرقة من الفرق.
    وقال العلامة الشاطبي رحمه الله : قال الله تعالى: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا﴾ بعد قوله : ﴿اتقوا الله حق تقاته﴾ فأشعر أن الاعتصام بحبل الله هو تقوى الله حقا وأن ما سوى ذلك تفرقة لقوله : ﴿ولا تفرقوا ﴾ والفرقة من أخص أوصاف المبتدعة لأنه خرج عن حكم الله وباين جماعة أهل الإسلام. ("الاعتصام" /ص88).
    وينطبق عليهم قول شيخنا حفظه الله: من جانب ما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإنه من الاثنين وسبعين فرقة. (سجل تاريخ 9/8/1430 هـ).
    إن الأنبياء عليهم السلام وورثتهم يدعون إلى الاجتماع على الكتاب والسنة. ثم حصل فرقة بين أهل الحق والباطل عند مجيء دعوة الحق. قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا الله فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ﴾ [النمل/45].
    وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما مرفوعا: «ومحمد صلى الله عليه وسلم فرق بين الناس». (أخرجه البخاري (الاعتصام/باب الاقتداء بسنن الرسول/(7281)/دار السلام)).
    قال الملا علي القاري رحمه الله: أي فارق بين المؤمن والكافر والصالح والفاسق. ("مرقاة المفاتيح"/1/ص496).
    وقال شيخ الإسلام رحمه الله: وقد بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق. به فرق الله بين التوحيد والشرك وبين الحق والباطل وبين الهدى والضلال وبين الرشاد والغي وبين المعروف والمنكر اهـ. ("مجموع الفتاوى" /27 / 442/مكتبة ابن تيمية).
    وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « مَثَلِى وَمَثَلُ مَا بَعَثَنِي الله كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى قَوْمًا فَقَالَ رَأَيْتُ الْجَيْشَ بِعَيْنَىَّ ، وَإِنِّى أَنَا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ فَالنَّجَا النَّجَاءَ . فَأَطَاعَتْهُ طَائِفَةٌ فَأَدْلَجُوا عَلَى مَهْلِهِمْ فَنَجَوْا، وَكَذَّبَتْهُ طَائِفَةٌ فَصَبَّحَهُمُ الْجَيْشُ فَاجْتَاحَهُمْ ». (أخرجه البخاري (6482)).
    وانظروا –وفقني الله وإياكم-: أن القوم لما جاءهم الحق صاروا الفرقتين: فالتابعون للحق هم الناجون، ورافضوه هم الهالكون. أفيلام متبعو الحق لكونهم يأبون الاجتماع مع الصنف الثاني ليهلكوا جميعا. أويلام النذير؟ أو يذمّ الإنذار لكونه سببا للفرقة؟ أويتركهم مجتمعين على سكون الحياة ولم يشعروا بقدوم الخطر العظيم؟ فالاجتماع الحق النافع هو الاجتماع على سبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمن أطاع رسل الله فهو معهم على الصراط المستقيم، وهم أهل الجماعة. ومن عصاهم فقد ترك الصراط السوي ومال إلى تلك السبل وفارق الجماعة، فعليه اللوم والذم. فسبب الفرقة هو الخروج عن اتباع الكتاب والسنة ومنهج السلف.
    وقال الشيخ عبد المحسن حفظه الله: أما انحراف أهل البدع والأهواء عن الكتاب والسنة فهو السبب الحقيقي لتفرقهم وتمزقهم ...إلخ ("الانتصار لأهل السنة"/ ص33/دار الفضيلة).
    وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: التحذير من المناهج المخالفة لمنهج السلف يعتبر جمعا لكلمة المسلمين لا تفريقا لصفوفهم، لأن الذي يفرق صفوف المسلمين هو المناهج المخالفة لمنهج السلف اهـ. ("الأجوبة المفيدة"/الحارثي/ص157/مكتبة الهدي المحمدي).
    فبان بهذا البيان لدى أهل الإنصاف والفطرة أن أهل دماج ومن معهم هم أهل السنة والجماعة، يدعون الأمة إلى الاجتماع على صراط الله المستقيم، وأن المرعيين هم أهل البدعة والفرقة، يدعون الناس إلى ترك الصراط فيميلون إلى تلك السبل المهلكة.
    فهذا ديننا، لا نسكت عن انحرافات من انحرف عن الحق -إن شاء الله- وإن أمرنا بعض الناس –كما حصل مرارا- بالسكوت ورمانا –جورا- بالحدادية والسفاهة وتمزيق الدعوة. قال شيخ الإسلام رحمه الله: فلا نترك دين الإسلام لشناعة المشنع ولا لتكفير مكفر، ولا لتضليل ضال، فإن إياب الخلق إلى الله وعليه حسابهم، فالموحد لله سبحانه يظهر الحق حيث كان، خاصا وعاما، وكتابا، حتى لو طلب منه يكتم الحق في وقت الخوف الشديد لم يكتم اهـ. ("الرد على البكري"/2/ص765-766).
    فنحن نجلّ العلماء ونكرمهم ونعظّمهم.
    ومن بغى علينا وافترى علينا فهذه أجوبتنا، ونسأل الله عز وجل أن يرده إلى الحق رد جميلا، ويبصره أن الذين رماهم بهذه الكلمات الجائرة هم أهل السنة المستقيمين بإذن الله، وأن الذين دافع عنهم هم الذئاب الخونة المتسترون به. فالله المستعان.


    الباب السابع: نصرة أهل الحق بأدلتها ليست عصبية ولا تقليدا

    اتهم بعض الحزبيين الجددِ الطلاب المناصرين لشيخنا الناصح الأمين بالعصبية والتقليد، وليس كذلك.
    إن العصبي هو الذي يغضب لعصبته ويُحَامي عنهم. والتعصب من العصبية، والعَصَبِيَّة: أن يدْعو الرجلَ إِلى نُصْرةِ عَصَبَتِه والتَّأَلُّبِ معهم على من يُناوِئُهُم ظالمين كانوا أَو مظلومين. (انظر "لسان العرب"/6/ص275، وص276. و "النهاية في غريب الأثر"/3/ص 204).
    هذا يدل على أن المتعصب هو الذي ينصر عصبته أو فرقته ويحامي عنهم محقين كانوا أو مبطلين. ولسنا كذلك. إن البينات والحجج التي ذكرتها من أول هذه الرسالة إلى آخرها لكافية للسلفيين العقلاء فيفهمون أن شيخنا الناصح الأمين والعلماء الذين معه في هذا النزاع هم أهل الحق.
    والحق عرف بالحجة، والحجة هي اتباع الكتاب والسنة على فهم السلف. قال الله تعالى: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا﴾.
    قال الإمام ابن القيم رحمه الله في مسألة النزاع: وحينئذ فتكون المسألة مسألة نزاع يجب ردها إلى الله تعالى ورسوله. ومن أبى ذلك فهو إما جاهل مقلد، وإما متعصب صاحب هوى عاص لله تعالى ورسوله صل الله عليه وسلم، متعرض للحوق الوعيد به. ("إغاثة اللهفان" /ص 323).
    ولما علمنا أن الحق والحجة والسنة مع شيخنا الناصح الأمين ومن معه من علماء السلفيين وطلبة العلم، يجب علينا نصرتهم لقول الله عز وجل: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [المائدة/2].
    وقال سبحانه: ﴿فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى الله قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ الله آَمَنَّا بِالله وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ ]آل عمران/52[.
    وقال شيخ الإسلام رحمه الله: وإذا وقع بين معلّم ومعلّم، أو تلميذ وتلميذ، أو معلّم وتلميذ خصومة ومشاجرة لم يجز لأحد أن يعين أحدهما حتى يعلم الحق، فلا يعاونه بجهل، ولا بهوى. بل ينظر في الأمر. فإذا تبين له الحق أعان المحق منهما على المبطل، سواء كان المحق من أصحابه أو أصحاب غيره، وسواء كان المبطل من أصحابه أو أصحاب غيره، فيكون المقصود عبادة الله وحده وطاعة رسوله واتباع الحق والقيام بالقسط. ("مجموع الفتاوى"/28 / ص 16).
    وقد قام الشهود الثقات على المرعيين الحزبيين، وأبرز العلماء الخبراء بينات مكرهم وانحرافهم، وتظاهرت الأمارات ودلالات الحال على زيغهم. فتلك الكتب والملازم والأشرطة الموجهة إليهم قائمة على العلم. أهذه كلها ملغاة عندكم؟ ولكنها تفيد العلم لذي العينين.
    وانظر إلى هذه القصة المزرية: قال أخونا الفاضل أبو أنس يوسف اللحجي رعاه الله: الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد: فقد طلب مني الأخ العمودي أن أذكر له حقيقة واقعة مسجد البخاري الواقع في محافظة لحج قرية المحلة، وذلك أني كنت موجودا في هذه الواقعة وهاك حقيقتها وزمام خطامها وهي: أننا انطلقنا من مسجد أخينا الفاضل أبي هارون إلى مسجد أخينا الفاضل عبد العزيز الذي وقعت فيه القصة وعلى أن المحاضرة تكون لأخينا عبد العزيز إمام المسجد. ولما وصلنا إلى المسجد قبل الغروب بقليل وجدنا المسجد مغلقا ثم بعد ذلك فتح المسجد ونحن لا نعلم أن بعض جهال المتعصبين وعوام أهل القرية سيعملون ضجة في المسجد، وعلى أن الحكومة تغلق المسجد. فدخلنا المسجد وتوضئنا ثم خرجنا إلى المسجد وكان ذلك قبل أذان المغرب بقليل فبينما نحن كذلك إذ سمعنا أصواتا مرتفعة وضجة قوية من بعض المتعصبين وعوام أهل القرية الذين هم مدفوعون من بعض أصحاب حزبية عبد الرحمن هداهم الله. فدخلوا وغلقوا الأبواب وأطفئوا الأنوار، وأخذت مكبرات الصوت. ثم ونحن في هذه الضجة قام إمام المسجد وأذن وصلى على تلك الحالة من الضجة ورفع الأصوات. ثم أتى بعض المتعصبين بالشرطة ليأخذوا أخانا عبد العزيز وهو يحاضر فكانوا يدفعون بالعسكر ليأخذوه إلا أن العسكر كانوا أعقل من الحزبييين المتعصبين، فقالوا: كيف نأخذه وهو يتكلم؟ فجلس العسكر ويستمعون للمحاضرة والمتعصبون في فوضى. ثم بعض المتعصبين كانوا متجهين إلى محاضرة في نفس القرية في مسجد آخر. فلما رأوا الفوضى نزلوا وأكملوا ما بقي من الزوبعة، وبعضهم أراد أن يضارب. وبعد المحاضرة توجهنا إلى الشرطة فوجدنا المتعصبين هنالك وعلى رأسهم محمد الخدشي –أصلحه الله-، وسجن بعض الإخوان وفي اليوم الآخر توجه عبد الغفور هداه الله إلى الشرطة، وأخبرنا أنه كان يقول: (الأمر للعوام، فمن اختروه إماما يكون إماما) علما أن المتعصبين هم الذين حرضوا العوام على أخينا عبد العزيز حفظه الله وسدده على أن يزجروه من إمامة اهـ. كتبه أبو أنس يوسف اللحجي. ("زجر العاوي" /للشيخ محمد العمودي /3 /ص24-25).
    هذه القصة الثابتة تفيد علما يقينيا بانحرافات المرعيين لدي أولي الأبصار. وأما من أعماه التعصب والحسد، فما تغني الآيات عن قوم لا يوقنون.
    انظروا إلى قضية الشام حيث إن بعض المتعصبين لعلي حسن الحلبي- وقد كان هو سبب الفتنة- أخذوا مركزًا على إخوة سلفيين. فقال الشيخ ربيع: ( هؤلاء إن لم يتركوا التعصب لعلي الحلبي ولم يرجعوا المركز والمدرسة لهشام فليسوا سلفيين.(اهـ ("مختصر البيان"/ص25).
    كيف كانت هذه القضية تفيد العلم بخروج الحلبيين –أتباع علي الحسن الحلبي- من السلفية، وأضعاف أضعافها لا تفيد العلم بمروق المرعيين من السلفية؟
    فالحمد لله الذي بصر السلفيين ووفقهم على الإنصاف وعدم الكيل بكيلين، فقام بنصرة الحق وأهله في هذه الفتنة قياما على علم ويقين لا مجرد الظنون ولا التقليد.
    قال ابن حزم رحمه الله: والعلم: هو تيقن الشيء على ما هو عليه، إما عن برهان ضروري موصل إلى تيقنه كذلك، وإما أول بالحس أو ببديهة العقل،... إلخ. ("الأحكام"/1 / ص 34).
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: أن العلم ما قام عليه الدليل والنافع منه ما جاء به الرسول. فالشأن في أن نقول علما وهو النقل المصدق والبحث المحقق، فإن ما سوى ذلك وإن زخرف مثله بعض الناس خزف مزوق، وإلا فباطل مطلق. ("مجموع الفتاوى"/6/ص 388).
    وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في "النونية" (ج 1 / ص 65):
    إذ أجمع العلماء أن مقلدا*** للناس والأعمى هما أخوان
    والعلم معرفة الهدى بدليله*** ما ذاك والتقليد مستويان
    وقال الإمام الصنعاني رحمه الله: فالعلم هو المعنى الذي اقتضى سكون النفس بما علمته، وهو الذي يعبرون عنه بأنه التصديق الجازم المطابق مع سكون النفس. ("إجابة السائل شرح بغية الآمل"/1/ص33).
    وقال الإمام عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ رحمه الله: والعلم معرفة الهدى بدليله، وإدراك الحكم على ما هو عليه في نفس الأمر ليس إلا. ("عيون الرسائل"/له/2/ص525-526/مكتبة الرشد).
    فلا شك العقلاء أن من قامت لديه بينات، وشهادات الثقات، مع تظاهر الأمارات ودلالات الحال فقد حصل على علم. بل العلم يحصل بما هو أقلّ من ذلك.
    بل حزب البرامكة المرعية هم يرمون أهل السنة في دماج بالحدادية بمجرّد الظنون والتخرصات، لا بينة ولا ضبط. جدير أن يقال لهم ما قاله الإمام السرخسي رحمه الله: فإن زعمت أنك تقوله عن علم، فالعلم الذي يحدث للمرء لا يكون إلا بدليل. ("أصول السرخسي"/2/ص217).
    فبهذا البيان كله عرف العقلاء السلفيون الذين قاموا بمناصرة شيخنا الناصح الأمين في هذا الموقف على بينة من ربنا، لا على تقليد، ولا على عصبية، وذلك من فضل الله علينا وعلى العقلاء، ولكن أكثر الحزبيين لا يعلمون.
    بل قد أقمنا حججا على أن المرعيين البرمكيين هم أصحاب التقليد الباطل وضموا إليه أخاه: القياس الفاسد. قال الإمام ابن القيم رحمه الله: وهذا هو القياس الباطل المتفق على ذمه، وهو أخو هذا التقليد الباطل كلاهما في البطلان سواء. ("إعلام الموقعين"/2/ص 269).
    والله تعالى أعلم، والحمد لله رب العالمين.

    ليلة الاثنين، تاريخ 9 جمادى الأولى 1432 هـ
    تاريخ التهذيب والتنقيح: ليلة الخميس 28 رمضان 1433 هـ
    دار الحديث بدماج اليمن
    حرسها الله


    فهرس الرسالة

    تقديم الشيخ الفاضل أبي عبد الله محمد بن علي بن حزام البعداني حفظه الله ورعاه 3
    تقديم الشيخ الفاضل أبي عمرو عبد الكريم بن أحمد الحجوري حفظه الله ورعاه 5
    مقدمة المؤلف 7
    الباب الأول: مجمل فرقة الحدادية 9
    الباب الثاني: تشويه حملة السنة بالألفاظ القبيحة 11
    الباب الثالث: مع رسالة الشيخ ربيع المدخلي "خطورة الحدادية الجديدة وأوجه الشبه بين الحدادية وبين الروافض" 14
    ]الفصل الأول: التقية[ 14
    ]الفصل الثاني: السرية[ 15
    ]الفصل الثالث: رفض بعض أئمة السلف وأصولهم مع التنقّص[ 17
    ]الفصل الرابع: قضية المصالح والمفاسد[ 37
    ]الفصل الخامس: قضية الأخذ بالرخص في الأصول والواجبات[ 40
    ]الفصل السادس: محاولة إسقاط العلماء الثابتين على الحق[ 43
    ]الفصل السابع: التستر ببعض علماء السنة مع تبييت مكر ببعض الصادعين منهم بالحقً[ 50
    ]الفصل الثامن: التحريش بين أهل المنهج السلفي[ 53
    ]الفصل التاسع: الدعوة إلى تقليد بعض العلماء في مخالفة الحق[ 56
    ]الفصل العاشر: التظاهر بمحبة بعض علماء السنة لضرب الآخرين منهم[ 62
    ]الفصل الحادي عشر: الدفاع عن الحزبيين[ 66
    ]الفصل الثاني عشر: اتبعوا الهوى حتى مرقوا من السلفية[ 68
    ]الفصل الثالث عشر: الأكاذيب، والافتراء على أهل السنة، والخيانة، وبتر الكلمة[ 69
    ]الفصل الرابع عشر: كثرة النفاق عند الحزبيين[ 81
    كلما ظهر أهل الباطل أقام الله جنده لكشفه وحربه 82
    ]الفصل الخامس عشر: تصديق الكذب[ 84
    ]الفصل السادس عشر: التلونات والتدرّج في تنفيذ المكر[ 87
    ]الفصل السابع عشر: يستهدفون بعض أئمة السنة وعلماء السلفية[ 88
    قضية محمد بن عبد الوهاب الوصابي 89
    ]الفصل الثامن عشر: التقلبات ورمي الإمام الألباني بالإرجاء[ 93
    ]الفصل التاسع عشر: بعد رميهم الإمامَ الألباني بالعظائم تظاهروا بالثناء عليه ونشر كتبه[ 94
    النقد العلمي بين أهل السنة عند حصول خطأٍ واجبٌ ولا يعتبر طعنا 96
    إذا سكت أهل الحق عن أهل الأهواء استفحل الأباطيل 97
    ]الفصل العشرون: التعاون فيما بينهم على الإثم والعدوان[ 99
    ]الفصل الحادي والعشرون: عناد الحق بعد إيضاحه، والتمادي في الباطل، وتقيلب الحقيقة[ 101
    ]الفصل الثاني والعشرون: أنشئت الحدادية لحرب السلفية، وليس لأصحابها شغل إلا ذلك[ 103
    من ثناء العلماء على دار الحديث بدماج 104
    ]الفصل الثالث والعشرون: التقية وراء الأسماء الأثرية ليندسوا بين السلفيين[ 105
    ]الفصل الرابع والعشرون: التباكي والدعاوي الكاذبة لإغرار الناس[ 106
    ]الفصل الخامس والعشرون: الولاء والبراء على أشخاص لا على الكتاب والسنة[ 107
    ]الفصل السادس والعشرون: قضية عبيد الجابري[ 108
    ]الفصل السابع والعشرون: أفرطوا في الثناء على من معهم، فلما تركهم أفرطوا في ثلبه[ 116
    ]الفصل الثامن والعشرون: تسمية الشيء بغير اسمه[ 119
    الباب الرابع: مع رسالة الشيخ ربيع المدخلي "منهج الحدادية " 122
    ] الفصل الأول: بغضهم لعلماء المنهج السلفي[ 122
    ]الفصل الثاني: تبديعهم كل من وقع في بدعة[ 123
    ]الفصل الثالث: تبديعهم من لا يبدع من وقع في بدعة[ 123
    ]الفصل الرابع: تحريم الترحم على أهل البدع بإطلاق[ 125
    ]الفصل الخامس: تبديع من يترحم على مثل أبي حنيفة والشوكاني وغيرهما[ 126
    ]الفصل السادس: العداوة الشديدة للسلفيين الذائبين عن السنة[ 127
    ]الفصل السابع: ادعاء التحذير من الإخوان المسلمين وسيد قطب والجهيمانية[ 129
    ]الفصل الثامن: غلوهم في الحداد[ 129
    ]الفصل التاسع: يرمون علماء السنة بالكذب[ 131
    ]الفصل العاشر: لعن السلفيين، وإرهابهم، وتهديدهم بالضرب[ 133
    الحزبي مبتدع 136
    ]الفصل الحادي عشر: التساهل في التكفير[ 137
    ]الفصل الثاني عشر: الكبر، والعناد، وردّ الحق[ 138
    تكبر الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي وعناده 141
    ]الفصل الثالث عشر: الالتصاق بالإمام أحمد بن حنبل[ 143
    ]الفصل الرابع عشر: لهم علاقات مع الحزبيين[ 144
    الباب الخامس: بغي من رمى أهل السنة في دماج بالحدادية 154
    الباب السادس: هل الصدع بالحق يعتبر تمزيقا للدعوة؟ 157
    الباب السابع: نصرة أهل الحق بأدلتها ليست عصبية ولا تقليدا 161
    فهرس الرسالة 166

يعمل...
X