دعاة السوء وجريمة مسلسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه النجباء ومن تبعهم بإحسان إلى يوم البعث والجزاء
أما بعد:
يقول الله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [التوبة: 100]
ويقول تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ الله عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ الله عَزِيزًا حَكِيمًا} [الفتح: 18، 19]
ويقول تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } [النساء: 115]
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ، ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلاَ نَصِيفَهُ» رواه البخاري ورواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله
فهي هذه الأدلة النيرات في فضل الصحابة ومكانتهم في دين الله وأنهم أناس رضي الله عنهم واختارهم فلا يجوز التعدي عليهم أو السخرية بهم أو إهانتهم بأي طريقة أو وسيلة، وأن فاعل ذلك على خطر عظيم .
ومن هذا الشيء الجريمة الخبيثة التي ارتكبها منفذو مسلسل عمر بن الخطاب حيث قاموا بتجسيد شخصيته وأتوا برجل فاسق خبيث يمثل صورته ويمثل تاريخه النير الذي انتشر الإسلام بكثرة في ربوع المعمورة في زمنه وكان سوطًا مسلولا على أهل الشر
هذه الشخصية العظيمة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَفْرَقُ مِنْكَ يَا عُمَرُ، أَنَا جَالِسٌ هَاهُنَا وَدَخَلَ هَؤُلَاءِ فَلَمَّا أَنْ دَخَلْتَ فَعَلَتْ مَا فَعَلَتْ» . رواه أحمد وغيره
ولقد أعانهم على هذه الجريمة شلة فاسدة مفسدة ممن يدعون أنهم دعاة وعلماء!! فأجازوا ذلك وأشرفوا على هذه الجريمة البشعة الخبيثة وعلى رأسهم داعيتا الضلال والجهل القرضاوي والعودة
وصدق النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال «إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَئِمَّةَ المُضِلِّينَ» رواه الترمذي وغيره عن ثوبان رضي الله عنه
ويقول صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَانِ "رواه أحمد وغيره عن عمر رضي الله عنه
ويقول صلى الله عليه وسلمكما في حديث حذيفة المتفق عليه: « دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ: «هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا»
وهذه اللجنة المشرفة على مراجعة النص التاريخي للمسلسل عدد من الضلال: هم يوسف القرضاوي وعبد الوهاب الطريري، وعلي الصلابي، وسعد مطر العتيبي، وسلمان العودة، وأكرم ضياء العمري .كما ذكر ذلك عن مقدمة المسلسل
وقال سلمان العودة: لو ظهر من دون شخصيات سيكون هزيلاً، ...وقال إن العلماء المشاركين في اللجنة المشرفة على مسلسل الفاروق، رأوا أن القصة ليست قصة امتناع، فالرافضون يرون ذلك لحماية صورة الصحابة، لكن الآن الأسواق مفتوحة والتيارات الأخرى في كل العالم يمكن أن تقوم بذلك بصورة مشوهة. .. وقال العودة إن هناك من يريد أن يظهر هذه الأعمال والشخصيات دون أن يكون لهم دور في ذلك، جاعلين الفتوى عائقاً وهي ليست كذلك.!!!اهـ
فانظروا يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم أين بلغ بهؤلاء التيه والانحراف والضلال إلى تبرير أعمال الفساق الكذبة المعتدون على دين الله وعلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا جزاهم الله خيرا ونسال الله أن ينتقم لعباده وأوليائه الصالحين
وجزى الله الشيخ عبد العزيز آل الشيخ خير الجزاء على إنكاره لهذه الجريمة حيث قال
في خطبة الجمعة بالجامع الكبير في الرياض
في خطبة الجمعة بالجامع الكبير في الرياض
إن أصحاب فكرة مسلسل الفاروق عمر ومَن شاركوا فيها ومَن تبنوها مخطئون, مضيفاً أن تحويل سيرة الخلفاء والصحابة إلى عمل سينمائي يعرّضها للحديث من كل ساقطٍ وساقطةٍ، والتجريح والنقد. وحذّر أصحاب الفضائيات من إنفاق أموالهم في الباطل، وطالبهم بتقوى الله، وقال: إن ما يقومون به من أعمال محرّمة خطأ وجريمة
.وأضاف حفظه الله أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار والسابقون الأولون هم خير الناس بعد الأنبياء والرسل, وأثنى الله عليهم واستغفر لهم وذكر فضائلهم وجهادهم, ولن يكون مثلهم من الناس بعد, وأضاف أن المجوس خصّصوا قنواتهم ومواقعهم ووسائل إعلامهم وكتبهم وأخذوا على عواتقهم التجريح والسب والتطاول على صحابة رسول الله ونقدهم بالأساليب السيئة, وهناك طائفة أخرى من بعض المسلمين أرادوا أن يأخذوا سيرة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب بالتحليل ويضعونها موضع النقد لهذه الشخصية الفذة’ ووضعها بأسلوب سينمائي يتحدث عنه كل ساقط وساقطة بالنقد والتجريح وبأسلوب سيئ مبتذل فيقولون هذا إعرابي جلف, وهذا لا يجوز لأن صحابة رسول الله هم من خيار الخلق بعد الأنبياء فلابد من الترفع عن هذه الأساليب , ومَن يريد التعريف بسيرة الفاروق عليه أن يؤلف في سيرته وخصاله ودوره وجهاده ويترجم هذه المؤلفات إلى اللغات العالمية, وقال المفتي العام إن مَن تبنى فكرة هذا المسلسل ومَن شارك فيها مخطئون, فالأفلام والمسلسلات عن هذه الشخصيات لا يًرجى منها خيراً، وعلى أصحاب الفضائيات أن يتقوا الله وعدم إنفاق أموالهم في الباطل، لأن هذا خطأ وجريمة.اهــ وكلامه منشور
فنسأل الله أن أن ينتقم لعباده الصالحين من هؤلاء الضلال المنحرفين
تعليق