البراهين القوية على أن الإفطار في رمضان يكون بغروب الشمس لا على الأذان
و الرد على إمام مسجد التعاونية
و الرد على إمام مسجد التعاونية
الحمد لله و كفى و الصلاة و السلام على عباده الذين اصطفى أما بعد:
فإن الباعث على كتابة هذه الرسالة هو جواب إمام التعاونية في قرية أركمان الناظور، حين سأله أحد الآباء عن كون ابنه يفطر قبل الأذان و بعد غروب الشمس متحريا سنة المصطفى صلى الله عليه و سلم، فأجابه الإمام بكون ذلك خطأ و أنه يجب الإفطار عند سماع الأذان و لو غربت الشمس، و قد سبب جوابه هذا أذى كبيرا لذلك الأخ حتى وصل الأمر إلى أن والده توعده إذا عاد إلى فعله ذلك سيطرده من المنزل نهائيا، و أصبح العوام بهذا الكلام يتهمون الإخوة السلفيين بأنهم يفطرون في رمضان و لا حول و لا قوة إلا بالله، و كنا نأمل من الإمام أن يصوب كلام ذلك الأخ و يثني عليه لإحيائه لهذه السنة المتروكة، و يبين لوالده أن وقت الإفطار و وقت الأذان لصلاة المغرب هو غروب الشمس لا التوقيت الفلكي إلا أن الإمام أجاب بالعكس و كان في جوابه لمز و غمز فيمن يفعل ذلك. و جوابا على فتواه أقول مستعينا بالله.
أولا : سئل الإمام ابن باز عن حكم الفتيا بغير علم فقال: (( نعم، الواجب على طالب العلم أن يحذر الفتوى بغير علم، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار)، فالواجب على الإنسان أن يتحرى العلم ويتحرى الدليل حتى يفتي على بصيرة ولا يفتي على الله بغير علم، فالمقصود أن العلم دين، والفتوى دين فلا بد أن الإنسان يتقيد بما أوجب الله عليه، لا يفتي بغير علم، بل يتحرى وينظر في الأدلة في الكتاب والسنة، ويفتي على ضوء الكتاب والسنة، وإلا فليرشدهم إلى غيره، ولا يجوز أن يقول على الله بغير علم، الله سبحانه يقول: قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها ومنها بطن والإثم والبغي بغير الحق، وأن تشركوا بالله ما لم ينـزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون، فجعل القول عليه بغير علم، فوق مرتبة الشرك، لما يترتب على القول على الله بغير علم من الفساد الكبير، والشر العظيم، وقد يبيح ما حرم الله، وقد يوجب ما لا يوجبه الله، وقد يقع في شرور كثيرة، وأخبر جل وعلا في آية أخرى أن هذا من أمر الشيطان، إنما يأمركم بالسوء والفحشاء– أي الشيطان – وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون، فالواجب على طالب العلم أن يتحرى الحق، وأن يحذر من القول على الله بغير الله، وإذا كان لا يستطيع ذلك فليرشدهم إلى غيره، ولا يتكلم ولا يقول على بغير علم، نسأل الله السلامة ((.
ثانيا: ربما أن الإمام لم يصوب ما فعله ذلك الأخ، إما جهلا منه أو خوفا من تورطه أمام والده، فيقول له هذا الأخير إذا كان الإفطار بمجرد غروب الشمس فلماذا لا تخبر الناس بذلك و تتحرى التوقيت الشرعي لا الفلكي، و أنت إمام مسؤول عن بيان الحق للناس و تحذيرهم من الباطل، فلو أذن الإمام عند غروب الشمس و قبل التوقيت الفلكي الذي عنده نسخة من مذكرة الشهر، لسبب له ذلك حرجا أمام الناس، لأن الكثيرين عندهم نسخ من مذكرة التوقيت الفلكي، و توبيخا من وزارة الأوقاف التي تلزمه بالأذان وفق تلك المذكرة، و ربما يكون ذلك سببا في طرده من المسجد و حرمانه من الأجرة.
ثالثا: الأدلة على أن السنة الإفطار عند غروب الشمس لا على الأذان.
1) عن هشام بن عروة قال سمعت أبي يقول سمعت عاصم بن عمر بن الخطاب عن أبيه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه و سلم ( إذا أقبل الليل من هاهنا أدبر النهار من هاهنا و غر بت الشمس فقد أفطر الصائم ).
2) عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في سفر و هو صائم فلما غابت الشمس قال لبعض القوم " يا فلان قم فاجدح لنا " فقال : يا رسول الله لو أمسيت ، قال " انزل فاجدح لنا " قال يا رسول الله فلو أمسيت ، قال " انزل فاجدح لنا " قال : إن عليك نهارا ، قال " إنزل فاجدح لنا" فنزل فجدح لهم فشرب النبي صلي الله عليه و سلم ثم قال " إذا رأيتم الليل قد أقبل من هاهنا فقد أفطر الصائم). قال الحافظ : و في الحديث أيضا استحباب تعجيل الفطر و أنه لا يجب إمساك جزء من الليل مطلقاً بل متى تحقق الغروب حل الفطر.
3) عن سهل بن سعد أن رسول الله صلي الله عليه و سلم قال " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر "
قال الحافظ : " لا يزال الناس بخير " في حديث أبي هريرة " لا يزال الدين ظاهراً " و ظهور الدين مستلزم لدوام الخير.
حديث أبي عطية قال : دخلت أنا و مسروق علي عائشة فقلنا : يا أم المؤمنين ، رجلان من أصحاب محمد صلي الله عليه و سلم أحدهما يعجل الفطور و يعجل الصلاة و الآخر يؤخر الإفطار و يؤخر الصلاة قالت أيهما الذي يعجل الإفطار و يعجل الصلاة ؟ قال : فقلنا عبد الله – يعني ابن مسعود قالت " كذلك كان يصنع رسول الله صلي الله عليه و سلم.
4) قال القاضي عياض : عند حديث سهل : ظاهره أنه – عليه السلام أشار أن فساد الأمور يتعلق بتغيير هذه السنة التي هي تعجيل الفطر و أن تأخيره و مخالفة السنة في ذلك كالعلم على فساد الأمور.
5) قال النووي رحمه الله كما في شرح مسلم (4/225): قوله صلي الله عليه و سلم " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " فيه الحث علي تعجيله بعد تحقق غروب الشمس ، و معناه لا يزال أمر الأمة منتظماً و هم بخير ما داموا محافظين على هذه السنة و إذا أخروه كان ذلك علامة على فساد يقعون فيه.
6) قال ابن عبد البر في التمهيد (7/181) قال أبو عمر :من السنة تعجيل الفطر و تأخير السحور و التعجيل إنما يكون بعد الاستيقان بمغيب الشمس و لا يجوز لأحد أن يفطر وهو شاك هل غابت الشمس أم لا ؟ لأن الفرض إذا لزم بيقين لم يخرج عنه و الله عز وجل يقول ( ثم أتموا الصيام إلى الليل ) و أول الليل مغيب الشمس كلها في الأفق عن أعين الناظرين و من شك لزمه التمادي حتى لا يشك في مغيبها قال صلي الله عليه و سلم " إذا أقبل الليل من هاهنا – يعني المشرق – و أدبر النهار من هاهنا – يعني المغرب – و غربت الشمس فقد أفطر الصائم " .
7) قال ابن قدامه في المغني (4/234) الفصل الثاني قي تعجيل الفطر و فيه أمور ثلاثة :
أحدهما في استحبابه و هو قول أكثر أهل العلم لما روي سهل ابن سعد أن النبي صلي الله عليه و سلم قال " لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر " .
8) و عن أبي عطية قال :دخلت أنا و مسروق علي عائشة فقال مسروق : رجلان من أصحاب محمد صلي الله عليه و سلم أحدهما يعجل الإفطار و يعجل الفطر و الآخر يؤخر الإفطار و يؤخر المغرب ، قالت أيهما الذي يعجل الإفطار و يعجل المغرب ؟ قال عبد الله – يعني ابن مسعود - قالت " كذلك كان رسول الله صلي الله عليه و سلم يصنع .
9) و قال الباجي في شرح الموطأ (3/19) (الشرح) قوله :
" لا يزال الناس بخير " يريد صلي الله عليه و سلم لا يزالون بخير في أمر دينهم ما فعلوا ذلك علي سنة و سبيل بر و تعجيل الفطر أن لا يؤخر بعد غروب الشمس علي وجه التشدد و المبالغة و اعتقاد أنه لا يجري الفطر عند غرو ب الشمس علي حسب ما تفعله اليهود.
10) و قال الزرقاني في شرح الموطأ (2/211) " ما عجلوا الفطر " عند تحقق غروب الشمس برؤية و شهادة.
11) قال المناوي في فيض القدير (6/583(:
" لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " أي ما داموا على هذه السنة لأن تعجيله بعد تيقن الغروب من سنن المرسلين فمن حافظ عليه تخلق بأخلاقهم و لأن فيه مخالفة أهل الكتاب في تأخيرهم إلى اشتباك النجوم ، وفي ملتنا شعار أهل البدع فمن خالفهم و اتبع السنة لم يزل بخير فإن أخَر غير معتقد وجوب التأخير و لا ندبه فلا خير فيه كما قال الطيبي ، أن متابعة الرسول صلي الله عليه و سلم هي الطريق المستقيم و من تعوج عنها فقد ارتكب المعوج من الضلال و لو في العبادة.
12) وسئل شيخ الإسلام كما في الفتاوى الكبرى ( 2/469) و مجموع الفتاوى ( 25/117) عن غروب الشمس :
س / هل يجوز للصائم أن يفطر بمجرد غروبها ؟
فأجاب : إذا غاب جميع القرص أفطر الصائم و لا عبرة بالحمرة الشديدة الباقية في الأفق ، و إذا غاب جميع القرص ظهر السواد من المشرق كما قال النبي صلي الله عليه و سلم " إذا أقبل الليل من هاهنا و أدبر النهار من هاهنا و غربت الشمس فقد أفطر الصائم.
و قال رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم (1/208-209) و هذا يدل على أن الفصل بين العبادتين أمر مقصود للشارع وقد صرح بذلك فيما رواه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه و سلم " لا يزال الدين ظاهراً ما عجلوا الناس الفطر لأن اليهود و النصارى يؤخرون ) و هذا نص في أن ظهور الدين يحصل بتعجيل الفطر لأجل مخالفة اليهود و النصارى و إذا كان مخالفتهم سبباً في ظهور الدين فإنما المقصود بإرسال الرسل أن يظهر دين الله على الدين كله فبكون نفس مخالفتهم من أكبر مقاصد البعثة.
13)و جاء في الدرر السنية في الأجوبة النجدية ( 5/353-345)
سئل الشيخ سليمان بن سحمان على قول من قال : إنه لا يجوز لأحد أن يفطر بعد مغيب الشمس ، حتى يذهب شعاع الشمس من الأفق يعني الحمرة الشديدة التي تبقى بعد غيوب القرص ؟
فأجاب : هذا القائل جاهل مركب لا يدري و لا يدري أنه لا يدري و هذا المذهب الذي يحض عليه من تأخير الأذان و الفطر إلى ذهاب شعاع الشمس من الأفق هو مذهب الرافضة فإنهم يؤخرون الفطر إلى هذا الوقت و قد قال صلى الله عليه و سلم " لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطور و أخروا السحور ................" ثم نقل كلام شيخ الإسلام المتقدم و قال : فتأمل ما ذكره رحمه الله ، من أنه إذا غاب جميع القرص أفطر الصائم و أنه لا عبرة بالحمرة الشديدة الباقية في الأفق ، فإذا عرفت هذا عرفت أنه من نهي الناس عن الأذان ، و عن الإفطار إلا بعد ذهاب هذا الشعاع و الحمرة الشديدة ، فقد نهى عما أمر به رسول الله صلى الله عليه و سلم و أمر بسلوك طريقة الإرفاض في تأخير الأذان و الفطر إلى ظهور النجم و ذهاب الحمرة ، و قد أفصح رحمه الله بما يزيل الإشكال بقوله : إذا غاب جميع القرص فالحكم منوط بغيبوبة القرص جميعه لا بذهاب الحمرة الشديدة فإنه لا عبرة بوجودها .
14)و جاء في فتاوى اللجنة الدائمة (10/286:( يقول الرسول صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح " إذا غابت الشمس من هاهنا يعني المغرب و طلع الليل من هاهنا يعني المشرق فقد أفطر الصائم أو كما قال صلى الله عليه و سلم و اتضح لنا بعد التبيان أن الشمس تغيب حقيقة و بعدها بخمس أو بسبع دقائق يؤذن المؤذن للإفطار على ميقات العجيري في الكويت ، فهل يجوز الإفطار قبل المؤذن و بعد التحقق من مغيب الشمس ؟
ج / إذا تحقق الصائم غروب الشمس و إقبال الليل فقد حل له الفطر قال تعالى( ثم أتموا الصيام إلى الليل ) و قال صلى الله عليه و سلم " إذا أقبل الليل من هاهنا و أدبر النهار من هاهنا و غربت الشمس فقد أفطر الصائم " متفق على صحته ، و بذلك يعلم أنه لا يعتبر ما خالف ذلك من التقاويم كما أنه لا يشترط سماع الأذان بعد تحقق غروب الشمس.
15)قال الشيخ ابن عثيميين رحمه الله في الشرح الممتع على زاد المستنقع (6/267(:
قوله : ( و تعجيل فطر ) أي المبادرة به إذا غربت الشمس فالمعتبر غروب الشمس لا الأذان لا سيما في الوقت الحاضر حيث يعتمد الناس على التقويم ثم يربطون التقويم بساعاتهم و ساعاتهم قد تتغير بتقديم أو تأخير فلو غربت الشمس و أنت تشاهدها و الناس لم يؤذنوا بعد فلك أن تفطر لأن الرسول صلى الله عليه و سلم قال " إذا أقبل الليل من هاهنا و أشار إلى المشرق و أدبر النهار من هاهنا و أشار إلى المغرب ، و غربت الشمس فقد أفطر الصائم " و لا عبرة بالنور القوي ، فبعض الناس يقول نبقى حتى يغيب القرص و يبدأ الظلام بعض الشيء فلا عبرة بهذا بل انظر إلى هذا القرص متى غاب أعلاه فقد غربت الشمس و سن الفطر .
ودليل سنية المبادرة :- قوله صلي الله عليه وسلم " لايزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " و بهذا نعرف أن اللذين يؤخرون الفطر إلي أن تشتبك النجوم كالرافضة أنهم ليسوا بخير .
و يروى أن الله سبحانه و تعالى قال: ( أحب عبادي إلي أعجلهم فطراً ) و ذلك لما فيه من المبادرة إلى تناول ما أحله الله عز وجل ، و الله سبحانه و تعالي كريم ، و الكريم يحب أن يتمتع الناس بكرمه ، فيحب من عباده أن يبادروا بما أحل الله لهم من حين أن تغرب الشمس .
فإن قال قائل : هل لي أن أفطر بغلبة الظن بمعني أنه إذا غلب على ظني أ الشمس غربت فهل لي أن أفطر ؟
فالجواب : نعم ، و الدليل ذلك ما ثبت في صحيح البخاري عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت " أفطرنا في يوم غيم على عهد النبي صلى الله عليه و سلم ، ثم طلعت الشمس " و معلوم أنهم لم يفطروا على علم بأنهم لو أفطروا على علم ما طلعت الشمس لكن أفطروا بناءاً على غلبت الظن أنها غابت ثم أنجلا الغيم فطلعت الشمس.
16)و سئل الشيخ ربيع بن هادي المدخلي :
بعض الشباب يفطرون بمجرد الغروب و لا ينتظرون سماع الأذان و قد يتواجدون في المسجد و يحدثون نزاعاً و جدالاً مع كبار السن فما نصيحتكم ؟
ج / هذا يحصل في الحرم و إلا فين ، أم الذي يفطر بمجرد غروب الشمس فهذا أصاب السنة و الذي يتأخر عن ذلك يعتبر مخالفاً للسنة ، لكن إذا كان يترتب على هذا مفسدة و فتنة و خلافات و مشاكل قد تذهب أجر الصائمين فليوقف يتوقف و يتبع اناس و ينشر السنة و يبينها الأحاديث واضحة كان الرسول صلى الله عليه و سلم في سفر فقال لخادمه انزل فاجدح لنا ، يعني يخلط الماء بايش بالحاجات هذه بايش ، انا انتفكر بالسويق ، اجدح لنا يعني يطلب السويق بالماء عليه الصلاة و السلام ، فقال إن عليك نهاراً قال انزل فاجدح لنا ، قال إن عليك نهاراً قال انزل فاجدح لنا ، فنزل فجدح للنبي عليه الصلاة و السلام و هو خلط الماء بالسويق ، الشاهد ، لا تزال هذه الأمة بخير ما عجلوا الفطر و أخروا السحور ، فيشرع لهذه الأمة ومن ميزاتها و الفوارق بينها و بين اليهود و النصارى أنهم يعجلون الفطر و يؤخرون السحور ، فهذه هي السنة و ينبغي أن تشاع.
17)قال الشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله : معلقاً
مراقبة غروب الشمس لتعجيل الإفطار
الحديث رقم (2081) " إذا كان صائما أمر رجلاً فأوفى علي نشزٍ، فإذا قال : قد غابت الشمس أفطر "
قلت وفي الحديث اهتمامه صلي الله عليه وسلم بالتعجيل بالإفطار بعد أن يتأكد صلي الله عليه و سلم من غروب الشمس ، فيأمر من يعلو مكانا مرتفعا ، فيخبره بغروب الشمس ليفطر صلي الله عليه و سلم ، و ما ذلك منه إلا تحقيقا منه لقوله صلي الله عليه وسلم " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر .
و إن من المؤسف حقاً أننا نرى الناس اليوم ، قد خالفوا هذه السنة ، فإن الكثيرين منهم يرون غروب الشمس بأعينهم ، و مع ذلك لا يفطرون حتى يسمعوا أذان البلد ، جاهلين :
أولاً: أنه لا يؤذن فيه على رؤية الغروب ، و إنما على التوقيت الفلكي .
ثانيا : أن البلد الواحد قد يختلف الغروب فيه من موضع إلى آخر بسبب الجبال و الوديان ، فرأينا ناساً لا يفطرون و قد رأوا الغروب ! و آخرين يفطرون و الشمس بادية لم تغرب ، لأنهم سمعوا الأذان ! و الله المستعان
و في الحديث الآخر
التعجيل بأذان المغرب
الحديث رقم ( 2245) " إذا أذنت المغرب فاحدرها مع الشمس حدرا "
قال رحمه الله معلقاً :
قلت : وهذه من السنن المتروكة في بلاد الشام ، ومنها عمان ، فإن داري في جبل هملان من جبالها ، أرى بعيني طلوع الشمس و غروبها ، و أسمعهم يؤذنون للمغرب بعد غروب الشمس بنحو عشر دقائق ، علماً بأن الشمس تغرب عمن كان في وسط عمان ووديانها قبل أن تغرب عنا ! وعلي العكس من ذلك فإنهم يؤذنون لصلاة الفجر قبل دخول وقتها بنحو نصف ساعة فإنا لله وإنا إليه راجعون.
و بعد هذه الأدلة التي لا يردها إلا من كان مخالفا لسنة النبي صلى الله عليه و سلم، وجب على الإمام تصحيح خطئه الذي أفتى به ذلك الوالد و وجب عليه أيضا تصويب كلام ذلك الأخ و الإعتذار له امام والده و بيان الحق للناس علانية و أمام جميع المصلين بعدما عم كلامه الجميع و الرجوع إلى الحق فضيلة.
و الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
كتبها عبد المحسن الطماوي يوم الخميس
الموافق لـ 06 رمضان 1433 / 26 يوليوز 2012
بقرية أركمان الناظور المغرب
للأمانة العلمية استفدت في ذكر الادلة من موضوع في هذه الشبكة لعلي ابن ابراهيم جحاف
تعليق