التبيين
في أن مازعمه - صاحب خطر الفتنة الحالقة للدين-
أن الشيخ يحيى مؤجج الفتنة بين السلفيين
تقليب للحقائق والموازين
كتبه
أبو محمد أحمد بن محمد الوحيشي
قرأها وأذن بنشرها
الشيخ العلامة الناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري
حفظه الله ووفقه
************
وأما العامري فلست أدري***إلى أي الفريق له انتماء
فإن الصمت يلزمه نهاراً***ويسمع في الظلام له عواء
ولو فتشت عنه وجدت نذلاً***يجابه دعوة فيها الصفاء
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
في أن مازعمه - صاحب خطر الفتنة الحالقة للدين-
أن الشيخ يحيى مؤجج الفتنة بين السلفيين
تقليب للحقائق والموازين
كتبه
أبو محمد أحمد بن محمد الوحيشي
قرأها وأذن بنشرها
الشيخ العلامة الناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري
حفظه الله ووفقه
************
قال الأخ الشاعر حمود البعادني:
وأما العامري فلست أدري***إلى أي الفريق له انتماء
فإن الصمت يلزمه نهاراً***ويسمع في الظلام له عواء
ولو فتشت عنه وجدت نذلاً***يجابه دعوة فيها الصفاء
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل، بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله عز وجل الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس! وما أقبح أثر الناس عليهم! ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين( 1).
ونشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وقيوم السماوات والأرضين، ونشهد: أن محمدا عبده ورسوله، إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، والتابعين، ومن سلك طريقهم إلى يوم الدين.
أما بعد: أحمد الله تعالى أني ممن تقلد شرف الدفاع عن الشيخ العلامة الناصح الأمين التقي الزاهد الورع القوال بالحق الذي لا يخاف في الله لومة لائم -نحسبه كذلك والله حسيبه- يحيى بن علي الحجوري(2 ) حفظه الله ووفقه ومتع المسلمين بعلمه وجهوده المباركة من علم وتعليم وتصفية وتربية على المنهج السلفي الصافي النقي ومجابهة أهل الباطل من كفار وضلال ومبتدعة وحزبيين وتصديه لهم بالحجة والبرهان.
ولما رأى هؤلاء المبطلون أن الله قد جعل للشيخ يحيى -أعز الله شأنه- القبول والثقة في قلوب الصادقين فأصبحت كلماته في نصرة الحق تضرب أطنابها في الشرق والغرب أقض ذلك مضاجعهم وهز عروشهم فطفقوا: (( يَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ))[الأنفال: 30]، فزرعوا النفرة والبغض والكراهة ضد الحق وأهله تارة بالتشويه وتارة بالتحقير وتارة بالتزهيد: من أكبر معقل للسنة والعلم والتعليم وهي دار الحديث بدماج وشيخها المبارك الشيخ يحيى بن علي الحجوري -أعلى الله مقامه-.
(( لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ ))[التوبة: 47]
ولكن كما قال سبحانه جل وعز (( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ))[الصف: 8].
ما زاد ذلك الدار وشيخها المبارك إلا رفعة ومحبة وثقة في قلوب الصادقين، وما زاد الحزبيين إلا ذلة وتشويها في قلوب المؤمنين (( وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ..))[يونس: 27].
وقد بُلينا في هذه الآونة بقوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام وهم من بني جلدتنا يتكلمون بألسنتنا ويعيشون بيننا جندوا أقلامهم وألسنتهم بالسب والتشويه والتلبيس بل جندوا أيديهم وأسلحتهم في حرب أهل السنة الصادقين(3 )، وهؤلاء هم شرذمة من المجاهيل يظهرون عبر الشبكات وفي الأزقة, (يقاتلون مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ) ، وما ذلك إلا ليخفى أمرهم على أهل الحق عندما ينجلي الغبار.
ولكن صدق الله إذ يقول (( وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ))[البقرة: 72]، فها هم يفضحون واحداً تلو الآخر؛ فأحدهم قد أسقط نصيفه، وأرخى خماره، وأسفر عن وجهه، وحسر عن ساعديه، وأبدى ساقيه، وهو الجاني: عبد الرحمن بن هيثم العامري اليافعي في منشوره الأثيم الذي أسماه: (خطر الفتنة الحالقة للدين الذي أججها وأضرمها يحيى بن علي الحجوري بين السلفيين).
فصرخ بالباطل علانية وكان كالذي بحث عن حتفه بظلفه، وجدع بكفه مَارِنَ أنفه, فأرغد وأزبد وجعجع وأفسد بكلام هش مبناه على:
فأضحك على نفسه العقلاء, وأشمت به الأعداء؛ لأن مثله ومثل مواجهته للشيخ: يحيى كمثل ساقية كدرة الماء لاطمت بحراً عظيماً قد مُلئ دراً وجوهراً وحكمةً وعلماً، أو كرملة صغيرة أرادت زوال جبل شامخ عن محله.
كناطحٍ صخرةً يوماً ليفلقها*** فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
فتكلم بكلام الأعور بين عميان، ففضح نفسه بنفسه، وأبدى عن حقيقة باطله ومدى انحرافه، فقلب الموازين وعكس الأمور (نعوذ بالله من الحور بعد الكور( 4)).
وظن جهلاً أنه قد حرر المقال، وبدل الحال وهيهات إلا قيل وقال، وإلى بيان المآخذ التي تضمنها هذا المنشور(فتنته) (5 ).
بيان ما تضمنه منشور عبد الرحمن اليافعي من المآخذ: -
المأخذ الأول:
عجز المدعي عبد الرحمن اليافعي عن إقامة البينات على ما أدعاه سوى الهذيان والتقول والسب والشتم والتعلق بأقوال مجردة عن الحجة بل بالتعلق بأقوال كبار المبتدعة والحزبيين( 6) كما سيأتي بيانه.
المأخذ الثاني:
جهله أو تجاهله بسبب الفتنة واضطرابه في تقريرها.
قال الجاني (العامري) في (فتنته) (5-7): (فوقعت هذه الفتنة بسبب أشياء مخفية في الصدور وعجلةٍ في الأمور وكذا حب الزعامة والظهور ووجد الوشاة أرضاً خصبة وتربة رطبة قبلت بذرتهم الخبيثة وتجارتهم الحقيرة فافسدوا بين الخلان وباعدوا بين الإخوان أصحاب المنهج، الواحد ولا عجب لأن أهل السنة أعدائهم( 7) كثير ولكن العجب كيف يخدع من يدّعي العلم والحلم ويخفى عليه ان النميمة تهتك الأستار وتفشي الأسرار وتورث الضغائن وترفع المودة وتجدد العداوة وتبدد الجماعة وتهيج الحقد وتزيد الصد فمن وشى إليه عن أخ كان الواجب عليه معاتبته على الهفوة إن كانت وقبول العذر إذا اعتذر وترك الإكثار من العتب مع توطين النفس على الشكر عند الحفاظ وعلى الصبر عند الضياع وعلى المعاتبة عند الإساءة.
وسأذكر لكم أهم أسباب هذه الفتنة الحالقة للدين:
1ـ العجلة في الأحكام.
2ـ عدم التثبت في الأخبار.
3ـ حب الزعامة الدعوية.
4ـ أغراض شخصية( 8)
منها (الحسد) ( 9).
5ـ بطانة السوء.
6ـ قلة التجربة الدعوية.
7- الاستكبار وعدم قبول الحق (لأنه إمام الثقلين) (10 ).
8- السَّفه وبذاءة اللسان).
قلت: (أسمع جعجعة ولا أرى طحنا), فلم يُقم بينة واحدة على ما قال كما قررنا في المأخذ الأول.
وأما أسباب الفتنة التي أججها حقيقة عبد الرحمن العدني، وأنه هو سببها فقد كفانا مؤنة بيان ذلك عدد من المشائخ وطلبة العلم الأفاضل على رأسهم العلامة المحدِّث الناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري.
وإليك بعض البيانات والردود العلمية، ولن أستوعبها كلها وهي:
- نصيحة الإخوان لعبد الرحمن، للشيخ: يحيى الحجوري حفظه الله، وهو عبارة عن شريط وقد فرغ وطبع ونشر.
- حقائق وبيان لما عليه فتنة عبد الرحمن، للأخ: كمال العدني، طُبع ونُشر.
- البراهين الجلية فيما عند عبد الرحمن العدني من الحزبية، للأخ: معافى الحديدي.
- سلسلتي شرارة اللهب على من أصيب بداء الكلب.
- الطليعة في إجهاز المتردية والنطيحة.
- نصب المنجنيق لقطاع الطريق دار العلم والتحقيق.
- المؤامرة الكبرى.
-جناية عبد الرحمن على الأصول السلفية.
-البرهان المنقول لما خالفه عبد الرحمن من الأصول.
المأخذ الثالث:
التعدي والطعن والسب والشتم بأقذع الألفاظ والكذب على عالم من كبار العلماء وهو الشيخ: يحيى بن علي الحجوري -حفظه الله- وكذا على مشائخ وطلبة علم.
قال بذيء اللسان (العامري) في مواضع متفرقة من (فتنته) عن الشيخ يحيى: (إنه متعجل, غير متثبت, يحب التزعم والترؤس, له أغراض شخصية في إحداث فتنة عبد الرحمن العدني, حاسد على عبد الرحمن العدني, بطانته بطانة سوء، قليل التجربة في الدعوة، مستكبر, لا يقبل الحق، بذيء، سفيه، رأس الفتنة ومؤججها، من أكبر الساعين فيها، لعان، سباب، شتام، فاحش، طليق اللسان، ذو لسان عوجاء، فاجر، كذاب، بل فاق البكري في الغلو والكذب والطعن في العلماء, ربما لجأ إلى القتال، باغي، ظالم، مماري، عنده أخطاء عقدية، غال في نفسه، لا يعرف قدر العلم، لا يعرف قدر الأخوة، عديم الحلم والأناة، عديم الرفق، عديم الصبر، متنقص للعلماء، مفتر على العلماء، محتقر للعلماء، جريء، شابه أهل البدع، بل شابه حماد بن سليمان والزمخشري، شق الصف، وثب عل كرسي الإمام الوادعي، ولم ينزهه من السباب والشتام، جاهل).
قلت: (يا للعضيهة والأفيكة).
هذا ولم يقتصر أمر السب والشتم والطعن في العلامة الحجوري فحسب, بل تعدى بذاءة لسانه وحقده إلى طلبة العلم الأفاضل.
فقال فيهم كما في فتنته:
(بطانة سوء، لا يتجردون للحق، لا ينصحون، مقلدة, متكبرون، يتمسحون عند التجار, وأنهم يغلون في الشيخ يحيى غلواً لا يوجد في الحوزات ولا في الزوايا).
فهذا ما تقيأه هذا الأثيم في (فتنته) التي لا تتجاوز عشر صفحات (( قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ))[آل عمران: 118] (11 ).
وفي المقابل انظر ثناء العلماء على دماج وشيخها المبارك:
وحسبي من ذلك ثناء إمام الجرح والتعديل: العلامة ربيع بن هادي المدخلي:
(يقول السائل: ما حال المراكز التي أسسها الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى لأن بعض الناس بدأ يتكلم ويطعن فيها وما هي نصيحتكم لأهل اليمن في تلك المراكز؟
قال الشيخ ربيع: (والله الذي اعتقد أنها على أحسن حال ولله الحمد وقائمة بدعوة الله إلى توحيده وإخلاص الدين له وإلى اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وهم جادون في تحصيل العلم ونشره وفي الدعوة إلى الله تبارك وتعالى أعمالهم تسر وتثلج صدور المؤمنين ويفرح بها كل مؤمن صادق وتغيظ كل مبطل وصاحب هوى والعياذ بالله يعني في دماج وحدها كما يبلغنا ستة آلاف إلى سبعة آلاف ليل نهار عاكفون على العلم ليس عندهم إجازات لا أعياد ولا غيرها علم ليل نهار ومختلف العلوم عندهم يدرسونها الحديث والتفسير والفقه والنحو وغيرها من العلوم الإسلامية فبارك الله فيك وفقهم الله تبارك وتعالى وكذلك غيرها من المراكز لهم جد ونشاط في نشر الدعوة كل ذلك قائم على طريقة السلف من الزهد والورع والعفة على طريقة السلف الصالح رباهم الشيخ مقبل على هذه الأخلاق فلا ينكسون رؤوسهم ولا يمدون أيديهم للجمعيات الحزبية التي تسمي نفسها خيرية التي تمد يديها إلى من يخضع لها ويسلك طرقها الحزبية المناهضة للمنهج السلفي وهم رافعوا رؤوسهم لا يخنعون ولا يخضعون في أموال هؤلاء ويصبرون عل السراء والضراء يصبرون ويشكرون وهم يذكرونا بعهد السلف الصالح من التوكل على الله والاعتماد عليه والعفة والنزاهة ونشر هذا المنهج ..... الله سبحانه وتعالى نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص).
وقال أيضا -الشيخ ربيع-: (والذي ندين الله عز وجل أن الشيخ الحجوري تقي ورع زاهد -وأخذ يثني عليه- وقد مسك الدعوة بيد من حديد ولا يصلح لها إلا هو وأمثاله).
المأخذ الرابع:
سلوك مسلك كبار المبتدعة والحزبيين كمحمد المهدي وأبي الحسن الماربي والبكري وعبد الرحمن العدني بل وجريدة البلاغ (البلاء) الرافضية.
-أما سلوك الجاني في (فتنته) مسلك محمد المهدي فكما في كتابه: ( معالم الجرح والتعديل عند المحدثين) في أصوله التي أصلها في نقد الشيخ مقبل وكذا الشيح يحيى:
-انتقد الجاني في (فتنته) على الشيخ يحيى العجلة في الأحكام وعدم التثبت ص(6)
وهكذا فعل المهدي ص343 حيث قال: (حيث انتُقدَ على الإمام الوادعي عدم التثبت في النقل وإرسال الكلام على عواهنه بدون دليل.....)
وهكذا قال المهدي في ص(319-320): (.....تعجّل في الحكم).
-انتقد الجاني في (فتنته) على الشيخ يحيى أنه يطعن في العلماء ص(6)و(9) الحاشية،حيث قال في (فتنته) ص(14): (وهذا هو البلاء الذي ابتليَ به الشيخ الحجوري فأورده المهالك حيث أطلق لسانه في أهل العلم وطلبته طعناً وتبديعاً وتحزيباً).
وهكذا قال المهدي في (معالمه)(339): (بعض العلماء والدعاة الذين طعن فيهم الشيخ مقبل).
-انتقد الجاني في (فتنته) على الشيخ يحي أن أصحابه يغلون فيه كما في ص(17) حيث قال: (الغلو في شخصك الذي لم يوجد بعضها في الحوزات ولا الزوايا).
وكذا قال محمد المهدي في (معالمه) ص(349)-(357): (المسألة الثانية: غلو أصحابه في تعديله نثرا وشعرا).
- وأما سلوك الجاني في (فتنته) مسلك أبي الحسن.
-انتقد الجاني في (فتنته) على الشيخ يحيى أنه يتعجل في الحكم.
وهكذا فعل أبو الحسن مع العلامة النجمي كما في (التنبيه الوفي على مخالفات أبي الحسن الماربي) ضمن (الفتاوى الجلية) ومما جاء فيها: (إن هذا الحكم منك أيها الشيخ بعيد عن أصول المنهج السلفي ولم تسلم فيه من التسرع(12 )).
-وكذا تصديق الجاني شلة أبي الحسن في أن الشيخ يحيى قال فيهم: (مخانيث ولوطة).
حيث قال في (فتنته) ص(9) الحاشية: (وكيف تقول في بعض إخوانك إنهم مخانيث ولوطه( 13)).
-وأما جريدة البلاغ فأخذ الجاني عنها أن الشيخ يحيى يحسد عبد الرحمن العدني.
حيث قال في (فتنته) ص(16): (والحامل له الحسد لشيخه عبد الرحمن ) ( 14)!!
-وأما سلوك الجاني مسلك البكري .
فقال في (فتنته) ص(9): [وقد وجد الإخوان على الشيخ يحيى أخطاءً في كتبه وأشرطته فكان الواجب عليه في الخطأ الذي قاله (معتقداً صحته) بعد توضيح العلماء له أنه خطأ أن يقول أنا متراجع عن خطئي كما حصل سابقا في مسألة (المماسة)].
قلت: وهذه أثارها أخوه البكري كما في البيان الذي أصدره الشيخ يحيى (الصارم المنكي لنسف أباطيل صالح البكري) المسجل في ليلة السبت الحادي عشر من شهر ذي القعدة لعام أربعة وعشرين وأربعمائة وألف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم, فراجعه فإنه مهم.
-وأما سلوك الجاني في (فتنته) مسلك عبد الرحمن العدني وشلته فكالتالي:
انتقاد الجاني في فتنته ص(6) في الحاشية على الشيخ يحي: ( الطرد)
وهكذا فعل حزب عبد الرحمن حيث قالوا: (أما الحجوري ففي عهده بلغت حالات الطرد والإبعاد الأولى من نوعها في تاريخ دماج).
قلت: وهذا فيه جناية على أصل التصفية.( 15)
-وأيضا موافقته لإمامه العدني في أن الشيخ يحيى قذف نساء عدن.
ولبيان ذلك أنقل لك الحوار الذي جرى بين الأخ كمال العدني وعبد الرحمن العدني:
قال الأخ كمال العدني في ملزمته حقائق وبيان لما عليه فتنة عبد الرحمن(23): (قال-يعني عبد الرحمن-: وذكر كلاما، ثم قال: الشيخ –يعني الشيخ يحي- يتكلم على نساء عدن يقول لا تبيعوا فروجكم للرجال؟! أيش من داعية يقول هذا الكلام!!،أخي القارئ مع العلم أن الشيخ يحيى لم يقل هذا الكلام وإنما قال ما سمعته أمم في المسجد من النصح ولما جاء بعض الأخوة من عدن فقالوا هذا الكلام نحب أن نحذفه من الشريط، فقال الشيخ: إنما أردت نصرتكم ونصرة الحق به وليس فيه أي ضرر عليكم ولا هذا الكلام يعنيكم لكن احذفوه حسب رغبتكم فحذفوا تلك الكلمة والحمد لله،فما الداعي لهذه الإثارة والنعرة.؟!!!
نعود إلى ما كنا فيه
قلت-يقول كمال العدني-: يا شيخ- أي يا شيخ عبد الرحمن- لم يقصد نساء السلفيين, إنما الكلام على الفاجرات وهو يدفع الناس للغيرة والسياق في ذكر الفساد وأهله الذي كلكم قد عرفه.
قال مهاجما: يا كمال دع المجاملة، هل الشريط يصل إلى الفاجرات ؟!!!!!!!
قلت له: يا شيخ إذن ما في داعي يتكلم الدعاة في المعاصي لأنه ما سيصل على أهل المعاصي؟؟) انتهى المراد.
قلت:
المأخذ الخامس:
إهدار جهود الشيخ يحيى التي بذلها في سبيل حماية المنهج السلفي من كيد الحزبيين.
-من ذلك تزهيده في تصدي الشيخ يحيى لفتنة أبي الحسن حيث قال في (فتنته) ص(9):
(أما أنت فأين ردودك العلمية عليه؟ أبرِزها –ثم اضطرب فقال: - صحيح إنك(16 ) تكلمت لكن ما هو بالذي تصوره للناس فلا تتشبع بما لم تعط!!).
وقال آخر:
-ومن ذلك تزهيده في تصدي الشيخ يحيى لفتنة البكري حيث قال ص(9): (فتنة البكري وهذه كبّرتها فوق مستواها يا شيخ).!!
أقول: يحن إلى ليلى وقد شطت النوى بليلى كما حن اليراع المثقّب
-وأما فتنة عبد الرحمن العدني, فما زال الرجل يلج في غمراتها ويتعصب لها ويستميت في الدفاع عنها تارة بأن الشيخ يحيى متعجل وتارة بأنه لم يتثبت وتارة بأنه حاسد وتارة .. وتارة..
المأخذ السادس:
سلوك الجاني في (فتنته) مسلك "رمتني بدائها وانسلت" و "نسي بجير خبره"(17 ).
قال البذيء في (فتنته)(7): (قلت: وقد أكثر الشيخ يحيى الحجوري من السب واللعن والفحش).
أقول: لقد سببت وشتمت وأفحشت القول في عرض الشيخ يحيى بما يزيد على أربعين سبّة بذيئة في (فتنتك) التي لا تتجاوز عشر صفحات.
وقال أيضاً في (فتنته) (12): (وبعض طلبة العلم هدانا الله وإياهم لا يتأدب مع مشايخه).
أقول: (لا تعظيني وتعظعظي(18 ))، لقد قل أدبه مع شيخه العلامة يحيى بن علي الحجوري الذي تربع بين يديه سنين, فكذب عليه وتطاول عليه ورماه بالعظائم والسب والشتم والتحقير من شأنه والتقول عليه بما لم يقله.
فحق للشيخ يحيى أن يقول فيك: أأعلفك الحشيش وتروثي علي؟!!
وقال أيضا في (فتنته) ص(16): (قلت: والجرأة على العلماء والطعن فيهم من سِيما أهل البدع، قال الإِمام أَبو حاتم الحنظلي الرازي رحمه الله تعالى: (عَلامةُ أَهلِ البدَعِ الوَقيعةُ في أَهلِ الأَثَر، وكذا احتقارهم علامة الكبر وهي من سِيما أهل البدع).
أقول: (نسي بجير خبره)، تقدم بيان جرأته على العلامة الأثري يحيى بن علي الحجوري وطعنه فيه، هذا ولم استقصِ كل ما عاب الجاني في (فتنته) غيره بعيب نفسه ومن تأمل سيجد من هذا الكثير.
المأخذ السابع:
رِكّة الألفاظ وتنافر المعاني وتكلف السجع.
قال خبير الكتاتيب في (فتنته) (5-6): ووجد الوشاة أرضاً خصبة وتربة رطبة قبلت بذرتهم الخبيثة وتجارتهم الحقيرة فافسدوا بين الخلان وباعدوا بين الإخوان أصحاب المنهج الواحد ولا عجب؛ لأن أهل السنة أعدائهم كثير ولكن العجب كيف يخدع من يدّعي العلم والحلم ويخفى عليه أن النميمة تهتك الأستار وتفشي الأسرار وتورث الضغائن وترفع المودة وتجدد العداوة وتبدد الجماعة وتهيج الحقد وتزيد الصد فمن وشى إليه عن أخ كان الواجب عليه معاتبته على الهفوة إن كانت وقبول العذر إذا اعتذر وترك الإكثار من العتب مع توطين النفس على الشكر عند الحفاظ وعلى الصبر عند الضياع وعلى المعاتبة عند الإساءة.
وبيان ذلك:
قوله: (ووجد الوشاة أرضاً خصبة وتربة رطبة قبلت بذرتهم الخبيثة وتجارتهم الحقيرة).
أقول: ما علاقة قبول الأرض الخصبة والتربة الرطبة للتجارة؟!!
قوله: (لأن أهل السنة أعدائهم كثير).
أقول: صوابه: (أعداؤهم), وهو: مبتدأ و(كثير): خبر, والجملة الإسمية: خبر (أن).
قوله: (ولكن العجب كيف يخدع من يدّعي العلم والحلم!! ويخفى عليه أن النميمة تهتك الأستار!!).
قلت:إن كان يدّعي العلم والحلم إدعاءً مجرداً فما الداعي إلى التعجب من خفاء هذا الأمر عليه؟!!, وأما أهل العلم الفحول الذين تربيت أيها (المفتون) بين ركبهم فليس يخفى عليهم ذلك, (فابكِ على خطيئتك!)
قوله: (وتفشي الأسرار).
قلت: هذا لا يستقيم في مقابل المنهج السلفي الواضح الجلي فليس فيه سريه ولا تكتم, وهتك المتسترين بالباطل سنة ماضية.
قوله: ( وتجدد العداوة,.. وتهيج الحقد, وتزيد الصد)
قلت: ظاهر هذه الألفاظ أن ثمة عداوة وحقد وصد قبل الفتنة ثم تجددت (العداوة) وهاج (الحقد) وزاد (الصد) بعدها, ومعلوم أن أهل السنة على مودة وحب وإخاء ظاهراً وباطناً فإن كنت تعني نفسك: أنك كنت تكنًّ كل هذه الضغائن -وهذا هو الظاهر- فقد كفيتنا مؤنة بيان حالك.
ومهما تكن عند امرئٍ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم
قوله: (فمن وشى إليه!! عن أخ كان الواجب عليه معاتبته على الهفوة إن كانت وقبول العذر إذا اعتذر وترك الإكثار من العتب مع توطين النفس على الشكر عند الحفاظ!! وعلى الصبر عند الضياع!! وعلى المعاتبة عند الإساءة).
-قلت: فيه إطلاق في مقام يقتضي التفصيل (الوشاية, الهفوة, العتاب) ففي الصحيحين عن ابن مسعود وغيره (أن رجلاً قال: (إن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله), فرفع ابن مسعود أمره إلى النبي صلى الله عليه وسلم فغضب منه وحذر منه) ففي هذا الحديث لم يعتبر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك من ابن مسعود وشاية ولم يحصل عتاب ولاشيء مما ذُكر, والسياق وهو التحدث عن فتنه يقتضي من الجاني تفصيل ذلك. فتنبه!
أضف إلى ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تنوعت معالجته للخطأ فتارة يعالج الخطأ بالشدة كما في قوله: (إنك امرؤٌ فيك جاهلية) وتارة بالرفق كما في قوله: (دعوه, وأريقوا عليه ذنوباً من ماء).
قوله في الحاشية من (فتنته)ص(9): (..صحيح إنك تكلمت..)
قلت: صوابه: (صحيح (أَنك) تكلمت) بفتح الهمز؛ لأنها(أن) سدت مسد المصدر, (كلامك).
قال ابن مالك:
وهمز إن افتح لسد مصدر مسدها وفي سوا ذاك اكسر.
أقول:
فدع عنك الكتابة لست منها ولو سودت وجهك بالمداد.
المأخذ الثامن:
تقرير الجاني ما هو من أمور الغيب.
وحسبي هذا الأمر القاضي بجهله ببدائيات علم العقيدة وهو قوله بعد أن توصل إلى نتائج (فتنته) ص(17):
( 7-ذهاب الحسنات).
أقول: اخسأ فلن تعدو قدرك, وهل توصلت إلى علم هذا فقضيت به؟!! (( أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا ))[مريم: 78]، وقال الله في الحديث القدسي: (مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ)( 19).
-شبهة والرد عليها.
وأما ما نقل من كلام الباجي ص (3): (أي أنها لا تبقي شيئاً من الحسنات حتى تذهب بها), فهذا في بيان الحكم, وليس على سبيل الجزم به في قضية بعينها, كما فعل الجاني في (فتنته) حيث قال: (ومن نتائج هذه الفتنة .. ذهاب الحسنات), فتأمل!
هذا وللعلم أني لم استقصِ كل ما تضمنته (فتنته) من المآخذ المبيِّنة لانحرافه وجهله وتطاوله خشية الإسهاب, فالحر تكفيه الإشارة.
همسة في أذن الجاني:
وهنا أريد أن أهمس في أذن الجاني فأقول:
قال الله سبحانه وتعالى: ((وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ))[فاطر:43]
وقال أحد الحكماء من الشعراء:
ندم البغاة ولات ساعة مندم والبغي مرتع مبتغيه وخيم.
وقديماً قيل: (من سلّ سيف البغي قتل به), فتأمل أيها الجاني على نفسك هذه الكلمات من جميع جوانبها!.
وفي الختام:
أسأل الله عز وجل أن ينفع بها الإسلام والمسلمين, وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم.
والحمد لله رب العالمين.
كتبه: أبو محمد أحمد بن محمد الوحيشي
صنعاء/ حي شميلة- حارة الرحاب-
مسجد الرحمن السلفي العامر بالعلم والتعليم
**************
الحواشي:
(1 ) قاله الإمام أحمد بن حنبل في (مقدمة الرد على الجهمية)
(2 ) لقد أُفردت في هذا الباب(الذب عن العلماء بأعيانهم) أجزاء كثيرة من ذلك (العقود الدرية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية) لابن عبد الهادي وغيرها.
(3) وكون عصابة عبد الرحمن العدني ساعين في الاستيلاء على مساجد السلفيين وإخراجهم منها وأنهم يستعينون في ذلك بالأوقاف وجمع توقيعات العوام وإن أدى ذلك إلى تزوير بعض الوثائق...أمر واقعي حقيقي، ومن أدل الدلائل على حزبية القوم وولائهم الضيق لحزبهم وكما قيل:
وكيف يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل
وشهادات السلفيين متواترة على هذا الفعل اللئيم من أصحاب الحزب الجديد، ولأخينا الفاضل إحسان اللحجي رسالة جمع فيها حقائق ووثائق تبرهن على ذلك بعنوان (تنبيه الساجد من مؤامرة الحزبية لإسقاط المساجد).
قال الحزب الجديد في ص(7) من المنشور: (سئل الشيخ الحجوري: ..ما رأيكم فيما يعمله أصحاب عبد الرحمن من محاولة الاستيلاء على بعض مساجد الإخوة السلفيين في عدن ولحج وحضرموت، وهل هذا من أعمال الحزبيين؟ فأجاب: (هذا برهان أيضًا على أنهم يرون أنفسهم كتلة وإلا من قبل لما لم يكونوا كذلك ما صاروا مسابقين إلى هذه المساجد التي فيها إخواننا أهل السنة...)
قلت: وهذا الكلام من الشيخ حفظه الله كلام من خبير بأعمال الحزبيين ومكرهم. ا.هـ [من جناية عبد الرحمن على الأصول السلفية] ص (32).
(4)حديث عبد الله بن سرجس عند مسلم بلفظ (الحور بعد الكون) بالنون وكذا رواه الترمذي والنسائي .
قال الترمذي: ويروى (الكور) بالراء وكلاهما له وجه, قال العلماء: معناه بالنون والراء جميعاً: الرجوع من الاستقامة أو الزيادة إلى النقص.
(5 ) وأنبه إلى أن كل ما في هذا المنشور إما أن يكون مما رُد عليه أو مما لا يحتاج إلى الرد عليه لعروه عن البرهان.
(6) كمحمد المهدي الحزبي المعروف صاحب (معالم الجرح والتعديل عند المحدثين) وأبي الحسن الماربي والبكري كما سيأتي ص(10-13)
(7) كذا كتبه وسيأتي بيان جهله ببدائيات (علم النحو).
(8 ) قال المقلد في حاشيته على فتنته ص (6): (قاله شيخنا العلامة ربيع المدخلي حفظه الله).=
=قلت: قد نفى كون الشيخ يحيى له أغراض شخصية الأخ الفاضل: معافى المغلافي كما في (فتنة عبد الرحمن أغراض شخصية أم حقائق واقعية)، وبرهن على ذلك فراجعه لزاماً، وقبله العلامة الحجوري كما في المنشور المسجل ضمن أسئلة نيجيريا، هذا وللعلم أن كلمة أغراض شخصية قد تناولت جميع أطراف النزاع ومنهم عبد الرحمن العدني وكل من تكلم في هذه الفتنة، ويؤخذ ذلك من قول الشيخ ربيع في نصيحته وأوجه رجائي للأطراف جميعاً.. ومن معهم ممن حصل بينهم الخلاف. ا.هـ من كلام معافى المغلافي.
فنقول: أما الشيخ يحيى فقد برأ نفسه بالبرهان، وبقي تبرئة العدني وشلته من كون سعيهم في الفتنة ناشئاً عن أغراض شخصية: (( قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ))[البقرة: 111].
(9) سيأتي أن هذا القول منكر كونه خالف ما قرره الأثبات ص(11)
(10) مع العلم أن هذه الكلمة قالها أحد الشعراء (إمام الثقلين)، وأنكرها الشيخ يحيى حفظه الله في حينها، وقد تاب منها قائلها، فما الداعي لهذه الإثارة والنعرة سوى التقليد الأعمى.
(11) وسيظل هذا الكلام وصمة عارٍ في جبينه إلى أن تقوم الساعة إلا أن يتوب .
(12) انظر: جناية عبد الرحمن على الأصول السلفية
(13) وأتحداك أن تثبت ذلك سوى الشريط ألذي دبلجه الإدريسي (الإبليسي ) ((تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ))[البقرة: 118].
(14) قلت: قد أجمع علماء اليمن من أهل السنة أن الشيخ يحيى لا يتكلم بدافع الحسد ولا بدافع الحقد ولا بدافع الرغبة في إسقاط أحد من أهل السنة وإنما بدافع الغيرة على السنة وأهلها كما في بيان معبر المحرر بتاريخ 12\4\1428هـ
قلت: وكان ذلك عندما تكلم في عبد الرحمن العدني, إذاً فقولك منكر, وإن كانت جريدة البلاغ في صفك.
(15) وانظر: (جناية عبد الرحمن على الأصول السلفية) للأخ الفاضل أبي حاتم الجزائري.
(16) صوابه: (أنك) وسيأتي بيان ذلك.
(17)تقال في من عاب غيره بعيب نفسه.
(18) أي كفي وعظك إياي وعظي نفسك.
(19) رواه مسلم (4753) من حديث جندب بن عبد الله.
الرسالة بالكامل في المرفقات
ونشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وقيوم السماوات والأرضين، ونشهد: أن محمدا عبده ورسوله، إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، والتابعين، ومن سلك طريقهم إلى يوم الدين.
أما بعد: أحمد الله تعالى أني ممن تقلد شرف الدفاع عن الشيخ العلامة الناصح الأمين التقي الزاهد الورع القوال بالحق الذي لا يخاف في الله لومة لائم -نحسبه كذلك والله حسيبه- يحيى بن علي الحجوري(2 ) حفظه الله ووفقه ومتع المسلمين بعلمه وجهوده المباركة من علم وتعليم وتصفية وتربية على المنهج السلفي الصافي النقي ومجابهة أهل الباطل من كفار وضلال ومبتدعة وحزبيين وتصديه لهم بالحجة والبرهان.
ولما رأى هؤلاء المبطلون أن الله قد جعل للشيخ يحيى -أعز الله شأنه- القبول والثقة في قلوب الصادقين فأصبحت كلماته في نصرة الحق تضرب أطنابها في الشرق والغرب أقض ذلك مضاجعهم وهز عروشهم فطفقوا: (( يَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ))[الأنفال: 30]، فزرعوا النفرة والبغض والكراهة ضد الحق وأهله تارة بالتشويه وتارة بالتحقير وتارة بالتزهيد: من أكبر معقل للسنة والعلم والتعليم وهي دار الحديث بدماج وشيخها المبارك الشيخ يحيى بن علي الحجوري -أعلى الله مقامه-.
(( لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ ))[التوبة: 47]
ولكن كما قال سبحانه جل وعز (( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ))[الصف: 8].
ما زاد ذلك الدار وشيخها المبارك إلا رفعة ومحبة وثقة في قلوب الصادقين، وما زاد الحزبيين إلا ذلة وتشويها في قلوب المؤمنين (( وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ..))[يونس: 27].
وقد بُلينا في هذه الآونة بقوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام وهم من بني جلدتنا يتكلمون بألسنتنا ويعيشون بيننا جندوا أقلامهم وألسنتهم بالسب والتشويه والتلبيس بل جندوا أيديهم وأسلحتهم في حرب أهل السنة الصادقين(3 )، وهؤلاء هم شرذمة من المجاهيل يظهرون عبر الشبكات وفي الأزقة, (يقاتلون مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ) ، وما ذلك إلا ليخفى أمرهم على أهل الحق عندما ينجلي الغبار.
ولكن صدق الله إذ يقول (( وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ))[البقرة: 72]، فها هم يفضحون واحداً تلو الآخر؛ فأحدهم قد أسقط نصيفه، وأرخى خماره، وأسفر عن وجهه، وحسر عن ساعديه، وأبدى ساقيه، وهو الجاني: عبد الرحمن بن هيثم العامري اليافعي في منشوره الأثيم الذي أسماه: (خطر الفتنة الحالقة للدين الذي أججها وأضرمها يحيى بن علي الحجوري بين السلفيين).
فصرخ بالباطل علانية وكان كالذي بحث عن حتفه بظلفه، وجدع بكفه مَارِنَ أنفه, فأرغد وأزبد وجعجع وأفسد بكلام هش مبناه على:
إذا قالت حذام فصدقوها *** فإن القول ما قالت حذام
فأضحك على نفسه العقلاء, وأشمت به الأعداء؛ لأن مثله ومثل مواجهته للشيخ: يحيى كمثل ساقية كدرة الماء لاطمت بحراً عظيماً قد مُلئ دراً وجوهراً وحكمةً وعلماً، أو كرملة صغيرة أرادت زوال جبل شامخ عن محله.
كناطحٍ صخرةً يوماً ليفلقها*** فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
فتكلم بكلام الأعور بين عميان، ففضح نفسه بنفسه، وأبدى عن حقيقة باطله ومدى انحرافه، فقلب الموازين وعكس الأمور (نعوذ بالله من الحور بعد الكور( 4)).
وظن جهلاً أنه قد حرر المقال، وبدل الحال وهيهات إلا قيل وقال، وإلى بيان المآخذ التي تضمنها هذا المنشور(فتنته) (5 ).
بيان ما تضمنه منشور عبد الرحمن اليافعي من المآخذ: -
المأخذ الأول:
عجز المدعي عبد الرحمن اليافعي عن إقامة البينات على ما أدعاه سوى الهذيان والتقول والسب والشتم والتعلق بأقوال مجردة عن الحجة بل بالتعلق بأقوال كبار المبتدعة والحزبيين( 6) كما سيأتي بيانه.
والدعاوى إن لم تقيموا عليها ***بينات أصحابها أدعياء
المأخذ الثاني:
جهله أو تجاهله بسبب الفتنة واضطرابه في تقريرها.
قال الجاني (العامري) في (فتنته) (5-7): (فوقعت هذه الفتنة بسبب أشياء مخفية في الصدور وعجلةٍ في الأمور وكذا حب الزعامة والظهور ووجد الوشاة أرضاً خصبة وتربة رطبة قبلت بذرتهم الخبيثة وتجارتهم الحقيرة فافسدوا بين الخلان وباعدوا بين الإخوان أصحاب المنهج، الواحد ولا عجب لأن أهل السنة أعدائهم( 7) كثير ولكن العجب كيف يخدع من يدّعي العلم والحلم ويخفى عليه ان النميمة تهتك الأستار وتفشي الأسرار وتورث الضغائن وترفع المودة وتجدد العداوة وتبدد الجماعة وتهيج الحقد وتزيد الصد فمن وشى إليه عن أخ كان الواجب عليه معاتبته على الهفوة إن كانت وقبول العذر إذا اعتذر وترك الإكثار من العتب مع توطين النفس على الشكر عند الحفاظ وعلى الصبر عند الضياع وعلى المعاتبة عند الإساءة.
وسأذكر لكم أهم أسباب هذه الفتنة الحالقة للدين:
1ـ العجلة في الأحكام.
2ـ عدم التثبت في الأخبار.
3ـ حب الزعامة الدعوية.
4ـ أغراض شخصية( 8)
منها (الحسد) ( 9).
5ـ بطانة السوء.
6ـ قلة التجربة الدعوية.
7- الاستكبار وعدم قبول الحق (لأنه إمام الثقلين) (10 ).
8- السَّفه وبذاءة اللسان).
قلت: (أسمع جعجعة ولا أرى طحنا), فلم يُقم بينة واحدة على ما قال كما قررنا في المأخذ الأول.
وأما أسباب الفتنة التي أججها حقيقة عبد الرحمن العدني، وأنه هو سببها فقد كفانا مؤنة بيان ذلك عدد من المشائخ وطلبة العلم الأفاضل على رأسهم العلامة المحدِّث الناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري.
وإليك بعض البيانات والردود العلمية، ولن أستوعبها كلها وهي:
- نصيحة الإخوان لعبد الرحمن، للشيخ: يحيى الحجوري حفظه الله، وهو عبارة عن شريط وقد فرغ وطبع ونشر.
- حقائق وبيان لما عليه فتنة عبد الرحمن، للأخ: كمال العدني، طُبع ونُشر.
- البراهين الجلية فيما عند عبد الرحمن العدني من الحزبية، للأخ: معافى الحديدي.
- سلسلتي شرارة اللهب على من أصيب بداء الكلب.
- الطليعة في إجهاز المتردية والنطيحة.
- نصب المنجنيق لقطاع الطريق دار العلم والتحقيق.
- المؤامرة الكبرى.
-جناية عبد الرحمن على الأصول السلفية.
-البرهان المنقول لما خالفه عبد الرحمن من الأصول.
المأخذ الثالث:
التعدي والطعن والسب والشتم بأقذع الألفاظ والكذب على عالم من كبار العلماء وهو الشيخ: يحيى بن علي الحجوري -حفظه الله- وكذا على مشائخ وطلبة علم.
قال بذيء اللسان (العامري) في مواضع متفرقة من (فتنته) عن الشيخ يحيى: (إنه متعجل, غير متثبت, يحب التزعم والترؤس, له أغراض شخصية في إحداث فتنة عبد الرحمن العدني, حاسد على عبد الرحمن العدني, بطانته بطانة سوء، قليل التجربة في الدعوة، مستكبر, لا يقبل الحق، بذيء، سفيه، رأس الفتنة ومؤججها، من أكبر الساعين فيها، لعان، سباب، شتام، فاحش، طليق اللسان، ذو لسان عوجاء، فاجر، كذاب، بل فاق البكري في الغلو والكذب والطعن في العلماء, ربما لجأ إلى القتال، باغي، ظالم، مماري، عنده أخطاء عقدية، غال في نفسه، لا يعرف قدر العلم، لا يعرف قدر الأخوة، عديم الحلم والأناة، عديم الرفق، عديم الصبر، متنقص للعلماء، مفتر على العلماء، محتقر للعلماء، جريء، شابه أهل البدع، بل شابه حماد بن سليمان والزمخشري، شق الصف، وثب عل كرسي الإمام الوادعي، ولم ينزهه من السباب والشتام، جاهل).
قلت: (يا للعضيهة والأفيكة).
هذا ولم يقتصر أمر السب والشتم والطعن في العلامة الحجوري فحسب, بل تعدى بذاءة لسانه وحقده إلى طلبة العلم الأفاضل.
فقال فيهم كما في فتنته:
(بطانة سوء، لا يتجردون للحق، لا ينصحون، مقلدة, متكبرون، يتمسحون عند التجار, وأنهم يغلون في الشيخ يحيى غلواً لا يوجد في الحوزات ولا في الزوايا).
فهذا ما تقيأه هذا الأثيم في (فتنته) التي لا تتجاوز عشر صفحات (( قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ))[آل عمران: 118] (11 ).
وفي المقابل انظر ثناء العلماء على دماج وشيخها المبارك:
وحسبي من ذلك ثناء إمام الجرح والتعديل: العلامة ربيع بن هادي المدخلي:
(يقول السائل: ما حال المراكز التي أسسها الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى لأن بعض الناس بدأ يتكلم ويطعن فيها وما هي نصيحتكم لأهل اليمن في تلك المراكز؟
قال الشيخ ربيع: (والله الذي اعتقد أنها على أحسن حال ولله الحمد وقائمة بدعوة الله إلى توحيده وإخلاص الدين له وإلى اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وهم جادون في تحصيل العلم ونشره وفي الدعوة إلى الله تبارك وتعالى أعمالهم تسر وتثلج صدور المؤمنين ويفرح بها كل مؤمن صادق وتغيظ كل مبطل وصاحب هوى والعياذ بالله يعني في دماج وحدها كما يبلغنا ستة آلاف إلى سبعة آلاف ليل نهار عاكفون على العلم ليس عندهم إجازات لا أعياد ولا غيرها علم ليل نهار ومختلف العلوم عندهم يدرسونها الحديث والتفسير والفقه والنحو وغيرها من العلوم الإسلامية فبارك الله فيك وفقهم الله تبارك وتعالى وكذلك غيرها من المراكز لهم جد ونشاط في نشر الدعوة كل ذلك قائم على طريقة السلف من الزهد والورع والعفة على طريقة السلف الصالح رباهم الشيخ مقبل على هذه الأخلاق فلا ينكسون رؤوسهم ولا يمدون أيديهم للجمعيات الحزبية التي تسمي نفسها خيرية التي تمد يديها إلى من يخضع لها ويسلك طرقها الحزبية المناهضة للمنهج السلفي وهم رافعوا رؤوسهم لا يخنعون ولا يخضعون في أموال هؤلاء ويصبرون عل السراء والضراء يصبرون ويشكرون وهم يذكرونا بعهد السلف الصالح من التوكل على الله والاعتماد عليه والعفة والنزاهة ونشر هذا المنهج ..... الله سبحانه وتعالى نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص).
وقال أيضا -الشيخ ربيع-: (والذي ندين الله عز وجل أن الشيخ الحجوري تقي ورع زاهد -وأخذ يثني عليه- وقد مسك الدعوة بيد من حديد ولا يصلح لها إلا هو وأمثاله).
المأخذ الرابع:
سلوك مسلك كبار المبتدعة والحزبيين كمحمد المهدي وأبي الحسن الماربي والبكري وعبد الرحمن العدني بل وجريدة البلاغ (البلاء) الرافضية.
-أما سلوك الجاني في (فتنته) مسلك محمد المهدي فكما في كتابه: ( معالم الجرح والتعديل عند المحدثين) في أصوله التي أصلها في نقد الشيخ مقبل وكذا الشيح يحيى:
-انتقد الجاني في (فتنته) على الشيخ يحيى العجلة في الأحكام وعدم التثبت ص(6)
وهكذا فعل المهدي ص343 حيث قال: (حيث انتُقدَ على الإمام الوادعي عدم التثبت في النقل وإرسال الكلام على عواهنه بدون دليل.....)
وهكذا قال المهدي في ص(319-320): (.....تعجّل في الحكم).
-انتقد الجاني في (فتنته) على الشيخ يحيى أنه يطعن في العلماء ص(6)و(9) الحاشية،حيث قال في (فتنته) ص(14): (وهذا هو البلاء الذي ابتليَ به الشيخ الحجوري فأورده المهالك حيث أطلق لسانه في أهل العلم وطلبته طعناً وتبديعاً وتحزيباً).
وهكذا قال المهدي في (معالمه)(339): (بعض العلماء والدعاة الذين طعن فيهم الشيخ مقبل).
-انتقد الجاني في (فتنته) على الشيخ يحي أن أصحابه يغلون فيه كما في ص(17) حيث قال: (الغلو في شخصك الذي لم يوجد بعضها في الحوزات ولا الزوايا).
وكذا قال محمد المهدي في (معالمه) ص(349)-(357): (المسألة الثانية: غلو أصحابه في تعديله نثرا وشعرا).
- وأما سلوك الجاني في (فتنته) مسلك أبي الحسن.
-انتقد الجاني في (فتنته) على الشيخ يحيى أنه يتعجل في الحكم.
وهكذا فعل أبو الحسن مع العلامة النجمي كما في (التنبيه الوفي على مخالفات أبي الحسن الماربي) ضمن (الفتاوى الجلية) ومما جاء فيها: (إن هذا الحكم منك أيها الشيخ بعيد عن أصول المنهج السلفي ولم تسلم فيه من التسرع(12 )).
-وكذا تصديق الجاني شلة أبي الحسن في أن الشيخ يحيى قال فيهم: (مخانيث ولوطة).
حيث قال في (فتنته) ص(9) الحاشية: (وكيف تقول في بعض إخوانك إنهم مخانيث ولوطه( 13)).
-وأما جريدة البلاغ فأخذ الجاني عنها أن الشيخ يحيى يحسد عبد الرحمن العدني.
حيث قال في (فتنته) ص(16): (والحامل له الحسد لشيخه عبد الرحمن ) ( 14)!!
-وأما سلوك الجاني مسلك البكري .
فقال في (فتنته) ص(9): [وقد وجد الإخوان على الشيخ يحيى أخطاءً في كتبه وأشرطته فكان الواجب عليه في الخطأ الذي قاله (معتقداً صحته) بعد توضيح العلماء له أنه خطأ أن يقول أنا متراجع عن خطئي كما حصل سابقا في مسألة (المماسة)].
قلت: وهذه أثارها أخوه البكري كما في البيان الذي أصدره الشيخ يحيى (الصارم المنكي لنسف أباطيل صالح البكري) المسجل في ليلة السبت الحادي عشر من شهر ذي القعدة لعام أربعة وعشرين وأربعمائة وألف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم, فراجعه فإنه مهم.
-وأما سلوك الجاني في (فتنته) مسلك عبد الرحمن العدني وشلته فكالتالي:
انتقاد الجاني في فتنته ص(6) في الحاشية على الشيخ يحي: ( الطرد)
وهكذا فعل حزب عبد الرحمن حيث قالوا: (أما الحجوري ففي عهده بلغت حالات الطرد والإبعاد الأولى من نوعها في تاريخ دماج).
قلت: وهذا فيه جناية على أصل التصفية.( 15)
-وأيضا موافقته لإمامه العدني في أن الشيخ يحيى قذف نساء عدن.
ولبيان ذلك أنقل لك الحوار الذي جرى بين الأخ كمال العدني وعبد الرحمن العدني:
قال الأخ كمال العدني في ملزمته حقائق وبيان لما عليه فتنة عبد الرحمن(23): (قال-يعني عبد الرحمن-: وذكر كلاما، ثم قال: الشيخ –يعني الشيخ يحي- يتكلم على نساء عدن يقول لا تبيعوا فروجكم للرجال؟! أيش من داعية يقول هذا الكلام!!،أخي القارئ مع العلم أن الشيخ يحيى لم يقل هذا الكلام وإنما قال ما سمعته أمم في المسجد من النصح ولما جاء بعض الأخوة من عدن فقالوا هذا الكلام نحب أن نحذفه من الشريط، فقال الشيخ: إنما أردت نصرتكم ونصرة الحق به وليس فيه أي ضرر عليكم ولا هذا الكلام يعنيكم لكن احذفوه حسب رغبتكم فحذفوا تلك الكلمة والحمد لله،فما الداعي لهذه الإثارة والنعرة.؟!!!
نعود إلى ما كنا فيه
قلت-يقول كمال العدني-: يا شيخ- أي يا شيخ عبد الرحمن- لم يقصد نساء السلفيين, إنما الكلام على الفاجرات وهو يدفع الناس للغيرة والسياق في ذكر الفساد وأهله الذي كلكم قد عرفه.
قال مهاجما: يا كمال دع المجاملة، هل الشريط يصل إلى الفاجرات ؟!!!!!!!
قلت له: يا شيخ إذن ما في داعي يتكلم الدعاة في المعاصي لأنه ما سيصل على أهل المعاصي؟؟) انتهى المراد.
قلت:
ومن يكن الغراب له دليلا *** يمر به على جيف الكلاب
المأخذ الخامس:
إهدار جهود الشيخ يحيى التي بذلها في سبيل حماية المنهج السلفي من كيد الحزبيين.
-من ذلك تزهيده في تصدي الشيخ يحيى لفتنة أبي الحسن حيث قال في (فتنته) ص(9):
(أما أنت فأين ردودك العلمية عليه؟ أبرِزها –ثم اضطرب فقال: - صحيح إنك(16 ) تكلمت لكن ما هو بالذي تصوره للناس فلا تتشبع بما لم تعط!!).
أقول: أقلّوا عليهم لا أبا لأبيكم ***من اللوم سدوا المكان الذي سدوا
وقال آخر:
فقل للعيون الرُّمْدِ للشمس أعين سواكِ تراه في مغيبٍ ومطلعِ
-ومن ذلك تزهيده في تصدي الشيخ يحيى لفتنة البكري حيث قال ص(9): (فتنة البكري وهذه كبّرتها فوق مستواها يا شيخ).!!
أقول: يحن إلى ليلى وقد شطت النوى بليلى كما حن اليراع المثقّب
-وأما فتنة عبد الرحمن العدني, فما زال الرجل يلج في غمراتها ويتعصب لها ويستميت في الدفاع عنها تارة بأن الشيخ يحيى متعجل وتارة بأنه لم يتثبت وتارة بأنه حاسد وتارة .. وتارة..
المأخذ السادس:
سلوك الجاني في (فتنته) مسلك "رمتني بدائها وانسلت" و "نسي بجير خبره"(17 ).
قال البذيء في (فتنته)(7): (قلت: وقد أكثر الشيخ يحيى الحجوري من السب واللعن والفحش).
أقول: لقد سببت وشتمت وأفحشت القول في عرض الشيخ يحيى بما يزيد على أربعين سبّة بذيئة في (فتنتك) التي لا تتجاوز عشر صفحات.
وقال أيضاً في (فتنته) (12): (وبعض طلبة العلم هدانا الله وإياهم لا يتأدب مع مشايخه).
أقول: (لا تعظيني وتعظعظي(18 ))، لقد قل أدبه مع شيخه العلامة يحيى بن علي الحجوري الذي تربع بين يديه سنين, فكذب عليه وتطاول عليه ورماه بالعظائم والسب والشتم والتحقير من شأنه والتقول عليه بما لم يقله.
فحق للشيخ يحيى أن يقول فيك: أأعلفك الحشيش وتروثي علي؟!!
وقال أيضا في (فتنته) ص(16): (قلت: والجرأة على العلماء والطعن فيهم من سِيما أهل البدع، قال الإِمام أَبو حاتم الحنظلي الرازي رحمه الله تعالى: (عَلامةُ أَهلِ البدَعِ الوَقيعةُ في أَهلِ الأَثَر، وكذا احتقارهم علامة الكبر وهي من سِيما أهل البدع).
أقول: (نسي بجير خبره)، تقدم بيان جرأته على العلامة الأثري يحيى بن علي الحجوري وطعنه فيه، هذا ولم استقصِ كل ما عاب الجاني في (فتنته) غيره بعيب نفسه ومن تأمل سيجد من هذا الكثير.
المأخذ السابع:
رِكّة الألفاظ وتنافر المعاني وتكلف السجع.
قال خبير الكتاتيب في (فتنته) (5-6): ووجد الوشاة أرضاً خصبة وتربة رطبة قبلت بذرتهم الخبيثة وتجارتهم الحقيرة فافسدوا بين الخلان وباعدوا بين الإخوان أصحاب المنهج الواحد ولا عجب؛ لأن أهل السنة أعدائهم كثير ولكن العجب كيف يخدع من يدّعي العلم والحلم ويخفى عليه أن النميمة تهتك الأستار وتفشي الأسرار وتورث الضغائن وترفع المودة وتجدد العداوة وتبدد الجماعة وتهيج الحقد وتزيد الصد فمن وشى إليه عن أخ كان الواجب عليه معاتبته على الهفوة إن كانت وقبول العذر إذا اعتذر وترك الإكثار من العتب مع توطين النفس على الشكر عند الحفاظ وعلى الصبر عند الضياع وعلى المعاتبة عند الإساءة.
وبيان ذلك:
قوله: (ووجد الوشاة أرضاً خصبة وتربة رطبة قبلت بذرتهم الخبيثة وتجارتهم الحقيرة).
أقول: ما علاقة قبول الأرض الخصبة والتربة الرطبة للتجارة؟!!
قوله: (لأن أهل السنة أعدائهم كثير).
أقول: صوابه: (أعداؤهم), وهو: مبتدأ و(كثير): خبر, والجملة الإسمية: خبر (أن).
قوله: (ولكن العجب كيف يخدع من يدّعي العلم والحلم!! ويخفى عليه أن النميمة تهتك الأستار!!).
قلت:إن كان يدّعي العلم والحلم إدعاءً مجرداً فما الداعي إلى التعجب من خفاء هذا الأمر عليه؟!!, وأما أهل العلم الفحول الذين تربيت أيها (المفتون) بين ركبهم فليس يخفى عليهم ذلك, (فابكِ على خطيئتك!)
قوله: (وتفشي الأسرار).
قلت: هذا لا يستقيم في مقابل المنهج السلفي الواضح الجلي فليس فيه سريه ولا تكتم, وهتك المتسترين بالباطل سنة ماضية.
قوله: ( وتجدد العداوة,.. وتهيج الحقد, وتزيد الصد)
قلت: ظاهر هذه الألفاظ أن ثمة عداوة وحقد وصد قبل الفتنة ثم تجددت (العداوة) وهاج (الحقد) وزاد (الصد) بعدها, ومعلوم أن أهل السنة على مودة وحب وإخاء ظاهراً وباطناً فإن كنت تعني نفسك: أنك كنت تكنًّ كل هذه الضغائن -وهذا هو الظاهر- فقد كفيتنا مؤنة بيان حالك.
ومهما تكن عند امرئٍ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم
قوله: (فمن وشى إليه!! عن أخ كان الواجب عليه معاتبته على الهفوة إن كانت وقبول العذر إذا اعتذر وترك الإكثار من العتب مع توطين النفس على الشكر عند الحفاظ!! وعلى الصبر عند الضياع!! وعلى المعاتبة عند الإساءة).
-قلت: فيه إطلاق في مقام يقتضي التفصيل (الوشاية, الهفوة, العتاب) ففي الصحيحين عن ابن مسعود وغيره (أن رجلاً قال: (إن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله), فرفع ابن مسعود أمره إلى النبي صلى الله عليه وسلم فغضب منه وحذر منه) ففي هذا الحديث لم يعتبر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك من ابن مسعود وشاية ولم يحصل عتاب ولاشيء مما ذُكر, والسياق وهو التحدث عن فتنه يقتضي من الجاني تفصيل ذلك. فتنبه!
أضف إلى ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تنوعت معالجته للخطأ فتارة يعالج الخطأ بالشدة كما في قوله: (إنك امرؤٌ فيك جاهلية) وتارة بالرفق كما في قوله: (دعوه, وأريقوا عليه ذنوباً من ماء).
قوله في الحاشية من (فتنته)ص(9): (..صحيح إنك تكلمت..)
قلت: صوابه: (صحيح (أَنك) تكلمت) بفتح الهمز؛ لأنها(أن) سدت مسد المصدر, (كلامك).
قال ابن مالك:
وهمز إن افتح لسد مصدر مسدها وفي سوا ذاك اكسر.
أقول:
فدع عنك الكتابة لست منها ولو سودت وجهك بالمداد.
المأخذ الثامن:
تقرير الجاني ما هو من أمور الغيب.
وحسبي هذا الأمر القاضي بجهله ببدائيات علم العقيدة وهو قوله بعد أن توصل إلى نتائج (فتنته) ص(17):
( 7-ذهاب الحسنات).
أقول: اخسأ فلن تعدو قدرك, وهل توصلت إلى علم هذا فقضيت به؟!! (( أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا ))[مريم: 78]، وقال الله في الحديث القدسي: (مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ)( 19).
-شبهة والرد عليها.
وأما ما نقل من كلام الباجي ص (3): (أي أنها لا تبقي شيئاً من الحسنات حتى تذهب بها), فهذا في بيان الحكم, وليس على سبيل الجزم به في قضية بعينها, كما فعل الجاني في (فتنته) حيث قال: (ومن نتائج هذه الفتنة .. ذهاب الحسنات), فتأمل!
هذا وللعلم أني لم استقصِ كل ما تضمنته (فتنته) من المآخذ المبيِّنة لانحرافه وجهله وتطاوله خشية الإسهاب, فالحر تكفيه الإشارة.
همسة في أذن الجاني:
وهنا أريد أن أهمس في أذن الجاني فأقول:
قال الله سبحانه وتعالى: ((وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ))[فاطر:43]
وقال أحد الحكماء من الشعراء:
ندم البغاة ولات ساعة مندم والبغي مرتع مبتغيه وخيم.
وقديماً قيل: (من سلّ سيف البغي قتل به), فتأمل أيها الجاني على نفسك هذه الكلمات من جميع جوانبها!.
وفي الختام:
أسأل الله عز وجل أن ينفع بها الإسلام والمسلمين, وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم.
والحمد لله رب العالمين.
كتبه: أبو محمد أحمد بن محمد الوحيشي
صنعاء/ حي شميلة- حارة الرحاب-
مسجد الرحمن السلفي العامر بالعلم والتعليم
**************
الحواشي:
(1 ) قاله الإمام أحمد بن حنبل في (مقدمة الرد على الجهمية)
(2 ) لقد أُفردت في هذا الباب(الذب عن العلماء بأعيانهم) أجزاء كثيرة من ذلك (العقود الدرية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية) لابن عبد الهادي وغيرها.
(3) وكون عصابة عبد الرحمن العدني ساعين في الاستيلاء على مساجد السلفيين وإخراجهم منها وأنهم يستعينون في ذلك بالأوقاف وجمع توقيعات العوام وإن أدى ذلك إلى تزوير بعض الوثائق...أمر واقعي حقيقي، ومن أدل الدلائل على حزبية القوم وولائهم الضيق لحزبهم وكما قيل:
وكيف يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل
وشهادات السلفيين متواترة على هذا الفعل اللئيم من أصحاب الحزب الجديد، ولأخينا الفاضل إحسان اللحجي رسالة جمع فيها حقائق ووثائق تبرهن على ذلك بعنوان (تنبيه الساجد من مؤامرة الحزبية لإسقاط المساجد).
قال الحزب الجديد في ص(7) من المنشور: (سئل الشيخ الحجوري: ..ما رأيكم فيما يعمله أصحاب عبد الرحمن من محاولة الاستيلاء على بعض مساجد الإخوة السلفيين في عدن ولحج وحضرموت، وهل هذا من أعمال الحزبيين؟ فأجاب: (هذا برهان أيضًا على أنهم يرون أنفسهم كتلة وإلا من قبل لما لم يكونوا كذلك ما صاروا مسابقين إلى هذه المساجد التي فيها إخواننا أهل السنة...)
قلت: وهذا الكلام من الشيخ حفظه الله كلام من خبير بأعمال الحزبيين ومكرهم. ا.هـ [من جناية عبد الرحمن على الأصول السلفية] ص (32).
(4)حديث عبد الله بن سرجس عند مسلم بلفظ (الحور بعد الكون) بالنون وكذا رواه الترمذي والنسائي .
قال الترمذي: ويروى (الكور) بالراء وكلاهما له وجه, قال العلماء: معناه بالنون والراء جميعاً: الرجوع من الاستقامة أو الزيادة إلى النقص.
(5 ) وأنبه إلى أن كل ما في هذا المنشور إما أن يكون مما رُد عليه أو مما لا يحتاج إلى الرد عليه لعروه عن البرهان.
(6) كمحمد المهدي الحزبي المعروف صاحب (معالم الجرح والتعديل عند المحدثين) وأبي الحسن الماربي والبكري كما سيأتي ص(10-13)
(7) كذا كتبه وسيأتي بيان جهله ببدائيات (علم النحو).
(8 ) قال المقلد في حاشيته على فتنته ص (6): (قاله شيخنا العلامة ربيع المدخلي حفظه الله).=
=قلت: قد نفى كون الشيخ يحيى له أغراض شخصية الأخ الفاضل: معافى المغلافي كما في (فتنة عبد الرحمن أغراض شخصية أم حقائق واقعية)، وبرهن على ذلك فراجعه لزاماً، وقبله العلامة الحجوري كما في المنشور المسجل ضمن أسئلة نيجيريا، هذا وللعلم أن كلمة أغراض شخصية قد تناولت جميع أطراف النزاع ومنهم عبد الرحمن العدني وكل من تكلم في هذه الفتنة، ويؤخذ ذلك من قول الشيخ ربيع في نصيحته وأوجه رجائي للأطراف جميعاً.. ومن معهم ممن حصل بينهم الخلاف. ا.هـ من كلام معافى المغلافي.
فنقول: أما الشيخ يحيى فقد برأ نفسه بالبرهان، وبقي تبرئة العدني وشلته من كون سعيهم في الفتنة ناشئاً عن أغراض شخصية: (( قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ))[البقرة: 111].
(9) سيأتي أن هذا القول منكر كونه خالف ما قرره الأثبات ص(11)
(10) مع العلم أن هذه الكلمة قالها أحد الشعراء (إمام الثقلين)، وأنكرها الشيخ يحيى حفظه الله في حينها، وقد تاب منها قائلها، فما الداعي لهذه الإثارة والنعرة سوى التقليد الأعمى.
(11) وسيظل هذا الكلام وصمة عارٍ في جبينه إلى أن تقوم الساعة إلا أن يتوب .
(12) انظر: جناية عبد الرحمن على الأصول السلفية
(13) وأتحداك أن تثبت ذلك سوى الشريط ألذي دبلجه الإدريسي (الإبليسي ) ((تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ))[البقرة: 118].
(14) قلت: قد أجمع علماء اليمن من أهل السنة أن الشيخ يحيى لا يتكلم بدافع الحسد ولا بدافع الحقد ولا بدافع الرغبة في إسقاط أحد من أهل السنة وإنما بدافع الغيرة على السنة وأهلها كما في بيان معبر المحرر بتاريخ 12\4\1428هـ
قلت: وكان ذلك عندما تكلم في عبد الرحمن العدني, إذاً فقولك منكر, وإن كانت جريدة البلاغ في صفك.
(15) وانظر: (جناية عبد الرحمن على الأصول السلفية) للأخ الفاضل أبي حاتم الجزائري.
(16) صوابه: (أنك) وسيأتي بيان ذلك.
(17)تقال في من عاب غيره بعيب نفسه.
(18) أي كفي وعظك إياي وعظي نفسك.
(19) رواه مسلم (4753) من حديث جندب بن عبد الله.
الرسالة بالكامل في المرفقات
تعليق