إعلام الأنام بشؤم فرقة الإخوان على أمة الإسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذي الجلال والإكرام، والصلاة والسلام على من أرسله ربه بالحق المبين داعيًا إلى دار السلام -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- مدى السنين والأعوام، ورضي الله عن صحبه الكرام، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم القيام لرب الأنام، أما بعد:
فإني -ونحن على مشارف الانتخابات الرئاسية الطاغوتية المصرية، والتي من جملة المرشحين للرئاسة فيها الخارجي الضال الإخواني المفسد المدعو محمد مرسي بدد الله أحلامه، وخيب آماله، وأرسى على شاطئ الهلاك أركانه، وزلق من تحته كل كرسي- أقول تدينًا واحتسابًا لا تقية ونفاقًا، ولا سيرًا على سياسة إمساك العصا من الوسط، وهي سياسة السكوت عن بيان الحق، التي هي سياسة أهل التقية والنفاق والجبن والخور، أقول:
إن من أعظم ما ابتلى الله به الإسلام وأهله في هذا العصر وجود فرقة الإخوان المسلمين الخوارج الضلّال، الذين أضلوا كثيرًا من العباد، ومسخوا فِطرهم، وعاثوا في الأرض بالفساد، ولقد رماهم العلماء قاطبة في نحورهم بسهم الحجة، وثواقب الأدلة، وشهب البراهين، وطعنوهم في قلوبهم بخنجر السنة، وقذفوهم بداء البدعة، وجاهدوهم في الله حق جهاده، فرفع الله ذكر أهل السنة بجهادهم إياهم، كما رفع الله في الزمن الغابر والحاضر ذكر أحمد، ومنصب أحمد، ودرجة أحمد، لمـَّا تولى رد البدعة حينما نجم ناجمها، واستفحل شرها، وذلك في محنة خلق القرآن، ونصر الله به السنة، ولُقب بإمام أهل السنة، حتى قيل في حقه: لقد أعز الله الإسلام بأبي بكر الصديق يوم الردة وبأحمد بن حنبل يوم المحنة، ولقبه ابن القيم -رحمه الله- في نونيته بصديق هذي الأمة الشيباني، فما من فتنة أو أمر ظاهره شر إلا وباطنه خير للمؤمن، فأهل السنة ينصرون السنة ويكسرون البدعة، ملك أصحابها -لا ملكهم الله ولا مكنهم- أم لم يملكوا، فلذلك يرفع الله ذكرهم، ويكبت عدوهم، ويبتر شانئهم، ويقطع دابر خصمهم، فالسنة زين لأهلها، والبدعة شين وعار على أصحابها، ولذلك لا تجد أحدًا من أهل البدعة كالإخوان المسلمين إلا مطوقًا بطوق الذل، ومغلولًا بغُل الفرقة، تعرفهم بسيماهم كما تعرف ظلمة الليل، سماهم شيخنا الوادعي بالمفلسين، وسماهم غيره بالخوان، لم لا؟! وهم أعداء السنة وأعداء أهل السنة والجماعة، ولم لا؟! وهم أولياء البدعة وأولياء أهل البدعة والفرقة، ولو لم يكن من أمرهم إلا الخروج على حكام المسلمين وموالاة الروافض الملاعين لكفى به دليلًا على زيغهم وبرهانًا على ضلالهم، فكيف إذا كانوا -أيها السني- يخالفونك في كثير من أمور دينك العظام وشئونه الجسام؟!
ومن كان شأنه كذلك من مخالفة دين الإسلام، فإنه لا يجوز تمكينه من شيء من الولايات كالإمامة والخطابة وإبرام العقود ونحو ذلك من الولايات، فضلًا عن الولاية العامة على بلدان المسلمين أو على قطر من أقطارهم، ومَن مكنهم مِن شيء من ذلك فإنه متعاون على الإثم والعدوان وعلى الفساد في الأرض والإفساد، وعلى إذلال السنة وأهلها وإعزاز البدعة وأشياعها، وعلى تمكين أهل الكفر من ديار الإسلام، فأهل البدع يفتحون باب الحصن للكفار كما قال بعض علمائنا الأخيار، وقد حكى شيخنا الوادعي -أسكنه الله مساكن الأبرار- عن ابن حزم -رحمه الله- قوله: ما نصر الله الإسلام بمبتدع، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في أمثالهم ونظرائهم من إخوانهم الأقدمين الذين هم عن سبيل الغي لا يُقصرون: لا للإسلام نصروا ولا لعدوه كسروا،فلا يجوز لعاقل أن يعينهم على شيء من الولايات ولو بشطر كلمة، وإذا كان الحاكم الظالم يظلم العباد فاعلم أن ذلك عائد -بالنسبة للمظلومين- إلى باب المصائب التي يكفر الله بها الذنوب والسيئات، ويمحو بها الخطيئات، ويرفع بها الدرجات، ولهذا قد يعمَّر ذاك الحاكم الأمد المديد والزمن البعيد، أما الحاكم المبتدع المارق فإن فساده وإفساده عائدان إلى الدين ابتداء، ومن أُضر في دينه أُضر في دنياه، وكانت معيشته ضنكًا ولم يُمتع متاعًا حسنًا.
ولما كان المبتدعة -كالإخوان المسلمين- متقولين على دين الإسلام ما ليس منه كانت فضيحتهم عاجلة غير آجلة، وسابقة لهم ولاحقة، وصدق ربنا إذ قال:
{وَلَوْتَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ *لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ}.
وصدق ربنا إذ قال:
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}
ولهذا زال ملك المبتدعة الضلال من العباسيين سريعًا مع كونهم خلفاء للمسلمين، وكان زمن ملكهم قليلًا وعمرهم فيه حقيرًا، لم لا؟! وقد كانوا محنة على الإسلام وأهل الإسلام وعلماء الإسلام، وهذه بشارة لكل سني نبشره بها، أعني اضمحلال أمر المبتدعة وذهاب صولتهم وجولتهم ودولتهم قريبًا، وانقطاع قرنهم سريعًا، لم لا؟! وبهم ما بهم من الشبه بمدعي النبوة المتقولين على الله ما لم يقله، الذين قال الله في أشباههم:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ}
فما من مدعٍ للنبوة إلا وفضحه الله فضيحة عاجلة، وقصمه الله من قريب، ولم تفارقه ألقاب السوء في حل ولا ترحال، ولا في حياته ولا بعد هلاكه واستئصال شأفته.
وفرقة الإخوان المسلمين فرقة مفضوحة من قبل ولا تزال فضائحهم في ازدياد، واعلم أن هذه الفضيحة نائلة كل من أعانهم على باطلهم، أو صدقهم بكذبهم، أو عادى أهل السنة من أجلهم، ولهذا ترى أن الله قد فضح قومًا تزيّوا بزي السلفية زمانًا زورًا وكذبًا، إذ إنهم ليسوا من السلفية في شيء، وإنما هم على منهج إخوانهم من الإخوان المسلمين في الغي والضلال، ومن أمثال هؤلاء الذين تزيوا بهذا الزي زمانًا وفضحهم الله شر فضيحة أبو إسحاق الحويني ومحمد بن حسان المصريان، الزائغان عن سبيل الهدى، السالكان سبيل الردى، المائلان إلى الضلالة، المحشوان بروث البدعة.
واعلم أن الظالم الفاجر لا ينسب ظلمه وجوره وفجوره إلى الدين بخلاف المبتدع فإنه ينسب ضلاله إلى الدين فيأكل السحت باسم الدين، ويترأس بالباطل باسم الدين، ومن هنا ينخدع به قليلوا العلم والدين، فإياك أن تكون -رحمك الله- من هؤلاء المنخدعين المخدوعين، وإياك أن تضع لبنة في بناء المبتدعة الظالمين فيلحقك عارها وشنارها وشؤمها في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، وحذر من القوم بما أمكنك من سبل التحذير الشرعية، ولا يغرنك كثرتهم فهم همج الورى، وشأنهم أحقر عندنا من البعر في الثرى، واعلم أن مُلك المبتدع -لو ملك- ليس دليلًا على صلاحه، ولا على رضا الله وأهل الإيمان عنه، فقد كان فرعون ملكًا على مصر، فانظر كيف كان أمره؟!
وكيف كانت عاقبته؟!
وماذا بقي من ذكره؟!
والسعيد من وعظ بغيره، والسلام.
وكتب
أبو بكر بن ماهر بن عطية بن جمعة المصري
أبوعبدالله
ضحى يوم الخميس، الموافق الرابع والعشرين من
شهر رجب، لسنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة
وألف، من الهجرة النبوية -على
صاحبها الصلاة
والسلام-.
تعليق