• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرارة اللهب على من أصيب بداء الكلب(4) ::ردٌّ على::محمد غالب وعرفات البصيري وعلى الحذيفي

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرارة اللهب على من أصيب بداء الكلب(4) ::ردٌّ على::محمد غالب وعرفات البصيري وعلى الحذيفي

    شرارة اللهب على من أصيب بداء الكلب( الحلقة الرابعة)

    وهي متضمنة لبعض أفراخ الحية الرقطاء عبدالرحمن العدني في مدينة عدن وهم:-
    1- محمد بن غالب
    2-عرفات البصيري
    3- علي الحذيفي
    تأليف/ أبي حمزة محمد بن حسين بن عمر العمودي الحضرمي نسبًا العدني منزلاً.
    قرأها وأذن بنشرها فضيلة شيخنا الكريم المكرَّم والدنا الناصح الأمين العلَّامة المحدِّث الفقيه أبي عبدالرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله ورعاه وشكر له.

    وباقي ما يتعلق بموضوع الرسالة تجدونها في المرفقات .
    الملفات المرفقة

  • #2
    جزاك الله خيرا

    شرارة اللهب على مَنْ أصيب بداء الكَلَب

    الحلقة الرابعة

    وهي متضمنة لبعض أفراخ الحية الرقطاء عبدالرحمن العدني في مدينة عدن وهم:-

    1- محمد بن غالب
    2-عرفات البصيري
    3- علي الحذيفي

    تأليف/ أبي حمزة محمد بن حسين بن عمر العمودي الحضرمي نسبًا العدني منزلاً.

    قرأها وأذن بنشرها فضيلة شيخنا الكريم المكرَّم والدنا ‑الناصح الأمين‑ العلَّامة المحدِّث الفقيه أبي عبدالرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله ورعاه وشكر له

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون المشركون.
    ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا [الكهف/1، 2].
    والصلاة والسلام على من أرسله الله بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا. أقام الله به الملة العوجاء، وفتح به أعينًا عمياء، وآذانًا صمًا، وقلوبًا غلفًا. صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد:
    يقول تعالى: ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ [النحل/91، 92].
    ويقول سبحانه وتعالى: ﴿فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ *وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ [يونس/81، 82].
    ويقول جلا في علاه: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا [الكهف/103، 104].
    أخرج الإمام البخاري رحمه الله في «صحيحه» عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمًا لِأَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «فِيمَ تَرَوْنَ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ ﴿أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ﴾؟» قَالُوا: اللَّهُ أَعْلَمُ، فَغَضِبَ عُمَرُ فَقَالَ: قُولُوا نَعْلَمُ، أَوْ لَا نَعْلَمُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فِي نَفْسِي مِنْهَا شَيْءٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ عُمَرُ: يَا ابْنَ أَخِي قُلْ. وَلَا تَحْقِرْ نَفْسَكَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ضُرِبَتْ مَثَلًا لِعَمَلٍ، قَالَ عُمَرُ: أَيُّ عَمَلٍ؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لِعَمَلٍ. قَالَ عُمَرُ: لِرَجُلٍ غَنِيٍّ، يَعْمَلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ لَهُ الشَّيْطَانَ، فَعَمِلَ بِالْمَعَاصِي حَتَّى أَغْرَقَ أَعْمَالَهُ».
    وأخرج الإمام أحمدرحمه الله في «المسند».
    عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّتِي فَقَدْ أَفْلَحَ، وَمَنْ كَانَتْ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ».
    قال شيخنا الإمام الوادعي‑ رحمة الله عليه: هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين.
    وفي رواية: «إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةً، ثُمَّ فَتْرَةً، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى بِدْعَةٍ فَقَدْ ضَلَّ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّةٍ فَقَدْ اهْتَدَى».
    أخرجه الإمام أحمد من حديث رجل من الأنصار رضي الله عنهم.
    الحديث ذكره شيخنا الإمام الوادعي رحمة الله عليه في «الصحيح المسند» وقال: رفع الله درجته. هذا حديث صحيح.
    وبعد هذا : فإننا لا نزال ضمن سلسلة الكذب والفجور الصادرة من ذوي البغي، والحنق والغيظ، والحسد، والبهتان والزور.
    سلسلة تولى كبرها عبدالرحمن العدني الحية الرقطاء، وأعانه عليها قوم آخرون من أفراخه الحمقاء، الحدثاء السفهاء.
    وابن اللبون إذا ما لُزَّ في قَرن *** لم يستطع صولة البُزْلِ القناعيس

    وقد صدر شريط لأشباه الثلاثة الكوكباني: محمد بن غالب، وعرفات البصيري، وعلي الحذيفي.

    هذا الشريط تضمن سفهًا، وقلة أدب، وقلة ورع وخوف، ومراقبة لله تعالى الحي القيوم. خلطوا في شريطهم هذا السم بالعسل، والتبن بالتبر.

    شريطهم هذا ينبئك أخي القارئ على قلة معرفتهم، وفهمهم وفقههم بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وما كان عليه السلف الصالح رحمة الله عليهم.

    شريطهم هذا تضمن قواعد وأُصُولاً تخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وما كان عليه سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين.

    ضاعوا وماعوا، وتاهوا ومالوا، جاروا وظلموا، وتشبعوا بما لم يعطوا.
    قال تعالى:﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [التوبة/115].
    وقال تعالى:﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾[الأنفال/53]. وقال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾[البقرة/211].

    فلما سمعت شريطهم هذا ورأيت ما فيه من الدجل، والتلبيس، وقلة الأدب والوقاحة، أحببت أن أكشف ما فيه من الزيف والتهويش مستعينًا بالله تعالى العزيز الحميد.
    وهذه هي رابع حلقات [شرارة اللهب على من أصيب بداء الكلب].

    أسأل من الله العلي الأعلى أن يتقبل مني صالح الأعمال، والأقوال، ويتجاوز عن خطاياي ويغفرها لي إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.

    وأشكر لشيخنا المفضال. الكريم. والدنا أبي عبدالرحمن يحيى بن علي الحجوري ‑زاده الله من فضله‑، وأعزَّ مقامه وقدره‑. ذلكم الشيخ الذي لا يألو جهدًا في الذب والذود عن حياض السنة الغرَّاء. فهو بحق وحقيق يذود عن السلفية في اليمن، حارسها الأمين، وناصحها البرُّ النبيل، فجزاه الله عن السنة وأهلها خيرًا.

    وأشكر لأم حمزة‑حفظها الله‑ ورعاها الله‑ حيث أنها قامت بتفريغ مادة هذا الشريط. ‑فجزاها الله خيرًا‑ وبارك فيها.
    والحمد لله رب العالمين
    وإلى أفراخ الحية الرقطاء.

    1- الفرخ الأول: أبو الحارث محمد بن غالب قال:
    *- .......ولست بشيخ، وإنما حسبي أني طالب علم أسير في درب أهله!!!
    قلت: فلو سميت لنا أهل العلم الذين تسير على دربهم حتى نعرف مدى تشبعكم هذا، فإن دربكم هذا الذي تسيرون عليه من تحزب، وتعصب وقلة أدب، ومضادة للدعوة السلفية وأهلها ليس من درب أهل العلم السلفيين الصادقين الناصحين بشيء.ٍ
    وما أخالك تخالف في ذلك. وإنما تعني درب وطريقة بعض الحزبيين من دكاترة الجامعة الإسلامية الذين تتلمذتَ على أيديهم، وتغذيتَ من نحاتت أفكارهم، وارتضعت منها، فدع عنك التشبع فإن المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور كما ثبت في «الصحيحين» عن أسماء رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وابرز علمًا ونهجًا صحيحًا.

    *- ....... وقال أبو عمرو بن الصلاح: النصيحة هي بذل الجهد من الناصح للمنصوح، أرادة وفعلاً أي يريد له النصيحة، ويقوم بهذه النصيحة.
    وهذا التعريف أشمل وأجمع وذلك أن بعض من ينصح يعلنها نصيحة، ويريدها فضيحة، فلا توافقه إرادته فعله، ولا يكون الفعل والإرادة في غاية النصيحة عنده سواء، بل إرادته الشماتة، ولفظه، وكلامه النصيحة. اﻫ
    قلت: ما ذكره هذا الأفاك الأثيم من أقبح وأخبث صفات اليهود، والمنافقين، والعياذ بالله تعالى.
    قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في «رسالته الفرق بين النصيحة والتعيير» (ص22-25) ما نصه: كتاب الفرق بين النصيحة والتعيير - (ج 1 / ص 16)
    ومِن أظهرِ التعيير : إظهارُ السوء وإشاعتُه في قالب النصح وزعمُ أنه إنما يحمله على ذلك العيوب إما عاماً أو خاصاً وكان في الباطن إنما غرضه التعيير والأذى فهو من إخوان المنافقين الذين ذمهم الله في كتابه في مواضع فإن الله تعالى ذم من أظهر فعلاً وقولاً حسناً وأراد به التوصل إلى غرض فاسد يقصده في الباطن وعدَّ ذلك من خصال النفاق كما في سورة براءة التي هتك فيها المنافقين وفضحهم بأوصافهم الخبيثة : ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ....﴾ (التوبة:107).
    وقال تعالى : ﴿لَاتَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (آل عمران:188) ، وهذه الآية نزلت في اليهود لما سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتموه وأخبروه بغيره وقد أروه أن قد أخبروه بما سألهم عنه واستحمدوا بذلك عليه وفرحوا بما أتوا من كتمانه وما سألهم عنه . كذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما وحديثه بذلك مخرّج في الصحيحين وغيرهما .
    وعن أبي سعيد الخدري : أن رجالاً من المنافقين كانوا إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تخلَّفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قدِم رسول الله اعتذروا إليه وحلفوا وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا فنزلت هذه الآية .
    فهذه الخصال خصال اليهود والمنافقين وهو أن يظهر الإنسان في الظاهر قولاً أو فعلاً وهو في الصورة التي ظهر عليها حسن ومقصوده بذلك التوصل إلى غرض فاسد فيحمده على ما أظهر من ذلك الحسن ويتوصل هو به إلى غرضه الفاسد الذي هو أبطنه ويفرح هو بحمده على ذلك الذي أظهر أنه حسن وفي الباطن شيء وعلى توصله في الباطن إلى غرضه السيء فتتم له الفائدة وتُنَفَّذُ له الحيلة بهذا الخداع .
    ومن كانت هذه همته فهو داخل في هذه الآية ولا بد فهو متوعد بالعذاب الأليم ، ومثال ذلك : أن يريد الإنسان ذمَّ رجل وتنقصه وإظهار عيبه لينفر الناس عنه إما محبة لإيذائه [ أو ] لعداوته أو مخافة من مزاحمته على مال أو رئاسة أو غير ذلك من الأسباب المذمومة فلا يتوصل إلى ذلك إلا بإظهار الطعن فيه بسبب ديني مثل : أن يكون قد ردَّ قولاً ضعيفاً من أقوال عالم مشهور فيشيع بين من يعظِّم ذلك العالم أن فلاناً يُبغِضُ هذا العالم ويذمُّه ويطعن عليه فيغرُّ بذلك كل من يعظِّمه ويوهمهم أن بغض الراد وأذاه من أعمال العرب لأنه ذبٌّ عن ذلك العالم ورفع الأذى عنه وذلك قُربة إلى تعالى وطاعته فيجمع هذا المظهر للنصح بين أمرين قبيحين محرَّمين:
    أحدهما : أن يحمل ردُّ العالم القول الآخر على البغض والطعن والهوى وقد يكون إنما أراد به النصح للمؤمنين وإظهار ما لا له كتمانه من العلم .
    والثاني : أن يظهر الطعن عليه ليتوصل بذلك إلى هواه وغرضه الفاسد في قالب النصح والذب عن علماء الشرع وبمثل هذه المكيدة كان ظلم بني مروان وأتباعهم يستميلون الناس إليهم وينفِّرون قلوبهم عن علي بن أبي طالب والحسن والحسين وذريتهم رضي الله عنهم أجمعين .
    وأنه لما قُتِل عثمان رضي الله عنه لم ترَ الأمة أحق من علي رضي الله عنه فبايعوه فتوصل من توصل إلى التنفير عنه بأن أظهر تعظيم قتل عثمان وقُبحه وهو في نفس الأمر كذلك ضُمَّ إلى ذلك أن المؤلَّب على قتله والساعي فيه علي رضي الله عنه وهذا كان كذباً وبهتاً . وكان علي رضي الله عنه يحلف ويغلِّظ الحلف على نفي ذلك وهو الصادق البارُّ في يمينه رضي الله عنه وبادروا إلى قتاله ديانةً وتقرُّباً ثم إلى قتال أولاده رضوان الله عليهم واجتهد أولئك في إظهار ذلك وإشاعته على المنابر في أيام الجُمَع وغيرها من المجامع العظيمة حتى استقر في قلوب أتباعهم أن الأمر على ما قالوه وأن بني مروان أحق بالأمر من علي وولده لقربهم من عثمان وأخذهم بثأره فتوصلوا بذلك إلى تأليف قلوب الناس عليهم وقتالهم لعلي وولده من بعده ويثبُت بذلك لهم الملك واستوثق لهم الأمر .
    وكان بعضهم يقول في الخلوة لمن يثق إليه كلامًا ما معناه : ( لم يكن أحد من الصحابة أكفأ عن عثمان من علي ) فيقال له : لِمَ يسبُّونه إذًا ؟ فيقول : ( إن المُلك لا يقوم إلا بذلك ) .
    ومراده أنه لولا تنفير قلوب الناس على علي وولده ونسبتُهم إلى ظلم عثمان لما مالت قلوب الناس إليهم لما علموه من صفاتهم الجميلة وخصائصهم الجليلة فكانوا يسرعون إلى متابعتهم ومبايعتهم فيزول بذلك ملك أمية وينصرف الناس عن طاعتهم . اﻫ.
    قلت: هكذا فلتفعل الحزبية بأربابها، بل وأشد من ذلك. فالقوم أشبه ما يكونون بالسكارى، فإنهم لا يَزِنُون كلامهم بميزان الكتاب السنة، وما كان عليه السلف الصالح رحمة الله عليهم. ولهذا تجدهم يتكلمون بعظائم الأمور من أقوالهم وأحكامهم الجائرة البائرة شأن المحروقين، إنما يدل على شدة غيظهم وحنقهم، وما ذلك إلّا بسبب فجورهم، وبغيهم وعدوانهم.
    قال تعالى: ﴿فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا * وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [النساء/160-162]﴾.
    ولله الحمد والمنة الذي نزَّه أهل السنة، وحماة عرينها الصادقين الأمناء الناصحين من هذه الغوائل والرذائل التي أشبه الناس بها هم الحزبيون المناوئون المضادون للدعوة السلفية وأهلها. أمثال حزبية عبدالرحمن العدني الحية الرقطاء، وأفراخه البؤساء الحقراء.
    فليس ثَمَّ ناصح وصادق، ومحب ومخلص، وغيور على هذه الدعوة. وعرف حقيقة ما عليه القوم من البغي والفجور، والصد عن سبيل الله تعالى. إلَّا وشكر ما قام به شيخنا الكريم أعزَّ الله مقامه، وأعلى جاهه وشأنه من النصح الأمين المستمد من كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وما كان عليه السلف الصالح ‑رحمة الله عليهم‑ تجاه هذه العصابة الفاجرة الآثمة التي أرادت أن تشين بزعمها العاطل الباطل، وظنها الفاسد الكاسد هذا الخير العظيم الذي نفع الله به الإسلام والمسلمين. لكن الأمر كما قال تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ﴾ [إبراهيم/42].
    هذا وما قام به شيخنا ‑رعاه الله‑ تجاه هذه العصابة هو عين النصيحة لله تعالى. فإن من النصيحة لله أن يذب عن دين الله تعالى الذي شرعه لعباده، فيبطل كيد الكائدين، ويرد على الملحدين الذين يعترضون الدين.
    انظر شرح العلَّامة ابن عثيمين ‑رحمة الله عليه‑ على «رياض الصالحين» (1/683).

    * ........ وإذا عرفنا أن النصح لله سبحانه وتعالى هو بإفراده في توحيده. بأنواع التوحيد الثلاثة. توحيد الله في أفعاله، وتوحيد الله بأفعال عباده، وتوحيد الله في أسمائه وصفاته. علمنا أن المخالفين لهذا التوحيد لم يؤدوا النصح الذي جاء فيه الأمر من النبي عليه الصلاة والسلام والبيان، ولم يكونوا ناصحين لله سبحانه وتعالى .......... ولذا من تأمل حال المتصوفة وطريقتهم في التوحيد وجد أنهم غششة في توحيدهم، وذلك لأنهم يخرمون أمر توحيد الأُلوهية، وتجد عندهم الشرك الصراح ...... إلخ.

    قلت: ومن تأمل أفعال الحزبيين وما فيها من المضادة والمشاقة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والصد عن سبيل الله تعالى وعدم الانقياد للحق، والاستسلام لله سبحانه وتعالى، والخضوع له ظاهرًا وباطنًا؛ لعلم أنهم غير ناصحين لله عزَّوجل. كما أراد الله سبحانه وإنما حسب ما أشربت أهواءهم
    - فالنصيحة لله وصفُهُ بما هو له أهل، والخضوع له ظاهرًا وباطنًا، والرغبة في محابه بفعل طاعته، والرهبة من مساخطه بترك معصيته، والجهاد في رد العاصين إليه.
    ومن النصيحة لله؛ الحب في الله، والبغض فيه، وموالاة من أطاعه، ومعاداة من عصاه، والاعتراف بنعمته وشكره عليها، والإخلاص في جميع الأمور.
    انظر «شرح مسلم» للحافظ النووي رحمه الله (2/38)، و«جامع العلوم والحكم» (ص/950)، و«فتح الباري» (1/167).
    فأين أنتم أيها الحزب الجديد من النصيحة لله تعالى وحده.

    *- ........ أما أن يتخبط الإنسان خبط عشواء في دعوته، فيخرج فلان من أهل السنة، ويدخل فلان وكأنه ماسك بتلابيب أبواب السنة. يدخل من شاء، ويـخرج من شاء بغير ضابط ولا مراعاة. ليست من سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ..... إلخ.

    قلت: عودًا بعد بدء، ورجوعًا بعد انتهاء.
    إن المتأمل في الثائرين على الدعوة السلفية بدءً بالإخوان، وانتهاءً بأفراخهم. أصحاب الجمعيات، وعلى رأسهم أبوالحسن المصري. يرى أن هؤلاء الثائرين عند أن يقف أهل السنة في وجوههم، ويصدوا بغيهم وعدوانهم، ويحولوا بينهم وبين ما يشتهون من شدَّة التعمية على المسلمين، ويحذروا الناس منهم، ومن أفكارهم، ويصير الصف السلفي بعد ذلك بإذن الله تعالى صافيًا نقيًّا.
    يراهم يأتون بمثل هذه النغمات. هؤلاء الناس السلفية بأيديهم، يدخلون فيها مَنْ شاؤا، ويخرجون منها من شاؤا. وغير ذلك.
    يريدون من وراء ذلك أن يغطُّوا فضائحهم ، ويرمون جرمهم على كواهل وظهور غيرهم، وكأنه لم يحصل منهم شيء، وأن من تكلم فيهم لم يأتِ بشيء، وما عنده شيء. لا حجة ولا برهان.
    فلا يلامون بعد ذلك، ولا يذمون. وإنما الملامة والعبء والعتاب على من تكلم فيهم، وحذر منهم. إذ أنه تكلم في خُلَّص الناس ونقاوتهم.
    وهكذا الحزب الفاجر الجديد يسلكون طريقة أسيادهم في محاولة ذر الرماد في أعين من لم يعرف حزبيتهم على حقيقتها.
    فقد أتى القوم بالبوائق العظام. فلما قام شيخهم الكريم أعزَّالله مقامه ببيان ما أوجبه الله عليه من النصح والإرشاد، والتحذير من مخالفة الحق والصواب، وهو والله البَرُّ في نصحه وإرشاده. فلما رأى القوم دلائل الحق وبراهينه كالصاعقة عليهم، فما كان منهم إلَّا أن أعرضوا عن الحق استكبارًا، ومكروا مكرًا كبارًا.
    فنقول لكم أيها الأفَّاكون الآثمون الدجالون: أربعوا على أنفسكم، فالدعوة السلفية هي دين الله الخالص الحق الذي ارتضاه لعباده.
    قال العلَّامة الألباني ‑رحمة الله عليه‑ في كتابه «التوسل» (ص/91-92): ..... إن من نافلة القول أن نبين أن الدعوة السلفية. إنما هي دعوة الإسلام الحق، كما أنزل الله تعالى على خاتم رسله وأنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم، فالله وحده سبحانه هو مؤسسها، ومشرعها، وليس لأحد من البشر كائنا من كان أن يدعي تأسيسها وتشريعها. وحتى النبي الأكرم محمد صلوات الله وسلامه عليه، إنما كان دوره فيها التلقي الواعي الأمين، والتبليغ الكامل الدقيق، ولم يكن مسموحا له التصرف في شيء من شرع الله تعالى، ووحيه، ولهذا فادعاء إنسان مهما علا
    وسما. تأسيس هذه الدعوة الإلهية المباركة، إنما هو في الحقيقة خطأ جسيم، وجرح بليغ، هذا إن لم يكن شركا أكبر والعياذ بالله تعالى.اﻫ.
    فالدعوة السلفية تكرم من أكرمها، وحافظ عليها بقدر ما يستطيع، ومن تخاذل وتخلى وأعرض عنها، فإن الله تعالى يقول: ﴿وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ﴾ [الحج/18].
    وعليه فأنا أتحداكم، يا أصحاب الفكر الدخيل، والحزب الفاجر الأثيم أن تأتوا بمثال واحد فقط يؤيد زعمكم هذا المنكوس، المعكوس.
    تنبيه: مسألة حال المدعو، ودعوته، وهكذا نصحه. سواءً كان تصريحًا أم تلميحًا، وكذلك الشدة في القول، واللين فيه، وتأليف الناس. وغير ذلك.
    إنما يعود هذا كله لأهل العلم الناصحين الصادقين، هم الذين يقدرون المصالح، والمفاسد، ويضبطون ذلك بالكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح ‑رحمة الله عليهم‑. فتنبَّه أخي السلفي لهذا الأمر المهم، وإيَّاك والناشئة الصغار الحدثاء الأغمار، والله المستعان وعليه التكلان.

    الفرخ الثاني: عرفات البصيريعرفات الأعمى‑ الكذاب السفيه، الألد الخصم. قال:

    *- ........ لهذا تأتي إلى الإخوان المسلمين تقول لهم: تعال انظر إلى ما عندكم في كتبكم من ضلال، ومن بدع، ومن كفريات. وتجدهم يلمعون منظريهم.
    أذكر له أخطاء حسن البناء، وسيد قطب، وعمر التلمساني، وأذكر له الضلالات التي في كتبهم، وأذكر له مخالفتهم للأصول. أبدًا ما يحرك ساكنًا، يلمعهم وهم الشهداء، وهم العلماء، وهم المنظرون، وكتبهم خير الكتب.
    [FONT=&quot]هذا حالهم إذًا، هذا هو الإرجاء، هم واقعون في الإرجاء. تقول له سيد قطب كفر الصحابة، طعن في معاوية وكفره، وسبَّ عثمان، وطعن في عمرو بن العاص، وكفَّر الأمة كلها، وحكم عليها بالردة، يقول لك أبدًا مجاهد شهيد، إذًا هذا هو الإرجاء. لا يضر مع إيمان سيد قطب بدعة أبدًا، ما زال إمامًا ومقدسًا. أعلُ هبل، أعلُ هبل ..... إلخ.[/FONT]

    قلت: سارت مشرقة وسرت مغربًا، شتَّان بين مشرقٍ ومغرِّب.
    فالسيد قطب رجل ضال، هو في الحقيقة مثال لقلقلة الحزبيين على الحق وأهله، وأما الذب عن أهل العلم السلفيين الصادقين، والذود عن أعراضهم، ورد المقالات المنسوبة إليهم. ودحض شبه الزيغ والبغي، والعناد المفتراة عليهم، وغير ذلك.
    فليس هذا من الإرجاء في شيء. أذ أن أهل العلم المعروفون بالديانة، والصيانة والصدق، والأمانة،والإخلاص لدين الله تعالى. هم حملة دين الله عزَّوجل، فالذب عنهم ذب عن دين الله تعالى.
    يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾ [الحج/38]. ويقول تعالى: ﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾ [الأعراف/196]. ويقول سبحانه: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [المائدة/55، 56].
    ويقول تعالى: ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ [المدثر/31].
    وفي البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا، فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ».
    والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذب عن عرض مالك بن الدخشم رضي الله عنه، وهو غائب كما في «الصحيح» في قصة عتبان بن مالك رضي الله عنه. وهكذا معاذ بن جبل رضي الله عنه، ذب عن عرض كعب بن مالك رضي الله عنه، وهو غائب كما في «الصحيح»، في قصة الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك رضي الله عنهم وأرضاهم.
    وكذلك عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ذبت عن عرض مسطح رضي الله عنه، وهو غائب كما في «الصحيح». في حادثة الإفك، وغير ذلك من أدلة الباب.
    فما أشبه الحزبيين بكلام هذه الرويبضة، وعلى سبيل المثال: أرباب الحزب الجديد، الفاجر وعلى بما فيهم عبدالرحمن العدني الحية الرقطاء، قطع الله دابرهم.
    كم حصل منهم من فجور وبغي وعدوان، ومعاندة لدار الحديث والسنة، وشيخها، وغير ذلك مما لا يصدر إلَّا عمن قلَّ ورقَّ دينه، وورعه، وخوفه من الله تعالى.
    فقامت الدلائل والبراهين على مباينة هذا الحزب الجديد للدعوة السلفية، ومع ذلك تجدهم يلمِّع بعضهم بعضًا، ويمسح بعضهم بعضًا، على ما كان بينهم من قبل من اختلاف ومنافرة مع ذلك تقاربت قلوبهم وتشابهت، فصاروا يدافع معور عن معور إذ أن الهدف واحد، والغرض واحد وهو دار الحديث والسنة، وشيخها. فخابوا خيبة مخزية.
    فمن رمى أهل السنة السلفيين، الصادقين الناصحين بالإرجاء فهو أحد رجلين: إما أنه لا يعرف الإرجاء، وإما أن يكون هو نفسه واقع في الإرجاء. مع هذا يرمي بجرمه على ظهر غيره. والله المستعان.

    *- هذه الفتنة الأخيرة من أبرز معالمها الكذب، والله يا إخوان، ومن أوضح صفاتها الكذب.

    قلت: من أشد ما سعى إليه هذا الحزب الجديد الماكر، الفاجر هو رمي شيخ الحديث في قطره، وعلامة اليمن ‑شيخهم الكريم‑ أبي عبد الرحمن يحيى الحجوري ‑أعزه الله‑ ورموه بمنكر هو من أقبح المنكرات، ألا وهو الكذب، وهذه صفة ذميمة ليست مقبولة لا عرفًا ولا شرعًا، ومن اتصف بها نبذه الناس وتركوه.
    ولقد نزه الله العلي الأعلى شيخنا الكريم من هذه الفرية التي لا يشك عاقل أنها فرية، ولم يستطيعوا إلى الآن أن يأتوا بشيء. غير أنهم حاولوا تجميع مخلفات وقمائم أبي الحسن، وصالح البكري. ومحاولة إخراجها للناس بصورة جديدة، وثوب قشيب، وكأنها وليدة اليوم.
    والله الذي لا إله إلَّا هو. القوم ما عندهم شيء على شيخهم ‑رعاه الله‑ حتى يرموه بهذه الفرية، ما عندهم سوى الفجور، وتتبع قاذورات أبي الحسن، وصالح البكري. وأين الآن أبو الحسن وصالح البكري؟ بل من أراد أن يعتبر ويتعظ فلينظر إلى هذا المثال الحي القريب. فلينظر إلى حال ومصير حامل لواء تكذيب شيخنا ‑رعاه الله‑، كيف صار؟ وأين هو الآن؟ أين دعوته؟ وأين محبته للدعوة السلفية؟ وأين غيرته على الدعوة السلفية؟ أين وأين أين؟.
    لقد صار في حالة بؤس وضنك وضيق، صار في حالة لا يحمد عليها، صار منبوذًا، وممقوتًا عند السلفيين النصحاء الأمناء، وما ذلك إلَّا بسبب بغيه وفجوره، وعدوانه.
    ألا يا غافل، ويا مغفل، ويا مطربل، اعتبر إن كنت ذا لب، فليت شعري هل التصدي والوقوف أمام الثورة الوصابية، والجابرية، والمرعية على دار الحديث والسنة، وشيخها من الكذب.
    وليت شعري هل بيان حال هؤلاء الثائرين وتحذير الناس من ثورتهم، وجورهم من الكذب. وليت شعري هل بيان حال هذا الحزب وما حصل منه من التكتل والتحزب والتعصب، والتحريش بين الأحبة من أهل العلم وطلابه، وزرع القلاقل والمشاكل والفتن في صف الدعوة السلفية، ومحاولة تمزيقها، وصد الناس عنها، وهكذا محاولة تجميع كل ساقطة ولاقطة من أجل مناوأة دار الحديث والسنة، وشيخها من الكذب.
    ولقد خرجت عشرات الأشرطة، وعشرات الملازم بأدلة وبراهين تبين حال هذا الحزب، فهل هذا كله من الكذب؟؟؟!!!
    وعليه فإننا نناشد القوم ونطالبهم أن يتقوا الله عزوجل وأن يبرزوا ما عندهم من أدلة وبراهين تبطل بزعمهم هذا الكذب إن كانوا صادقين، ولكن لا يتأتى هذا الأمر إلّا بثلاثة شروط:
    1- أن يكون الرد علميًّا من كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وما كان عليه السلف الصالح.
    2- أن يكون اسم الكاتب حقيقيًّا مصرحًا به
    3- أن يكون تحت إشراف عالم من علماء السنة السلفيين الصادقين الناصحين.

    *- ملخَّص كذبات عرفات الأعمى التي رمى بها شيخنا أعزَّالله مقامه:
    - الكذبة الأولى: ما بقي معهم([1]) إلّا ([2])المهاجرين والأنصار، ماعندهم شيء ضائعين في عدن، حملة دينَّة، الدعوة بيد هذا([3]) ، وبيد آخر([4])، عبيد الجابري الذي هو أعمى البصر والبصيرة، وفسوة عجوز، قطع الله دابره، وأعمى ومجنون ولا يساوي كذا، مسكين دخل عدن وخرج ما شعروا به أهل عدن كما حدثوني الثقات([5])، أيش هذا الكذب والدجل، ما يتقون الله في أنفسهم، يعني وصلوا إلى هذه المرحلة يكذبون الواقع، كذبات كثيرة ما تنتهي، لكن مثل هذه الكذبات التي يكذبها عوام الناس يجب عليه أن يستحيي ويخجل.

    - أقول: لقد أخطأت إستك الحفرة يا رويبضة، أما علمت؟ بل تجاهلت أن مسجد الأنصار والمهاجرين، ومسجد البريقة والسلام يعتبرون أعظم ملتقى أهل السنة الزائرين وغيرهم في مدينة عدن.
    فلما قام عبدالرحمن العدني الحية الرقطاء بفتنته ضد أهل السنة، سلَّم الله مسجدي البريقة، ومسجد السلام من فتنته، وسقط مسجدا المهاجرين والأنصار، وصارا مسجدي ضرار لمناوأة الدعوة السلفية، فليس لكم في مدينة عدن إلَّا هذين المسجدين. فأين الكذب من هذا؟.
    أما كونهم صاروا ضائعين، فالواقع يشهد بهذا ويصدقه، لقد صرتم والله الذي لا إله إلّا هو تائهين([6]) حيارى، فليس عندكم دعوة، وإنما صار همكم كيف تضادون الدعوة السلفية وأهلها وأنتم قلة قليلة تقدر بحملة دينَّة، أما أن تفيقوا وترجعوا إلى رشدكم، وتتوبوا إلى بارئكم، وتعرفون قدر وعظم دار الحديث والسنة وشيخها، وإلّا فأنتم ضائعون اليوم أو غدًا أو بعد غدٍ. وهل هذه الأفعال التي تفعلونها إلَّا أفعال المنحرفين،والانحراف كفيل بتحطيم أهله وتضييعهم!!!.
    وأما كون الدعوة في مدينة عدن ‑حرسها الله‑ بيد الشيخ الفاضل أحمد بن عثمان، والأخ الفاضل سامي ذيبان، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وإنما يرفع الله العبد بقدر تمسكه بالسنة قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ﴾ [الحج/18].
    أما ما ذكرت من الأوصاف في الشيخ عبيد، فالذي سمعناه من شيخنا المكرَّم أن تحذير الجابري من دمَّاج مثل فسوة عجوز، وليس الجابري نفسه. فأين أنت والصدق؟!!
    وقال أيضًا: تحذيره من دماج صفر على الشمال، وقال: عبيد الجابري مخذول بلا بصيرة. وبهذا تكون قد استبان أنك كذاب والحمد لله.
    وقال ‑رعاه الله‑: الجابري سار في هذه الفتنة في ظلام دامس بغير نور، قطع الله دابره.
    وأما كون الجابري جاء إلى عدن، وخرج منها وما شعر به أهل عدن. فهذا من كذبك المفضوح الذي أسست عليه حزبيتكم من أول يوم.
    ثم أقول لك: الرجل جاء مفسدًا، ومحرشًا، ومريدًا شق الدعوة السلفية، وتقوية حزبية ابني مرعي أراح الله أهل السنة من شرهما، وشر كل من وقف معهما ضد الدعوة السلفية، فمثل هذا لا يعبأ به دخوله، وخروجه سواء. وفعلاً لم يكن له ذلك الشأن الذي كان في نزوله الأول ،وما ذلك إلأأنه لم يعلم منه شر كما علم عنه مؤخرًاوخاصةنزوله هذا الأخير، ألا تخجل وتستحي على نفسك وتستر نفسك عن هذا الكذب والفجور.
    الكذبة التانية: مسألة الجمعية.
    فأقول لك : إن أمر وجود هذه الجمعية أمر حقيقي وليس بوهمي،ولقد نشرت شبكتكم (شبكة منتديات دار البطاط بالشحر)القائم عليها عبدالله مرعي ،كلمة إفتتاحية جمعية دار الحديث والأثر، بل وفي أثناء الكلمة رابط موقع الجمعية([7])، فإذا كنتم تنكرون أمر الجمعية، وأنكم نزهاء فما بال شبكتكم تنشر مثل هذه الأشياء، أليس هذا منكم تقريرًا لأمر الجمعية؟ وأنكم تمهدون السبل والطرق لها.
    فإن كنتم نزهاء و أعفَّاء تبرؤا منها وبينوا موقفكم من الجمعيات عمومًا إن كنتم صادقين، وما أخالكم تفعلون ذلك، بل مما يقوي أمر وجود جمعية وراءكم هي نغماتكم هذه الأخيرة، حيث أنكم تقسمون الجمعية إلى قسمين، والغرض من هذا التقسيم هو تمهيد وتعبيد طريق الجمعية التي سوف تفضح قريبًا بإذن الله تعالى.
    وأضف إلى ذلك أن ثورتكم هذه على الدعوة السلفية، وبالأخص دار الحديث والسنة، وشيخها لا يمكن أن تقوم هكذا عبثًا وبدون دعم ودفع وتغذية بل وعمالة. فحسيبكم الله-.
    الكذبة الثالثة: مسألة الجامعة الإسلامية
    قلت: لقد يسر الله الكلام عليها في [الحلقة الثالثة من حلقات زجر العاوي عبدالله بن ربيع السفيه الغاوي]. وأحيلك أخي القارئ الكريم وفقني الله وإياك إلى أمر واقعي وهو: انظر ردود شيخنا العلمية، على الشيخ عبيد حتى صار من يسمع كلام الشيخ عبيد ويقارن أقواله بجانب هذه الردود، ‑وأظن هذا في قرارة أنفسكم إن أنصفتم ما لم تتقلب عندكم الحقايق بسبب عرض خيوط الفتنة على قلوبكم‑ يقول: هذا كلام شبه عامي!!!!.
    والسعيد من وُعِظَ بغيره.
    - الكذبة الرابعة: مسالة قول الشيخ ربيع في عصابة عبدالرحمن العدني‑ الحية الرقطاء‑ المدحورين المطرودين من دار الحديث والسنة إنهم فجرة.
    قلت: لقد تكلمت عليها بكلام شاف كاف بإذن الله تعالى، وهذا من فضل الله عليَّ وكرمه ومنته، فله الحمد أولاً وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا، وأسأله المزيد من فضله.
    انظر مسرورًا: [الحلقة الثالثة من حلقات زجر العاوي عبد الله بن ربيع السفيه الغاوي]. والحمد لله رب العالمين.
    الكذبة الخامسة:مسألة إلزام الشيخ ربيع شيخنا ‑حفظهما الله تعالى ورعاهما‑ بالسكوت عن عبدالرحمن العدني ‑الحية الرقطاء‑.
    قلت: هذه دعوة عريضة تحتاج إلى دليل أكبر منها.
    بل أخبرني بعض من كان حاضرًا هناك أن الشيخ ربيعًا ‑رعاه الله‑ أخذ بلحية شيخنا ‑رعاه الله‑ وطلب منه أن يعفو عن عبدالرحمن العدني ‑الحية الرقطاء([8])‑ فأجابه شيخنا ‑رعاه الله‑ أنه لو لطمني في وجهي لعفوت عنه. ولكن المسألة تتعلق بالدعوة.
    وأما مسألة الإلزام فقد أنكر شيخنا ‑رعاه الله‑ بشدة على من قال: أن الشيخ ربيعًا ‑حفظه الله ورعاه‑ ألزمه بالسكوت عن الحية الرقطاء.
    وما تقدم قبل يدل أنه عرض عليه عرضًا، ومن هنا فإن العرض قد يقبل وقد يرد بتقدير واحترام والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لبريرة رضي الله عنها:« لَوْ رَاجَعْتِهِ»([9]) قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: «إِنَّمَا أَنَا أَشْفَعُ» قَالَتْ: لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ» ولم يغضب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إن لم تقبل شفاعته تلك.
    وهذا معاذ بن جبل رضي الله عنه، عند أن سمع من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قوله «مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ، إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا أُخْبِرُ بِهِ النَّاسَ؟ فَيَسْتَبْشِرُوا، قَالَ: إِذًا يَتَّكِلُوا، وَأَخْبَرَ بِهَا مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمًا». أخرجاه
    قال الحافظ رحمه الله في «الفتح» (1/275):مَعْنَى التَّأَثُّم: التَّحَرُّج. مِنْ الْوُقُوع فِي الْإِثْم، وَهُوَ كَالتَّحَنُّثِ، وَإِنَّمَا خَشِيَ مُعَاذ مِنْ الْإِثْم الْمُرَتَّب عَلَى كِتْمَان الْعِلْم،فَكَانَ النَّهْي لِلْمَصْلَحَةِ لَا لِلتَّحْرِيمِ. اﻫ. بتصرف. ([10]).
    هذا ولقد حصل نفع عظيم للدعوة بسبب ما قام به شيخنا ‑رعاه الله‑ من البيان الحق، والنصح الأمين حول هذه الفتنة الحمقاء.
    ومن علم حجة على من لم يعلم، وأهل مكة أعلم بشعابها، ولكل قدر وعز، والحق أحق أن يتبع، والحمد لله رب العالمين.
    تنبيه: إن شيخنا الكريم ‑أعزَّالله قدره‑، وزاده من كرمه وفضله‑ هو خليفة ذلكم العالم الرباني الإمام الوادعي ‑رحمة الله عليه‑ وسيرة الإمام الوادعي ‑رفع الله درجته في المهديين‑ معروفة، فإنه كان قوَّالاً بالحق، صدَّاعًا به، لا يخاف في الله لومة لائم، يقول الحق، ويقوم به.
    فمتى ما ظهر الحق بدليله وبرهانه، أخذه وصدع به، ولا يبالي بخلاف من خالفه كائنًا من كان، فهذا الشبل من ذلكم الأسد.
    الكذبة السادسة: أن الشيخ ربيعًا قال: إن القائم على مركز الفيوش محمد بن عبدالوهاب الوصابي ‑ألهمه الله رشده‑.
    قلتُ: وهذه من الحجج القوية التي احتجَّ بها شيخنا ‑رعاه الله‑ أن الشيخ ربيعًا ‑رعاه الله‑ ربما تبلغه بعض الأخبار وهي غير صحيحة.
    فالشيخ ربيع ‑زاده الله من فضله‑ بلغه ما تقدم ذكره، أن مركز الفيوش القائم عليه الشيخ الوصابي، فبيَّن له شيخنا ‑رعاه الله‑ أن هذا الكلام غير صحيح، وأن المشرف عليه المشايخ. وعلى ذلك ورقة موجودة عند الشيخ محمد الصوملي ‑رعاه الله‑ فأين الكذب من هذا؟ يا حقير.
    إن هؤلاء الحزبيين الجدد صاروا مثل الخنازير تقع على القاذورات، ومثل مسترقي السمع، فيخلطون مع الكلمة كذبات.
    فكم كذبوا على شيخنا ‑رعاه الله‑ وافتروا عليه، ونسبوا إليه أمورًا هو بريء منها.
    ولقد أحسن شيخ الإسلام ‑رحمة الله عليه‑ إذ يقول في «منهاج السنة» (5/263):ولكن أهل الهوى والجهل يكذبون كثيرًا.
    والحمد لله قد فضح الله القوم، وظهرت حقيقة أمرهم، وأنهم بغاة، على الدعوة السلفية.
    وهذا الشيخ ‑الفاضل، المربي ‑ أحمد بن عثمان نفع الله به، ودفع عنه كل سوء ومكروه، ما سَلِمَ من هذا العصابة الفاجرة، فقد لفق عليه عرفات الأعمى أمورًا ونسبها إليه، وهو منها براء. كما ترى ذلك في شريطهم هذا، ولولا خشية الطول لنقلت الكلام برمته.
    وعليه فإني اتصلت بفضيلة الشيخ أحمد بن عثمان ‑زاده الله من فضله‑ وطلبت منه أن يكتب لي ما حصل بينه وبين كفرات الأعمى من اتصال، فلبى الطلب، وكتب لي ‑رعاه الله‑ وهذا نص كلامه:

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله. والصلاة والسلام على رسول الله ‑عليه الصلاة والسلام‑.
    أما بعد:
    فاتصل بي عرفات من أجل خطبة جمعة عندي للشيخ عبيد، فقلتُ له: هل زار المشايخ؟ فقال في العودة سيزور، فقلتُ له: خيرًا ‑إن شاء الله‑ أعطني رقمك. ثم تشاورت مع إخواني في المسجد، فرأيت أنه سيكون بيني وبين إخواني فتنة، وفرقة([11]) لا سيما والفتنة قائمة.
    فاتصلتُ عليه بعد يومين، وقلتُ له: الموضوع قائم؟ قال: نعم وأنت مدعو عندنا للغداء، فقلتُ له بكل أدب واحترام([12]) يا عرفات لو تحولوا الخطبة في مكان آخر. فقال: ليش؟ فقلتُ له الشباب عندي في المسجد مع الشيخ يحيى([13]) وهذا سيحدث لنا فتنة، وأنا لي يومان لست مرتاحًا، وما هي إلّا خطبة جمعة نصف ساعة في أي مكان.
    فقال: هذا ليس بعذر. فقلتُ: أنا أعرف بمسجدي. فقال: أنا سأقول إنك رفضتَ الشيخ عبيد([14])، فقلتُ: أنا أخبرتك بالذي عندي، وأنت قل بما تريد([15])، فقال: هذا ليس بعذر،
    وهذه عليك عند السلفيين([16]) . وتكلم في الشيخ يحيى، فقلتُ له: هذا كلامي‑ أي السابق.اﻫ.
    *- تنبيهات على ما في الشريط([17]):
    1- قوله([18]): آذوني أصحابي أذية، هذا كذب. وإنما قلتُ: خشية الفتنة.
    2- قوله: قلتَ: المتأثرين بهذا الرجل، هذا كذب، وإنما الشباب مع الشيخ يحيى ولا نريد فتنة.
    3- قلتُ له: إني معكم، وهذا كذب، وهم يعرفون موقفي من قبل.
    *- قلتُ: وكان يتكلم([19]) على الصدق. ويا ليته صدق، وأنا متعجب لماذا الإصرار على مسجدي؟ والحمد لله رب العالمين.
    انتهى كلام الشيخ أحمد بن عثمان ‑كان الله له في الدارين‑.
    قلتُ: ومن أراد أن يعرف الفرق بين كلام الشيخ أحمد. وهذا الأفَّاك الأثيم فليسمع شريط المتردية والنطيحة، للثلاثة الفسقة أشباه الكوكباني.

    الفرخ الثالث: علي الحذيفي الأحمق الغبي، الفاجر الأثيم، قال: *- النصيحة لا ينازع في مشروعيتها أحد، ولكن ينبغي جميعًا أن نعلم هذه الآداب في النصيحة.
    قلتُ: فما أحوجك إلى أن تتعلم آداب النصح والنصيحة وقبولها من معلمك.
    وسيأتي إن شاء الله تعالى ما يدل على وقاحتك، وقلة أدبك، كما هو الشأن فيكم أفراخ ‑الحية الرقطاء‑ أصحاب الحزب الجديد.

    *- فبعض الناس يدرس ويتعلم، ويستفيد ويجمع، فإذا جاءت الفتن ضيَّع هذه الأمور، وربما لوى عنق أو أعناق النصوص من أجل زيد أو عمرو.
    قلتُ: صدقك علي الحذيفي وهو كذوب، ومن تأمل ذلك علم أن هذا هو حال الثائرين على الدعوة السلفية وأهلها، وواقعكم يشهد على ما قلته.

    *- النصيحة لها مكانة عظيمة، فهي ‑بارك الله فيكم‑ من الأمانة، ولذلك ما من نبي يفتتح رسالته مع قومه إلّا ويقول لهم ﴿وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ﴾.
    قلتُ: لقد استسمنت ورمًا، بل ما من نبي من أنبياء الله تعالى، ولا رسول من رسل الله تعالى ‑عليهم أفضل الصلاة والسلام‑ إلّا وأول ما يقرع سمع آذان قومه أن يقول لهم: ﴿اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾.
    فهذا الذي يفتتح به رسالته كما دلَّت على ذلك الأدلة، أما إشعارهم بنصحه فهذا بعد دعوتهم إلى عبادة الله يعلمهم أنه في ذلك ناصح لهم، وأنه لا يسألهم أموالهم، ولا يسألهم على ذلك من أجر، وكل ذلك يأتي به أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام تأكيدًا لدعوة الناس إلى ما أمروا به من دعوتهم إلى عبادة الله عزوجل وإليك الأدلة على ذلك:
    يقول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِين﴾ [النحل/36]. ويقول تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ [يوسف/109].
    ويقول تعالى: ﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1) يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ﴾[النحل/1، 2]. وقال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ [الأحقاف/21].
    واقرأ سورة الأعراف، وهود، والشعراء، وغيرها من سور القرآن الكريم. والأنبياء ‑عليهم الصلاة والسلام‑ ذروة الناصحين، ولهذا لم يذكر ربنا سبحانه وتعالى عن نبي من أنبياءه ‑عليهم الصلاة والسلام‑ أنه قال لهم ﴿وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ﴾. إلَّا بعد أن دعا قومه إلى توحيد الله تعالى.
    يقول سبحانه: ﴿وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ *أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ﴾ [الأعراف/65-68].
    فهذا هو الشيخ علي الحذيفي كما وصفه بذلك أصحابه في شريطهم هذا. والله المستعان.

    *- ....... هل من الفقه أن تمسك النصيحة وتترك الآداب، وتترك الشروط؟ انتبهوا يا إخوة‑ انتبهوا‑ انتبهوا‑ انتبهوا.
    خذوا المصطلحات من قيودها، خذوا المصطلحات مع شروطها، ولا تتخبطوا كما تخبط كثير من الناس.

    بعض الناس أخذها، مصطلح الجهاد، جهاد‑ جهاد .... ادرس ما هي شروط الجهاد، ادرس ما هو فقه الجهاد....... فلا تمسك مسألة مصطلحًا من المصطلحات وتبدأ تغني على هذا المصطلح. ...... إلخ هراه.
    قلتُ: وهذه هي طريقة أهل البدع، والتحزُّب والأهواء، يأخذون جانبًا من الدين، ما يوافق أهواءهم، ويتركون الجانب الآخر. ولقد ذمَّ ربنا ‑سبحانه وتعالى‑ اليهود ‑عليهم لعائن الله‑ المتتابعة إلى يوم الدين. فقال سبحانه: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [البقرة/85].
    وأما أهل السنة السلفيون، الناصحون الصادقون فهم أسعد الناس بقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِين﴾[البقرة/208]. أي خذوا الإسلام من جميع جوانبه. فهم سائرون على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وما كان عليه السلف الصالح ‑رحمة الله عليهم أجمعين‑ دعوة وتأليفًا، ونصحًا وإرشادًا، وإذا حصل قصور فالكمال عزيز إلّا أن هذا هو أصلهم الذي عليه يسيرون، وإليه يرجعون.

    قال علي الحذيفي في ذكر آداب الناصح:
    أولاً: أن يقصد بنصيحته الإصلاح والتقويم، أن يقصد بالنصيحة أن يقوَّم هذا الشخص، وأن يصلحه، لا يحطمه.
    قلت: إن نصيحة العالم السلفي للمخالف في حد ذاتها تعتبر إصلاحًا وتقويمًا للمنصوح([20])، بل وتخفيف الوزر عليه، وذلك بتحذير الناس من مخالفته، فبالتالي يقل الأتباع، وينتج عند ذلك قلة الأوزار عليه يوم القيامة.
    وهذا يدل على عظم ما يقوم به أهل السنة من الجهاد العظيم في دين الله تعالى، ودفع كيد الماكرين الكائدين.
    فأهل السنة هم نقاوة المسلمين، وأرحم الناس بالخلق، همهم دعوة الناس إلى الخير، وتحذيرهم من الشر، فمن كان هذا حاله. هل نقول إنه يريد تحطيم الناس وإفسادهم، واعوجاجهم. اللهم سلِّم.
    هذا وإن شيخنا الكريم ‑زاده الله من فضله‑ سائر على هذا المنهج الرباني القويم، ولقد وصفه مَنْ خَبَرَهُ وَسَبَرَهُ‑ وهو شيخنا الإمام الوادعي ‑رحمة الله عليه‑ بأنه ناصح أمين، وهو والله كذلك فيما نحسبه، والله حسبه.
    فكم رفق بالعدني وعصابته، ونصح لهم، وقال للعدني: أنت عضدي، وأنا عضدك، وإذا نزلتُ إلى عدن ننزل عندك في مركزك، وكم أثنى عليه خيرًا، ودلَّ الناس عليه، إلّا أن الرجل عاند وكابر، وحزَّبَ وكتـَّـلَ، وأفسد في داره، وضل عن سواء السبيل، وأضلَّ واستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، فصار بفعله هذا محطمًا لنفسه ولدعوته.
    ولو كان صادقًا لعرف أن الواجب عليه الإحجام عن فتنته وثورته ضد دار الحديث والسنة وشيخها، ومعرفة قدر من ينصح له ابتغاء الأجر والثواب من عند الله، والخوف من الله وأليم عقابه.
    - فمن الذي يريد أن يحطم الناس، ويصدهم عن سبيل الله؟ أهو شيخنا ‑رعاه الله‑ الذي قام بالنصح والتوجيه، أم عبدالرحمن العدني ‑الحية الرقطاء‑* الذي ركب كاهلَه إبليس وآخرون ممن يطعن في عقر السلفية.
    أدع الجواب للقارئ اللبيب.

    *- ...... كم من نصيحة تظهر بثوب اسمه النصيحة، وهي في الحقيقة تشفي، تشفي من زيد أوعمرو، وكم من نصيحة ظاهرها وثوبها النصيحة، وهي في الحقيقة ‑بارك الله فيكم‑ تشهير.
    قلتُ: قد تقدم الكلام على هذا الخلق الذميم، والوصف الحقير في الرد على الفرخ الأول محمد غالب.

    *- إذا كان الشخص الذي يتربص بك الدوائر، فإذا جاءت المسألة ظهر لك باسم الناصح، والذي يتمزق ألمًـا على الدعوة ونحو ذلك، هو الذي يتمزق ألمًـا على الدعوة والناس، كلهم وراء كروشهم. العلماء، والصلحاء، والمصلحون، هؤلاء ما يبالون بالدعوة ولا يهتمون بالدعوة، يجرون وراء الدنيا، وأنا الناصح فقط للمسلمين، الذي أتمزق ليلاً ونهارًا، والذي أتقلب على فراشي ‑يعني متألم على وضع الدعوة‑ وأســيء الظــن بالمسلمين.
    والله علينا أن نتقي الله سبحانه وتعالى، علينا أن نســيء الظن بأنفسنا، ونحسن الظــن بأهل العلم، كونك أنت يا طالب علم([21])، أن تحسن الظن بنفسك، وأن تسيء الظن بالآخرين، أنا الذي أنصح، وأنا الذي أحترق وأتمزق، وهؤلاء وراء بطونهم ...... وتحسن الظن بنفسك الهزيلة، وتسيء الظن بالآخرين، هذا والله من عدم التوفيق. اﻫ.
    قلت: عذرًا القارئ الكريم، وعفوًا. الرجل صار محروقًا ممزقًا، ، لا يدري ما يخرج من رأسه، وبالتالي فحكاية كلام هذا الرويجل كافٍ في بيان حاله، وشدة فجوره في الخصومة.
    فهذه هي ثمرة حزبية الأثيم عبدالرحمن العدني ‑الحية الرقطاء‑ وهذا يدل على أن القوم يسعون لضرب الدعوة السلفية في اليمن، ولا سبيل لهم في ذلك إلّا بمحاولة الطعن في شيخ عقر دارها. والتقليل من شأنه، ونسبت الأباطيل والأكاذيب والفجور إليه، ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
    فوالله ما زاد الله الشيخ والدار بذلك إلَّا عزًّا، ولا زاد هؤلاء الفجرة إلَّا خزيًا وعارًا.
    *- ثانيًا: من آداب الناصح، النصح منفردًا، أن ينصح الناصح للمنصوح منفردًا.
    قلت: هذا يعود إلى أهل العلم يا حذيفي فهم الذين يقدرون المصالح، والمفاسد، ويعرفون النصيحة، وأحكامها، ومتى تكون، وهل تكون سرًا، أو علنًا، وما إلى ذلك. فأربع بنفسك، وأعرف قدرها، وزن كلامك بميزان الكتاب والسنة، وكن وقَّافًا عند حدود الله. فإني والله أخشى عليك أن يحل بك ما لا تتحمله وتطيقه، وتصير بعد ذلك أسوة لغيرك من الفجرة الماكرين. والله المستعان.
    *- من آداب النصيحة أن يقدم بين يديه شيئًا يدل على شفقته وعلى محبته لتوجيه هذا الشخص. النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أيها الإخوة يمسك بابن عمر على منكبيه، أرجو من إخواني أن يتصور العامل النفسي عندما يأخذ شخصٌ بمنكبيك هكذا ويقول له: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل .....».
    ويخاطب معاذًا ويقول: «إني لأحبك، لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ».
    أن تقدم بين يديك شيء تدل على محبتك له، يا أخي أنا أحب لك الخير، هذا خطأ، وهذا كذا، هذا هو النصح، أما أن تقدم بين يديك ما يدل على تحطيمه وعلى قلة مكانته وعلى، وعلى، وعلى.
    قلت: أصل النصيحة تعتبر شفقة ورحمة ومحبة للمنصوح له، وهي من أعظم خصال الخير، يقول الله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [آل عمران/110].
    وهي أيضًا من أعظم خصال الإيمان. بل وتدل على زيادته.
    يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» أخرجاه عن انس رضي الله عنه.
    - فكون الناصح يقدم شيئًا بين يدي من ينصح له، فالنصيحة أعظم ما تقدم، وإن احتاج أن يقول له: أنا أحب لك الخير، أو إني أحبك في الله عزوجل‑ فلا مانع من هذا، إلّا أن هذا ليس بقاعدة مطردة.
    النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، يقول لمعاذ رضي الله عنه: أفتان أنت يا معاذ؟.
    ويقول لأبي ذر: رضي الله عنه إنك امرؤ فيك جاهلية.
    الحديثان في الصحيح.
    وفي «المسند» عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَدَعَاهُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ دَخَلَ الْجُمُعَةَ الثَّانِيَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَدَعَاهُ فَأَمَرَهُ، ثُمَّ دَخَلَ الْجُمُعَةَ الثَّالِثَةَ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: «تَصَدَّقُوا، فَفَعَلُوا، فَأَعْطَاهُ ثَوْبَيْنِ مِمَّا تَصَدَّقُوا، ثُمَّ قَالَ: تَصَدَّقُوا، فَأَلْقَى أَحَدَ ثَوْبَيْهِ، فَانْتَهَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَرِهَ مَا صَنَعَ، ثُمَّ قَالَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا، فَإِنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فِي هَيْئَةٍ بَذَّةٍ، فَدَعَوْتُهُ، فَرَجَوْتُ أَنْ تُعْطُوا لَهُ، فَتَصَدَّقُوا عَلَيْهِ وَتَكْسُوهُ، فَلَمْ تَفْعَلُوا، فَقُلْتُ: تَصَدَّقُوا، فَتَصَدَّقُوا، فَأَعْطَيْتُهُ ثَوْبَيْنِ مِمَّا تَصَدَّقُوا، ثُمَّ قُلْتُ: تَصَدَّقُوا، فَأَلْقَى أَحَدَ ثَوْبَيْهِ، خُذْ ثَوْبَكَ، وَانْتَهَرَهُ». الحديث حسنه شيخنا الإمام الوادعي ‑رحمة الله عليه‑.
    وَرَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَىَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ، فَقَالَ: «أَأُمُّكَ أَمَرَتْكَ بِهَذَا؟» قُلْتُ: أَغْسِلُهُمَا، قَالَ: «بَلْ أَحْرِقْهُمَا». رواه مسلم.
    ويقول في الخوارج كلاب أهل النار، كما في حديث أبي أمامة، وعبدالله بن أبي أوفى ‑رضي الله عنهم‑، وهما في «الصحيح المسند».
    وأخرج الحاكم في «مستدركه». صححه شيخنا ‑رحمة الله عليهما‑ عن جندب بن عبدالله ‑رضي الله عنه ‑ قال : جاء أعرابي فأناخ راحلته، ثم عقلها، فصلى خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه و سلم، أتى راحلته فأطلق عقالها، ثم ركبها، ثم نادى : اللهم ارحمني، و محمدا، و لا تشرك في رحمتنا أحدا، فقال النبي صلى الله عليه و سلم: «أتقولون هو أضل أم بعيره؟ ألم تسمعوا ما قال؟» قالوا: بلى، قال: «لقد حظر رحمة الله واسعة، إن الله خلق مائة رحمة، فأنزل رحمة يعاطف بها الخلائق. جنها، و إنسها، و بهائمها، و عنده تسع و تسعون رحمة».
    والأحاديث في هذا الباب كثيرة، بل وقصص القرآن الكريم تدل على هذا.
    المقصود بيان أن هذه ليست بقاعدة مطردة، وأما ما ذكرت من حديث ابن عمر رضي الله عنهما فغاية ما فيه تأنيس المخاطب وتنبيهه لأجل أن يستعد لما يلقى عليه، فينتبه.
    انظر «الفتح» (11/239)، وشرح العلامة العثيمين ‑رحمه الله‑ «لرياض الصالحين» (2/267)، ومثله حديث معاذ ‑رضي الله عنه‑.
    انظر «شرح رياض الصالحين» للعلامة العثيمين ‑رحمة الله عليه‑ (3/588)، وفي «عون المعبود» (4/384): وفيه أن من أحب أحدًا؛ يستحب له إظهار المحبة له.
    فالنصيحة أيها المخذول، هي خير ومحبة، وشفقة، وليست تحطيمًا يا جويهل ولو وفقت لأخذها ما صرت إلى هذا الضياع.

    *- أيضًا بارك الله فيكم النصح بلين، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم وهو يرسل موسى وهارون يقول في كلامه عن فرعون: ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ [طه/44].
    قلت: اللين في موضعه محمود، والشدة في موضعها محمودة, لا إفراط ولا تفريط, ولا تمييع ولا تضييع, وخير الأمور أوسطها, وكل بحسبه, من كان ينفع معه اللين ويخضع وينصاع للحق ألين له في القول، وإذا لم ينفع معه اللين، أغلظ له بالقول. وقد قال تعالى عن موسى عليه الصلاة والسلام: ﴿وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا﴾ [الإسراء/102]. أي هالكًا مغلوبًا، كما في تفسير ابن كثير رحمه الله.
    وقال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في «تفسيره» (ص/441): أي ممقوتًا، ملقى في العذاب، لك الويل والذم واللعنة. اﻫ.
    هذا وإن فقه هذه الأمور المتعلقة بالنصيحة، تعود إلى أهل العلم السلفيين الصادقين الناصحين، هم الذين يضعون الدواء في المكان المناسب، ومن هنا نستفيد فائدة حسنة، وهي أن الحزبيين عند أن يشعروا بألم المعصية، وشدة حرارتها تجدهم يتوجعون من بيان حالهم، وتحذير الناس منهم، فما معهم إلّا أن يأتوا بمثل هذه النغمات، أين الرفق يا عباد الله؟ أين اللين يا عباد الله؟.
    فيأخذون جانبًا من الدين، ويتركون الجانب الآخر، كما هو شأن هذا الحزب الفاجر الجديد.
    وهم يعرفون أهل السنة، ويعرفون دعوتهم، وأنها وسط من بين سائر الدعوات، لا إفراط فيها ولا تفريط، ولكنه الهوى والكبر، والعناد والمضادة للحق وأهله والعياذ بالله تعالى.
    *- وأيضًا أن تكون هذه الخصلة التي تناصح فيها، أن تكون أبعد الناس فيها، فما يصلح أن تكون طيب يداوي، وأنت مريض. نعم.

    وغير تقي يأمر الناس بالتقى *** طبيب يداوي والطبيب مريض
    قلت: فما أحوجك إلى مثل هذا الكلام، فإنكم جعلتم كلامكم في قالب النصيحة، وأنتم قد ملئتم عدن شرًا وبورًا.

    *- أنا أريد أيها الإخوة أن تأتوني بحالتين، بثلاث حالات من عهد الصحابة إلى يومنا هذا ، أن تأتوني بثلاث حالات كان الشخص يؤتى بخبر عن زيد، شخص من الناس فيرتقي أعلى المنابر ويحكم عليه بأسوأ الأحكام، والله ما هذه طريقة الصحابة، ولا هي طريقة التابعين، ولا طريقة أتباع التابعين.
    قلتُ: إن جاء الخبر من طريق الثقات، الأثبات العدول، ورأى العالم أن من المصلحة أن يقوم ويبين خطورة هذا الأمر علنًا فله ذلك، ولا غضاضة في هذا، حتى ولو جاء الخبر من طريق المخطئ نفسه، لا مانع من ذلك كما سيأتي.
    عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنْ الْأَزْدِ، يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْأُتْبِيَّةِ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: هَذَا لَكُمْ، وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، قَالَ: «فَهَلَّا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ، أَوْ بَيْتِ أُمِّهِ، فَيَنْظُرَ يُهْدَى لَهُ أَمْ لَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْهُ شَيْئًا إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ، ثُمَّ رَفَعَ بِيَدِهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَةَ إِبْطَيْهِ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، ثَلَاثًا». متفق عليه.
    وعن أبي مَسْعُودٍ الأنصاري عقبة بن عمرو البدري رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَأَتَأَخَّرُ عَنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مِنْ أَجْلِ فُلَانٍ، مِمَّا يُطِيلُ بِنَا، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَوْعِظَةٍ أَشَدَّ غَضَبًا مِنْهُ يَوْمَئِذٍ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ، فَأَيُّكُمْ مَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيَتَجَوَّزْ، فَإِنَّ فِيهِمْ الضَّعِيفَ، وَالْكَبِيرَ، وَذَا الْحَاجَةِ».متفق عليه.
    عَنْ عَائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ:أَتَتْهَا بَرِيرَةُ تَسْأَلُهَا فِي كِتَابَتِهَا، فَقَالَتْ: إِنْ شِئْتِ أَعْطَيْتُ أَهْلَكِ، وَيَكُونُ الْوَلَاءُ لِي، وَقَالَ أَهْلُهَا: إِنْ شِئْتِ أَعْطَيْتِهَا مَا بَقِيَ، وإِنْ شِئْتِ أَعْتَقْتِهَا وَيَكُونُ الْوَلَاءُ لَنَا، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَكَّرَتْهُ ذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ابْتَاعِيهَا، فَأَعْتِقِيهَا، فَإِنَّ الْوَلَاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ» ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَقَالَ: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ، مَنْ اشْتَرَطَ شَرْطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَلَيْسَ لَهُ، وَإِنْ اشْتَرَطَ مِائَةَ مَرَّةٍ». وفي رواية «مَا بَالُ رِجَالٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ، مَا كَانَ مِنْ شَرْطٍ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَهُوَ بَاطِلٌ، وَإِنْ كَانَ مِائَةَ شَرْطٍ، قَضَاءُ اللَّهِ أَحَقُّ، وَشَرْطُ اللَّهِ أَوْثَقُ، وَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ» متفق عليه.

    *- يا أيها الشباب، يا أيها الشباب يكفينا تخبط، يكفينا تخبط، طريقة العلماء أن لا ينتقد العالم إلّا من شريط مسموع له، وإلّا من كتاب مكتوب منشور في السوق، فإذا جاءت هذه الفتوى في كتابه أو في شريطه ينتقده انتقادًا علمياً ...... إلخ.
    قلتُ: يقول تعالى: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ﴾ [البقرة/44]. تقول: يكفينا تخبط وأنت مستمر فيه، فهل فعلك هذا إلَّا عين التخبط، ولقد ارتقيت ياخلفي مرتقًا صعبًا، خالفت بعض أدلة كتاب الله تعالى، وسنة رسوله ‑صلى الله عليه وعلى آله وسلم ‑، وما كان عليه السلف الصالح ‑رحمة الله عليهم‑ لقد أتيت بجرم عظيم، وإفك عريض.
    لقد وقعتَ فيما وقع فيه شيخك ومربيك على مثل هذه الأفعال أبوالحسن المصري‑، حيث أنه لا يقبل خبر الثقة حتى يقف على الكلام هو بنفسه، كفى بهذا فسقًا وجرمًا في إسقاط خبر العدل الثقة. والله المستعان.
    هكذا تفعل الحزبية بأربابها، تمسخهم، وتمسخ منهجهم القويم الذي كانوا يسيرون عليه من قبل ويستبدلون به منهجًا معوجًا يخالف كتاب الله، وسنة رسوله ‑صلى الله عليه وعلى آله وسلم‑ وما كان عليه السلف الصالح ‑رحمة الله عليهم‑، والأدهى والأمر من ذلك أن ينسب هذا التأصيل الفاسد، والتقعيد الكاسد لأهل العلم، كما صنع هذا الأفاك الأثيم. فأقول لك: لقد دحضتَ ببولك يا خلفي.
    قال الإمام البخاري ‑رحمة الله عليه‑ في «كتاب أخبار الآحاد» من «صحيحه» (13/244).
    بَاب مَا جَاءَ فِي إِجَازَةِ خَبَرِ الْوَاحدِ الصَّدُوقِ: فِي الْأَذَانِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْفَرَائِضِ وَالْأَحْكَامِ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهمْ يَحْذَرُونَ﴾ وَيُسَمَّى الرَّجُلُ طَائِفَةً لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا﴾ فَلَوْ اقْتَتَلَ رَجلَانِ دَخَلَ فِي مَعْنَى الْآيةِ وَقَوْلهُ تَعالَى: ﴿إِنْ جاءَكُمْ فَاسقٌ بِنَبإٍ فَتَبَيَّنُوا﴾[الحجرات/6] وَكَيْفَ بَعَثَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أُمرَاءَهُ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ فَإِنْ سَهَا أَحَدٌ مِنْهُمْ رُدَّ إِلَى السُّنَّةِ.
    قال الحافظ ابن القيم ‑رحمة الله عليه‑ كما في «مختصر الصواعق» (ص/550):
    فصل
    ومما يبين أن خبر الواحد العدل يفيد العلم أدلة كثيرة:
    أحدها: أن المسلمين لما أخبرهم الواحد، وهم بقباء في صلاة الصبح أن القبلة قد حولت إلى الكعبة، قبلوا خبره وتركوا الحجة التي كانوا عليها، واستداروا إلى القبلة، ولم ينكر عليهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بل شكروا على ذلك، وكانوا على أمر مقطوع به من القبلة الأولى.
    فلولا حصول العلم لهم بخبر الواحد لم يتركوا المقطوع به المعلوم لخبر لا يفيد العلم، وغاية ما يقال فيه: أنه خبر اقترنته قرينة، وكثير منهم يقول: لا يفيد العلم بقرينة ولا غيرها، وهذا في غاية المكابرة.
    ومعلوم أن قرينة تلقي الأمة له بالقبول، وروايته قرنًا بعد قرن من غير نكير من أقوى القرائن وأظهرها، فأي قرينة فرضتها كانت تلك أقوى منها.
    الدليل الثاني: أن الله تعالى قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾[الحجرات/6]. وفي القراءة الأخرى(فتثبتوا) وهذا يدل على الجزم بقبول خبر الواحد أنه لا يحتاج إلى التثبيت، ولو كان خبره لا يفيد العلم لأمر بالتثبت حتى يحصل العلم، ومما يدل عليه أيضًا أن السلف الصالح، وأئمة الإسلام لم يزالوا يقولون: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: كذا وفعل كذا، وأمر بكذا، ونهى عن كذا. وهذا معلوم في كلامهم بالضرورة.
    وفي «صحيح البخاري» قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في عدة مواضع، وكثير من أحاديث الصحابة يقول فيها أحدهم: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: وإنما سمعه من صحابي غيره، وهذه شهادة من القائل وجزم على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بما نسبه إليه من قول أو فعل، فلو كان خبر الواحد لا يفيد العلم لكان شاهدًا على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بغير علم. إلى آخر كلامه رحمة الله عليه.
    قال العلامة القرطبي ‑رحمة الله عليه‑ في تفسير آية الحجرات من تفسيره (16/243):الثانية - في هذه الآية دليل على قبول خبر الواحد، إذا كان عدلا، لأنه إنما أمر فيها بالتثبت عند نقل خبر الفاسق، ومن ثبت فسقه، بطل قوله في الإخبار إجماعا، لان الخبر أمانة، والفسق قرينة يبطلها. اﻫ.
    والمسألة مبسوطة في غير هذا الموضع والحمد لله.

    *- ومن الأدب في النصح أن تتثبت أولاً، طريقة العشوائية بنقل الأخبار؛ جنت على أعراض، وجنت على مساجد، وجنت على دعوات كثيرة.
    العشوائية في الأخبار ويا لله للمسلمين ماذا فعلت الصحف للمجتمعات؟.
    قلتُ: انظر إلى هذا الخبط، والخلط العشوائي في الكلام، وانظر إلى قوله: وجنت على دعوات كثيرة، العشوائية في الأخبار.
    ومن المعلوم أن دعوة أهل السنة دعوة واحدة، وهي الدعوة الحق، وهي باقية إلى قيام الساعة.
    وهل سقوط هذه الدعوات الكثيرة المخالفة لدعوة أهل السنة يكون سببها العشوائية بنقل الأخبار وعدم التثبت!!!؟

    فما الذي حصل ياحكيم علي؟ لا بأس عليك طهور إن شاء الله.
    [FONT=&quot]*- انظروا إلى كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، أرأيتم في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية فسوة عجوز؟ اضغطوا في المكتبة الشاملة. شوفوا فسوة عجوز في كتب شيخ الإسلام، والله لا تطلع لكم لا فسوة عجوز ولا غيرها، ولا مصمصة. ولا. نسأل الله السلامة والعافية.[/FONT]
    قلتُ: أما فسوة عجوز، فهناك ما هو أشد منها:
    قال الحافظ أبوبكر عبدالرزاق الصنعاني ‑رحمه الله‑ في «المصنف» رقم (11039) عن ابن جريج قال : أخبرني عمرو بن دينار، أن أبا الشعثاء أخبره، قال : تماريت أنا ورجل من القراء الأولين، في المرأة يطلقها زوجها، ثم يرتجعها، فيكتمها رجعتها، حتى تنقضي عدتها، قال: فقلت: ليس له شيء، قال: فسألنا شريحا فقال: ليس للأول إلا فسوة الضبع ، قال : فإن طلقها فمكثت سنة أو أكثر ، تستنفق من ماله ، حتى انقضت عدتها ، لا يأتيها طلاق ، والنفقة في ماله ما سوى العدة.. هذا إسناد صحيح.
    وقد ذكره مختصرًا برقم (10982).
    الأثر ذكره العلامة ابن الأثير ‑رحمه الله‑ في «النهاية» مادة [فسا] وقال: وإنما خص الضبع لحمقها، وخبثها. اﻫ.
    قال شيخنا الإمام الوادعي ‑رحمة الله عليه‑: والبركة من الله عز وجل، فرب كلمة تقال في مجلس صغير ينفع الله بها العباد، والبلاد، فما تنتشر حتى تصل إلى أمريكا، وإلى بريطانيا وغيرها، ورب كلمة ترددها وسائل الإعلام مرارًا، وفي النهاية تصبح (فسوة سوق) ليس لها ثمرة، ولا يستفاد منها.اﻫ.
    (ص/249) أسئلة الشباب السوداني.
    وقال رحمة الله عليه في صدد كلامه على أصحاب الجمعيات فأقول:
    فأقول: إنّهم إذا رأوا أنفسهم قد احترقوا، قالوا: نريد اجتماعًا. فنحن برآء من هذا الاجتماع الفاشل وسيصبح (فسوة سوق) وما له ثمرة. نحن نطالبهم أن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى وأن يرجعوا إلى إخوانهم أهل السنة.
    المصدر السابق (ص354)، نصيحتي لشباب عدن.
    وأمَّا المصمصة فكذلك، فأخرج البخاري في «صحيحه» عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه، في حديثه الطويل في صلح الحديبية، وفيه، فَقَالَ عُرْوَةُ([22]) عِنْدَ ذَلِكَ: «أَيْ مُحَمَّدُ، أَرَأَيْتَ إِنْ اسْتَأْصَلْتَ أَمْرَ قَوْمِكَ؟ هَلْ سَمِعْتَ بِأَحَدٍ مِنْ الْعَرَبِ اجْتَاحَ أَهْلَهُ قَبْلَكَ؟ وَإِنْ تَكُنِ الْأُخْرَى، فَإِنِّي وَاللَّهِ لَأَرَى وُجُوهًا، وَإِنِّي لَأَرَى أَوْشَابًا مِنْ النَّاسِ، خَلِيقًا أَنْ يَفِرُّوا، وَيَدَعُوكَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه: امْصُصْ بِبَظْرِ اللَّاتِ، أَنَحْنُ نَفِرُّ عَنْهُ وَنَدَعُهُ، فَقَالَ: مَنْ ذَا؟ قَالُوا: أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلَا يَدٌ كَانَتْ لَكَ عِنْدِي لَمْ أَجْزِكَ بِهَا لَأَجَبْتُك».
    قوله: [امصص بظر اللات]زَادَ اِبْن عَائِذ مِنْ وَجْه آخَر عَنْ الزُّهْرِيِّ " وَهِيَ - أَيْ اللَّاتِي - طَاغِيَته الَّتِي يَعْبُد " أَيْ طَاغِيَة عُرْوَة . وَقَوْله: اُمْصُصْ بِأَلِفِ وَصْل وَمُهْمَلَتَيْنِ الْأُولَى مَفْتُوحَة بِصِيغَةِ الْأَمْر ، وَحَكَى اِبْن التِّين عَنْ رِوَايَة الْقَابِسِيّ ضَمّ الصَّاد الْأُولَى وَخَطَّأَهَا ، وَالْبَظْر بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَة وَسُكُون الْمُعْجَمَة قِطْعَة تَبْقَى بَعْد الْخِتَان فِي فَرْج الْمَرْأَة ، وَاَللَّاتِي اِسْم أَحَد الْأَصْنَام الَّتِي كَانَتْ قُرَيْش وَثَقِيف يَعْبُدُونَهَا ، وَكَانَتْ عَادَة الْعَرَب الشَّتْم بِذَلِكَ لَكِنْ بِلَفْظِ الْأُمّ فَأَرَادَ أَبُو بَكْر الْمُبَالَغَة فِي سَبّ عُرْوَة بِإِقَامَةِ مَنْ كَانَ يَعْبُد مَقَام أُمّه ، وَحَمَلَهُ عَلَى ذَلِكَ مَا أَغْضَبَهُ بِهِ مِنْ نِسْبَة الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْفِرَار ، وَفِيهِ جَوَاز النُّطْق بِمَا يُسْتَبْشَع مِنْ الْأَلْفَاظ لِإِرَادَةِ زَجْر مَنْ بَدَا مِنْهُ مَا يَسْتَحِقّ بِهِ ذَلِكَ . وَقَالَ اِبْن الْمُنِير : فِي قَوْل أَبِي بَكْر تَخْسِيس لِلْعَدُوِّ وَتَكْذِيبهمْ وَتَعْرِيض بِإِلْزَامِهِمْ مِنْ قَوْلهمْ إِنَّ اللَّاتِي بِنْت اللَّه ، تَعَالَى اللَّه عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا ، بِأَنَّهَا لَوْ كَانَتْ بِنْتًا لَكَانَ لَهَا مَا يَكُون لِلْإِنَاثِ . انتهى المراد من «فتح الباري» (5/401).
    وفي ترجمة مينا بن أبي مينا من «ميزان الاعتدال» (4/ت8981) قال عباس الدوري: سمعت يحيى([23]) يقول: ومن مينا الماص بظر أمه حتى يتكلم في الصحابة.
    وعليه فأقول لك يا خلفي: ليس لك من كلامك هذا الهزيل بجانب هذه البراهين. إلّا فسوة الضبع. فأعد النظر في كلامك هذا فإنك غرت فيه على عمرو خالد داعية الشر والفساد.

    *-....... فنشروا في شبكة الفجور، شبكة العلوم ..... إلخ.
    قلتُ: أن كنت ذا تُقى ومراقبة لله تعالى وخوف منه بين لنا نوع الفجور في هذه الشبكة، بيانًا واضحًا كافيًا شافيًا، مستمدًا من كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وعلىآله وسلم، على منهج السلف الصالح ‑رحمة الله عليهم‑ وإلَّا رشقت بسهام السنة، وسهام عباد الله الصالحين، الذين يقومون الليل، ويصومون النهار، ليسوا بأثمة ولا فجار.

    *- ... وربما لو قلت: أنا لهذا الشخص الذي يكتب، أيش الحزبية عندك؟ وما هي الحزبية؟ ما يفهم، صغار يكتبون.... إلخ.
    قلت: الحمد لله سلَّط الله عليكم هؤلاء الصغار فرشقوكم بسهام السنة حتى أثخنوكم وشدوا عليكم الوثاق ‑بفضل الله تعالى وحده‑ فله الحمد والمنَّة.
    وهؤلاء الصغار منَّ الله عليهم بوالد كريم يحيطهم ويرعاهم، وينصح لهم، ويوجههم ويرشدهم ويربيهم، ‑فجزاه الله خيرًا‑ من والد ومعلم ومربي، وناصح أمين.
    سؤال: نريد منك يا خلفي أن تذكر لنا مفهوم وضابط الحزبية عندك؟

    *- نستفيد يا إخوة إذا عرفتم الآداب في النصيحة، عرفتم بعد ذلك من الذي يخرج عن هذه الآداب.
    قلتُ: قالت أم حمزة ‑أعزها الله‑ وقد عرفنا ولله الحمد من الذي خرج عن هذه الآداب. ومن هو صاحب الزور والتقوُّل والكذب.

    *- أيضًا من آداب النصيحة‑ وهذه مسألة مهمة‑ ما كل شيء تنصح فيه، ينبغي أن تعرف أن المسائل تنقسم إلى قسمين: هناك مسائل يسوغ فيها الاختلاف وهناك مسائل لا يسوغ فيها...إلخ.
    قلت:ُوالحزبية من المسائل التي لا يسوغ فيها الخلاف، وينكر فيها على المخالف جدًّا. فالحزبية فرقة تنافي الاجتماع، والاجتماع على الحق يعتبر أصلاً من أصول أهل السنة والجماعة.
    قال العلَّامة الطحاوي ‑رحمه الله‑ في «عقيدته»: ونتبع السنة والجماعة، ونجتنب الشذوذ، والخلاف والفرقة.
    وقال رحمه الله أيضًا: ونرى الجماعة حقًا وصوابًا، والفرقة زيغًا وعذابًا.
    وقال شيخ الإسلام ‑رحمه الله‑ في «الواسطية» في بيان طريقة أهل الجماعة ........ ويقدمون ([24]) هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم على هدي كل أحد، ولهذا سُمُوا أهل الكتاب والسنة، وسُمُوا أهل الجماعة، لأن الجماعة هي الاجتماع، وضدها الفرقة.
    وقال العلَّامة السعدي ‑رحمه الله‑ : ومن أصولهم([25]) الحث على جمع كلمة المسلمين، والسعي في تقريب قلوبهم وتأليفها، والتحذير من التفرقة، والتعادي والتباغض، والعمل بكل وسيلة توصل إلى هذا. انظر «مقدمة القول السديد في مقاصد التوحيد» (ص/8).

    *- وهكذا النصح والنقد منهج شرعي، لكن لا ينبغي الإكثار منه، هذه الفائدة قد لا تجدوها مكتوبة، ترون لا تجدوها مكتوبة في كتب أهل العلم، لكن هذه طريقة أهل العلم، قد يكون الرجل يشتغل ببيان حال الأشخاص، والنصح للمسلمين ولكن يكره أن يتوسع في هذا. اﻫ.
    قلتُ: الأمر يعود إلى العالم نفسه، إن رأى أنه يتوسع في حدود الشرع في بيان حال المخالفين لدعوة أهل السنة من المتحزبة، وغيرهم من أهل البدع والأهواء فله ذلك، وإن رأى بيان حال أناس دون آخرين لمصلحة رآها فله ذلك أيضًا، فالبيوت تؤتى من أبوابها يا خلفي، وحسبك أنك ذكرتَ كلامًا ليس موجودًا في الكتب كما شهدتَ أنت على نفسك بهذا.
    تنبيه: قالت أم حمزة ‑رعاها الله‑: والله أعلم من أي واد أتى بهذه الفائدة.
    قلتُ: لقد سمعت شريطًا لأبي الحسن المصري المفتون، يغمز من طرف خفي بالشيخ ربيع وغيره من علماء الجرح والتعديل ‑حفظهم الله تعالى جميعًا‑ لكونهم يكثرون من الجرح([26]).
    وهكذا الحذيفي الخلفي، سلك في ذلك مسلك شيخه، فقال: غامزًا ‑شيخنا رعاه الله‑ ما كل شخص تجب عنه.

    *- ما رأيك في فلان كذا؟ هذه ما هي طريقة أهل العلم، من أجاب على كل سؤال فهو مجنون.
    قلت: هكذا يعمل الزيغ والانحراف، والفجور بأصحابه، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
    فالقوم امتلأت قلوبهم غيظًا وحنقًا، وحسدًا بسبب ما يقوم به شيخنا ‑ أعزَّ الله سلطانه‑من بيان الحق والصدع به، والتحذير من الباطل وأهله حتى صارت محاضراتهم كلها تدور حول الشيخ يحيى، ولما زارت أصالة وعمرو خالد اليمن لم نسمع لهم اجتماعات ومحاضرات مثل هذه منصبَّة على هؤلاء الضلال، ولكن تعقد المحاضرات للدورات حول التملص مما أدانهم به رجال السنة وحول الطعن في الخير وأهله بما لم يعقدوا من هذه الاجتماعات الهزيلة للرد على المنصِّرين، فأفٍ لمن صار حاله مثل حالكم في مضادة الحق والخير ونكرانه، والتخاذل عن أنواع الباطل، إن لم يكن هذا زيغ فما هو الزيغ إذًا؟!!!
    وكل سلفي ناصح غيور، صادق، يعرف قدر ما يقوم به شيخنا ‑ رعاه الله‑، ويشكرون له. ولقد شفى الله به صدور أهل السنة بسبب ما يقوم به من النصح والبيان، ‑ فجزاه الله عن السنة وأهلها في خيرًا‑، ومتَّع به.
    وهذا الإمام يحيى بن معين ‑ رحمة الله عليه‑ إما الجرح ةالتعديل في زمانه، لا تكاد تجد ترجمة من تراجم الرواة أصحاب الأمهات الست وغيرها إلَّا ولابن معين ذكر فيها، إلَّا النزر اليسير، فهل يقال إن ابن معين ..........!!!؟‑ قاتلكم الله‑ ما أجرأكم على الحق وأهله.
    فائدة:قال ابن أبي حاتم ‑ رحمة الله عليهما‑ في مقدمة «الجرح والتعديل» (1/316):
    قال سمعت محمد بن هارون الفلاس المخرمي يقول: إذا رأيت الرجل يقع في يحيى بن معين فاعلم انه كذاب يضع الحديث، وإنما يبغضه لما يبين أمر الكذابين.
    تنبيه: إن دروس شيخنا ‑رعاه الله‑ مستمرة عامرة، ومؤلفاته ممتدة زاخرة فاخرة، وهؤلاء يلطمون ويصفعون على الطريق لطمة وصفعة عابرة
    *- والعجيب يا إخوان والله وعندي براهين كثيرة جدًا، فقط صاحب هذا الموضوع يطلب مني وأنا أسرد له سردًا، يأتي يقول: ما أستطيع أن أسكت عن زيد، وعندي براهين أنه سكت عنأناس منحرفين هكذا، الله أعلم ماذا تريد بهذا الشيء؟، أسكت عن أناس منحرفين، أسكت عن أناس عندهم أخطاء كثيرة جدًا.
    وتأتي عمرو تقول: أنا ما أستطيع أن أسكت، أنا ناصح لله ولرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فيا إخوة لا يمثل علينا، انتبهوا ‑بارك الله فيك‑ لا يمثل علينا، علينا أن نتقي الله سبحانه وتعالى، وعلينا أن نعرف العلم، اعرفوا العلم؛ تعرفون أهله، اعرفوا العلم؛ تعرفون من أهله، ومن الدخيل على العلم.
    قلتُ: يقول تعالى: ﴿لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾[الحجر/72].
    إن الحذيفي في كلامه هذا قد قارب على الجنون، لا ندري من يخاطب وعمن يهذو؟ من هو صاحب الموضوع الذي سكت عن أناس وعندهم أخطاء وانحرافات؟ ولماذا يا خلفي أحجبت عن هؤلاء المخطئين المنحرفين ولا تنصحهم أنت إذا سكت عنهم غيرك كما تزعم، وأنت عندك عليهم براهين، وفي نفس الوقت تستطيع أن تسردهم سردًا؟ ولماذا هذا الجبن والخوَر؟ وهل يجوز كتمان الحق والحالة هذه، وجود أخطاء وانحرافات؟ وهل الحق مقتصرًا في بيانه على أناس دون آخرين؟ أم من علم حجة على من لم يعلم؟
    نريد منك يا خلفي أن تهوِّن على نفسك وترفق بها، وتخرج هذا العلم المكنون الذي في عقلك المنكوس المعكوس حتى تقيم الحجة للناس، وبعد ذلك نعرف من هو الدخيل على العلم وأهله . والله المستعان.
    *- العلم فضَّاح لغير أهله، ومن تسلق للعلم وهو ليس من أهله ، سرعان ما يفتضح.
    قالت أم حمزة ‑رعاها الله‑: من فيك نوافيك، فعلاً لقد افتضحت في هذه الكلمات فضائح مخزية.
    *- نعم يا إخوة النصح لله. والله. والله. والله. إنني أُسمي من على منبر الجمعة أشخاص، قد لا يسمي بعضكم في خطب الجمعة، أنا ناصح يا إخوة، والله أنصح لا تظنون أنني أقول أتركوا الكلام على أهل البدع والأهواء والحزبيين.
    أنا أنصح وأُسمي لكن ليس بالطريقة هذه..... سميت في خطبة الجمعة ابن حفيظ، وسميت القرضاوي، وسميت الترابي، خطبة كاملة على الترابي. تعقيب على الترابي.
    قلتُ: المطلوب منك يا خلفي الآن خطبتان، خطبة في أبي الحسن المصري، وخطبة في صالح البكري، وإن تجاسرت على ثالثة في إنكار الجمعيات تبين فيهما ما يلي:
    1- أسباب فتنتهما وثورتهما على دار الحديث والسنة وشيخها، ولماذا كان خصوص فتنتهما وثورتهما على دار الحديث والسنة وشيخها.
    2- ما هي العوائد التي عادت على الدعوة بسبب ثورتهما وفتنتهما، هل هي عوائد خير أم عوائد شر؟.
    3- كيف انتهى حالهما ومصيرهما بعد فتنتهما وثورتهما، وهكذا حال ومصير من فتنوه وغرروا به. فأنا آمل منك هذا طلبًا حثيثًا، فإن قمت به ونصحت كما تشبعت قبلُ، فأنت أنت، وما أخالك تفعل. وإن فعلت ليفرملنَّ لك البريك المتجلد للدفاع عن الجمعيات الآن والحرب سجال، والله المستعان وعليه التكلان.
    وإلى هنا والحمد لله رب العالمين وإلى حلقة قادمة بإذن الله تعالى
    وسبحانك وبحمدك أشهد أن لا إله إلَّا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
    محمد العمودي
    كان الله له في الدارين.
    دماج دار الحديث والسنة العامرة ‑رحم الله مؤسسها‑، وحَفِظَ خليفته القائم عليها من بعده، ومتع به أهل السنة، ودفع عنه كيد الكائدين، وشر الحاقدين الماكرين الحاسدين وجعله ذخرًا ودرعًا للسنة وأهلها، وعقبة كؤودًا في طريق الحزبيين المبتدعة، وشجا في حلوقهم. إنه وليُّ ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين.
    ليلة الخميس الموافق/12/شعبان/1429ﻫ


    ==============الحواشي===============
    ([1]) قلت: أي المتعصبين المرضى.

    ([2]) قلت: أي مسجد .......

    ([3]) قلت: يعني الشيخ أحمد بن عثمان ‑رعاه الله‑.

    ([4]) قلت: يعني الأخ سامي ذيبان حفظه الله ورعاه.

    ([5]) سيأتي مزيد كلام حول مسألة ثبوت خبر الثقة العدل.

    ([6]) يقول الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾
    [طه/ 24، 126]. ويقول تعالى: ﴿فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم﴾ [البقرة/137]. ويقول تعالى: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [الأنعام/125].

    ([7]) وإن شاء الله تعالى ستلحق هذه الافتتاحية آخر الرسالة، والله وحده الموفق والمعين.

    ([8]) وهذا من تواضع هذا العالم، المجاهد الرباني متع الله به السنة وأهلها، ولقد جاءت الأخبار عن بالغ إكرام الشيخ ربيع لشيخنا، ولمن حضر تلك الجلسة من المشايخ والطلاب تلك الليلة ‑رفع الله درجتهم، وحفظهم‑ من كل سوء ومكروه.

    ([9]) أي مغيث رضي الله عنه.

    ([10]) انظر مقدمة «الجرح والتعديل» (1/171)، و«تهذيب التهذيب» ترجمة أبان بن أبي عياش.

    ([11]) قلتُ: الحزبيون لا يراعون المصالح والمفاسد، أهم شيء عندهم أن ينفذوا أفكارهم، ﴿قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾.

    ([12]) قلتُ: وهذه من الخصال الجميلة النبيلة التي منَّ الله بها على الشيخ أحمد بن عثمان ‑رعاه الله‑ حسن خلق وأدب.

    ([13]) قلتُ: أي إتباعًا للحق بدليله، لا تقليدًا.

    ([14]) قلتُ: انظر إلى الفجور.

    ([15]) قلتُ: هذا من باب قوله تعالى: ﴿اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [فصلت/40] ومن باب قول النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ، إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ». رواه البخاري. رواه البخاري، عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه.


    ([16]) قلت: أي سلفيتهم المزعومة، المدعاة التي يفتخرون بها على أهل السنة السلفيين الصادقين، الأمناء الناصحين، فأفٍ لها، وتفٍ من سلفية، أربابها إلى هذا الحد والمستوى.

    ([17]) لا يزال الكلام للشيخ أحمد ‑رعاه الله‑.

    ([18]) يعني‑ عرفات الأعمى.

    ([19]) يعني‑ عرفات الأعمى.

    ([20]) وذلك لو استجاب للنصيحة، وعمل بها، والموفق من وفقه الله.

    ([21]) قالت أم حمزة: ‑أعزها الله تعالى‑ إن كنت تغمز بهذا شيخك فهذا منك فجور، قبل أيام وأنت تعتبره عالمًا وتجلس في حلقته، والآن تقول أنت يا طالب، فتنبَّه لهذا أنت يا شيخ حتى لا تهضم الطلاب الذين تشير إليهم بهذا الغمز.

    ([22]) هو ابن مسعود، وكان مشركًا أنذاك، ثم أسلم وحسن إسلامه رضي الله عنه، وأرضاه.

    ([23]) يعني ابن معين رحمة الله عليه.

    ([24]) يعني أهل السنة.

    ([25]) يعني أهل السنة.

    ([26]) قال حامل لواء تكذيب شيخنا ‑رعاه الله‑ ظلمًا وزورًا، وحقدًا وحسدًا في شريط القاضي والقاضية: أين نذهب!!؟ أين تعلمنا!ّ!؟ حين تطلق لسانك في فلان، وفي فلان، وفي فلان، وفي فلان، وفي فلان، يا أخي الجرح شرع لمصلحة شرعية، فإذا وجدت هذه المصلحة أُتي به مع البراهين، ما يكون دائمًا، دائمًا فلان حتى لو كان يهودي أو نصراني، دائمًا ماعندك إلَّا فلان، فلان، فلان.....إلخ.
    قلتُ: وياليتهم يذكرون دليلاً واحدًا يبينوا أن شيخنا ‑رعاه الله‑ تكلم في فلان من الناس بدون حجة وبرهان، ولو كان ثَمَّ دليل وبرهان لطاروا به، ولكن القوم كما قيل: نسمع جعجعة ولا نرى
    طحنًا. والله غالب على أمره
    .
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو إبراهيم علي مثنى; الساعة 25-08-2008, 06:15 PM.

    تعليق


    • #3
      يرفع ........................

      تعليق


      • #4
        يرفع لبيان سبيل الماكرين...

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة أبو إبراهيم علي مثنى مشاهدة المشاركة
          يرفع لبيان سبيل الماكرين...
          نعم جزاكم الله خيرًا

          تعليق


          • #6
            السلام عليكم ..
            أين الحلقات الثلاث ؟ وهل بعد الرابعة من شيء ؟

            تعليق


            • #7
              ::الفرخ الثاني: عرفات البصيري (البرمكي) الحاقد على الإمام / مقبل بن هادي الوادعي ودعوته في اليمن ::

              الفرخ الثاني: عرفات البصيري ‑عرفات الأعمى‑ الكذاب السفيه، الألد الخصم. قال:

              *- ........ لهذا تأتي إلى الإخوان المسلمين تقول لهم: تعال انظر إلى ما عندكم في كتبكم من ضلال، ومن بدع، ومن كفريات. وتجدهم يلمعون منظريهم.

              أذكر له أخطاء حسن البناء، وسيد قطب، وعمر التلمساني، وأذكر له الضلالات التي في كتبهم، وأذكر له مخالفتهم للأصول. أبدًا ما يحرك ساكنًا، يلمعهم وهم الشهداء، وهم العلماء، وهم المنظرون، وكتبهم خير الكتب.

              هذا حالهم إذًا، هذا هو الإرجاء، هم واقعون في الإرجاء. تقول له سيد قطب كفر الصحابة، طعن في معاوية وكفره، وسبَّ عثمان، وطعن في عمرو بن العاص، وكفَّر الأمة كلها، وحكم عليها بالردة، يقول لك أبدًا مجاهد شهيد، إذًا هذا هو الإرجاء. لا يضر مع إيمان سيد قطب بدعة أبدًا، ما زال إمامًا ومقدسًا. أعلُ هبل، أعلُ هبل ..... إلخ.

              قلت: سارت مشرقة وسرت مغربًا، شتَّان بين مشرقٍ ومغرِّب.

              فالسيد قطب رجل ضال، هو في الحقيقة مثال لقلقلة الحزبيين على الحق وأهله، وأما الذب عن أهل العلم السلفيين الصادقين، والذود عن أعراضهم، ورد المقالات المنسوبة إليهم. ودحض شبه الزيغ والبغي، والعناد المفتراة عليهم، وغير ذلك.

              فليس هذا من الإرجاء في شيء. أذ أن أهل العلم المعروفون بالديانة، والصيانة والصدق، والأمانة،والإخلاص لدين الله تعالى. هم حملة دين الله عزَّوجل، فالذب عنهم ذب عن دين الله تعالى.
              يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾ [الحج/38]. ويقول تعالى: ﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾ [الأعراف/196]. ويقول سبحانه: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [المائدة/55، 56].

              ويقول تعالى: ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ﴾ [المدثر/31].

              وفي البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا، فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ».

              والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذب عن عرض مالك بن الدخشم رضي الله عنه، وهو غائب كما في «الصحيح» في قصة عتبان بن مالك رضي الله عنه. وهكذا معاذ بن جبل رضي الله عنه، ذب عن عرض كعب بن مالك رضي الله عنه، وهو غائب كما في «الصحيح»، في قصة الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك رضي الله عنهم وأرضاهم.

              وكذلك عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ذبت عن عرض مسطح رضي الله عنه، وهو غائب كما في «الصحيح». في حادثة الإفك، وغير ذلك من أدلة الباب.

              فما أشبه الحزبيين بكلام هذه الرويبضة، وعلى سبيل المثال: أرباب الحزب الجديد، الفاجر وعلى بما فيهم عبدالرحمن العدني الحية الرقطاء، قطع الله دابرهم.

              كم حصل منهم من فجور وبغي وعدوان، ومعاندة لدار الحديث والسنة، وشيخها، وغير ذلك مما لا يصدر إلَّا عمن قلَّ ورقَّ دينه، وورعه، وخوفه من الله تعالى.

              فقامت الدلائل والبراهين على مباينة هذا الحزب الجديد للدعوة السلفية، ومع ذلك تجدهم يلمِّع بعضهم بعضًا، ويمسح بعضهم بعضًا، على ما كان بينهم من قبل من اختلاف ومنافرة مع ذلك تقاربت قلوبهم وتشابهت، فصاروا يدافع معور عن معور إذ أن الهدف واحد، والغرض واحد وهو دار الحديث والسنة، وشيخها. فخابوا خيبة مخزية.

              فمن رمى أهل السنة السلفيين، الصادقين الناصحين بالإرجاء فهو أحد رجلين: إما أنه لا يعرف الإرجاء، وإما أن يكون هو نفسه واقع في الإرجاء. مع هذا يرمي بجرمه على ظهر غيره.

              والله المستعان.

              *- هذه الفتنة الأخيرة من أبرز معالمها الكذب، والله يا إخوان، ومن أوضح صفاتها الكذب.

              قلت: من أشد ما سعى إليه هذا الحزب الجديد الماكر، الفاجر هو رمي شيخ الحديث في قطره، وعلامة اليمن ‑شيخهم الكريم‑ أبي عبد الرحمن يحيى الحجوري ‑أعزه الله‑ ورموه بمنكر هو من أقبح المنكرات، ألا وهو الكذب، وهذه صفة ذميمة ليست مقبولة لا عرفًا ولا شرعًا، ومن اتصف بها نبذه الناس وتركوه.

              ولقد نزه الله العلي الأعلى شيخنا الكريم من هذه الفرية التي لا يشك عاقل أنها فرية، ولم يستطيعوا إلى الآن أن يأتوا بشيء. غير أنهم حاولوا تجميع مخلفات وقمائم أبي الحسن، وصالح البكري. ومحاولة إخراجها للناس بصورة جديدة، وثوب قشيب، وكأنها وليدة اليوم.

              والله الذي لا إله إلَّا هو. القوم ما عندهم شيء على شيخهم ‑رعاه الله‑ حتى يرموه بهذه الفرية، ما عندهم سوى الفجور، وتتبع قاذورات أبي الحسن، وصالح البكري. وأين الآن أبو الحسن وصالح البكري؟ بل من أراد أن يعتبر ويتعظ فلينظر إلى هذا المثال الحي القريب. فلينظر إلى حال ومصير حامل لواء تكذيب شيخنا ‑رعاه الله‑، كيف صار؟ وأين هو الآن؟ أين دعوته؟ وأين محبته للدعوة السلفية؟ وأين غيرته على الدعوة السلفية؟ أين وأين أين؟.

              لقد صار في حالة بؤس وضنك وضيق، صار في حالة لا يحمد عليها، صار منبوذًا، وممقوتًا عند السلفيين النصحاء الأمناء، وما ذلك إلَّا بسبب بغيه وفجوره، وعدوانه.

              ألا يا غافل، ويا مغفل، ويا مطربل، اعتبر إن كنت ذا لب، فليت شعري هل التصدي والوقوف أمام الثورة الوصابية، والجابرية، والمرعية على دار الحديث والسنة، وشيخها من الكذب.

              وليت شعري هل بيان حال هؤلاء الثائرين وتحذير الناس من ثورتهم، وجورهم من الكذب. وليت شعري هل بيان حال هذا الحزب وما حصل منه من التكتل والتحزب والتعصب، والتحريش بين الأحبة من أهل العلم وطلابه، وزرع القلاقل والمشاكل والفتن في صف الدعوة السلفية، ومحاولة تمزيقها، وصد الناس عنها، وهكذا محاولة تجميع كل ساقطة ولاقطة من أجل مناوأة دار الحديث والسنة، وشيخها من الكذب.

              ولقد خرجت عشرات الأشرطة، وعشرات الملازم بأدلة وبراهين تبين حال هذا الحزب، فهل هذا كله من الكذب؟؟؟!!!

              وعليه فإننا نناشد القوم ونطالبهم أن يتقوا الله عزوجل وأن يبرزوا ما عندهم من أدلة وبراهين تبطل بزعمهم هذا الكذب إن كانوا صادقين، ولكن لا يتأتى هذا الأمر إلّا بثلاثة شروط:

              1- أن يكون الرد علميًّا من كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وما كان عليه السلف الصالح.

              2- أن يكون اسم الكاتب حقيقيًّا مصرحًا به.

              3- أن يكون تحت إشراف عالم من علماء السنة السلفيين الصادقين الناصحين.

              *- ملخَّص كذبات عرفات الأعمى التي رمى بها شيخنا أعزَّالله مقامه:

              - الكذبة الأولى:

              ما بقي معهم([1]) إلّا ([2])المهاجرين والأنصار، ماعندهم شيء ضائعين في عدن، حملة دينَّة، الدعوة بيد هذا([3]) ، وبيد آخر([4])، عبيد الجابري الذي هو أعمى البصر والبصيرة، وفسوة عجوز، قطع الله دابره، وأعمى ومجنون ولا يساوي كذا، مسكين دخل عدن وخرج ما شعروا به أهل عدن كما حدثوني الثقات([5])، أيش هذا الكذب والدجل، ما يتقون الله في أنفسهم، يعني وصلوا إلى هذه المرحلة يكذبون الواقع، كذبات كثيرة ما تنتهي، لكن مثل هذه الكذبات التي يكذبها عوام الناس يجب عليه أن يستحيي ويخجل.

              - أقول: لقد أخطأت إستك الحفرة يا رويبضة، أما علمت؟ بل تجاهلت أن مسجد الأنصار والمهاجرين، ومسجد البريقة والسلام يعتبرون أعظم ملتقى أهل السنة الزائرين وغيرهم في مدينة عدن.

              فلما قام عبدالرحمن العدني الحية الرقطاء بفتنته ضد أهل السنة، سلَّم الله مسجدي البريقة، ومسجد السلام من فتنته، وسقط مسجدا المهاجرين والأنصار، وصارا مسجدي ضرار لمناوأة الدعوة السلفية، فليس لكم في مدينة عدن إلَّا هذين المسجدين. فأين الكذب من هذا؟.

              أما كونهم صاروا ضائعين، فالواقع يشهد بهذا ويصدقه، لقد صرتم والله الذي لا إله إلّا هو تائهين([6]) حيارى، فليس عندكم دعوة، وإنما صار همكم كيف تضادون الدعوة السلفية وأهلها وأنتم قلة قليلة تقدر بحملة دينَّة، أما أن تفيقوا وترجعوا إلى رشدكم، وتتوبوا إلى بارئكم، وتعرفون قدر وعظم دار الحديث والسنة وشيخها، وإلّا فأنتم ضائعون اليوم أو غدًا أو بعد غدٍ. وهل هذه الأفعال التي تفعلونها إلَّا أفعال المنحرفين،والانحراف كفيل بتحطيم أهله وتضييعهم!!!.

              وأما كون الدعوة في مدينة عدن ‑حرسها الله‑ بيد الشيخ الفاضل أحمد بن عثمان، والأخ الفاضل سامي ذيبان، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وإنما يرفع الله العبد بقدر تمسكه بالسنة قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ﴾ [الحج/18].

              أما ما ذكرت من الأوصاف في الشيخ عبيد، فالذي سمعناه من شيخنا المكرَّم أن تحذير الجابري من دمَّاج مثل فسوة عجوز، وليس الجابري نفسه. فأين أنت والصدق؟!!

              وقال أيضًا: تحذيره من دماج صفر على الشمال، وقال: عبيد الجابري مخذول بلا بصيرة. وبهذا تكون قد استبان أنك كذاب والحمد لله.

              وقال ‑رعاه الله‑: الجابري سار في هذه الفتنة في ظلام دامس بغير نور، قطع الله دابره.
              وأما كون الجابري جاء إلى عدن، وخرج منها وما شعر به أهل عدن. فهذا من كذبك المفضوح الذي أسست عليه حزبيتكم من أول يوم.

              ثم أقول لك: الرجل جاء مفسدًا، ومحرشًا، ومريدًا شق الدعوة السلفية، وتقوية حزبية ابني مرعي أراح الله أهل السنة من شرهما، وشر كل من وقف معهما ضد الدعوة السلفية، فمثل هذا لا يعبأ به دخوله، وخروجه سواء. وفعلاً لم يكن له ذلك الشأن الذي كان في نزوله الأول ،وما ذلك إلأأنه لم يعلم منه شر كما علم عنه مؤخرًاوخاصةنزوله هذا الأخير، ألا تخجل وتستحي على نفسك وتستر نفسك عن هذا الكذب والفجور.

              الكذبة الثانية:

              مسألة الجمعية.


              فأقول لك : إن أمر وجود هذه الجمعية أمر حقيقي وليس بوهمي،ولقد نشرت شبكتكم (شبكة منتديات دار البطاط بالشحر)القائم عليها عبدالله مرعي ،كلمة إفتتاحية جمعية دار الحديث والأثر، بل وفي أثناء الكلمة رابط موقع الجمعية([7])، فإذا كنتم تنكرون أمر الجمعية، وأنكم نزهاء فما بال شبكتكم تنشر مثل هذه الأشياء، أليس هذا منكم تقريرًا لأمر الجمعية؟ وأنكم تمهدون السبل والطرق لها.

              فإن كنتم نزهاء و أعفَّاء تبرؤا منها وبينوا موقفكم من الجمعيات عمومًا إن كنتم صادقين، وما أخالكم تفعلون ذلك، بل مما يقوي أمر وجود جمعية وراءكم هي نغماتكم هذه الأخيرة، حيث أنكم تقسمون الجمعية إلى قسمين، والغرض من هذا التقسيم هو تمهيد وتعبيد طريق الجمعية التي سوف تفضح قريبًا بإذن الله تعالى.

              وأضف إلى ذلك أن ثورتكم هذه على الدعوة السلفية، وبالأخص دار الحديث والسنة، وشيخها لا يمكن أن تقوم هكذا عبثًا وبدون دعم ودفع وتغذية بل وعمالة. فحسيبكم الله-.

              الكذبة الثالثة:

              مسألة الجامعة الإسلامية


              قلت: لقد يسر الله الكلام عليها في [الحلقة الثالثة من حلقات زجر العاوي عبدالله بن ربيع السفيه الغاوي]. وأحيلك أخي القارئ الكريم وفقني الله وإياك إلى أمر واقعي وهو: انظر ردود شيخنا العلمية، على الشيخ عبيد حتى صار من يسمع كلام الشيخ عبيد ويقارن أقواله بجانب هذه الردود، ‑وأظن هذا في قرارة أنفسكم إن أنصفتم ما لم تتقلب عندكم الحقايق بسبب عرض خيوط الفتنة على قلوبكم‑ يقول: هذا كلام شبه عامي!!!!.

              والسعيد من وُعِظَ بغيره.

              - الكذبة الرابعة:

              مسالة قول الشيخ ربيع في عصابة عبدالرحمن العدني‑ الحية الرقطاء‑ المدحورين المطرودين من دار الحديث والسنة إنهم فجرة.

              قلت: لقد تكلمت عليها بكلام شاف كاف بإذن الله تعالى، وهذا من فضل الله عليَّ وكرمه ومنته، فله الحمد أولاً وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا، وأسأله المزيد من فضله.

              انظر مسرورًا: [الحلقة الثالثة من حلقات زجر العاوي عبد الله بن ربيع السفيه الغاوي]. والحمد لله رب العالمين.

              الكذبة الخامسة:

              مسألة إلزام الشيخ ربيع شيخنا ‑حفظهما الله تعالى ورعاهما‑ بالسكوت عن عبدالرحمن العدني ‑الحية الرقطاء‑.

              قلت: هذه دعوة عريضة تحتاج إلى دليل أكبر منها.

              بل أخبرني بعض من كان حاضرًا هناك أن الشيخ ربيعًا ‑رعاه الله‑ أخذ بلحية شيخنا ‑رعاه الله‑ وطلب منه أن يعفو عن عبدالرحمن العدني ‑الحية الرقطاء([8])‑ فأجابه شيخنا ‑رعاه الله‑ أنه لو لطمني في وجهي لعفوت عنه. ولكن المسألة تتعلق بالدعوة.

              وأما مسألة الإلزام فقد أنكر شيخنا ‑رعاه الله‑ بشدة على من قال: أن الشيخ ربيعًا ‑حفظه الله ورعاه‑ ألزمه بالسكوت عن الحية الرقطاء.

              وما تقدم قبل يدل أنه عرض عليه عرضًا، ومن هنا فإن العرض قد يقبل وقد يرد بتقدير واحترام والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لبريرة رضي الله عنها:« لَوْ رَاجَعْتِهِ»([9]) قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: «إِنَّمَا أَنَا أَشْفَعُ» قَالَتْ: لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ» ولم يغضب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إن لم تقبل شفاعته تلك.

              وهذا معاذ بن جبل رضي الله عنه، عند أن سمع من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قوله «مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ، إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا أُخْبِرُ بِهِ النَّاسَ؟ فَيَسْتَبْشِرُوا، قَالَ: إِذًا يَتَّكِلُوا، وَأَخْبَرَ بِهَا مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمًا». أخرجاه.

              قال الحافظ رحمه الله في «الفتح» (1/275):مَعْنَى التَّأَثُّم: التَّحَرُّج. مِنْ الْوُقُوع فِي الْإِثْم، وَهُوَ كَالتَّحَنُّثِ، وَإِنَّمَا خَشِيَ مُعَاذ مِنْ الْإِثْم الْمُرَتَّب عَلَى كِتْمَان الْعِلْم،فَكَانَ النَّهْي لِلْمَصْلَحَةِ لَا لِلتَّحْرِيمِ. اﻫ. بتصرف. ([10]).

              هذا ولقد حصل نفع عظيم للدعوة بسبب ما قام به شيخنا ‑رعاه الله‑ من البيان الحق، والنصح الأمين حول هذه الفتنة الحمقاء.

              ومن علم حجة على من لم يعلم، وأهل مكة أعلم بشعابها، ولكل قدر وعز، والحق أحق أن يتبع، والحمد لله رب العالمين.

              تنبيه:

              إن شيخنا الكريم ‑أعزَّالله قدره‑، وزاده من كرمه وفضله‑ هو خليفة ذلكم العالم الرباني الإمام الوادعي ‑رحمة الله عليه‑ وسيرة الإمام الوادعي ‑رفع الله درجته في المهديين‑ معروفة، فإنه كان قوَّالاً بالحق، صدَّاعًا به، لا يخاف في الله لومة لائم، يقول الحق، ويقوم به.

              فمتى ما ظهر الحق بدليله وبرهانه، أخذه وصدع به، ولا يبالي بخلاف من خالفه كائنًا من كان، فهذا الشبل من ذلكم الأسد.

              الكذبة السادسة:

              أن الشيخ ربيعًا قال: إن القائم على مركز الفيوش محمد بن عبدالوهاب الوصابي ‑ألهمه الله رشده‑.

              قلتُ: وهذه من الحجج القوية التي احتجَّ بها شيخنا ‑رعاه الله‑ أن الشيخ ربيعًا ‑رعاه الله‑ ربما تبلغه بعض الأخبار وهي غير صحيحة.

              فالشيخ ربيع ‑زاده الله من فضله‑ بلغه ما تقدم ذكره، أن مركز الفيوش القائم عليه الشيخ الوصابي، فبيَّن له شيخنا ‑رعاه الله‑ أن هذا الكلام غير صحيح، وأن المشرف عليه المشايخ. وعلى ذلك ورقة موجودة عند الشيخ محمد الصوملي ‑رعاه الله‑ فأين الكذب من هذا؟ يا حقير.

              إن هؤلاء الحزبيين الجدد صاروا مثل الخنازير تقع على القاذورات، ومثل مسترقي السمع، فيخلطون مع الكلمة كذبات.

              فكم كذبوا على شيخنا ‑رعاه الله‑ وافتروا عليه، ونسبوا إليه أمورًا هو بريء منها.

              ولقد أحسن شيخ الإسلام ‑رحمة الله عليه‑ إذ يقول في «منهاج السنة» (5/263):ولكن أهل الهوى والجهل يكذبون كثيرًا.

              والحمد لله قد فضح الله القوم، وظهرت حقيقة أمرهم، وأنهم بغاة، على الدعوة السلفية.

              وهذا الشيخ ‑الفاضل، المربي ‑ أحمد بن عثمان نفع الله به، ودفع عنه كل سوء ومكروه، ما سَلِمَ من هذا العصابة الفاجرة، فقد لفق عليه عرفات الأعمى أمورًا ونسبها إليه، وهو منها براء. كما ترى ذلك في شريطهم هذا، ولولا خشية الطول لنقلت الكلام برمته.

              وعليه فإني اتصلت بفضيلة الشيخ أحمد بن عثمان ‑زاده الله من فضله‑ وطلبت منه أن يكتب لي ما حصل بينه وبين كفرات الأعمى من اتصال، فلبى الطلب، وكتب لي ‑رعاه الله‑ وهذا نص كلامه:

              بسم الله الرحمن الرحيم

              الحمد لله. والصلاة والسلام على رسول الله ‑عليه الصلاة والسلام‑.

              أما بعد:

              فاتصل بي عرفات من أجل خطبة جمعة عندي للشيخ عبيد، فقلتُ له: هل زار المشايخ؟ فقال في العودة سيزور، فقلتُ له: خيرًا ‑إن شاء الله‑ أعطني رقمك. ثم تشاورت مع إخواني في المسجد، فرأيت أنه سيكون بيني وبين إخواني فتنة، وفرقة([11]) لا سيما والفتنة قائمة.

              فاتصلتُ عليه بعد يومين، وقلتُ له: الموضوع قائم؟ قال: نعم وأنت مدعو عندنا للغداء، فقلتُ له بكل أدب واحترام([12]) يا عرفات لو تحولوا الخطبة في مكان آخر. فقال: ليش؟ فقلتُ له الشباب عندي في المسجد مع الشيخ يحيى([13]) وهذا سيحدث لنا فتنة، وأنا لي يومان لست مرتاحًا، وما هي إلّا خطبة جمعة نصف ساعة في أي مكان.

              فقال: هذا ليس بعذر. فقلتُ: أنا أعرف بمسجدي. فقال: أنا سأقول إنك رفضتَ الشيخ عبيد([14])، فقلتُ: أنا أخبرتك بالذي عندي، وأنت قل بما تريد([15])، فقال: هذا ليس بعذر،
              وهذه عليك عند السلفيين([16]) . وتكلم في الشيخ يحيى، فقلتُ له: هذا كلامي‑ أي السابق.اﻫ.

              *- تنبيهات على ما في الشريط([17]):

              1- قوله([18]): آذوني أصحابي أذية، هذا كذب. وإنما قلتُ: خشية الفتنة.

              2- قوله: قلتَ: المتأثرين بهذا الرجل، هذا كذب، وإنما الشباب مع الشيخ يحيى ولا نريد فتنة.

              3- قلتُ له: إني معكم، وهذا كذب، وهم يعرفون موقفي من قبل.

              *- قلتُ: وكان يتكلم([19]) على الصدق.

              ويا ليته صدق، وأنا متعجب لماذا الإصرار على مسجدي؟ والحمد لله رب العالمين.

              انتهى كلام الشيخ أحمد بن عثمان ‑كان الله له في الدارين‑.

              قلتُ: ومن أراد أن يعرف الفرق بين كلام الشيخ أحمد.

              وهذا الأفَّاك الأثيم فليسمع شريط المتردية والنطيحة، للثلاثة الفسقة أشباه الكوكباني.
              التعديل الأخير تم بواسطة علي بن إبراهيم جحاف; الساعة 23-05-2010, 11:08 AM.

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة علي بن إبراهيم جحاف مشاهدة المشاركة
                الفرخ الثاني: عرفات البصيري ‑عرفات الأعمى‑ الكذاب السفيه، الألد الخصم. قال:

                *- ........ لهذا تأتي إلى الإخوان المسلمين تقول لهم: تعال انظر إلى ما عندكم في كتبكم من ضلال، ومن بدع، ومن كفريات. وتجدهم يلمعون منظريهم.

                أذكر له أخطاء حسن البناء، وسيد قطب، وعمر التلمساني، وأذكر له الضلالات التي في كتبهم، وأذكر له مخالفتهم للأصول. أبدًا ما يحرك ساكنًا، يلمعهم وهم الشهداء، وهم العلماء، وهم المنظرون، وكتبهم خير الكتب.

                هذا حالهم إذًا، هذا هو الإرجاء، هم واقعون في الإرجاء. تقول له سيد قطب كفر الصحابة، طعن في معاوية وكفره، وسبَّ عثمان، وطعن في عمرو بن العاص، وكفَّر الأمة كلها، وحكم عليها بالردة، يقول لك أبدًا مجاهد شهيد، إذًا هذا هو الإرجاء. لا يضر مع إيمان سيد قطب بدعة أبدًا، ما زال إمامًا ومقدسًا. أعلُ هبل، أعلُ هبل ..... إلخ.

                قلت: سارت مشرقة وسرت مغربًا، شتَّان بين مشرقٍ ومغرِّب.

                فالسيد قطب رجل ضال، هو في الحقيقة مثال لقلقلة الحزبيين على الحق وأهله، وأما الذب عن أهل العلم السلفيين الصادقين، والذود عن أعراضهم، ورد المقالات المنسوبة إليهم. ودحض شبه الزيغ والبغي، والعناد المفتراة عليهم، وغير ذلك.

                فليس هذا من الإرجاء في شيء. أذ أن أهل العلم المعروفون بالديانة، والصيانة والصدق، والأمانة،والإخلاص لدين الله تعالى. هم حملة دين الله عزَّوجل، فالذب عنهم ذب عن دين الله تعالى.
                يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾ [الحج/38]. ويقول تعالى: ﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾ [الأعراف/196]. ويقول سبحانه: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [المائدة/55، 56].

                ويقول تعالى: ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ﴾ [المدثر/31].

                وفي البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا، فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ».

                والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذب عن عرض مالك بن الدخشم رضي الله عنه، وهو غائب كما في «الصحيح» في قصة عتبان بن مالك رضي الله عنه. وهكذا معاذ بن جبل رضي الله عنه، ذب عن عرض كعب بن مالك رضي الله عنه، وهو غائب كما في «الصحيح»، في قصة الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك رضي الله عنهم وأرضاهم.

                وكذلك عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ذبت عن عرض مسطح رضي الله عنه، وهو غائب كما في «الصحيح». في حادثة الإفك، وغير ذلك من أدلة الباب.

                فما أشبه الحزبيين بكلام هذه الرويبضة، وعلى سبيل المثال: أرباب الحزب الجديد، الفاجر وعلى بما فيهم عبدالرحمن العدني الحية الرقطاء، قطع الله دابرهم.

                كم حصل منهم من فجور وبغي وعدوان، ومعاندة لدار الحديث والسنة، وشيخها، وغير ذلك مما لا يصدر إلَّا عمن قلَّ ورقَّ دينه، وورعه، وخوفه من الله تعالى.

                فقامت الدلائل والبراهين على مباينة هذا الحزب الجديد للدعوة السلفية، ومع ذلك تجدهم يلمِّع بعضهم بعضًا، ويمسح بعضهم بعضًا، على ما كان بينهم من قبل من اختلاف ومنافرة مع ذلك تقاربت قلوبهم وتشابهت، فصاروا يدافع معور عن معور إذ أن الهدف واحد، والغرض واحد وهو دار الحديث والسنة، وشيخها. فخابوا خيبة مخزية.

                فمن رمى أهل السنة السلفيين، الصادقين الناصحين بالإرجاء فهو أحد رجلين: إما أنه لا يعرف الإرجاء، وإما أن يكون هو نفسه واقع في الإرجاء. مع هذا يرمي بجرمه على ظهر غيره.

                والله المستعان.

                *- هذه الفتنة الأخيرة من أبرز معالمها الكذب، والله يا إخوان، ومن أوضح صفاتها الكذب.

                قلت: من أشد ما سعى إليه هذا الحزب الجديد الماكر، الفاجر هو رمي شيخ الحديث في قطره، وعلامة اليمن ‑شيخهم الكريم‑ أبي عبد الرحمن يحيى الحجوري ‑أعزه الله‑ ورموه بمنكر هو من أقبح المنكرات، ألا وهو الكذب، وهذه صفة ذميمة ليست مقبولة لا عرفًا ولا شرعًا، ومن اتصف بها نبذه الناس وتركوه.

                ولقد نزه الله العلي الأعلى شيخنا الكريم من هذه الفرية التي لا يشك عاقل أنها فرية، ولم يستطيعوا إلى الآن أن يأتوا بشيء. غير أنهم حاولوا تجميع مخلفات وقمائم أبي الحسن، وصالح البكري. ومحاولة إخراجها للناس بصورة جديدة، وثوب قشيب، وكأنها وليدة اليوم.

                والله الذي لا إله إلَّا هو. القوم ما عندهم شيء على شيخهم ‑رعاه الله‑ حتى يرموه بهذه الفرية، ما عندهم سوى الفجور، وتتبع قاذورات أبي الحسن، وصالح البكري. وأين الآن أبو الحسن وصالح البكري؟ بل من أراد أن يعتبر ويتعظ فلينظر إلى هذا المثال الحي القريب. فلينظر إلى حال ومصير حامل لواء تكذيب شيخنا ‑رعاه الله‑، كيف صار؟ وأين هو الآن؟ أين دعوته؟ وأين محبته للدعوة السلفية؟ وأين غيرته على الدعوة السلفية؟ أين وأين أين؟.

                لقد صار في حالة بؤس وضنك وضيق، صار في حالة لا يحمد عليها، صار منبوذًا، وممقوتًا عند السلفيين النصحاء الأمناء، وما ذلك إلَّا بسبب بغيه وفجوره، وعدوانه.

                ألا يا غافل، ويا مغفل، ويا مطربل، اعتبر إن كنت ذا لب، فليت شعري هل التصدي والوقوف أمام الثورة الوصابية، والجابرية، والمرعية على دار الحديث والسنة، وشيخها من الكذب.

                وليت شعري هل بيان حال هؤلاء الثائرين وتحذير الناس من ثورتهم، وجورهم من الكذب. وليت شعري هل بيان حال هذا الحزب وما حصل منه من التكتل والتحزب والتعصب، والتحريش بين الأحبة من أهل العلم وطلابه، وزرع القلاقل والمشاكل والفتن في صف الدعوة السلفية، ومحاولة تمزيقها، وصد الناس عنها، وهكذا محاولة تجميع كل ساقطة ولاقطة من أجل مناوأة دار الحديث والسنة، وشيخها من الكذب.

                ولقد خرجت عشرات الأشرطة، وعشرات الملازم بأدلة وبراهين تبين حال هذا الحزب، فهل هذا كله من الكذب؟؟؟!!!

                وعليه فإننا نناشد القوم ونطالبهم أن يتقوا الله عزوجل وأن يبرزوا ما عندهم من أدلة وبراهين تبطل بزعمهم هذا الكذب إن كانوا صادقين، ولكن لا يتأتى هذا الأمر إلّا بثلاثة شروط:

                1- أن يكون الرد علميًّا من كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وما كان عليه السلف الصالح.

                2- أن يكون اسم الكاتب حقيقيًّا مصرحًا به.

                3- أن يكون تحت إشراف عالم من علماء السنة السلفيين الصادقين الناصحين.

                *- ملخَّص كذبات عرفات الأعمى التي رمى بها شيخنا أعزَّالله مقامه:

                - الكذبة الأولى:

                ما بقي معهم([1]) إلّا ([2])المهاجرين والأنصار، ماعندهم شيء ضائعين في عدن، حملة دينَّة، الدعوة بيد هذا([3]) ، وبيد آخر([4])، عبيد الجابري الذي هو أعمى البصر والبصيرة، وفسوة عجوز، قطع الله دابره، وأعمى ومجنون ولا يساوي كذا، مسكين دخل عدن وخرج ما شعروا به أهل عدن كما حدثوني الثقات([5])، أيش هذا الكذب والدجل، ما يتقون الله في أنفسهم، يعني وصلوا إلى هذه المرحلة يكذبون الواقع، كذبات كثيرة ما تنتهي، لكن مثل هذه الكذبات التي يكذبها عوام الناس يجب عليه أن يستحيي ويخجل.

                - أقول: لقد أخطأت إستك الحفرة يا رويبضة، أما علمت؟ بل تجاهلت أن مسجد الأنصار والمهاجرين، ومسجد البريقة والسلام يعتبرون أعظم ملتقى أهل السنة الزائرين وغيرهم في مدينة عدن.

                فلما قام عبدالرحمن العدني الحية الرقطاء بفتنته ضد أهل السنة، سلَّم الله مسجدي البريقة، ومسجد السلام من فتنته، وسقط مسجدا المهاجرين والأنصار، وصارا مسجدي ضرار لمناوأة الدعوة السلفية، فليس لكم في مدينة عدن إلَّا هذين المسجدين. فأين الكذب من هذا؟.

                أما كونهم صاروا ضائعين، فالواقع يشهد بهذا ويصدقه، لقد صرتم والله الذي لا إله إلّا هو تائهين([6]) حيارى، فليس عندكم دعوة، وإنما صار همكم كيف تضادون الدعوة السلفية وأهلها وأنتم قلة قليلة تقدر بحملة دينَّة، أما أن تفيقوا وترجعوا إلى رشدكم، وتتوبوا إلى بارئكم، وتعرفون قدر وعظم دار الحديث والسنة وشيخها، وإلّا فأنتم ضائعون اليوم أو غدًا أو بعد غدٍ. وهل هذه الأفعال التي تفعلونها إلَّا أفعال المنحرفين،والانحراف كفيل بتحطيم أهله وتضييعهم!!!.

                وأما كون الدعوة في مدينة عدن ‑حرسها الله‑ بيد الشيخ الفاضل أحمد بن عثمان، والأخ الفاضل سامي ذيبان، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وإنما يرفع الله العبد بقدر تمسكه بالسنة قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ﴾ [الحج/18].

                أما ما ذكرت من الأوصاف في الشيخ عبيد، فالذي سمعناه من شيخنا المكرَّم أن تحذير الجابري من دمَّاج مثل فسوة عجوز، وليس الجابري نفسه. فأين أنت والصدق؟!!

                وقال أيضًا: تحذيره من دماج صفر على الشمال، وقال: عبيد الجابري مخذول بلا بصيرة. وبهذا تكون قد استبان أنك كذاب والحمد لله.

                وقال ‑رعاه الله‑: الجابري سار في هذه الفتنة في ظلام دامس بغير نور، قطع الله دابره.
                وأما كون الجابري جاء إلى عدن، وخرج منها وما شعر به أهل عدن. فهذا من كذبك المفضوح الذي أسست عليه حزبيتكم من أول يوم.

                ثم أقول لك: الرجل جاء مفسدًا، ومحرشًا، ومريدًا شق الدعوة السلفية، وتقوية حزبية ابني مرعي أراح الله أهل السنة من شرهما، وشر كل من وقف معهما ضد الدعوة السلفية، فمثل هذا لا يعبأ به دخوله، وخروجه سواء. وفعلاً لم يكن له ذلك الشأن الذي كان في نزوله الأول ،وما ذلك إلأأنه لم يعلم منه شر كما علم عنه مؤخرًاوخاصةنزوله هذا الأخير، ألا تخجل وتستحي على نفسك وتستر نفسك عن هذا الكذب والفجور.

                الكذبة الثانية:

                مسألة الجمعية.


                فأقول لك : إن أمر وجود هذه الجمعية أمر حقيقي وليس بوهمي،ولقد نشرت شبكتكم (شبكة منتديات دار البطاط بالشحر)القائم عليها عبدالله مرعي ،كلمة إفتتاحية جمعية دار الحديث والأثر، بل وفي أثناء الكلمة رابط موقع الجمعية([7])، فإذا كنتم تنكرون أمر الجمعية، وأنكم نزهاء فما بال شبكتكم تنشر مثل هذه الأشياء، أليس هذا منكم تقريرًا لأمر الجمعية؟ وأنكم تمهدون السبل والطرق لها.

                فإن كنتم نزهاء و أعفَّاء تبرؤا منها وبينوا موقفكم من الجمعيات عمومًا إن كنتم صادقين، وما أخالكم تفعلون ذلك، بل مما يقوي أمر وجود جمعية وراءكم هي نغماتكم هذه الأخيرة، حيث أنكم تقسمون الجمعية إلى قسمين، والغرض من هذا التقسيم هو تمهيد وتعبيد طريق الجمعية التي سوف تفضح قريبًا بإذن الله تعالى.

                وأضف إلى ذلك أن ثورتكم هذه على الدعوة السلفية، وبالأخص دار الحديث والسنة، وشيخها لا يمكن أن تقوم هكذا عبثًا وبدون دعم ودفع وتغذية بل وعمالة. فحسيبكم الله-.

                الكذبة الثالثة:

                مسألة الجامعة الإسلامية


                قلت: لقد يسر الله الكلام عليها في [الحلقة الثالثة من حلقات زجر العاوي عبدالله بن ربيع السفيه الغاوي]. وأحيلك أخي القارئ الكريم وفقني الله وإياك إلى أمر واقعي وهو: انظر ردود شيخنا العلمية، على الشيخ عبيد حتى صار من يسمع كلام الشيخ عبيد ويقارن أقواله بجانب هذه الردود، ‑وأظن هذا في قرارة أنفسكم إن أنصفتم ما لم تتقلب عندكم الحقايق بسبب عرض خيوط الفتنة على قلوبكم‑ يقول: هذا كلام شبه عامي!!!!.

                والسعيد من وُعِظَ بغيره.

                - الكذبة الرابعة:

                مسالة قول الشيخ ربيع في عصابة عبدالرحمن العدني‑ الحية الرقطاء‑ المدحورين المطرودين من دار الحديث والسنة إنهم فجرة.

                قلت: لقد تكلمت عليها بكلام شاف كاف بإذن الله تعالى، وهذا من فضل الله عليَّ وكرمه ومنته، فله الحمد أولاً وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا، وأسأله المزيد من فضله.

                انظر مسرورًا: [الحلقة الثالثة من حلقات زجر العاوي عبد الله بن ربيع السفيه الغاوي]. والحمد لله رب العالمين.

                الكذبة الخامسة:

                مسألة إلزام الشيخ ربيع شيخنا ‑حفظهما الله تعالى ورعاهما‑ بالسكوت عن عبدالرحمن العدني ‑الحية الرقطاء‑.

                قلت: هذه دعوة عريضة تحتاج إلى دليل أكبر منها.

                بل أخبرني بعض من كان حاضرًا هناك أن الشيخ ربيعًا ‑رعاه الله‑ أخذ بلحية شيخنا ‑رعاه الله‑ وطلب منه أن يعفو عن عبدالرحمن العدني ‑الحية الرقطاء([8])‑ فأجابه شيخنا ‑رعاه الله‑ أنه لو لطمني في وجهي لعفوت عنه. ولكن المسألة تتعلق بالدعوة.

                وأما مسألة الإلزام فقد أنكر شيخنا ‑رعاه الله‑ بشدة على من قال: أن الشيخ ربيعًا ‑حفظه الله ورعاه‑ ألزمه بالسكوت عن الحية الرقطاء.

                وما تقدم قبل يدل أنه عرض عليه عرضًا، ومن هنا فإن العرض قد يقبل وقد يرد بتقدير واحترام والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لبريرة رضي الله عنها:« لَوْ رَاجَعْتِهِ»([9]) قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: «إِنَّمَا أَنَا أَشْفَعُ» قَالَتْ: لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ» ولم يغضب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إن لم تقبل شفاعته تلك.

                وهذا معاذ بن جبل رضي الله عنه، عند أن سمع من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قوله «مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ، إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا أُخْبِرُ بِهِ النَّاسَ؟ فَيَسْتَبْشِرُوا، قَالَ: إِذًا يَتَّكِلُوا، وَأَخْبَرَ بِهَا مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمًا». أخرجاه.

                قال الحافظ رحمه الله في «الفتح» (1/275):مَعْنَى التَّأَثُّم: التَّحَرُّج. مِنْ الْوُقُوع فِي الْإِثْم، وَهُوَ كَالتَّحَنُّثِ، وَإِنَّمَا خَشِيَ مُعَاذ مِنْ الْإِثْم الْمُرَتَّب عَلَى كِتْمَان الْعِلْم،فَكَانَ النَّهْي لِلْمَصْلَحَةِ لَا لِلتَّحْرِيمِ. اه. بتصرف. ([10]).

                هذا ولقد حصل نفع عظيم للدعوة بسبب ما قام به شيخنا ‑رعاه الله‑ من البيان الحق، والنصح الأمين حول هذه الفتنة الحمقاء.

                ومن علم حجة على من لم يعلم، وأهل مكة أعلم بشعابها، ولكل قدر وعز، والحق أحق أن يتبع، والحمد لله رب العالمين.

                تنبيه:

                إن شيخنا الكريم ‑أعزَّالله قدره‑، وزاده من كرمه وفضله‑ هو خليفة ذلكم العالم الرباني الإمام الوادعي ‑رحمة الله عليه‑ وسيرة الإمام الوادعي ‑رفع الله درجته في المهديين‑ معروفة، فإنه كان قوَّالاً بالحق، صدَّاعًا به، لا يخاف في الله لومة لائم، يقول الحق، ويقوم به.

                فمتى ما ظهر الحق بدليله وبرهانه، أخذه وصدع به، ولا يبالي بخلاف من خالفه كائنًا من كان، فهذا الشبل من ذلكم الأسد.

                الكذبة السادسة:

                أن الشيخ ربيعًا قال: إن القائم على مركز الفيوش محمد بن عبدالوهاب الوصابي ‑ألهمه الله رشده‑.

                قلتُ: وهذه من الحجج القوية التي احتجَّ بها شيخنا ‑رعاه الله‑ أن الشيخ ربيعًا ‑رعاه الله‑ ربما تبلغه بعض الأخبار وهي غير صحيحة.

                فالشيخ ربيع ‑زاده الله من فضله‑ بلغه ما تقدم ذكره، أن مركز الفيوش القائم عليه الشيخ الوصابي، فبيَّن له شيخنا ‑رعاه الله‑ أن هذا الكلام غير صحيح، وأن المشرف عليه المشايخ. وعلى ذلك ورقة موجودة عند الشيخ محمد الصوملي ‑رعاه الله‑ فأين الكذب من هذا؟ يا حقير.

                إن هؤلاء الحزبيين الجدد صاروا مثل الخنازير تقع على القاذورات، ومثل مسترقي السمع، فيخلطون مع الكلمة كذبات.

                فكم كذبوا على شيخنا ‑رعاه الله‑ وافتروا عليه، ونسبوا إليه أمورًا هو بريء منها.

                ولقد أحسن شيخ الإسلام ‑رحمة الله عليه‑ إذ يقول في «منهاج السنة» (5/263):ولكن أهل الهوى والجهل يكذبون كثيرًا.

                والحمد لله قد فضح الله القوم، وظهرت حقيقة أمرهم، وأنهم بغاة، على الدعوة السلفية.

                وهذا الشيخ ‑الفاضل، المربي ‑ أحمد بن عثمان نفع الله به، ودفع عنه كل سوء ومكروه، ما سَلِمَ من هذا العصابة الفاجرة، فقد لفق عليه عرفات الأعمى أمورًا ونسبها إليه، وهو منها براء. كما ترى ذلك في شريطهم هذا، ولولا خشية الطول لنقلت الكلام برمته.

                وعليه فإني اتصلت بفضيلة الشيخ أحمد بن عثمان ‑زاده الله من فضله‑ وطلبت منه أن يكتب لي ما حصل بينه وبين كفرات الأعمى من اتصال، فلبى الطلب، وكتب لي ‑رعاه الله‑ وهذا نص كلامه:

                بسم الله الرحمن الرحيم

                الحمد لله. والصلاة والسلام على رسول الله ‑عليه الصلاة والسلام‑.

                أما بعد:

                فاتصل بي عرفات من أجل خطبة جمعة عندي للشيخ عبيد، فقلتُ له: هل زار المشايخ؟ فقال في العودة سيزور، فقلتُ له: خيرًا ‑إن شاء الله‑ أعطني رقمك. ثم تشاورت مع إخواني في المسجد، فرأيت أنه سيكون بيني وبين إخواني فتنة، وفرقة([11]) لا سيما والفتنة قائمة.

                فاتصلتُ عليه بعد يومين، وقلتُ له: الموضوع قائم؟ قال: نعم وأنت مدعو عندنا للغداء، فقلتُ له بكل أدب واحترام([12]) يا عرفات لو تحولوا الخطبة في مكان آخر. فقال: ليش؟ فقلتُ له الشباب عندي في المسجد مع الشيخ يحيى([13]) وهذا سيحدث لنا فتنة، وأنا لي يومان لست مرتاحًا، وما هي إلّا خطبة جمعة نصف ساعة في أي مكان.

                فقال: هذا ليس بعذر. فقلتُ: أنا أعرف بمسجدي. فقال: أنا سأقول إنك رفضتَ الشيخ عبيد([14])، فقلتُ: أنا أخبرتك بالذي عندي، وأنت قل بما تريد([15])، فقال: هذا ليس بعذر،
                وهذه عليك عند السلفيين([16]) . وتكلم في الشيخ يحيى، فقلتُ له: هذا كلامي‑ أي السابق.اه.

                *- تنبيهات على ما في الشريط([17]):

                1- قوله([18]): آذوني أصحابي أذية، هذا كذب. وإنما قلتُ: خشية الفتنة.

                2- قوله: قلتَ: المتأثرين بهذا الرجل، هذا كذب، وإنما الشباب مع الشيخ يحيى ولا نريد فتنة.

                3- قلتُ له: إني معكم، وهذا كذب، وهم يعرفون موقفي من قبل.

                *- قلتُ: وكان يتكلم([19]) على الصدق.

                ويا ليته صدق، وأنا متعجب لماذا الإصرار على مسجدي؟ والحمد لله رب العالمين.

                انتهى كلام الشيخ أحمد بن عثمان ‑كان الله له في الدارين‑.

                قلتُ: ومن أراد أن يعرف الفرق بين كلام الشيخ أحمد.

                وهذا الأفَّاك الأثيم فليسمع شريط المتردية والنطيحة، للثلاثة الفسقة أشباه الكوكباني.
                سبحان الله !!!


                هذا هو حال المبرمك لمنتديات الأوحال !!!!



                عِش رجباً ترى عجباً

                تعليق


                • #9
                  جزاكم الله خيرًا

                  تعليق

                  يعمل...
                  X