۞ نصيحة للمسلمين بليبيا حول وضعهم الحالي ۞
لفضيلة الشيخ د. محمد بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى-
ورعاه، وثبته على الإسلام والسنة، وجزاه عنا خير الجزاء
[كلمة قيمة موجهة إلى المسلمين ببلاد ليبيا حول وضعهم الحالي
سجلت ليلة ليلة الاثنين الموافق 23 جمادى الآخرة من عام 1433هـ
تحدث فيها عن قضايا مهمة تتلخص في النقاط الآتية:
• بيان موقفه من معمر القذافي، وما حصل من بتر لكلامه من قبل القائمين على «قناة الشبابية» الليبية.
• بيان أنه لا يجوز أن يقال عن الذين أزالوا حكم القذافي بأنهم «خوارج» أو «ثوار»، بل هم مجاهدون.
• بيان أن منع المشايخ من إزالة القذافي أولاً كان لأجل صيانة دماء المسلمين وحفظ أعراضهم، لا لأنها من الخروج المحرم شرعاً.
• الحث على التعاون مع مصطفى عبد الجليل وطاعته في المعروف.
• الوصية بعدم خوض عامة الناس في السياسة الشرعية والأمور العامة، وترك ذلك لأولي الحل والعقد وأولي الأمر.
• الوصية للخطباء في ليبيا بأن يوجهوا الناس لما ينفعهم ويصرفوهم عما لا ينفعهم.
نسأل الله جل وعلا أن ينفع بها المسلمين بليبيا وفي سائر أنحاء العالم، ويرجى من الإخوة الليبيين نشرها لتعم الفائدة بإذن الله تعالى.ويمكنكم تحميل المادة المفرغة منسقاً من هنا.
[
لفضيلة الشيخ د. محمد بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى-
ورعاه، وثبته على الإسلام والسنة، وجزاه عنا خير الجزاء
[كلمة قيمة موجهة إلى المسلمين ببلاد ليبيا حول وضعهم الحالي
سجلت ليلة ليلة الاثنين الموافق 23 جمادى الآخرة من عام 1433هـ
تحدث فيها عن قضايا مهمة تتلخص في النقاط الآتية:
• بيان موقفه من معمر القذافي، وما حصل من بتر لكلامه من قبل القائمين على «قناة الشبابية» الليبية.
• بيان أنه لا يجوز أن يقال عن الذين أزالوا حكم القذافي بأنهم «خوارج» أو «ثوار»، بل هم مجاهدون.
• بيان أن منع المشايخ من إزالة القذافي أولاً كان لأجل صيانة دماء المسلمين وحفظ أعراضهم، لا لأنها من الخروج المحرم شرعاً.
• الحث على التعاون مع مصطفى عبد الجليل وطاعته في المعروف.
• الوصية بعدم خوض عامة الناس في السياسة الشرعية والأمور العامة، وترك ذلك لأولي الحل والعقد وأولي الأمر.
• الوصية للخطباء في ليبيا بأن يوجهوا الناس لما ينفعهم ويصرفوهم عما لا ينفعهم.
نسأل الله جل وعلا أن ينفع بها المسلمين بليبيا وفي سائر أنحاء العالم، ويرجى من الإخوة الليبيين نشرها لتعم الفائدة بإذن الله تعالى.ويمكنكم تحميل المادة المفرغة منسقاً من هنا.
[
أقول:
كلامي الأول في «القذافي» وللأسف يعني بعضه ما نُشر وللأسف، بل يعني أعجب من ذلك ما ذكرت لكم أنهم صوروني في الكلمة التي اجتزؤوها وعدة مرات وجاءتني الاتصالات حتى من أقاربي نشرت عن طريق ما يسمونه بـ:«القناة الشبابية» وهذه «الشبابية» في ليبيا؟ أه؛ «الشبابية» اسمها؟ نعم؛ لا أدري تبع من لكن صوروني كأنني مدافع عن «القذافي» وكأني أقول هو وليّ أمر شرعي لا يجوز الخروج عليه وهذا من الكذب من تقليب الأمور، فأنا قلت لأبنائي قديما هنا في تلك الفترة قلت لهم: هذا الرجل أنا لا أشك في كفره من ثلاثين عاما سمعتم هذا مني ولاّ لا أبنائي؟ سمعتموه؟ في المسجد وفي الدّرس وفي الطريق وعلى باب بيتي وفي الاتصالات لا أشك في كفره من ثلاثين سنة كيف اليوم ما يجوز الخروج عليه هذا باب.
الباب الثاني: أنا قلت كلمة الخروج إنما تطلق إذا قيل هذه الكلمة في حقّ من خُرج عليه إذا كان مسلمًا يُقال خروج عن السمع والطاعة؛ هذا ما هو مسلم أصلاً ولا يقال لهؤلاء أيضا أنهم «ثوار» لكن أصبح مصطلحًا دارجًا شائعًا بين النّاس لا يقولون إلاّ إيش؟ «الثوار»، وإلاّ «الثوار» في الاصطلاح الصحيح: هم من ثاروا على من له ولاية شرعية هو مثل كلمة الخوارج خروج؛ هذا ما له ولاية شرعية، فهؤلاء والله «مجاهدون» وقد أحسنوا بإزالته غاية الإحسان فالكلام إنما هو كان في مسألة هؤلاء لهم قوة أو ليست لهم قوة، فمن هذه الناحية قلنا: إذا لم تكن لكم قوة؛ قالوا: مالهم قوة فيه؛ قلنا: لا تخرجوا لا لأجل «القذافي» أنه مسلم لا يجوز الخروج عليه والذي يخرج يسمى خارجي لا؛ لكن صيانةً لدماء المسلمين وصيانةً لحُرمات المسلمين وتعظيمًا لشعائر المسلمين لأنها تتعطل وحفظًا لأمن المسلمين فيصبرون على هذا الشرّ في دفع شرور أخرى، بعد ذلك لما رأيت التقدم وظهور يعني هؤلاء الذين قاموا في قتاله سألوني عدد أيضًا من الإخوة الليبيين قلت: هم الآن في قوة ومتوجهين الله يعينهم ويوفقهم؛ صح ولاّ لا؟ قلت: الله يعينهم ويوفقهم؛ هم وصلوا الآن إلى قوة الله يزيدهم، فالشاهد نحنُ الآن نُصحّح للناس مثل هذه العبارة إذا صحّحت لهم هذه العبارة علموا صحّة موقفك الأول فنحن والله ما نطلق عليهم لفظ «الثورة» ولا نحب أن نطلق عليهم لفظ «الثوار» ولا إيش؟ مسألة «الخروج» لأنّ هذا اللّفظ معناه الشّرعي هو الذي ذكرته لكم، ومعاذ الله أن نقول إن هذا حاكم مسلم لا يجوز الخروج عليه والذي يخرج لقتاله ويعين على قتاله وإزالته عن الأمة يُوصف بأنه «ثائر» أو «خارجي»؛ بل إن شاء الله نعدّهم «مجاهدين» في إزالته، فهذا الوضع الآن ما فيه وجه ولا واحد في المائة حتّى يجعله مشترك مع نظام «القذافي» فيجعلنا نجعل الاثنين في كفة وهذا في كفة وهذا الحالي في كفة لنعقد مفاضلة بينهما؛ ما فيه نسبة ما هناك نسبة تجعلنا نجعل مقارنة بين هذا الحالي وبين ذاك؛ الحالي خير «مصطفى عبد الجليل» خير؛ بل لا يجوز أن يوضع في كفة مع هذا المرتدّ الظالم، يعني يجب أن يُعلم هذا، ورجل يريد الإصلاح ويدعو إليه كما سمعتم ويجب علينا أن نعينه نحن ديانة وشرعا بكل ما نستطيع ممّا لا يترتّب عليه محذور في الشّريعة فإنّ السّمع والطاعة إنما هو في المعروف وأما إذا أمر العبد المسلم بمعصية فلا سمع ولا طاعة، وكفل الشّرع أيضا للحاكم حقّه ولا تنزع يد من طاعة إذا أخطأ هنا نعم نحنُ ما نطيعه في الخطأ لكن لا نقابل الخطأ بخطإ فما نريد أن نطبّ زكاما فنحكم جذاما؛ والنبي –صلّى الله عليه وسلّم- أمرنا بذلك قال: (إذا أمروا بمعصية فلا سمع ولا طاعة ولا تنزعنّ يدا من طاعة) فنحن نعينه ونسدّده بكل ما نستطيع هذا حال الإخوة في ليبيا وندعو له بالتوفيق والصّلاح وندعو له أيضًا بحسن البطانة وندعو له أيضًا بنور البصيرة وندعو له بالسّداد في الرأي وندعو له بالتوفيق والثبات على الحقّ وندعو الله جل وعلا أن يشرح قلبه ويفتح عليه في نصرة الحقّ كما تزعّم أولا في مواجهة هذا المبطل الذي أهلكه الله وأذلّه وأهانه جزاء وفاقا منه سبحانه وتعالى؛ فنحن نقول: يُتعاون معه ويُسدّد ويجب أن تُسلك الطرائق الشرعية الصّحيحة التي تزم فيها الأمور بزمام النقل الشرعي والعقل السليم الذي يُقدّر المصالح والمفاسد فإنّ هذا الباب ليس لكلّ أحد أن يتكلّم فيه هذا أوّلاً السّياسة الشرعية ليست لكلّ أحد؛ السياسة الشرعية لمن عرفها عرف الشريعة وعرف قواعد الشريعة وأصول الشريعة وعرف المصالح والمفاسد والمناط الذي يُعلّق عليه الحُكم حالاً أو مآلاً فهذا الذي له أن يتكلم، أما الإنسان يتكلم في هذا الجانب وهو لا يحسن هذا ما يضرّ وما يفسد فيه غالبًا في ظنّنا أكثر مما يصلح.
فالذي أنا أوصي به أبنائي في ليبيا خاصّةً وفي عموم العالم الإسلامي ممن يبلغهم هذا النقل عامّة أن يَدَعُوا الأمور العامة لا تعالج على رؤوس المنابر وفوضى وإنّما يجتمع لها أهل الحلّ والعقد ومن آتاهم الله علمًا شرعيًّا يتدارسون هذه الأمور وينظرون فيها بما يصلح ونسأل الله لهم التوفيق، وأنتَ والثاني والثالث ممن عندهم شيء من العلم والتصاق بالناس واحتكاك بهم وعندك الغيرة على دين الله وشرعه وحرمته إذا رأيت ما يوجب ارفعه لهؤلاء وهؤلاء ينظرون ويعالجون بالحكمة وبالتي هي أحسن وبالطريقة التي ينفع الله بها كثيرا ويدفع الله بها شرًّا كثيراً، هذا الذي أنا أوصي به إخوتي وأبنائي.
وهناك نقطة أحب أن أختم بها أوجهها إلى إخوتي المسلمين عمومًا في ليبيا الخطباء خاصة عموم الخطباء في ليبيا والسّلفيّين خاصّة عليهم أن يحثّوا النّاس على ما ينفعهم ويصرفوهم عن ما لا ينفعهم وأعني بذلك ما يتعلّق بأشخاصهم وذواتهم ويَدَعُوا ما لا دخل لهم فيه، يُقبلون على إصلاح أنفسهم هم والخطيب يلتمس حاجة مجتمعه المصغر قبل المُكبّر فينظر في تعليمهم أمور دينهم عقيدتهم صلاتهم صيامهم طهارتهم الأحكام أحكام النكاح أحكام الحيض أحكام النفاس هاته التي يعيبوننا بها ونحن نفتخر بها لأنّ رسول الله –صلى الله عليه وسلّم- علّمها أصحابه وأصحابه علّموها أزواجهم وأولادهم ونقلوها إلى التابعين والتّابعون نقلوها إلى أئمة الهدى ونُقلت إلينا الشّاهد يُعلّمونهم ما يجب عليهم عينيًّا أن يعلموه، وهذه الأمور يدعوها لأن العامة لا دخل لهم فيها وإنّما يُتحدّث فيها مع أولي الحلّ والعقد ومع أولي الأمر الذين يُقال فيهم:
وللتّدابير فرسان إذا ركبوا *** فيها أبروا كما للحرب فرسان
هل الحرب كل الناس تحارب؟ يحارب من يحسن الحرب وفنون الحرب، هكذا العلم ما يتعلق بالتعليم والإفتاء كل الناس تفتي؟ لا؛ من يحسن الفتوى، وهكذا التوجيه كل الناس توجه؟ لا؛ من يحسن التوجيه، وهذه المسائل هكذا إنما يترك فيها الأمر لمن آتاه الله سبحانه وتعالى حسن العلم وحسن العمل ونفاذ البصيرة.
وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمع القلوب على كلمة سواء وأن يُجنّب إخواننا المسلمين في ليبيا خاصّةً وفي جميع بلدان المسلمين الشّرور والفتن، وأن يرفع عنهم ما نزل بهم وأن يعصمنا وإياكم جميعًا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن؛ إنه جواد كريم.
وصلّى الله وسلّم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هذه الكلمة في هذا اليوم قبيل صلاة العشاء من يوم الأحد الموافق لـ:22 ليلة الثالث والعشرين من الشهر السادس وهو جمادى الآخرة سنة 1433 من هجرة سيد الخلق –صلّى الله عليه وسلّم- في منزلي أنا محمد بن هادي بن علي فقيه المدخلي بمدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-.اهـ
كلامي الأول في «القذافي» وللأسف يعني بعضه ما نُشر وللأسف، بل يعني أعجب من ذلك ما ذكرت لكم أنهم صوروني في الكلمة التي اجتزؤوها وعدة مرات وجاءتني الاتصالات حتى من أقاربي نشرت عن طريق ما يسمونه بـ:«القناة الشبابية» وهذه «الشبابية» في ليبيا؟ أه؛ «الشبابية» اسمها؟ نعم؛ لا أدري تبع من لكن صوروني كأنني مدافع عن «القذافي» وكأني أقول هو وليّ أمر شرعي لا يجوز الخروج عليه وهذا من الكذب من تقليب الأمور، فأنا قلت لأبنائي قديما هنا في تلك الفترة قلت لهم: هذا الرجل أنا لا أشك في كفره من ثلاثين عاما سمعتم هذا مني ولاّ لا أبنائي؟ سمعتموه؟ في المسجد وفي الدّرس وفي الطريق وعلى باب بيتي وفي الاتصالات لا أشك في كفره من ثلاثين سنة كيف اليوم ما يجوز الخروج عليه هذا باب.
الباب الثاني: أنا قلت كلمة الخروج إنما تطلق إذا قيل هذه الكلمة في حقّ من خُرج عليه إذا كان مسلمًا يُقال خروج عن السمع والطاعة؛ هذا ما هو مسلم أصلاً ولا يقال لهؤلاء أيضا أنهم «ثوار» لكن أصبح مصطلحًا دارجًا شائعًا بين النّاس لا يقولون إلاّ إيش؟ «الثوار»، وإلاّ «الثوار» في الاصطلاح الصحيح: هم من ثاروا على من له ولاية شرعية هو مثل كلمة الخوارج خروج؛ هذا ما له ولاية شرعية، فهؤلاء والله «مجاهدون» وقد أحسنوا بإزالته غاية الإحسان فالكلام إنما هو كان في مسألة هؤلاء لهم قوة أو ليست لهم قوة، فمن هذه الناحية قلنا: إذا لم تكن لكم قوة؛ قالوا: مالهم قوة فيه؛ قلنا: لا تخرجوا لا لأجل «القذافي» أنه مسلم لا يجوز الخروج عليه والذي يخرج يسمى خارجي لا؛ لكن صيانةً لدماء المسلمين وصيانةً لحُرمات المسلمين وتعظيمًا لشعائر المسلمين لأنها تتعطل وحفظًا لأمن المسلمين فيصبرون على هذا الشرّ في دفع شرور أخرى، بعد ذلك لما رأيت التقدم وظهور يعني هؤلاء الذين قاموا في قتاله سألوني عدد أيضًا من الإخوة الليبيين قلت: هم الآن في قوة ومتوجهين الله يعينهم ويوفقهم؛ صح ولاّ لا؟ قلت: الله يعينهم ويوفقهم؛ هم وصلوا الآن إلى قوة الله يزيدهم، فالشاهد نحنُ الآن نُصحّح للناس مثل هذه العبارة إذا صحّحت لهم هذه العبارة علموا صحّة موقفك الأول فنحن والله ما نطلق عليهم لفظ «الثورة» ولا نحب أن نطلق عليهم لفظ «الثوار» ولا إيش؟ مسألة «الخروج» لأنّ هذا اللّفظ معناه الشّرعي هو الذي ذكرته لكم، ومعاذ الله أن نقول إن هذا حاكم مسلم لا يجوز الخروج عليه والذي يخرج لقتاله ويعين على قتاله وإزالته عن الأمة يُوصف بأنه «ثائر» أو «خارجي»؛ بل إن شاء الله نعدّهم «مجاهدين» في إزالته، فهذا الوضع الآن ما فيه وجه ولا واحد في المائة حتّى يجعله مشترك مع نظام «القذافي» فيجعلنا نجعل الاثنين في كفة وهذا في كفة وهذا الحالي في كفة لنعقد مفاضلة بينهما؛ ما فيه نسبة ما هناك نسبة تجعلنا نجعل مقارنة بين هذا الحالي وبين ذاك؛ الحالي خير «مصطفى عبد الجليل» خير؛ بل لا يجوز أن يوضع في كفة مع هذا المرتدّ الظالم، يعني يجب أن يُعلم هذا، ورجل يريد الإصلاح ويدعو إليه كما سمعتم ويجب علينا أن نعينه نحن ديانة وشرعا بكل ما نستطيع ممّا لا يترتّب عليه محذور في الشّريعة فإنّ السّمع والطاعة إنما هو في المعروف وأما إذا أمر العبد المسلم بمعصية فلا سمع ولا طاعة، وكفل الشّرع أيضا للحاكم حقّه ولا تنزع يد من طاعة إذا أخطأ هنا نعم نحنُ ما نطيعه في الخطأ لكن لا نقابل الخطأ بخطإ فما نريد أن نطبّ زكاما فنحكم جذاما؛ والنبي –صلّى الله عليه وسلّم- أمرنا بذلك قال: (إذا أمروا بمعصية فلا سمع ولا طاعة ولا تنزعنّ يدا من طاعة) فنحن نعينه ونسدّده بكل ما نستطيع هذا حال الإخوة في ليبيا وندعو له بالتوفيق والصّلاح وندعو له أيضًا بحسن البطانة وندعو له أيضًا بنور البصيرة وندعو له بالسّداد في الرأي وندعو له بالتوفيق والثبات على الحقّ وندعو الله جل وعلا أن يشرح قلبه ويفتح عليه في نصرة الحقّ كما تزعّم أولا في مواجهة هذا المبطل الذي أهلكه الله وأذلّه وأهانه جزاء وفاقا منه سبحانه وتعالى؛ فنحن نقول: يُتعاون معه ويُسدّد ويجب أن تُسلك الطرائق الشرعية الصّحيحة التي تزم فيها الأمور بزمام النقل الشرعي والعقل السليم الذي يُقدّر المصالح والمفاسد فإنّ هذا الباب ليس لكلّ أحد أن يتكلّم فيه هذا أوّلاً السّياسة الشرعية ليست لكلّ أحد؛ السياسة الشرعية لمن عرفها عرف الشريعة وعرف قواعد الشريعة وأصول الشريعة وعرف المصالح والمفاسد والمناط الذي يُعلّق عليه الحُكم حالاً أو مآلاً فهذا الذي له أن يتكلم، أما الإنسان يتكلم في هذا الجانب وهو لا يحسن هذا ما يضرّ وما يفسد فيه غالبًا في ظنّنا أكثر مما يصلح.
فالذي أنا أوصي به أبنائي في ليبيا خاصّةً وفي عموم العالم الإسلامي ممن يبلغهم هذا النقل عامّة أن يَدَعُوا الأمور العامة لا تعالج على رؤوس المنابر وفوضى وإنّما يجتمع لها أهل الحلّ والعقد ومن آتاهم الله علمًا شرعيًّا يتدارسون هذه الأمور وينظرون فيها بما يصلح ونسأل الله لهم التوفيق، وأنتَ والثاني والثالث ممن عندهم شيء من العلم والتصاق بالناس واحتكاك بهم وعندك الغيرة على دين الله وشرعه وحرمته إذا رأيت ما يوجب ارفعه لهؤلاء وهؤلاء ينظرون ويعالجون بالحكمة وبالتي هي أحسن وبالطريقة التي ينفع الله بها كثيرا ويدفع الله بها شرًّا كثيراً، هذا الذي أنا أوصي به إخوتي وأبنائي.
وهناك نقطة أحب أن أختم بها أوجهها إلى إخوتي المسلمين عمومًا في ليبيا الخطباء خاصة عموم الخطباء في ليبيا والسّلفيّين خاصّة عليهم أن يحثّوا النّاس على ما ينفعهم ويصرفوهم عن ما لا ينفعهم وأعني بذلك ما يتعلّق بأشخاصهم وذواتهم ويَدَعُوا ما لا دخل لهم فيه، يُقبلون على إصلاح أنفسهم هم والخطيب يلتمس حاجة مجتمعه المصغر قبل المُكبّر فينظر في تعليمهم أمور دينهم عقيدتهم صلاتهم صيامهم طهارتهم الأحكام أحكام النكاح أحكام الحيض أحكام النفاس هاته التي يعيبوننا بها ونحن نفتخر بها لأنّ رسول الله –صلى الله عليه وسلّم- علّمها أصحابه وأصحابه علّموها أزواجهم وأولادهم ونقلوها إلى التابعين والتّابعون نقلوها إلى أئمة الهدى ونُقلت إلينا الشّاهد يُعلّمونهم ما يجب عليهم عينيًّا أن يعلموه، وهذه الأمور يدعوها لأن العامة لا دخل لهم فيها وإنّما يُتحدّث فيها مع أولي الحلّ والعقد ومع أولي الأمر الذين يُقال فيهم:
وللتّدابير فرسان إذا ركبوا *** فيها أبروا كما للحرب فرسان
هل الحرب كل الناس تحارب؟ يحارب من يحسن الحرب وفنون الحرب، هكذا العلم ما يتعلق بالتعليم والإفتاء كل الناس تفتي؟ لا؛ من يحسن الفتوى، وهكذا التوجيه كل الناس توجه؟ لا؛ من يحسن التوجيه، وهذه المسائل هكذا إنما يترك فيها الأمر لمن آتاه الله سبحانه وتعالى حسن العلم وحسن العمل ونفاذ البصيرة.
وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمع القلوب على كلمة سواء وأن يُجنّب إخواننا المسلمين في ليبيا خاصّةً وفي جميع بلدان المسلمين الشّرور والفتن، وأن يرفع عنهم ما نزل بهم وأن يعصمنا وإياكم جميعًا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن؛ إنه جواد كريم.
وصلّى الله وسلّم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هذه الكلمة في هذا اليوم قبيل صلاة العشاء من يوم الأحد الموافق لـ:22 ليلة الثالث والعشرين من الشهر السادس وهو جمادى الآخرة سنة 1433 من هجرة سيد الخلق –صلّى الله عليه وسلّم- في منزلي أنا محمد بن هادي بن علي فقيه المدخلي بمدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-.اهـ
تعليق