العلامة ربيع بن هادي ..جلسات التوبة لبعض من وقع في الأخطاء..أظنها من طريقة أهل البدع

[أبو حسان مروان العشيري]

سئل الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- :
هل إقامة جلسات التوبة لبعض من وقع في الأخطاء يعتبر من منهج السلف؟

الجواب :

"الإنسان ينصح المخطيء سرا فيما بينه وبينه، والنصيحة ليس فيها إشاعة، فيقول له : اتق الله يا أخي وأنا أخوك وأرجو لك الخير ، ويذكره بالله أما هذه الطريقة المذكورة فأظنها من طريقة أهل البدع، والله أعلم".أ.هـ
رسالة:( الهداية ومفاسد الكذب) دار الميراث النبوي-ط الأولى1433هـ صفحة رقم"27".

منقول للفائدة

[أبو المهدي إسماعيل العلوي]

بارك الله فيك و جزاك خيرا أخي الكريم .
فائدة جد نفيسة و قيمة جعلها الله في ميزان حسناتك.
لكن ينبغي التنبيه إلى شيء وهو أن الخطأ إذا شاع شاع الرد , و الرد من النصيحة كما هو مقرر في المنهج السلفي و هذا غير ما ذكر في نصيحة الشيخ ربيع أعلاه و يكون هذا الرد طبعا بعد النصيحة التي تكون بالتي هي أحسن فإذا تعنت المنصوح و تجبر و استكبر فالرد علانية هو السبيل الوحيد لإيقاف انتشاره خطئه حتى لا يتخذ منهجا و سبيلا .
أما هذه الطريقة التي ذكرت للشيخ ربيع لها مفاسد منها :
1- ان المنصوح قد تأخذه العزة بالإثم فلا يرجع و يدافع عن نفسه بالباطل و يكون الهدف المنشود و الذي هو رجوعه إلى جادة الصواب لم يتحقق في مثل هكذا طريقة .
2- انه قد يرجع و في داخله حقد لمن شهروا بنصيحته بهذه الطريقة فيحمل غلا لهم و ربما عاملهم بنفس المعاملة في المستقبل و ربما وغل صدور الشباب عليهم ....فتكون مفسدة أخرى غير تلك المرجوة .
3- أنه قد ينتقم بطريقة تكون نتائجها على الصف السلفي وخيمة فيقوم بالاتحاد مع من عوملوا بنفس الطريقة و يكونون حزبا ينتقمون من خلاله بمن عاملوهم بهذه الطريقة و يحاولون إقصائهم فيتمزق الصف السلفي إلى شطرين شطر مؤيد و آخر معارض .....
و هذا كله نتيجة قلة الاخلاص في التعامل مع أخطاء الغير :
فإن كان الناصح مخلصا مع الله تعالى و أن هدفه هو إعلاء سنة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و أن لا يستهان بها و نصرة المنهج السلفي فإنه يختار الطريقة المجدية التي يداوي بها أخاه فيكون همه نصرة المنهج السلفي و أن لا يضيع أخاه .
و إن كان المنصوح أيضا مخلصا مع الله فلا يهمه الطريقة التي نصح بها و لا يحقد على أخيه في طريقته التي عامله بها و لكن يتعامل مع الله سبحانه و تعالى و يحمد الله تعالى أن وفق له إخوان يقومون اعواججه و ينقدونه من سبل الضلال ثم يرجع و يتوب من الخطأ و بعد ذلك يبين لأخيه الناصح حين تصفو الأمور أن الطريقة التي سلكت معي يا أخي الحبيب طريقة غير سليمة و أن نتائجها قد تكون مع غيري كارثية.
إذن يا أخي فالمسألة مسألة الإخلاص و الصدق مع الله تعالى أسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في السر و العلن و يعيننا على أنفسنا و يرزقنا الاسقامة في الدين و يميتنا عليها .
بارك الله فيك أيها الأخ الفاضل و اعذرني على الإطالة و لكني كتبت ما كتبته أعلاه لكون نصيحة الشيخ ربيع حفظه الله تعالى ذكرتني بهذا المنهج الذي طالما سلكناه مع إخوة لنا أردنا أن نقومهم لوقوعهم في الزلل و لم نحسن طريقة التقويم فكانت النتيجة شق الصف السلفي إذ وجد المنصوحون زمرة من المحرضين إخوان الشياطين فزادوا نفخ نيران قلوبهم التي اشتعلت جراء هذه الطريقة العوجاء في النصيحة .
فأسأل الله تعالى أن يسامحنا و يغفر لنا زلاتنا و تقصيرنا في حق إخواننا و يعيننا على أنفسنا و الحمد لله رب العالمين و صلى و سلم على محمد الصادق الأمين و على آله و أصحابه و من اتبعوهم إلى يوم الدين .

[أبو حسان مروان العشيري]

جزاك الله خيرا و بارك فيك
فضيلة الوالد الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله أراد بهذا الكلام، الطريقة التي يسلكها البعض في نصح إخوته، وهي:
أنه كلما رأى من أخيه أمرا ينكره، لا يلتزم بقاعدة الإسلام - النصح لكل مسلم -، بل يعدل عن ذلك إلى أمر آخر منهي عنه شرعا - و هو التشهير -، كيف يكون ذلك،- أقصد التشهير - يكون:
بعقد مجالس يدعى فيها الكثير من الإخوة، و تبدأ محاكمة هذا الجاني في نظرهم، ثم إنزال الأحكام، إما بالهجر أو الاجتناب، وقد يحكم على الجاني إذا لم يحضر جلسة المحاكمة غيابيا.
هذه لمحة مختصرة عما يحدث في تلك المجالس التي ما رأينا منها خيرا.
فهذا الذي يقصده الوالد حفظه الله و رعاه و شفاه.
و ليراجع كتاب الفرق بين النصيحة و التعيير لابن رجب رحمه الله.
و للوالد حفظه الله تعليقات مفيدة على بعض أبوابه.