الرَّد على افتراءات جريدة النَّهار
والدِّفاع عن فضيلة الشَّيخ: جميل الصَّلوي -حفظه الله-
الحمد لله رب العالمين وليُّ الصَّالحين والعاقبة للمتَّقين ولا عُدْوان إلا على الظَّالمين أمَّا بعد: فإنَّ الله عزَّ وجلَّ حرَّم الظُّلم على نفسه وجعله بين العباد محرَّما فقال الله تعالى -كما في الحديث القدسي-: (يا عبادي! إنِّي حرَّمت الظُّلم على نفسي وجعلته بينكم مُحرَّما فلا تظالموا) أخرجه مسلم (2577)، وحرَّم ربُّنا أذيَّة المؤمنين بغير حقِّ فقال الله عزَّ وجلَّ: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58) ﴾ [الأحزاب: 58]، ومن الظُّلم الواضح والكذب الفاضح والبهتان المشين والإفك المبين ما كتبته من سمَّت نفسها: (سميحة غيوط) في مقالها الذي نشرته على صفحات جريدة: (النَّهار الجديد) تحت عنوان: (إمام يمني في الوادي يُحَرِّض المواطنين على مقاطعة الانتخابات) فاستعنت الله عزَّ وجلَّ في بيان شيءٍ من تلبيسات وكذبات وافتراءات هذه الكاتبة على الشَّيخ الفاضل جميل بن عبده بن قايد الصَّلوي -حفظه الله تعالى- وهذه صورة لهذا المقال قبل أن أشرع في الرَّد على فقراته:
الرَّد: لم يُقَدِّم الشَّيخ جميل أيَّ دروس في مسجدٍ من المساجد في الجزائر لا في وادي سوف ولا في غيرها، وهذه التُّهمة (تحريض المواطنين وإثارة الفتنة) تهمة باطلة نسأل اللهَ عزَّ وجلَّ أن ينتقم ممَّن اتَّهم الشَّيخ بها إذ أنَّ دعوة أهل السُّنَّة واضحة جليَّة يعرفها النَّاس فليس فيها تحريض على الفتن بل فيها الخير للحكومات والشُّعوب والتَّحذير من الفتن والمظاهرات والانقلابات التي يُسفك فيها دم المسلمين الأبرياء بغير حقٍّ.
الفقرة الثَّانية: (وكشفت مصادر قضائية حسنة الاطلاع أن وكيل الجمهورية قد أمر بإيداع الإمام اليمني الحبس بعدما -كذا!- جلسة سماع في قضيَّة تحريض المواطنين على الفتنة والخروج للشَّارع ومقاطعة الانتخابات التَّشريعيَّة المقبلة إلى جانب الدَّعوة لإقامة دولة إسلاميَّة بالجزائر)
الرَّد: هذا والله الذي لا إله غيره محض كذبٍ وافتراء لا يستطيع صاحبه أن يأتي بشيءٍ يثبت ذلك فليُبشر صاحبه بردغة الخبال -وهي عصارة عرق أهل النَّار- إن لم يتب ويُصلح، كيف يُقال إن الشَّيخ جميلاً يُحَرِّضُ المواطنين على الفتنة والخروج للشَّارع وهو الذي ما فتئ يُلقي علينا النَّصائح والتَّوجيهات بالبعد عن الفتن والقلاقل والخروج على الحكَّام والمظاهرات، وأمَّا مسألة الانتخابات فهذه فتوى شرعيَّة بأدلَّة من الكتاب والسُّنَّة لا يستطيع أحد إنكارها وهي ليست فتوى الشَّيخ جميل الصَّلوي فقط بل هي فتوى كل السَّلفيين الجزائرين -وغير الجزائريين- بل هي فتوى عدد كبير جداً من الشَّعب الجزائري الذي أعطته الدَّولة الحُريِّة في تقرير مصيره فلا يوجد قانون يفرض على الشَّعب الانتخاب؟! ولا يُوجد قانون يعاقب من قال: (إنَّ الانتخابات حرام)! وإذا كانت هذه الدِّيمقراطيَّة -التي لا نؤمن بها- هي (حُكم الشَّعب)! وهي: (تجسيدٌ لحريَّة المواطن) و(إعطاء الناس حرية التَّعبير عن الرَّأي)! فكيف يُعاقب من قال: (إنَّ الانتخابات حرام)؟!([1]) وتُكبت حُرِّيته ويُدخل إلى السِّجن بدون مراعاة حقِّ الضَّيف وبدون مراعاة حقِّ العلماء والدُّعاة إلى الله عزَّ وجلَّ، وأمَّا قول هذه الصحفية: (إلى جانب الدَّعوة لإقامة دولة إسلاميَّة بالجزائر) فالذي يعتقده الشَّيخ جميل الصلوي ويعتقده كل السَّلفيِّين في الجزائر وغيرها أنَّ الجزائر بلد مسلم وحكومته حكومة مسلمة والدَّعوة إلى إقامة الإسلام في كُلِّ شئون الحياة هي دعوة السَّلفيين كُلِّهم بل هي دعوة المسلمين عامَّة والله عزَّ وجلَّ يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً﴾ [البقرة: 208]، قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره (1/565): (يقول تعالى آمرا عباده المؤمنين به المصدقين برسوله: أن يأخذوا بجميع عرى الإسلام وشرائعه، والعمل بجميع أوامره، وترك جميع زواجره ما استطاعوا من ذلك. قال العوفي، عن ابن عباس، ومجاهد، وطاوس، والضحاك، وعكرمة، وقتادة، والسدي، وابن زيد، في قوله: ﴿ ادخلوا في السلم ﴾ يعني: الإسلام.) اهـ، فالله عزَّ وجلَّ أمرنا أن ندخل في الإسلام بجميع جوانبه سواء في العبادات أو المعاملات أو غيرها من مصالح الدُّنيا والآخرة فلا عيب على من قال: (ننصح الحكومات بترك الانتخابات وننصحهم بالبعد عن كل ما حرَّم الله عزَّ وجلَّ ورسوله صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم والحرص على فعل كُلِّ ما أمر الله عزَّ وجلَّ ورسوله صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم).
الفقرة الثَّالثة: (وكشفت ذات المصادر أنَّه كان يُقَدِّم دروساً تطوُّعيَّة في العديد من مساجد الوادي، يحضرها عشرات الشَّباب المنتمين للتَّيار السَّلفي، وكانت الدُّروس دائماً تصب في التَّحريض على مقاطعة الإنتخابات وضرورة تغيير النِّظام القائم في البلاد وإقامة دولة إسلاميَّة وتطبيق الشَّريعة).
الرَّد: هذا أيضاً من الكذب الصَّرف الذي لا يمتُّ للحقيقة والواقع بأدنى صلة وقديماً قيل: [من بحر المتقارب]
شوكنا إليهم خراب العراق *** فعابوا علينا لحوم البقر
فصرنا كمن قيل في من مضى *** أريها السُّها([2]) وتُريني القمر
على السَّاعة التَّاسعة: درسٌ في شرح متن الأربعين النَّووية (وهي 42 حديثاً نبوياً).
بعده: درسٌ في شرح نظم البيقونية في مصطلح الحديث (وهي قصيدة في علم الحديث).
بعده: الإجابة على الأسئلة وتنتهي هذه الدُّروس الصَّباحيَّة عادة على الحادي عشر والنِّصف أو الثَّانية عشر أو ما يقارب هذا الوقت.
بعد ذلك ينصرف الشَّيخ يستريح في البيت الذي أُجِّرَ له،
ثُمَّ في المساء بعد العصر على السَّاعة الخامسة تقريباً يشرح الشَّيخ حفظه الله تعالى كتاب: (الدُّروس المُهِمَّة لعامَّة الأُمَّة) والكتاب للشيخ العلاَّمة عبد العزيز بن باز -رحمه الله- مفتي عام المملكة العربيَّة السعودية،
ثُمَّ بعد هذا الدَّرس يُعَلِّق الشَّيخ على كتاب: (الصَّحيح المسند من أسباب النُّزول) للإمام الوادعي مجدِّد الإسلام باليمن الميمون ثُمَّ ربَّما يُجيب عن بعض الأسئلة إذا بقي مُتَّسعٌ من الوقت والأسئلة كانت في جميع المجالات فقهية حديثية وعقديَّة
وبعد المغرب يُعَلِّق الشَّيخ على كتابه: (الإسلام النِّعمة الكبرى وضِدُّه الخسارة الكبرى)
وبعد ذلك يُعلِّق على كتاب الطَّهارة من صحيح الإمام مسلم...
(وكُلُّ هذه الدُّروس مُسَجَّلةٌ بصوت الشَّيخ ومن أراد التَّأكُّد فليتواصل مع الإخوة المنظِّمين للدَّورة العلميَّة) فلا يجوز بحالٍ من الأحوال أن تقول هذه الكاتبة: (وكانت الدُّروس دائماً تصب في التَّحريض على مقاطعة الإنتخابات وضرورة تغيير النِّظام القائم في البلاد وإقامة دولة إسلاميَّة وتطبيق الشَّريعة) وقد سبق بيان برنامج الشَّيخ الذي كان تعليماً دعوياً بعيداً عن إثارة الفتنة كما صوَّرته هذه الكاتبة المسكينة وأمَّا الدَّعوة إلى إقامة الشَّريعة فهي دعوة كُلِّ مُسلِمٍ ولكن بالطُّرق الشَّرعية البعيدة عن الفتن والقلاقل بلا انتخابات ولا إضرابات ولا ثورات ولا اعتصامات ولا مظاهرات فهي هي دعوة أهل السُّنَّة وهي دعوة واضحة بعيدة عن الغموض والسِّرِّية ليست كدعوة (الإخوان المسلمين) الذي يعتمدون في نشاطاتهم على السِّريَّة والغموض فإذا جاءت فتنةٌ من الفتن كانوا هم القيادة فيها كما حصل في تونس ومصر وليبيا ممَّا هو معلوم.
الفقرة الرَّابعة: (حيث تلَّقت مصالح الدَّرك الوطني معلومات حول نشاط هذا الإمام الغريب عن المنطقة؛ فقامت بتتبُّع نشاطه ورصد تحرُّكاته، حيث تمَّ توقيفه في إحدى الشَّوارع بينما كان يهمُّ بجمع المواطنين حوله لتنظيم ما يُشبه المسيرة لمقاطعة الإنتخابات...)
الرَّد: قول هذه المرأة: (هذا الإمام الغريب) بل والله أنت الغريبة وأمثالك ممن لا يستحي أن يكذب الكذب الواضح البطلان، وأيضاً الغريبون هم من يفتون بجواز الانتخابات مثل أحد الأئمَّة الذين باعوا أخراهم بدراهم معدودة حيث قال: (إنَّ من قال: إن الإسلام يُحرِّم الانتخابات كافر!) وأما قولها: (بينما كان يهم بجمع المواطنين حوله لتنظيم ما يُشبه المسيرة لمقاطعة الانتخابات) هذا كذبٌ أيضاً وبضاعة الصَّحفيين (الكذب) وهمُّهم ملأ تلك الفراغات التي في أوراق الجريدة ولو بالكذب المشين والإفك المبين فحسبنا اللهُ ونعم الوكيل على هذا الظُّلم الذي لا تستطيع هذه الكاتبة ولا غيرها من البشر أن يأتوا بدليلٍ واحدٍ على إثبات هذا الكلام السَّيِّء الذي يُخالف عقيدة الشَّيخ جميل الصَّلوي -حفظه الله- ومنهجَه فهو من أحرص النَّاس على التَّحذير من المظاهرات والفتن والثَّورات وما كلامه في الانتخابات إلاَّ من هذا الباب فهذه الانتخابات فتحت على الأُمَّة الإسلاميَّة باب شَرٍّ عريضٍ إذ هي من تقليد الكُفَّار والتَّشَبُّه بهم وما مأساة (التسعينات أو العشرية السَّوداء) عنَّا ببعيد والتَّاريخ شاهد ما الذي كان سبباً في ما حصل من خروج على وليِّ الأمر المسلم وقتل الأبرياء من الأمن الجزائري والأبرياء من المواطنين العُزَّل أليست الانتخابات؟ وأيضاً منهج الخوارج الذين مثلَّهم (علي بلحاج) و(عبَّاس مدني) وفكرهم الضَّال المنحرف الذين قال عنهم النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم: (سفهاء الأحلام)، وقال: (يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان) وقال: (يقرءون القرآن لا يُجاوز تراقيم)...إلخ فمن سفههم أنَّهم أرادوا نصر الإسلام بالمعاصي والمنكرات التي منها: (الانتخابات) فكان ماذا؟ فكان أن سالت وديان الجزائر بأنهارٍ من الدَّم ولم تندمل جراح كثيرٍ من ضحاياها بعد. وكان أهل السُّنَّة النَّاصحون الغيورون على شرع الله عزَّ وجلَّ يُحَذِّرون من هذه الانتخابات ومن عواقبها السَّيِّئة في الدُّنيا والآخرة وهم يصدعون بما أوجبه الله عليهم ولا يخافون في الله عزَّ وجلَّ لومة لائمٍ امتثالاً لقوله تعالى: ﴿فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين﴾ [الحجر: 94] فقد تكلَّم في (علي بلحاج) و(عباس مدني) الشَّيخ العلاَّمة الإمام مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله تعالى- مؤسِّس دار الحديث السَّلفيَّة بدمَّاج -صعدة- اليمن، والذي هو من مشايخ الشَّيخ جميل الصَّلوي -حفظه الله تعالى- ولا يزال أهل السُّنَّة على ذلك وسيظلُّون إن شاء الله تعالى ولن يستطيع أحدٌ صدَّهم عن تبليغ شرع الله عزَّ وجلَّ فهذه الدَّعوة دعوة الله ربِّ العالمين.
الفقرة الخامسة: (وذكرت مصادر مُطَّلعة أنَّ نفس الشَّخص كان قد مثل نهاية الأسبوع أمام العدالة في قضيَّة ذات صلة بالإرهاب وأخرى مُتَعَلِّقة بالإقامة غير شرعيَّة بعد نهاية صلاحيَّة تأشيرة الدُّخول للتُّراب الوطني بـ "3" أشهر)
الرَّد: هذا أيضاً يُضافُ إلى ديوان كذبك الذي ستحاسَبين عنه عند الله عزَّ وجلَّ قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (105)﴾ [النحل: 105] فمن أين لكِ أنَّ الشَّيخ جميلاً -فكَّ اللهُ أسره- مَثُلَ نهاية الأسبوع أمام العدالة من أجل قضيَّة ذات صلة بالإراهاب؟! ومن أين لكِ أنَّه -حفظه الله تعالى- أيضاً حوكم في قضيَّة متعلِّقة بالإقامة غير الشَّرعيَّة بعد نهاية صلاحيَّة تأشيرة الدُّخول للتُّراب الوطني بـ: "3" أشهر؟!! عجباً والله من هذا الكذب فالشَّيخ لم يُعرض أبداً للمحاكمة من أجل الأشياء التي ذكرتْها هذه المرأة، فالشَّيخ لم تنته مُدَّة تأشيرته في الجزائر كيف ذلك وهو دخل إلى التُّراب الوطني بتاريخ: (4/4/2012) يعني لم يمض شهرٌ على دخوله! فكيف يُقال إنَّ تأشيرة دخوله انتهت منذ "3" أشهر؟!! بل غاية ما فيه أنَّ الشَّيخ العالم الفاضل جميل الصَّلوي عُرِضَ على المحاكمة بتهمة! إلقاء محاضرات بدون رخصة، وقد قام أخونا القائم على الدَّورة -حفظه الله- بالاستئذان من مصالح الدَّرك وأذنوا له وهذا ليس بجديد على البلاد فقد أتى قبل الشَّيخ جميل -حفظه الله- أتى الشَّيخان: عبد الحميد الحجوري وحسن بن قاسم الرَّيْمي -حفظهما الله تعالى- ولم يحصل توقيف لهما أو محاكمتهما، وأصلاً فإنَّ الدَّعوةَ إلى الله عزَّ وجلَّ لا تحتاج رخصةً فهي دعوة صافية ليس فيها مشاكل ولا قلاقل ولا فتن ولا مشاكل والدَّولة تعرف هذا، وهي دعوة تعليميَّة تُعلِّم النَّاس الكتاب والسُّنَّة وهذا ما حصل من شيخنا أبي عبد الرَّحمن جميل بن عبده بن قايد الصَّلوي -فكَّ اللهُ أسره- فقد كانت دعوته تعليميَّة فعلَّم النَّاس التَّوحيد وحذَّرهم من الشِّرك وعلَّمهم كيفيَّة الطَّهارة والوضوء والصَّلاة وتفسير بعض السُّور من القرآن وكُلُّ هذه الدُّروس مُسَجَّلة وبعضها نُشِرَ في الشَّبكة، وكان يحضر لهذه الدُّروس الصِّغار والكبار وأهل البلاد من عامَّة النَّاس والله المستعان.
وفي الأخير أقول: إنَّ أهل السُّنَّة في الجزائر وفي اليمن وفي كُلِّ مكانٍ في هذا العالم يرفعون الشَّكوى إلى الله عزَّ وجلَّ أن يُعَجِّل بفكِّ أسر الشَّيخ العالم: جميل الصَّلوي -حفظه الله تعالى- وأن يُعيده إلى أهله سالماً غانماً، ثُمَّ إنَّا نطلب من السُّلطات الأمنيَّة وعلى رأسها ولي أمرنا الرَّئيس: عبد العزيز بوتفليقة -حفظه الله ووفَّقه لِكُلِّ خيرٍ- أن يتدخَّل لإطلاق سراح هذا الشَّيخ المظلوم البعيد عن الفتن والمشاكل لا سيَّما وأنَّه ليس هناك أيُّ قانون يُعاقب من قال: (إنَّ الانتخابات حرام) والأولى أن يُعاقب ويُمنع من الدُّخول إلى الجزائر من يُفتي بجواز الانتخابات ومن يُفتي بجواز المظاهرات ومن يُفتي بجواز الانقلابات ومن يُفتي بجواز الثَّورات من أمثال (يوسف القرضاوي) ومن أمثال (مُحمَّد حسَّان) وغيرهم ممَّن هو معروف بهذا وإلا فمسألة حرمة الانتخابات فإنَّ الكثير من الشَّعب الجزائري هذا اختياره ورأيه وأهل السُّنَّة لا يقولون لوليِّ أمرهم: (ارحل) بل موقفهم هو الموقف الطَّيِّب الذي ينفع الله به العباد والبلاد ويُغيض الله به أعداء الله من اليهود والنَّصارى فهم يدعون الله لولي الأمر ولا يخرجون عليه ولا يثورون عليه ومن ذلك أنَّهم لا يُشاركون في هذه الانتخابات المُحَرَّمة فليس هناك أيُّ دليلٍ على أنَّ هذا الشَّيخ وهذا العالم الجليل يستحقُّ الحبس،
ولقد تألَّم أهل السُّنَّة في كُلِّ مكانٍ بهذا الخبر المفجع وقد قام النَّاطق الرَّسمي باسم معهد دار الحديث بدماج - صعدة - اليمن بإخراج بيانٍ حول هذا الموضوع وهذا نَصُّه:
أهكذا يعامل العلماء في الجزائر
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فقد ذهب الشيخ جميل الصلوي حفظه الله إلى دولة الجزائر الشقيقة زيارة لإخوانه الجزائريين ودعوة إلى الله عزو جل بناءً على طلب كثير من الإخوة الجزائريين، وقد استقبله الإخوة الجزائريون بحفاوة وترحاب وقد أمضى معهم أيامًا طيبة ما يقارب العشرين يومًا في الدعوة إلى الله عز وجل من خلال إلقاء المحاضرات والدروس العلمية النافعة، والناس مرتاحون له ولمحاضراته كيف لا وأهل السنة دعوتهم دعوة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، دعوة رحمة ومحبة وإصلاح للمجتمعات دعوة بعيدة عن الفتن والقلاقل والخروج على ولاة الأمور المسلمين، فدعوة أهل السنة تختلف عن دعوة الرافضة والخوارج وبقيت الدعوات المنحرفة.
ولكننا فوجئنا بأن الأمن الجزائري وفقه الله قد قام باستدعاء الشيخ جميل الصلوي يوم الثلاثاء 3جماد الثاني 1433هجرية وقام باستجوابه ثم أخلوا سبيله، وفي يوم السبت 7من جماد الثاني تم استدعاء الشيخ جميل للمرة الثانية من قبل الأمن الجزائري وأوقفوه عندهم ومازال محتجزًا عندهم إلى هذه اللحظة بدون ذنب شرعي.
وإننا لنأسف لهذا التصرف من قبل الأشقاء في الدولة الجزائرية الشقيقة بحق الشيخ جميل الصلوي ونطالبهم بسرعة الإفراج عنه والاعتذار له لما سببوه له من الأذية والمضايقة وليس هذا من إكرام الضيف، خاصة والشيخ جميل الصلوي من مشايخ أهل السنة المعروفين في اليمن ولا حول ولا قوة إلا بالله و الحمد لله رب العالمين.
الناطق الرسمي بدماج
سرور الوادعي
الأحد 8-6-1433هجرية
[email protected]
سرور الوادعي
الأحد 8-6-1433هجرية
[email protected]
نسأل اللهَ عزَّ وجلَّ أن يُعَجِّل بإطلاق سراح الشَّيخ العالم الفاضل: جميل الصَّلوي -المُدَرِّس بدار الحديث بدمَّاج- وأن يُعَجِّل برجوعه إلى أهله سالماً ونسأله تعالى أن يُصْلِح أحوال المسلمين وأن يأخذ بنواصينا إلى الحقِّ والبرِّ والسُّنَّة ونسأله تعالى أن يُوَفِّق ولاَّة أمورنا لنصر سُنَّة أبي القاسم عليه الصَّلاة والسَّلام التي فيها العزُّ والتَّمكين قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56)﴾ [55-56]. هذا وصلَّى اللهُ على نَبِيَّنا محمَّد وعلى آله وصحبه ومن اتَّبع هداه والحمد لله.
كتبه: أبو أحمد ضياء التَّبِسِّي الجزائري
[1] مع أن هذه فتوى شرعية بأدلة من الكتاب والسنة فليست رأيا خارجا من بشر.
([2])وهو نجمٌ معروفٌ كانت العرب تقيس به نظرها.
تعليق